باحثة
07-10-06, 02:52 PM
يُروى أن الوزير أبا الحسن جعفر بن عثمان المصحفي ، كتب كتابا إلى الزبيدي ، حين كان صاحب الشرطة ، جاءت فيه كلمة : "فاضت نفسه" بالضاد ، فجاوبه الزبيدي بمنظوم بيّن له فيه الخطأ دون تصريح وهو :
قل للوزير السَّنِيِّ مَحْتِدُهُ *** لي ذمةٌ منك أنت حَافِظُها
عنايةٌ بالعلوم مَفخرةٌ *** قد بَهَظَ الأولين باهِظُها
يُقرّ لي عَمْرُها ومَعْمَرُها *** فيها ونظَّامُها وجاحِظُها
قد كان حَقًّا قَبُولُ حُرمتِها *** لكنَّ صرفَ الزمان لافظُها
وفي خُطوب الزَّمان لي عِظَةٌ *** لو كان يَثْنِي النفوسَ واعِظُها
لا تَدَعَنْ حاجَتِي مُطَرَّحَةً ***فإنّ نفسي قد فَاظَ فائِظُها
ففطن "المصحفي" بالطبع إلى خطئته ، ولكنه أراد أن يطمئن إلى الصواب ، فطلب الإيضاح بالشاهد ، قائلا :
خَفِّض فُواقاً فأنت أوْحَدُها *** عِلماً وَنقَّابُها وحَافِظُها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدِ *** أبناؤه كلُّهُمْ يحافِظُها
ألفاظُهم كلُّها معطَّلةٌ *** مالم يُعَوِّل عليك لافِظُها
من ذا يُساويك إن نطقتَ وقد *** أقرَّ بالعجز عنكَ جاحِظُها
علم ثَنَى العالمين عنك كما *** ثَنَى عن الشمس من يُلاحظُها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ *** للنفس أن قلتَ فاظ فائظُها
فاَوْضِحنها تَفُزْ بنادرةٍ *** قد يَهَظَ الأولينَ باهِظُها
فأجابه الزبيدي ، مضمنا شعره الشاهد على ذلك :
أتاني كتاب من كريم مُكَرَّمٍ *** فنفَّس عن نفسٍ تكاد تَفِيظُ
فَسَرَّ جميعَ الأولياء ورودُه *** وسِيءَ رجالٌ آخرون وغِيظوا
لقد حَفِظ العهدَ الذي قد أضاعَهُ *** لَدَيَّ سِواهُ والكريمُ حفيظُ
وباحثتَ عن فاظتْ وقَبْلِيَ قالها *** رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاك عن كيسان سَهْلٌ وأنشدوا *** مقالَ أبي الغَيَّاظ وهو مَغِيظُ
"وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولستَ بغائظِ *** عَدُوَّا ولكنْ للصديق تغيظُ "
" فلا حَفِظ الرحمنُ روحَك حَيَّةً *** ولا وَهْيَ في الأرواح حين تَفِيظُ "
اهـ نقلا عن مقدمة الأستاذ الفاضل رمضان عبدالتواب لتحقيق كتاب لحن العوام للزبيدي ص22
قل للوزير السَّنِيِّ مَحْتِدُهُ *** لي ذمةٌ منك أنت حَافِظُها
عنايةٌ بالعلوم مَفخرةٌ *** قد بَهَظَ الأولين باهِظُها
يُقرّ لي عَمْرُها ومَعْمَرُها *** فيها ونظَّامُها وجاحِظُها
قد كان حَقًّا قَبُولُ حُرمتِها *** لكنَّ صرفَ الزمان لافظُها
وفي خُطوب الزَّمان لي عِظَةٌ *** لو كان يَثْنِي النفوسَ واعِظُها
لا تَدَعَنْ حاجَتِي مُطَرَّحَةً ***فإنّ نفسي قد فَاظَ فائِظُها
ففطن "المصحفي" بالطبع إلى خطئته ، ولكنه أراد أن يطمئن إلى الصواب ، فطلب الإيضاح بالشاهد ، قائلا :
خَفِّض فُواقاً فأنت أوْحَدُها *** عِلماً وَنقَّابُها وحَافِظُها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدِ *** أبناؤه كلُّهُمْ يحافِظُها
ألفاظُهم كلُّها معطَّلةٌ *** مالم يُعَوِّل عليك لافِظُها
من ذا يُساويك إن نطقتَ وقد *** أقرَّ بالعجز عنكَ جاحِظُها
علم ثَنَى العالمين عنك كما *** ثَنَى عن الشمس من يُلاحظُها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ *** للنفس أن قلتَ فاظ فائظُها
فاَوْضِحنها تَفُزْ بنادرةٍ *** قد يَهَظَ الأولينَ باهِظُها
فأجابه الزبيدي ، مضمنا شعره الشاهد على ذلك :
أتاني كتاب من كريم مُكَرَّمٍ *** فنفَّس عن نفسٍ تكاد تَفِيظُ
فَسَرَّ جميعَ الأولياء ورودُه *** وسِيءَ رجالٌ آخرون وغِيظوا
لقد حَفِظ العهدَ الذي قد أضاعَهُ *** لَدَيَّ سِواهُ والكريمُ حفيظُ
وباحثتَ عن فاظتْ وقَبْلِيَ قالها *** رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاك عن كيسان سَهْلٌ وأنشدوا *** مقالَ أبي الغَيَّاظ وهو مَغِيظُ
"وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولستَ بغائظِ *** عَدُوَّا ولكنْ للصديق تغيظُ "
" فلا حَفِظ الرحمنُ روحَك حَيَّةً *** ولا وَهْيَ في الأرواح حين تَفِيظُ "
اهـ نقلا عن مقدمة الأستاذ الفاضل رمضان عبدالتواب لتحقيق كتاب لحن العوام للزبيدي ص22