العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-14, 09:13 AM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Hr العلم وقسوة القلب .. هل يجتمعان؟!

العلم وقسوة القلب .. هل يجتمعان؟!
منقول عن مجلة البيان - باختصار يسير-

يشكو بعض طلاب العلم من قسوة قلبه، وجفاف مآقيه عن تحدر دمع الخشية والإنابة،
فهل العلم شريك في حصول هذه القسوة؟
أم أن العلم براء من القلوب القاسية؟

قد لا يطرأ هذا السؤال لدى البعض، ويظن أن في سلوك سبيل طلب العلم وتحصيله وقراءة المتون وشروحها شغلاً عن جانب التزكية والعناية به،
بل قد يتوهم أن ذلك للعوام ومن قاربهم، ونسي أن العلم يقسي القلب إذا لم نحسن التعامل معه،
وأخذناه منفرداً عن حقه ولوازمه وتوابعه، من العمل به وتعليمه،
فانشغال طالب العلم بالخلاف والأقوال والراجح والمرجوح والصحيح والضعيف، وتتبع الأسانيد والطرق والعلل،
لا شك أنه بعد هذا سيعتريه نوع غفلة عن تزكية النفس، خاصةً إذا تبع ذلك ردودٌ وتعقباتٌ على بعض المسائل المطروحة،
(أما إذا كان المراء حاضراً، والخصومة في الجدل ثائرة، فودع من قلبك التزكية فإنها مرتحلة)،
ولذا كان للسلف عنايةٌ بالغةٌ في جانب إصلاح القلب والمداومة على ذلك أثناء مدارستهم للعلم وطلبهم له،
فلم يكونوا يغفلوها بذريعة (الانشغـال بالطـلب).!
ولو قلَّبنا النظر في التربية التي أحياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، لرأينا هذا لا يحتاج إلى بحثٍ وتنقيبٍ،
بل هو ظاهر مشرق في كتب السنة التي نقلته،
فهذا حنظلة الأسيدي رضي الله عنه يخبرك بحالهم عندما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا رسول الله: نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين) [رواه مسلم].
وابن مسعود رضي الله عنه يخبر عن تخوله لهم بالموعظة. [أخرجه الشيخان].
فهذا أكرم جيل وأبره وأعلمه، ومع هذا فانظر كيف كان يحوطهم عليه الصلاة والسلام ويحيي الإيمان في قلوبهم.
يقول ابن رجب –رحمه الله- مبيناً حال العلم الذي لا ينفع صاحبه:
(وقد أخبر عن قوم أنهم أوتوا علماً ولم ينفعهم علمهم، فهذا علم نافع في نفسه لكن صاحبه لم ينتفع به،
قال تعالى: {مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلوا التَوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارا} . [بيان فضل علم السلف ص34]
ويقول ابن القيم–رحمه الله-: (فَإِذا كَانَ الْقلب قاسياً حجرياً لَا يقبل تَزْكِيَة وَلَا تُؤثر فِيهِ النصائح لم ينْتَفع بِكُل علم يعلمه،
كَما لَا تنْبت الأرض الصلبة وَلَو أصابها كل مطر وبذر فِيهَا كل بذر).
[مفتاح دار السعادة (1/96)]
وللمسائل وبحثها وتحقيقها رونق وجمال قد يحدث للمنهمك به تهاوناً وتساهلاً وزهداً في جانب العناية بالسلوك والعبادة،
فيرى أن العلم محصورٌ بتحصيل العلوم المعرفية فقط، وهذا ما حصل عند الإمام أحمد لما ذكر في مجلسه معروف الكرخي،
فقال بعض من حضر: (هو قصير العلم) فقال له أحمد: (أمسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف).
[الآداب الشرعية (2 / 235)]
ولهذا لم يكونوا يعتمدون على فهمهم وذكائهم في تحصيل العلم، بل كانوا يتضرعون ويسألون العليم سبحانه أن يعلمهم ويفتح عليهم،
يقول ابن تيمية: (ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني،
وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني).
[العقود الدرية (1 / 42)].

فخذ أخي الغالي هذه الوصايا من أطباء القلوب:
يقول ابن تيمية–رحمه الله-:
(لا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه،
وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه إما في بيته،
كما قال طاوس: "نعم صومعة الرجل بيته، يكف فيها بصره ولسانه"، وإما في غير بيته)
. [الفتاوى الكبرى (2 / 163)]
ويقول ابن الجوزي–رحمه الله-:
(تأملت العلم والميل إليه، والتشاغل به؛ فإذا هو يقوي القلب قوة تميل به إلى نوع قساوة ...
فإذا تأملت باب المعاملات، قل الأمل، ورق القلب، وجاءت الدموع، وطابت المناجاة، وغشيت السكينة، وصرت كأني في مقام المراقبة.
إلا أن العلم أفضل، وأقوى حجة، وأعلى رتبة، وإن حدث منه ما شكوت منه. والمعاملة وإن كثرت الفوائد التي أشرت إليها منها، فإنها قريبة إلى أحوال الجبان الكسلان،
الذي قد اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره، وانفرد بعزلته عن اجتذاب الخلق إلى ربهم.
فالصواب العكوف على العلم، مع تلذيع النفس بأسباب المرققات تلذيعًا لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم.
[صيد الخاطر (ص160)]
ويقول أيضاً:
(فالله الله في العمل بالعلم، فإنه الأصل الأكبر. والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاتته لذات الدنيا وخيرات الآخرة، فقدم مفلسًا، على قوة الحجة عليه).
[صيد الخاطر (ص159)]

(وعلى قدر انتفاعك بالعلم ينتفع السماعون، ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل الماء عن الحجر،
فلا تعظن إلا بنية، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا بنية، ومع مطالعة أخلاق السلف ينكشف لك الأمر).
[صيد الخاطر (1 / 512)]
وقال أبو قلابة لأيوب: إذا أحدث الله لك علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس.
[المعرفة والتاريخ 2/66].

فالعلم كالأرض الطيبة الممتلئة بما حسن من الأشجار، والرقائق والمواعظ والعبادة سقاؤها، فإذا توقفت عن السقي لم تنتج الثمرة، وذبلت تلك الأشجار النضرة.


فاللهم أحي قلوبنا بذكرك، وألهمها علما نافعا بجودك ورحمتك




توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 05-11-14 الساعة 09:15 AM
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-14, 11:22 AM   #2
طالبة علم مصرية
| طالبة في المستوى الأول |
دورة ورش (3)
افتراضي

أحسن الله إلك حبيبتى أوبة
موضوع جد مهم
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اقتباس:
فاللهم أحي قلوبنا بذكرك، وألهمها علما نافعا بجودك ورحمتك



توقيع طالبة علم مصرية
[CENTER][IMG]https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS0e5ijiKMIq1VHOBvPyaS79swgY5mRrwUYS9HaLjQm3ZPlsSXs[/IMG][/CENTER]
طالبة علم مصرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-14, 12:40 PM   #3
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي

جــــــــــــــــزاكِ الله خـــيـــــرًا أختي الحبيبة أوبـــة
نقل طيب
إذا لم تجد لعلمك تأثيرا على قلبك وزيادة في العبادة فاتهم علمك " فإنما العلم الخشية "
رزقنا الله وإيّاكم العلم النافع والعمل الصالح .



توقيع فاطمة سالم


فاطمة سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-14, 05:13 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

جزاك الله خيرا أختي أوبـــــة ..
موضوع قيم ، وانتقاء موفق ..
بوركت .



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-14, 01:03 PM   #5
لبنى أحمد
| طالبة في المستوى الثالث |
افتراضي

بوركت حبيبتي أوبة ، موضوع رائع يستحق التقييم





توقيع لبنى أحمد
لبنى أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-15, 05:25 PM   #6
أخت الشهيد سندس
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

حق النفس ، .. أهم من حق أي أحد .. سواء حق الزوج أو الوالدين أو أو
فكيف بنسيانها بعذر _ طلب العلم _ ، أي صحيح أننا يجب أن نذر وقتنا وجهدنا لطلب العلم
هل يعني هذا إهمال أنفسنا ؟! .. لآ

جزاك الله خيراً الغاليه : أوبـه ، إسمتري في عطائك 3>



توقيع أخت الشهيد سندس
# مالك
إِن الفراق بِ طبعـه ، مـرُّ المـذاقِ كَــ الإكتواء 3/>
أخت الشهيد سندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصيحة ذهبية لكل طالب علم ام عبيدة السلفية مكتبة طالبة العلم المقروءة 3 13-12-08 11:17 PM


الساعة الآن 02:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .