المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسبنا الله ونعم الوكيل


أم خولة
03-11-06, 08:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذه كلمات من كتاب فقه الأدعية والأذكار للشيخ : عبد الرزاق ابن علامة المدينة عبد المحسن البدر حفظهما الله وزادهم علماً وفقهاً في الدين وثبتهما الله على الصراط والمستقيم ..

الجــــزء الثالث والرابع.. الصفحة 195
باب مايقال عند لقاء العدو

ومما يُشرع للمسلم أن يقوله في مثل هذا المقام ((حسبنا الله ونعم الوكيل)) ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا :[[ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ]] ( أل عمران-173)
ومعنى ((حسبنا الله )) أي: كافينا كل ما أهمنا ، فلا نتوكل إلا عليه ولا نعتمد إلا عليه كما قال سبحانه : [[ومن يتوكل على الله فهو حسبه ]] ( الطلاق:3) أي : كافيه كما قال: [[ أليس الله بكاف عبده]](الزمر:36)
وقوله: ((ونعم الوكيل)) أي: نِِِعم المتوكل عليه في جلب النعماء ودفع الضراء والبلاء ، كما قال تعالى : [[ واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير]]
( الحج: 78).
وقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة التوكل على الله والاعتماد عليه والالتجاء إليه سبحانه، وأن ذلك سبيل عِزِّ الإنسان ونجاته وسلامته،
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد: ( وهو حسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه ، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ، ويُجير المستجير، وهو نعم المولى ونعم النصير، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكلِّيَّته إليه تولاه وحفظه وحرسه وصانه، ومن خافه واتقاه أمَّنه مما يخاف ويحذر ، وجلب إليه كل مايحتاج إليه من المنافع[[ومن يتق الله يجعل له مخرجا*2*ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ]](الطلاق:2،3)
فلاتستبطئ نصره ورزقه وعافيته، فإن الله بالغ أمره ، وقد جعل الله لكل شئ قدراً، لا يتقدم عنه ولا يتأخر).
ثم إن فيما تقدم دلالة على عظم شأن هذه الكلمة وأنها قول إبراهيم ومحمدعليهما الصلاة والسلام في الشدائد.
فإبراهيم عليه الصلاة والسلام لمَّا أفحم قومه وبيّن لهم بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة أن المعبود بحق هو الله وأن مايعبدونه من دونه إنما هي أوثان لا تملك لعابديها جلب نفع ولا دفع ضر ، [[ قال أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولايضركم*66* أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ]] ( الأنبياء:66)
فلما أفحم القوم ولم يكن لديهم أيُّ حجة يقاومونه بها لجأوا إلى استعمال القوة و
[[ قالوا حرقوه وانصروا ءالهتكم إن كنتم فاعلين ]] (الأنبياء:68)
وقد دلت كلمتهم هذه على إفلاسهم من الحُجج والبراهين ، وعلى شدة سفههم وحقارة عقولهم ، إذ كيف يعبدون من أقرُّوا أنه يحتاج إلى نصرهم ، ثم إنهم أججوا ناراً عظيمة وألقوا فيها نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قاصدين قتله بأشنع القتلات ، فقال عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار : [[ حسبنا اللع ونعم الوكيل]] فانتصر الله لخليله ، وقال للنار : [[ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ]] ( الأنبياء : 69) فكانت كذلك برداً وسلاماً عليه لم ينله فيها أذى ، ولم يُصبه فيها مكروه.

ومحمد صلى الله عليه وسلم قالها حين قالوا: [[ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم]] ( أل عمران: 173)
وذلك بعد ماكان من أمر أُحد ما كان ، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن أبا سفيان ومن معه من المشركين قد أجمعوا الكرًّة عليهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جمع من أصحابه حتى انتهى إلى حمراء الأسد_وهي تبعُدُ عن المدينة قدر ثلاثة أميال_ فألقى الله الرُّعب في قلب أبي سفيان حين بلغه الخبر ، فرجع إلى مكة ، ومرَّ به ركب من عبد قيس فقال: أين تريدون ؟ قالوا: نريد المدينة؟ قال: فهل أنتم مبلغون عنِّي محمداً رسالة أُسلُكم بها إليه؟ قالو: نعم ، قال: فإذا وافيتموه فأخبروه أنَّا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه ، لنستأصل بقيتهم ، يريد بذلك إرعابهم وإخافتهم ، فمرَّ الرَّكب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد ، فأخبروه بالذي قاله أبو سفيان وأصحابه فقال: [[ حسبنا الله ونعم الوكيل]] ( أل عمران: 173)
وازداد إيمانهم بالله وثقتهم به ، ورجعوا إلى المدينة دون أن يُصابوا بسوء أو أذى، بخلاف المشركين الذين رجعوا وقلوبهم ممتلئة خوفاً ورعباً.
يقول الله تعالى : [[ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم*172* الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل*173*فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم]]
( آل عمران: 172-174)
وفي هذا أن التوكل على الله أعظم الأسباب في حصول الخير ودفع الشر في الدنيا والأخرة*

*انظر تيسير العزيز الحميد(ص:505-502)
أسأل الله أن ينفع بما سبق .. وأن يثبتنا أجمعين على الطريق المستقيم
اللهم زدنا علماً وفقهاً في الدين

أم أســامة
04-11-06, 09:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله فيكِ يا أم خولة وجزاكِ خير الجزاء .. ..

أسأل الله أن ينفع بما سبق .. ويجعلنا من عباده المتوكلين.. معلقة قلوبنا به عز وجل.. وأن يثبتنا أجمعين على الطريق المستقيم

اللهم زدنا علماً وفقهاً في الدين .. ..

وفقكِ الله ..

طالبة رضا الله
05-11-06, 04:34 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله فيكِ يا أم خولة وجزاكِ خير الجزاء .. ..

أسأل الله أن ينفع بما سبق .. ويجعلنا من عباده المتوكلين.. معلقة قلوبنا به عز وجل.. وأن يثبتنا أجمعين على الطريق المستقيم

اللهم زدنا علماً وفقهاً في الدين .. ..

وفقكِ الله ..

أم خولة
09-11-06, 08:05 PM
آمين ..آمين

وفقنا الله أجمعين إلى ما يحبه ويرضاه

أم حمدان
10-11-06, 02:18 AM
جزاك الله خيرا أختي الكريمة أم خولة

أثابنا الله وإياكم جنات الفردوس الأعلىشكرا لك

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم زدنا علما وفقهنا في الدين .. اللهم آمين

بشـرى
15-12-06, 11:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله فيكِ يا أم خولة وجزاكِ خير الجزاء .. ..

أسأل الله أن ينفع بما سبق .. ويجعلنا من عباده المتوكلين.. معلقة قلوبنا به عز وجل.. وأن يثبتنا أجمعين على الطريق المستقيم

اللهم زدنا علماً وفقهاً في الدين .. ..

وفقكِ الله ..