هـــمم تنــاطح السحــــــاب !!

[فاطمة سالم]

بسم الله الرحمن الرحيم وصلِّ اللهم وسلم على من لا نبي بعده ، أما بعد :

بمناسبة اختبارات معهد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لتحفيظ القرءان الكريم ؛ تذكرتُ موقفًا حدث معي العام الماضي بالمسجد في اختبار الطالبات في أصول رواية ورش عن نافع للمبتدئات

تدرس عندي إحدى الطالبات وابنتها كذلك
الطالبة هذه متزوجة وعندها خمسة أولاد
أكبرهم ابنتها التي تدرس هي الأخرى عندي وعمرها عشر سنوات واسمها
" رقية "
في يوم الاختبار فاجأتني الأخت هذه وهي تحمل ابنتها الصغيرة التي لم تتجاوز السنتين !
فقلتُ لها : لمَ أتيتِ بها؛ لن تستطيعي التركيز في الاختبار ؟!
قالت لي : والدة زوجي خرجت ولم أجد من يعتني بها خاصة وهي مريضة - الطفلة الصغيرة -.
فقلتُ لها : لو أجّلتِ الامتحان وبقيت معها في البيت ، وأعيد لك الاختبار في يوم آخر.
قالت : لا ؛ أود أن أختبر اليوم.
قلتُ : لا بأس تفضلي.
صدقوني أخواتي
يد ماسكة بها ابنتها الصغيرة ، واليد الأخرى تحل بها الاختبار ، وكل شوية تبكي الطفلة فتعطيها حليبها ثم تعود للورقة
حتى تقيأت الطفلة على الورقة والطاولة و ملابسها
أشفقتُ عليها كثيرًا
قلتُ لها خلص حبيبتي انصرفي للبيت
تقول لي لا : لو سمحتِ لي أن أحل الاختبار خارج القاعة حتى لا أشوش على الطالبات الأخريات بسبب بكاء ابنتي الصغيرة.
قلت لها : لا بأس ، تفضلي.
لكن لم أستطع أن أتحمل رؤيتها وهي جالسة بجانب القاعة على قدميها، وورقة الامتحان في يد وابنتها في اليد الأخرى
قلت لها : تعالي لقاعة أخرى فارغة ، أكملي فيها حل الامتحان ، وأنا أثق بكِ أنك لن تغشين ، وكفى بالله رقيبا
وذهبت للقاعة المجاورة .

ذهلتُ جدًا لهمتها وحرصها على العلم بالرغم من كل هذه العقبات !!

وما أذهلني أكثر
ابنتها "رقية" التي تبلغ من العمر عشر سنوات
أنهت الاختبار في وقت وجيز جدًا، وجاءتني للمكتب تقول " لقد أنهيتُ الاختبار اسمحيلي أذهب لأعتني بأختي الصغيرة حتى تستطيع والدتي أن تعود للقاعة هنا .
قلتُ لها : تفضلي بارككِ الله
وفعلا ذهبت وأمسكت أختها الصغيرة وعادت الوالدة لقاعة الاختبار.
نظرتُ في ورقة "رقية" لأجد إجابتها ممتازة جدًا، ولمّا صححتُ لها تحصلت على 18/20
والوالدة كذلك تحصّلت على علامة جيدة .

موقف لم ولن أنساه في حياتي

حبيباتي الغاليات
لو علم الله صدق العبد يسّر له أمور لم يكن ليبلغها لولا توفيق الله وإعانته
فقط نحتاج أن نستعين بالله ونحسن الظن به سبحانه وأن نقول بكل يقين " لا حول ولاقوة إلا بالله"
فالله خير معين وهو الموفق وحده سبحانه .

أرجو لكل أخواتي الغاليات التوفيق في امتحاناتهنّ