العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-07, 09:21 PM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي (( توجيهات عامة )) .. درس المقدمة .. "مفرغ "

....بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,

أخواتي الكريمات طالبات العلم الشرعي .....حياكن الله

هذه مقدمة دروس الشيخ/ سليمان اللهيميد ...وفقه الله

والتي تفضل بإلقائها يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ...الموافق 20 / 12 / 1427 هـــ 9/ 1/ 2007
وسوف يكون هذا الدرس ضمن الاختبارات فيما بعد ..... لذلك لزم التبيه أخواتي الكريمات,



نص الدرس :
ـــــــــــــــــــــ





.. بسم الله الرحمن الرحيم ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ..,
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ...



(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيما ))


أما بعد ...أيها الجمع المبارك :
فمقدمة لدرس الأصول الثلاثة .....


فإنه يسرني في هذه الليلة أن أذكر نفسي والجميع ببعض الأمور وبعض التنبيهات التي أسال الله عز وجل أن تكون نافعة مفيدة خالصة لوجه الله تبارك وتعالى وأن يكون هذا الاجتماع اجتماعاً مباركاً نافعاً وأن يرزقنا الله الإخلاص في العلم والعمل ...

وأول هذه التنبيهات التي أذكر بها نفسي وأذكر من يسمعني :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولاً :
ـــــــ


مادمنا في بداية طلب العلم وفي بداية شرح كتاب من كتب أهل العلم ينبغي على الإنسان أن يعرف فضل العلم وأن يعرف ما هو فيه وأنه في عبادة جليلة عظيمة . نعم .. إن الإنسان لا يمكن أن يستمر في عبادة أو في طاعة من الطاعات إلا إذا عرف قيمتها وفضلها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليها وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم . وما تساهل من تساهل في العلم الشرعي إلا لأنهم لم يعرفوا قيمته ولم يعرفوا قدره .

إن النصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال السلف في فضل العلم وفي شرفه وأنه من أفضل العبادات وأجل القربات إذا أخلص الإنسان لله تبارك وتعالى . لأن في العلم جهاد ضد الأعداء , فيه نشر السنن , فيه الرد على أهل البدع والضلال , فيه نشر العقيدة الصحيحة الصافية .

ولذلك ذهب جمع من أهل العلم إلى أن أفضل التطوعات هو طلب العلم الشرعي . إذاً لا بد في بداية الطريق وفي بداية الطلب أن يعرف الإنسان فضل العلم :

يقول الله تبارك وتعالى : (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط )) هذه الآية أيها الإخوة أيها الجمع ..من أعظم الأدلة على فضل العلم

يقول القرطبي رحمه الله : " هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء فإنه لو كان أحدً أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء "
ويقول ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذه الآية في كتابه الماتع " مفتاح دار السعادة " :" وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه :

أحدها : استشهادهم دون غيرهم من البشر .
والثاني : اقتران شهادتهم بشهادته .
والثالث : اقترانها بشهادة الملائكة .
والرابع : أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم، فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول .

نعم إنها آيه جليلة عظيمة تدل على فضل العلم وفضل أهله( وأولوا العلم قائماً بالقسط ) ولم يقل أصحاب المُلك , ولم يقل أصحاب الأموال ,ولم يقل أصحاب الرئاسات , ولم يقل أصحاب الجاه , ولم يقل أصحاب البنين , بل قال" وأولوا العلم قائماً بالقسط " .

فأين المشمرون وأين العاملون وأين الذين يريدون الدرجات العالية ؟

أين الذين يريدون الفضائل العظيمة حينما يستمعون لهذه الآية فإنها تقودهم إلى الاستمرار ومعرفة شرف العلم والاستمرار فيه وأن الإنسان الذي في مجالس العلم ويطلب العلم في عبادة هي من أعظم العبادات .

ويقول الله تبارك وتعالى : { وقل رب زدني علما }

هذه الآية أيها الإخوة نبه العلماء وذكر العلماء في كتبهم على أنها من أعظم الأدلة على فضل العلم يقول القرطبي " فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه أن يسأله المزيد منه كما أمره أن يستزيده من العلم " ا.هــ

فلم يقل قل يا محمد رب زدني مالاً , أو رب زدني جاهًا , أو رب زدني مُلكاً , أو رب زدني أولادًا . بل "وقل رب زدني علماً" .
ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة " وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه "

ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري عند شرح هذه الآية " واضح الدلالة في فضل العلم لأن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم "

والأحاديث كثيرة في فضل العلم من أشهرها ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة "

من سلك طريقاً معنوياً أو حسياً .....حسياً : بالذهاب إلى حلقات العلماء بالرحلة في البلدان بطلب العلم والحديث .
ومعنوياً : بشراء الكتب وقراءتها .

وجاء في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: , قال صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) .
فهذا الحديث منطوقه : أن من أراد الله به خيراً فقهه في دينه ومن لم يرد الله به خيراً لم يفقهه فى دينه .

يقول الحافظ ابن حجر : " ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه فى الدين فقد حُرم الخير " .
وأيضاً جاء فى الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ".

قال الخطابي في معنى وضع أجنحتها اقوال : " أنه بسط الأجنحة , وقيل أنه بمعنى التواضع تعظيماً لطالب العلم , وقيل أن المراد به النزول عند مجالس العلم وترك الطيران " .

وأما أقوال السلف فهي كثيرة من اشهرها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قول علي : " كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نُسب إليه , وكفى بالجهل ذماً أن يتبرأ منه من هو فيه ".
وقال الشافعي : " ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم " وقال : " طلب العلم أفضل من صلاة النافلة "
وقال بعض العلماء : " من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء " .
وقال الإمام الزهري : " ما عُبد الله بمثل الفقه " وقال الثوري : " ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صلحت النية " .

إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي تدل على فضل العلم والتي إن شاء الله سنذكرها ونعلق عليها حينما نمر عليها في المتن .

إذن.....لكي يستمر الانسان في طلب العلم لابد أن يعرف شرف هذا العلم فإن ذلك من أسباب نشاطه وعلو همته وهذا فى جميع العبادات والطاعات .
فمثلاً : إذا أراد الإنسان أن يواظب على صلاة الضحى مثلاً أو يحث غيره -مع أن الكثير يعرفون أنها سنة وأنها عبادة- فعليه أن يذكر لهم فضلها وما ورد فيها من الأجر فإن ذلك ينشط النفس , معرفة الأجر تنشط النفس وتنشط العزيمة فمثلاً يذكر لهم قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحافظ عليها إلا أواب " ومثلا يذكر لهم أن صلاة الضحى تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة "إلى أن قال :"ويجزي من ذلك كله ركعتان تركعهما من الضحى"

فحينما يعلم أنها صلاة الأوابين فإنه ينشط لذلك .

وكذلك قيام الليل مثلا فإن الناس يعرفون أنها عبادة جليلة لكن من أراد أن يواظب عليها أو أن يحث غيره أن يذكر ما ورد فيها من الفضائل حتى يكون كل ذلك منشطاً له ومحفزاً .

يذكر مثلاً قول الله عز وجل : { إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين }

ويذكر : { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون } أيضاً من صفات المؤمنين
:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا }


أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر " نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل " قال سالم " فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا "

والدليل على أن معرفة الأجر تنشط :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المنافقين : ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ) .
فقال( لو يعلمون ما فيهما ) فهم (أهل النفاق ) لا يعلمون حقيقةً فضلهما لأنهم لا يؤمنون بوعد الله وليس عندهم يقين بوعد الله وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك يتخلفون عن صلاة الفجر والعشاء .....لماذا ؟

لأنهم لا يعرفون حقيقةً فضلها لو علموا لواظبوا عليها لكن نظراً لقلة دينهم وقلة يقينهم لا يعرفون فلا يواظبون .

وتأتي أهمية العلم خاصة أيها الجمع المبارك في هذا الزمان :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الذي كثرت فيه الفتن وتنوعت وعمت وهجمت على الناس ..نعم .. لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم بقدوم الفتن وكثرتها . في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن , كثرت فيه الفرق , كثرت فيه الاختلافات , تصدر للفتوى من ليس أهلاً للفتوى , تصدر من ليس أهلاً للصدارة أصبحت الشبهات تبث بالقنوات وعبر الشبكات وتبث على الناس , فمن لم يتسلح بسلاح العلم فإنه قد لا يستطيع أن يثبت مع كثرة الفتن وقوتها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ) وقال : ( ستكون فتن ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( يرقق بعضها بعضاً ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر)
يشبهها بالمطر نظراً لكثرتها وانتشارها .

إذن..... العلم ضروري وبالذات في هذا الزمان فإن الصحوة الإسلامية لا بد لها من علم شرعي . لماذا ؟
لأن الذي لا يتحصن بالعلم الشرعي يكون عرضة للشبهات , يكون عرضة للضلالات , يكون عرضة للشهوات ,يكون عرضة للانحرافات .

إن الصحوة تكالب عليها الأعداء تشكيكاً وبثا للشبهات فلابد من علم لصد هذه الشبهات وهذا العداء . فلذلك كان العلم من أهم الأمور وللأسف في هذا الزمان نرى كثيراً من شباب الصحوة , نرى رجالاً ونساءً , لكن لا نرى إلا القليل من يتجه إلى العلماء ويجلس بالركب عند العلماء ليطلب العلم ويتعلم من الله تبارك وتعالى .

هذا الأمر الأول الذي أحببت أن أنبه عليه .

....يتبع ....
أم أســامة غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-07, 09:30 PM   #2
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

الأمر الثاني :
ــــــــــــــــــ


أن الإنسان الذي يتعلم ويتربى في سيره إلى الله في أي عبادة كطلب العلم الذي نحن في مجاله , ينبغي أن يعرف أن العبادة لا تثمر إلا إذا استمر فيها وثبت ... نعم .. فكم من إنسان بدأ في عمل وتركه ، كم من إنسان بدأ في طاعة وتركها , كم من إنسان بدأ بمشروع دعوي أو عبادي او علمي وتركه .
لذلك على المسلم والمسلمة أن يعرف أن من أسباب الثبات ومن أسباب التوفيق ومن أسباب ترويض القلب على الطاعة أن يجاهد نفسه على الاستمرار في الطلب وحضورمجالس العلم ولو كان شيئا قليلا .

المداومة على العمل الصحيح من أفضل العبادات وأجل القربات وهي من أعظم علامات التوفيق والنجاح .

لماذا الاستمرار على العمل الصالح سبب للتوفيق والنجاح ؟

اسمع : جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) . إذن.. العمل المداوم عليه فيه البركة وفيه الخير ...لماذا ؟

لأنه عملٌ يحبه الله تبارك وتعالى وعملٌ يحبه الله ماذا تتوقع أن تكون النتيجة ..لاشك أن النتيجة ستكون مباركة موفقة ولذلك قال النووي رحمه الله مبيناً لماذا أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل قال :" لأنه بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة " .

فالعمل المداوم لو كان قليل يطرح في هذا العمل البركة . ويطرح فيه التأثير وينتج عنه الخيرات والبركات .

1/ إن العمل المداوم عليه فيه دوام اتصال القلب بخالقه . فيعطيه قوة وثباتاً ونشاطاً .
2/ إن العمل الصالح المداوم عليه فيه تعهد النفس عن الغفلة وترويضها على لزوم الخيرات حتى تسهل عليها . وكما قيل النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
3/ إن العمل الصالح المداوم عليه فيه طهارة القلب من النفاق لأن المنافق تثقل عليه العبادة . كما قال الله تعالى : { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) .

إذن... العمل إذا داوم عليه الإنسان كدرس يحضره ويداوم عليه سنة وسنتين فإنه بإذن الله يكون ذلك سبباً في طهارته من النفاق لأن المنافق لا يستمر على العبادة , لذلك جاء في الحديث الذي صححه بعضهم " من حافظ أربعين ليلة على تكبيرة الإحرام كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " .

إذن ... ينبغي أن نربي أنفسنا دائماً وأبداً أيها الأخوة ...أوصيكم من هذا المكان وأوصي الجميع أن نربي أنفسنا على العبادة , أن نستمر وأن نجاهد أنفسنا على المواظبة وإلا فالكثير طلب العلم وانقطع , الكثير بدأ بمشروع وانقطع ليس له تأثير في الواقع .
التأثير على الإنسان إذا استمر في عبادة سنوات وسنوات واسألوا من جرب ذلك تجدون الجواب .

فأيهم أفضل إنسان يصلي ليلة ويترك ليلة يصلي مرة أربع ركعات ومرة لا يصلي ومرة يصلي ست ركعات ومرة لا يصلي .....أو إنسان يصلي ركعتين في الليل ومواظب عليهما ولا ينقطع ..؟

بلا شك الثاني أفضل ....لماذا ؟ .... لأنه عملُ يسير ...نعم ...لكنه مستمر وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل لأن المراد هو استمرار العباده والمراد استمرار الطاعة .

مثال آخر :
ــــــــــــــــ


إنسان مثلاً يصلي الضحى مرة عشرة ركعات ومرة ركعتين ومرة ينقطع ومرة ست ركعات ومرة ينقطع ...أو ...شخص مواظب على صلاة الضحى على ركعتين أو أربع ..
بلا شك الثاني المداوم والمستمر أفضل لأنه كما قلت باستمرار العمل ولو كان قليلاً استمراراً للطاعة , استمراراً للعبادة , استمراراً للصلة مع الله تبارك وتعالى .

نعم ... كم رأينا من إنسان أيها الأخوة بدأ بطلب العلم العلم وأنقطع ..كم رأينا من إنسان بدأ في حفظ القرآن وانقطع ..هذا الشخص الذي انقطع عن حفظ القرآن لو صار يحفظ كل يومين ثلاث آيات واستمر على ذلك لكان في ذلك خيرٌ كثير ونفعٌُ عظيم واستمر على حفظ القرآن الكريم ، لكن من لم يستمر وأثقل على نفسه ينقطع مرة واحدة .... كم رأينا من إنسان بدأ بمشرع دعوي وانقطع ...السبب أنه أكثر على نفسه ولو اقتصر على القليل مع الاستمرار لكان فيه خير عظيم .

أيضاً أيها الأخوة إن المداومه على العمل الصالح هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وبلاشك أن خير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم " وإن تطيعوه تهتدوا " فالإنسان يطلب العلم على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليبشر بكل خير ..سيوفق بإذن الله تعالى لكل خير وللعلم النافع .
عن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعه " وفي رواية " كان إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها " وعن مسروق قال " سألت عائشة أي العمل أحب إلى رسول الله ؟ قالت الدائم " .

ويكفي أيها الأخوة حتى لا أطيل في هذه النقطة ..يكفي في فضل المداومة على العمل الصالح أنه سبب لمحبة الله كما في الحديث .أبي هريرة المعروف قال النبي صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى " وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته , كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "

فهذا الحديث من المعلوم أن الإنسان لا يمكن أن يدخل تحت هذا الحديث حتى يستمر في العمل ويواظب عليه فلو أنه عمله مرة واحدة وتركه لا يدخل تحت هذا الحديث وهذا أمرٌ معلوم ،إذن .... من استمر في عبادة فليبشر أن ذلك من أسباب محبة الله تبارك وتعالى .

وثبت عن عائشة أنها كانت تصلي الضحى ثمان ركعات وتقول لو نشرني أبواى ما تركتهما . والنبي صلى الله عليه وسلم لما علم علي وفاطمة الدعاء قبل النوم أن يسبحا ثلاثا وثلاثين مرة ويحمدا ثلاثا وثلاثين مرة ويكبرا أربعا وثلاثين مرة وقال لهما ذلك خير لكما من خادم ...ماذا قال علي ؟ ... ماتركتها بعدُ .. فقال له رجل ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين .
ليلة صفين تلك الليلة العظيمة وكانت حرب بين علي ومن معه ومعاوية ومن معه ومع ذلك علي رضي الله عنه ما تركه مواظبة على العمل الصالح ..

إن لله عباداً فطنا ..... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا .....أنها ليست لحي وطنــا
جعلوها لجة واتخذوا .....صالح الأعمال فيها سفنـــا



فواظب عليها علي رضي الله عنه حتى في تلك الليلة العظيمة التي كانت فيها مقتلة عظيمة بين الفريقين .


....يتبع ....

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 14-01-07 الساعة 08:19 PM
أم أســامة غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-07, 10:34 PM   #3
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

الأمر الثالث :
ـــــــــــــــــــ


الذي أحب أن أنبه عليه على وجه السرعة أن يهتم الإنسان ,الطالب والطالبة في بداية طلب العلم :

أن يهتم بإصلاح قلبه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ينبغي أن يراقب قلبه وأن يطهر قلبه من الغل والحسد ومن كل شيء مضر بالقلب ومن ذلك التعلق بالدنيا , لأنه إذا صلح القلب صلح سائر الجسد وإذا فسد القلب فسد سائر الجسد كما في حديث النعمان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد كله وإذا فسدت فسد سائر الجسد كله ألا وهي القلب " .

{ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك "
إن الإنسان الذي يطلب العلم ينبغي أن يكون قلبه طاهراً أبيض كاللبن بل أبيض من اللبن لا يحقد على أحد ولا يحسد أحدا ولا يبغي على أحد , يفرح بإخوانه ويكون قلبه سليماً صافياً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " لا تحاسدوا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " هل أدلكم على أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان " قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب . قال : الذي لا غل ولا حسد ولا بغي فيه "

المقصود من الطالب أن يهتم بهذه النقطة . كثير من الناس يهتمون بالظاهر دون الباطن فوقع فيهم من الرياء وحب الرئاسة والشهرة الخفية وغيرها الكثير و الكثير ...

الإنسان في بداية طلب العلم ينبغي أن يراقب قلبه دائماً وأبداً ولا يتركه إنما يحاسبه دائماً وأبداً هل هذا العمل لله أو لغير الله هل هذا القلب يحسد أو يغل أو لا ..


....يتبع ....

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 14-01-07 الساعة 08:26 PM
أم أســامة غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-07, 10:50 PM   #4
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

الأمر الرابع :
ـــــــــــــــــــ


أنبه على نقطة وهي الفوضوية عند بعض طلاب وطالبات العلم، إن من الأمور التي يجب على طالب العلم أن يحذرها الفوضوية ..

بعض المبتدئين بالطلب يعيش فوضوية تذهب بعمره وتذهب بوقته ويصاب بالكسل والملل ومن ثم يفتر ..

فمثلا : ً بعضهم يبدأ بمتن من المتون ثم ما أن يبدأ به حتى يكسل ولا يكمله ويذهب لمتن آخر في فن آخر . يبدأ بمتن في التوحيد مثلاً ثم يذهب ولا يكمله ثم يذهب لمتن في الفقه أو في الحديث أو في التفسير وهذه الطريقة خطأ ليست طريقة السلف وليست الجادة في طلب العلم , هذه الطريقة خطأ لا تنتج شيئاً ولا تخرج متعلماً على طريقة السلف .

الإنسان إذا بدأ بمتن يبدأ به حتى يكمله ولا ينصرف إلى متن آخر وأيضاً بعض المبتدئين أو بعض طلاب العلم يبدأ بمتن مثلاً متن الأصول الثلاثة وأثناء الدراسة يذهب ويقرأ شرح هذا المتن على شيخ آخر ..يعني يطلع على شروح أخرى ...يطلع على شرح الشيخ الفلاني ...وشرح الشيخ الفلاني ... وشرح الشيخ الفلاني ... ويقرأ عدة شروح وهذا يشتته ويشتت ذهنه ويشتت أموره مما يجعله يستصعب العلم .

الإنسان إذا بدأ بمتن لا ينشغل بشروح حتى ينتهي من المتن الذي معه فإذا انتهى على هذا الشيخ ..انتهى شرح الأصول الثلاثة لا مانع بعد أن ينتهي أن يقرأ بعض الشروح على هذا المتن ليستفيد وينظر ما ذكره هذا الشيخ ولم يذكره الآخر ...لابأس ..

لكن أثناء الدراسة لا ينشغل ويقرأ شرح فلان وشرح فلان والكتاب الفلاني والكتاب الفلاني فهذا يشتته ويصعب عليه العلم الإنسان ينبغي أن يأخذ العلم حبة حبة . وقد قال الزهري " من رام العلم جملة ذهب عنه جملة ولكن الشيء بعد الشىء مع الأيام والليالي " ويقول : ابن عبدالبر " طلب العلم درجات ومراقي ورتب لا ينبغي تعديها فمن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ومن تعداها عامداً ضل ومن تعداها جاهلاً زل " .

وأيضاً من الفوضوية من بعض المبتدئين يحضر دروس كثيره حتى على الشبكة فمثلاً ربما بعضهم يحضر سبعة دروس هذه الدروس ربما بعضها ليست على مستواه وبعضها الشيخ يشرح في هذا المتن في آخره ... مثلاً .. باب مع آل الشيخ والشيخ يشرح في في الفقه آخر الفقه باب الإقرار أو باب الشهادات . وبعض الكتب تكون موسعه وبعض الكتب تكون غير مناسبة للمبتدىء فهذه كلها فوضوية في طلب العلم موجوده عند الكثير هي من أسباب تخاذل وتكاسل الكثير والكثير من الطلاب والطالبات في طلب العلم وهذه الفوضوية كما قلت تضيع الوقت وتضيع العمر وتضيع الجهد .. فعلى الإنسان أن يبدأ كما قلت حبة حبة .. شبراً شبراً ...شيئاً شيئاً .. وإن لم يستطع يسأل أهل العلم ويسأل عالما يثق به حتى يبين له الطريق " وأتوا البيوت من أبوابها "

ينبغي من أراد أن يطلب العلم أن يأتيه من بابه وإلا فلن يستطيع أن يستمر وسيزل كما زل غيره كثير وكثير ..
لأن العلم كثير والكتب كثيرة والدروس كثيرة فالإنسان الذي لا يعرف ماذا يأخذ وماذا يترك سوف يزل .


هذه أيها الأخوة بعض النقاط ذكرتها في بداية هذا الدرس وغيرها سنذكرها إن شاء الله ضمن الشرح ..


....يتبع ...

التعديل الأخير تم بواسطة مسلمة لله ; 11-01-07 الساعة 07:40 PM
أم أســامة غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 06:00 PM   #5
أم أحـمد
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

ورد22 [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]جزاك الله خير وجعلة في ميزان حسناتك ريحتيني من هم كبير[/grade] ...
أم أحـمد غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 06:44 PM   #6
الجوهرة المصونة
בَـيـٍآتـے گڷهآ لله [ ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير أخيه على التسهيل

سهل الله أمورك في الدنيا والآخرة



توقيع الجوهرة المصونة
] إن الأمور إذا استدت مسالكهـآ
فالصبر يفتح منها كـل مرتجـآ
لا تيأسن وإن طالـت مطالبـة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجآ
...[ ~


.. ღ

لحظة وفاء لأغلى البشر~~

اللهم احفظ والدتي ويسر لها حفظ كتابك ~~

واعني على برهآ .. والاحسان إليهآ ~~

.. ღ
الجوهرة المصونة غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 07:42 PM   #7
مسلمة لله
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء أختنا الحبيبة
وجعل هذا العمل فى موازين حسناتك يوم القيامة



توقيع مسلمة لله
[FRAME="7 10"]ما دعوة أنفع يا صاحبي ** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا ** أن تسأل الغفران للكاتب
[/FRAME]
مسلمة لله غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 09:36 PM   #8
أم الفوارس
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 05-07-2006
الدولة: أرض الشيشان...
المشاركات: 1,534
أم الفوارس is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

أخيتي بارك الله فيك

وفقك الله لما فيه رضاه



توقيع أم الفوارس
أولئكَ [ آبائِي ] فجئني بمثلهم ..}

إذا جمعتنا [ يا جريرُ ] المجامعُ ..{
أم الفوارس غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 09:40 PM   #9
أم عمار
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 27-08-2006
المشاركات: 219
أم عمار is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزآك الله خير وجعله في موازين حسناتك
أم عمار غير متواجد حالياً  
قديم 11-01-07, 09:54 PM   #10
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي

شكرًا جزيلا أختي الحبيبة شذا الرياض
جزاكِ الله عنا كل خير وأحسن الله إليكِ

جميل جدًا حتى التنسيق رائع
ما شاء الله
تبارك الله

جزى الله الشيخ عنا كل خير ولا حرمنا الله من الانتفاع من علم علمائنا ومشايخنا



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .