العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-08, 04:15 PM   #11
ومض
~متألقة~
افتراضي

يتبع الدرس السادس
ترجمه القرآن

الترجمة لغة : تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح . وفي الاصطلاح : التعبير عن الكلام بلغة أخرى . وترجمة القران : التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان :
أحدهما : ترجمة حرفية ، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بازائها . ( أي تترجم كلمة كلمة ) ..

الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم ،
وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها

أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها .

ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها .

ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء : إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية ، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك – محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله ، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين ، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية .

وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا ،

اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها ، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس
:

والترجمة المعنوية : أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظرعن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي .

و الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها ، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية ، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .


لكن يشترط لجواز ذلك شروط :

الأول : أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه ،
وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة ، لتكون كالتفسير له .

الثاني : أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها،
وما تقتضيه حسب السياق .

الثالث : أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن . ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم
إلا من مأمون عليها ، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه .
وأيضا أن يكون موثوقا عليه في عقيدته حتى لا يحرك شيء من القرآن إلى عقيدته ..





توقيع ومض
[CENTER]،،[/CENTER]

[CENTER][IMG]http://img126.imageshack.us/img126/4977/59433129qg6.gif[/IMG][/CENTER]


[CENTER]
[COLOR="Navy"]صبر نفسك على ابتلاء ربك عز وجل وارض بما قدره لك,
فخيرة الله تبارك وتعالى لك خير من خيرتك لنفسك[/COLOR]
[/CENTER]
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-08, 05:13 PM   #12
زهر الرمان
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 29-09-2007
الدولة: المغرب
المشاركات: 648
زهر الرمان is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله بارك الله لك في مجهوداتك وزادك من فضله



توقيع زهر الرمان
[CENTER][IMG]http://up1.m5zn.com/photo/2008/12/11/06/7tm3naokv.gif/gif[/IMG][CENTER] [/CENTER]
[CENTER]:icony6::icony6:[/CENTER]
[SIZE=5][U][COLOR=blue][FONT=Courier New]من مناجاة ابن الجوزي[/FONT][/COLOR][FONT=Courier New][COLOR=black]:[/COLOR][/FONT][/U][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Courier New][COLOR=black]"[/COLOR][COLOR=blue][COLOR=black]إلهي لا تعذب لسانا يخبر عنك ،[/COLOR][COLOR=black]ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك،[/COLOR][COLOR=black]ولا قدماً [/COLOR][COLOR=black]تمشي إلى خدمتك[/COLOR][COLOR=black]،[/COLOR][COLOR=black]ولا يداً تكتب حديث رسولك,[/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][COLOR=blue][SIZE=5][FONT=Courier New][COLOR=darkred]فبعزتك لا تدخلني النار فقد علم [/COLOR][COLOR=darkred]أهلها أني كنت أذب عن دينك[/COLOR][/FONT][COLOR=black][FONT=Tahoma]"[/FONT] [/COLOR][/SIZE][/COLOR][/CENTER]
زهر الرمان غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-08, 05:52 PM   #13
ومض
~متألقة~
افتراضي

( وفيكم بارك الله الدر المنثور وأخيتي زهر الرمان )




::::




الدرس السابع


:: ابن عثيمين رحمه الله ::



::المشتهرون بالتفسير من الصحابة ::



:: تعليق الشارح ::



اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة ، ذكر السيوطي منهم : الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم ، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة ، لانشغالهم بالخلافة ، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير .


ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس ، فلنترجم لحياة على بن أبي طالب مع هذين رضي الله عنهم .


ثم جاء بعدهم من التابعين كمجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير وطاووس وزيد بن اسلم وابنه عبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس ومسلم الخرساني والضحاك بن مزاحم هؤلاء هم من جاءو بعد الصحابة ثم بعد ذلك الطبقة الثالثة فسيفيان بن عيينه ووكيع الجراح وغيرهم ..


من هذه الطبقات تكونت عندنا مدراس أطلقوا عليها مدارس التفسير فالصحابة رضوان الله عليهم لما تعلموا العلم نشروها بالافاق


والرسول صلى الله عليه وسلم قال " بلغوا عني ولو آية "


فالصحابة ... ويوصلونها لغيرهم وذلك فيه فوائد كثيرة .




::مدارس التفسير ::



أطلق عليها أهل التفسير في مكة اشتهر عبد الله بن عباس
وفي المدينة اشتهر أبي بن كعب والعراق عبد الله مسعود
وهناك مدارس أخرى مثل مدرسة التفسير المتنقله
والمتمثله في علي بن أبي طالب


ومدرسة التفسير في الشام ومصر وفي خراسان
وكلها مدراس وأستاذها أحد من الصحابة


وابن عباس كان في مكة ومن اشتهر تلاميدة


ومن أحب الرجوع إلى الاسانيد فليرجع إلى كتاب الاتقان ..


والتي تروى عن ابن عباس


وفيها الاحاديث الصحيحة والضعيف التي تروى عنه


ومدرسة المدينة استاذها زيد بن كعب و ....


ستقرأونها في كتب التفسير قال مجاهد قال عطاء


قال طاووس قال زيد بن أسلم


فإذا كان ( الطالب يعرف هذه الامتدادات أين جاءت


فستكون قراءته على معرفه وفهم )..


وأما محمد بن كعب القرضي وأما مدرسة التفسير


في العراق فأستاذها عبد الله بن مسعود


وغير ذلك من المدارس التي انتشرت في الاقطار


والمؤلف الشيخ رحمه الله تكلم من المشتهرين من الصحابة


فعلي بن أبي طالب لأن النقل عنه كثير في التفسير


وذكر ترجمة لعلي بن أبي طالب ثم عبد الله أبي مسعود رضي الله عنهم


لأنه ممن كان يفسر القرآن واشتهر عنه بذلك وعبد الله بن عباس أيضا رضي الله عنه ممن اشتهروا بالتفسير




ثم تكلم الشيخ عن 3 من 2 من التابعين وهم مجاهد وكذلك قتادة .



:: القرآن محكم ومتشابه ::



القرآن جاء بأنه محكم وبأنه متشابه
و بأنه متشابه وبعضه محكم وكل من هذا الاعتبار عليه دليل الله سبحانه


وقال : ((كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)(هود: الآية 1)

وقوله (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) (يونس:1)


التشابه العام الذي وصف به القرآن كله ،

مثل قوله تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الزمر:23)



الإحكام الخاص ببعضه ، والتشابه الخاص ببعضه ،

مثل قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7) .





:: تعليق الشارح ::


إذن الله وصف بأن القرآن بأنه محكم وأنه متشابه


وأن بعضه محكم وبعضه متشابه ..


ولذلك قسموا المحكم والمتشابه إلى 3 أقسام
النوع الاول في قوله : (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )) أي محكم احكام عام أي ومعنى ذلك أنه متقن مجود في ألفاظه ومعانيه فهو في غاية الفصاحة والبلاغة أخباره كلها صدق نافعة ، ليس فيها كذب ، ولا تناقض ، .
النوع الثاني :التشابه العام : ومعنى هذا التشابه ، أن القرآن كله يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة والغايات الحميدة( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: الآية 82)


النوع الثالث : الإحكام الخاص ببعضه ، والتشابه الخاص ببعضه (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7)


:: تعليق الشارح ::
والاحكام هنا اختلف وليس مثل في المعنى الثالث ليس كمثل المعنى الثاني ..
فيظن أن فيه تناقض فالعلماء نزلوا هذه المعاني على هذه الايات
وهنا نعرف المحكم والمتشابه ، ما معنى المحكم في النوع هذا ؟
.: الشيخ ذكر رحمه الله ومعنى هذا الإحكام أن يكون معنى الآية واضحا جليا ، لا خفاء فيه ، مثل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات:13)،

وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) وقوله : ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ)(البقرة: الآية 275) وقوله (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )(المائدة: الآية 3) وأمثال ذلك كثيرة .


هذه الآيات معناها واضح .. وبتعريف آخر للمحكم قالوا : المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا .


ومعنى هذا التشابه : أن يكون معنى الآية مشتبها خفيا بحيث يتوهم منه الواهم ما لا يليق بالله تعالى ، أو كتابه أو رسوله ، ويفهم منه العالم الراسخ في العلم خلاف ذلك .


مثاله :فيما يتعلق بالله تعالى ، أن يتوهم واهم من قوله تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)(المائدة: الآية 64) أن لله يدين مماثلتين لأيدي المخلوقين .
ومثال آخر لأنواع التشابه فيما يتعلق بكتاب الله تعالى ، أن يتوهم واهم تناقض القرآن وتكذيب بعضه بعضا حين يقول : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )(النساء: الآية 79) ويقول في موضع آخر : ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)(النساء: الآية 78)


ومثالهفيما يتعلق برسول الله، أن يتوهم واهم من قوله تعالى (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (يونس:94) ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكا فيما أنزل إليه .


:: تعليق الشارح على ما سبق ::

هذه الامثله فيها تشابه في ظاهر الاية ..
.. معاني التشابه ومعاني الإحكام ..


المحكم : ما عرف المراد أراد الله منه .والمتشابه ما استأثر الله به .قول آخر ،
المحكم:ما لا يحتمل إلا وجها واحداوالمتشابه ما احتمل أوجه
المحكم : ما استغل بنفسه ولم يحتج إلى بيان والمتشابة ما لا يستغل لنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره
:::


موقف الراسخين في العلم
والزائغين من المتشابه

فالزائغون :يتخذون من هذه الآيات المشتبهات
وسيلة للطعن في كتاب الله ، وفتنة الناس عنه ، وتأويله لغير
ما أراد الله تعالى به ، فيَضِلُون ، ويُضِلُون \


وأما الراسخون في العلم :يؤمنون بأن ما جاء في كتاب اللهتعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله


(فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)(آل عمران: الآية 7)
وقال في الراسخين في العلم : ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا)(آل عمران: الآية 7)

فالزائغون يتخذون من هذه الآيات
المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله ، وفتنة الناس عنه ،
وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به ، فيَضِلُون ، ويُضِلُون وأما
الراسخون في العلم يؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى
فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله (وَلَوْ
كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء:
الآية82) وما جاء مشتبهاً ردوه إلى المحكم ليكون الجميع
محكماً.


هذه طريقتهم دائما يردون المتشابه إلى المحكم الايات التي
تحتمل أكثر من معنى يفسرونها إلى اليات التي لا تفسر إلا
معنى واحد ..


ويقولون في المثال الأول : إن لله تعالى يدين
حقيقيتين على ما يليق بجلاله وعظمته ، لا تماثلان أيدي
المخلوقين ، كما أن له ذات لا تماثل ذوات المخلوقين ، لأن الله
تعالى يقول : (ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(
الشورى: الآية 11) .


ويقولون في المثال الثاني : إن الحسنة والسيئة كلتاهما بتقدير
الله عز وجل ، لكن الحسنة سببها التفضل من الله تعالى على
عباده ، أما السيئة فسببها فعل العبد كما قال تعالى(وَمَا أَصَابَكُمْ
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)
فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيء إلى سببه ، لا من
إضافته إلى مُقَدِّرِهِ ، أما إضافة الحسنة والسيئة إلى الله تعالى
فمن باب إضافة الشيء إلى مُقَدِّرِهِ ، وبهذا يزول ما يوهم
الاختلاف بين الآيتين لإنفكاك الجهة .


ويقولون في المثال الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يقع منه شك فيما أنزل إليه ، بل هو أعلم الناس به ، وأقواهم
يقينا كما قال الله تعالى في نفس السورة : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
)(يونس: الآية 104) المعنى إن كنت في شك منه فأنا على
يقين منه ، ولهذا لا أعبد الذين تعبدون من دون الله ، بل أكفر
بهم وأعبد الله .


ولا يلزم من قوله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ)(يونس:
الآية 94) أن يكون الشك جائزا على الرسول صلى الله عليه
وسلم ، أو واقعا منه . ألا ترى قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ
لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81) هل يلزم منه أن
يكون الولد جائزا على الله تعالى أو حاصلا ؟ كلا ، فهذا لم يكن
حاصلا، ولا جائزا على الله تعالى ، قال الله تعالى : ( وَمَا
يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم:92) (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93)


يقول الشارح ::

قال إن فرض أن يشك فلا يلزم النبي صلى الله عليه وسلم أن
يكون شاك وقد يكون المخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم
والمراد أمته
...
[/COLOR][/CENTER]
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-08, 05:54 PM   #14
ومض
~متألقة~
افتراضي

ولا يلزم من قوله تعالى : (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(البقرة:
الآية 147) أن يكون الامتراء واقعا من الرسول صلى الله
عليه وسلم ، لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع
منه ، ألا ترى قوله تعالى : (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ
أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (
القصص:87) ومن المعلوم أنهم لم يصدون النبي صلى الله
عليه وسلم عن آيات الله ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يقع منه شرك.والغرض من توجيه النهي إلى من لا يقع منه :
التنديد بمن وقع منهم والتحذير من منهاجهم ، وبهذا يزول
الاشتباه ، وظن ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم .

:: قول الشارح ::



مثل يوم نقول إياك أعني واسمعي يا جارة وفي كثير من الايات
المخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد أمة محمد صلى
الله عليه وسلم لأن الشك ولأن الامتراء غير واقع من النبي صلى الله عليه وسلم
: انواع التشابه في القرآن ::
النوع الاول حقيقيوهو ما لا يمكن أن يعلمه
البشر كحقائق صفات الله عز وجل، وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه .
النوع الثاني : نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس
دون بعض ، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم ،
وأمثلة هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ)(الشورى: الآية 11) حيث اشتبه على أهل التعطيل ،
ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله تعالى ، وأدعوا أن ثبوتها
يستلزم المماثلة ، واعرضوا عن الآيات الكثيرة الدالة على
ثبوت الصفات له ، وأن إثبات أصل المعنى لا يستلزم المماثلة .
ومنها قوله تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)

حيث اشبته على الوعيدية ، ففهموا منه أن قاتل
المؤمن عمدا مخلد في النار ، وطردوا ذلك في جميع أصحاب
الكبائر ، واعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون
الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى .
مثال آخر ..
[CENTER]ومنها قوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (
الحج:70) حيث اشتبه على الجبرية ، ففهموا منه أن العبد
مجبور على عمله ، وادعوا أنه ليس له إرادة ولا قدرة عليه ،
وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن للعبد إرادة وقدرة ، وأن
فعل العبد نوعان : اختياري ، وغير اختياري .
:: الشارح ::
الجبرية فهموا من هذا الاية ان الانسان مجبور على كل ما
يعمل فليس له اختيار >>> كلام الشارح وتركوا أن العبد له
اختيار وأنه له ارادة وله فعل وإنما أخذوا بالجزء الاول وتركوا
الجزء الثاني



:: كلام الشيخ ابن عثيمين ::

[وأما والراسخون في العلم أصحاب العقول ، يعرفون
كيف يخرجون هذه الآيات المتشابهة إلى معنى يتلاءم مع
الآيات الأخرى ،فيبقى القرآن كله محكما لا اشتباه فيه .

[الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
:: يقول الشارح ::
ربما يأتي سائل ويقول ما الحكمة من المحكم والمتشابه ولماذا
لا يكون كله محكم ليس به تشابه
فالجواب باختصار ..
الحكمة هو الامتحان والاختبار بين المؤمن الصادق الراسخ في العلم ومن
في قلبه زيغ
:: موهم التعارض في القرآن
::
الشارح ::
التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان ، بحيث يمنع مدلول
إحداهما مدلول الأخرى ، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشئ
والأخرى نافية فيه .
:: تعليق الشارح ::
..يكون في الاية اثبات وفي الاية الاخرى نفي
وقال الشيخ بن عثيمين ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين
مدلولهما خبري ، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا ، وهو مستحيل
في أخبار الله تعالى ،
المدلول الحكميبأن الاية تأمر بشيء وال قال الله تعالى : (
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية 87) (وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: الآية 122) ) ولا يمكن أن يقع
التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي ؛ لأن الأخيرة منهما
ناسخة للأولى قال الله تعالى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ
بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)(البقرة: الآية 106) وإذا ثبت النسخ كان
حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة .وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ، فحاول الجمع بينهما ،
فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف ، وتكل الأمر إلى عالمه .
::تعليق الشارح ::
إذا رايت أيتين فيهما تعارض حاول تجمع بينهما
مثل أن تكون الاولى عامة والأخرى خاصة . .
:: الشيخ ابن عثيمينرحمه الله ::
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ،
بينوا الجمع في ذلك . ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع
كتاب " دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب " للشيخ محمد
الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى .
فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن : ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(البقرة:
الآية 2) وقوله فيه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاس)(البقرة: الآية 185) فجعل هداية القرآن في الآية
الأولى خاصة بالمتقين ، وفي الثانية عامة للناس ، والجمع
بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع ، والهداية
في الثانية هداية التبيان والإرشاد .
ونظير هاتين الآيتين ، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه
وسلم : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (
القصص:56) وقوله فيه ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(
الشورى: الآية 52)
فكيف الجمع ؟
فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين >> ( هداية
الارشاد )
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) (آل عمران: الآية 18) وقوله (وَمَا مِنْ
إِلَهٍ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: الآية 62) وقوله :( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ
إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) (الشعراء:213) وقوله : ( فَمَا
أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا
جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)(هود: الآية 101) ففي
الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي
الأخريين إثبات الألوهية لغيره .
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي
الألوهية الحق ،وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة ؛ لقوله
تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ)(
لأعراف: الآية 28) وقوله (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا
مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (
الإسراء :16) ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى
بالفحشاء ، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق .
:: تعليق الشارح ::
وهنا أمر كوني وامر شرعي ..
ومثله الارادة الكونية والارادة الشرعية
فهنا الجميع بين الآية عدل ..
:: تعليق الشارح ::
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي ،
تنزل الواحده منهم على الارادة الشرعية
فما أراده الله كونا وقدرا هذه إرادة كونيهوما أراده الله تعالى (( يريد الله ليبين لكم )) هذه إراده شرعيه
وهي المحبة ولا تكون إلا لأهل الايمان ..
والارادة الكونية إرادة عـامة ..
يجمع على الارادة الكونية وعلى الارادة الشرعية ..



انتهى الدرس السابع

التعديل الأخير تم بواسطة ومض ; 28-07-08 الساعة 05:58 PM
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 28-07-08, 10:04 PM   #15
ومض
~متألقة~
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم


الدرس الثامن



:: القســم ::
انتهينا في الدرس الماضي من موهم التعارض واليوم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله


القسم
: بفتح القاف والسين ، اليمين ، وهو : تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّموهو بمعنى الحلف .
وأدواته ثلاث :

الواو والباء والتاء ، والله وبالله وتالله .


إما أن تأتي أداة القسم أو يأتي العامل
أي إما أن يؤتى بالفعل أقسم أو أحلف متعدي بالباء المقسم به ثم يأتي المقسم عليه وهو المسمى جواب القسم .

أمثلة ..
الواو – مثل قوله تعالى : ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقّ)(الذريات: الآية 23)

:: تعليق الشارح ::

~ تنبيه ~

العامل بمعنى القسم إما أقسم أحلف .

هنا أتى بأداة القسم الواو .

والمقسم به يأتي بعد أداة القسم ((رب السماء والارض))
والمقسم عليه او جواب القسم (( إنه لحق ))
والعامل محذوف .

وهو القسم .

والباء – مثل قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1)
ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس :
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82) ويجوز
أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ،
اداة القسم : الباء
المقسم به : (( فبعزتك ))والمقسم عليه (( لأغوينهم أجمعين ))
والتاء – مثل قوله تعالى : (تاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(النحل: الآية 56)
ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم الله ، أو رب مثل : ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله .

يذكر معها ويحذف معها في مواضع .

والأصل ذكر المقسم به ، وهو كثير كما في المثل السابقة . وقد يحذف وحده مثل قولك :

أحلف عليك لتجتهدن .
هنا المقسم به محذوف .

أتى العامل وحذف المقسم به .

وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
يعني ثم والله لتسألن يومئذ عن النعيم
وهذا من بلاغة القرآن .

والأصل ذكر المقسم عليه ، وهو كثير مثل قوله تعالى : (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن)(التغابن: الآية 7)
المقسم عليه : لتبعثن .

وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1) وتقديره ليهلكن .

أين المحذوف ؟

أداة القسم : الواو .
المقسم به : القرآن المجيد .
المحذوف هو جواب القسم .
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ، أو اكتنفه ما يغني عنه ،
قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو : زيد قائم والله ، وزيد والله قائم .
وللقسم فائدتان :
إحداهما : بيان عظمة المقسم به .
مثل (( والليل )) والعصر )) والضحى )) فله ما يقسم بما شاء
وهذا من عظمته .
والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ،
ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :
الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .
الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .
الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له .
::
فائدة القسم .. ذكرها الشيخ مناع القطان
في كتابه مباحث علوم القرآن أن يكون مترددا في ثبوت الحكم وعدمه
أن يكون منكرا للحكم
فسمى ابتدائي وطلبي وانكاري
فإن كان الابتدائي يكون ذا أهمية
وإن كان طلبي يكون متردد
وإن كان منكرا له وهو القسم الثالث .
:: القصص::
تعريف القصص والقص لغة في اللغة : تتبع الاثر .وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل ، يتبع بعضها بعضا .
يعني إخباره عن الامم الماضيه..
القصة على ثلاثة أقسام:
* قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين
* - وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ،
كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ،
وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب
الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك .
*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ،
وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك .
وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها :
1بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص
( أي فيها حكمه من الله تعالى )
2بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين ( بيان عدالة الله )
3 بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى
( بيان فضله تعالى )
4 تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له
5 ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه ،
إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد ،
6 تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقةلا يعلمها إلا الله عز وجل
هذه من الفوائد والحكم في ذكر القصص ..
وهناك أثر عادة ان الدروس التلقينية والالقائية تورث الملل ولا تستطيع الناشئة
أن تستوعبها ولذا الاسلوب القصصي أجدى وأنفع وأكثر فائدة
وقد قال القطان ويستطيع المربي أن يصوغ القصة القرآن بالاسلاوب الذ ييلائم المتعلمين لكل فترة من مراحل لتعليم وهي خصبه ....فكل مرحلة من مراحل التعليم ...
:: تكرار القصص ::
من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة ،
مثل قصة لقمان ، وأصحاب الكهف ، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ،
وتقتضيه المصلحة ، ولا يكون هذا المتكرر على وجه
واحد ، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر .
مثل قصة موسى عليه السلام تتكرر كثيرا وفي كل موضع يختلف السياق وهذا من بلاغة القرآن
أن تتكرر بأساليب متنوعه .
ومن الحكمة في هذا التكرار ؟
1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها .
2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس .
3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ،
ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكيةوالعكس فيما أتى في السور المدنية .
4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال
5- ظهور صدق القرآن ، وأنه من عند الله تعالى ، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقص .
:: الإسرائيليات ::
الإسرائيليات : الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر ،
أو من النصارى .
وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :
:: الأنواع مع تعليق الشارح ::
الأولى : توافق لما عندنا فنصدقهاوهذا ما أقره الإسلام ، وشهد بصده فهو حق .
2_ أما أن تخالف ما عندنا فنردها
وهذا ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل .
مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223) (2)بين الرسول الله صلى الله أن هذا القول غير صحيح وبين لهم
3_ إما لا تخالف ولا توافق
.وهذاما لم يقره الإسلام ، ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه
وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : ” بلغوا عني ولو آية ”
إذن جائز ما لم يخشى محذور
مثل أن يتجه الناس إلى القصص ويتركوا الكتاب والسنة
لأن كل شيء يفضي إلى ترك الكتاب والسنة لا يجوز نشره .
وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين
( كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه) .
وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ، فإنه حرام
:: والدليل ::
لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما
أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " (5).
موقف العلماء من الإسرائيليات
اختلفت موافق العلماء ، ولا سيما المفسرون من هذه الإسرائيليات على ثلاثة أنحاء :
أ- فمنهم من أكثر منها مقرونة بأسانيدها ، ورأي أنه بذكر أسانيدها خرج من عهدتها ،
( من ذكرها مقرونه بأسانيدها حتى يعرف الصحيح منها مثل ابن جرير الطبري )
2 ومنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد غالبا ،
أي حذف الاسانيد وأتى بالقصة
فكان حاطب ليل مثل البغوي الذي قال شيخ الإسلام ابن تيميه (7)
عن تفسيره : إنه مختصر من الثعلبي ، لكنه صانه عن الأحاديث
الموضوعية والآراء المبتدعة ،
وقال عن الثعلبي : إنه حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع .
(من جردها من الاسانيد )
ج- ومنهم من ذكر كثيرا منها، وتعقب البعض مما ذكره بالتضعيف أو الإنكار مثل ابن كثير .
د- ومنهم من بالغ في ردها ولم يذكر منها شيئا يجعله تفسيرا للقرآن كمحمد رشيد رضا .
وأكثر من يروي الإسرائليات هم أربعة ..
عبدا الله بن سلام وكعب الاحبار ووهب بن منبه وملك بن عزيز بن جريج .
.
انتهى الدرس
الثامن ..
وغدا درسي الضمير والالتفات .



التعديل الأخير تم بواسطة ومض ; 28-07-08 الساعة 10:06 PM
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-08, 01:01 AM   #16
أم رحمة
نفع الله بك الأمة
افتراضي

ومض

زادك الله علما ويقينا وفقها

أتحفتِنا بما قدمته لنا

رفعك الله درجات وزادك من لدنه بركات



توقيع أم رحمة
قال يحي بن معاذ: "ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحه فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه"
الزهد والرقائق (ص114)
أم رحمة غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-08, 02:47 PM   #17
ومض
~متألقة~
افتراضي

الدرس التاسع



::الضمير والالتفات ::



ما هو الضمير ؟




الضمير لغة : من الضمور وهو الهزال لقلة حروفه أو من الإضمار وهو الإخفاء لكثرة استتاره .


الضمير اصطلاحا :ما كني به عن الظاهر اختصارا



وعند النحاة ما دل على مُتكلم كـ أنا ، أو مُخاطب كـ أنت ،أو كـ غائب كـ هو .


والشيخ عرفه بمعنى آخر



وقيل : ما دل على حضور ، أو غيبة لا من مادتهما.


أي لا نقول حضر أنه ضمير دلالة حضر على الحضور




فالدال على الحضور نوعان : .



أحدهما : ما وضع للمتكلم مثل : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّه)(غافر: الآية 44) .



الثاني : ما وضع للمخاطب مثل : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: الآية 7) .



وهذان لا يحتاجان إلى مرجع اكتفاء بدلاله الحضور عنه .


والدال على الغائب ، ما وضع للغائب . ولابد له من مرجع يعود عليه .




:: تعليق الشارح ::



إذن الضمير بمعنى أنه ما كني به عن الظاهر اختصارا


أو تقول


ما دل على مُتكلم كـ أنا ، أو مُخاطب كـ أنت ،أو غائب كـ هو .




:: جزئية مهمة جدا ً ::



والأصل في المرجع أن يكون 1 . سابقا على الضمير . لفظا ورتبه مطابقا له لفظا ومعنى مثل : (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )(هود: الآية 45) .



:: تعليق الشارح ::


الاسم الظاهر يسبق الضمير بحيث يكنى به بعد ذكره (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ )فالاسم الظاهر
هنا سبق الضمير فكلمة (ربه) الهاء ضمير عائد إلى نوح عليه السلام



وقال أن يتقدم لفظا ورتبة


اللفظ المقصود به كلمة نوح أن تلفظ والرتبه أن يكون فاعل .



الاصل أن الاسم الظاهر يتقدم الضمير لفظا وفي الرتبة يكون متقدم عليه


كأن يكون الاسم الظاهر فاعل وما بعده مفعول به .


فالفاعل مقدم على غيره .



ثم قال لفظا ومعنى ، بأن يكون مفرد مذكر والضمير أيضا مفرد



نادى نوح : مذكر



ربه : الضمير هاء وأيضا مذكر .


وقد يكون مفهوما من مادة الفعل السابق مثل : ( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: الآية 8) .



:: تعليق الشارح ::


فالضمير كلمة هو عائدة إلـى اعْدِلُوا .. العدل أقرب للتقوى ..



::توضيح ::



الرتبة : المقصود بها الدرجة .



درجة الفاعل أعلى من درجة المفعول به


وقلنا أن الاصل أن الاسم الظاهر يتقدم الضمير في اللفظ وفي الرتبة


والمثال كان



(ونادى نوح ربه )


رتبة نوح في موضع الفاعل متقدمة على رتبة ربه المفعول به


الاصل أن الاسم الظاهر يتقدم الضمير


::::
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-08, 02:52 PM   #18
ومض
~متألقة~
افتراضي

2 وقد يتقدم الاسم في اللفظ دون الرتبة



وضرب مثالا و(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربُه)(البقرة: الآية 124)


2. أن يسبق لفظا لا رتبه يتقدم الاسم الظاهر الذي هو ابراهيم لكنه لا يتقدم رتبه لأنه في محل مفعول به .


لأن المبتلي الله والمبتلى إبراهيم عليه السلام .




وقد يتأخر إما لفظا أو رتبه .


فهنا في الرتبه الذي تقدم الضمير أي كتابة والطالب متأخر لأنه هو الفاعل .


وقد يسبقه رتبة لا لفظا (يعني يتأخر الاسم الظاهر ) لكنه يبقى على رتبته


مثل : (حمل كتابه الطالب ) .


فهنا تأخر الطالب في اللفظ ولكنه بقي في رتبته .



اللفظ أن يكون الاسم الظاهر ملفوظ في المقدمة والضمير متأخر عنه هذا بالنسبة للفظ


في الرتبة أن يكون الضمير هو الفاعل ويكون الضمير والمفعول به فيكون الاسم الفاعل هو المتقدم


أو يكون الإسم الظاهر متأخر والضمير متقدم فيكون متأخر لفظا


وقلنا أن الاصل أن الاسم الظاهر يتقدم الضمير في اللفظ وفي الرتبة


(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ ) نوح تقدم لفظا وتأخر رتبه




3. وهناك لا يوجد تقديم أو تأخير فقط يُفهم من السياق


لقوله تعالى : ( وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد)(النساء: الآية 11) فالضمير يعود على الميت المفهوم من قوله : (مما ترك ) .


إذا تعددت الضمائر فمرجعها واحد ___ ( قاعدة )




وقد لا يطابق الضمير معنى مثل : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12)
ثم جعلناه نطفة)(المؤمنون 12،13) فالضمير يعود على الإنسان باعتبار اللفظ ،
لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول .

:: تعليق الشارح ::



الهاء في كلمة جعلناه تعود على الإنسان لأنه أقرب مذكور


مفهوم السياق : (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )) الذي هو آدم عليه السلام ،


(( ثم جعلناه نطفة )) أي جعلنا الإنسان الذي هو سلالة آدم
جعلناه نطفة (باعتبار اللفظ ، لأن المجعول نطفة ليس الإنسان الأول ).




وإذا كان المرجع صالحا للمفرد والجمع جاز عود الضمير عليه بأحدهما مثل : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً)(الطلاق: الآية 11




:: تعليق الشارح ::



فكلمة يُدْخِلْهُ وكلمة خَالِدِينَ فِيهَا



مرة ذكر يُدْخِلْهُ بالمفرد ، ومرة خَالِدِينَ فيها بالجمع ،وبالمرة الثالثه أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً فهذه ثلاثة ضمائر وهي صالحة للمفرد والجمع .



يُدْخِلْهُ الضمير عائد إلى الله تعالى



خَالِدِينَ فِيهَا تعود إلى الجنة



قد أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً أقرب مذكور للضمير هو الله الله سبحانه وتعالى



( قاعدة ) فالضمير يعود إلى أقرب مذكور .



والأصل اتحاد مرجع الضمائر إذا تعددت مثل : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6)
وهو بالأفق الأعلي (7)ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى(9)
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى(10)(النجم:5-10)



هنا عندنا عدة ضمائر .



هذه الضمائر حملت على جبريل عليه السلام



ولكن الآية الاخيرة ، (( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )) ،


أي أوحى الله تعالى إلى عبده جبريل ،



ومنهم لم يحمل كل الضمائر إلى جبريل وإنما فصل في بعضها .


فضمائر الرفع في هذه الآيات تعود إلى شديد القوى وهو جبريل .




( قاعدة ) الضمائر إذا كانت متعددة ترجع الى واحد إلا بدليل



:: يقول الشارح ::



هذه مهمة ولكن حتى للذي يفسر القرآن التثبت من الضمير


ولابد أن يكون عنده فهم لهذه الضمائر .



(والأصل عود الضمير على أقرب مذكور) هذه قاعدة



يعني لما يأتينا ضمير ننظر إلى ما قله من الاسماء فأقرب أول اسم يأتينا
أو أول في الرجوع الضمير يعود عليه



إلا في المتضايفين فيعود على المضاف ؛ لأنه المتحدث عنه



مثال أول : (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيل)(الإسراء : الآية 2) .


جعلناه : أرجعناها إلى المتحدث.



كلمة الهاء لا تعود إلى الكتاب وإنما تعود إلى المتحدث


وهنا لم نرجعها إلى أقرب للمذكور خلاف للقاعدة



ومثال الثاني ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )(إبراهيم: الآية 34) .



:: تعليق الشارح ::



هنا ما أرجعنا كلمة لا تحصوها إلى الله لأنها مؤنثة


ولكن أرجعت إلى نعمة ولم ترجع إلى أقرب مذكور ..



الإظهار في موقع الإضمار



الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه


أبين للمعنى وأخصر للفظ ،

ومض غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-08, 03:00 PM   #19
ومض
~متألقة~
افتراضي



فهنا مرجع الضمير قرابة إلى عشرين اسم ظاهر بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .

وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :


الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير ،


ولكن قد يخالف بأن يؤتى بالاسم الظاهر في مكان الضمير .



الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لماذا ؟



لأنه1_ أبين للمعنى 2_وأخصر للفظ ،



ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )(الأحزاب 135) فكلمة له نابت عن عشرين كلمة المذكورة قبله ، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى ( الإظهار في موضع الإضمار ) .

وله فوائد كثيرة ، تظهر بحسب السياق منها :



مثال : ذهب محمد إلى منزل محمد وأخذ من كتب محمد


بدل أن يقول ذهب محمد إلى منزله وأخذ من كتبه
فيتبعها بضمائر ويتبعها بأسماء ظاهرة



لماذا الإظهار في موقع الإضمار .قال له فوائد



1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر .


يعني الاسم الظاهر له فائدة من ذكره وله حكم من هذا الذكر





2- بيان علة الحكم .


وهو أن العله ما دل عليه الاسم الظاهر



3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر .



4_ تنبيه لأن السياق يقتضي الاضمار هو الأصل والإظهار ينبه القارئ


وهذا يسمى الاضهار في موضع الإضمار


مثال :



مثال ذلك قوله تعالى : ( من كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)(البقرة: الآية 98) ولم يقل فإن الله عدو له ،



فأفاد هذا الإظهار :



1- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل .



2- إن الله عدو لهم بكفرهم .



3- أن كل كافر فالله عدو له .



4_ أن يجري مجرى السياق .



مثال آخر : قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف:170) ولم يقل أنا لا نضيع أجرهم ،


لم يقل أجرهم وإنما جعل الإضهار في موضع الإظمار



فأفاد ثلاثة أمور :



1- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب . ويقيمون الصلاة .



2- أن الله آجرهم لإصلاحهم .



3- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى .



وقد يتعين الإظهار ، (يعني يكون الأظهار متعين لابد منه ) كما لو تقدم الضمير مرجعان ،

يصلح عوده إلى كل منهما ( إذا كان عندنا مرجعان للضمير لا واحد فهنا يتعين أن يظهر )



والمراد أحدهما مثل : اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم ، إذ لو قيل : وبطانتهم ، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين .


مثال عن ما سبق :



ذهب محمد وخالد إلى بيته .


هنا بيت من محمد أو خالد ؟


فقال هنا يتعين الضمير



ذهب محمد وخالد إلى بيت خالد فهنا يتعين الإظهار ليعلم بيت من
حتى لا يكون فيه جهل ببيت من ذهبوا إليه .



وهنا نفس المثال اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم (وقال )
وبطانة ولاة أمورهم ( ولم يقل وبطانتهم ) ، إذ لو قيل : وبطانتهم ،
لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين



(اللهم أصلح للمسلمين ) هذا المرجع الاول


(وولاة امورهم) المرجع الثاني



( وبطانة ولاة أمورهم )


هذا أظهر في موضع الاضمار


لأنه لوقال وبطانتهم لفهم أنها بطانة المسلمين وليست بطانة ولاة الأمور


فتعين أن يذكر ولاة أمورهم حتى لا يلتبس الامر .



قاعدة ( إذا خيف الالتباس يحول الكلام إلى ما فيه التباس )


هذا كان الضمير المتصل .



::إذا ضبطت القواعد فهذا يعتبر مكسب من هذا الدرس ::
ومض غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-08, 03:02 PM   #20
ومض
~متألقة~
افتراضي

ضمير الفصل



يخالف ضمير الاتصال



ضمير الفصل : حرف بصيغة ضمير الرفع المنفصل يقع بين المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين



ويكون بضمير المتكلم كقوله تعالى : (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا )(طـه: الآية 14)



وقوله (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (الصافات:165) نحن



وبضمير المخاطب كقوله تعالى : ( كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِم)(المائدة: الآية 117)



وبضمير الغائب كقوله تعالى : (وأولئك هم المفلحون) وله ثلاثة فوائد :




وله ثلاثة فوائد :



الأولى : التوكيد ، فإن قولك : زيد هو أخوك أوكد من قولك : زيد أخوك .



الثانية : الحصر ، وهو اختصاص ما قبله بما بعده ، فإن قولك المجتهد هو الناجح يفيد اختصاص المجتهد بالنجاح .



ثالثا : الفصل :أي التمييز بين كونه ما بعده خبرا ، أو تابعا ، فإن قولك : زيد الفاضل يحتمل أن تكون الفاضل صفة لزيد ، والخبر منتظر ، ويحتمل أن تكون الفاضل خبرا ،


وإذا قلت : زيد هو الفاضل ، تعين أن تكون الفاضل خبرا ، لوجود ضمير الفصل .




الالتفات



الالتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر ، وله صور منها :



وهو إما المتكلم : أنا ونحن .....



والمخاطب : أنت وأنتم ....



الغائب : مثل هو وهي وهم



فهنا سيأتي تغير الخطاب من أسلوب إلى أسلوب وهذا له صور .


سنكمل يوم الخميس إن شاء الله

والمعذرة إن كان أي خطأ .

وبالتوفيق
ومض غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM


الساعة الآن 05:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .