المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قل : عقوبات ، ولا تقل :فتورا


مسلمة لله
07-12-07, 10:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي الحبيبات ...

وأنا أقرأ موضوع أختنا أمة الودود الآن عن التكاسل عن الطاعات وأن الله قد يكون كره طاعاتنا ولسنا نحن من ندعي أن الأمر بيدنا - نعوذ بالله من الخذلان - تذكرت موضوعا قيما للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله عن الثبات على الطاعات بعد رمضان كانت قد وضعته حبيبتنا السلفية على ما أذكر لكن بحثت عنه فأظنه الآن في الأقسام الرمضانية .
ومحبة في نفع أخواتي ونشر الفائدة فإني أعيد وضعه هنا من جديد ، أسأل الله أن ينفع به .

وأترككم مع الشيخ حفظه الله ..




بسم الله الرحمن الرحيم


قل: " عقوبات " ولا تقل: " فـتــو ر اً "


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد
فكل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم.. وأعاد الله علينا وعليكم رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن وأمتنا في أعز مكانة، وأشرف حال..
اخوتاه..
تعالوا نصحح مفهوماً خطيراً:
لماذا يتوقع كثير من الناس (الفتور) بعد رمضان؟ نعم يتوقع ذلك ولو قبل أن يشعر به !!

سؤال:

إذا أقبل العبد على الله تعالى ثلاثين يوماً، فهل المفترض في هذه الحال أن يطرده الله عن جنابه؟!
هل قال لنا الله تعالى: إذا تقرب إلي عبدي شبراً طردته من رحمتي؟!
هل قال الله لنا وسبحانه وتعالى: إذا ذكرني عبدي في نفسه، شغلته بمعصيتي، وصددته عن سبيلي؟!
حاشا وسبحان الله وتعالى عن هذا علواً كبيراً
بل ربنا غفور شكور
انظر إلى عقيدة أهل الجنة: { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 34]
نعم.. إنا ربنا شكور ؛ يجازي القليل من العمل بالكثير من التوفيق في الدنيا؛ قال سبحانه:
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5-7]
وقال سبحانه: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } [الكهف: 13]
هذا في الدنيا..
ثم يبعثهم سبحانه يوم الجزاء{ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 30]
قال جل جلاله: { وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } [الشورى: 23]
ويقال لأهل الجنة يوم الجزاء: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورً }
فإذا كان الأمر كما قرأت .. دنيا وآخرة ..
فهل يسوغ لكسلان، أو معجب، أو مغرور: أن يعلل سفول همته بعد رمضان بأنه فتور.. ثم لا يرى أن ذلك عاراً، بل ساغ له أن يظن أنه (فتور طبيعي) !! ، نتيجة طبيعية للإقبال على العبادة !!
سبحان الله !!
معجب حتى في فتوره !!
مغرور وهو يعترف أنه لا يصنع شيئاً !!
أيها الإخوة !
إنها دعوى كاذبة ؛ جهل بالله وبطبيعة الطريق إليه، وبسننه في خلقه..
تأمل كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن لكل شيء شرة ولكل شرة فترة فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه " [الترمذي وصححه الألباني]
نعم أيها الإخوة.. إن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية..
فهل معنى هذا الرضا بنقص الإيمان؟!
ما معنى أن ينقص الإيمان؟ حاول أن تتوقع: نقص الإيمان يعني زيادة ماذا؟

يقول الله عز وجل: { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ } [آل عمران: 167]
فالشرة والفترة واقع، وزيادة الإيمان ونقصانه عقيدة.. لكن إذا تُرك الإيمان ينقص فإلى أين؟
إن مكمن الخطر هنا يتضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه"
إذا ضعف الإيمان فإن المؤمن لا يترك السبيل بالكلية..
إذا قل الأعوان فإن المحب لا يزال يمسك بطرف الحبل..
وإن مضى رمضان فإن سبل الجنة لم تغلق دون المشتاق إليها..
وإن مضى رمضان فإن طريق النار لم يفتح أمام الفار عنها..
وإن مضى رمضان فإن الشياطين لا سلطان لها على المتقين..
إذن فليس المتوقع بحسب سنن الله تعالى وصفاته جل جلاله أن الطاعة تؤدي إلى المعصية !

قل لي:
فبم إذن تفسر الفتور بعد رمضان؟
أيها الإخوة..
إنها عقوبات
إن من الناس من يكره الله طاعته والعياذ بالله..
يقول الله جل جلاله: { وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا } [التوبة: 46]
الله جل جلاله عليم بذات الصدور، خبير بالنوايا والخفايا، يقول سبحانه: { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } [الأنفال: 23]
فابحث عما تجاهلت أن تفقهه. فعاقبك الله بصرف قلبك عنه: { ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } [التوبة: 127]
ابحث عما رآه الله منك فعاقبك بتيسير العسرى: { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [الليل: 8-10]
ابحث عما توليته من دون الله فعاقبك بالتمادي في توليه من دونه سبحانه: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115]
اخوتاه ..
صححوا هذا المفهوم ؛ إنه متعلق بالعقيدة.. لا تنسبوا لله كسلكم .. لا تتعللوا بالقدر
أصلوا هذا الاعتقاد:
{ وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } [الإسراء: 19]
{ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } [التغابن: 17]
إن التفلت من الدين عقوبة، وليس أمراً طبيعياً يُستساغ
فالواجب بناءً على هذا المفهوم بعد التصحيح

يومٌ من رمضان

دعك من الشكاوى، لا يقتلك الوهم، لا تشكو الفتور، لا تنطق هذه الكلمة: (عندي فتور)
انطلق انطلق.. اعمل اعمل
اثبت.. اسكت.. اقرأ.. اعمل .. اذكر.. ادع.. صلِّ.. اتلُ.. صم.. قم.. تصدق.. انصح.. صل رحمك..

واللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
اللهم زدنا ولا تنقصنا وأعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهابوصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العال

مروة عاشور
07-12-07, 10:41 AM
صدقت اخيتي
جزى الله الشيخ عنا كل خير

وجزي الأخت السلفيه الفردوس الاعلي
موضوع مهم مسلمه الحبيبه كعادتك رائعه
بارك الله فيك

لاحرمناك :)

اختكم فى الله
08-12-07, 06:55 PM
جزاك الله خيرا
فعلا موضوع هام
اثابك البارى