العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-08, 01:02 AM   #1
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الدرس السادس " توحيد العبادة " مفرغ

الحمد لله ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، واشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله ، - صلى الله عليه وسلم - وآله ، ورضي الله عن صحابته والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :

بعون الله وتوفيقه نستأنف هذا الدرس بعرض سؤالين كالمعتاد للأخوة المشاهدين ، ثم أسئلة للأخوة الطلبة الحاضرين .

أولا سؤال الأخوة المشاهدين : ما يتعلق برؤية المؤمنين لربهم - عز وجل - يوم القيامة تنقسم إلى قسمين : منها ما هو قطعي ، ومنها مت هو مجمل فيه تفصيل ، أرجو التفريق بين النوعين .

السؤال الثاني يتعلق بخوارق العادات : منها ما هو كرامات لأولياء الله عز وجل والمؤمنين والمسلمين ، ومن وفقه الله عز وجل ، أو أكرمه بشيء من ذلك ، ومنها مت هو من عبث الجن والشيطاين .

الخوارق على نوعين : منها ما يقع كرامات ، ومنها ما هو من عبث الجن والشياطين ، فما هي أهم الفروق التي نميز فيها بين الكرامة ، وبين الخوارق الأخرى التي ليست كرامات .

سؤال الأخوة الحاضرين : قلنا من القواعد القطعية في الدين الإيمان بكل ما صح به الدليل من الغيبات ، هناك غيبات في عالم الشهادة ، لكنها مع ذلك غائبة ، يعني في الحياة الدنيا ، وهناك غيبيات تكون بعد الموت أو يوم القيامة أضرب ثلاثة أمثلة لكل نوع .

أجاب أحد الطلبة :

المثال الأول : خلق السماوات ، خلق الأرض ، والعلم الإيمان بالغيب المشاهد ، خلق الكواكب .

الشيخ :

إذا كان الشيء مشاهد فليس بغيب ، هناك مخلوقات غيبية لا نشاهدها ، الكواكب والسماوات نراها .

السماوات قد يكون منها ما هو غائب عنا ، نحن نرى السماء الدنيا ، نعم هذا مثال السماوات غير السماء الدنيا .

أكمل الطالب :

علم الغيب والأخبار التي وردت في مثل العرش ، والجنة النار .

الشيخ :

أحسنت ، العرش مخلوق وموجود ، وكذلك الجنة والنار مخلوقتان موجودتان .

سؤال آخر :

وهو ما يتعلق بالشفاعة ، نعلم أن المقصود بالشفاعة : هو أن الله عز وجل يكرم بعض عباده في أن يشفعوا عند الله - عز وجل - للآخرين ، فما أهم الشروط في المشفوع لهم ، وما هي أهم الشروط في الشافعين ؟

أجاب أحد الطلبة :

الشرط الأول : إذن الله للشافع .

الشرط الثاني : رضى الله للمشفوع له بالشفاعة ، أو رضي عنه .

الشيخ : إذا قلنا أنه لا يمكن أن تكون الشفاعة إلا لمن رضي الله له الشفاعة .

أجاب أحد الطلبة :

الشفاعة تكون للمؤمن ويخرج منها الكافر .

الشيخ : الدليل على خروج الكافر ؟

أجاب أحد الطلبة :

قوله تعالى ﴿إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾(الانبياء: من الآية28).

الشيخ : فيه نص صريح في هذا وهو ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ (المدثر:48) .

على بركة الله سنبدأ الدرس الجديد :

( ثالثاً :التوحيد الإرادي، الطلبي ( توحيد الألوهية :(1) الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته وأسمائه، وصفاته، وهو رب العالمين، المتسحق وحده لجميع أنواع العبادة .)



أولا : ينبغي أن نعرف بالمقصود بالتوحيد الإرادي الطلبي ، توحيد الألوهية ، لأنن سبق وأن أخذنا قواعد متعلقة بالنوع الأول من أنواع التوحيد ، وهو يتعلق بالله - عز وجل - توحيد الله بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله .

والنوع الثاني هو : توحيد العبادة وتوحيد العبادة سمي التوحيد الإرادي لأنه يكون بإرادة العباد من ناحية ، من ناحية أخرى أن الله أراده من العباد طلبه من العباد كذلك يسمى طلبي لأنه هو التوجه والطلب إلى الله -عز وجل - بالعبادات ، من قبل العباد ، ولأن الله - عز وجل - طالب العباد به .

ويسمى توحيد الألوهية ، لأنه مبني على التعبد والتأله وهو المحبة والانجذاب إلى الله - عز وجل - ، والانطراح إليه سبحانه والخضوع له ، والتوجه إليه بأنواع العبادة القلبية واللسانية ، وعبادة الجوارح ، فمن هنا سمي توحيد الإلاهية ، أو الألوهية ، وليس بينهما فرق .

إذن هذا النوع من التوحيد هو أفعال العباد التي يتوجهون بها إلى الله والتي تبدأ بتوجه القلوب على الله - عز وجل - بمحبة الله ورجاءه وخوفه ، وما ينتج عن ذلك من التقوى ومن سائر أنواع العبادات التي تبدأ بالدعاء وتنتهي بجميع أعمال وحركات الإنسان التعبدية .

القاعدة الأولى في هذا الباب : هو أن الله عز وجل كما تقرر أصلا في العقول المستقيمة والفطر السليمة : أن الله واحد في ذاته وأسماءه وصفاته ، أحد متفرد سبحانه في كل شيء ، متفرد بالكمال والعظمة والجلال والجمال ، متفرد بجميع الأسماء والصفات التي لا يمكن أن يشاركه فيها أحد ، فهو واحد في ذاته ، وواحد بأسمائه سبحانه وواحد بأفعاله وواحد بصفاته لا يشركه أحد وعلى هذا فهو سبحانه وحده الرب الذي له الربوبية المطلقة فهو الفعال لما يريد ، كل شيء بيده سبحانه ، بيده ملكوت كل شيء ، بيده مقادير كل شيء سبحانه ، فهو الرب وحده وهو المستحق لكل معاني الربوبية ، ولا يستحق أحد معه أي معنى من هذه المعاني ، إذا كان كذلك وهذا ما نريد أن نصل إليه من خلال التفكير العقلي والمنطقي والفطري ، إذا كان كذلك فعلى هذا لا يمكن أن يستحق أحد العبادة سوى الله - عز وجل - لأنه هو الكامل وحده وهو الذي بيده مقاليد كل شيء ، ليس في أيد العباد أي شيء مما يستقلون به .

فعلى هذا فهو كما أنه سبحانه لا شريك له في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته ، وكذلك لا شريك له في ربوبيته ، فهو الرب المتصرف المالك ، وعلى هذا فهو أيضا يستحق وحده العبادة ، جميع أنواع العبادة ، فهو رب العالمين ، وهو معبودهم كذلك ، فعلى هذا فلا يستحق العبادة إلا الله وحده .

ثم ننتقل بعد ذلك القاعدة الثانية

((2) صرف شيء من أنواع العبادة، كالدعاء والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحب، ونحوها لغير الله تعالى شرك، أياً كان المقصود بذلك، ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو عبداً صالحاً، أو غيرهم.))

إذا كان الأمر كذلك ، إذا قلنا أن الله - عز وجل - هو واحد أحد في أسمائه وصفاته وأفعاله ، وهو المستحق وحده للعبادة ، فلا يعبد إلا الله ، ثم لا يجوز صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله .

وأنواع العبادة كثيرة لكن أبرزها الدعاء ، ثم الصلاة والسجود وغير ذلك من الأنواع الظاهرة البينة ن لأن العبادة أول ما تنشأ من القلب ، لكن العبادة القلبين خفية ، لا نعلم ما بين العبد وبين ربه عز وجل ، فيبقى مظاهر العبادة الظاهرة التي تبدو على الأركان ، على أفعال الإنسان في سجوده وركوعه وتوجهه وقبلته وغير ذلك من حركاته التعبدية ، أو على أقواله ، مثل الدعاء والاستعانه والاستغاثه ، أو على أفعال أخرى قد لا تدخل ، وقد تدخل في هذا وذاك .

فالذبح مثلا أمر مزدوج يدخل فيه الفعل والقول أحيانا عند التسمية ، فقد يذبح لله ولكنه ينطق بالتسمية لغير الله فانصرفت العبادة اللسانية لغير الله ولا شك أن هذا ناتجا عن العبادة القلبية .

إذن التوجه إلى غير الله - عز وجل - بأي نوع من أنواع العبادة شرك ، وهو أبرز أنواع الشرك التي لا يمكن أن تخفى على عاقل لأنها من الأمور البينة التي يمارسها العباد بأفرادهم ن ليست من الأمور الخفية .

أنواع العبادة بأشكالها قد يكون منها ما هو خفي لأنه قد يختلط فيه الأمر الغريزي بالتعبدي ، وهذا ما سأشير إليه ، ولك أكثرها واضح .

الصلاة ، الركوع السجود وهو جزء من الصلاة أو أحيانا بعض الناس قد يفرد سجودا لغير الله ولو لم يكن صلاة كاملة ، أو يفرد ركوعا لغير الله ، أو يتجه لغير القبلة أو يطوف بغير الكعبة ن هذه عبادات محضة ، كلما صرفت لغير الله فهي شرك محض ، هذا بالنسبة للفعل .

أما الفاعل فإنه يحتاج إلى أن يجري عليه شروط التكفير وموانع التكفير ، سواء حكمنا بشركه أو ببدعته أو نحو ذلك .

إذن أبرز أنواع العبادة : الدعاء والصلاة والسجود ، ثم يدخل في ذلك أنواع فيها نوع من الغموض عند بعض الناس .

مثلا : الاستغاثة ، الاستعانة ، الذبح ، التوكل ، الخوف ، الرجاء ، الحب . هذه المعاني يوجد منها ما هو طبيعي غريزي فيما بين الخلق في تعاملاتهم ، هذا ليس هو الممنوع ، وأمور تنبني على التقديس وهذا هو العبادة .

بمعنى أنا نقول : الاستعانة بالمخلوقين فيما يقدرون عليه أمر مشروع ، تقول لأخيك ناولني القلم ، هذا نوع من الاستعانة ، هذا أمر مشروع قطعا وهذا من الحلال القطعي الذي لا يماري فيه إلا جاهل .

لكن إذا استعنت بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله : كأن تأتي إلى ميت وتقول : أعني على كذا . الميت لا ينفعك ، أو تأتي إلى إنسان حي تريد منه أن (كلمة غير مفهومة) التي لا يقدر عليها غير الله ، تريد منه أن ينزل لك المطر ، فمن هنا استعنت به فيما لا يقدر عليه غير الله ، فمن هنا وقع الشرك .

كذلك الاستغاثة والنذر ، لكن النذر غالبا لا يكون إلا تعبدي ، ومع ذلك بعض الناس يخلط بين النذر والقسم ، وبين النذر وبين الحقوق التي يلتزم بها للعباد .

فالنذر بمعناه المصطلح العم عند الناس غالبا يكون تعبدي ، فعلى هذا لا يجوز النذر لغير الله .

لكن الذبح : الذبح له صور ،أبرزها صورتان :

الصورة الأولى : مجرد الذبح مع التسمية لله عز وجل لأكل اللحم أو لإكرام الضيف لغير قصد التعبد أو النحر لله عبادة خالصة فهذا مشروع ولا يدخل ذلك في مسألة الذبح الشركي بل هو الذبح الحلال أن تأتي بذبيحة تذبحها بسم الله من أجل أكل لحمها أو توزيعه أو إكرام ضيفك ، فهذا من الأمور بالمباحة .

لكن الذي يدخل في الشرك هو : الذبح تعبدا لغير الله تقديسا لغير الله ، فإذا ذبح الإنسان تعبدا لغير الله فمن هنا يقع الشرك ، حتى لو سمى الله ، أو لم يسمي .

ونظرا إلى أن كثيرا من المسلمين بحمد الله في عافيه من هذه الأمور ولا يتصورونها ، ولذلك يكثر السؤال عن مثل هذه الأمور : كيف يكون الذبح لغير الله ؟ أنا ذبحت عند الجزار أو في المجزر أو في البيت ، ذبحت وأحيانا أنسى اسمي الله ، أو اسمي الله ولكن قصدي مثلا إكرام هذا الضيف ، فهل يكون هذا من باب الشرك ، نقول : لا ، هذا مشروع .

والذبح إكراما للضيف هو سنة نبينا إبراهيم عليه السلام وهو سنة نبينا صلي اله عليه وسلم وسنة السلف الصالح ومن العوائد الكريمة عند الأمم .

فإن المقصود بالذبح الشركي وهو التقرب والتقديس ذبح العبادة القربة التعبدية لغير الله في الذبح ، كذلك التوكل هو مثل الاستعانة ومثل الاستغاثة التوكل يعني بمعني أن تعتمد على العباد فيما يقدرون عليه هذا أمر جائز لكن الأولي ألا يسمي توكل لأن التوكل كمال الاعتماد ولذلك الصحيح شرعا إن التوكل لا يكون إلا على الله عز وجل وأن الاستعانة والاستغاثة صور من صور التوكل لكنها تختلف من أنها في أنها تتعلق بالطلب من العباد أما التوكل فهو تعني الاعتماد الكلي والاعتماد الكلي لا يكون إلا على الله عز وجل الاعتماد المطلق فمن هنا التوكل قصد به معناه اللغوي فلا يجوز إلا على الله عز وجل وإن قصد به الاستعانة والاستغاثة فمنه ما هو ممنوع وما هو مشروع نحو ما فصلت قبل قليل وكذلك الخوف والرجاء والحب هذه معاني قلبية وعاطفية توجد عند الناس فمنها ما هو مشروع لا علاقة له بالتعبد وهو من غير العباد في علاقاتهم وهو كأن ترجوا من إنسان أن ينفعك رجاء فيما يقدر عليه هو أو تخاف من إنسان مثلا يمكن يهددك فيما يقدر عليه هو أو تخاف من حيوان أو من يعني بعض مظاهر الكون خوف غريزي طبيعي يعني فيما يحدث من هذه الأمور التي تخاف منها طبعا فهذا لا يعني لا عيب فيهوهو مشروع إذا لم يتعدى الحد المعقول ، لكن الممنوع والذي يدخل في الشرك هو حب التقديس إذا أحببت أحدا من الخلق يعني نبيا أو وليا أو صالحا أو مخلوقا أخر أو حتى جماد من الجمادات أو غيره إذا وصلت درجة المحبة للتقديس والتعظيم الذي لا يجوز إلا لله فهذا شرك وكذلك الخوف من إنسان لا يقدر على أن يخافك كأن تخاف من الميت أو ترجوه وكذلك الرجاء أو كذلك أن تخاف من مخلوق بأن يضرك في ما لا يقدر عليه أصلا في أمر لا يقدر عليه إلا الله تخاف من المخلوق في أمر لا يقدر عليه إلا الله أو كذلك يعني الخوف الذي يصل إلي حد اعتقادا أن مثلا الغائب ممكن أن يضرك في أمر الأصل والعادة أنه لا يضرك فيه إذا وصل الخوف إلي هذه الدرجة فقد يكون شرك أو كبيرة بحسب درجاتك ما سيأتي بمسألة التوكل والوسيلة أو التوسل ، ستأتي صور من هذه الأنواع عند الموضوع التالي إن شاء الله ، إذن الخوف والرجاء والحب إذا وصل لحد التقديس أو إسناد شيء للمخلوقات مما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك أما إذا كان دون ذلك فهو غريزي قد يكون فيه إثم أحيانا إذا زاد عن الحد المعقول ولم يصل لحد التقديس وقد يكون مشروع وهو الغالب ، المحبة الطبيعية مشروعة الرجاء الطبيعي الخوف الطبيعي كله مشروع وقال أيا كان المقصود بذلك يعني كل هذه الأمور إذا صرفت لغير الله في ما لا يقدر عليه إلا الله أو في ما لا يجوز إلا لله فهي شرك سواء كان من صرف في هذه الأمر ملكا مقربا يعني من الملائكة أو نبيا من الأنبياء مرسلين أو من العبا الصالحين أو غيرهم بمعني إنه حتى ولو كان أكرم الخلق ما دام مخلوق فلا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة له وإن كان أفضل العالمين وهو نبينا صلي الله عليه وسلم فهو أفضل الخلق على الإطلاق ومع ذلك لا يجوز بل من إهانة النبي صلي الله عليه وسلم أن يصرف الإنسان له شيئا من العبادة لغير الله كما قال لأحد الذين توهم منهم أو علقوا به شيئا لا يجوز لله قال جعلتني لله ندا ثم نعم القاعدة الثالثة تفضل :

(3- من أصول العبادة، أن الله تعالى يُعبد بالحب والخوف والرجاء جميعاً، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال، قال بعض العلماء : (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده في حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء).)



نعم العبادة عبادة الله عز وجل عند كل إنسان كل عابد لله عز وجل لابد أن تقوم العبادة في قلبه على ثلاثة أسس على ثلاثة أركان لابد أن تكون هذه الأركان موجودة جميعا في قلب العبد وفي أثار الأعمال القلبية على جوارحه أثار أعماله القلبية على جوارحه على لسانه وأعماله هذه الأركان الثلاثة أولها المحبة فمعني المحبة محبة التعظيم والتقديس لله عز وجل فالواجب على العباد أن يحبوا الله سبحانه الواجب على المسلم أن يمتلئ قلبه بمحبة الله تعظيما وإجلالا وتقديسا وتأليها إنجذابا إلي الله عز وجل وأن يكون الله عز وجل أحب إليه من كل شيء محبة التقديس والتعظيم والكمال ثم لابد بعد ذلك من الركنين الأساسين بعد ذلك وهما الرجاء من جانب والخوف من جانب لا يفترقان بل لابد أن يتعلقان يتعلق كل منهما بالمحبة ولذلك شبه بعض أهل العلم العبادة بجسم الطير فالمحبة هي جسمه والرجاء جناحه الأيمن والخوف جناحه الأيسر لا يمكن أن يطير الطير إلا بهذه الكيانات الثلاثة في جسمه وجناحيه فعلى هذا فإنه مع المحبة محبة الله عز وجل وإجلاله وتعظيمه لابد أن يتعلق قلب المسلم برجاء الله أن يكون راجيا لله عز وجل () اليأس والرجاء لابد أن تقترن بالأسباب كما سيأتي كذلك الخوف أيضا لابد أن يكون الإنسان خائفا من الله فيجمع بين المحبة والرجاء والخوف ويوازن بينها فلا يطغي جانب على جانب وعلى هذا فإن من لوازم المحبة والرجاء والخوف العمل بشرع الله عز وجل لأن مسألة المحبة إذا لا ينبثق عنها رجاء وخوف ثم عمل تصبح مجرد دعوة ، قال عز وجل ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [ آل عمران: من الآية31] .

فلابد من الاتباع ، والاتباع يجمع بين الوعد والوعيد والخوف والرجاء والعمل بأحكام فعلى هذا فإن المسلم لابد أن يجمع بين هذه الأصول الثلاثة :

أن يكون محبا لله ، ثم راجياً لثواب الله ويعمل بالأسباب ، وخائفاً من عقاب الله ، ويدرأ هذا العقاب باجتناب النواهي فيعمل بالأوامر رجاء فضل الله وينتهي عن النواهي خوفاً من الله .

ومع ذلك كله لابد أن يحب الله وأن يعظم الله في المحبة وأن يحب ما يحبه الله و يحب من يحبهم الله هذه الأمور إذا ضعف فيها جانب اختل الإيمان .

إذن فقد جانب يعني قد يفقد الإيمان كله يعني بمعني النقص في هذه الأصول الثلاثة أو في أحدها نقص في الإيمان مع إنها يلزم من بعضها يعني يلزم من وجود بعضها البعض الأخر .

بمعني إن من اكتملت محبته لله اكتمل رجاءه وخوفه والعكس كذلك بل لذلك فإن من نقص عنده أصل من هذا لأصول نقص إيمانه .

ومن اختل عنده أصل من هذه الأصول اختل إيمانه وقد يفقد الإيمان بالكلية كما سيأتي لذلك قال ، قال بعض العلماء من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق.

ومعني ذلك أنه يوجد من المتفلسفة وبعض المتعبدة الجهال وعليه كثير من عباد الأمم وتبعهم بعض العباد الذين ينتسبون للإسلام من زعموا أنه يكفيهم التعلق القلبي بالله محبة الله وتعلق القلب به .

وأن الإنسان إذا وصل إلي هذه الدرجة يستغني عن العمل بالشرع ولا يعول على الرجاء ولا على الخوف ويزعم أنه بالمحبة حقق كمال العبادة و كمال المطلوب .

وهذا خلاف قطعيات النصوص الله عز وجل طلب من عباده أن يرجوه وأن يخافوه ، والدليل على ذلك هو أصل الدين والعبادة .

وأيضا يتركز على هذه النزعة الاستهانة بشرع الله الذين زعموا أنهم يعبدون الله بالمحبة فقط وتعلق القلوب بالله ويعني بالتقديس فحسب سواء كان عن طريق التفكر أو عن طريق الرياضة القلبية أو الرياضة العقلية أو تحت أي شعار من الشعارات اللي عليها عباد الأمم وكثير من الفلاسفة فإن ذلك كله ظلام مهما كانت يعني ما شارك القوم (كلمة غير مفهومة) لأنه لا يمكن أن تكتمل المحبة إلا بتعلق القلب برجاء الله والعمل بأسباب الرجاء وتعلق القلب بالخوف من الله والعمل بأسباب ذلك .

فعلى هذا فإن من عبد الله بالحب وحده تزندق بمعني وقعت الاستهتار في الدين يعني ما أظن أقرب عبارة في عصرنا لمفهوم التزندق الاستهتار لا يبالي لا يعمل بيعني الأوامر ولا ينتهي عن النواهي ويزعم أنه وصل إلي درجة فوق مستوى أن يلتزم الشرع ، كذلك من عبد الله ، ولذلك لا أنسى أقول إن هناك مقولة خطيرة قال بها بعض العباد ومن خلالها إنغرست هذه المناهج الباطلة عند بعض الطرق الصوفية عند بعض الطرق وهي قول القائل لا أعبدك رجاء جنتك ولا خوفا من نارك ما هو صحيح بل نعبد الله رجاء نعم لا شك أن نعبد الله محبة له سبحانه لكن نجمع مع ذلك الرجاء رجاء الثواب والنعيم وعلى رأس الثواب الجنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا من أهله وأيضا يلزم من محبتنا لله عز وجل الخوف من ناره ومن عقابه نسأل الله أن يعيذنا من النار فعلى هذا لابد من المسلم أن يجمع بين هذه الأصول قال ثم ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري يعني من عبده بمجرد الخوف لا يبالي بالحب ولا الرجاء وصل عنده الأمر إلي اليأس من رجمة الله وهذا منهج غلاة العباد الذين منهم الحرورية الحروري نسبة إلي حروراء التي لجأ إليها الخوارج بعد ما فصل على بن أبي طالب جماعة المسلمين لجأو إلي حروراء ومما تميز به الخوارج الشدة في العبادة التشديد على النفس بالعبادة لأنه غلبوا جانب اليأس غلبوا جانب الوعيد ولم يبالوا بالوعد ولذلك غلب عليهم الشدة في العبادة والتنطع والغلو .

ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم وصفهم ب- (أنكم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم) لماذا ؟ لأنهم يبالغون في الصلاة وفي الصيام إلي أن زادوا عن الحد المشروع فمن هنا انغرست في قلوبهم نزعة اليأس ولم يعولوا على الوعد فمن هنا أوصف بمن يعمل ذلك بأنه حروري وإلا فالذين يسلكون هذا المسلك أوسع من مجرد الحروري هم طوائف عدة من الفلاسفة ومن العباد الأوائل الجهلة ، ومن بعض شيوخ الطرق وأتباعها إلي أخره بعض فهؤلاء منهم من يعني بل ينتسبون لجميع فرق المسلمين أحيانا يوجد من جهلة المسلمين حتى ممن ينتسب للسنة من قد يغلوا ويشتد على نفسه وعلى الآخرين فيغلب جانب الخوف على جانب الرجاء ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ يعني بمعني من قال الله عز وجل غفور رحيم سيغفر لنا جميع الذنوب فلذلك يعني لا ينبغي لنا أن نقيد أنفسنا بسلوك نعمل ما نشاء يترك الفرائض ويعمل المحرمات ويقول الله غفور رحيم هذا مرجئ .



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص ملخص كامل دروس القواعد الأربع أسماء حموا الطاهر علي أرشيف الفصول السابقة 18 23-12-13 10:14 PM
لأول مرة:شرح عمدة الفقه من المجد العلمية بجودة عالية@@تـضاف تـبـاعا @@ فرشى التراب مكتبة طالبة العلم الصوتية 3 20-09-06 10:20 PM


الساعة الآن 09:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .