العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-10, 08:58 PM   #1
التواقة للجنة
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 07-04-2009
المشاركات: 98
التواقة للجنة is on a distinguished road
افتراضي @ لا تحــــــــــــــــــــــــزن @....

لا تحــــــــزن

قال تعالى:" وعلى الله فليتوكل المؤمنون"، وقال أيضا:" إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا"
قال الشاعر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
وقال شاعر آخر:
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
وقال آخر:
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تنامن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
يتقلب الإنسان في نعيم هذه الحياة ، ما بين فرح وسرور وسعادة ، يأخذ ما لذ وطاب مما يشرح فؤاده ويريح باله، ويهنأ بذلك عيشه ، فهو في صحة دائمة ، وحياة مستمرة ، وتجارة وارفة ، وسيارة جميلة ، ووظيفة مرموقة، ورزق واسع، وبعد عن البلاء ، ومنزل فاخر ، وزوجة وأبناء ، ومال وفير ، ومكانة مجتمعية عالية وغيرها الكثير والكثير.
وهو يعلم يقينا أن كل هذه النعم من الرب الجواد الواسع المعطي.
تمضي الأيام وهو يتقلب في تلك النعم وغيرها ، وما أن يأخذ الله تعالى منه أحد تلك النعم أو بعضها ، تضيق على ذلك الشخص الدنيا حتى لا تسعه ، وتنقلب حياته إلى حزن دائم وإلى جحيم ، لا يهدأ له بال ، ولا تهنأ له حياة ولا عيش ، وكأنه خلق للدنيا والتنعم بها.
ونسي المسكين أنه لم يخلق للدنيا والبقاء بها ، بل هي ممر وجسر للوصول للآخرة.
وهكذا الفتاة إذا تأخر زواجها.
والفقير إذا تأخر رزقه.
والمبتلى إذا تأخر فرجه.
والمريض إذا تأخر شفاه.
والتاجر إذا خسر في تجارته.
والطالب إذا لم يتفوق في دراسته.
والبعض يحزن على ماضي مضى وانطوى ، وعلى مستقبل لا يدري ما يخبئه له القدر.
ونحن كذلك إذا فقدنا الأهل والأحباب والخلان بموت نصاب بحزن عميق دائم مستمر.

فلماذا الحـــزن؟؟!!
ونحن نعلم يقينا أن تلك أقدار علام الغيوب لنا ، ولا بد من نفاذها رضينا أم أبينا ، صبرنا أم لم نصبر.
فنحن نحرم أنفسنا الابتسامة والسعادة ، ونربط أيامنا بحزن لن يقدم ولن يؤخر لنا شئ، بل يزيد الأوجاع والآلام ، ويذهب الوقت هباءا منتثورا دون استفادة ، نقضي الساعات بحزن تسلب منا السعادة.
الأغلب بل الجميع جرب الحزن وذاق مرارة طعمه ، وربما استفحل في النفس وغاص في أعماق القلب وقطع أحشائه، وقد يجني للبعض والعياذ بالله حالات نفسية .
فما هي النتيجة التي حصلت عليها من وراء الحزن ؟؟!!

هل عاد لك الشئ الذي من أجله حزنت؟!
مات لك حبيب وقريب ، وحزنت عليه أشد الحزن ، فهل عاد حيا؟!
تأوهت يا مريض على مرضك وحزنت على ذلك فهل شفيت بالحزن؟!
حزنت يا مصاب على مصيبتك ، فهل جاء الحزن بالفرج ، أم ازدادت المصيبة إلى مصائب؟!
حزن الفقير على فقره ، فهل ازداد غنى ؟!
حزن التاجر على خسرانه في تجارته ، فها عاد الخسران بالربح؟!
فلا تحزن ، فالحزن لن ينفعك ، بل يريك الحياة بوجه آخر ، بوجه مظلم .
مهما تعاظم الحزن في نفسك فإنه يريك الوردة الحمراء ذات الرائحة الذكية ، بلون أسود ذات رائحة كريهة.
قد غرب الماضي بما حوى ، ولم تشرق شمس الغد بعد ، فلن تعيش إلا هذا اليوم فلماذا الحزن والهم والغم؟!
اجعل نصب عينيك هذه الجملة " لن أعيش إلا هذا اليوم" ، فلا الماضي بأفراحه وآلا لامه سيعود ، ولا ندري ماذا يحمل لنا الغيب بحاضر لن يأتي بعد.
فاطرح الماضي بعيدا ، وادفنه في مقبرة الأحزان ، واطوي صفحته فقد انقضى وولى ، والتفكير فيه يجلب الأحزان والهموم والأمراض ، فالتأسف عليه لن يجدي شئ ، فاصرف نظرك لهذا اليوم ، ووفر جهدك وطاقتك له ، وقدم العمل المرضي به وكأنه آخر يوم في حياتك ، أكثر من الصالحات ، صلي ، تصدق ، صم يوما ، صل رحما ، عد مريضا ، ادخل السرور على قلب مسلم وغيرها من الصالحات، ستشعر بطعم السعادة وستنطوي عنك صفحة الحزن المؤلمة.
ولا تتعامل مع مستقبل مجهول ، ولا تستبق الأحداث ، فغدا مفقود لم يأتي بعد ، فالحزن عليه هم وغم ، ومن يحزن على غدا لم تشرق شمسه فهو كالمجنون ، فتوكل على الله وعش يومك بسعادة ولا تفكر بالأمس ولا بالغد.

واعلم بأن أقدار الله نافذة مهما عظم واشتد حزنك على فراق محبوب أو على تجرع مرارة البلوى، وعلى اشتداد المصائب وتأخر الأرزاق ، وكثرة الأمراض والأوجاع ، لكن بعد الصبر والتوكل على الله تعالى هناك فرج قريب من رب رحيم بعباده.
يقول بعض مؤلفي عصرنا:
إن الشدائد مهما تعاظمت واشتدت لا تدوم على أصحابها ، ولا تخلد على مصابها ، بل إنها أقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا واسودادا ، أقرب ما تكون انقشاعا وانفراجا وانبلاجا ، عن يسر وملاءة ، وفرج وهناءة ، وحياة رخية مشرقة وضاءة ، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان ، وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.

فما هي إلا ساعة ثم تنقضي وبحمد غب السير من هو سائرُ
لا تحزن..فالحزن من الشيطان ، والحزن يكدر صفو الحياة ، وينغص العيش ، ولا يأتي بخير بل يجلب الشر.ومن الحزن المحمود ، الحزن على فوات طاعة أو وقوع معصية ، فهذا مما يحمد عليه صاحبه لأنه دليل على حياة قلبه.
لا تحـــزن..
إذا أخذ الله منك عضو فقد أبقى لك أعضاء
إذا أخذ الله منك ولد فقد أبقى لك أولاد.
إذا حرمك الله من شئ بسيط فغيرك محروم كليا..

فأنت في نعمة وأنعم بها من نعمة ، فلماذا الحزن؟؟!!

إذا داهمتك الخطوب ، واشتدت بك النوازل ، وألمت بك المصائب ، وأخذ الحزن منك مأخذا مرا ، فنادي ربك وناجه في الظلمات.
ألجأ إلى الله تعالى ، واستغفر بالأسحار ، جالس الصالحين وآنس وحشتك وحزنك في مجالسهم ، تفكر وتدبر في تلاوة خاشعة وبدمعة حارقة بسجدة لله في جوف الليالي ، أكثر من ذكر الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، عليك بأدعية الكروب فهي دواء لكل حزين ومهموم ، أدعي ربك :" اللهم إني عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي".
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال".

ثم تذكر يا حزين ، أن الدنيا أقصر من رمشة عين ، فلماذا أملأها بالحزن.
فاسلك طريق الهدى والإيمان تجد السعادة ملاذا لك ، وتوكل على قيوم السماوات والأرض ، تندفع عنك الأحزان وتزول الأسقام ، وقوي قلبك وإيمانك فلن تؤثر فيك نوازل الدهر ونوائبه .

اللهم أبعد عنا الأحزان واملأ قلوبنا بالإيمان والسعادة والرضا.


أختكم التواقة للجنة



توقيع التواقة للجنة
[ أعظم نعيم لأهل الجنة رؤية الله تعالى، وأشد عذاب لأهل النار الحجب عن رؤيته تعالى جل في علاه]
[ إذا نافسك الناس على الدنيا اتركها لهم ، وإن نافسوك على الآخرة امضي معهم]
التواقة للجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-10, 10:25 PM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

اللــــــــــــــــــــــــــــــــــــهم أمين

الله يعافي المرضى ويخفف ألامهم ويثبتهم على بلائهم

شــــــــــــــــــــــــــــكرا لك



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-10, 08:59 AM   #3
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاك الله خيرا
ما أحوجنا لقرآءة مواضيع كهذه
الله يجعله في ميزان حسناتك يا رب
لك ودي



توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-10, 02:05 PM   #4
التواقة للجنة
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 07-04-2009
المشاركات: 98
التواقة للجنة is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
التواقة للجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-11, 03:10 PM   #5
خلود أم يوسف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بارك الله بكِ أختي وجزاكِ خيرا
أسأل الله تعالى أن يشفي كل مريض مسلم ويعافي كل مبتلى مسلم ويهدي كل عاصٍ مسلم
وأن يقضي حوائج كل محتاج وأن يرزقنا الرضا اللهم آمين



توقيع خلود أم يوسف
ربِّ اغفر لي
خلود أم يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .