العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-08, 08:32 AM   #1
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
Icon69 ثِياب الرّياء والزّور

ثِياب الرّياء والزّور

قاتَلَ الله الـتَّصَنُّع ما أسْرَع افْتِضَاحه
ما يَلْبَث أن يُهْتَك سِتْره
فكما تُظْهِر فَلَتات اللِّسَان مَخْبُوء الْجَنَان
كذلك يَغْلِب الطّبْعَ التَّطَبُّع
فَيَنْكَشِف رَقيق سِتْرِه
وتَبدُو حَقائق أمْرِه


فَثَوبُ الرياء رَقيق شفّاف يَشِفّ عما تحته !

يقول أبو ذؤيب :


ثَوْبُ الرِّياء يَشِفُّ عَّما تَحْتَهُ *** فإذا التَحَفْتَ بهِ فإنّك عَارِي

والهُوْنُ فِي ظِلِّ الهْوَيْنَا كَامِنٌ *** وَجَلالَةُ الأخْطارِ في الأخْطَارِ



والـتَّصَنُّع بِضاعةٌ جَاهِليّة !

كان الرجل في الجاهلية يَلبس ثوبين إذا كان رأسًا في الناس !
وكان أهل الـتَّصَنّع _ آنذاك _ يَتَزَيّنون بما ليس فيهم
فَيَتَصَنّع - أحدهم - بأكْمَامٍ إضافية ! فيبدو كأنه يَلبس ثوبين حتى يُحْسَب من أهل الشَّرف والسِّيادة !

أفٍّ لتلك الأنفس التي رَضيت من الشَّرَف بـ " أطْراف أكْمَام" !
والتي تَصَنّعت بالزُّور لِتُمْدَح بما ليست مِن أهله أو بما لم تنله ولن تنله !
نُفُوس مَريضة تَزَيّنَتْ بما شَانَهَا
إذ ليس السُّمُوّ إلى العَلياء مِن شِأنِهَا !
تَمَسَّكَتْ بأهْدَاب وتَبِعَتْ سَرَاب

فَكَانَتْ كأصَمِّ الكِلاب ! نَبَح لما رأى الكِلاب تَتَثَاءب !

وهذا الْمَرَض قد جاء دِيننا بِعلاجَه ..
جاء ذَمّ الْمُتَشَبِّع بما لَم يُعْطَ ..
وجاء النهي عن الـتَّشَبُّع بما ليس في الإنسان أو أن يكذب بأنّ " لَهُ .. وَعِنْدَه"

وشَبَّـه النبي صلى الله عليه وسلم فاعِل ذلك بـ " لابِس ثَوبي زُور " .

فَهو : مُتَصَنِّع - مُتَبَاهٍ - في نَفْسِه مُتَعَاظِم .

وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يَتَعاظَم الإنسان في نفسه ، أو يَختال في مِشْيَتِه ، فقال عليه الصلاة والسلام : مَن تَعَظَّمَ في نفسه أو اخْتَال في مِشْيَته لقي الله وهو عليه غضبان . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما .

قال الصنعاني : أي مَن عَظَّمَ نَفْسَه إما باعتقاد أنه يَستحق مِن التعظيم فوق ما يَستحقه غيره ممن لا يعلم استحقاقه الإهانة .
ويُحْتَمل هنا أن تَعَاظَم بمعنى تَعَظّم - مُشَدَّدَة - أي : اعتقد في نفسه أنه عَظيم . اهـ .

ومَتى تَعاظَم الإنسان في نفسه تَرَفَّع على غيره ، وهذه شُعْبَة مِن الْكِبْر .
إذ الْكِبْر يَدور على أمْرَين :
الأول : دَفْـع الْحَـقّ ورَدّه .
والثاني : ازدراء الناس واحتقارهم .

وهَذَان نَاتِجان عن تَعاظُم النفس ..

وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الكِبْر ؟ قال : سَفَه الْحَقّ ، وغَمْص الناس . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد .
وفي حديث ابن مسعود : الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس . رواه مسلم .


وفي رواية لأحمد : الكِبْر مَن سَفِهَ الْحَقّ وازْدَرى الناس . رواه الإمام أحمد
.
قال النووي : أما بَطَر الحق فهو دَفْعُه وإنكاره تَرَفُّعًا وتَجَبُّرًا .

وقال ابن الأثير : " وغمص الناس " أي احْتَقَرَهم ولم يَرَهم شيئا .

وقال السِّنْدي : " سَفَه الحقّ " أي يَرى الحقّ سَفَها وباطِلا ، فلا يَقْبَله ، ويَتَعَظّم عنه . اهـ.
وقد تَعَوّذ الصَّالِحُون مِن تَعَاظُم ذَواتهم في نُفوسهم

قال عتبة بن غزوان : أعُوذ بالله أن أكون في نَفْسِي عَظيما ، وعِند الله صَغيرا . رواه مسلم

فالـتَّعاظُم مِن طَبْعِ إبليس !

قال عليه الصلاة والسلام : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قُلْتَ تَعِس الشيطان تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي صَرَعْتُه ! وإذا قُلْتَ بِسم الله تَصَاغَر حتى يصير مثل الذباب . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى .

ويَكفي في قُبِح الـتَّعَاظُم أنه مِن طَبْع إبليس !
وأن إبليس أُخْرِج من الجنة بسبب ما عِنْدَه مِن الكِبْر
.

(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)

فاللهم إني أعُوذ بالله أن أكون في نَفْسِي عَظيما ، وعِندك صَغيرا .




المصدر شبكة مشكاة الإسلامية



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .