هل كتماني للموضوع جائز شرعا ام لا؟فانا احب هذه الغالية

[أم يوسف و هبة]

السلام عليكم
شيخنا الفاضل
عندي رجاء من احد الاخوات ان تستفتوها في امر يحيرها مند سنوات فلا تعرف كيف تتعامل معه.
تقول الاخت
اولا انا متزوجة وعندي ابناء
مشكلتي انني احس دائما ان امي الحالية ليست امي بل انها ربتني فلا اعرف ماذا افعل.
هذا الاحساس ليس نابعا عن نقص في تعاملها معي بل بالعكس انها تعاملني معاملة رائعة فوالله لو طلبت عيونها لاعطتهم لي.
هذا الاحساس يراودني من عدة قرائن انها لاتحبوني ان اخالط الناس الذين يسكنون في قريتها لوحدي اظن مخافة ان يقولوا لي شيئا سمعت بعض الاشياء وانا صغيرة بانني لست ابنتها لم تتحدث يوما عن كيفية مولدي ولا الصعوبة التي تلقاها المراة الحامل عند اثارت مثل هده المواضيع تتاثر عندما تسمع ان ابنة تركت امها لانها ليست امها الحقيقية .
مشكلتي الان شيخنا الفاضل انني في حيرة من امري كيف اتعامل مع هده الحقيقة لبعض الاسباب
اولا وقبل ذكر الاسباب لاثارتي هذا الموضوع احب ان اوضح شيئا
*اولا احب هذه الام الغالية جدا جدا واخاف عليها من التعب ان اثرت معها الموضوع.
ليست عندي مشكلة ان اعيش بدون معرفة الحقيقة فانا متعايشة مع هذا الموضوع منذ ان وعيت على الحقيقة واقول انني تاركة امري لله ولقدره وقضائه فان كان الامر فعلا صحيحا ان هذه الام الغالية العضيمة ليست امي ساترك ذلك للقدر فان كتب لي ان اعرف الحقيقة فلاباس وان لم يكتب لي فلا مشكلة عندي.
لكن الاسباب التي جعلتني ابحث عن الاستشارة الان هي
1-هل يحق لي ان اخبر زوجي بهذا الموضوع ام لا اخاف ان اعاقب يوم القيامة لانني كتمت عليه هذا الموضوع.
2-لي اخوة من هذه الام العضيمة ولا اعرف هل هم فعلا اخوتي ام انهم تبنتهم مثلي فكيف ساتعامل معهم خصوصا انني اعتبرهم الان من المحارم.
3-اريد ان اعرف الحقيقة من اجل هذه الام الغالية فانا لاريد ان يذهب عملها هذا سدى احبها ان تاجر عليه ان شاء الله فهل عدم اخبار المتبنى انه ليس ابنهم ينقصهم الاجر ام ماذا.
4- بعض الاحيان احن لمعرفة الحقيقة.
عذرا شيخنا الفاضل على الاطالة ولكن اردت ان احكي القصة كما سردتها لي صاحبة الفتوى.
وختاما تقول فعلا انها ليست عندها مشكلة في التعايش مع هذه المشكلة وانها تاركة الامر لقضاء الله وقدره وتقول عسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم.
وتشير تحب امها الغالية وتخاف على مشاعرها جدا وان يسبب هذا الموضوع حزازات بينها وبين امها ان اثير .
والله المستعان .

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
لا شك أن معرفة الحقيقة في هذا الموضوع أمر مهم؛ لأنه ينبني عليه ما يلي:
أولا: حكم التبني، وبيان عدم جوازه.
الثاني: قرابة الزوج من هذه الأم؛ فإذا لم تكن أمك لم يجز له أن يراها، ولا أن تنكشف له.
الثالث: إخوانك من جهتها؛ فإذا لم تكن أمك لم يجز لك أن تنكشفي عندهم.
الرابع: الميراث.
وحقوق أخرى كثيرة.
وفي ذهني مجموعة من الأسئلة، وهي:
ما موقف الأب؟ وهل رأيتيه؟
وهل إخوانك من أبيك وأمك، أو أبيك فقط؟
وهل رأيت منهم ما يدل على صحة شكوكك؟
وهل لك أقارب؟ أعمام، عمات، أخوال، خالات، جد، جدة؟
وهل رأيت منهم ما يدل على هذه الشكوك التي تراودك؟
وهل يمكن أن يفيدك أحد من أهل القرية بشيء؟
كل هذه الأسئلة الإجابة عليها يمكن أن تؤدي إلى معرفة الحقيقة.
ثم يمكن أن تطمني أمك عند معرفة الحقيقة بأنك ستبقين بارة بها، حريصة على مشاعرها، ولن تفارق لسانك كلمة أم أبدًا، وقولي لها: ستبقين أمًا لي؛ لأني أحبك حبًا شديدًا.
ولا أعتقد أن البحث عن الحقيقة فيه محذور شرعي، لكن بما أن هذا الأمر قد استقر على ذلك؛ فلا أرى حاجة للبحث والتنقيب؛ لأن هذه الأمور تبنى في الشريعة على ما ظهر، وعلى إقرار من يصلح الإقرار منه بأن هذا الولد منه، وذلك حفظًا للأنساب، وتشوفًا لبقاء نسب الإنسان صحيحًا مما يشوه صورته.
ولا حرج عليك في البقاء على ما أنت عليه، عملا بظاهر الحال.
أعانك الله وبارك فيك.
والله أعلم..