العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-12, 06:26 AM   #1
أم العثيمين السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2009
المشاركات: 31
أم العثيمين السلفية is on a distinguished road
افتراضي

(4)
في زيارةٍ لي لإحدى العائلات السوريّة ، عجبتُ من حالي في تيك الجلسة!
تملّكتني الحيرة!
أخذَ السُّكوتُ مجامعَ لساني!
صرتُ أجدُ صعوبةً في رمش عينيّ لطولِ جحوظهما!

هذه وتلكَ يتحدّثانِ في نفسِ الوقت! أربعةَ عشرَ نفراً في شقّةٍ واحدة! آثارُ الغنى لا زالت باديةً عليهنّ ، إلا أنّ قنابلَ الظّلَمة بدّدتهم إلى حيثُ الفقرُ والشّتات!

تارةً يستذكرنَ أشياءَ لهُنّ هُناك! ثمّ يُذكِّرنَ بعضهنّ بكونِها دُمِّرت ؛ فيبتسمنَ جميعا!
استغرقتُ-وربّي- وطالَ عجبي حينَ علمتُ أنهنّ هربنَ للنّجاةِ بأرواحهنّ ليسَ إلّا! فلا بيوتَ ولا أثاثَ ولا سيّارات ولا ولا ..
بل إنّ إحداهُنّ لم تتمكّن من إحضار ابنتها معها ؛ فبقيت ابنتُها -وحدَها- هُناك في (حمص الحزينة) كما يُسمّينَها!
أبناؤهم لا يزالونَ على توجّسهم كلّما سمعوا صوتَ طلقةِ رصاص أو عياراتٍ من (الألعاب الناريّة)! لتفتونَ حولهم ظنّاً منهم أنّ كوابيسَ (فرعونِ زمانِنا) لا زالت تداهمهم!

آلامٌ ومآسٍ! ولكنّهن رُغمَ ذاك يبتسمنَ ابتسامةَ رضىً وسكينة! كم كانت تستوقفُني ابتساماتُهنّ وهُنّ يُحدّثنني عن مواقفَ وقصصَ حصلت على مرآى أعينهنّ في حي (بابا عمرو)!

من أكثرِ تلكَ المواقف إجراماً حقيقة هو ما حصل لإحدى معارفهم! حيثُ أدخل المشفى-على إثر الغارات- ، فأعطوه الـ(أوكسجين) حيثُ هو-فقط- سبيله للحياة لمشيئته سُبحانه!
ولكنّ تيك العصابات تأبى إلّا أن تغتالَ أرواحَ الأصفياء الأنقياء وإن كانَ عندَ آخرِ رمق!
فما كان منهم إلا أن دخلوا المشفى ، وطلبوا هذا الشاب ؛ فأخبرهم الأطبّاء أنّه يعيش على (الأكسجين)!ليتركوه وشأنه!
فما كان من أحدهم إلّا أن رفع عن وجهه الجهاز ، وقال (هه)!!
فماتَ في حينه!
المواقف كثيرة -جدّاً- واللسانُ عاجزٌ عن النُّطقِ بما سمعت بهِ الأذنان ..
ومع كل تيكَ القروحِ والآلام فلم أكُن لأنسَ مسكَ الختام!
فقد اصطحبتْني إحدى الحرائر-ممّن هيَ بسنِّ أمّي أو يزيد- إلى حيثُ البابُ الخارجيّ ، ولمّا أن مررنا بحديقةِ المنزل ، نزلتْ حيثُ الزّرع ؛ وقطفتْ لي وردةً (زهريّةً) تفوحُ مِسكاً وعنبرا!
//
//
//

لكنّ زيارتي تيكَ استوقفتني عدّةَ وقفات :

الأولى: وقفة معَ الحق ورسوخِ أصحابه ، والباطل وتخاذل أهله وانحطاطِ أخلاقهم!
الثّانية : معَ نعمةِ الأمن والأمان والسّلامةِ والإيمان .
الثّالثة: معَ فضيلةِ وقوفِ المسلمينَ إلى جانبِ بعضهم ومساندتهم لإخوانهم في حالِ غربتهم؛ ولا يعلم حجمَ سعادتهم حينَ يجدونَ من يشاركهم أحزانهم ، ويهوّن عليهم في مصابهم!
ويآنسهم في غربتهم! غيرَ من يقف إلى جانبهم -بعدَ اللهِ سُبحانه .

__________________
أم العثيمين السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 06:28 AM   #2
أم العثيمين السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2009
المشاركات: 31
أم العثيمين السلفية is on a distinguished road
افتراضي

(6)
كنتُ في خضمِّ أعمالي ومشاغلي ، وبينا أنا كذاك إذ خطرتْ ببالي شاردةٌ ، لم يسبق لي أن أتنبّهَ لمثلها!

هممتُ أن أتّجهَ إلى (كُنّاشي) لتدوينِها ، إلا أنّي قلت: أرجئ كتابتَها لوقتٍ لاحق!
حتّى أتتني شاردةٌ أخرى أثقلَ من الأولى!
وقد شعرتُ بثقلٍ في عقلي حينَ نزلتْ على عقلي

إلّا أنّني وبعدَ عدّةِ مُحاورات ومشاورات بيني وبينَ نفسي ؛ قلتُ : أكتبْها معَ أختِها!
وأخذتُ أردّدها هيَ وأختها ؛ لأنقشهما في رأسي ، لحين أصل إلى (الكُنّاش)!

استغرقتُ في عملي .. ثمّ ذهبتُ في زيارةٍ ، وهناك لمّا أن صلّيتُ العشاء ، وإذ بي تردُني شاردة!

حينها تذكّرتُ شأنَ (الشّوارد) ، التي انقدحت في رأسي ظُهرَ اليوم!

بدأتُ أحكُّ رأسي ؛ لأسترجعَ الأولى معَ أختِها! إلا أنّ رأسي كادَ يتفطَّرُ لشدّةِ حكّي ، وما أدركتُ شيئاً منهما!

حينها وبعدَ استسلامٍ تامٍّ منّي ، أردتُ العودَ للشّاردة التي ذكّرَتْني بالأُختين!
ففوجئتُ بكونِها قد ولّت من غيرِ رجعةٍ ، لاحقةً بأخواتِها!

حينها أطرقتُ حسيرةً كسيرة ، وعزمتُ أن أُكبّرَ لسُنّة العشاء!

وما إن بدأتُ الصّلاة ؛ وإذ بإبليسَ ينخرُ مخّي نخراً شديداً ، يلوِّحُ لي (بعرضٍ خاصٍّ) مفادُه أنّي إن شردتُ بذهني؛ سأستعيدُ شواردي التي ضاعت! : )

لكّنني لم ألتفت إلى عروضِه ، عناداً له- مع شدّة رغبتي باستعادة الفوائد-!

وازددْتُ إحاطةً أنّها فرصةٌ من فرصهِ -أخزاهُ الله ، يريدُ أن يكونَ الظّافرَ فيها ؛ فما زادني ذاكَ إلّا عناداً واستغناءاً عن الشّواردِ الثّمينة!

وتذكّرتُ حينَ ذاك قولَ الإمامِ أبي حنيفة حينَ جاءهُ أحدهم مُخبراً عن عدمِ تمكّنه من معرفةِ مكانِ (كنزه) إلّا حينَ أخذَ بمشورته بـ(الصّلاةِ إلى الصُّبح)!
قال لهُ أبو حنيفة: "لأني علمتُ أنَّ الشيطانَ لن يتركَكَ تُصلِّي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك"!

//
//

فهلّا اعتناءاً بالفوائدِ والشّواردِ وتعجيلاً بتقييدِها دونما تسويف

هلّا عِناداً لأبليسَ ؛ ينكسُ رأسَهُ في الثّرى ، ويدفن قرونَه الطّويلةَ تحتَ الأقدام
أم العثيمين السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-12, 02:08 PM   #3
ام زهور
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 25-05-2012
المشاركات: 7
ام زهور is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك اختي الفاضلة وجزاك الله كل خير
فوائد قيمة
رعاك الله وسدد خطاك
ام زهور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تشاهدوا موقف أمنا خديجة هذا شاركونا مروة عاشور روضة الأسـرة الصالحة 1 25-11-13 05:30 PM
موقف السلف من نشر أو سماع شبهات أهل البدع عائشة صقر روضة العقيدة 9 20-07-07 08:23 PM


الساعة الآن 12:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .