العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-09, 09:11 PM   #1
المهاجره
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 27-01-2008
المشاركات: 22
المهاجره is on a distinguished road
افتراضي وصية فتاة ابتليت بالسرطان رحمها الله رحمة واسعة

الحمد لله المحمود على ما قدره وقضاه، وأستعينه استعانة من يعلم أنه لا رب له غيره ولا إله إلا له سواه، يزيد الشاكرين، ويثيب الصابرين، ويجبر المنكسرين، من أنس به أنس بالحياة، وتلذذ بالأيام، فقلبه مطمئن، وفؤاده مستنير وصدره منشرح، أحمده سبحانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يعجزه شيء، وإذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق المأمون الذي ابتلي بألوان من البلاء فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلى السابقين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعــد :

إن مما دفعني لكتابة هذه المحاضرة هو بث روح الأمل والتفاؤل في قلوب المبتلين في هذه الحياة، ورسم السعادة على شفاههم التي كادت أن تختفي بسبب يأسهم وإحباطهم.

نحن في هذه الدنيا نعيش في قاعة امتحان كبيرة نمتحن فيها كل يوم، فكل ما فيها امتحان وابتلاء، الزوج والأولاد امتحان، الغني والفقر امتحان، الصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله,

قال تعالى :] أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [ .

وما دام أن الإنسان سيتعرض للابتلاء فمن الخير له أن لا يجزع ما دام سينال أجر الابتلاء، فإذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمنين، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر وكان خيراً له ).

هناك إخواني وأخواتي أنواع كثيرة من الابتلاءات إلا أنني في هذه المحاضرة سأخص الحديث عن الابتلاء بمرض السرطان ، هذا المرض الذي كنت أعده كما يعده كثير من الناس أنه خطير ومميت، ليس هذا فحسب، بل أن منهم من يخاف حتى من ذكر أسمه، إلا أنني ولله الحمد بعدما أصبت به تغيرت فكرتي تماماً عنه فأصبحت أراه أنه مرض كبقية الأمراض،بل وأنه من أكبر النعم التي أنعم الله بها علي, والتي سأذكر بعضها في هذه المحاضرة ,كما اكتشفت أنه ليس له علاقة بالموت، فأغلب المصابين به لا يموتون بسببه ، بل يموتون إما بسبب انتهاء آجالهم أو بسبب استسلامهم له واستسلامهم لما يقوله الأطباء من أن هذا المرض لا يمكن الشفاء منه، فهذا خطأ فادح يقعون به الأطباء سامحهم الله لأنه مخالف تماماً لهدى الرسول " صلى الله عليه وسلم "، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه : (بشروا ولا تنفروا ، يسروا ولا تعسروا).

فإن المريض إذا سمع هذا الكلام وكان إيمانه ضعيفاً فإنه حتماً سيصاب بالهم والغم، وسيعيش منطوياً على نفسه بعيد عن أنظار الآخرين، يتوقع في كل لحظة الموت والمصير المحتوم، فيصاب بجميع أنواع الاكتئاب، فيمتنع عن الطعام، مع أن جسده يكون بأمس الحاجة إلى الغذاء الصحي والمفيد لتقوية جهاز المناعة ولبناء الخلايا السليمة التي دمرها العلاج الكيماوي، وللأسف نسي هؤلاء الأطباء وهذا المريض أن الله تعالى قادر على كل شيء وأن الله ما أنزل من داء إلا وله دواء كما أخبرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فيا من أصبتم بهذا المرض لا تحزنوا، لأن الحزن يزيد المرض، ويجعل مقاومة الجسم تقل بل تنهار وهذا ما أثبته الطب الحديث.

عليكم أن تحمدوا الله وتشكروه لأن المرض علامة حب ورأفة من الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ).

كما أنه نعمة حيث أنه يقربكم إلى الله، ويعرفكم بقيمة أنفسكم، ويبصركم بعيوبكم ، وأنكم ضعيفين لا حول لكم ولا قوة إلا بربكم فتلجؤون إليه، قال تعالى :] إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله[.

يقول ابن تيمية رحمه الله : من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم من الشدة والضر ما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحداً، فتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من حلاوة الإيمان ، وذوق طعمه ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض، والخوف والضر.

وأنه نعمة لأنه يربينا على الصبر، وما أحوجنا إليه في كل شيء، فالإنسان الصابر على البلاء لا نراه إلا متفائلاً في جميع أحواله منتظر الفرج من الله موقناً بأن النصر مع الصبر، فالصبر زادنا إلى جنة الخلد والرضوان، قال تعالي : ] وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا كل ذو حظ عظيم [،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض).

وربما إخواني وأخواتي قد ابتليتم بهذا المرض لأنه قد يكون لكم عنـد الله منزلـة عظيمة لا تبلغوها بعملكم، فما يزال الله يبتليكم بحكمته بالمرض وبما تكرهوا حتى تبلغوا تلك المنزلة .

كما أنكم عندما تصابون بالمرض فإنكم حتماً ستذكرون أخوة في الله من المسلمين يعانون مثلما تعانوا، وربما اشد وأقصى من قتل وتشريد وتعذيب واضطهاد، وربما يبحث الواحد فيهم عن دواء أو حتى ماء يسد به رمقه فلا يجده ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والمرض يعرفكم بمعادن الناس وبالذات الأوفياء منهم ومدى حبهم وإخلاصهم لكم وما يبذلونه من النصح والتذكير بالله وإرشادكم إلى طريق العلاج المشروع، يتمنون لو أن الصحة والعافية تهدى لأهدوكم ما تفتقدوا منها، وربما حظيتم بدعوة في ظاهر الغيب يرددونها ليل نهار، في زمن قل أن تجدي فيه من يعيش معك آلامك وأحزانك فهم كالذهب لا يصداً.

فيا من ابتليتم بهذا المرض كونوا راضين، وأحلوا البسمة والسعادة محل الحزن فالنفس الباسمة هي النفس الراضية، فأنتم عندما تبتسمون في وجوه الآخرين تمنحوهم جمال الحياة، وروح التفاؤل وتبشروهم بأجمل ما يتمنون، لكنكم حينما تقابلون الآخرين بوجه عبوس، فإنكم تعذبونهم بهذا المنظر، وتعكرون صفو حياتهم، فلماذا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا سبباً في تعاسة الآخرين ؟ فإذا كنتم تشكون من الآلام فإنه يوجد من يرقد على الأسرة البيضاء منذ سنوات.

ابتسموا فإن ابتسامتكم صدقة لكم ، وراحة لجسدكم وعقولكم وانفراج لأنفسكم وأساريركم، فكم من مريض استطاع مواجهة أفدح الأمراض بوجه بشوش ونفس مطمئنة، احذروا من السخط والجزع الذي يوجب الشك بالله، وبقضائه وقدره، نعوذ بالله من السخط والتشكي وسوء الظن بالله، والله تعالي يقول : ( أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)، فما هو ظنك بالله؟

أحسنوا الظن بالله، وارضوا بما قسمه لكم واتكلوا عليه وعلى حسن اختياره جل وعلا، فكم من مصيبة في طياتها فتح وعطايا، فلنعلن الرضا بالقضاء، فإن الرضا بالقضاء يورث ثمرات كثيرة يرتفع بها الراضي إلى أعلى المنازل في الدنيا والآخرة ويكون مطمئناً مرتاحاً سعيداً مهما كانت المصيبة، وإن كان يعيش في هم وغم فهو يعلم أن الله تعالى سيكتب له أجره على هذا الهم والضيق، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها المسلم إلا كفر الله بها من خطاياه).



إخواني وأخواتي.. لا تنسوا أنه مهما بلغ بكم البلاء، فإن الله يقول :

] فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا [، وهذه سنة الله في خلقه ما جعل عسراً إلى جعل بعده يسرا ، والمرض مهما طال بكم وعظم لا بد لأيامه أن تنتهي، ولا بد لساعاته أن تنجلي بإذن الله.



اليأس يقطع أحياناً بصاحبه *** لا تيأسن فإن الكافــــي الله

يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفــــارج الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة *** لا تجزعن فإن القاســــم الله

إذا بليت فثق بالله وأرضى به *** إن الذي يكشف البلـوى هو الله

والله ما لك غير الله من أحد *** فحسبـك الله في كلٍ لـك الله



اعلموا أن الله يراكم ، ويعلم ما بكم وأنه أرحم بكم من أنفسكم ومن الناس أجمعين، لذلك أبشروا يا من ابتليتم فسوف تجدوا من رحمة الله ما يرضيكم، فإنما أنزل بكم هذا المرض لا ليعذبكم بل ليطهركم ويصطفيكم، فإذا أراد الله بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، حتى لا يقدم على الله إلا وهو صفحة بيضاء ليس عليه شيء.

كونوا مؤمنين بالله حقاً، فالإيمان الصادق له آثار عظيمة وخاصة عند الصدمات فالمؤمن حقاً لو اجتمعت عليه مصائب الدنيا تحرك كنز الإيمان ليجري في دمه وعروقه ليبني جبهة صد للأزمات فيعلن الصبر والرضا وينزل الله عليه السكينة، هكذا الإيمان، وهكذا الله مع العبد ,

( إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده اتجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فلماذا السخط والجزع ؟!.

أنظروا إلى هذا المرض من الجانب المشرق، وتكيفوا معه وإن كان قاسياً، كما كان يفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.

فهذا عروة بن الزبير : أصيب في قدمه، فقرر الأطباء قطعها، فقطعت فما زاد على أن قال: اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت، فلما كان من الغد ركلت بغلة ابنه محمداً وهو أحب أبنائه إليه، وكان شاباً يافعاً فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال : مثل ما قال في الأولى، فلما سئل عن ذلك قال : كان لي أربعة أطراف فأخذ الله من طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعة من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة، وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون أفلا أحمده على ذلك؟

وكان هناك أحد السلف أقرع الرأس أبرص البدن أعمى العينين مشلول القدمين واليدين، وكان يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق، وفضلني تفضيلاً ، فمر رجل فقال له : مما عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول فمما عافاك ؟ فقال : ويحك يا رجل، جعل لي لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وعلى البلاء صابراً هكذا كانوا رضوان الله عليهم أجمعين وألحقنا بهم في فسيح جناته ، فهلا تشبهنا بهم؟

إخواني وأخواتي يا من تملكون الإرادة القوية والإيمان القوي : حاولوا أن تستغلوا وقت هدأة مرضكم بما ينفعكم وبقدر استطاعتكم فإن في إشغال النفس ولو بأقل القليل دفعاً للوساوس والهموم الناشئة عن كثرة التفكير في المرض، فكم من أناس عانوا المرض ولكن بقوة الإيمان وأخذ الأسباب علت هممهم وحولوا غير الممكن ممكناً.

اعلموا أن المرض لا يعني انتهاء دوركم في الحياة، فإن كان الله قد أخذ منكم شيئاً فقد ترك لكم أشياء، فالمؤمن في حركة دائمة لا يتوقف وإن عرض له عارض عالجه وأكمل المسير، فهذا ابن عباس رضي الله عنه، عندما فقد عينيه قال:

إن يأخـذ الله من عيـنيّ نورهما **** ففي لساني وقلبي منهمـا نور



احذروا أيها المرضى من المعاصي، واتقوا الله وتوبوا إليه توبة صادقة، لأن المعاصي تضر، ولا بد أن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه المعاصي ؟.

ومن تدبر أحوال العالم وجد كل شر في الأرض وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك سببه المعاصي .

وللأسف أن هناك بعض المرضى هداهم الله من يصر على المعصية من سماع أغاني ومشاهدة أفلام، وغيبة وكذب ونميمة وسفور ونمص ....... مع أنه أولى الناس بالسرعة في التوبة إلى الله لضعفه وحاجته لمغفرة ربه :

فالمعاصي مع الصبر ---Ù طريق إلى القبر

والتقوى مع الصبر ---Ù طريق إلى النصر

وإياكم وقطيعة الرحم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ).

كونوا دعاة ، ولا يكون مرضكم حائلاً بينكم وبين الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإصلاح بين الناس، وحُسن المعاملة مع الآخرين. لنتأمل واقع معاملتنا نحن المسلمين مع أهلنا وإخواننا وأقاربنا ، إن الواقع في هذا يبعث على الأسى، فهذه متخاصمة مع عمها أو خالها ، وهذا متخاصم مع أخته و أخيه أو حتى أمه وأبيه، تأملوا معي قول رسولنا الكريم : ( إذا تخاصم الأخوان قال الله لملك الحسنات : لا تكتب لهما ثواباً حتى يصطلحا ).

إذاً معنى هذا : لا تقبل لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج حتى يصطلحا، أقول لهم : لا تأتوا لي بأي سبب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا ، ونحسن إلى من أساء إلينا. كما أمرنا الله أيضاً بذلك، حيث قال : ] ادفع بالتي هي أحسن[

النتيجة :] فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم [

بعض الناس يقولوا : حاولنا ولكن ما وجدنا هناك أي فائدة أو تجاوب، أقول لهم : أنتم صحيح حاولتم ولكن ليس من قلوبكم، بل من ظهوركم، ولو كان من قلوبكم لانقلب العدو إلى حبيب ، والبعيد إلى قريب، والشانئ الكاره إلى محب.

ذكر أنه صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة، جعل يطوف بالبيت، فأقبل فضالة بن عمير رجل يظهر الإسلام، فجعل يطوف خلف النبي ينتظر منه غفلة لقتله، فلما

دنا من النبي صلوات ربي وسلامه عليه، انتبه إليه وقال .. أفضالة ؟ قال : نعم فضالة يا رسول الله، قال: ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ قال فضالة : لا شيء كنت أذكر الله ! .. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : " أستغفر الله "، ثم وضع يده على صدره. قال فضالة بعد إسلامه : فسكن قلبي، فو الله ما رفع رسول الله يده عن صدري حتى ما خلق الله شيء أحب إليه منه، وكان فضالة بعدها من صالحي المسلمين.

عليه الصلاة والسلام كان يملك قلوب الناس بالعفو عنهم ، يتحمل الأذى في سبيل التأثير فيهم، وجرهم إلى الخير.

ماقلت هذه النصيحة إلا لأن هناك مرضى قلوبهم سوداء لا يسامحوا أحد حتى وهم على فراش الموت ..

والله الحياة أقصر من أن نشغلها باكتساب عداوات، دعونا نرتقي بمعاملاتنا مع الآخرين بالعفو عنهم، ومقابلة الإساءة بالحسنة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع فضالة..

إخواني وأخواتي : إن من ينظر إلى نعيم الآخرة يهون عليه عذاب الدنيا، فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،

قال عليه السلام : (يؤتى بأنعم الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له : يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مر بي بؤساً قط ولا رأيت شدة قط).



وأخيرا أود أن أخبركم أن هناك نوعان من الأدوية:

النوع الأول : الأدوية الروحية ومن أنفعها:

أولا: ذكر الله شكراً على العطاء وصبراً على البلاء ، وأفضل الذكر القرآن الكريم ، والاستغفار ، قال تعالي : ] ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين [.

وقال عليه السلام : ( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ) ،

وأفضل الاستغفار ما جاء في حديث شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).









ولا تنسوا أن تدعوا الله بقلب خاشع وذل صادق، فهناك أدعية كثيرة يدعوها المريض، ومن أجمل هذه الأدعية : اللهم لا تشمت أعدائي بدائي .. واجعل القرآن العظيم شفائي .. ودوائي .. فأنا العليل وأنت المداوي .. أنت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي .. اللهم احفظ عليّ عقلي وديني .. وبك يا رب ثبت يقيني .. وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني .. وابعد عني شر من يؤذيني .. ولا تحوجني لطبيب يداويني .. اللهم استرني على وجه الأرض .. اللهم ارحمني في بطن الأرض .. اللهم اغفر لي يوم العرض.



ثانيا: التقرب إلى الله بالنوافل ، كصيام الثلاثة البيض ويومي الاثنين والخميس، وصلاة القيام في جوف الليل، وصلاة الضحى ، يقول الله تعالي ما تقرب عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينه ولئن استعادني لأعذينه). فانظري إلى رحمة الله ولطفه علينا.

ثالثا: الرقية الشرعية.

رابعا: الإكثار من الصدقة ولو بالقليل ، ولا تحتقروا شيئاً تتصدقون به، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة) . وقال أيضاً عليه السلام : (إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء ).

سأل رجل الإمام عبد الله بن المبارك ، فقال له : يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وسألت الأطباء، وقد تعالجت بأنواع العلاج، فلم أنتفع به، فقال له ابن المبارك : إذهب فأنظر موضعاً يحتاج الناس فيه إلى الماء، فاحفر هناك بئراً فإني أرجو أن تنبع هناك عين، يمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرئ.

النوع الثاني: الأدوية البدنية.

فهناك أغذية وردت في كتاب الله وسنة رسوله، تساعد على تغذية الجسم والقضاء على السرطان بإذن الله ، ومن أهمها : العسل والعنب والزنجبيل والتمور، هذا ما جاء في كتاب الله،

أما الأغذية التي جاءت في السنة كثيرة منها : الحبة السوداء ، حيث قال رسولنا الكريم : (عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلى السام)، وزيت الزيتون : ( كلوا الزيت وادهنوا به )، وكذلك حليب الناقة مع أبوالها كما جاء في السنة النبوية ، فقد أثبت الطب الحديث أن حليب الناقة مع أبوالها يقويان المناعة عند المريض، وهناك أغذية مفيدة لم تذكر في الكتاب أو السنة، كالبروكلي والملفوف والزهرة والفلفل الحلو وخصوصاً الأحمر.

لا تنسوا أن تشربوا عندما تستيقظوا من نومكم كأس ماء وخصوصاً ماء زمزم، فإن الماء يطرد السموم من الجسم.

وأهم شيء أن تكون معنوياتكم ونفسيتكم عاليتين، قال تعالي : ] إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم [، فالنفس قيادة عليا فإذا كانت النفس متفائلة متوكلة على الله ستشفى بإذن الله ، أما إذا كانت النفس ضعيفة ستكون النتائج سلبية وإن تناولت الغذاء الجيد وأخذت بالأسباب تماماً كما يحدث مع الطالب المجتهد الذي قام بحفظ المادة جيداً، فإذا دخل إلى لجنة الامتحان خافت نفسه وبدأ يتلعثم لا يستطيع أن يجيب على أي سؤال، وذلك لأن القيادة العليا أي " النفسية " تعبانه.

وختـامــاً:

أسأل الله أن تكون محاضرتي هذه دعماً لكل مبتلى مبتلاة عل وعس أن أتلمس بهذا باباً من أبواب الأجر لي ولكم.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً ....



أختكم: أمل الأقصى
رحمها الله رحمة واسعة
وجعل ماكتبته في ميزان حسناتها
لاتنسوها من دعواتكم
المهاجره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-09, 02:49 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
c8

اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا
والله كلماتك هذه أختي اخترقت جدارقلبي واستقرت في وجداني لانها خرجت من القلب
أسأل الله أن يرحمك ويغفر لك ويسكنك الفردوس الأعلى



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-09, 10:03 PM   #3
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اللهم إني أسألك أن تتغمد أهل التوحيد برحمتك..
عافانا الله وجميع المسلمين..
جزاك الله خيرايالمهاجرة..

التعديل الأخير تم بواسطة طالبة الرضوان ; 23-06-09 الساعة 10:09 PM
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-09, 03:07 AM   #4
راحلة لديار الأخرة
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-02-2009
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 47
راحلة لديار الأخرة is on a distinguished road
افتراضي

أسأل الله أن يجعل ماكتبت في ميزان حسناتها
اللهم إغفر لها وأرحمها وأسكنها فسيح جناتك



توقيع راحلة لديار الأخرة
[<الله>ماطابت الدنياإلا بذكره ولاطابت الآخرة إلابعفوه ولاطابت الجنةإلابرؤيته..وقال أحدالصالحين:أعظم شيئ الله
راحلة لديار الأخرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص دروس مدارسة سابقة لكتاب التوحيد/قديم أم عبيدة السلفية أرشيف الفصول السابقة 11 22-03-14 01:06 AM
أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة في فضائل سور القرآن سلوى محمد روضة القرآن وعلومه 4 18-11-12 10:53 PM
[1] مظاهر الحب الكاذب ! بنت التوحيد روضة السنة وعلومها 2 01-04-08 03:03 PM


الساعة الآن 03:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .