العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-16, 07:21 PM   #1
مليكة محمد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 11-01-2015
الدولة: Maroc
المشاركات: 37
مليكة محمد is on a distinguished road
افتراضي مامعنى التوكل وماهو التواكل ..وكيف نصل الى محبة الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أتينا الى مفهوم التوكل فهو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل فى استجلاب المصالح ودفع المضار فى امور الدنيا والآخرة
{ وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً}(2) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }(3)الطلاق
وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) رواه الترمذي.
فهنا التوكل من أعظم ألأسباب التى يستجلب بها الرزق
ويجب أن نعلم أن تحقيق التوكل لا ينافى الأخذ بالأسباب ...فالله قد أمر بتعاطى الأسباب .مع أمره بالتوكل ..وعليه فالسعى فى الأسباب بالجوارح طاعة لله .
والتوكل على الله بالقلب .هو إيمان به عز وجل
والأعمال التى يعملها العبد تنقسم الى ثلاثة أقسام .
1)- الطاعات التى أمر الله بها عبادة وجعلها سبب للنجاة من النار ودخول الجنة فهذا لابد من فعله مع التوكل على الله عز وجل فيه . والإستعانة به عليه ..
فإنه لاحول ولا قوة إلا بالله ..ماشاء كان وما لم يشأ لو يكن
وقال يوسف ابن سباط ( يقال اعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كتب الله له )
2)- ما أمر الله به عبده ليتعاطيه – كالأكل عند الجوع – والشرب عند العطش ...فهذا واجب على المرأ تعاطي أسبابه
ومن قصر فيه حتى تضرر بتركه مع القدرة على فعله فقط أفرط ويستحق العقوبة
3)- ما أجرى به العادة فى الدنيا فى الأعم الأغلب ...وهو مثل الأدوية ..هل من الأفضل التداوى بها ؟ أم تركه لمن حقق التوكل على الله ؟.
وقيل فى هذا رأيان
أ‌- أن التوكل لمن قوي عليه أفضل لكن لا يرخص فى ترك السبب بالكلية لمن إنقطع قلبه عن الإستشراف الى المخلوقين بالكلية
كماء زمزم أو الرقية فهنا إن كان إيمانه وحسن ظنه بالله تعالى قوي فهنا
التوكل على الله فى عمله أفضل ليقينه من أن الله هو الشافى
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (يدخل الجنة من أمتى سبعون ألف بغير حساب ثم قال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ) رواه البخارى وقال حسن صحيح
ب-و من رجح التداوى قال إنه كان حال النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الحديث السابق على الرقى المكروة التى يخشي منه الشرك ولذلك قرنت بالكي والطيرة وكلاهما مكروه..
تكلمنا عن التوكل على الله يجب أن يصاحبه الثقة وحسن الظن بالله تعالى وهذا يأخذنا الى محبة الله عز وجل
فمحبة الله عز وجل
هى الغاية القصوى وهى أمتع المحبات على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجَلَها
فمحبة الله من الفطرة التى جلبت عليها القلوب
والعبادة لله هى كمال الحب مع كمال الخضوع والتذلل
والله سبحانه وتعالى يُحَب لذاته من جميع الوجوه وما سواه فإنما يحب تبعا لمحبته
ومنها أحبك فى الله – وأحب هذا العمل خالصا لله – وشابان تحابا فى الله. ......
فالقلوب مفطورة مجبولة على محبة من أنعم عليها وأحسن إليها ...فكيف بمن كل الإحسان منه ,وما من نعمة بخلقه إلا منه وحده ،
{وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ }(165)البقرة
{يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ }(54)المائدة

ولقد أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يؤمن عبد حتى يكون هو أحب إليه من ولدة ووالدة والناس اجمعين ) رواه البخاري ..والمقصود أن لا يكون إيمانه كاملا .
وقال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه : ( لا حتى أكون أحب اليك من نفسك.).
والمقصود من هذا الحديث أن من استكمل الإيمان علم أن حق النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وأكد من حق أبيه وابنه والناس اجمعين لأن به صلى الله عليه وسلم استنقذنا من النار ودينا من الضلال .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بنا من أنفسنا فى المحبة ولوازمها أفليس رب العالمين جل جلاله أولى بمحبته وعبادته من أنفسنا ..
الإنسان إذا أحسن اليه مخلوق لوجبت محبته فى قلبه لهذا الإحسان ..فكيف لايحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن اليه على الدوام بعدد الأنفاس مع أساءته؟ فخيرة اليه نازل وشر العبد له صاعد... يتحبب الى عبده بنعمه وهو عنه غني ..والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه فلا إحسانه وبرة لعبده يصده عن معصيته ولا معصية العبد تقطع إحسان ربه عنه ...سبحان الواحد الأحد الرحمن الرحيم .
وكل من يتعامل معك يريد مصلحته منك وإن لم يجدها تباعد ورب العالمين يريد لعبده الربح خالصا ومضاعفا فجعل الحسنه بعشرة الى سبعمائة ضعف وجعل السيئة واحدة وأسرع شيء محوا ...إن الحسنات يذهبن السيئات ...إن الله يغفر الذنوب جميعا ..
خلق الدنيا كلها لعبده وهيء له أسباب المعيشة والمتعة الحلال وسخر له الكون وأعطى قبل أن يسأل وهو الغنى ..ويستحى من العبد ولا يستحى العبد منه ...يسترة حيث لا يستر نفسه ..ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ...وأرسل الرسل فى طلبه وهدايته ..ولم يكتف بذلك بل نزل بنفسه..وقال ( من يسألنى فأعطيه : من يستغفرنى فأغفر له) رواه البخارى ..
أرحم بعبده من الأم برضيعها وأشد فرحا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التى عليها طعامنه وشرابه فى الأرض المهلكة إذا يأس من الحياة ثم وجدها ..
يطاع فيشكر ....ويُعصي فيعفوا ويغفر ..
ومحبة الله عز وجل هى حياة القلوب وغذاء الأرواح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة إلا بها ..وإذا فقدها القلب كان ألمها أشد من فقد العين لنورها أو الأذن لسمعها ..وأعظم من فساد البدن الذى تخلو منه الروح..
وأوصت إمرأة من السلف أولا دها فقالت لهم : ( تعودوا حب الله ، وطاعته ، فإن المتقين ُألفو بالطاعة فاستوحشت جوارحهم من غيرها ، فإذا عرض لهم الملعون بمعصية مرت المعصية بهم محتشمة فهم لها منكرون )..
فسبحان من عنت الوجوه لنور وجهه وعجزت القلوب عن إدراك كنهه ، ودلت الفطرة على إمتناع مثله وشبهه. وأشرقت لنور وجهه الظلمات واستنارت له الأرض والسموات ...سبحانه كان بعباده رؤوف رحيما ..
اللهم إملأ قلوبنا بمحبتك ..وإجعل كل محبة فى الدنيا لمرضاتك وفى طاعتك يارب
ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..وإجعلنا أحبة اليك ومنك ولك وبك ..وثبت فى قلوبنا حب من يحبك ..
إن الله ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه فضيلة الشيخ نشأت أبو إسلام رحمه الله



توقيع مليكة محمد
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

التعديل الأخير تم بواسطة مليكة محمد ; 01-08-16 الساعة 07:35 PM
مليكة محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[بحث] مساعدة من أختكم لتفهمن المادة //للـــفائــدة// أم عبيدة السلفية أرشيف الفصول السابقة 7 11-01-12 04:28 AM
السيره النبويه ورده الياسيمن روضة السنة وعلومها 84 13-03-08 07:39 PM


الساعة الآن 03:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .