العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-08, 11:02 PM   #1
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
Icon188 من تجنب التعالم فهو سالم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بســــــــــم الله الرحمــــــن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من تجنب التعالم فهو سالم




بدر بن علي بن طامي العتيبي


ــــــــــــــــــــــــ

قال الله - تعالى -: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون َ) (الأعراف: 33)




وقال - تعالى -: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا) (الإسراء: 36)

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).


ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور).


إن من شر الأسقام، وأقبح صفات الأنام،


وخاصة طالب العلم: التعالم!


، في مظهره، ولسان حاله ومقاله!، ولا يُشك أن مبدأ (التعالم) وإدعاء


العلم لمن لا يعلم ممقوت عند كل عاقل، وهذا لا خلاف فيه، كما لا يخفى.


ولكن الأمر الأدق: صور هذا التعالم!، فإنه صفة نفسية تحمل صاحبها


على تجشم ما ليس كفوا له، وتقمص شخصية من هم أجل منه،

والتكلم بلسانهم حالاً ومقالاً.


فإن زاد على ذلك تمجيد الذات، ومدح القدرات، ودعوى العلم


والتحقيق كان أوضح بيانٍ لهذه الصفة الدنية.



وروي عن علي بن أبي المديني أنه قال:

(إذا رأيت الحدث يتعالم فاختم على قفاه: لا يفلح).



وما قاله عين الصواب والعقل والواقع!،

وذلك لأن من ادعى بلوغ

منزلة العلماء، وتمام العلم، فقد قال لنفسه - الخائبة -: استريحي فقد

بلغتِ المنزلة!، لأنه يعتقد أنه قد حوى العلم كله!، وكمل!!، وليس بعد


الكمال إلاّ النقصان، فيسري إلى (علمه القليل) النقص، فماذا يبقى


عنده بعد.



وقد شوهد الكثير من أمثال هذا الصنف ما إن يلازم حلقات العلم السنة

والسنتين، ثم يتصدر للتدريس، إلاّ ويكف عن مجالس مشايخه، وعن

مجالس العلماء عموماً، بل يستشرف للناس ويدعوهم إلى حضور

مجلسه في وقت مجلس شيخه؟!،

بل ربما عرّض برأي شيخه وانتقده علانية واستنقص علمه!!،


فما تبرح الأيام والليالي إلاّ وتحل عليه

(معرة العقوق) و (آفة المتكبرين) حيث يقصمهم الله - تعالى -، ويهون


على الناس، ويُنسى علمه، ويصبح من الهمج الرعاع.



وإن من صور التعالم - وهي كثير -:



[1] دعوى أنه لم يسبق إلى إيضاح هذه المسألة أحدٌ قبله!.




[2] ومنها: التكلم بـ (نا) الفاعلين، بـ (كنا) و (رأينا) و (ذهبنا) و

(زارنا)، ويزداد القبح إذا كان التعبير في مسائل الاجتهاد - مقام

العلماء - بقوله: مذهبنا، واختيارنا، وترجيحنا، وعندنا!!!.



[3] ومن صوره: لوك اللسان على غير عبارته محاكاة لبعض أهل

العلم في طرحه للفتوى!، فتجد من يقلد جماعة من أكابر العلماء في

أصواتهم، بل في بعض الحركات العادية والجبلية من هز الرأس،

وخفضه ورفعه، وتحريك اليد ونحوها.



[4] ومن صوره: الحرص على الإخبار بسابق بحوثه وتقريراته في


محضر شيخه، بل ومنهم من يصدم قول الشيخ إذا منحه بالفائدة

فيقول: هذا معروف، أو قد قرأته قبل ذلك في الكتاب الفلاني!!، وكان


من الأدب أن يظهر للشيخ فرحه بالفائدة، وجلالتها، والدعاء له.



[5] ومن صور التعالم: تنصيب الشخص نفسه للكلام في معضلات


الأمور، ومحدثات النوازل، وقد وقاه الله حرارة الفتيا، والظهور للأمة


بالتحليل والتحريم، فتجد اليوم (أنصاف المتعلمين) يتجادلون في


(موطن نزهتهم) أو بجانب (ملعب كرتهم!!! ) عن مسألة: كفر


المعين، والعذر بالجهل، ومولاة الكفار، والحكم بغير ما أنزل الله،

وحل الإسقاط، وإباحة التأمين، وطلاق الثلاث، وسباق الرهان، بل


ربما تباهلوا على ما يقولون!!.


وهم لم يعرفوا ما أوجب الله من أصول التوحيد، وفروض الدين،


وآداب المسلم مع نفسه و والديه وإخوانه ومشايخه وسائر المسلمين!.




[6] ومن صور التعالم: لف الفتيا، والهروب من: لا أدري؟!، وهذه


بلية قد ذكر صوراً منها ابن الجوزي في " تلبيس إبليس ".



فعندما يأتيه العامي الجاهل، ويسأل عن مسألةٍ يجهل هذا المفتي


جوابها!، تتعاظم نفسه أن يقول بصوت المعتذر الخجول: والله لا


أدري، لعلي أراجع لك ونحو هذا.



وإنما يجيبه عن مسألة أخرى شبيهة أو قريبة لمسألته، ويكل الفهم إلى


هذا المستفتي - الجاهل - فيدبر ويظن بأنه أفتاه؟!.



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل

التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 13-05-09 الساعة 01:30 AM
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما معنى لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر أم اليمان روضة السنة وعلومها 4 12-01-08 01:29 PM


الساعة الآن 11:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .