العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-14, 08:48 PM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي مع الأسرة المسلمة ..


[BACKGROUND="100 #333333"]

كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
الـبيت المسلم نواة المجتمع الإسلامي
والبيت هو عش الأسرة الذي تعيش فيه جزءًا كبيرًا من حياتها؛
ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالبيت المسلم، فهو نواة المجتمع الإسلامية

لذا وجب عليـهم أن يضعوا دستـورًا لهـذا البيت، على أسـاس من تـقوى اللـه ومراعــاة العشير.

كما أن الأسرة مطالبة بتهيئة البيت لحياة سعيدة، ملؤها النظام والنظافة،

فتجعل منه مسجدًا للعبادة، ومعهدًا للعلم، وملتقى للفرح والمرح؛

لذا جاء هذا الكتاب ليرسم للأسرة المسلمة الطريق إلى كل ذلك،

وليجيب عن أسئلة كثيرة ذات شأن في بناء البيت المسلم.

إن هذا البرنامج جمع أشتاتًا متفرقة، وطرح قضايا مثيرة،

جديرة بأن تهتم بها الأسرة المسلمة، التي تبتغى رضا الله، والنجاح في حياتها،

والسعادة لمن حولها، ومن أهم تلك القضايا التعريف بالبيت المسلم،

ودستوره في الحياة، ومواصفات هذا البيت، ومكانة العبادة والعلم فيه،

وأهمية التنظيم والنظافة والجمال في إظهار البيت المسلم في أبهى صورة،

وإبراز الوسائل التي تجعل البيت المسلم آمنًا وصحيًّا، ثم الحديث عن اقتصاديات البيت المسلم

وأثرها في المعيشة، بالإضافة إلى كثير من المعلومات التي تهم البيت المسلم والأسرة المسلمة.





... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيت السعادة


قال تعالى:

{والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا}

[النحل: 80] .

نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان، وأمان وسكينة؛ فيه نعيش

، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء، وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.

وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته،

فأولى بالإنسان المسلم أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره.

والبيت ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد،

ومكان الأنس والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء والاستقرار.

وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي،

فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين،

فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، قال تعالى:

{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها

وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}

[الروم : 21].

وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه، وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها.

وقد يتساءل بعضنا: لماذا البيت المسلم؟

وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟

لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة،

تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم،

فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم،

لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه وأثاثاته وطريقة تنظيمه بإسلام صاحبه.

وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا،

وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال القرآن الكريم والسنة الشريفة،

فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات،

وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة ،

ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.

وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي،

وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء،

وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم-

ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك.

ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه،

فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي، قال تعالى:

{أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه

على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}

[التوبة: 109].
وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة على قدر معيشته،

إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله ورزقه، وإيمانهم بقوله صلى الله عليه وسلم:

(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)

[الترمذي وابن ماجه].

وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله،

وتمثل فيها التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا،

فقد كانت بيوته صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد،

بعضها من جريد مُغَطى بالطين، وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض،

مُسقَّفة بجريد النخل.

وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة-

حجرة واحدة من اللَّبِن (الطوب النيِّئ) والطين، مُلحَقًا بها حجرة من جريد

مستورة بمسوح الشعر (جمع مسح: وهو كساء من الشعر)،

وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم،

وكان أثاثه بسيطًا: سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد حشوها ليف،

وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه ووضوئه صلى الله عليه وسلم.

وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب -رضي الله عنه-

خميلة (ثوب من قطيفة)، ووسادة من أدم (جلد) حشوها ليف،

ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء،

ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي.

وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا،

فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل،

بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل، فالله تعالى يقول:

{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}

[الأعراف: 32].

ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

(أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)

[الحاكم].

وعلى الإنسان أن يحسن استغلال هذا النعيم؛ لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى:

{ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}

[التكاثر: 8].
والأسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر، تميل إلى أن يكون بيتها

من خير البيوت سعة وجمالاً، ومملوءًا بالنعم والخيرات، قال تعالى:

{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة

والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}.

[آل عمران: 14].
والأسرة المسلمة تعلم أن السعادة الحقيقية في أن تجعل من بيتها -صغر أو كبر-

جنة عامرة بالإيمان، هانئة بالقناعة، ترفرف عليها الطمأنينة والسكينة،

ويتنسَّم أفرادها الأدب الرفيع والسلوك القويم، وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم الله

التي تستوجب الشكر، فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها، قال تعالى:

{لئن شكرتم لأزيدنكم}

[إبراهيم: 7].
والأسرة المسلمة لا تتخذ من نعم الله عليها مجالا للكبر والتعالي على الآخرين،

بل تُظْهر فضل الله عليها ونعمه؛ استجابة لقوله تعالى:

{وأما بنعمة ربك فحدث}

[الضحى: 11]

وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم:

(ن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)

[الترمذي والحاكم].

وعلى الأسرة المسلمة ألا تنشغل بنعيم الدنيا عن طاعة الله،

وألا يكون بيتها في الدنيا هو همها الأكبر،

الذي يحول بينها وبين العمل لبيتها في الجنة -إن شاء الله-، وفي ذلك يقول الشاعر :

لا دارَ للمرء بعد الموت يسكنها

إلا التي كـان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخـير طاب مسكنه

وإن بنـاها بشر خـــاب بانيهــا

ولقد مر الإمام علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- على رجل يبني بيتًا، فقال له:

قد كنت ميتًا فصرت حيـًّا وعن قليل تصير ميـــتا

تبني لدار الفناء بيتــــًا فابنِ لدار البقاء بـــيتا

فهنيئًا للأسرة المسلمة إذا جعلت الدنيا في يدها لا في قلبها،

وهنيئًا لها إذا وظَّفت كل ما حولها توظيفًا صحيحًا، وجعلته مُعينًا لها على طاعة الله -عز وجل-

فهي تعمل بالحكمة القائلة:

(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)

[ابن المبارك].
والحديث عن البيت المسلم ومكوناته وأثاثه، وغير ذلك، لا يعنى -بالضرورة-

أن تجتمع هذه الصفات في كل بيت مسلم، ولكنها صورة مُثْلَى نسأل

الله -سبحانه- أن يحققها لكل مسلم على ظهر هذه الأرض.

وجوهر الأمر ليس في جدران البيت وأثاثه بقدر ما هو فيمن يسكنون هذا البيت،

وعلى هذا، فكل فرد من أفراد الأسرة يستطيع أن يحقق السعادة والهناء لأهل بيته بأقل شيء عنده،

والمؤمن كيِّس فَطِنٌ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني).

_[أحمد والترمذي وابن ماجه].




... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
دستور البيت المسلم

يقوم البيت المسلم على مجموعة من الأسس والقواعد التي تحكمه، وتنظم سير الحياة فيه،

كما أنها تميزه عن غيره من البيوت، وتُستمد هذه القواعد من القرآن الكريم

والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياة الصحابة و التابعين.
أهم قواعد هذا الدستور هي

- الإيمان الصادق بالله -سبحانه- وما يتطلبه ذلك من الإخلاص له، ودوام الخشية منه، وتقواه،

والعمل بأوامره، واجتناب نواهيه، والإكثار من ذكره.

- الإيمان بملائكة الله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، قال تعالى:

{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه

ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله}

[البقرة: 285].

- الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته، والعمل بما أمر به،

والبعد عما نهى عنه، قال تعالى:

{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

[الحشر: 7].

- أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها، قال تعالى:

{إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}

_[النساء: 103].

- أداء حق الله في المال من زكاة وصدقة ، قال تعالى:

{والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}

[المعارج: 24-25].

- صيام شهر رمضان، قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}

_[البقرة: 183].

- الذهاب لأداء فريضة الحج عند القدرة عليه، قال تعالى:

{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}

_[آل عمران: 97].

- العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، قال تعالى:

{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها

وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}

[الروم: 21].
وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك بينهما

لتدوم المودة والرحمة، وتتحقق السعادة لهما.

- للرجل حق القوامة في البيت، قال تعالى:

{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}

[النساء: 34].

- الرعاية حق مشترك بين الرجل والمرأة في البيت، قال صلى الله عليه وسلم:

(الرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته،

والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها)

[متفق عليه].

- التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها، وحسن طاعته، قال صلى الله عليه وسلم:

(إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة)

[الترمذي].

- التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها والإنفاق

عليها، قال صلى الله عليه وسلم:

(إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهويحتسبها؛ كانت له صدقة)_

[متفق عليه].

- التزام الوالدين برعاية أولادهما، وحسن تربيتهم، وتعليمهم أمور دينهم،

قال صلى الله عليه وسلم:

(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها

وهم أبناء عشر سنين . وفرقوا بينهم في المضاجع)

[أبوداود].

- التزام الأبناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي الله، قال تعالى:

{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}

[الإسراء: 23].

- صلة الأرحام وبر الأقارب والأصحاب، قال تعالى:

{واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام}

[النساء: 1].

وقال صلى الله عليه وسلم:

(من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه)

[البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم:

(من أبَر البر أن يصل الرجل وُدَّ أبيه)

[مسلم والترمذي].

- الالتزام بحق الجار، قال صلى الله عليه وسلم:

(مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه)

[متفق عليه].

- معرفة الفضل لأهله واحترام الكبير، قال صلى الله عليه وسلم:

(ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)

[أبو داود والترمذي]،

وقال صلى الله عليه وسلم:

(أنزلوا الناس منازلهم)

[أبوداود].

- التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل الأمور، قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}

[البقرة: 153].

- الصدق في المعاملة والحديث، قال صلى الله عليه وسلم:

(إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة)

[متفق عليه].

- التوكل على الله والاعتماد عليه، قال تعالى:

{ومن يتى الله فهو حسبه}

[لطلاق: 3].

- الاستقامة على طريق الله، قال تعالى:

{فاستقم كما أمرت}

[هود: 112].

- المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح، قال تعالى:

{فاستبقوا الخيرات}

[المائدة: 48].

- تجنُّب البدع ومحدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم:

(من أَحْدَث في أمرنا هذا ما ليس فيه؛ فهو رَدّ)

[متفق عليه].

- التعاون على البر والتقوى، وفي كل أمور الحياة، قال تعالى:

{وتعاونوا على البر والتقوى}

[المائدة: 2].

- بذل النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال صلى الله عليه وسلم:

(الدين النصيحة)

[مسلم].

- الابتعاد عن الظلم، قال صلى الله عليه وسلم:

(اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)

[مسلم].

- ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير، قال صلى الله عليه وسلم:

(لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)

[مسلم].

- قضاء حوائج المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم:

(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُرْبة؛

فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)

[مسلم].

- الزهد في الدنيا والتخفُّف من أعبائها، قال تعالى:

{وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}

[الحديد: 20].

- الاعتدال والاقتصاد في المعيشة والإنفاق، قال تعالى:

{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا}

[الفرقان: 67].

- الكرم والجود، قال تعالى:

{ وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}

[البقرة: 273].

- الإيثار واجتناب البخل والشُّح، قال تعالى:

{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}

[الحشر: 9].

- الوَرَع وترْك الشبهات، قال صلى الله عليه وسلم:

( إن الحلالَ بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما مُشْتَبِهات لا يعلمهن كثير من الناس،

فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)

[متفق عليه].

- التواضع وخفض الجناح، قال صلى الله عليه وسلم:

( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخر أحدٌ على أحدٍ؛ ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ)

[مسلم].

- الحِلم والرأفة والرفق، قال تعالى:

{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}

[آل عمران: 134].

وقال صلى الله عليه وسلم:

( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)

[مسلم].

- التخلق بالحياء، قال صلى الله عليه وسلم:

(الحياء لا يأتي إلا بخير)

[متفق عليه].

- الوفاء بالعهد، قال تعالى:

{وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا}

[الإسراء: 34].

- البشاشة والمرح، قال صلى الله عليه وسلم:

(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)

[الترمذي].

- الوقار والسكينة، قال تعالى:

{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا}

[الفرقان: 63].

- حسن الخلق، قال صلى الله عليه وسلم:

(أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)

[الترمذي].

- إلقاء السلام، قال تعالى:

{فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة}

[النور: 61].

- الاستئذان، قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا

على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون}

[النور: 27].

- الإحسان إلى الخدم، قال صلى الله عليه وسلم:

(فمن كان أخوه تحت يده فَلْيُطعمه مما يأكل، ولْيُلبسه مما يلبس،

ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم )

[متفق عليه].

- حب العلم والتعلم، قال صلى الله عليه وسلم:

(من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل الله له طريقًا إلى الجنة)

[مسلم].

- الابتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة، قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا

ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم}

[الحجرات: 12].

- الابتعاد عن الحسد، قال صلى الله عليه وسلم:

(إياكم والحسد ؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)

[أبو داود].

- عدم إساءة الظن، قال صلى الله عليه وسلم:

(إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)

[متفق عليه].

- الاهتمام بجمال البيت، قال صلى الله عليه وسلم:

(إن الله -تعالى- جميل يحب الجمال)

[مسلم].

- مراعاة النظام في كل أمور المنزل.



مماراق لي

[/BACKGROUND]



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 18-09-14 الساعة 08:53 PM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 08:56 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #333333"]
... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
مواصفات البيت المسلم

البيت هو موطن سكن الأسرة واستقرارها، ومكان راحة أفرادها،
والملجأ من تعب الحياة وكدها، ولذلك يفضل اختياره -إن تيسر- وفق مواصفات خاصة،
لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والاستقرار.
واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية،
وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة، منها عوامل اقتصادية، مثل ضيق دخل الزوج أو سعته،
ومنها عوامل اجتماعية، وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة.
ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضَّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛
حتى يكون بيتًا مثاليًّا مريحًا لمن يعيشون فيه، من غير مغالاة ولا سرف،
وفي ضوء الممكن والمتاح، مع الرضا برزق الله وما قسمه.
ومن هذه المواصفات
البيئة الاجتماعية الصالحة: وهي أول ما تضعه الأسرة أمام عينيها وهي تختار بيتها،
فإن للبيئة أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها،
وقد قيل في الأمثال: اختر الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار.
لذا يجب ألا يكون البيت في منطقة مشهورة بآفات معينة؛
كتجارة المخدرات وأماكن الفسق والخلاعة؛ حتى لا يتأثر بذلك الأبناء.
وقد قيل: إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه.
وقد حكى أن رجلاً كان يسكن بجوار الإمام أبى حنيفة، وأراد أن يبيع بيته، فجاءه رجل ليشتريه منه،
فقال صاحب البيت: أبيعك البيت بثمن، وأبيعك جوار أبى حنيفة بثمن آخر.
وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم، ويحبون لهم ما يحبون لأنفسهم،
فلن يؤذوا أحدًا، ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت، ولن يحدثوا صخبًا، ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر،
وإنما يتسامَوْنَ عن الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلامهم وقدر إيمانهم.
والبيت المسلم يراعي جيرانه -أيضًا- ويحفظ لهم حقوقهم، ويتحسس أحوالهم وحاجاتهم،
ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم، وذلك لعظم حق الجار،
قال صلى الله عليه وسلم:
(مازال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورّثُه).
[متفق عليه].
والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة، كما وضحها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم،
حيث روى أنه قال:
(أتدرون ما حق الجار؟ إن استعان بك أعنته، وإن استنصرك نصرته، وإن استقرضك أقرضته،
وإن افتقر عدت عليه، وإن مرض عدته، وإن مات تبعت جنازته، وإن أصابه خير هنأته،
وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا تَسْتَعْلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه،
وإن اشتريت فاكهة فأهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده،
ولا تؤذه بقتار قِدْرِك (رائحة طعامك) إلا أن تغرف له منه،
ثم قال: أتدرون ما حق الجار؟
والذي نفسي بيده، لا يبلغ حقَّ الجار إلا من رحمه الله)
[البزار].
الموقع:
وهو من أهم الأمور التي تجعل البيت مثاليًّا،
ويحسن أن يتوافر في موقع البيت عدة أمور، منها
توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة -ما أمكن ذلك- كالكهرباء، والصرف الصحي، والمياه الصحية،
وغيرها مما ييسر حركة الحياةويختصر الجهد والوقت
المساحة:
مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة، فإن المرأة يمكنها أن تستثمر هذه المساحة
لتحقيق الراحة والسكينة لأفراد البيت.
ولا شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب،
فالمسكن الواسع من الأمور التي تسعد الأسرة وتريحها نفسيًّا وصحيًّا،
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول:
(اللهم وسِّع لي في دارى)
[أحمد].
وقد لا تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت، وهذا لا يعد عذرًا في ألا يكون البيت جميلا مريحًا،
فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على مشكلة ضيق .

ربي ابني لي عندك بيتا في الجنة
[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 09:00 PM   #3
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #000000"]
... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيتنا مسجد

بيت المسلم يجب أن يكون تجسيدًا للإسلام بكل ما فيه من خيرات وبركات.
ومن هدى النبى صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في البيوت،
وأن نواظب على صلاة السنن في البيت، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
(صلوا أيها الناس في بيوتكم (يعنى الصلوات المسنونة)،
فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) [متفق عليه].
فالصلاة في البيت تشيع فيه روح الطاعة والعبادة لله، قال صلى الله عليه وسلم:
(اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا)

[متفق عليه]،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته،
فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا)

[مسلم]
وبذلك تعم البركة ويكثر الخير في البيت.
أما المرأة فصلواتها كلها -مفروضة ومسنونة- في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد؛
لأن في ذلك صيانة لها وحفاظًا عليها،
فقد روي أن أم حميد الساعدية جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، فقال صلى الله عليه وسلم:
(قد علمتُ، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في مسجد قومك،
وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة)
[أحمد والطبراني].
وما أجمل أن تتخذ الأسرة المسلمة في بيتها مسجدًا
(ركنًا خاصًا للصلاة والعبادة).
والأسرة المسلمة تدرك جيدًا أن التقرب إلى الله تعالى لا يكون بأداء الصلاة فقط،
بل إن العبادة باب واسع؛ فجميع أفراد البيت يكثرون من ذكر الله -سبحانه-
ويحرصون على أذكار اليوم والليلة، قال صلى الله عليه وسلم:
(مَثَلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت)
[مسلم].
وما أجمل أن يجتمع أهل البيت على قراءة القرآن، ويختمون قراءته مرة كل شهر على الأقل،
وما أجمل أن تجتمع كل أسرة مرة في الأسبوع تتعلم أمور دينها،
وتقرأ في كتب السنة والفقه وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
حتى تعود الصور المشرقة لبيوت صحابة النبى صلى الله عليه وسلم،
فقد كان يُسمع من بيوتهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن والصلاة بالليل
والبكاء بين يدي الله
-سبحانه-.
والأسرة المسلمة تستغل الأوقات المباركة المخصوصة،
مثل شهر رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وغير ذلك ...
فتستثمرها في العبادة، وتعرِّف أبناءها بهذه المناسبات وفضلها،
وتزودهم بما يرتبط بها من معلومات وأحكام.



[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 09:03 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #000000"]
... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيتنا معهد


حقَّا.. البيت المسلم لابد أن يكون معهدًا للعلم والمعرفة،
ولابد أن يتحلى جميع أفراده بحب العلم، والجد في طلبه، والحرص عليه،
لينالوا أعلى الدرجات عند ربهم، قال تعالى:
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات}
[المجادلة: 11]،
وقال أيضًا:
{إنما يخشى الله من عباده العلماء}
[فاطر: 28].
وطريق العلم هو طريق الجنة، قال صلى الله عليه وسلم:
(من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة)
[مسلم]،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة)
[الترمذي].
ولا شك في أن العلم من أفضل الأشياء؛ قال صلى الله عليه وسلم:
(إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جحرها،
وحتى الحوت، ليُصَلَّون على معلم الناس الخير)
[الترمذي]؛
لذا كانت البيوت المسلمة عامرة بالعلم ومدارسته.
والعلم من أهم المطالب في حياة البيت المسلم، فبالعلم تسلم العقيدة، وتصح العبادة،
ويصبح الإنسان على بينة من أمر دينه ودنياه،
ومن ذلك كان لابد من الاهتمام بالعلم والتعلم في البيت المسلم،
بحيث يحصل كل فرد من أفراد البيت على ثقافة إسلامية، وثقافة معاصرة، وثقافة تخصصية،
ولكي تصل الأسرة إلى أعلى مستوى من العلم والمعرفة؛ يمكنها مراعاة ما يلي:
*وجود مكتبة علمية متنوعة تشمل مختلف العلوم والثقافات الحياتية؛ لتنمية ثقافة أفراد البيت،
وتبين لهم الخطأ من الصواب.
ويمكن أن تحوي المكتبة كتبًا في المجالات الآتية:
-العلوم الشرعية كالتفسير والفقه والحديث وعلوم القرآن وغيرها.
-اللغة العربية وآدابها في عصورها المختلفة .
-التاريخ والحضارات .
-موسوعات في مختلف العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية التي تهمنا في حياتنا.
-كتب الأطفال والموسوعات الخاصة بهم .
-الكتب المتخصصة في تثقيف ربة البيت المسلم .
-كتب الثقافة الطبية والصحية.
*الاطلاع على الصحف والمجلات الدورية والمتخصصة؛
ليكون أفراد الأسرة على معرفة كافية بما يدور حولهم،
والتعرف على أحوال الأمة الإسلامية، وأخبار العالم الإسلامي، وما شابه ذلك.
*البيت المسلم لا يخلو من الجلسات العلمية المنتظمة،
وفيها تُناقش القضايا العلمية والاجتماعية، ومنها يستفيد جميع أفراد الأسرة
حيث ينقل كل منهم خبرته إلى الآخر،
وما أجمل أن يقوم أحد أفراد الأسرة في هذه الجلسات باختيار كتاب من كتب الأحاديث الصحيحة،
وقراءة عدة أحاديث يوميَّا مع شرحها ومناقشتها، ويقوم آخر بتقديم كتاب معين يعرض موضوعه،
ويدلي كل فرد بوجهة نظره، وما يعرفه من هذا الموضوع،
ولا شك أن هذه المناقشات تثري الجانب الثقافي لدى كل فرد من أفراد الأسرة،
وتقوي الجانب الاجتماعي، كما تبني الشخصية الحرة المستقلة.
*ويمكن عمل مسابقات بين أفراد البيت؛ لتنمية الثقافة العلمية، كما أنها وسيلة للتسلية الهادفة.
*تحصيل العلم عن طريق شرائط الكاسيت العلمية ، وشرائط الفيديو ؛
حيث إن لها أبلغ الأثر في تثقيف الطفل،
وخاصة شرائط الفيديو التي تعرض القضايا العلمية مقترنة بالصور التوضيحية .
*المذاكرة: ينبغي أن لا يغفل الوالدان عن أهمية المذاكرة بالنسبة لأبنائهما أثناء
مراحل التعليم المختلفة، وتقديم المساعدة لهم في مذاكرتهم لأقصى درجة ممكنة،
فكثيرًا ما يحتاج الأبناء خلال فترة دراستهم إلى من يعينهم ويقدم لهم
النصيحة، ويوفر لهم الاستقرار والهدوء، ويحقق لهم النجاح والتفوق.
وهناك بعض النصائح التي يمكن أن يراعيها الوالدان مع أبنائهم عند مذاكرتهم:
-أن يغرسا في نفوس أبنائهما دافعًا حقيقيًّا للاستذكار .
-إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات الأبناء بقدر المستطاع قبل البدء في الاستذكار .
-تَقْوَى الله هي السبيل للعلم والفوز العظيم، قال تعالى:
{ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}
[الطلاق: 2-3]،
وقال تعالى:
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا}
[الطلاق: 4].
وهذا ما حدث للإمام الشافعي عندما وجد في نفسه فتورًا عن تحصيل العلم،
فشكا حاله لأحد العلماء فأوصاه بتقوى الله، وقال الإمام الشافعي في ذلك:
شكوت إلى وكيـعٍ سـوء حفظــي
فأرشدني إلــى تـرك المعاصــي
وأخبرنـي بأن العلــم نــــورٌ
ونـور الله لا يهــدى لعاصـــي


[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 09:06 PM   #5
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #000000"]
... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيتنا جميل


فطر الله النفوس على حب الجمال؛ لذلك تنسجم الفطرة السليمة مع كل ما هو جميل،
وترتاح إليه، وتأنس به. ولقد خلق الله الكون بما فيه في أحسن صور الجمال،
والإنسان يستطيع أن يلمس ذلك الجمال في كل مخلوقات الله فهي تنطق بالجمال وحسن الصنعة.
والجمال صفة أحبها الله وأحب كل من يتحلى بها ؛ قال صلى الله عليه وسلم:
(إن الله جميل يحب الجمال)
[مسلم].
لكل ذلك، فإن الأسرة المسلمة تحب جمال الباطن وجمال الظاهر معًا؛ وهما جمال الخلق وجمال الصورة.
ولتحقيق الجمال في البيت المسلم ينبغي مراعاة بعض الأسس والقواعد، منها:
-لا يُشْتَرَط في الجمال فخامة الأثاث وغلو ثمنه، وإنما يتحقق بالتنظيم الجيد والتنسيق الحسن للأثاث حتى وإن كان بسيطًا .
-القصد الاعتدال فيما ينفق من أموال لتجميل البيت .
-الاعتماد على الأشياء البيئية الطبيعية التي حبانا الله بها،
ويمكن استخدام اللوحات التي تحمل آيات قرآنية وبعض ما أثر من الحكم أو الأدعية والأذكار
في تجميل البيت بالإضافة إلى أنها تذكر بالله سبحانه، فتوضع لوحة دعاء دخول البيت في المدخل،
ولوحة دعاء النوم في حجرة النوم مثلا.
ويجب على الأسرة المسلمة ألا تستعمل التماثيل في تجميل بيتها،
فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، ولا صورة تماثيل)
[البخاري].

واستخدام الستائر على نوافذ البيت تزيد من جماله، فضلا عن أنها تستر عورات البيت،
وتجميل حجرة الطفل ضرورة، فهي عالمه الخاص؛ يعتز بها، ويشعر فيها بالراحة والاستقلال،
وتجميل المائدة من الأمور المهمة في البيت، وأيًّا كان شكل المائدة وحدودها وإمكاناتها،
فإنها يجب أن تكون جميلة وجذابة، وتفصح عن ذوق رفيع في تزيينها،
يمكن تجميل مفروشات البيت عن طريق زخرفة وتطريز بياضات وأقمشة الغرف المختلفة
وتستخدم نباتات الزينة في تجميل البيت، فهي تعطى جمالا وراحة نفسية لأهل البيت،
كما أن لها أهمية صحية حيث تعمل على تنقية الهواء، وتستخدم كذلك الورود والأزهار،
وأسماك الزينة بأشكالها الجميلة وألوانها البديعة -خاصة إذا زودت بالإضاءة المناسبة-
من مظاهر الجمال الطبيعي التي تضفي جمالا وبهجة على مشاعر أهل البيت.
إن جمال البيت المسلم يجب أن ينعكس على جمال الأفراد؛
فيبدو كل واحد منهم في أجمل صورة وأحسنها، ويجب على المرأة المسلمة
أن تحرص على جمالها أمام زوجها، فمن تمام سعادة الرجل أنه إذا نظر إلى زوجته سَرَّتْه،
فيجب أن يكون أجمل ما في البيت سيدته ومليكته وراعيته،
والمرأة بطبيعتها تحب التجمل والتزين والتعطر، والإسلام لا يمنعها من ذلك
مادام في الإطار الشرعي الذي أباحه اللَّه، ولقد حث الإسلام المرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل له؛
لتصبح كالكوكب الدري في فلك الأسرة .
والرجل يتجمل لزوجته كما تتجمل له، ليشعرها بمدى أهميتها بالنسبة له،
وبأنه يحرص على إرضائها كما تحرص هي على إرضائه،
وبذا تدوم المحبة بينهما.
[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 09:08 PM   #6
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #000000"]
... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيتنا امن
الأمن نعمة كبرى من نعم الله تعالى، ولقد مَنَّ الله على أهل قريش بها،
وذكرهم بها في سياق أمره لهم بعبادته، فقال تعالى:
{فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}
[قريش: 3-4].
ويستمد الإنسان الأمن والأمان والطمأنينة من إيمانه بالله تعالى،
فكلما زاد إيمان الإنسان؛ زاد شعوره بالأمن والاستقرار النفسي، قال تعالى:
{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
[الأنعام: 82].
ومما يحقق الأمن في البيت المسلم حماية البيت وأهله من الانحراف والمكروه والضرر،
وحمايته من الأخطار بأنواعها المختلفة؛ لذا ينبغي أن تبتعد الأسرة المسلمة
عن كل ما يتنافى مع الأخلاق الحسنة والسلوكيات القويمـة،
وتجنب كـل تصرف شـاذ أو قول لا يليق سواء مع بعضهم البعض أو مع غيرهم،
حتى يصير البيت المسلم حرمًا آمنًا.
وعلى الأسرة المسلمة مراعاة عدة أمور، منها:
- تأمين البيت المسلم بكثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم،
فالبيت الذي يُقْرأ فيه القرآن الكريم، يكثر خيره ويقل شره،
والبيت الذي لا يُقْرأ فيه القرآن، يكثر شره، ويقل خيره.
- ترديد دعاء دخول المنزل؛ لطرد الشيطان من البيت فلا يبيت فيه، ودعاء الدخول هو :
(اللهم إنى أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا)
[أبو داود].
- التسمية عند بداية الطعام؛ لمنع الشيطان من الأكل من طعام أهل البيت.
- الدعاء عند الجماع، لحماية الولد من الشيطان، فنقول:
(باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا).
[البخاري].
- الدعاء عند دخول دورات المياه وعند الخروج منها للحفظ من الشياطين. ودعاء الدخول:
(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
ودعاء الخروج:
(غفرانك)
[البخاري].
- الدعاء عند لبس الملابس وعند خلعها، فنقول :
(اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له،
وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له).
[أبو داود والترمذي].
الأمن في المطبخ: هناك عدة أشياء يجب أخذها في الاعتبار أثناء الوجود في المطبخ،
خارج البيت، يجب مراعاة بعض الأمور :
- الاهتمام بحفظ مفاتيح البيت وعدم تداولها لغير أهل البيت؛ إلا من يثق بدينهم وأمانتهم.
- غلق نوافذ البيت جيدًا. -غلق جميع المحابس والصنابير المائية، خاصة المحبس الرئيسي للبيت .
-تفريغ أنبوبة البوتاجاز في بانيو ممتلئ بالماء، أو غلقها غلقًا محكمًا؛ حتى لا يتعرض البيت للخطر تحت أية ظروف .
- فصل التيار الكهربي عن الأجهزة، كما يستحسن فصل الوصلة الكهربائية الأساسية عن البيت.
على باب البيت المسلم:
البيت المسلم حرم آمن، لا يدخله أحد إلا برغبة أهله وإذنهم،
وقد يطرق الباب طارق ممن يمارسون بعض الأعمال مثل:
كشاف الكهرباء أو بائع الجرائد أو بائع اللبن أو عامل البوتاجاز أو غيرهم
ممن ترتبط حاجات المنزل بهم، أو يكون زائرًا، أو يكون سائلا، ونحو ذلك،
لذا يجب مراعاة هذه الأمور :
- غلق الباب غلقًا جيدًا، و لا يترك مفتوحًا .
- أن تكون بالباب عين سحرية لمعرفة الطارق قبل التحدث معه أو السماح له بالدخول،
مع وجود فتحة صغيرة تستخدم في تناول الأشياء تكون في الباب نفسه أو بجانبه،
وأن تكون محكمة الغلق. - أن يوضع عداد الكهرباء أو المياه خارج البيت
حتى لا تضطر المرأة إلى إدخال كشاف العداد إلى البيت .
- إضاءة المنطقة أمام الباب .
- استخدام جرس، أو استخدام دكتافون لمخاطبة القادم ومعرفة حاجته .
- وضع صندوق بريد خارج باب البيت .
- تنبيه الأطفال إلى عدم فتح الباب، إلا بعد معرفة القادم وحاجته .
- يمكن أن تتعامل المرأة مع البائعين من خلال فتحـة الباب،
أو يترك البائع البضاعة خلف الباب وينصرف بعد أن تناوله المرأة ثمنها
من خلال فتحة الباب، ثم تفتح وتأخذها بعد انصراف البائع.
في بيتنا تليفون:
عند وجود التليفون في البيت ينبغي مراعاة الأمور التالية :
- البدء بإلقاء السلام عند الرد على التليفون، أو عند محادثة الغير .
- استخدام التليفون على قدر الحاجة فقط، و البعد عن الأحاديث الطويلة،
وسرد الحكايات، وغير ذلك من الأمور التي ليس موضعها الحديث في التليفون.
- التصدي للمعاكسات في التليفون، والتعامل معها بحزم وشدة.
[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 10:08 PM   #7
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #000000"]

... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...
بيت السعادة


قال تعالى:
{والله جعل لكم من بيوتكم
سكنًا}
[النحل: 80] .
نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان، وأمان وسكينة؛ فيه نعيش
، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء، وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه.
وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته،
فأولى بالإنسان المسلم أن يكون بيته مقر
سعادته ومصدر سروره.
والبيت ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد،
ومكان الأنس والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة
والمودة، وتظلله السكينة والهدوء والاستقرار.
وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي،
فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين،
فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، قال تعالى:
{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}
[الروم : 21].

ا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني).
_[أحمد والترمذي وابن ماجه].


[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 10:16 PM   #8
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #33CCCC"]


... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...




الشروط اللازمة للبدء بإصلاح الأسرة
م. عبد اللطيف البريجاوي

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ))
(( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع على أهل بيته والزوجة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))
متفق عليه عن عمر بن الخطاب .

إن ملف الأسرة المسلمة هو ملف خطير جداً بكل معنى الكلمة وهو مهم بكل معنى الكلمة ، وذلك .. ذلك أن الأسرة المسلمة هي أخطر الحصون المستعصية على أعداء الدين ، حيث ذهب الزمان الذي كانت فيه الحصون والقلاع و إغلاق البيوت أمام الخطر تحمي صاحبها وتحمي البلدة من هذا الهجوم وغيره .
إنه هجوم من نوع مختلف ، هجوم يركب الهواء والفضاء ، وأعداء الدين يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة تفكيك هذا الحصن الأخير وضربه في الصميم ، وحتى الآن والحمد لله مازالت بعض الأسر مستعصية على هذا الهجوم لكن القسم الأكبر منها سقط وأيما سقوط ...!

(( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )).
إن هذا الإصرار من أعداء الدين فما الذي يقابله من المسلمين ؟!
ومما يزيد هذا الأمر خطورة :
أن المسلمين اليوم قد تعلموا الكثير من العلوم الطبية والهندسية والكيميائية ، ولكن نسوا علماً مهماً جداً هو علم الهندسة البشرية ، كيف نربى أولادنا وكيف نجعلهم يرتقون إلى حمل الرسالة .
إن الحفاظ على الكائن البشري على قيد الحياة هو سهل جداً هو فعل تفعله كل المخلوقات ، لكن المشكلة الكبرى هي تحويل هذا العنصر البشري إلى عنصر فعال ونشيط .
إن مهمة الآباء والأبناء والأمهات انحصرت في هذا الزمن بالمطعم والملبس ، وإن كان هناك اهتمام فإنه بما يرضي غرور الأب.

مما يزيد هذا الأمر خطورة :
أن واقع أسرنا واقع مأساوي في أغلبه إلا من رحم الله ، فالأب مشغول والأم في الأسواق ، والأولاد لا يعرف لهم طريق ولا اتجاه ، وقد أوكلنا تربيتهم إلى الظروف..
إن الإسلام أكد على أن الآباء يلعبون دوراً مهماً في التربية عندما قال صلى الله عليه وسلم ((..فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )) وهذا حث للآباء على عدم ترك أولادهم ليتحكم الشارع والظروف في تربيتهم .
ناهيك عن الواقع المأساوي في العلاقة بين الزوجين والعلاقة بين الأب وابنه والأم وابنتها بالإضافة إلى العلاقات السيئة بين الحماة والكنة والعم والد الزوج أو الزوجة ...
لاشك بأن أي واحد إلا ويريد لابنه أن يكون أحسن منه حالاً أو مثله على الأقل ، لقد أثبت الله العاطفة على لسان سيدنا إبراهيم
(( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي...)) .
في هذه اللحظات لحظات القرب مع الله عزّ وجلّ لم ينس إبراهيم أولاده وذريته وكلمة الإمام هنا ليس معناها النبوة فقط على ماذكره المفسرون وإنما الإمامة في الخير .. فهذه عاطفة متجذرة ، لكن نريد لأولادنا أن يكونوا أفضل حالاً فأي إمامة نريد منهم إمامة خير أم إمامة شر ؟!
إن بيوتنا هي الملاذ الأخير لنا ولاسيما هذه الفتن التي شبهها صلى الله عليه وسلم بأنها " كقطع الليل المظلم يمسي الإنسان مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " .
إنه في زمن الفتنة وجه صلى الله عليه وسلم إلى البيوت فقال (( وليسعك بيتك ولتبك على خطيئتك )) ، أما إذا كانت البيوت هي الفتنة كما في الشارع و كان البيت يموج بالفتن المختلفة فأين يذهب الأبناء وأين تذهب الزوجات .. ؟!

هناك ثلاثة شروط رئيسة للانطلاق في هذا الموضوع :
1. الاستعانة بالله عزّ وجلّ فكل سهل إذا لم يوفق الله له صعب ، وما تكرار الاستعانة في اليوم يلتزم بها الإنسان سبع عشرة مرة إلا ليكرر هذه الاستعانة, والاستعانة ليست مجرد تكرار ألفاظ إنما هي في حقيقة الأمر التوجه القلبي لما يريد أن يفعل , ثم مباشر العمل الذي يريد .
2. قوله تعالى :(( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )) .
فلا يمكنك تحويل أسرتك إلى الخط الصحيح والمنهج السليم إذا كنت لا تزال منحرفاً عن هذا الخط.
مهما دفعت ولدك إلى الصلاة في المسجد لن يؤثر ذلك فيه وإن اصطحابه مرة واحدة أو رؤيته لك تدخل المسجد أفض بكثير من كثير من النصائح
مهما دفعت ولدك إلى التوقف عن التدخين لن يؤثر ذلك فيه إلا إذا رأى ذلك فعلاً وتطبيقاً منك .
ومهما دفعتك ولدك للاقلاع عن مشاهدة البرامج المختلفة فلن يؤثر ذلك فيه إذا لم تقم أنت بالخطوة الأولى

3. ليس البيت حلبة صراع لا بد أن ينتصر فيها أحد الطرفين ويمشي برأي الزوج أو الزوجة أو الحماة أو والد الزوج أو الزوجة.
إن أهم الأسباب الموفقة هو أن يعلم الرجل زوجه وأولاده أنه يحب الحق واتباعه لو جاء على أي لسان ..
إن ما سنذكره في المقالات القادمة ليس كيف نربي الأولاد إنما هو كيف نربي العائلة فهو برنامج للعائلة كاملة ولذلك أسميناه فقه الأسرة المسلمة ، ولا تستغرب من هذا الاسم فقه الأسرة المسلمة .

الله جميل ويحب الجمال
بارك الله فيكم واثابكم جنة الفردوس
[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 10:25 PM   #9
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #33CCFF"]


... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...



بسم الله الرحمن الرحيم
أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي

الباب الثاني
في
تربية الأسرة
وفي هذا الباب فصلان:
الفصل الأول: ضرورة وجود الأسرة المسلمة وأساس بنائها
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ضرورة وجود الأسرة المسلمة
المبحث الثاني: أساس بناء الأسرة المسلمة
الفصل الثاني: قيام أفراد الأسرة بحقوق بعضهم على بعض
وفي هذا الفصل مقدمة وسبعة مباحث:
المقدمة
المبحث الأول: حقوق الوالدين على الأولاد
المبحث الثاني: حقوق الزوج على زوجه
المبحث الثالث: حقوق المرأة على الزوج
المبحث الرابع: حقوق الأولاد على الآباء
المبحث الخامس: حقوق السادة على العبيد
المبحث السادس: حقوق العبيد والخدم على السادة والمخدومين
المبحث السابع: العدل الأسري

أثر التربية الإسلامية (الأمن الأسري)
الباب الثاني في تربية الأسرة
وفيه وفي هذا الباب فصلان:
الفصل الأول: ضرورة وجود الأسرة المسلمة وأساس بنائها
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ضرورة وجود الأسرة المسلمة
المبحث الثاني: أساس بناء الأسرة المسلمة
المبحث الأول:

ضرورة وجود الأسرة المسلمة
إن النظام الأسري قانون فطري عام في جميع المخلوقات، فالحيوانات العجماء تقوم حياتها على نظام أسري غريزي، فطرها الله تعالى عليه، ولهذا تجد الأنثى من الحيوان تحبس نفسها على ولدها الجديد، تحرسه وتغذيه بالوسيلة التي فطرها الله عليها وأتاحها لها، وتنظف جسمه كذلك، وإذا كان في حاجة إلى مكان أمين يحتمي به من العاديات، صنعت له ذلك صنعا عجيبا يناسبه،كالعش الذي تستمر الطيور-إناثا وذكورا-زمنا غير يسير تجمع مواده وتحكم بناءه، وقد يكون المناسب له جحرا في الأرض، أو ثقبا في خشب، أو شقا في صخر، فتجد كل حيوان يصنع لأولاه المنزل الآمن الذي يناسبه، مع شدة حراسته والعناية بتغذيته.
وهكذا تجد الحيوانات تسير في الأرض أسرا وجماعات تتكون من تلك الأسر، قد تتصارع فيما بينها، ولكنها تكون يدا واحدة على ما يعتدي عليها من غير جنسها، وهذا أمر فطري يدركه الإنسان في الحيوانات، أليفة كانت أم متوحشة، في الطيور والوحوش وغيرها.
والنظام الأسري أشد ضرورة للبشر من سائر الحيوانات، وبخاصة في رعاية الطفل الذي تطول مدة طفولته أكثر من أي حيوان آخر، وحاجته إلى الرعاية والعناية أعظم من أي حيوان، لما يترتب عليها من عمارة الأرض عمارة خير و صلاح ، كما أن الإنسان لا تستقيم حياته بدون أسرة، يعرف فيه الأبَ والأمَ والأقرباءَ، من ابن وأخ وجد وغيرهم، ليحصل بينهم التكافل.
ولهذا كان حفظ النسب من الضرورات التي اتفقت عليها أمم الأرض، وإن خرج بعضها على ذلك شذوذا وحنوحا.
وإذا كان قد وجد في الأناسي من شذ عن هذه الفطرة، بوضع تصور يدعو فيه إلى عدم اعتبار ضرورة الأسرة-كما هو الحال عند الشيوعيين- فإن ذلك لا يؤثر فيما تواطأت عليه فطرة الأمم والأجيال. وفساد فطر بعض من اجتالتهم الشياطين وشذوذهم عن تلك الأمم، يجعل هذا الشذوذ وهذا الخلل محصورا فيهم، لفساد فطرهم.
والحقيقة أن هذا الشذوذ لم يكن طبيعيا-أي لم تختره الأسر اختيارا- وإنما جاء بوضع قوانين من سلطة انحرفت عن الفطرة، بل عن غريزة الحيوان، وأكرهت الناس إكراها على تنفيذ قوانينها الفاسدة الشاذة
وإذا كان نظام الأسرة وقانونها ضرورة للبشر كلهم، فإنه أشد ضرورة للمسلمين، لأن الإسلام جاء لتثبيت ما فطر الله الخلق عليه وتأصيله ورعايته.
وقد بني على نظام الأسرة أحكام وتشريعات حاسمة لا يجوز التفريط فيها، بل إن في التفريط فيها اختلالا في حياة الأسرة والمجتمع كله، ولا يمكن تطبيق تلك الأحكام إلا بوجود الأسرة ورعايتها، وفقا لشريعة الله الخاتمة، التي وضعت قواعد معينة محكمة لقيام الأسرة ورعايتها.
وكثير من أبواب الفقه الإسلامي وضع للعناية بأحكام الأسرة من أجل حمايتها وإحكام بنائها، كالنكاح، والطلاق، والرجعة، والعدة، والحضانة، والرضاعة، والولاية، والنسب، والنفقة، وغيرها.
فوجود الأسرة ضرورة شرعية، وحاجة فطرية.
ولهذا تجد في القرآن الكريم سورا تكثر فيها أحكام الأسرة وآدابها، كما في سورة البقرة، والنساء، والنور، والأحزاب، والمجادلة، والطلاق، وغيرها من السور التي يذكر فيها شيء ما مما يتعلق بالأسرة، من ذكر أب، وأم، وأخ، وزوج، وامرأة ...
قال سيد قطب رحمه الله: " نحن في هذا الدرس [وهو يتفيأ في ظلال آيات سورة البقرة، من آية 221 إلى 242] مع جانب من دستور الأسرة، جانب من التنظيم للقاعدة الركينة التي تقوم عليها الجماعة المسلمة، ويقوم عليها المجتمع الإسلامي، هذه القاعدة التي أحاطها الإسلام برعاية ملحوظة، واستغرق تنظيمها وحمايتها وتطهيرها من فوضى الجاهلية، جهدا كبيرا، نراه متناثرا في سور شتى من القرآن، محيطا بكل المقومات اللازمة لإقامة هذه القاعدة الأساسية الكبرى .... وينبثق نظام الأسرة في الإسلام من معين الفطرة وأصل الخلقة وقاعدة التكوين الأولى للأحياء جميعا، وللمخلوقات كافة، تبدو هذه النظرة واضحة في قوله تعالى: ومن كل شيء خلقتا زوجين لعلكم تذكرون [سورة الذاريات: 49] ثم تتدرج النظرة الإسلامية للإنسان، فتذكر النفس الأولى التي كان منها الزوجان، ثم الذرية، ثم البشرية جمعاء: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا [النساء:1]يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا [سورة الحجرات: 13]
والأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وأرواحها، وفي ظله تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل ... والطفل الإنسان هو أطول الأحياء طفولة، تمتد طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء الأخرى، وذلك أن مرحلة الطفولة، هي فترة إعداد وتهيؤ وتدريب، للدور المطلوب من كل حي باقي حياته.
ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض هو أضخم دور، امتدت طفولته فترة أطول، ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل، من ثم كانت حاجته لملازمة أبويه أشد من حاجة أي طفل لحيوان آخر، وكانت الأسرة المستقرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني وألصق بفطرة الإنسان تكوينه ودوره في هذه الحياة.
وقد أثبتت التجارب العلمية أن أي جهاز آخر غير الأسرة، لا يعوض عنها، ولا يقوم مقامها، بل لا يخلو من أضرار مفسدة، لتكوين الطفل وتربيته ..." [في ظلال القرآن 2/234-235]
قلت: وفي العناية الربانية بنظام الأسرة في سور شتى من القرآن العظيم، الدلالة الواضحة على أن الأسرة في الإسلام، هي أصل المجتمع الإسلامي وجذره، وأنه لا يقوم هذا المجتمع بدونها. [راجع مطالب حفظ النسل من كتابنا: الإسلام وضرورات الحياة]

(37)
المبحث الثاني من الفصل الأول:
الأساس في بناء الأسرة المسلمة

إن الأسرة المسلمة الصالحة، هي التي يتربى أفرادها تربية إسلامية، تثمر في نفوسهم الأمن والاطمئنان والسكينة والحب، ولا سبيل إلي إلى ذلك إلا بوجود زوجين صالحين تربى كل منهما على العلم النافع، والعمل الصالح.
ولهذا كان الواجب الأول عند إرادة الزواج، أن يبحث الزوج الصالح عن المرأة الصالحة ذات الدين الحق، وأن يختار ولي الأمر للمرأة الصالحة الزوج الصالح، حتى يسكن كل منهما إلى الآخر، وتتحقق بينهما المودة والرحمة، وتنشأ ذريتهما على التقوى والخلق الحسن، تحقيقا لقول الله عز وجل:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [سورة الروم: 21]
وإذا كانت هذه المعاني قد توجد بين زوجين مسلمين أو غير مسلمين، لالتقائهما على الفطرة التي اقتضتها حكمة الله في الذكر والأنثى، فإنها لا توجد بحدها الأعلى إلا في الزوجين المسلمين الصالحين، لاجتماع الفطرة الغريزية، والتوجيه الشرعي الرباني فيهما.
ومن أعظم صفات المرأة المسلمة الصلاح وما يشمله، من عبادة الله، وحفظ حقوق الزوج، وحقوق الأولاد، قال تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله [سورة النساء:34]
وقد أجمل الله تعالى صفات المرأة الصالحة في أعلى صورها في هذه الآيات التي وجه إليها نساء نبيه صلى الله عليه وسلم، وهن قدوة نساء المؤمنين، قال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة، فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما. يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا. ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين، وأعتدنا لها رزقا كريما. يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن، فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة، وأطعن الله ورسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا. واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة، إن الله كان لطيفا خبيرا. إن المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والقانتين والقانتات، والصادقات والصابرين والصابرات، والخاشعين والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، والصائمين والصائمات، والحافظين فروجهم والحافظات، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [سورة الأحزاب: 28-35]
إن صفات الخير التي وجه الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآيات، هي مطلوبة من نساء المؤمنين كلهن، وإن كان لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصية في مضاعفة الثواب لهن على طاعتهن، ومضاعفة العقاب لهن على معصيتهن، لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ينزل عليه الوحي في بيوتهن وفي جوارهن، وهو يعلمهن ويزكيهن مباشرة بما يوحيه الله تعالى عليه من الآيات والحكمة، كما أن ما يؤمرن به من الطاعة آكد من أمر غيرهن، وما ينهين عنه من المعصية، آكد من نهي غيرهن، ولكنهن قدوة لبقية نساء المؤمنين في فعل صفات الخير، وترك فعل الشر.
وإن الآية الأخيرة قد جمعت الصفات الأساسية لجميع المسلمين، رجالا ونساء، وهي تبين أصول الصلاح المطلوب في الفرد المسلم والأسرة المسلمة، وكذا المجتمع المسلم.

(38)
تابع للمبحث الثاني : الأساس في بناء الأسرة
ومما يدل على هذا الأساس نهي الله تعالى المسلمَ أن ينكح المشركة، ونهي المسلمة أن تنكح المشرك، حرصا على بناء الأسرة المسلمة الصالحة، لأن المشركين من أهل النار ويدعون إليها صدا عن سبيل الله، والمسلمين من أهل الجنة ويدعون إليها، تحقيقا لدعوة الله.
وأباح سبحنه وتعالى عند الضرورة –أو الحاجة القريبة منها-أن يتزوج المسلمُ الحرُ أمةً مؤمنةً، وإن كان في ذلك رقُّ أولاده منها، فهي مفسدة تهون في جانب مفسدة الزواج بمشركة، لأن رق الأولاد –بسبب الزواج بأمة مؤمنة-هو رق حسي، لأنهم في عبوديتهم الحقة لربهم أحرار من عبودية غيره، بخلاف أولاد المشركة، فقد يكونون أحرارا حسا، أرقاء في واقع الأمر رقا ذليلا لغير الله تعالى، إذا ما هي أفسدتهم بالشرك بالله.
كما أباح سبحانه زواج المرأة المسلمة الحرة بالعبد المؤمن، إذا لم تجد مؤمنا حرا، قال تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آيات للناس لعلهم يتذكرون} [سورة البقرة: 221]
ولهذا رجح بعض الفقهاء والمفسرين عدم جواز نكاح المسلم العفيف المسلمة الزانية، إلا إذا أظهرت توبتها من ذلك، مستدلين بقوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك، وحرم ذلك على المؤمنين} [سورة النور: 30] وهذا هو الراجح من مذهب الحنابلة. [راجع المغني لابن قدامة 7/140-142]
ويرى الأئمة الثلاثة –أبو حنيفة ومالك والشافعي- رحمهم الله جواز نكاح الزانية قبل التوبة، وحملوا النكاح المنهي عنه في الآية على أن المراد به الوطء بزنا. ..." [المرجع السابق 7/141، والتفسير الكبير للرازي 23/151] ورجح ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره: 18/75]
والذي يظهر من قواعد الشريعة ونصوصها، أنه لا يجوز نكاح الزانية قبل التوبة من الفاحشة "لأنها إذا كانت مقيمة على الزنا، لم يؤمن أن تلحق به ولد غيره وتفسد فراشه. [المغني: 7/141]
ومهما يكن الخلاف في هذه المسألة، فإن السنة قد أكدت اختيار المرأة الصالحة، وهي ذات الدين، وإذا أطلق هذا اللفظ: "الدين" في الشرع، فالمراد به التقوى والصلاح والورع والإحسان الذي يجعل صاحبه يعبد ربه كأنه يراه.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) [البخاري (6/123) ومسلم (2/1086)].
وجعل صلى الله عليه وسلم المرأة الصالحة خير متاع الدنيا، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)) [مسلم (2/1090)].
وأهل الفطر السليمة والعفة لا يرغبون في نكاح الزواني الفاسقات، ويتركون الصالحات [راجع التفسير الكبير للرازي (23/150)].

(39)
والمرأة الصالحة خير كنز للمرء، لما فيها من صفات الخير العائدة عليه بالبركة في حياته، كما في حديث عمر رضي الله عنه، وفيه: ((ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)) [أبو داود (2/305-306)] ثلاث صفات في المرأة الصالحة جمعت خصال الخير التي تدوم بها المودة وحسن العشرة بين الزوج وامرأته، وهي خير ما يكنز في حياته
الخصلة الأولى: تجملها له وتزينها وظهورها أمامه بمنظر حسن يسره النظر إليها، وهي خصلة تدل على شدة حرصها على إدخال السرور عليه والعناية به، وقد لا تكون مفرطة في الجمال، ولكن تزينها له وحسن هندامها يجعلها أمامه خيراً من المفرطات في الجمال اللاتي لا يعتنين بأزواجهن مثلها.
الخصلة الثانية: المسارعة في طاعة زوجها وتنفيذ رغباته المشروعة، والمؤمن الصالح لا يأمر زوجته بما فيه معصية لله تعالى، ولا شك أن المرأة التي تطيع زوجها ولا تعصيه كنزٌ ثمين غال لا يحصل عليه إلا من أسعده الله به.
الخصلة الثالثة: حفظ حقوقه في غيبته: في نفسها وأولادها وماله غيرها، وهذه الخصلة أهم الخصال وأفضلها، لأنها لا توجد إلا في ذات الدين التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالظفر بها. فهي المرأة الأمينة على نفسها التي يطمئن الزوج عليها في تربية أولاده، فلا تربيهم إلا على طاعة الله وطاعة الوالدين في غير معصية الله، وتربيتهم على الصدق والأمانة وحَسَن الأخلاق، كما يأمنها على نفسها فلا ترتكب محرماً في غيبته عنها ولا تفتح بابه لمن يكره، ولا تدخل في نسبه من ليس منه، ويأمنها على ماله فلا تنفقه فيما حرم الله ولا تبذر بشيء منه.
أي كنز يوازي هذا الكنز من متاع الدنيا، وأي أمن يوازي هذا الأمن لمصاحب للإنسان في حياته كلها في منزله الذي لا يفارقه إلا ليعود إليه؟ "إنه خير ما يكنز" كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن قدامة رحمه الله: "ويستحب لمن أراد التزوج أن يختار ذات الدين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) متفق عليه. ويختار الجميلة، لأنه أسكن لنفسه، وأغض لبصره، وأدوم لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح .." [الكافي (2/659)].

(40)
وإذا اجتمع الرجل الصالح بالمرأة الصالحة على سنة الله ورسوله وطاعة الله ورسوله بدأ بهما تَكَوُّن الأسرة الصالحة التي هي نواة المجتمع الصالح، حيث ينجب الأولاد ويعنى بتربيتهم جسمياً وعقلياً وروحياً، على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالقدوة التي ينشأ فيها الطفل هي التي تحدد نشاطه وتصرفاته واتجاهاته في مستقبل حياته في الأعم الأغلب، لأن ما ينبت في نفسه وهو صغير، وينمو معه في منزله من أبويه يصبح عادة متمكنة يصعب تغييرها بعد كبره.
لهذا كان الواجب على الولدين أن تكون تصرفاتهما كلها قدوة حسنة لأولادهما، مع التوجيه النظري والتعليم، فإن التعليم لا ينفع إذا كانت القدوة سيئة، فإن الفعل يتمكن في النفس أكثر من القول، لاسيما إذا كان الفعل عادة يشاهدها الطفل في أبويه باستمرار، وتتعاون القدوة السيئة في المنزل، مع الأفعال السيئة التي شاهدها الولد في خارج المنزل، فينشأ محباً للشر مبغضاً للخير.
وقد ذكّر الله المسلمين بأهمية القدوة الحسنة بنبيهم صلى الله عليه وسلم فقال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً .. [الأحزاب: 21].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن يقتدوا بأفعاله في أهم الأعمال وأفضلها، كقوله لهم في الصلاة: ((صلوا كما رأيتموني أصلي ..)) [البخاري (1/155)] وكان يعلّمهم الصلاة بالفعل مع القول.
وقال لهم في الحج: ((لتأخذوا عني مناسككم)) [مسلم (2/943)].
وعندما أمرهم بالإحلال في الحديبية، إذ صدهم المشركون عن الطواف بالبيت، لم تطب نفوسهم حتى أحلّ هو صلى الله عليه وسلم فتبعوه [البخاري (3/182)].
وإذا كانت القدوة مؤثرة في الكبار، فإنها في الصغار أشد تأثيراً، ومن هنا كان واجب الوالدين عظيماً في أن يهتما بأن تكون تصرفاتهما إسلامية ينشأ عليها ولدهما، وإلا كانا سبباً رئيساً في انحرافه بانحرافهما أو انحراف أحدهما، وبخاصة الأم التي لا يفارقها الطفل في أغلب أحيانه.
قال محمد قطب وفقهه الله: "ومرة واحدة من القدوة السيئة تكفي، مرة واحدة يجد أمه تكذب على أبيه، وأباه يكذب على أمه، أو أحدهما يكذب على الجيران .. مرة واحدة تكفي في تدمّر قيمة الصدق في نفسه، ولو أخذ كل يوم وساعة يرددان على سمعه النصائح والمواعظ والتوصيات بالصدق، مرة واحدة يجد أمه وأباه يغش أحدهما الآخر، أو يغشان الناس في قول أو فعل .. مرة واحدة كفيلة بأن تدمر قيمة الاستقامة في نفسه، ولو انهالت على سمعه التعليمات، مرة واحدة يجد في هؤلاء المقربين إليه نموذجاً من السرقة كفيلة بأن تدمر في نفسه قيمة الأمانة، وهكذا في كل القيم والمبادئ التي تقوم عليها الحياة الإنسانية السوية.
وقد يغفر الطفل للآخرين أن يكذبوا ويخدعوا ويسرقوا ويغشوا ويخونوا ... أو لا يتأثر به كثيراً، أو لا يتأثر به على الإطلاق، إذا كان يأوي إلى ركن ركين من القيم والمبادئ متمثلة في أبويه، وخاصة حين يبيّن له أبواه بالقدر الكافي من الإبانة والتوضيح أن تلك نماذج سيئة لا ينبغي له أن يحاكيها، مستندين إلى النموذج الطيب الذي يقدمانه هما لطفلهما. ولكنه لا يغفر لأبويه أبداً شيئاً من ذلك، ولا يمكن أن يمر شيء منه بغير تأثر عميق في نفسه، وقد يبقى بقية العمر كله لا يتغير.

(41)
ومن هنا كان حرص الإسلام الشديد على أن يكون الأبوان في ذاتهما مسلمين، أي ممارسين لحقائق الإسلام وقيمه ومبادئه، وحرصه على تربية الناس على منهج الإسلام، لكي يكونوا هم القدوة المباشرة لأبنائهما في الفترة التي ينحصر عالم الطفل بهم، فتتكون في نفوس الأطفال – بالالتقاط والمحاكاة – تلك القيم والمبادئ الإسلامية بغير جهد يذكر، وتنشأ في نفوسهم منذ الصغر، فتكون عميقة الجذور، ثن يزيدها التعليم رسوخاً، ويزيدها المجتمع الإسلامي قوة، حتى يكبر الطفل، فيتلقى التعليم، ثم يكبر أكثر فيحتك بالمجتمع، ويأخذ منه ويعطي.
ومن هنا كذلك كان حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على توصية الرجل وهو يتزوج أن يظفر بذات الدين، فيقول له: ((تنكح المرأة لأربع ...)) الحديث، وقد سبق تخريجه.
"فذات الدين هي الركن الركين في إقامة لبيت المسلم والأسرة المسلمة وفي تنشئة الأطفال بالقدوة قبل التلقين على قيم الإسلام ومبادئه منذ نعومة أظفارهم، فتصبح عادة لهم وطبيعة، وتصبح جزئاً من كيانهم ليس من السهل أن يحيدوا عنه، حين تحاول أن تلويهم الأعاصير، وحين توجد القدوة الحسنة متمثلة في الأب المسلم والأم ذات الدين، فإن كثيراً من الجهد الذي يبذل في تنشئة الطفل على الإسلام يكون جهداً ميسراً وقريب الثمرة في ذات الوقت لأن الطفل سيتشرب القيم الإسلامية من الجو المحيط به تشرباً تلقائياً، وستكون تصرفات الأم والأب أمامه في مختلف المواقف مع بعضهما البعض ومع الآخرين، نماذج يحتذيها ويتصرف على منوالها ..." [منهاج التربية الإسلامية لمحمد قطب (2/118)] إن هذا هو أساس الأسرة المسلمة: الزوجان المسلمان.
إن هذا هو أساس الأسرة المسلمة: الزوجان المسلمان.

كتبه
د . عبد الله قادري الأهدل

[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-14, 10:31 PM   #10
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

[BACKGROUND="100 #33CCFF"]


... كل ما يتعلق بالبيت المسلم ...


دور المرأة في التربية
الشيخ محمد الدويش

مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فإن الحديث عن أهمية التربية ودورها في إعداد المجتمع وحمايته ليس هذا مكانه ولا وقته، فالجميع يدرك أن التربية ضرورة ومطلب ملح أيًّا كان منطلقه وفلسفته التربوية، والمجتمعات كلها بأسرها تنادي اليوم بالتربية وتعنى بالتربية والحديث عنها، ولعلنا حين نتطلع إلى المكتبة نقرأ فيها من الكتب الغربية أكثر مما نقرأ فيها مما صدر عن مجتمعات المسلمين، مما يدل على أن التربية همًّا ومطلباً للجميع بغض النظر عن فلسفتهم التربوية وأولياتهم.

أهمية الأم في تربية الطفل
تحتل الأم مكانة مهمة وأساسية في التربية، ويبدو ذلك من خلال الأمور الآتية:
الأمر الأول: أثر الأسرة في التربية
فالأسرة أولاً هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس لدى الطفل المعايير التي يحكم من خلالها على ما يتلقاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع، فهو حينما يغدو إلى المدرسة ينظر إلى أستاذه نظرةً من خلال ما تلقاه في البيت من تربية، وهو يختار زملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته عليه أسرته، ويقيِّم ما يسمع وما يرى من مواقف تقابله في الحياة، من خلال ما غرسته لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها في الميدان التربوي.
الأمر الثاني: الطفل يتأثر بحالة أمه وهي حامل
تنفرد الأم بمرحلة لا يشركها فيها غيرها وهي مرحلة مهمة ولها دور في التربية قد نغفل عنه ألا وهي مرحلة الحمل؛ فإن الجنين وهو في بطن أمه يتأثر بمؤثرات كثيرة تعود إلى الأم، ومنها:
التغذية فالجنين على سبيل المثال يتأثر بالتغذية ونوع الغذاء الذي تتلقاه الأم، وهو يتأثر بالأمراض التي قد تصيب أمه أثناء الحمل، ويتأثر أيضاً حين تكون أمه تتعاطى المخدرات، وربما أصبح مدمناً عند خروجه من بطن أمه حين تكون أمه مدمنة للمخدرات، ومن ذلك التدخين، فحين تكون المرأة مدخنة فإن ذلك يترك أثراً على جنينها، ولهذا فهم في تلك المجتمعات يوصون المرأة المدخنة أن تمتنع عن التدخين أثناء فترة الحمل أو أن تقلل منه؛ نظراً لتأثيره على جنينها، ومن العوامل المؤثرة أيضاً: العقاقير الطبية التي تناولها المرأة الحامل، ولهذا يسأل الطبيب المرأة كثيراً حين يصف لها بعض الأدوية عن كونها حامل أو ليست كذلك .
وصورةً أخرى من الأمور المؤثرة وقد لا تتصوره الأمهات والآباء هذه القضية، وهي حالة الأم الانفعالية أثناء الحمل، فقد يخرج الطفل وهو كثير الصراخ في أوائل طفولته، وقد يخرج الطفل وهو يتخوف كثيراً، وذلك كله بسبب مؤثرات تلقاها من حالة أمه الانفعالية التي كانت تعيشها وهي في حال الحمل، وحين تزيد الانفعالات الحادة عند المرأة وتكرر فإن هذا يؤثر في الهرمونات التي تفرزها الأم وتنتقل إلى الجنين، وإذا طالت هذه الحالة فإنها لا بد أن تؤثر على نفسيته وانفعالاته وعلى صحته، ولهذا ينبغي أن يحرص الزوج على أن يهيئ لها جواً ومناخاً مناسباً، وأن تحرص هي على أن تتجنب الحالات التي تؤدي بها حدة الانفعال .
أمر آخر أيضاً له دور وتأثير على الجنين وهو اتجاه الأم نحو حملها أو نظرتها نحو حملها فهي حين تكون مسرورة مستبشرة بهذا الحمل لا بد أن يتأثر الحمل بذلك، وحين تكون غير راضية عن هذا الحمل فإن هذا سيؤثر على هذا الجنين، ومن هنا وجه الشرع الناس إلى تصحيح النظر حول الولد الذكر والأنثى، قال سبحانه وتعالى :]ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ويهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكراً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير[. فهو سبحانه وتعالى له ما يشاء وله الحكم سبحانه وتعالى؛ فيقرر للناس أنه عز وجل صاحب الحكم والأمر، وما يختار الله سبحانه وتعالى أمراً إلا لحكمة، لذا فالزوجة والزوج جميعاً ينبغي أن يرضوا بما قسم الله، ويعلموا أن ما قسم الله عز وجل خير لهم، سواءً كان ذكراً أو أنثى، وحين تفقد المرأة هذا الشعور، فيكشف لها التقرير الطبي أن الجنين الذي في بطنها أنثى، فتبدأ تغير نظرتها ومشاعرها نحو هذا الحمل أو العكس فإن هذا لا بد أن يؤثر على الحمل، ونحن هنا لسنا في عيادة طبية حتى نوجه المرأة الحامل أو نتحدث عن هذه الآثار التي يمكن أن تخلقها حالة الأم على الحمل، إنما المقصود من هذا كله أن دور المرأة يبدأ من حين حملها وأنها تعيش مرحلة تؤثر على مستقبل هذا المولود لا يشاركها غيرها.

الأمر الثالث: دور الأم مع الطفل في الطفولة المبكرة
الطفولة المبكرة مرحلة مهمة لتنشئة الطفل، ودور الأم فيها أكبر من غيرها، فهي في مرحلة الرضاعة أكثر من يتعامل مع الطفل، ولحكمة عظيمة يريدها الله سبحانه وتعالى يكون طعام الرضيع في هذه المرحلة من ثدي أمه وليس الأمر فقط تأثيراً طبيًّا أو صحيًّا، وإنما لها آثار نفسية أهمها إشعار الطفل بالحنان والقرب الذي يحتاج إليه، ولهذا يوصي الأطباء الأم أن تحرص على إرضاع الطفل، وأن تحرص على أن تعتني به وتقترب منه لو لم ترضعه.
وهنا ندرك فداحة الخطر الذي ترتكبه كثير من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية فهي التي تهيئها له، وهذا يفقد الطفل قدراً من الرعاية النفسية هو بأمس الحاجة إليه.
وإذا ابتليت الأم بالخادمة -والأصل الاستغناء عنها- فينبغي أن تحرص في المراحل الأولية على أن تباشر هي رعاية الطفل، وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير ذلك من الأعمال، فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الأم، وهذا له دور كبير في نفسية الطفل واتجاهاته في المستقبل، وبخاصة أن كثيراً من الخادمات والمربيات في العالم الإسلامي لسن من المسلمات، وحتى المسلمات غالبهن من غير المتدينات، وهذا لايخفى أثره، والحديث عن هذا الجانب يطول، ولعلي أن أكتفي بهذه الإشارة.
فالمقصود أن الأم كما قلنا تتعامل مع هذه المرحلة مع الطفل أكثر مما يتعامل معه الأب، وفي هذه المرحلة سوف يكتسب العديد من العادات والمعايير، ويكتسب الخلق والسلوك الذي يصعب تغييره في المستقبل، وهنا تكمن خطورة دور الأم فهي البوابة على هذه المرحلة الخطرة من حياة الطفل فيما بعد، حتى أن بعض الناس يكون مستقيماً صالحاً متديناً لكنه لم ينشأ من الصغر على المعايير المنضبطة في السلوك والأخلاق، فتجد منه نوعاً من سوء الخلق وعدم الانضباط السلوكي، والسبب أنه لم يترب على ذلك من صغره.

الأمر الرابع : دور الأم مع البنات
لئن كانت الأم أكثر التصاقاً بالأولاد عموماً في الطفولة المبكرة، فهذا القرب يزداد ويبقى مع البنات.
ولعل من أسباب ما نعانيه اليوم من مشكلات لدى الفتيات يعود إلى تخلف دور الأم التربوي، فالفتاة تعيش مرحلة المراهقة والفتن والشهوات والمجتمع من حولها يدعوها إلى الفساد وتشعر بفراغ عاطفي لديها، وقد لا يشبع هذا الفراغ إلا في الأجواء المنحرفة، أما أمها فهي مشغولة عنها بشؤونها الخاصة، وبالجلوس مع جاراتها وزميلاتها، فالفتاة في عالم والأم في عالم آخر.
إنه من المهم أن تعيش الأم مع بناتها وتكون قريبة منهن؛ ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الأم أكثر من أن تصارح الأب، وأن تقترب منها وتملأ الفراغ العاطفي لديها.
ويزداد هذا الفراغ الذي تعاني منه الفتاة في البيت الذي فيه خادمة، فهي تحمل عنها أعباء المنزل، والأسرة ترى تفريغ هذه البنت للدراسة لأنها مشغولة في الدراسة، وحين تنهي أعباءها الدراسية يتبقى عندها وقت فراغ، فبم تقضي هذا الفراغ: في القراءة؟ فنحن لم نغرس حب القراءة لدى أولادنا.
وبين الأم وبين الفتاة هوه سحيقة، تشعر الفتاة أن أمها لا توافقها في ثقافتها وتوجهاتها، ولا في تفكيرها، وتشعر بفجوة ثقافية وفجوة حضارية بينها وبين الأم؛ فتجد البنت ضالتها في مجلة تتحدث عن الأزياء وعن تنظيم المنزل، وتتحدث عن الحب والغرام، وكيف تكسبين الآخرين فتثير عندها هذه العاطفة، وقد تجد ضالتها في أفلام الفيديو، أو قد تجد ضالتها من خلال الاتصال مع الشباب في الهاتف، أو إن عدمت هذا وذاك ففي المدرسة تتعلم من بعض زميلاتها مثل هذه السلوك.

الأمر الخامس: الأم تتطلع على التفاصيل الخاصة لأولادها
تتعامل الأم مع ملابس الأولاد ومع الأثاث وترتيبه، ومع أحوال الطفل الخاصة فتكتشف مشكلات عند الطفل أكثر مما يكتشفه الأب، وبخاصة في وقتنا الذي انشغل الأب فيه عن أبنائه، فتدرك الأم من قضايا الأولاد أكثر مما يدركه الأب.
هذه الأمور السابقة تؤكد لنا دور الأم في التربية وأهميته، ويكفي أن نعرف أن الأم تمثل نصف المنزل تماماً ولا يمكن أبداً أن يقوم بالدور التربوي الأب وحده، أو أن تقوم به المدرسة وحدها، فيجب أن تتضافر جهود الجميع في خط واحد.
لكن الواقع أن الطفل يتربى على قيم في المدرسة يهدهما المنزل، ويتربى على قيم في المنزل مناقضة لما يلقاه في الشارع؛ فيعيش ازدواجية وتناقضا ، المقصود هو يجب أن يكون البيت وحده متكاملة.
لا يمكن أن أتحدث معشر الأخوة والأخوات خلال هذه الأمسية وخلال هذا الوقت، لا يمكن أن أتحدث عن الدور الذي ننتظره من الأم في التربية، إنما هي فقط مقترحات أردت أن أسجلها.


مقترحات تربوية للأم
مهما قلنا فإننا لا نستطيع أن نتحدث بالتفصيل عن دور الأم في التربية، ولا نستطيع من خلال ساعة واحدة أن نُخرِّج أماً مربية، ولهذا رأيت أن يكون الشق الثاني -بعد أن تحدثنا في عن أهمية دور الأم- عبارة عن مقترحات وتحسين الدور التربوي للأم وسجلت هنا، ومن هذه المقترحات:
أولاً: الشعور بأهمية التربية
إن نقطة البداية أن تشعر الأم بأهمية التربية وخطورتها، وخطورة الدور الذي تتبوؤه، وأنها مسؤولة عن جزء كبير من مستقبل أبنائها وبناتها، وحين نقول التربية فإنا نعني التربية بمعناها الواسع الذي لايقف عند حد العقوبة أو الأمر والنهي، كما يتبادر لذهن طائفة من الناس، بل هي معنى أوسع من ذلك.
فهي تعني إعداد الولد بكافة جوانب شخصيته: الإيمانية، والجسمية، والنفسية، والعقلية الجوانب الشخصية المتكاملة أمر له أهمية وينبغي أن تشعر الأم والأب أنها لها دور في رعاية هذا الجانب وإعداده.
وفي جانب التنشئة الدينية والتربية الدينية يحصرها كثير من الناس في توجيهات وأوامر أو عقوبات، والأمر أوسع من ذلك، ففرق بين شخص يعاقب ابنه حيث لا يصلي وبين شخص آخر يغرس عند ابنه حب الصلاة، وفرق بين شخص يعاقب ابنه حين يتفوه بكلمة نابية، وبين شخص يغرس عند ابنه رفض هذه الكلمة وحسن المنطق، وهذا هو الذي نريده حين نتكلم عن حسن التربية، فينبغي أن يفهم الجميع –والأمهات بخاصة- التربية بهذا المعنى الواسع.

ثانياً: الاعتناء بالنظام في المنزل
من الأمور المهمة في التربية -ويشترك فيها الأم والأب لكن نؤكد على الأم- الاعتناء بنظام المنزل؛ فذلك له أثر في تعويد الابن على السلوكيات التي نريد.
إننا أمة فوضوية: في المواعيد، في الحياة المنزلية، في تعاملنا مع الآخرين، حتى ترك هذا السلوك أثره في تفكيرنا فأصبحنا فوضويين في التفكير.
إننا بحاجة إلى تعويد أولادنا على النظام، في غرفهم وأدواتهم، في مواعيد الطعام، في التعامل مع الضيوف وكيفية استقبالهم، ومتى يشاركهم الجلوس ومتى لايشاركهم؟

ثالثاً: السعي لزيادة الخبرة التربوية
إن من نتائج إدراك الأم لأهمية التربية أن تسعى لزيادة خبرتها التربوية والارتقاء بها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال مجالات عدة، منها:
أ : القراءة؛ فمن الضروري أن تعتني الأم بالقراءة في الكتب التربوية، وتفرغ جزءاً من وقتها لاقتنائها والقراءة فيها، وليس من اللائق أن يكون اعتناء الأم بكتب الطبخ أكثر من اعتنائها بكتب التربية.
وحين نلقي سؤالاً صريحاً على أنفسنا: ماحجم قراءاتنا التربوية؟ وما نسبتها لما نقرأ إن كنا نقرأ؟ فإن الإجابة عن هذه السؤال تبرز مدى أهمية التربية لدينا، ومدى ثقافتنا التربوية.
ب : استثمار اللقاءات العائلية؛ من خلال النقاش فيها عن أمور التربية، والاستفادة من آراء الأمهات الأخريات وتجاربهن في التربية، أما الحديث الذي يدور كثيراً في مجالسنا في انتقاد الأطفال، وأنهم كثيرو العبث ويجلبون العناء لأهلهم، وتبادل الهموم في ذلك فإنه حديث غير مفيد، بل هو مخادعة لأنفسنا وإشعار لها بأن المشكلة ليست لدينا وإنما هي لدى أولادنا.
لم لانكون صرحاء مع أنفسنا ونتحدث عن أخطائنا نحن؟ وإذا كان هذا واقع أولادنا فهو نتاج تربيتنا نحن، ولم يتول تربيتهم غيرنا، وفشلنا في تقويمهم فشل لنا وليس فشلاً لهم.
ج: الاستفادة من التجارب، إن من أهم مايزيد الخبرة التربوية الاستفادة من التجارب والأخطاء التي تمر بالشخص، فالأخطاء التي وقعتِ فهيا مع الطفل الأول تتجنبينها مع الطفل الثاني، والأخطاء التي وقعتِ فيها مع الطفل الثاني تتجنبينها مع الطفل الثالث، وهكذا تشعرين أنك ما دمت تتعاملين مع الأطفال فأنت في رقي وتطور.

رابعاً: الاعتناء بتلبية حاجات الطفل
للطفل حاجات واسعة يمكن نشير إلى بعضها في هذا المقام، ومنها:
1- الحاجة إلى الاهتمام المباشر:
يحتاج الطفل إلى أن يكون محل اهتمام الآخرين وخاصة والديه، وهي حاجة تنشأ معه من الصغر، فهو يبتسم ويضحك ليلفت انتباههم، وينتظر منهم التجاوب معه في ذلك.
ومن صور الاهتمام المباشر بحاجات الطفل الاهتمام بطعامه وشرابه، وتلافي إظهار الانزعاج والقلق –فضلاً عن السب والاتهام بسوء الأدب والإزعاج- حين يوقظ أمه لتعطيه طعامه وشرابه، ومما يعين الأم على ذلك تعويده على نظام معين، وتهيئة طعام للابن –وبخاصة الإفطار- قبل نومها.
ومن أسوأ صور تجاهل حاجة الطفل إلى الطعام والشراب ماتفعله بعض النساء حال صيامها من النوم والإغلاق على نفسها، ونهر أطفالها حين يطلبون منها الطعام أو الشراب.
ومن صور الاهتمام به من أيضاً حسن الاستماع له، فهو يحكي قصة، أو يطرح أسئلة فيحتاج لأن ينصت له والداه، ويمكن أن توجه له أسئلة تدل على تفاعل والديه معه واستماعهم له، ومن الوسائل المفيدة في ذلك أن تسعى الأم إلى أن تعبر عن الفكرة التي صاغها هو بلغته الضعيفة بلغة أقوى، فهذا مع إشعاره له بالاهتمام يجعله يكتسب عادات لغوية ويُقوِّى لغته.
ومن صور الاهتمام التخلص من أثر المشاعر الشخصية، فالأب أو الأم الذي يعود من عمله مرهقاً، أو قد أزعجته مشكلة من مشكلات العمل، ينتظر منهم أولادهم تفاعلاً وحيوية، وينتظرونهم بفارغ الصبر، فينبغي للوالدين الحرص على عدم تأثير المشاعر والمشكلات الخاصة على اهتمامهم بأولادهم.

2- الحاجة إلى الثقة:
يحتاج الطفل إلى الشعور بثقته بنفسه وأن الآخرين يثقون فيه، ويبدو ذلك من خلال تأكيده أنه أكبر من فلان أو أقوى من فلان.
إننا بحاجة لأن نغرس لدى أطفالنا ثقتهم بأنفسهم،وأنهم قادرون على تحقيق أمور كثيرة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تكليفهم بأعمال يسيرة يستطيعون إنجازها، وتعويدهم على ذلك.
ويحتاجون إلى أن يشعرون بأننا نثق بهم، ومما يعين على ذلك تجنب السخرية وتجنب النقد اللاذع لهم حين يقعون في الخطأ، ومن خلال حسن التعامل مع مواقف الفشل التي تمر بهم ومحاولة استثمارها لغرس الثقة بالنجاح لديهم بدلاً من أسلوب التثبيط أو مايسيمه العامة (التحطيم).

3 – الحاجة إلى الاستطلاع:
يحب الطفل الاستطلاع والتعرف على الأشياء، ولهذا فهو يعمد إلى كسر اللعبة ليعرف مابداخلها، ويكثر السؤال عن المواقف التي تمر به، بصورة قد تؤدي بوالديه إلى التضايق من ذلك.
ومن المهم أن تتفهم الأم خلفية هذه التصرفات من طفلها فتكف عن انتهاره أو زجره، فضلاً عن عقوبته.
كما أنه من المهم أن تستثمر هذه الحاجة في تنمية التفكير لدى الطفل، فحين يسأل الطفل عن لوحة السيارة، فبدلاً من الإجابة المباشرة التي قد لا يفهمها يمكن أن يسأله والده، لو أن صاحب سيارة صدم إنساناً وهرب فكيف تتعرف الشرطة على سيارته؟ الولد: من رقم السيارة، الأب: إذا هذا يعني أنه لابد من أن يكون لكل سيارة رقم يختلف عن بقية السيارات، والآن حاول أن تجد سيارتين يحملان رقماً واحداً، وبعد أن يقوم الولد بملاحظة عدة سيارات سيقول لوالده إن ما تقوله صحيح.

4- الحاجة إلى اللعب:
الحاجة إلى اللعب حاجة مهمة لدى الطفل لا يمكن أن يستغني عنها، بل الغالب أن الطفل قليل اللعب يعاني من مشكلات أو سوء توافق.
وعلى الأم في تعامله مع هذه الحاجة أن تراعي الآتي:
إعطاء الابن الوقت الكافي للعب وعدم إظهار الانزعاج والتضايق من لعبه.
استثمار هذه الحاجة في تعليمه الانضباط والأدب، من خلال التعامل مع لعب الآخرين وأدواتهم، وتجنب إزعاج الناس وبخاصة الضيوف، وتجنب اللعب في بعض الأماكن كالمسجد أو مكان استقبال الضيوف.
استثمار اللعب في التعليم، من خلال الحرص على اقتناء الألعاب التي تنمي تفكيره وتعلمه أشياء جديدة.
الحذر من التركيز على ما يكون دور الطفل فيها سلبيًّا ، أو يقلل من حركته، كمشاهدة الفيديو أو ألعاب الحاسب الآلي، فلا بد من أن يصرف جزءاً من وقته في ألعاب حركية، كلعب الكرة أو اللعب بالدراجة أو الجري ونحو ذلك.

5 – الحاجة إلى العدل:
يحتاج الناس جميعاً إلى العدل، وتبدو هذه الحاجة لدى الأطفال بشكل أكبر من غيرهم، ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الأولاد، وشدد في ذلك، عن حصين عن عامر قال : سمعت النعمان ابن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال :"أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟" قال:لا، قال :"فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته. متفق عليه.
ومهما كانت المبررات لدى الأم في تفضيل أحد أولادها على الآخر، فإن ذلك لا يقنع الطفل، ولابد من الاعتناء بضبط المشاعر الخاصة تجاه أحد الأطفال حتى لا تطغى، فتترك أثرها عليه وعلى سائر إخوانه وأخواته.
ومن المشكلات التي تنشأ عن ذلك مشكلة الطفل الجديد، فكثير من الأمهات تعاني منها (ولعله أن يكون لها حديث مستقل لأهميتها).
أكتفي بهذا الحديث عن هذه الحاجات وإلا فهي حاجات كثيرة، والواجب على الوالدين تجاه هذه الحاجات أمران:
الأول: الحرص على إشباع هذه الحاجات والاعتناء بها، الثاني: استثمار هذه الحاجات في تعليم الابن السلوكيات والآداب التي يحتاج إليها.

خامسا: الحرص على التوافق بين الوالدين
التربية لا يمكن أن تتم من طرف واحد، والأب والأم كل منهما يكمل مهمة الآخر ودوره، ومما ينبغي مراعاته في هذا الإطار:
الحرص على حسن العلاقة بين الزوجين، فالحالة النفسية والاستقرار لها أثرها على الأطفال كما سبق، فالزوجة التي لاتشعر بالارتياح مع زوجها لابد أن يظهر أثر ذلك على رعايتها لأطفالها واهتمامها بهم.
التفاهم بين الوالدين على الأساليب التربوية والاتفاق عليها قدر الإمكان.
أن يسعى كل من الوالدين إلى غرس ثقة الأطفال بالآخر، فيتجنب الأب انتقاد الأم أو عتابها أمام أولادها فضلاً عن السخرية بها أو تأنيبها، كما أن الأم ينبغي أن تحرص على غرس ثقة أطفالها بوالدهم، وإشعارهم بأنه يسعى لمصلحتهم –ولو اختلفت معه- وأنه إن انشغل عنهم فهو مشغول بأمور مهمة تنفع المسلمين أجمع، أو تنفع هؤلاء الأولاد.
ومما ينبغي مراعاته هنا الحرص على تجنب أثر اختلاف الموقف أو وجهة النظر بين الوالدين، وأن نسعى إلى ألا يظهر ذلك على أولادنا فهم أعز مانملك، وبإمكاننا أن نختلف ونتناقش في أمورنا لوحدنا.

سادساً: التعامل مع أخطاء الأطفال
كثير من أخطائنا التربوية مع أطفالنا هي في التعامل مع الأخطاء التي تصدر منهم، ومن الأمور المهمة في التعامل مع أخطاء الأطفال:
1. عدم المثالية:
كثيراً مانكون مثاليين مع أطفالنا، وكثيراً ما نطالبهم بما لا يطيقون، ومن ثم نلومهم على ما نعده أخطاء وليست كذلك.
الطفل في بداية عمره لايملك التوازن الحركي لذا فقد يحمل الكوب فيسقط منه وينكسر، فبدلاً من عتابه وتأنيبه لو قالت أمه: الحمد الله أنه لم يصيبك أذى، أنا أعرف أنك لم تتعمد لكنه سقط منك عن غير قصد، والخطأ حين تتعمد إتلافه، والآن قم بإزالة أثر الزجاج حتى لا يصيب أحداً.
إن هذا الأسلوب يحدد له الخطأ من الصواب، ويعوده على تحمل مسؤولية عمله، ويشعره بالاهتمام والتقدير، والعجيب أن نكسر قلوب أطفالنا ونحطمهم لأجل تحطيمهم لإناء لا تتجاوز قيمته ريالين، فأيهما أثمن لدينا الأطفال أم الأواني؟

2. التوازن في العقوبة:
قد تضطر الأم لعقوبة طفلها، والعقوبة حين تكون في موضعها مطلب تربوي، لكن بعض الأمهات حين تعاقب طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد، فتتحول العقوبة من تأديب وتربية إلى انتقام، والواقع أن كثيراً من حالات ضربنا لأطفالنا تشعرهم بذلك.
لا تسأل عن تلك المشاعر التي سيحملها هذا الطفل تجاه الآخرين حتى حين يكون شيخاً فستبقى هذه المشاعر عنده ويصعب أن نقتلعها فيما بعد والسبب هو عدم التوازن في العقوبة.

3. تجنب البذاءة:
حين تغضب بعض الأمهات أو بعض الآباء فيعاتبون أطفالهم فإنهم يوجهون إليهم ألفاظاً بذيئة، أو يذمونهم بعبارات وقحة، وهذا له أثره في تعويدهم على المنطق السيء.
والعاقل لا يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس، فضلاً عن أولاده.

4. تجنب الإهانة:
من الأمور المهمة في علاج أخطاء الأطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة والفوضوية والغباء …إلخ. فهذا له أثره البالغ على فقدانهم للثقة بأنفسهم، وعلى تعويدهم سوء الأدب والمنطق.
5. تجنب إحراجه أمام الآخرين :
إذا كنا لانرضى أن ينتقدنا أحد أمام الناس فأطفالنا كذلك، فحين يقع الطفل في خطأ أمام الضيوف فليس من المناسب أن تقوم أمه أو يقوم والده بتأنيبه أو إحراجه أمامهم أو أمام الأطفال الآخرين.
سابعاً: وسائل مقترحة لبناء السلوك وتقويمه
يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن غرس السلوك إنما يتم من خلال الأمر والنهي، ومن خلال العقوبة والتأديب، وهذه لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من وسائل تعليم السلوك، وفي هذه العجالة أشير إلى بعض الوسائل التي يمكن أن تفيد الأم في غرس السلوك الحسن، أو تعديل السلوك السيئ، وهي على سبيل المثال لا الحصر: يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن غرس السلوك إنما يتم من خلال الأمر والنهي، ومن خلال العقوبة والتأديب، وهذه لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من وسائل تعليم السلوك، وفي هذه العجالة أشير إلى بعض الوسائل التي يمكن أن تفيد الأم في غرس السلوك الحسن، أو تعديل السلوك السيئ، وهي على سبيل المثال لا الحصر:
1 – التجاهل:
يعمد الطفل أحياناً إلى أساليب غير مرغوبة لتحقيق مطالبه، كالصراخ والبكاء وإحراج الأم أمام الضيوف وغير ذلك، والأسلوب الأمثل في ذلك ليس هو الغضب والقسوة على الطفل، إنما تجاهل هذا السلوك وعدم الاستجابة للطفل، وتعويده على أن يستخدم الأساليب المناسبة والهادئة في التعبير عن مطالبه، وأسلوب التجاهل يمكن أن يخفي كثيراً من السلوكيات الضارة عند الطفل أو على الأقل يخفف من حدتها.
2 – القدوة:
لست بحاجة للحديث عن أهمية القدوة وأثرها في التربية، فالجميع يدرك ذلك، إنني حين أطالب الطفل بترتيب غرفته ويجد غرفتي غير مرتبة، وحين أطالبه أن لا يتفوه بكلمات بذيئة ويجدني عندما أغضب أتفوه بكلمات بذيئة، وحين تأمره الأم ألا يكذب، ثم تأمره بالكذب على والده حينئذ سنمحو بأفعالنا مانبنيه بأقوالنا.
3 – المكافأة:
المكافأة لها أثر في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل، وهي ليست بالضرورة قاصرة على المكافأة المادية فقد تكون بالثناء والتشجيع وإظهار الإعجاب، ومن وسائل المكافأة أن تعده بأن تطلب من والده اصطحابه معه في السيارة، أو غير ذلك مما يحبه الطفل ويميل إليه.
ومما ينبغي مراعاته أن يكون استخدام المكافأة باعتدال حتى لا تصبح ثمناً للسلوك.

4 – الإقناع والحوار:
من الأمور المهمة في بناء شخصية الأطفال أن نعودهم على الإقناع والحوار، فنستمع لهم وننصت، ونعرض آراءنا وأوامرنا بطريقة مقنعة ومبررة، فهذا له أثره في تقبلهم واقتناعهم، وله أثره في نمو شخصيتهم وقدراتهم.
وهذا أيضاً يحتاج لاعتدال، فلابد أن يعتاد الأطفال على الطاعة، وألا يكون الاقتناع شرطاً في امتثال الأمر.

5 - وضع الأنظمة الواضحة:
من المهم أن تضع الأم أنظمة للأطفال يعرفونها ويقومون بها، فتعودهم على ترتيب الغرفة بعد استيقاظهم، وعلى تجنب إزعاج الآخرين…إلخ، وحتى يؤتي هذا الأسلوب ثمرته لابد أن يتناسب مع مستوى الأطفال، فيعطون أنظمة واضحة يستوعبونها ويستطيعون تطبيقها والالتزام بها.
6 – التعويد على حل الخلافات بالطرق الودية:
مما يزعج الوالدين كثرة الخلافات والمشاكسات بين الأطفال، ويزيد المشكلة كثرة تدخل الوالدين، ويجب أن تعلم الأم أنه لا يمكن أن تصل إلا قدر تزول معه هذه المشكلة تماماً، إنما تسعى إلى تخفيف آثارها قدر الإمكان، ومن ذلك:
تعويدهم على حل الخلافات بينهم بالطرق الودية، ووضع الأنظمة والحوافز التي تعينهم على ذلك، وعدم تدخل الأم في الخلافات اليسيرة، فذلك يعود الطفل على ضعف الشخصية وكثرة الشكوى واللجوء للآخرين.

7 – تغيير البيئة:
ولذلك وسائل عدة منها:
أولا: إغناء البيئة: وذلك بأن يهيأ للطفل مايكون بديلاً عن انشغاله بما لايرغب فيه، فبدلاً من أن يكتب على الكتب يمكن أن يعطى مجلة أو دفتراً يكتب فيه مايشاء، وبدلاً من العبث بالأواني يمكن أن يعطى لعباً على شكل الأواني ليعبث بها.
ثانياً: حصر البيئة: وذلك بأن تكون له أشياء خاصة، كأكواب خاصة للأطفال يشربون بها، وغرفة خاصة لألعابهم، ومكان خاص لا يأتيه إلا هم؛ حينئذ يشعر أنه غير محتاج إلى أن يعتدي على ممتلكات الآخرين.
ومن الخطأ الاعتماد على قفل باب مجالس الضيوف وغيرها، فهذا يعوده على الشغف بها والعبث بها، لأن الممنوع مرغوب.
لكن أحياناً تغفل الأمهات مثلاً المجلس أو المكتبة ،ترفع كل شيء عنه صحيح هذا يمنعه وحين يكون هناك فرصة للدخول يبادر بالعبث لأن الشيء الممنوع مرغوب.

ثالثاً: تهيئة الطفل للتغيرات اللاحقة: الطفل تأتيه تغييرات في حياته لابد أن يهيأ لها، ومن ذلك أنه يستقل بعد فترة فينام بعيداً عن والديه في غرفة مستقلة، أو مع من يكبره من إخوته، فمن الصعوبة أن يفاجأ بذلك، فالأولى بالأم أن تقول له: إنك كبرت الآن وتحتاج إلا أن تنام في غرفتك أو مع إخوانك الكبار.
وهكذا البنت حين يراد منها أن تشارك في أعمال المنزل.

8 - التعويد :
الأخلاق والسلوكيات تكتسب بالتعويد أكثر مما تكتسب بالأمر والنهي، فلا بد من الاعتناء بتعويد الطفل عليها، ومراعاة الصبر وطول النفس والتدرج في ذلك.
هذه بعض الخواطر العاجلة وبعض المقترحات لتحسين الدور الذي يمكن أن تقوم به الأم، وينبغي لها ألا تغفل عن دعاء الله تعالى وسؤاله الصلاح لأولادها، فقد وصف الله تبارك وتعالى عباده الصالحين بقوله : [والذين يقولون ربنا هبنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما]
و الله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





الله جميل ويحب الجمال
بارك الله فيكم واثابكم جنة الفردوس
[/BACKGROUND]
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إلي أختي المسلمة..أين دورك في نهضة الأمة؟ ام الشيماء روضة الأسـرة الصالحة 8 10-04-11 07:26 AM
أربعون وسيلة لتفعيل البيت المسلم في رمضان رقية مبارك بوداني روضة الأسـرة الصالحة 11 06-07-10 06:26 PM
العلاقات الخارجية في الأسرة حـــرص و اعـــتـــدال تــعــارف و بــــر رقية مبارك بوداني روضة الأسـرة الصالحة 1 13-06-10 06:14 PM


الساعة الآن 12:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .