العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-08, 09:45 PM   #1
أم أمل
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 27-08-2008
المشاركات: 16
أم أمل is on a distinguished road
a مشروع 60 يوم إلى الحج ؟؟ الشيخ هانى حلمى

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أحبتي في الله ...
نلتقي من جديد مع هذا المشروع الإيماني ، نتزود من خلاله للقاء ربنا جل جلاله ، فبعد أن أمضينا مائة يوم إلى رمضان ، وأبحرنا مع سفينة رمضان ، نستنهض الهمم مرة أخرى لنوجد في الأمة معنى من معاني العبودية في غاية الأهمية ، إنه معنى " الاحتساب "
أحبتي في الله ..
(1) هل لم تحدث نفسك بالحج ؟؟ هل لا تطمع في أن تخرج من ذنوبك كلها كما ولدت بلا خطايا ؟
تأمل هذا الفضل العظيم : قال صلى الله عليه وسلم" من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " [ متفق عليه ].
(2) هل تريد أن تفوز الفوز العظيم ، وأن تنعم بالملك الكبير ، وتذوق لذة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مثلها ؟؟ بالتأكيد نعم
تأمل قوله صلى الله عليه وسلم : " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " [ متفق عليه ].
(3) هل لا تحب أن تعيش غنيًا ؟ .
فانظر – حفظك الله- لقوله صلى الله عليه وسلم " تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " [ رواه ابن ماجة وصححه الألباني ].
(4) هل تحب أن تكون خير خلق الله في الأرض وتتقرب إلى الله بأفضل الأعمال ؟
فتدبر جوابه صلى الله عليه وسلم لما سئل " أي الأعمال أفضل ؟ فقال " إيمان بالله ورسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال " الجهاد في سبيل الله . قيل ثم ماذا ؟ قال الحج المبرور "[ رواه النسائي وصححه الألباني ]
(5) وأنت – أختاه- ألا تحبين أن يكتب لك أجر الجهاد في سبيل الله تعالى وتنالي أعلى الدرجات عند رب الأرض والسماء ؟؟
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله ! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال " لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ، حج مبرور ثم لزوم الحصر ( أي القرار في البيوت ). قالت " فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ رواه البخاري ].
وقال صلى الله عليه وسلم : " جهاد الكبير والصغير والمرأة الحج والعمرة "[رواه النسائي وحسنه الألباني ]
(6) ألا تحب أن تتعبد مع كل الكائنات وأن تكون سببا في عبودية الكون لله تعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
(7) ألا تحب أن تعتق رقبتك من النار ، وأن تحط عنك الخطايا وتكتب لك الحسنات المضاعفات .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة "
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وقال " لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتبت له بها حسنة"
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مسحهما كفارة الخطايا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
(8) ألا تحب القرب من ربك ، والتنعم بنعيم المقربين ( روح وريحان وجنة نعيم )
: قال رسول الله " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول " ما أراد هؤلاء ؟ " [رواه مسلم ]
(9) ألا تحب أن تستجاب دعوتك
قال صلى الله عليه وسلم : "الحجاج والعمار وفد الله : الله أكبر كما قال رسول الله " الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم " [رواه البزار وحسنه الألباني ]

(10) هل يمكن أن ترتضي الحرمان؟
قال الله تعالى في الحديث القدسي " إن عبداً أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في معيشته ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ لمحروم " [رواه ابن حبان وصححه الألباني ]
أحبتي في الله ...
كان السلف يحرصون على الحج ، العلماء والخلفاء ، والقادة وغيرهم ، حتى إن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يغزو عاماً ويحج عاماً . وكان بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج ، ويقول " لئن سار القوم وقعدنا ، وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن " كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " ..
لكن هنا مشكلة ضخمة ، المسلمون مليار ونصف ، والذي يحج قراابة الخمسة أو حتى قل السبعة ملايين ، فماذا يصنع هؤلاء الملايين في موسم الحج ؟؟ هل حرموا ؟ كيف يحرمون هذا كله !!!
هل ليس لهم مخرج إذا ضاقت عليهم السبل ، ولم يجدوا زادا ولا راحلة ، لاسيما مع ارتفاع أسعار الحج ؟؟
لا بل لهم مخرج ، وهذا ما سنجتمع عليه طوال هذه المدة ، (60 يوم إلى الحج ) ، فتابعوا هذا المشروع ، الجميع ( من سيحج ومن لن يستطيع ) سنحج بإذن الله تعالى كلنا هذا العام بقلوبنا قبل أجسادنا ، وسنجتمع على معاني إيمانية مفتقدة . فاشتركوا معنا ( وفد الله ) وانشروا هذا المشروع في الأمة كلها ، وليبلغ الشاهد منكم الغائب لنجيش الأمة لتحقيق معاني العبودية التي من أجلها خلقوا .
فانتظرونا غدًا مع معالم الطريق ، اللهم اجمعنا في رفقة خير النبيين في الجنة .
لا تنسوا الدعاء بأن يتقبل منا رمضان إنه هو السميع العليم وأن يتوب علينا مما قد اقترفت أيدينا إنه هو التواب الرحيم .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
أم أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-08, 10:16 PM   #2
أم أمل
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 27-08-2008
المشاركات: 16
أم أمل is on a distinguished road
افتراضي

مشروع 60 يوم إلى الحج :
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أحبتي في الله ...
سنمضي بإذن الله تعالى كل يوم مع معنى من معاني العبودية التي احتوتها أسرار عبادة الحج ،
سنحيي مقامات التعبد من ( الذل والانكسار ) و(التوبة والإنابة ) و ( الخضوع والخشوع ) و( الاستكانة والإخبات ) ونحو ذلك .
ستقول : وهل كل المسلمين قادرون على مثل ذلك ؟ أقول: نعم ، الأمر يسير ، لكن يحتاج إلى دربة ومعايشة ، واستشعار ، واهتمام .
فأريد أن تعيش الأمة في خيالها من الآن المناسك ، فتتعلم ( إحرام القلب ) و( طوافه ) حول العرش ، ( وسعيه ) سعي الآخرة ، وطلبه ( المنى ) برضا ربه عنه ، وتعرفه في ( عرفات ) المعرفة على أسماء ربه وصفاته ، وتقربه في ( مزدلفة ) واستشعار لذة القرب ، و( إفاضته ) بفيوض الرحمة ، ( وحلقه ) الدنيا من قلبه ، و( ذبحه ) طمعه بسكين اليأس وقصر الأمل .
تعالوا لأمثلة عملية ، وتطبيقات واقعية .
ابدأ كالعادة بالإحماء قبل دخول السباق ، أعمل قوتك ، واستنهض همتك الفاترة بعد رمضان ، فتنشط ، وهذا يكون كالتالي :
(1)استشعار الخطر . فقد يحبط العمل دون أن تدريقال تعالى : " أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون "
(2)الخوف من النفاق . قال تعالى : " فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه " فهل ستنقض عهدك مع الله الذي كان في رمضان ؟
(3)لا ترضَ بالخسران . قال تعالى : " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
(4)الخوف من التمحيص : قال تعالى : " لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " تُرى من أي الفريقين أنت ؟ من الطيب أم الخبيث ، تحسس قلبك ، واسعَ في تطهيره .
عدة المشروع ( زاد وفد الله )
(1)أكثر من الاستغفار.
(2)لا يقل وردك القرآني عن جزء قراءة.
(3)لا يقل ورد القيام عن مائة آية .
(4)لا تنس صيام الأيام البيض ، وست من شوال .
(5)لابد لك في اليوم والليلة من نصف ساعة دعاء وتضرع .
(6)حافظ بشدة على أذكار الصباح والمساء والنوم .
(7)تصدق بصدقة ولو أسبوعية .
(8)تعلم أسبوعيًا اسمًا من أسماء الله تعالى .
(9)تعلم خلقًا وجاهد في تطبيقه فهو أثقل الأعمال في الميزان .
(10)جدد توبتك وابك على خطيئتك ليكسر قلبك له .
إخوتاه ...
من أنصاري إلى الله ؟؟ في مشروعنا هذا ، هلموا إلى ربكم ، دعاهم فأجابوه ، قال تعالى : " اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِير "
ما أخبار النشر ؟؟ تابعوا المشروع يوميًا ، وتزودوا به إيمانيًا ، وخير الزاد التقوى ، فاتقوا الله ولا تخزونِ في مشروعنا هذا ، وشمروا وسابقوا وسارعوا لتنالوا قصب السبق بالقرب من ربكم . والله من وراء القصد
أم أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-08, 11:47 PM   #3
انا السلفيه
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-05-2008
المشاركات: 34
انا السلفيه is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ الله خيرا

تابعى بارك الله فيكِ
انا السلفيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-08, 12:00 AM   #4
آمال محمد سليمان
|الحياة العيش مع القرآن|
افتراضي

جزاكى الله خيرا أختى على لموضوع يسعدنى ان اكون اول المشاركات متابعة معك بإذن الرحمن
واسال الله أن يبلغنا حج البيت واعتماره عااااااااااجلا غير آجل



توقيع آمال محمد سليمان
اللهم اجعلني من أهل القرآن الذين يرتقون بالقرآن
آمال محمد سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-08, 07:56 PM   #5
أم أمل
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 27-08-2008
المشاركات: 16
أم أمل is on a distinguished road
w مشروع 60 يوم حتى الحج ـــ (3 ) أشتاق الى الله

أشتاق إلى الله
بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد
نسى ربه كثيرا ، وبارز بالمعاصي طويلا ، وعاند وكابر من به بصيرا ، إلى أن ذهب إلى هناك ، ووقع بصره على البيت ، فدبت فيه الحياة ، ووقف بعرفة فدعا ربه ورجاه ، وذبح الهدي فذبح معه هواه ، ورمى الشيطان بالجمرات فقصم ظهره وأخزاه ، فعاد أخيرا يبكي من الفرح إلى رحاب مولاه .
استثر الشوق إلى الله ، فإنه الدافع لتتعجل إليه لترضيه ، فعش اليوم هذه العبودية ( عبودية الشوق ) عساك تبلغ بقلبك ما لا تستطيعه ببدنك .
تخيل أنك ستزور رب البيت لا البيت ، وتطلب القرب من الغفَّار لا من الأحجار ، وتخيل مدى الحرمان إذا كنت ممن لا يفدون إليه .
قال الله في الحديث القدسي " إنَّ عبدًا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم " [ رواه ابن حبان وصححه الألباني ] نعم لا يفد إليَّ فالحاج يرتحل إلى الله تعالى .
وأنت حين تزوره في بيته لا تراه ، فقم قيام موسى عليه السلام وقلبه يضطرب شوقاً : " رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ " [ الأعراف :143 ]
واعلم أنك ستراه بإذن الله حين يكشف الحجاب . قال صلى الله عليه وسلم " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة و تنجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " [ رواه مسلم ]
أما تشتاق إلى بيت ربك الذي جعل " مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا " [ البقرة : 125 ]
حج سفيان بن عيينة ثمانين حجة ، وكان من شدة شوقه يناجي ربه فيقول كل مرة : اللهم لا تجعله آخر العهد بك ، حتى كان العام الذي توفي فيه ، لم يقلها فسألوه فقال : قد استحييت من ربي .
وخرجت أم أيمن زوجة أبي علي الروذباري من مصر وقت خروج الحجيج ، ورأت مواكبهم فصرخت : واضعفاه ...واعجزاه .. واحسرتاه ، ثم زاد بكاؤها وعلا نحيبها أكثر وأكثر : وهي تقول : هذه حسرة من انقطع عن البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن رب البيت ؟
كان بعضهم إلى رأى الحجيج ضج في البكاء قائلا : لو كنت أصلح لهذه المنزلة لكنت في الصُحبة ( اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك ) .
استنهض الشوق :
(1) بسماع أذان الخليل : " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق " [ الحج :27 ]
(2) باستحضار موقف الرؤية يوم القيامة وعدم احتمال الحرمان هنالك ، كفى أننا محرومون منه في الدنيا فهل تطيق بعاد " لن تراني " وعقاب " كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ " .
(3) أكثر من ذكره تعالى ، وألح على ربك بالحبيبتين
" سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " لتغرس الحب والشوق في قلبك .
(4) نريد أن تختم ختمة من الآن وقبيل انتهاء شهر شوال بنية تعميق الحب في قلبك ، قال صلى الله عليه وسلم :" من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف " [ الصحيحة :2342]
انشر تؤجر ، واعمل تنعم ، وشارك يزدد رصيد الإيمان ، اللهم قد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر .
أم أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-08, 07:51 PM   #6
أم أمل
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 27-08-2008
المشاركات: 16
أم أمل is on a distinguished road
n2 مشروع 60 يوم قبل الحج ( 4 أفئدة تهوي )

(4) أفئدة تهوي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ..أحبتي في الله ..
استمعوا معي إلى دعوات سيدنا إبراهيم الخليل ، وهو يناجي ربه الجليل فيقول : : " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ "
هل لمحت شيئا ؟؟ قال : " فاجعل أفئدة " إنها رحلة بالقلوب لا بالأبدان ، رحلة قلوب مشتاقة وأرواح منقادة تنجذب لبيت المحبوب .
قال ابن الجوزي في " صيد الخاطر " : " واعلم أنَّ الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه ليست مما يقطع بالأقدام، وإنما يقطع بالقلوب "

قال الإمام ابن الجوزي في كتابه ' نقد العلم والعلماء ، : قد يسقط الإنسان الفرض بالحج مرة ثم يعود لا عن رضا الوالدين وهذا خطأ . وربما حج وعليه ديون أو مظالم ، وربما خرج للنزهة ، وربما حج بمال فيه شبهة ، ومنهم من يحب أن يتلقى ويقال له : الحاج ، وجمهورهم يضيع في الطريق فرائض من الطهارة والصلاة ، ويجتمعون حول الكعبة بقلوب دنسة وبواطن غير نقية ، وإبليس يريهم صورة الحج فيغرهم ، وإنما المراد من الحج القرب بالقلوب لا بالأبدان وإنما يكون ذلك مع القيام بالتقوى ، وكم من قاصد إلى مكة همته عدد حجاته فيقول : لي عشرون وقفة ، وكم من مجاور قد طال مكثه ولم يشرع في تنقية باطنه "

هل فهمتم لماذا سنحج جميعا هذا العام إن شاء الله تعالى ؟؟؟ لأن القصد بالقلب لا بالبدن ، فكم من حاج مردود ، وكم من معذور نال الأجر بنيته . قال صلى الله عليه وسلم : " إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم العذر " [ رواه البخاري ]

فيا أيها الحاج ويا أيها المعذور كيف سيقبل قلبك على ربك ؟

لا ريب عليك بالتوبة ليطهر هذا القلب ، فاستغفر كثيرا ، وجدد توبتك ، واسأل الله تعالى أن يسلل سخائم صدرك ، ويغسل حوبتك ، واستشعر عظم الأجر لو وقفت ، فالتوبة أسمى المقامات .
قال تعالى : " لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيم " [ التوبة : 117 ]

قال ابن القيم في " زاد المعاد ": " هذا من أَعظَم ما يُعَرِّفُ العبد قدرَ التوبة وفضلَها عند الله، وأنها غاية كمال المؤمن، فإنَّه سبحانه أعطاهم هذا الكمال بعد آخر الغزواتِ بعد أن قَضَوْا نحبَهم، وبذلوا نفوسهم، وأموالهم، وديارهم لله، وكان غايةَ أمرهم أن تاب عليهم، ولهذا جعل النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ توبةِ كعب خيرَ يوم مَرَّ عليه منذ ولدته أُمه "

وتفكر في معنى " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود " [ الحج : 26 ] البيت مطهر ، ولا يدخله إلا طاهر مطهر ، " إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " [الأنفال : 34 ]
الواجب العملي :
(1) اجلس مع نفسك ، من رمضان إلى الآن هل استكشفت عيبك ؟ اكتب في ورقة عيبا أو عيبين ، وأعمل جهدك خلال هذا الشهر أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة في التخلص من هذه الآفات ، هذا من ثرثرة لسانه ، وهذا من التفاته عن ربه ، وهذا من الكبر ، وهذا من العُجب ، وذاك من الرياء وحب المحمدة ، اخلص لتتخلص . ( وهذا سأساعدك فيها كل يوم بذكر عيب من العيوب وكيفية مداوته من خلال سلسلة تعد لأجل ذلك على هامش هذا المشروع بإذن الله فأعني بدعائك واستغفارك وعملك ) " فأعينوني بقوة "

(2) زد من ورد استغفارك خلال هذه الفترة لتتطهر .

(3) تذكر ذنبا لو لقيت الله به غير مغفور هلكت ، هل تذكره ؟؟؟ نعم هو ذاك الذي يدمي قلبك ، هو ذاك الذي يدمع عينك ، هذا الذنب روض به نفسك لتجدد توبتك .
أحبتي ..

استعدوا فقد حان وقت إقلاع القلوب لعلام الغيوب ، وسنبدأ الرحلة من ( إحرام قلب ) فتدبروا ما فات ، وأعدوا العدة لما هو آت ، وتفكروا ماذا ستحرمونه على قلوبكم من الآن .اللهم لا تحرمنا زيارة بيتك الحرام ، وارزقنا الحج هذا العام ، وإلا فقد حبسنا العذر فلا تحرمنا الأجر .
أم أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[بحث] فوائد من فقه الصيام لبنى أحمد فقه الصيام 12 11-12-13 02:23 AM


الساعة الآن 07:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .