الحلقة الرابعة ضمن سلسلة حلقات التعريف بالمسجد

[فجر الأقصى]

[CENTER]






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحلقة الرابعة ضمن سلسلة حلقات التعريف بالمسجد الاقصى

( مآذن الاقصى والبوائك والاروقة)




قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ
الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ? يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ? وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ
بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)..(النور)



لا زلنا نتجوَّلُ في المسجدِ الأقصى
للمكانِِ سحرٌ لا يُوْصف ، تُعبُقُ به الأرْجاء ، عَمارةُ مُتقنةٌ ، صامدةٌ
من ساحاتٍ وأبوابٍ ومساجدَ
ومآذنَ وبوائكَ وأروقة...
نجدُ الرَّوعة في بنائِها .......
تقفُ شاهدةٍ على مرِّ العصورِ والأزْمنة....
شاهدةً على من عاث بها خراباً تارةً ....
ومن صانها وأعاد إعمارها تارةً أخرى....
لتسطِّرَ أروع قصص البطولات.. والتضحية على أرضها المقدسة
سنمضي معاً أحباب الأقصى لنتعرف على معالمَ غائبةً عن أعيننا
ولكنها في قلوبنا .. نعيشُ نتنفس عبيرها على مدى الزمان




مآذن صامدة



تقفُ شامخةً بِإباء..
تأْخُذُ النَّاظرُ إليها بروْعتها وبجَمالِها..
تُشْرِفُ على بقعةٍ من أطْهر بقاعِ الأرض..
كيف لا وهي تُطلُّ على أرضِ المحْشرِ والمنْشَر
تشُقُّ عنانَ السَّماء...تسمو مُتَرفِّعةً على الجراح
شاهدةً ، صابرةً .... تشهد بوحدانية الله
مرتفعةً بقامتها تنادي ....حيَّ على الصَّلاة
حيَّ على الفلاح ........في مسْرى رسولِ الله
تقفُ باكيةً ، حزينةً تنْتظر..... ألا من مُلبي النِّداء..
مآذنٌ المسجدِ الأقْصى...تلكَ الفريدةُ في بنيانها ... المُدهشةُ في إِتْقانها
تتوقُ إلى أبنائِها ، المُلبِّينَ نداءاتِها صباح مساء
هلُمُّوا ..أبناءَ الإسلام ...إلى بيتِ المقدس ، أرضِ الدِّيانات














ألقِِ السلام على القبابِ وآلها .... واسجدْ بمسْرانا الأسيرُ طويلا
وامسحْ غبارَ الهجرِ عن جنباتِه ِ..... واسرجْ بعَتْمةِ ليلهِ قنديلا
يا أيُّها الماضون نحو ظلالِه .... هذا فؤادي فاجعلوه دليلا
وترفَّقوا بالسَّيرِ فوق ترابِهِ .... كم من نبيٍّ ها هنا ورَسولا
واقرئْ سلامي للمآذن قد شكتْ ..... هجرَ الحمامِ فليس ثَمَّ هديلا
للشاعر: منذر أبو حلتم








بوائكَ وأروقة المسجد الأقصى

كان إبداعُ الفنِّ الإسْلاميّ في بنائِها ظاهراً جليّاً للعَيان
حينما نقفُ أمام هذه البوائك فكأنما يَتراءى أمامَنا سياجاً معْماريّاً للأقصى
فالمُتأمِّلُ لها ، يجدُ روْعةَ الإبداعِ في أعْمدتها
تُعطي جمالاً وهيبةً
تُضْفي الرَّوعة للأدْراج الحَجريَّة الَّتى تصعد إلى صحن قُبَّة الصخرة
العينُ باكيةًٌ على كلِّ بائكةٍ حتى يأْذنَ اللهُ بالفرجِ والنَّصرِ المبين










انتهت رحلتنا عبر أروقة المسجد الأقصى لهذه الحلقة

تجولنا بقلوبٍ مُتأَلِّمةٍ ، وعيونٍ دامعةٍ ، من مسرى رسول الله المغتصب

وقبلتنا الأولى المأسورة ........

بإذن الله سيأتي يوماً تعود الفرحة إلى القلوب ، وتعود البسمة إلى الوجوه

ويعود الأمل يبرق في العيون ، فالنصر لاح ، والفجر أوشك على البزوغ

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )


اللهُمّ هيِّئْ لأمَّة الإسلام من أمرِها رشداً

وانصرْها على أعدائِها



[/CENTER]