المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~*¤ô§ô¤*~وقفــــــــات بعد رمضـــــان~*¤ô§ô¤*~


سمية بنت إبراهيم
05-11-06, 07:46 PM
http://www.br2h.com/up/uploads/cd04c117ce.gif (http://www.br2h.com/up)

وقفات بعد رمضان

مضت أيام العيد ولياليها من أيام مرة المذاق ، ليسأل كل واحد منا نفسه ، كيف حالك بعد رمضان ؟ فلنقارن بين حالنا في رمضان وبعده0

إيه أيتها النفس ؟! كنتِ في أيام صلاة وقيام وتلاوة وصيام ، وذكر ودعاء وصدقة وإحسان وصلة للأرحام!


ذقنا حلاوة الإيمان وعرفنا حقيقة الصيام وذقنا لذة الدنعة وحلاوة المناجاة في الأسحار!

كنا نصلي صلاة من جعلت قرة عينه في الصلاة ، وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه ، وكنا ننفق نفقة من لا يخشى الفقر ، وكنا وكنا مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !

وهكذا كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه ، حتى قال قائلنا : ياليتني متُّ على هذا الحال !! ياليت خاتمتي كانت في رمضان !1 لما يشعر به من حلاوة الإيمان ولذة الطاعة0

بكى عبد الله بن مسعود في مرض قبل موته ، فقيل له : ما يبكيك؟ قال: أبكي لأنه أصابني في حال فترة ولم يصبني في حالة اجتهاد!

رحل رمضان ولم يمضِ على رحيله إلا القليل ! ولربما عاد تارك الصلاة لتركه ، وآكل الربا لأكله ، وسامع الغناء لسماعه ومشاهد الفحش لفحشه ، وشارب الدخان لشربه0




فنحن لا نقول أن نكون كما كنا في رمضان من الاجتهاد ، فالنفس لا تطيق ولكن نقول : لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة ، فنحيا على الصيام والقيام والصدقة ولو القليل ، لذا شرع لنا الدين صيام ستة أيام من شوال0


http://www.br2h.com/up/uploads/42d2533c0c.gif (http://www.br2h.com/up)



نعم أحبتي الكرام00

كلما تذكر المرء أنه قد رحل عنا هذا الشهر لا يملك عينيه حزنا على فراقه

لذا00

أحببت أن أنقل إليكم هذه الوقفات

بعد شهر الرحمة شهر رمضان 00حتى نسترشد ونسير قدما على الطريق


واعذروني ان تأخرتُ في كتابتها ولكني ما فرغتُ منها إلا الآن

أسأل الله أن يجزي كاتبها خير الجزاء وأن لا يحرمنا وإياكم الأجر 0

وسوف أقوم بإضافة كل وقفة في رد حتى يتسنى قراءتها جيدا وحتى لا تضيع بين العناوين0 فاللهم بلغنا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة ونحن على خير حال يا رب العالمين0


أختكم ومحبتكم في الله
سمية أم عمار

أم أســامة
05-11-06, 08:50 PM
راااااااائع أختي الحبيبة سمية ,,

جزاكِ الله كل خير وأحسن الله إليك على هذا الموضوع,,

با نتظار هــذه الوقـفات ,, نفعنا الله وإياكِ بها وجعلنا ممن يداوم على الأعمال الصالحة وأن قلت ..

بوركتِ أخية ..

أم مودة
06-11-06, 12:03 PM
صدقت أختي أم عمار

رحل رمضان ولم يمضِ على رحيله إلا القليل !

فكيف صرنااااااااا بعد رمضان ؟؟؟

جزاك الله خيرا غاليتي

ونسأل الله أن تكوني لنا خير عون بعد الله

على تدارك أنفسنا و قلوبنا مع هذه الوقفات

ثبتك المولى وبارك في وقتك

سمية بنت إبراهيم
10-11-06, 09:25 AM
بارك الله فيكما شذا الرياض وأم أنس
أسعدني مروركما فجزاكما الله خيرا
وإلى تلك الوقفات ، أسأل الله لي ولكن الثبات حتى الممات

الوقفة الأولى:
ماذا استفدنا من رمضان؟

ها نحن نودع رمضان المبارك ، بنهاره الجميل ولياليه لعطرة ، ها نحن نودع شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار ، فماذا جنينا من ثماره اليانعة وظلاله الوارفة؟
هل تحققنا بالتقوى 00 وتخرجنا من مدرسة الصوم بشهادة المتقين؟!
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟ وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟ أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
هل 0 هل 0 هل ؟!
أسئلة كثيرة 00 وخواطر عديدة 00 تتداعى على قل كل مسلم صادق 00 يسأل نفسسه ويجيبها بصدق وصراحة0
*ماذا استفدت من رمضان؟
إنه مدرسة إيمانية 00 إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام 00 ولشحذ الهمم بقية العمر 00 فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير 00 نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) [الرعد 11]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمية بنت إبراهيم
10-11-06, 10:59 AM
الوقفة الثالثة:
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هكذا يجب أن يكون العبد 00 مستمرا على طاعة الله ، ثابت على شرعه ، مستقيم على دينه ، لا يروغ روغان الثعالب ، يعبد الله في شهر دون شهر ، أو في مكان دون آخر ، أو مع قوم دون آخرين ،لا 00 وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها 0 فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو راض عنه 0 قال تعالى:( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) [هود112] ، وقال (فاستقيموا إليه واستغفروه) [فصلت6]0
وقال صلى الله عليه وسلم :"قل آمنت بالله ثم استقم" رواه مسلم
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالستة أيام من شوال ، والاثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها ، ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) [ الذاريات17 ]0
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثير0
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هي في كل وقت0
وهكذا فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان ، فاجتهد أخي في الطاعات 00 وإياك والكسل والفتور فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبدا أن تترك الواجبات وتضيعها ، كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها 0 ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه أو استماعه0
فالله الله في الاستقام والثبات على الدين في كل حين فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)0ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمية بنت إبراهيم
10-11-06, 11:00 AM
الوقفة الرابعة:
لكل عمل شرة ولكل شرة فتنة

نعم يا أخي00 فلكل عمل وقت يجتهد فيه عامله أكثر ما يكون ، وهي الشرة أي: النشاط والقوة ، ثم تأتي الفترة وهي الضعف والفتور، ، وفي الحديث الصحيح :"إن لكل عمل شرة ولكل شرة فتنة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، وإن كانت إلى غير ذلك فقد هلك "0
قال ابن القيم رحمه الله: فتخلل الفترات للسالكين أمر لازم لابد منه ، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض ، ولم تدخله في محرم ، رجي له أن يعود خيرا مما كان ، مع أن العبادة المحببة إلى الله سبحانه وتعالى هي دوام العبد عليه0
وقال عمر بن الخطابرضي الله عنه:إن القلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل ، وإذا أدبرت فالزموها الفرائض ، فلا تحزن على ما أصابك ما دمت لم تروح عن نفسك بمعصية ، أما الذي يقول ساعة وساعة ، ويستجم باللهو والمعصية ، فهو الهالك0
قال كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان ألا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألة، ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان عصى ربه فصيامه عليه مردود0
ومر وهيب بن الورد على قوم يلهون ويضحكون في العيد ، فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين ، وإن كانوا لم يتقبل منهم صيامهم ، فما هذا فعل الخائفين0

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمية بنت إبراهيم
13-11-06, 09:49 AM
الوقفة الخامسة:عليك بالاستغفار والشكر0
أكثروا من الاستغفار، فإنه ختام الأعمال الصالحة ، كالصلاة والحج والمجالس ، وكذلك يختم الصيام بكثرة الاستغفار ، قال أبو هريرة رضي الله عنه: الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه ، فمن استطاع منكم أن يجيء بصيام مرقع فليفعل0
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال : قولوا كما قال أبوكم آدم "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" 0 وكما قال إبراهيم (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) 0 وكما قال موسى (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) 0 وكما قال ذو النون ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)0
وكان بعض السلف إذا صلى استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه فهذا حال المحسنين في عبادتهم فكيف بحال المسيئين؟0
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه وقيامه فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) [البقرة185] ، والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال0

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمية بنت إبراهيم
13-11-06, 09:51 AM
الوقفة السادسة:
هل صيامك تقبل أم لا؟
إن الفائزين في رمضان كانوا في نهارهم صائمون تالون ، وفي ليلهم ساجدون راكعون، بكاء وخشوع ، وفي الغروب والأسحار تسبيح وتهليل وذكر واستغفار ، ما تركوا بابا من أبواب الخير إلا ولجوه ، ولكنهم مع ذلك ، قلوبهم وجلة وخائفة لا يجرون هل قبلت أعمالهم أم لم تقبل ، وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا؟
فلقد كان السلف الصالحون يحملون هم قبول العمل أكثر من العمل نفسه ، قال تعالى (الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة ) [المؤمنون60]0
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كونوا لقبول العمل أشد اهتماما من العلمل ، ألم تسمعوا قول الله عز وجل (إنما يتقبل الله من المتقين)0
وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله عز وجل يقول (إنما يتقبل الله من المتقين) [المائدة27]0
وقال عبد العزيز بن أي رواد: أدركتهم يجتهدون في العلمل الصالح ، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم ، أيقبل أم لا؟!
وكان ابن مسعود ينادي في آخر ليلة من رمضان يقول : ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه؟! ومن هذا المحروم فنعزيه؟!0
أيها المقبول 00 هنيئا لك ، أيها المردود00 جبر الله مصيبتك!
فمن منا أشغله هذا الهاجس : قبول العمل أو رده ، في هذه الأيام، ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان؟
فقد كان السلف الصالحون يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم00 نسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين0

*علامـــــــات قبول العمــل:
1) الحسنة بعد الحسنة؛ فإتيان المسلم بعد رمضان بالطاعات والقربات ، والمحافظة على المفروضات دليل على رضى الله عن العبد ، وإذا رضي الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية0
2) إنشراح الصدر للعبادة والشعور بلذة الطاعة وحلاوة الإيمان والفرح بتقدي الخير ، والفرح بمجانبة الشر ، حيث أن المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته0
3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضر الله تعالى 0
4) الخوف من عدم قبول الأعمال في هذا الشهر الكريم ؛ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله القبول ستة أشهر0
5) الغيرة للدين والغضب إذا انتهكت حرمات الله ، والعمل للإسلام بحرارة وبذل الجهد والمال في الدعوة إلى الله0
6) المحافظة على الصلاة بصفة خاصة حيث أنها العهد الذي بين المسلم وبين الكافر ، فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع كما قال الفاروق رضي الله عنه، فكيف يقبل الله من عبد صيامه وقد هجر المساجد بعد رمضان مباشرة ، فهل هذا حال الخائفين؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمية بنت إبراهيم
13-11-06, 09:53 AM
الوقفة السابعة:
احذر من العجب والغرور
والزم الخضوع والانكسار للعزيز الغفار0
أيها المحب 00 إياك والغرور بعد رمضان ! وربما حدثتك نفسك أن لديك رصيد كبير من الحسنات ، كأمثال جبال تهامة ! أو أن ذنوبك قد غفرت فرجعت كيوم ولدتك أمك ، فما زال الشيطان يغريك والنفس تلهيك حتى تكثر من المعاصي والذنوب!0
ربما تعجبك نفسك فيما قدمته خلال رمضان , فإياك ثم إياك والإدلال على الله بالعمل , فإن الله عز وجل يقول :( ولا تمنن تستكثر) [المدثر - 6 ]
فلا تمن على الله بما قدمت وعملت 0 ألم تسمع قول الله تعالى :( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) [الزمر47] فاحذر من مفسدات العمل الخفية من النفاق والرياء والعجب , ولقد جاء في الحديث الحسن - لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم أن ولد إلى يوم أن يموت هرما في مرضات الله لحقره يوم القيامة0
نعم والله لا يساوي شيئاً , ولا يساوي نعمة واحدة كنعمة البصر ...!. ولقد كان السلف الصالحون أشد اجتهاداً وهضماً للنفس واحتقاراً لها !!
فكان صلة بن أشيم يحيي الليل ثم يقول في دعائه في السحر :" اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار , ومثلي لا يجترئُ أن يسألك الجنة".
وكان مطرف بن عبد الله يقول في دعائه :" اللهم ارض عنا , فإن لم ترض عنا , فاعف عنا"

انتهت الوقفات ، فربِ تقبل منا الطاعات ، وبلغنا رمضان سنوات وسنوات ونحن على خير حال يا رب البريات
اللهم آمين.