العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-08, 07:56 PM   #1
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي توضيح وبيان لما في۞ مَـثــَـلُ النُورِ ۞ من مفاهيم ومعان

بسم الله الرحمن الرحيم .اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]


باسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

ابتداءً فالعلماء –رحمهم الله – وأهل التفسير –وفقهم الله- يتوسعون شيئا ما في تفسير الأمثال وإيضاحها حسب ما يتراءى لهم ويظهر لهم من الحكم ووجوه الاعتبار فنذكر هاهنا مضمون كلام بعضهم مع بعض الإضافات اليه تجلية للمعاني وإظهارا للفوائد وما توفيقي الا بالله ..
المؤلف


تفسير قوله تعالى: (الله نور السموات والأرض .)
من أهل العلم من قال: { اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: منور السماوات والأرض،
واستدل له:
بقوله تعالى: { وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } [الزمر:69] ،
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ) ،
واستدل له بالأثر إن ثبت هذا الخبر: ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات )، ونحو ذلك.


{ مَثَلُ نُورِهِ }


عندنا ثلاثة أشياء أو أربعة:
،غرفة بداخلها طاقة(أي: كوة كالتي كانت من قبل في بيوت أهل القرى،) هذه الطاقة فيها زجاجة،(الزجاجة زجاجة مصباح )وبداخلها المصباح (فتيلة مصباح موضوعة في الزجاجة)
إذن المصباح موضوع في الزجاجة , والزجاجة موضوعة في المشكاة التي هي الطاقة كي تشع للغرفة .

المشكاة والمصباح

{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ }
المشكاة مثل لها بعض العلماء =>بصدر العبد،
والزجاجةالتي بداخل المشكاة هي=> قلب العبد،
ونور المصباح هو=>نور الإيمان الذي في القلب،
هذا تفسير بعض أهل العلم، وهو مضمون تفسير ابن القيم رحمه الله تعالى، في تفسيره القيم وفي غيره.


V
V
V
يتبع



توقيع وردة الصباح
[COLOR=red][SIGPIC][/SIGPIC][/COLOR]

[COLOR=red]>>من بقي ينتظر بزوغ الفجر ضيع على نفسه الإستمتاع بسكون الليل<<[/COLOR]
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-08, 08:01 PM   #2
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي

تفسير الزجاجة
مثل لها العلماء قلب المؤمن

لقد وصف الله سبحانه وتعالى قلب المؤمن وشبهه بالزجاجة،
التى حملت جملة مواصفات :
فهي أولا:زجاجة مصباح => وزجاج الصباح بالطبع زجاج رقيق
ثانياً :هي كالكـــوب=>أي بيضاء ناصعة البياض
ثالثا : الــدري أي الدرة=> فهي مع رقتها: صلبة في غاية الصلابة
فجمعت ثلاثة أوصاف:
الوصف الأول: الرقة، لكونها زجاجة مصباح، وزجاج المصابيح رقيق.
والوصف الثاني: البياض، إذ هي كالكوكب.
والوصف الثالث: الصلابة، إذ هي كالدرة.

، فقلب المؤمن قلب رقيق، قلب صلب، قلب أبيض،
فالمؤمن ذو قلب رقيقرحيم بإخوانه المؤمنين، رقيق لأهل الإيمان وللأقارب والأرحام،
وذو قـــــلب أبيـــــــــض نقي من الغل والحسد والحقد وغيرها،
وذو قـــــــلب صلــــــــب شديد على الكفار من يهود ونصارى ومنافقين ومشركين وغيرهم من أعداء الله،

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( وأهل الجنة ثلاثة: رجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومؤمن ) ،
وقال سبحانه: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح:29] ،
وقال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [آل عمران:159] ،
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } [التوبة:73]،
قلب المؤمن لين رقيق :
· لأهل الإيمان
· والأرحام،
قلب صلب في:
· الثبات على الحق،
· وصلب لمجابهة أهل الشرك والنفاق.
ومن صفات قلب المؤمن: أنه في الأصل قلب أبيض كزجاجة المصباح، فهي بيضاء كالكوكب.

فائدة من تشبيه قلب المؤمن بزجاجة المصباح
تنظيف القلب من الذنوب والمعاصي كما تنظف زجاجة المصباح

من المعلوم أن زجاجة المصباح يترسب عليها سوادا يوما بعد يوم , وهذا السواد يحتاج إلى إزالة وتنظيف , ويظهر ذلك في مصباح الكيروسين الذي كان يستعمل قديما .

فكان من الورد اليومي للأمهات قديما في الصباح أن تمسح زجاجة المصباح، تأتي بخرقة وتضع فيها بعض الماء القليل ثم تمسح بها زجاجة المصباح كي تشع اكبر قدر من الضوء وحتى لا يحجب هذا السواد الإضائة ويمنع من الخروج إلي الغرفة , فيوما بعد يوم كانت تنظف .
وكما أسلفنا فقلب المؤمن شُبِّه بهذه الزجاجة –زجاجة المصباح-
والعبد يذنب ولابد والذنب يترك سواداً على القلب وآثاراً ونكتاً
كذلك قلب المؤمن يترسب عليه كل يوم سواد الذنوب، وآثار المعاصي التي لا بد وأن ترتكب،
وقولنا: لا بد وأن ترتكب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم )
لقول الله تبارك وتعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ } [فاطر:45]؛
ولقوله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً )؛
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة )

إذاً: لابد وأن تذنب النفس، هذه الذنوب ترسب على القلب سواداً، كما يترسب على زجاجة المصباح السواد،
كم جاء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ((إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل منها وإن زاد زادت حتى يغلف بها قلبه فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه كلا بل ران على قلوبهم ))[1]
وقوله : ((تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء و أي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض و الآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه .))[2]
فلابد أن تزال هذه الأوساخ التي على القلب و إلا تراكمت عليه فأهلكته و أظلمته وأماتت الإيمان بداخله , كما تحتاج زجاجة المصباح إلى غسيل، حتى تشع الضوء الذي بداخلها كاملاً إلى الكوة، والكوة تشع الضوء بدورها إلى الغرفة، ، كذلك الإيمان الذي في القلب، ومعرفة الله التي بداخله، يحتاج الإيمان إلى أن يخرج من القلب إلى الجسد؛ حتى يملأ الصدر والجسد نوراً،
ومُزيلات هذه الوساخ والقاذورات يكون :
1. بعون الله
2. ثم الاستغفار
· الدائم
· المستمر
ومن ثم قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة))[3]

· فإذا داوم العبد على الإستغفار وحافظ عليه ولزمه ورد المظالم إلي أهلها ؛ أزيل أثر الذنوب الذي تسرب على القلب وأصبح القلب أبيض شفافا صافيا يخرج منه نور الإيمان إلي èالصدر ويتجه هذا النور إلي èسائر الجوارح فتتحرك الجوارح في طاعة الله فلا تبطش اليد ولا تخطو الرجل ولا يتكلم اللسان ولا تستمع الاذن ولا تنظر العين الا فيما يرضي الله ... كذلك الفؤاد تجده دائم الفكر في طاعة الله وفيما يقرب العبد من الله .
· وهذا النور يشع ويخرج من لبجسد إلي بيته فلا ترى في البيت شيء يغضب الله
· وهذا النور يصاحب صاحبه أيضا في القبر ويأتي أثره –وهو العمل- في صورة رجل أبيض الوجه حسن الثياب
· وهذا النور وهذا الضياء يضيء لصاحبه وينير له الطريق يوم تقسم الأنواريوم القيامة , والناس في احوج ما يكونون إلي هذه النوار

قال تعالى : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد : 13]
ولقد وصف الله أصحاب هذه القلوب البيضاء بأنهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن الحامل لهم على ذلك هو خوفهم من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، وهو يوم القيامة.

والعكس إذا ترسبت الذنوب على القلوب
فالسواد على القلب يمنع الإيمان ونور الإيمان من الخروج من القلب إلى الصدر، فتجد الصدر مظلماً، كما أن المشكاة تكون مظلمة إذا كانت الزجاجة سوداء، فتجد اليد تتحرك في ظلمة، والرجل تخطو في الظلمات، والعين تنظر في الظلمات، وهكذا يتحرك كبهيمة عمياء إذا كان القلب قد اسود من المعاصي
V
V
V
يتبع


[1] في المسند بإسناد حسن (2/297)

[2] عند مسلم حديث144

[3] عند مسلم
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-08, 08:01 PM   #3
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي

نرجع إلي مزيد بيان لحال قلوبهم في الدنيا
هذه الزجاجة يوجد بها زيت هو وقود المصباح
حقيقة وقود المصباح المذكور في الآية
قال الله سبحانه وتعالى: { الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِة } [النور:35]
ما هو وقود هذا المصباح؟
ما هو (الكيروسين) الذي يشتعل به؟
انها توقد من شجرة مباركة زيتونة
قال تعالى: { يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ } [النور:35]
فوصف رب العزة سبحانه شجرة الزيتون بأنها شجرة مباركة،
قال الله سبحانه: { يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ } [النور:35]
والبركة لها معنيان:
أحدهما: ثبوت الخير في الشيء، يقول لك قائل مثلاً: بارك الله فيك، يعني: ثبت الله الخير فيك.
ثانيهما: تطلق البركة على الازدياد والنمو، على النمو الذي هو الكثرة والازدياد، فهذان من معاني البركة
وشجرة الزيتون على هذا يرحمك الله! فيها بركة ثابتة فيها، كما قال تعالى: { شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ } [النور:35]
والخير فيها ثابت،

.
قال الله سبحانه: { يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ } [النور:35]
أي: أنها لا تأتيها الشمس من ناحية المشرق ولا من ناحية المغرب، بل هي وسط بين ذلك، لا تتعرض مباشرة للشمس، وأهل الاختصاص يقولون: وهذا أحسن ما يكون من الزيتون، وهو الذي لا يتعرض للشمس تعرضاً مباشراً، أي: يأخذ منافع الشمس ولا تحرقه الشمس.
قال الله سبحانه: { لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } [النور:35]
أي: من
· صفاء زيتها
· وجودة زيتها
· وحسن زيتها
يكاد من صفائه يشتعل ويتوهج من دون أن تمسه النار،
فكما أن زيت الزيتون في حسنه ونقائه وصفائه يكاد يضيء ولو لم تمسسه نارèكذلك الفطرة السليمة والإيمان في قلب المؤمن يجعله ينطق بالحكمة ويتكلم بالدليل من قبل أن يأتي الدليل ومن قبل أن يعرف الآية أو الحديث .

فإذا مست النار زيت الزيتون أضاءت خير إضاءة وأنارت خير إناره èكذلك قلب المؤمن مادته ووقوده => إيمان بالله وفطرة سليمة صحيحة إذا مزجت بعلم شرعي علمٍ بكتاب الله وسنة رسوله العلم بالكتاب والعلم بالسنة أعطت خير إضاءة على الإطلاق وأنارت خير إنارة على الإطلاق .


فاجتمعت جملة أنوار :
· نور الإيمان والفطرة الصحيحة
· مع نو الحق والدليل والبرهان من الكتاب والسنة
كل ذلك أضاء وخرج من زجاجة صافية بيضاء نقية فأعطى خير إضاءة وأوضح غاية الإيضاح فكان-بعد- قائداً لصاحبه إلي الجنة .
إذا كان الشخص متخففاً من الذنوب، متخففاً من أثقالها، متخففاً من المعاصي ومظالم العباد، بداخله فطرة سليمة وإيمان يكاد ينطق بما يوافق الدليل قبل أن يأتيه الدليل من الكتاب والسنة.
فمثلاً: عمر لفطرته السليمة وإيمانه العظيم، كان يتكلم بالحكمة قبل أن يأتيه الدليل من رسول الله، فإذا جاء الدليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم توهج هذا مع ذاك، قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى يا رسول الله! فنزلت: { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } [البقرة:125] )، وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: ( لو أمرت نساءك بالحجاب يا رسول الله! فتنزل آية الحجاب )، قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تقبل الفدية من أُسارى بدر يا رسول الله! فينزل قول الله تعالى: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ } [الأنفال:67] ) وهكذا تأتي موافقات عمر لربه سبحانه، يتكلم بمقتضى الدليل قبل أن يأتي الدليل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فرب العزة يقول: { يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } [النور:35]، فإذا مسته النار فتوهج فأصبح هناك: { نُورٌ عَلَى نُورٍ } [النور:35]،
كذلك القلب المتخفف من الذنوب والآثام والمعاصي، المليء بالإيمان، إذا جاءه علم الكتاب والسنة ازداد بهاءً على بهائه، وحسناً إلى حسنه

V
V
V
يتبع
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-08, 08:03 PM   #4
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي

{نُّورٌ عَلَى نُورٍ }

فالله يقول: { نُّورٌ عَلَى نُورٍ } [النور:35]،
للعلماء في ذلك أقوال :
أحدهما: نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا , ولا يضيء واحد منهما بغير صاحبه , كذلك نور القرءان ونور الإيمان إذا اجتمعا , فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه .
الثاني : نور المصباح ونور الزجاجة .
الثالث : نور العمل ونور الاعتقاد .

وقال السمعاني قول آخر فقال في تفسيره :[معناه لو لم يكن إبراهيم نبياً لالحقه الله بالعمل الصالح بالأنبياء في درجاتهم , ويقال : أن محمد لو لم تأته معجزةُ لدلت أحواله على صدقه ونبوته.
وقوله { نُّورٌ عَلَى نُورٍ }أي نور محمد –صلى الله عليه وسلم- على نور إبراهيم عليه السلام .] أ . هـ
{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}

ولكن هذا النور وهذه الهداية كل ذلك من عند الله المتفضل به في الأصل هو الله سبحانه وتعالى
فهو الذي يهدي لنوره من يشاء، كما قال سبحانه: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الرعد:33]، وكما قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } [يونس:100]، وكما قال سبحانه: { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات:7].

فهذا النور أصله من الله سبحانه وتعالى، فهو المتفضل به على العباد، ومن ثم يقول أهل الإيمان في أُخراهم: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } [الأعراف:43]
، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يسأل ربه عز وجل هذا النور فيقول: ( اللهم! اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، اللهم! أعظم لي نوراً )
كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عز وجل بهذا؛ لأنه يعلم تمام العلم أن المتفضل به والواهب له هو الله سبحانه وتعالى.

والمراد بقوله تعالى (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ):
المعنى والله أعلم : يهدي الله للإيمان به من يشاء
وقيل : يهدي الله للقرءان من يشاء
وأيضاً : يوفق الله للإيمان به وللعمل بكتابه وبسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم- من يشاء .
وقد ورد في هذا الباب حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ذلك النور ضل )[1]،
وهنا ليست المسألة عشوائية، لم يرش النور بدون حكمة، لكن الأمر كله يجري بتدبير الله سبحانه وتعالى، هو أعلم بمن يستحق الهداية ومن يستحق الغواية
فقد مضت سنته سبحانه وتعالى على أن فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير كما قال سبحانه: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } [الأعراف:179] أي: خلقنا لجهنم أقواماً، { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ } [الأعراف:179] ،

فجدير بالعبد أن يسأل ربَّه اياها , جدير به أن يلتمسها من الله ويطلبها منه سبحانه , جدير بالعبد أن يسأل ربه سلامة قلبه وصلاحه ونقائه وصفائه , فهو سبحانه الوهاب .
V
V
V
يتبع


[1] صحيح اخرجه الترمزي وغيره وصححه الالباني
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-08, 08:05 PM   #5
وردة الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 30-11-2007
المشاركات: 366
وردة الصباح is on a distinguished road
افتراضي

وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

وقوله تعالى في ختام الآية: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]
لهذا الختام وجهان:
الوجه الأول:أن الله عز وجل يضرب الأمثال للناس، وهو سبحانه العليم بتأويل هذا المثل، فالله سبحانه قال بعد قوله: { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] أي: عليم بمن أول المثل تأويلاً صحيحاً، وبمن أوله تأويلاً غير صحيح، هذا وجه.

الوجه الثاني: أن قوله سبحانه: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] راجع إلى قوله: { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } [النور:35]
فالمعنى: أنه قد يتسرب إلى شخص فهم رديء ويقول: ما ذنب هذا الذي لم يهده الله لنوره حتى يعذب؟ فجاء الله بالآية الكريمة: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]
أي: عليم بمن يستحق الهداية فيهديه، وعليم بمن يستحق الغواية فيغويه سبحانه وتعالى، يهب لهذا الإيمان، وهذا تزل قدمه في الكفر والعياذ بالله! { وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ } [الرعد:8] ، { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] فلا تعترض إذاً إذا علمت ذلك.

ثم قال تعالى
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
[النور : 36]
فهل لهذه الاية صلة بما قبلها ؟؟
ج: نعم –فيما يظهر لي – لها صلة بما قبلها
والمراد –والله أعلم- أن أصحاب هذه القلوب الممتلئة بالنور والهداية والإيمان يتواجدون في بيوت أذن الله أن ترفع .
أي : إذا سألت عنهم : أين هم ؟ فهم في المساجد .
والله أعلم


المصـــدر
مجموع من (تفريغ نصي لمحاضرات الشيخ \مصطفى العدوي في تفسير السورة
+ كتاب تفسيره المسمى (التسهيل لتأويل التنزيل تفسير سورة النور )
بارك الله في الشيخ ونفعنا وإياكم

منقووووول للفائدة
وردة الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .