المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللص الفقيه ! ..... ( قصة طريفة ) .


أم عبيدة
08-12-07, 12:26 AM
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب الأذكياء :



في ذكر طرف من فطن المتلصلصين

أخبرنا محمد بن ناصر ، قال : أخبرنا عبد الله الحميدي ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن دينار ، قال : أنبأنا أبو طالب عبيد الله ابن أحمد الأنباري ، قال : حدثنا يموت بن المزرع عن المبرد ، قال : حدثني أحمد بن المعدل البصري قال :

كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال أعجوبة .

قال : ما هي ؟.

قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن أصحرت وبعدت عن البيوت ، بيوت المدينة ، تعرض لي رجل فقال : اخلع ثيابك .

فقلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي .

قال : أنا أولى بها منك .

قلت : ومن أين ؟.

قال : لأني أخوك ؛ وأنا عريان وأنت مكس .

قلت : فالمواساة .

قال : كلا ؛ قد لبستها برهة ، وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها .

قلت : فتعريني ، وتبدي عورتي .

قال : لا بأس بذلك ؛ قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا .

قلت : فيلقاني الناس ، فيرون عورتي .

قال : لو كان الناس يرونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها .

فقلت : أراك ظريفا ؛ فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك .

قال : كلا ؛ أردت أن توجه إلى أربعة من عبيدك فيحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد .

قلت : كلا ؛ أحلف لك أيمانا أني أوفي لك بما وعدتك ولا أسوءك .

قال : كلا ؛ إنا روينا عن مالك أنه قال لا تلزم الأيمان التي يحلف بها للصوص .

قلت : فأحلف أني لا أحتال في أيماني هذه .

قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص .

قلت : فدع المناظرة بيننا ؛ فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيبة بها نفسي .

فأطرق ثم رفع رأسه ؛ وقال : تدري فيم فكرت ؟.

قلت : لا .

قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ نسيئة ؛ وأكره أن أبتدع في الإسلام بدعة يكون على وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة .... اخلع ثيابك .

قال : فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف .