العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-07, 01:48 PM   #1
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي التحرك أثناء قراءة القرآن؟؟

شيخنا الكريم

هل للحركة التي يفعلها القارئ أثناء قراءته أصلا في الدين وهل من سلفنا الصالح من فعل ذلك؟؟

يعني عندما أقرأ القرآن فأتحرك بصدري ورأسي من الأمام للخلف أو من اليمين لليسار حركة خفيفة؟

فقط أحببت أن أستفسر..




الجواب/ هذه الحركة لا أصل لها ، بل هي بدعة مُحدَثَة أحدثها دراويش المتصوّفة .

وأما هدي السلف فهو كما ذَكَره الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) .

وقال عز وجلّ : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) .

قال ابن كثير في تفسير الآية السابقة : أي هذه صفة الأبرار عند سماع كلام الجبار المهيمن العزيز الغفار ، لِمَا يَفهمون منه من الوعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ؛ تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) لما يَرجون ويُؤمّلون من رحمته ولطفه ، فهم مخالِفون لغيرهم من الفجار من وجوه :

أحدها : أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات ، وسماع أولئك نغمات الأبيات من أصوات القينات .

الثاني : أنهم إذا تُلِيتْ عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ، بأدب وخشية ورجاء ومحبة وفهم وعلم ...

الثالث : أنهم يَلزمون الأدب عند سماعها ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم عند سماعهم كلام الله تعالى من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقشعر جلودهم ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله ، لم يكونوا يتصارخون ولا يتكلفون ما ليس فيهم بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك ، ولهذا فازوا بالمدح من الربّ الأعلى في الدنيا والآخرة .

قال عبد الرزاق : حدثنا معمر قال : تلا قتادة رحمه الله (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال : هذا نَعْت أولياء الله ، نَعَتَهم الله عز وجل بأن تقشعر جلودهم ، وتبكي أعينهم ، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم ، إنما هذا في أهل البدع ، وهذا من الشيطان .

وقال الإمام القرطبي في تفسير آية الحج : (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) :

هذه الآية نظير قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) وقوله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)

هذه حالة العارفين بالله الخائفين من سطوته وعقوبته ، لا كما يفعله جهال العوام ، والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير ، ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير ! فيُقال لمن تَعَاطَى ذلك ، وزعم أن ذلك وَجْد وخشوع :

إنك لم تبلغ أن تُساوي حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حال أصحابه في المعرفة بالله تعالى ، والخوف منه ، والتعظيم لجلاله ، ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم عن الله والبكاء خوفا من الله ، وكذلك وَصَف الله تعالى أحوال أهل المعرفة عند سماع ذِكره وتلاوة كتابه ، ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ، ولا على طريقتهم .

قال الله تعالى : (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)

فهذا وَصْف حالهم ، وحكاية مَقَالِهم ، فمن كان مُسْتَناً فليستنّ ، ومن تَعَاطَى أحوال المجانين والجنون ، فهو من أخَسِّهم حالاً ، والجنون فنون !والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-07, 01:49 PM   #2
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

السؤال :

نلاحظ أن قراء القرآن في بعض البلاد الإسلامية يهزون رؤوسهم عند القراءة .

فهل يجوز هذا ؟




الجواب: أعانك الله .

ليس لهذا أصل في الشرع ، وإنما هو مما أحدثته المتصوِّفَة . والتمايل عند قراءة القرآن أو سماعه ، أو حتى الصَّعْق ؛ ليس له أصل في عَمل السَّلَف .

والأصل أن قارئ القرآن يتأثَّر بما يقرأ .

قال تعالى واصِفا حال المؤمنين إذا قرءوا القرآن : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) .

قالت أسماء بنت أبي بكر : كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم عند سَمَاع القرآن . قيل لها : إن أقواما اليوم إذا سَمِع أحدهم القرآن خَـرَّ مَغْشِيا عليه . فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

وقال ابن سيرين : بيننا وبين هؤلاء الذين يُصْرَعُون عند قراءة القرآن أن يُجْعَل أحدهم على حائط بَاسِطًا رِجْليه ، ثم يَقْرأ القرآن كله ، فإن رَمَى بِنَفْسِه فهو صَادِق !

قال ابن كثير في تفسير الآية : أي هذه صفة الأبرار عند سماع كلام الجبار المهيمن العزيز الغفار ، لِمَا يَفهمون منه مِن الوَعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ، تَقْشَعر منه جلودهم من الخشية والخوف ، (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) لِمَا يرجون ويؤمِّلون مِن رحمته ولُطْفِه . اهـ .

وقال تعالى في وصف المؤمنين : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .وقال عزّ وجلّ : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) .

قال ابن كثير : أي : لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهِين عنها بل مُصْغِين إليها ، فَاهِمِين بَصِيرين بِمَعانيها ؛ فلهذا إنما يعملون بها ، ويسجدون عندها عن بصيرة لا عن جهل ومُتَابَعَة لغيرهم .

وذَكَر ابن كثير أن مِن أدب الصحابة مع القرآن أنهم كانوا إذا سَمِعوا " تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقشعر جلودهم ، ثم تَلِين مع قلوبهم إلى ذكر الله ، لم يكونوا يتصارخون ، ولا يَتَكَلَّفُون ما ليس فيهم ، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك ؛ ولهذا فازوا بالمدح من الرب الأعلى في الدنيا والآخرة " . اهـ .

وأخبر الله تبارك وتعالى عن المؤمنين أن سماعهم للقرآن يزيدهم خُشُوعًا ، فقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) .

وقد قرأ ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما تحرّك ابن مسعود حال قراءته ، وما زاد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك إلاّ خشوعا ، فإن ابن مسعود قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم من أول سورة النساء حتى إذا بَلَغ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) قال لي : كُـفّ ، أو أمسِك . فرأيت عينيه تذرفان . رواه البخاري ومسلم .

ثم إن التمايل خِلاف الأدب ، وخِلاف حال الخاشِع لِسماع القرآن ولِتلاوته وتدبّره . قال سهل بن عبد الله : لا يكون خاشعا حتى تخشع كل شعرة على جسده .

قال القرطبي : هذا هو الخشوع المحمود ؛ لأن الخوف إذا سكن القلب أوْجَب خُشُوع الظاهر ، فلا يملك صاحبه دَفْعَه فََتَرَاه مُطْرِقا مُتَأدِّبا مُتَذَللا ، وقد كان السلف يجتهدون في ستر ما يظهر من ذلك ، وأما المذموم فتكلفه والتباكي ، ومطأطأة الرأس ، كما يفعله الجهال ، لِيُرَوا بِعَين البر والإجلال ، وذلك خِدع مِن الشيطان ، وتَسْويل مِن نَفْس الإنسان .

وقال النووي فيما يُسْتَحَبّ للقارئ في غير الصلاة : ويجلس مُتَخَشِّعًا بِسكينة ووَقار ، مُطْرِقا رأسه ، ويكون جلوسه وحده في تحسين أدبه وخضوعه ، كَجُلُوسِه بَيْن يَدَي مُعَلِّمِه ؛ فهذا هو الأكمل . اهـ . والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد













==========
المصدر : منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
رابـط الفتوى
أم اليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-07, 12:40 AM   #3
أم صهيب المغربية
حفيدة خديجة رضي الله عنها
 
تاريخ التسجيل: 02-11-2007
المشاركات: 321
أم صهيب المغربية is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا على ما نقلتي أختنا في الله أم اليمان وفي موازين حسناتك
الانسان أحيانا يفعل أشياء بدون أن يشعر كتحريك الرأس عند القراة
وهذه طريقة اليهود في صلاتهم نسأل الله السلامة والعافية .
ونسأله سبحانه الإخلاص في كل أعمالنا .



توقيع أم صهيب المغربية
[CENTER][IMG]http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/8/17/08/wq17dgjiz.gif[/IMG][/CENTER]
أم صهيب المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ أم البتول روضة آداب طلب العلم 13 11-12-13 01:03 AM
كيف تقيد الفوائد أثناء القراءة ؟ أم الخطاب78 روضة آداب طلب العلم 12 07-03-11 05:39 PM
حكم قول: (صدق الله العظيم) عند انتهاء قراءة القرآن اختكم فى الله روضة الفقه وأصوله 3 06-04-07 12:04 AM


الساعة الآن 08:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .