العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-10, 04:48 PM   #1
قمم
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 28-07-2009
المشاركات: 43
قمم is on a distinguished road
افتراضي ويـــلك آمـــن... للشيخ سمير المبحوح

بسم الله الرحمن الرحيم



ويْـلَـكَ آمِـنْ



الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد ,و على آله و صحبه أجمعين .
مِن الملاحظ انشغال كثير مِن الناس بالبحث و التحدث عن أخطاء و عيوب الآخرين , في حين أنهم غفلوا على أن يعترفوا بعيوبهم و أخطائهم , و لم يدركوا العيب الكبيرفي ذواتهم , و هذا مسلك خطير , كما قال أبو هريرة – رضي الله عنه- :" يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه و ينسى الجذع في عين نفسه "


( رواه البخاري في الأدب المفرد و هو صحيح )


فالإنسان لابد أنْ ينظر إلى ذاته أولاً , حتى إن وجد عيباً أو تقصيراً , فهو أكثر قدرة على تصحيحه من غيره .
ووصف الله الإنسان فقال :"بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولوألقى معاذيره "

وواقع بعض السفهاء يشهد على أنَّهم يختلقون لأنفسهم المعاذير و يبرّرون بها مسلكهم السيئ للآخرين , لكن لا يمكن له أنْ يخدع نفسه إنْ كان في وعيه و رشده .
و منهم مَن يظهر الأخلاق الحسنة أمام الناس , و إذا اختلى بنفسه خلع عنه هذه الفضائل , و لا يعلم هذا السفيه أنّ بصره و سمعه و جلده سيشهدون عليه يوم القيامة .
قال تعالى :" وما كنتم تستترون أنْ يشهد عليكم سمعُكم ولا أبصارُكم ولا جلودُكم ولكنْ ظننتم أنّ الله لا يعلم كثيراًمما تعملون"

يا مَنْ تأمن على نفسك : كُن صادقاً مع نفسك و الآخرين , و تقويمك لذاتك ينقذك مِن التعرض لألسنة التشهير بك , و لسوء الظن أو الطعن في شخصك , فلماذا تنتظرانتقاد الآخرين لك .


فالتحدث و التتبع لعورات المسلمين , لا سيما إنْ كانوا مِن أصحاب المكانة العالية و النفوذ , كالأمراء و العلماء , فشعور هؤلاء بالانتقاد العلني يسبب المفاسد العظيمة , كما حذرنا النبي – صلى الله عليه و سلم - مِن هذا فقال :" مَن أراد أنْ ينصح لذي سلطان فلا يُبده علانية , و لكنْ يأخذ بيده فيخلو به فإنْ قبل منه فذاك و إلاّ كان أدّى الذي عليه " ( رواه أحمد بسند صحيح )


و قال – صلى الله عليه و سلم - :"أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم "


( رواه أبو داود و الحديث صحيح )


إنّ استخدام أسلوب الطعن و التشهير و التشكيك و التحذير , مِن أهل العلم والعلماء و طلابهم لمجرد هفوة أو زلة أو تقصير , ليست بالأساليب الممدوحة لتقويم الشخص , و علاج المشكلات , و تصحيح السلوك , لكنْ طريقة التعامل فيمثل هذه المواقف بالحكمة و الموعظة الحسنة و الرفق , و اللين و الاستغفار و الرجوع إلى الله بالتوبة النصوح , قال تعالى :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن "
و قال تعالى :" و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون "
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" إنّ الله رفيق يحب الرفق , و يرضاه و يعين عليه مالا يعين على العنف .."


( رواه الطبراني و الحديث صحيح )


فإذا أعرض الإنسان عن هذا التوجيه القرآني و النبوي , فإنّ ضرره سيتعاظم أكثرفأكثر , فيكون سبباً في إعراض الناس , و عدم قَبولهم للحق , فيقع في ظلم نفسه و ظلم الآخرين , فحينئذ لا تنفع الآهات و لن تنفع الشكوى , و لا ينفع البكاء , و هذا كله بعد فوات الأوان .

يا مَن حياتكم السخرية بطلبة العلم , و مجالسكم الغيبة و النميمة , و الفُحش و الكذب وتمزيق الأعراض , و على أبصاركم الغشاوة , و في آذانكم وقر عن سماع الحق والإذعان له , و تسمعون بدروس العلم في بيوت الله , فتُعرضون عنها , فهؤلاء لا يعرفون طعم الإيمان , و لا لذة دروس العلم , و لا حق الأُخوّة و الصحبة .
أأمنتم مكر القوي العزيز ؟ أأمنتم انتقام ذي الانتقام ؟ ألا تخافون أنْ يأتيكم ملك الموت بغتة و أنتم على ذلك ؟.
قال تعالى :" أفأمنوا مكر الله فلا يأمنُ مكر الله إلا القوم الخاسرون "

ويلك آمن : أين أنت مِن إيمان أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – الذي قال فيه الرسول – صلى الله عليه و سلم–:
" لو وُزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر "


( رواه البيهقي في الشعب بسند صحيح )


ويلك آمن : أين أنت مِن إيمان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الذي قال فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم –:
" لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب "


( رواه الترمذي و الحديث حسن )


فهذان الصحابيان اللذان كانا يخشيان على نفسيهما من مكر الله , أين أنتم منهما .

و اعلم أنّ احتقارك لإخوانك مِن طلبة العلم , وتكبرك عليهم , و الطعن فيهم و التحذيرمنهم , و الكذب عليهم , ليست قربى تتقرب بها إلى الله , كما تظن , فابتعدعن هذه المجالس , و لا تقترب مِن أصحابها , ثم سِر في طريق الهداية , طريق العلم و العلماء مع إخوانك مِن طلبة العلم , انضم إليهم تشعر بطعم الحياة و حلاوة الإيمان , و يوم القيامة تحشرون جميعاً إلى جنات النعيم .

قال تعالى:" الأخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين , يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون ,الذين آمنوا بآياتنا و كانوا مسلمين , ادخلوا الجنة أنتم و أزواجكم تحبرون , يُطاف عليهم بصحافٍ مِن ذهبٍ و أكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفس و تلذُّ الأعين و أنتم فيها خالدون , وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون , لكم فيها فاكهةٌ كثيرةٌ منها تأكلون "
و قال الله تعالى في الحديث القدسي :" وجَبتْ محبتي للمتحابين فيَّ و المتجالسين فيَّ و المتباذلين فيَّ و المتزاورين فيَّ " ( رواه أحمد و الحديث صحيح )
فنحن معشر السلفيين أحق الناس بالمحبة و التزاور والتناصح و التعاون, فهذه طريق النجاة من التفرق والتشرذم .
فما أعظمه من فضل , فلماذا تحرم نفسك من هذا النعيم , و تكون من أصحاب الظلمات و القيل و القال .

ويلك آمن : يا مَن تَتفكّه بأعراض المسلمين , تذكّر قول الله تعالى :" ما يلفظ مِن قول إلا لديه رقيبٌ عتيد "
أين أنت مِن تحذير النبي – صلى الله عليه و سلم – لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه - :" كُفّ عليك هذا , قلتُ : يا رسول الله و إنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال :" ثكلتك أمك , و هل يكبُّ الناس على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم "


( رواه الترمذي و الحديث صحيح )



أين أنت مِن قول النبي – صلى الله عليه و سلم - :" إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان , تقول : اتق الله فينا , فإنّما نحن بك , فإنْ استقمت استقمنا , و إنْ اعوججت اعوججنا "


( رواه الترمذي و الحديث حسن )


و قوله – صلى الله عليه و سلم – لعقبة بن عامر – رضي الله عنه – عندما سأله عن النجاة ؟ قال :" أمسك عليك لسانك و ليسعُك بيتك و ابكِ على خطيئتك "


(رواه الترمذي و الحديث حسن )


أين أنت : يا مَن تُظهر الشماتة بإخوانك المسلمين مِن طلبة العلم , مِن تحذير النبي – صلى الله عليه و سلم - :
" لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله و يبتليك "


( رواه الترمذي و الحديث حسن )


ويلك آمن : يا مَن تظلم إخوانك مِن طلبة العلم و تكذب عليهم , مِن الوعيد الشديد لقوله – صلى الله عليه و سلم- :
" إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته "


( متفق عليه )


ألا نتقي الله جميعاً في أنفسنا و أزواجنا و أولادنا و ذريّاتنا و إخواننا و علمائنا و مشايخنا و من لهم حق علينا .


و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


كتبه

سمير المبحوح

27 / صفر / 1431 هـ
قمم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-10, 10:35 AM   #2
فتاة لديها هدف
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

جـزاكِ الله خيراً



توقيع فتاة لديها هدف

عُدنا بهمه
أشتقت اليكن ياغاليات
فتاة لديها هدف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-10, 01:42 PM   #3
إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم |
دورة ورش (3)
افتراضي

بارك الله فيك أخيه
وجزاك المولى عنا خير الجزاء



توقيع إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس
دعوة للتأمُّل .. وزيادة الإيمان ..
طريق النرويج عبر المحيط الأطلسي،، سبحان الله!

اذكروني بالخير }
واجعلوني في حلّ
إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-10, 03:56 PM   #4
أملي بالله
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 02-03-2009
المشاركات: 9
أملي بالله is on a distinguished road
افتراضي

اللهم اجعلنا ممن يحفظ لسانه عن الحرام
بارك الله فيك اخيتي
أملي بالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل الكتب للمبتدئين من طلاب العلم و عامة المسلمين أسماء حموا الطاهر علي مكتبة طالبة العلم المقروءة 0 25-01-14 10:48 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM


الساعة الآن 12:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .