تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة المجموعة الثانية ( الإختبار لسلسلة أسماء الله الحسنى )


نور الصباح
30-03-08, 07:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكن الله اخواتي :
أم زياد السلفية
الساعية للفردوس
أم يوسف
أم رحمة
هذه صفحتنا لنتواصل بارك الله فيكن
في انتظار كنشكرا لك

ام زياد السلفية
30-03-08, 11:59 PM
شكرا لك
بارك الله فيكِ أختى نور الصباح
و جعلك الله من السابقين
لى رأى أخواتى أن تلخص كل أخت الدروس كاملة كى تكون مراجعة أيضا للامتحان .
فما رأيكن ؟
اللهم وفقنا الى ما تحب وترضى

نور الصباح
31-03-08, 01:21 AM
نعم اختي ام زياد بارك الله فيك
ممكن لكل اخت كما تريد ( تلخيص خاص بها )
ولكن الأفضل ان نقسم التخليص بيننا ولاادري مارأي بقية المجموعة

ولكن هل تقصدين اختي ام اسماء ان كل مجموعة تلخص الدروس الثمانية ام ان هناك عدد معين تقوم به كل مجموعة وجزاك الله خير

نعم حبيبتي ، كل مجموعة تلخص دروس الدورة الثمانية ، ويمكن تقسيم هذه الدروس بين طالبات المجموعة
اما كل طالبة تلخص درسا أو تقسمن كل درس بينكن -حسب ما يناسبكن-

اقتباس:
ضمن الاختبارات المقامة لدورة الأسماء الحسنى؛ اختبار تلخيص الدورة وذلك عبر مجموعات

يعني يا بدر الدجى تلخيص دروس الدورة هو اختبار سيتم التنقيط عليه للمجموعة كلها.
هذا نقلته من كتابة مشرفتنا ام اسماء
بورك فيكن

نور الصباح
31-03-08, 01:24 AM
راجعن هذا الرابط وفقتم لكل خير

http://t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=14554

أم رحمة
31-03-08, 04:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي في الله
جمعني الله بكم في الجنة
يا رفقة الخير
ورحمني الله وإياكم

أرى أن نقسم الدروس الثمانية
علينا نحن الخمسة
وتنفرد كل واحدة بتلخيص خاص بها

نور الصباح
31-03-08, 05:41 PM
نعم ام رحمة بارك الله فيك
أنا ممكن الخص الدرس السابع والثامن
وممكن إحداكن تشاركني في الدرس السابع
أرجو ان تختار كل واحدة ماتريد تلخيصه وممكن يكون شريط ونصف
والله اعلم لابد م نسرعة الاتفاق حتى لانتأخر اخواتي
سدد الله خطاكن

أم رحمة
31-03-08, 08:21 PM
وسألخص أنا بعون الله
وحوله وقوته
الدرس الأول ونصف الثاني

أرجو من بقية الأخوات المسارعة
في بقية التلخيص وتقسيمة

ام زياد السلفية
01-04-08, 05:57 AM
بارك الله فيكن أخواتى نور الصباح و أم رحمة

أختى الساعية للفردوس قالت أنها ستلخص الدرسين السابع والثامن

اطلعن على هذا الرابط :

http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=14556

وأختى أم يوسف لا أدرى شيئاً عنها يسر الله أمرها

لذا أقترح أن تلخص كل منا درسين

أختى أم رحمة بدأت الدرسين الأول والثانى

و الأخت الساعية للفروس الدرسين الأخيرين

بقى الثالث و الرابع و الخامس و السادس

فاختارى ما يناسبك أختى نورالصباح

وأنا ان شاء الله الدرسين الباقيين

اللهم وفقنا الى ما تحب وترضى

أم رحمة
01-04-08, 07:43 AM
تم تلخيص الدرس الأول ولله الحمد
وجاري تلخيص الثاني

نور الصباح
01-04-08, 09:49 AM
تحية طيبة
اخواتي هل تحدد موعد لنهاية التلخيص ام لا؟
1- الشريط الأول ونصف الثاني ( ام رحمة )
2- نصف الشريط الثاني والشريط الثالث
3-الشريط الرابع ونصف الخامس
4- نصف الخامس والشريط السادس( نور الصباح )
5- الشريط السابع والشريط الثامن .(الساعية للفردوس


ارجو منكن اخواتي اختيار التلخيص بهذه الطريقة اذا سمحتن بذلك وسأختار رقم (4)
اي نصف الشريط الخامس+ الشريط السادس أعاننا الله
بانتظاركن حتى لاتسبقنا بقية المجموعات بوركتم

ام زياد السلفية
01-04-08, 11:17 AM
اهلا بكن يبدو انكن لم تقرأن ردى

اذن سألخص الدرسين الثالث والرابع

وكل اخت تلخص درسين كاملين بارك الله فيكن

اما عن اخر موعد فلم يحدد

أم رحمة
01-04-08, 01:02 PM
تم تلخيص الشريط الثاني كله
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أختي نور الصباح
أرجو بارك الله فيك تلخيص الدرس الخامس كله
وعلى الأخت أم زياد السلفية تلخيص
الثالث والرابع

أخواتي الغائبات
أرجو المسارعة في التلخيص
بارك الله الوقت والجهد
وبعد االتلخيص أرسلوا إلي تلخيصكن
وسأفتح به موضوعا باسم مجموعتنا في صفحة الواجبات
وتقبلوا مني جزيل الشكر



ل

نور الصباح
01-04-08, 01:40 PM
جزيت خيرا أم رحمة
ولكن كيف نرسل لك ؟؟؟
لأن الظاهر ان الرسائل غيرمفعلة لاادري ؟؟؟

ام زياد السلفية
01-04-08, 01:54 PM
بارك الله فيكِ أم رحمة

لكن كما تقول نور الصباح الرسائل الخاصة غير مفعلة

فكيف التواصل ؟

أم رحمة
01-04-08, 08:59 PM
حبيباتي
بارك الله في جهودكن
من لم تفعل لديها الخاصية فلتضع طلبًا بذلك بقسم التواصل مع الادارة
وهنا الإعلان عن المجموعات المصرح لها مع ذكر هذا الأمر وهو إرسال التلخيصات إلي
http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=14313

ام زياد السلفية
02-04-08, 05:53 AM
جزاك الله خيرا أم رحمة

لقد قمت بارسال طلب الى الادارة

وأنتظر الرد بارك الله فيكِ

والحمد لله قد انتهيت من تلخيص الدرس الثالث

وسأبدأ بالرابع اليوم وان شاء الله انهيه

وفقنا الله الى كل خير

شكرا لك

نور الصباح
02-04-08, 11:24 AM
السلام عليكم اخواتي:
بوركت جهودك اختي أم زياد وأم رحمة
هلا ارشدتموني كيف ارسل طلب للادارة ؟وماصيغة الرسالة ؟
ارجو إرشادي
وفقكن المولى

ام زياد السلفية
02-04-08, 01:55 PM
وفيكِ بارك حبيبتى نور الصباح

بالنسبة للطلب

تذهبى الى قسم التواصل مع الادارة

ثم تفتحى موضوع جديد بعنوان طلب تفعيل العضوية
وهذا هو ما كتبته فى طلبى :

[ أرغب فى تفعيل الرسائل الخاصة لدى

وذلك لأستطيع إرسال التلخيصات لباقى مجموعتى

أنا فى قسم رياض الجنة لدراسة سلسلة أسماء الله الحسنى ]
وفقكِ الله حبيبتى

أم رحمة
02-04-08, 10:26 PM
الغالية نور الصباح
أين أنت يا حبيبتي
لقد انتهيت أنا و أم زياد من الدروس الأربعة الأولى
وننظرك يا غالية
أخواتي الغائبات الساعية للفردوس وأم يوسف
لا أطال الله غيابكن
الحقن بنا
حبيباتي

نور الصباح
03-04-08, 09:13 AM
تحية طيبة
عفوا اخواتي لدي اختبار الجمعة وقد اتأخر قليلا سامحوني
ولله الحمد بدأت بالتخليص ولكن هذه او ل تجربة لي ارجو أن اوفق في ذلك
وبأذن الله ارسل لك يا ام رحمة إذا انتهيت وياليتكم تسألون ام اسماء عن تحديد وقت لاستلام التلاخيص والله اعلم بارك الله فيكم

أم رحمة
03-04-08, 10:50 AM
لا عليك حبيبتي
نور الصباح

ولكن حبيبتي لا تتأخري علينا
وأرجو لك اجابات موفقة
في امتحانك
واستعيني بالله

أم أسماء
03-04-08, 12:37 PM
حبيباتي ....حياكن الله
أود التنبيه على أن ملخص الدروس ينزل في قسم الواجبات من قسم رياض الجنة.
وأن آخر موعد لاستلام التلاخيص هو يوم الأربعاء 3 ربيع الثاني 1429 هـ
الموافق 9 / 4 / 2008
وهذا ما كتبته لكن الساعية للفردوس في صفحة تقسيم مجموعات الاختبار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي في الله عضوات مجموعتي الجديدة

المجموعة الثانية
أم زياد السلفية
نور الصباح
أم يوسف
أم رحمة

حياكن الله أخواتي وبياكن وجعل الفردوس الأعلى مثوانا ومثواكن

سأستسمحكن غالياتي لأني لن أتواجد طيلة الأسبوع القادم

لذلك إن لم تمانعن تكفلن بتلخيص الدروس الستة الأولى

وسأتكفل بالسابع والثامن بعد عودتي بعد إذنكن

وإلا أخبرنني اقتراحاتكن وأنا رهن الإشارة

أتمنى أن نستطيع التواصل عزيزاتي

دمتن في حفظ الله تبارك وتعالى


وفقكن الله...

ام زياد السلفية
03-04-08, 02:02 PM
أختى نور الصباح
يسر الله أمركِ
و وفقكِ فى امتحاناتك
و لقد تحدد موعد تسليم التلخيص وهو يوم الأربعاء يوم الامتحان
وفقنا الله جميعاً الى ما يحب ويرضى

أختى أم رحمة
بارك الله فيكِ
أشكركِ على تحمل تبعة ارسال الدروس كلها
جزاكِ الله خيرا

مشرفتنا الغالية أم أسماء
بارك الله فيكِ على جهودكِ معنا
ولقد أتممتُ أنا و أم رحمة تلخيص الأربع دروس الأُول بحمد الله
ونور الصباح ان شاء الله ستنهى الخامس والسادس
ويتبقى الأخت الساعية للفردوس أعادها الله لنا بالسلامة

نور الصباح
06-04-08, 12:48 PM
اخواتي : بأذن الله غدا الاثنين سأرسل لأم رحمة التلخيص
.:
ولكن ما العمل مع الدرس السابع والثامن
إذا لديكم قدرة على التلخيص اونتقاسم ؟؟؟؟ انتظر رأيكن
واين أنت ياساعية للفردوس اعادك الله بالسلامة

أم رحمة
06-04-08, 02:22 PM
أنا سألخص الدرس السابع
إن شاء الله
وعليكما تقسيم الثامن
بارك الله فيكن

أنتظر الرد

ام زياد السلفية
06-04-08, 02:47 PM
بارك الله فيكن

ان شاء الله ألخص الدرس الثامن

أم جهاد وأحمد
06-04-08, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله أخواتي الغاليات وبياكن وجعل الفردوس الأعلى مثوانا ومثواكن

عدت إليكن حبيباتي بفضل الله ومنته ولن أخذلكن طبعا إن شاء الله تعالى

طبعا قمت بتلخيص الدرسين السابع والثامن كما وعدت

بصراحة غالياتي لخصت جميع الدروس

كما أني والحمد لله عملت ملخصل واحدا لجميع الدروس

أي ملخص التلاخيص

فكما لاحظتن عزيزاتي فالدرس الثاني مثلا ليس سوى تلخيص للدرس الأول

لذلك حاولت أن أجمع القضايا التسع

الأولى: في الكلام عن الاسم و الصفة و الفرق بينهما.
الثانية: في ذكر ضابط يضبط ما يضاف إلى الله تبارك و تعالى من الأسماء.
الثالثة: في الكلام على الأركان, أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى.
الرابعة: في الكلام عن إحصائها (إن لله تسعة و تسعين اسما, مائة إلا واحد, من أحصاها دخل الجنة)
ما المراد بالإحصاء؟
الخامسة: في الكلام عن الروايات التي ورد فيها سرد الأسماء في هذا الحديث المخرج في الصحيحين
السادسة: في ذكر مظان الأسماء الحسنى, أين نبحث عنها؟ أين نجدها؟
السابعة: في الأصول التي ترجع إليها, ماهي الأسماء التي ترجع إليها جميع الأسماء الحسنى؟
الثامنة: في تفاضل أسماء الله تبارك و تعالى.
التاسعة: في الكلام عن الاسم الأعظم.

وتحت كل قضية وضعت ما جاء فيها وما يترتب عليها

أتمنى أن نستطيع التواصل قبل يوم الأربعاء

دمتن في حفظ المولى عز وجل

أم رحمة مبارك الإشراف غاليتي

أعانك الله عليه فهو تكليف بقدر ما هو تشريف

أم رحمة
07-04-08, 01:05 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
أختي
الساعية للفردوس
أرجو إرسال تلخيص الدرس السابع والثامن غاليتي
لي على الخاص
و حاولي أن تستأذني
أم زياد السلفية
في أن نرسل تلخيصك أنت للدرس الثامن لأنه قد
تم تلخيصه بواسطة أم زياد وأرسلته لي
وأنتظرك أختي نور الصباح
لإرسال التلخيص الخامس والسادس
أما بالنسبة لتلخيص التلخيص يا ساعية للفردوس
فيمكن أن تفيدينا به
ليساعدنا في المذاكرة
إذا أردت
وجزاك الله خيرا مرة أخرى

أم جهاد وأحمد
07-04-08, 05:12 PM
أما بالنسبة لتلخيص التلخيص يا ساعية للفردوس
فيمكن أن تفيدينا به
ليساعدنا في المذاكرة
إذا أردت

نعم هذا ما كنت قررت أن أفعله سأضعه إن شاء الله تعالى هنا حتى تستفيد منه جميع الأخوات في المراجعة

نور الصباح
07-04-08, 05:22 PM
جزيت الفردوس حقا ليكون اسم على مسمى ياساعية للفردوس

نور الصباح
07-04-08, 07:39 PM
تحية طيبة :
أختي أم رحمة هل وصل التلخيص عن طريق البريد ؟ ارسلته اليوم الاثنين عصراً
وإن لم يصل فما الحل ؟
جزيتم الجنة

أم رحمة
08-04-08, 08:08 AM
تحية طيبة :
أختي أم رحمة هل وصل التلخيص عن طريق البريد ؟ ارسلته اليوم الاثنين عصراً
وإن لم يصل فما الحل ؟
جزيتم الجنة

غليتي نور الصباح
أي بريد تقصدين؟!!!!
ارسلي لي على الخاص
بارك الله فيك

انتظرتك طويـــــــــــــــــــــــــــلا

نور الصباح
08-04-08, 12:44 PM
سامحيني أم رحمة :
فاقصد اني ارسلته كرسالة خاصة والحقيقة اني اول مرة ارسل لذلك كان هناك خلل
راجعي : فقد ارسلت لك جزء من تلخيص الشريط الخامس

أم رحمة
08-04-08, 03:47 PM
حبيبتي استلمت جزء من التلخيص
ولكن اكملي التلخيص وأرسليه
أنتظرك
" بقيت بقية تلخيص الدرس الخامس والدرس السادس كله

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم لك الحمد, أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، و لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق, ووعدك حق, وقولك حق, ولقاؤك حق, والجنة حق, والنار حق, والساعة حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق .
اللهم لك أسلمنا وعليك توكلنا وبك آمنا وإليك أنبنا وبك حاكمنا .
ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض, وملء مابينهما, وملء ما شئت من شيء بعد, أهل الثناء والمجد, أحق ما قال العبد, وكلنا لك عبد .
اللهم لامانع لما أعطيت, ولا معطي لما منعت, ولاينفع ذا الجد منك الجد .
اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد ، وأنصر من ابتغى ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، أنت الملك لاشريك لك ، والفرد لاند لك ، كل شيء هالك إلا وجهك .
لم تطاع إلا بإذنك , ولم تعصى إلا بعلمك, تطاع فتشكر, وتعصى فتغفر, أقرب شهيد وأدنى حفيظ, حلت دون النفوس, وأخذت بالنواصي , وكتبت الآثار, ونسخت الآجال , القلوب لك مفضية, والسر عندك علانية, الحلال ما أحللت, والحرام ماحرمت, والدين ما شرعت, والأمر ما قضيت, والخلق خلقك وأنت الرؤوف الرحيم.
أما بعد, أيها الأحبة الله تعالى أمرنا أن نسأله علما نافعا كما جاء في حديث جابر رضي الله تعالى عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (( سلو الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لاينفع )).فهذا كلام من لا ينطق عن الهوى.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك أمته عمليا فكان من دعائه: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها.))
العلم المتعلق بالمعبود - جل جلاله - أشرف العلوم وأنفع العلوم؛ لأنه يتعلق بالرب المالك المعبود لاإله إلا هو, وقد قيل إن شرف العلم بشرف المعلوم, ولاريب أن الله -تبارك وتعالى- هو أشرف المعلومات.

فالعلم النافع مايدل على أمرين:
الاول: معرفة الله تبارك وتعالى وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الكاملة.
الثاني: يعرفنا مايحبه المعبود -جل جلاله- ما يرضاه منا, وما يكرهه, ويسخطه من الاعتقادات والأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

أيها الأحبة أرجو أن يتيسر الحديث عن تسع قضايا:
الأولى: في الكلام عن الاسم و الصفة و الفرق بينهما.
الثانية: في ذكر ضابط يضبط ما يضاف إلى الله تبارك و تعالى من الأسماء.
الثالثة: في الكلام على الأركان, أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى.
الرابعة: في الكلام عن إحصائها (إن لله تسعة و تسعين اسما, مائة إلا واحد, من أحصاها دخل الجنة), ما المراد بالإحصاء؟
الخامسة: في الكلام عن الروايات التي ورد فيها سرد الأسماء في هذا الحديث المخرج في الصحيحين, جاء في بعض رواياته في غير الصحيحين سرد للأسماء سأتكلم على ثبوت هذا الحديث و ما يتعلق بالكلام على رواياته و ضعفه.
السادسة: في ذكر مظان الأسماء الحسنى, أين نبحث عنها؟ أين نجدها؟
السابعة: في الأصول التي ترجع إليها, ماهي الأسماء التي ترجع إليها جميع الأسماء الحسنى؟
الثامنة: في تفاضل أسماء الله تبارك و تعالى.
التاسعة: في الكلام عن الاسم الأعظم.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:33 PM
القضية الأولى:
فالكلام عن الاسم , معنى الاسم و الصفة, و الفرق بين الاسم و الصفة
***معنى الاسم عند النحاة: مادل على معنى في نفسه و لم يقترن بزمن
فعلامات الاسم عند النحويين منها:
1. أن يكون قابل لدخول حرف الجر
2. التنوين
3. دخول ياء النداء
4. أو يكون الاسم معرفاً بالألف و اللام
5. أو يكون مضاف إليه معنى من المعاني
هذه خمس علامات كما قال ابن مالك في الألفية
الجر والتنوين والندا وأل ****ومسند للإسم تمييزٌ حصل
*** الفعل مادل على معنى في نفسه و اقترن بزمان
***و الصفة: هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات

و في فتاوى اللجنة الدائمة ورد سؤال عن هذه القضية, و حاصل الجواب
أن أسماء الله كل مادل على ذات الله,مع صفات الكمال اللائقة به
أما الصفات: فهي نعوت الكمال القائمة بالذات.
إذن الاسم يدل على أمرين, و الصفة تدل على شيء واحد
الاسم هو يدل على الذات و على الصفة
الصفة تدل على معنى يقوم بالله عز و جل

و يمكن أن نذكر ثلاثة فروقات- على سبيل الاختصار و التلخيص- بين الاسم و الصفة, حتى نفرق بينهما, فنقول:
الفرق الأول بين الاسم و الصفة:
أن الأسماء يشتق منها صفات, أما الصفات فلا يشتق منها أسماء

الفرق الثاني :
أسماء الله عزوجل لا تشتق من أفعال الله
أما الصفات فإنها تشتق من الأفعال
باب الأسماء أضيق من باب الصفات
وباب الأفعال أوسع من باب الصفات
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وباب الإخبار أوسع من باب الصفات

الفرق الثالث:
إن أسماء الله تعالى وصفاته تشترك بالإستعاذة والحلف بها ،
تختلف في التعبد بها و الدعاء بها


ما الفرق بين باب التسمية وباب الإخبار؟
-الفرق الأول: أن أسماء الله توقيفية فلا نسميه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم
أما باب الإخبار أوسع فيمكن أن نخبر عن الله أنه موجود, ومعلوم ان الموجود ليس من أسماء الله تعالى فنقول الله موجود فباب الخبر أوسع من باب الأسماء.

الفرق الثاني: أن أسماء الله حسنى كاملة في الحسن فهي تحمل الحسن المطلق أما الخبر فيكفي أن لا يكون بعبارة غير لائقة لذلك يمكن أن يُخبَر عن الله أنه موجود؛ وأنه ساتر لكن الستّير أبلغ لأنه هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الفرق الثالث: أن أسماء الله الحسنى يُدعى بها أما الخبر عن الله فإنه لا يدعى به , فلا تقول يا قديم ويا موجود إنما تقول يا الله؛اللهم إني أسألك بأنك أنت الأول الذي ليس قبلك شئ وأنت الآخر الذي ليس بعدك شئ.هذه فروقات ثلاث بين باب التسمية وباب الخبر.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:39 PM
القضية الثانية : ضابط الأسماء الحسنى

ما هو الضابط الذي نستطيع معه أن نُسمّي الله عز وجل، أو أن نتعرف به على أسمائه؟؟؟
العلماء في هذه القضية غير متفقين :
* فمنهم من يعتمد على العدد الوارد في الأسماء المسرودة في حديث أبي هريرة المشهور في الصحيحين
* ومن أهل العلم من اقتصر على ما ورد بصورة الاسم فقط
*ومنهم من قابله بتوسع فاشتقوا من كل صفة وفعل اسم لله تعالى
*والمنهج الرابع وهم الذين توسطوا فجعلوا شروطا لاشتقاق الاسم من الصفة أخذاً من النصوص ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان ضابط الأسماء :

الضابط الأول :الأسماء الحسنى هي التي يدعى الله بها فيقال: ياالله، ياعزيز، يارحمن,هذه واحدة.
الضابط الثاني : ما جاء في الكتاب والسنة, يعني لا نركب أشياء ونولدها من عند أنفسنا.
الضابط الثالث : ولا بد لهذه الاسماء أن تقتضي الثناء والمدح المطلق بنفسها :
الضابط الرابع : لها معنى حسن فهي حسنى والله -عز وجل- يقول : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " فقال " ولله " يعني سمّى بها نفسه فنأخذها من الكتاب والسنة, وفي دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : "أسالك بكل اسم هو لك, سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك, أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي. ",
اذن في أسماء الله عز وجل لابد أن يكون الاسم ورد في الكتاب والسنة، ولابد أن يدل على معنىً حسن بإطلاق، وأن الله يدعى بها.

وممكن أن نضيف عليها ,ومن تتبع كلام أهل العلم في هذا وإذا أردت أن تتبع ما قالوه فيمكن أن تخرج بجملة من الضوابط والقيود..فيقال:

الأول: أن يثبت الإسم بنص في الكتاب أو السنة , وهذا ينبغي أن لا يختلف فيه وهو من الوضوح بمكان.
الثاني: أن يكون الإسم صالحاً للعلميية , فالأسماء أو الأعلام لها علامات يمكن أن تُعرف بها في كلام العرب , النحاة مثلاً علامات للإسم منهم من يذكر بعضها في المختصرات ومنهم من يزيد عليها في الكتب المتوسطة ومنهم من يتوسع في المطولات.
يتميز الإسم بهذه العلامات الخمس .
الثالث: ذكره بعض أهل العلم وهو ليس محل اتفاق وهو أن يأتي مطلقاً دون قيدٍ أو إضافة
الرابع: أن يكون هذا الاسم دالاً على صفة من صفات الكمال
الخامس: أن الوصف الذي يدل عليه هذا الاسم ويتضمنه لا بد أن يكون كامل من كل وجه
السادس: أن ما ثبت الدعاء به فهو اسم من أسماء الله الحسنى لقوله تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) ولهذا عدّ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من جملة الأسماء الحسنى التي ليست مما جاء في الرواية التي ورد فيها سرد الأسماء (السبوح أنه من أسماء الله)
السابع: أن ما ورد في الكتاب والسنة بصيغة اسم الفاعل واسم الفاعل على وزن فاعل فإذا كان يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل فلا يعد من الأسماء الحسنى, فإذا اعتبرنا هذا القيد يخرج اسم الزارع من أسماء الله الحسنى وأخرج به بعضهم المسعر مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله هو المسعر)) , وكثيراً من المحققين من أهل العلم عدوا ذلك من أسماء الله تعالى (المسعر).

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:45 PM
القضية الثالثة : أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى

ويمكن أن أذكر تحته ثلاثة أركان :
الركن الأول : أنه يجب على المؤمن أن يؤمن بالإسم حقيقة بحيث لا ينفي الاسم ولا ينكره أو يجحده
فالإيمان بالإسم يدخل تحته:
1.أن نثبت الاسم حقيقة لله تبارك وتعالى
2.ان ننزه الله عن مماثلة المخلوقين فالمخلوق
فالتشابه أو التماثل لفظاً لا يوجب التماثل حقيقة ومعنى
3. أن تؤمن بأن أسماء الله تبارك و تعالى بالغة في الحسن، فألفاظها في غاية الحسن, لا تجد لفظاً تنقبض منه الأسماع, وهي أيضا متضمنة للصفات الكاملة ( الحسنى)
فهي كما يقول القرطبي صاحب التفسير" : حسنة في الأسماع والقلوب"
ويمكن أن نضيف الى هذا زيادة إيضاح:فيقال بأن الله تعالى وصف أسمائه بأنها حسنى في القرآن في أربعة مواضع , في أربع آيات ::
*** الموضع الأول: في الأعراف (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسماءه))
***الموضع الثاني: في الإسراء (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ))
***الموضع الثالث: في طه (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى ))
***الموضع الرابع: في الحشر (( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى)).
الركن الثاني : أن تؤمن بما دلّ عليه الاسم من معنى،
وهذا يتضمن أمرين:
الأول : الإيمان بأن للأسماء معاني
الثاني: فهم معاني هذه الأسماء والتفكر فيها لا يعني التفكر بذات الله عز وجل.


الركن الثالث :الإيمان بما يكون لها من آثار
ما يتعلق بالآثار التي تتعلق بالأسماء الحسنى.
وهذا الركن له تعلق بما قبله , فالإنسان اذا آمن بالإسم لا بد أن يؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة , ولا يمكن أن يؤمن بالأثر المترتب على ذلك إلا إذا آمن بالصفة؛ وآمن قبل ذلك بالاسم, فلا بد من فهم معاني الأسماء, أن نعرف معانيها وما دلت عليه, فأسماء الله تعالى لها آثار في هذا الخلق الذي نشاهده , ولها آثار أيضاً فيما يتصل بأمر الله عز وجل وحكمه الشرعي وما شرّعه لعباده فمن نظر في هذا وهذا رأى آثار الأسماء الحسنى ظاهرة جلية لا خفاء فيها..
ولهذا فإن الحافظ ابن القيم رحمه الله اعتبر
العلم بالأسماء الحسنى أنه أصل للعلم بكل معلوم
ووجه ذلك أن كل المعلومات لا تخرج عن أمرين:
إما أن تكون هذه الأشياء التي نعلمها هي من قبيل خلق الله عز وجل فيدخل في ذلك جميع أنواع العلوم التجريبية , العلوم المادية.
وإما أن يكون ذلك من قبيل العلم بأمره جل جلاله فيدخل في هذا العلم بالله عز وجل وأسمائه وصفاته وأحكامه, كل ذلك داخل فيه.
فهذه العلوم إما علم لما كوَّنَه الله عز وجل وخَلَقًه
أو علم بما شرَّعه , فمصدر الخلق إنما هو عن أسماءه تعالى
وهكذا أيضاً مصدر الحُكم والشرع


هل يخرج أحد من ربوبية الله؟
الجواب: لا, فهو رب للجميع, للمؤمن وللكافر, وهو رب للجماد والحيوان والنبات , لا يخرج أحد عن ربوبيته تعالى, واجتمع الخلق بهذا الإعتبار تحت صفة الربوبية
وأما صفة الإلهية فقد افترقوا فيها إلى مؤمنين وكفار فلها الفرق , الربوبية لها الجمع
والإلهية لها الفرق.. فصار الناس إلى طائفتين, سعداء وأشقياء , انقسموا إلى مؤمنين وكفار
فالدين والشرع والأمر والنهي مظهره وقيامه من صفة الإلهية
والخلق والإيجاد والتدبير صفة من صفات الربوبية
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك
فالله تعالى أمرهم بإلهيته وأعانهم ووفقهم وهداهم وأضلهم بربوبيته
وعاقبهم بملكه وعدله

الركن الرابع : هو أن يدعو ربه بها
والدعاء هنا يشمل النوعين : دعاء العبادة - ودعاء المسألة
دعاء العبادة يقتضي أن يتعبد العبد لربه بمقتضى هذه الأسماء فتؤثر معرفة هذه الأسماء في عبوديتنا الظاهرة والباطنة.
والنوع الثاني مما يتصل بالتعبد بها أيضاً وهو السؤال .
فيسأل العبد ربه والله يحب الداعين والسائلين (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) فيسأل ربه تعالى بهذه الأسماء الحسنى في كل مقام بما يناسبه ويليق به, فالله تبارك وتعالى يحب من عبده أن يفعل ذلك .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:51 PM
القضية الرابعةً: وهو ما يتعلق بإحصاء الأسماء الحسنى

الحديث الذي ذكرناه في أول هذه الدروس (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))
ما معنى هذا الإحصاء ؟
هذه اللفظة في كلام العرب تأتي بمعنى
العد - تقول مثلاً حصيت الحصى إذا عددته
ومن المعاني التي تأتي لهذه اللفظة يُقال حَصاة العقل
وهناك معنى ثالث أيضاً: وهو الإطاقة (( علم أن لن تحصوه)) يعني تطيقوه فيما يتعلق بقيام الليل (( فتاب عليكم ))
أما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من أحصاها دخل الجنة)) اصطلاحا ؟
هل المراد به العد ؟ أو المراد عقل معانيها ؟ أو المراد بذلك معنى آخر؟
اختلف أهل العلم في معنى الإحصاء ومنهم من حمله على أكمل معانيه وهو الذي ذهب إليه الحافظ ابن القيم رحمه الله
قال إن الإحصاء لا يكون إلا
بمعرفة الأسماء بأن يجمعها العبد
ويعرف ألفاظها وأن يعرف معانيها
وأن يتعبد لله تعالى بمقتضاها
لا بد من هذه الأمور الثلاثة .
- ومن أهل العلم من قال بأن المقصود بالإحصاء هو أن يقرأ القرآن كاملاً ,, وهذا يمكن أن يوجه كما قال الحافظ ابن الحجر رحمه الله أنهم قصدوا بذلك أن هذه الأسماء موجودة في القرآن فإذا قرأ العبد كتاب الله فإنه يكون بذلك قد مر على جميع الأسماء الحسنى
يعني أنه يتتبع ذلك من القرآن ..

ومثل القرطبي قال هذه مراتب ثلاث لأهل الإيمان كما يُقال مثلاً بأن هناك مرتبة للسابقين ومرتبة للصديقين ومرتبة لأصحاب اليمين فمن عرف ألفاظها فقط فهذا من أهل اليمين , ومن عرف المعاني فهذا من الصديقين, ومن عمل بمقتضاها فهو من السابقين.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 05:56 PM
القضية الخامسة: هل أسماء الله تعالى محصورة بعدد معين ؟

الحديث يقول (( إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )) ما المقصود ؟


هل المقصود أن أسماء الله محصورة في التسعة وتسعين؟
أو المقصود أن هذه الأسماء التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم لها مزية معينة وهي أن من أحصاها دخل الجنة؟
العلماء مختلفون في عدد أسماء الله الحسنى
فعامة أهل العلم الذي عليه الجمهور يقولون: أن أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد يمكن أن يصل إليه الخلق و أسماء الله أكثر من أن نحيط بها , هذا الذي عليه عامة أهل العلم وهو القول الذي لا ينبغي العدول عنه وهو مذهب سلف هذه الأمة , بل إن من أهل العلم كالنووي قال إنه محل إجماع !

والصحيح إن الإجماع لا يثبت في هذا لأن هناك من خالف كابن حزم والسهيلي والرازي قالوا إنها محصورة , والذين قالوا إنها محصورة اختلفوا في العدد..

** فبعضهم قال إنها محصورة بثلاثمائة اسم؛؛ وهذا لا دليل عليه.
** ومنهم من قال ألف .
** ومنهم من قال ألف وواحد .
** ومنهم من قال أربعة آلاف.
** ومنهم من يقول مائة ألف و أربعة وعشرون ألفاً {عدد الأنبياء} وهذا لا دليل عليه.
** ومنهم من يقول أسماء الله تسعة وتسعون اسماً فقط , هكذا فهموا من الحديث.
ومجموع ما ذكره العادون مما يصلح أن يكون اسماً لله عز وجل أو ألا يكون يعني الذين حاولوا جمع الأسماء كثير , خلق من العلماء , بعضهم من ألّف بذلك مصنفاً مستقلاً وبعضهم ذكرها ضمن كتاب من كتبه...

فلو استقرأنا , حاولنا أن نستقرأ كل ما ذكروه مما يصلح أن يكون اسم لله وما لا يصلح فإن ذلك يزيد على مائتين وثمانين اسماً, هذا جملة ما عده العادون .


وعلى كل حال مما يدل على أن أسماء الله عز وجل لا تُحصر بعدد
ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم اني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ))

وجه الإستدلال أنه لو كان يُحصي جميع الأسماء الحسنى لأحصى الثناء على الله تبارك وتعالى ,هكذا استدل به أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض وغيره, وكذلك حديث الشفاعة الطويل وفيه: (( ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي )) وكذلك أيضاً حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما أصاب عبداً همٌ ولا حَزَن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك .......... إلى أن قال ......... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..))

هذا أوضح الأدلة على أن من أسماء الله عز وجل ما لم يُطلع عليه أحداً من الخلق لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا ..

فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الأسماء على هذه الأقسام الثلاثة

-قسم أنزله في كتابه
-وقسم علمه أحد من خلقه
- وقسم استأثر به في علم الغيب عنده

وبهذا نعرف أن الواجب علينا إزاء أسماء الله عز وجل وصفاته التي استأثر بها في علم الغيب عنده أن نقر بالعجز والوقوف عند ما أُذن لنا فيه من ذلك , نؤمن بالأسماء التي أخبرنا عنها ونوكل علم مالم نعلم إلى عالمه .

وأما الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة))

فإن قوله صلى الله عليه وسلم من أحصاها دخل الجنة هذه صفة وليست بخبر يعني إن لله تسعة وتسعين اسما لها شأن خاص إن لله تسعة وتسعين اسماً من بين أسمائه لها مزية خاصة كما تقول مثلاً{لفلان خمسة دور قد أعدها للضيوف}وكما تقول {لفلان ألف ريال قد أعدها للصدقة }
هل تفهم من هذا أن كل ما يملك هو ألف؟ أو أن كل الدور التي عنده هي خمسة فقط ؟
لا .. وإنما هذه الألف من شأنها كذا.
فالله تعالى له تسعة وتسعون اسماً لها مزية وشأن خاص وهو أن من أحصاها دخل الجنة , وهذا لا ينفي عنه أن يكون له أسماء أخرى غير هذه الأسماء, كما قال المحققون كشيخ الإسلام ابن تيمية والخطابي والحافظ ابن حجر والقرطبي صاحب المفهم والبيهقي , بل نقل الامام النووي أن هذا الحديث المذكور ليس للحصر قال إن هذا باتفاق العلماء وهو الذي قال به الحافظ ابن كثير رحم الله الجميع.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:00 PM
الحكمة من حصر الثواب المخصوص الوارد في الحديث الذي اشرنا إليه سابقا (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )).

ما الحكمة من حصر الثواب المخصوص بهذا العدد المعين ؟
العلماء تكلموا في هذه المسألة ، وحاول بعضهم أن يستنبط توجيها لذلك . ولكن ذلك لا ينبني على دليل ، ومثل هذه الأمور إنما تؤخذ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم .
والله تبارك وتعالى لم يخبرنا عن شيء من هذه العلل التي ذكرها العلماء رحمهم الله .
ولهذا يقال وهو قول الأكثرين بان ذلك تعبد لا يُعْقلْ معناه كما في عدد الصلوات الخمس ، لا يُعْقلْ معناه بالنسبة إلينا وإلا فلا شك أن له معنى وان الله تبارك وتعالى يعلمه ولكن نحن لا نعقل ذلك لا تصل إليه عقولنا والتعليلات كما هو معلوم
- منها ما يكون خفيا على العباد أي أن العلة يقال عنها تعبدية لا تظهر للناس فهذه الواجب فيها التسليم والانقياد والتصديق وتفويض ما خفي علينا إلى عالمه جل جلاله .
والنوع الثاني وهي العلل المستنبطة وهذه أيضا على مراتب
-منها ما يكون ذلك ظاهرا
-ومنها ما يكون ظهوره اقل ، فتارة نجزم بان هذه هي العلة كعلة مثلا تحريم الخمر – نقول العلة في ذلك الإسكار لا للونه ولا لرائحته ولا لأنه يلقي بالزبد وإنما لأنه يسكر فحيث وجدت العلة وجد التحريم في كل مشموم أو مطعوم أو مشروب أو يتعاطى بطريقة أخرى كالوخز بالإبر فهذا كله يحرم مما يحصل به تغيير العقل .
-وهناك علل أبانها الشارع ونص عليها وهذه لاشك إننا نعلمها من بيان الشارع لها .

ذكر الروايات التي سردت الأسماء الحسنى .

حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
: (( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة )) رواه عن أبي هريرة رضي الله عنه خمسة من التابعين والكلام فيه وفي تخريجه يطول ، ولكن ذلك لا حاجة إليه ، لإن الحديث مُخَرَجٌ في الصحيحين .
والحديث إذا أخرجه الشيخان – أعني البخاري ومسلم – رحمهم الله فإنه يكون قد جاوز القنطرة . لا نحتاج أن نذكر إسناده أو نتكلم على هذه الطرق أو نشرحها فهو مخرج في الصحيحين .
لكن الكلام أيها الأحبة على الروايات التي جاء فيها بعد هذا الحديث سرد للأسماء الحسنى فتلك في غير الصحيحين .
وهذه الروايات لاسيما رواية الترمذي ، انتشرت بين الناس وصار بعض المصنفين يضع ذلك في أول كتابه ، وطبعها آخرون وصارت تعلق على الجدران ، وأعتمدها بعضهم فيما يضعه في أول العام من التقاويم والرزنامات ونحو ذلك .
وصارت بذلك السياق يقرأها الصغير والكبير ، العامة والخاصة ، وكثير من الناس لا يميز .
فهذه الروايات حديث أبي هريرة الذي جاء فيه سرد هذه الأسماء ، جاء من ثلاثة طرق
الأول هو طريق عبد العزيز ابن الحصين
وهذا أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ، والحاكم في المستدرك
الطريق الثاني وهو طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني
وهذا الطريق أيضا هو عن أبي هريرة ، فهذا أخرجه ابن ماجه
الطريق الثالث وهو المشهور جدا وهو طريق الوليد ابن مسلم الدمشقي وهذا مخرج عند الترمذي وابن مندى في التوحيد والبيهقي في السنن والاعتقاد وفي كتابه أيضا في الأسماء والصفات ، وهكذا أخرجه الحاكم والبغوي في شرح السنة وغير هؤلاء.
فهذه الطرق الثلاثة أيها الأحبة ليس شيء منها في الصحيحين .

الطريق الأول مداره على عبد العزيز ابن الحصين ، وعبد العزيز ابن الحصين هذا ضعّفهُ أهل العلم في الرواية ، حتى قال الأمام مسلم صاحب الصحيح قال عنه : ذاهب الحديث ، وضعفه أيضا ابن معين وآخرون بل قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : متفقٌ على ضعفه .
والطريق الثاني وهو عن عبد الملك بن محمد الصنعاني وهذا أيضا لا يحتج بحديثه كما قال ذلك الأئمة النقاد .
والطريق الثالث مداره على الوليد بن مسلم الدمشقي .
والوليد أين مسلم الدمشقي معروف بالتدليس ، بل اشتهر وعرف وكثُرَ تمثيل العلماء به على شر أنواع التدليس وهو تدليس التسوية .
قال عنه الحافظ أبن حجر رحمه الله ثِقَةٌ لكنه كثير التدليس والتسوية . فهو عندهم ثقة إذا صرح بالسماع ، وهو في هذا الحديث قد صرح به حيث عبر ( بـ... أخبرنا ) .
والوليد أبن مسلم الذي جاء في روايته عند الترمذي وغيرها كما عرفتم سرد الأسماء الحسنى ، جاء في بعض الروايات عنه الحديث مجرداً عن ذكرها .
إذا ليست كل الروايات عن الوليد ابن مسلم فيها سرد الأسماء الحسنى ، وإنما ذلك في بعضها ، فكان تارةً يرويه مع سرد الأسماء وتارةً يرويه من غير هذا السرد .

الحديث ضعّفه أهل العلم من جهات متعددة ، تكلموا عليه من جهة المتن ، وذكروا أموراً قادحة ، فمن ذلك ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح يقول : وليست العلة عند الشيخين – يعني البخاري ومسلم – تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه – في الحديث – والاضطراب ، كما سيأتي الاضطراب في المتن وتدليسه واحتمال الإدراج وغيرها من العلل .
أما الاختلاف بين الروايات والاضطراب بينها فهذا حاصل بين الطرق الثلاثة التي أشرت إليها – التي فيها سرد الأسماء الحسنى – فلم تتفق روايتان على الأسماء المذكورة اتفاقا كاملا بل تفاوتت ، كما أن الروايات عن الوليد بن مسلم نفسه بينها اختلاف واضطراب .
إذا الخلاصة التي نخرج بها هو أن سرد الأسماء الحسنى بعد الحديث المخرج في الصحيحين هي مدرجة وليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا تصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا تعتمد هذه الأسماء على أنها من أسماء الله وإنما ينبغي أن تجرى عليها القواعد التي ذكرت في ضوابط الأسماء على اختلاف في بعض الضوابط كما ذكرنا ، وبهذا اختلف أهل العلم في بعض الأسماء المذكورة في هذه الروايات هل هي من أسماء الله أم لا

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:01 PM
القضية السادسة : مظان الأسماء الحسنى ::

إذا كان هذا الحديث الذي فيه السرد لا يثبت أين نجد هذه الأسماء الحسنى ؟
هل نجتهد ؟ وفي ماذا نجتهد ؟ هل نجتهد باستنباط الأسماء من معانٍ تمليها علينا عقولنا أنها معانٍ كاملة ؟ أو نجتهد في تتبعها من الكتاب والسنة ؟
الجواب هذا هو المتعين أن تطلب في الكتاب والسنة فهي مخبوءةٌ فيها كما يقول ابن العربي المالكي رحمه الله : (( كما خبئت الساعة التي في يوم الجمعة وليلة القدر في شهر رمضان من أجل الاجتهاد في طلبها وهكذا )) هذه الأسماء الحسنى يحتاج العبد أن يجتهد يتتبع في القرآن يبحث عن هذه الأسماء وكذلك أيضا يتتبع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسماء .
وأكثر ما كان يفعله أهل العلم قديماً أنهم كانوا يتتبعون من القرآن أما السنة فيصعب عليهم تتبع الأسماء لكثرة دواوين السنة وما إلى ذلك .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:03 PM
القضية السابعة : ما هي الأصول التي ترجع إليها هذه الأسماء ؟ ::
الحافظ ابن القيم رحمه الله لما تكلم عن سورة الفاتحة في مدارج السالكين ، ذكر أن الأسماء الواردة في أولها وهي الثلاث في أولها (( الله ، الرحمن ، الرب )) أن هذه الأسماء يرجع إليها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ، فهو يقول :
بأن اسم الله متضمن لصفات الإلهية
وأن اسم الرب متضمن لصفات الربوبية
وأما اسم الرحمن متضمن لصفات الإحسان والجود والبر
ويقول ومعاني الأسماء الحسنى جميعا ترجع إلى هذه الأشياء الثلاثة .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:04 PM
القضية الثامنة : وهي تفاضل هذه الأسماء ....

الراجح أن أسماء الله تتفاضل كما تتفاضل الآيات والسور وهذا قول الصحابة والتابعين وأهل الحديث وهو قول ابن كثير وهو مقتضى ما جاءت به النصوص كما قال الحافظ بن القيم فالمستعاذ به أفضل من المستعاذ منه والرضا أفضل من السخط وصفة الرحمة أفضل من صفة الغضب.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:05 PM
القضية التاسعة : وهو الكلام على الاسم الأعظم :::

ما هو الاسم الأعظم لله عز وجل ؟الكلام في هذه القضية مرتبط بالكلام على ما قبلها من تفاضل الأسماء الحسنى .
هل لله اسم يمكن أن يقال عنه بأنه الاسم الأعظم بعينه من بين سائر الأسماء ؟ الجواب نعم هذا الذي دلت عليه الأدلة .
فيستطيع الإنسان إذا أراد أن يدعوا أن يجمع هذه الأسماء التي وردت في هذه النصوص ويدعو ربه بها فيقول مثلا : يا الله , يا أحد , يا صمد , يا منان , يا بديع السموات والأرض , يا ذا الجلال والإكرام , يا حي , يا قيوم , يا رحمن يا رحيم , يا حنان
فإذا جمع هذه التي وردت في الأحاديث الذي جاء التصريح معها بالاسم الأعظم فيكون قد أصاب الاسم الأعظم وهذا شيء ليس بالعسير ..

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:05 PM
الأدب في مراعاة هذه الأسماء الحسنى :


الله تبارك وتعالى يوصف من كل صفة كمال بأكملها وأجلها وأعلاها هذا هو الواجب واللائق فيوصف من الإرادة بأكملها وهو الحكمة وحصول كل ما يريد بإرادته كما قال (( فعال لما يريد )) نحن نتكلم عن إرادة الله عز وجل فإننا نثبت له أكمل ما يكون من المعاني الداخلة تحتها هذا هو اللائق إنه فعال ما يريد ..
الإنسان يريد لكن هل تبلغ إرادته إلى تحصيل كل مراد ؟ أبدا ، فقد يريد أشياء فلا يستطيع تحقيقها فيعيش في أماني وان الله تبارك وتعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر

جميع ما أطلقه على نفسه من صفاته العلى تجده إذا نظرت فيه وتأملته أكمل من جهة اللفظ والمعنى مما لم يطلقه , العليم الخبير أكمل من الفقيه العارف ولهذا تقول الله عليم , هل تقول : الله عارف ؟ لا .. فالمعرفة كما ذكر بعض أهل العلم هي علم حادث طارئ لم يكن ..
والكلام في الأدب اللائق الذي يجب على الإنسان أن يتأدبه مع أسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلى مرتبط كل الارتباط بما يأتي بعده من ذكر الإلحاد فيها فان الإلحاد فيها يتنافى تماما م التأدب معها ..

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:08 PM
الإلحاد في أسمائه وصفاته :

أصل الإلحاد في اللغة من اللحد وهو الشق الذي يكون في جانب القبر كما هو معلوم ومن معانيه في اللغة الميل والجور والظلم .
وفي الاصطلاح يمكن أن يعبر عنه ويقال : هو العدول بأسماء الله الحسنى وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها ..
فالإلحاد في أسماء الله عز وجل أنواع :
1-أن تسمى الأصنام بهذه الأسماء كما قيل بأنهم سموا اللات من الإلهية , والعزة من العزيز , وكذا يسمون الصنم والشجر والحجر الذي يعبدونه يقولون له اله ..
الإلحاد هنا : عدول بأسماء الله عز وجل إلى أوثانهم
لو أن أحد سمى نفسه الرحمن مثل مسيلمة الكذاب الذي يلقب نفسه برحمن اليمامة .. لا يجوز هذا اسم مختص ..

2-النوع الثاني من الإلحاد في أسمائه تبارك وتعالى أن يسمى بما لم يسمي به نفسه ولا سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
.
3-الثالث من الإلحاد فيها وصفه تعالى بما يتقدس ويتعالى عنه من النقائص مثل قول اليهود أنه فقير أو أنه استراح بعد خلق الخلق وكقولهم يد الله مغلولة ..
4-الرابع من الإلحاد في أسمائه أن ينكر شيئاً من هذه الأسماء أو ينكرها جميعا أو ما دلت عليه من الصفات والأحكام ، وهكذا أيضا من يثبت الأسماء ولكن ينكر ما تضمنته ودلت عليه من اللوازم والصفات الكاملة ..
5-الخامس من الإلحاد أيضا في أسمائه هو أن تشبيه الأوصاف التي تضمنتها هذه الأسماء بصفات المخلوقين فالله (( ليس كمثله شي وهو السميع البصير ))

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:10 PM
بعض القواعد والضوابط المتصلة بأسماء الله وصفاته
ومن هذه القواعد والضوابط ما مر معنى في ثنايا الشرح و التوضيح للقضايا السابقة ولكن ذكرها مسرودةً يسهل حفظها وفهمها بإذن الله تبارك وتعالى ..

القاعدة الأولى ..
فأول ذلك أهل السنة يثبتون ما أثبت الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ..

القاعدة الثانية ..
أن ننفي ما نفاه لله عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله جل وعلى .

القاعدة الثالثة ..
وهي أن ما يطلق على الله عز وجل في باب الأسماء و الصفات توقيفي وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيا

القاعدة الرابعة ..
منهج السلف _ أعني أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم _
هو التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها ، فلايطلقونها ابتداءً ولا يقبلونها ممن أطلقها بإطلاق يعني ما يقبلونها قبولا مطلقا ولا يردونها بإطلاق ، وإنما يستفصلون من القائل فإن أريد به باطل ينزه ربنا تبارك وتعالى عنه رُد ، وان أريد به حق لا يمتنع عن الله سبحانه وتعالى قُبل، مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية والدعوة إلى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث .

القاعدة الخامسة ..
أن الإثبات فيما يتعلق بالصفات يكون على سبيل التفصيل ، وأما النفي فيكون على سبيل الإجمال .

القاعدة السادسة..
كل اسم ثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة, دون العكس .
عرفنا أن جميع الأسماء مشتقه وقلنا معنى كون الأسماء مشتقة أنها تتضمن أوصافا كاملة

القاعدةالسابعة..
دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة إما تصريحاً – التصريح بها – أو بتضمن الاسم لها ، أو التصريح بفعل أو وصف يدل عليها

القاعدة الثامنة..
أن صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويحلف بهاوقدمضى في الفروقات بين الأسماء والصفات .

القاعدة التاسعة .
أن الكلام في الصفات كالكلام في الذات فذات الله عز وجل ثابتة ، وصفاته ثابتة فكما أننا لا نعرف كنه الذات ولا كيفيتها فكذلك لا نعرف كنه الصفات ولاكيفياتها .

القاعدة العاشرة..
أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر وهذا نحتاج إليه حينما يأتي إنسان يؤمن ببعض ويكفر ببعض يؤمن ببعض الصفات وينكر البعض الآخر

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:19 PM
القاعدة الحادية عشر..أن ما أضيف إلى الله تبارك وتعالى مما هو غير بائن عنه فهوصفة له غير مخلوقة
وكل شيء أضيف إلى الله بائن عنه فهو مخلوق ،
الأشياء التي تضاف الى الله وهي نوعان :

الاضافة الى الله نوعان
1.اضافة صفة : مثل قولنا رحمة الله .
2.اضافة مخلوق وهو نوعان
*اضافة خلق مثل عيسى بن الله .
*اضافة تشريف مثل قولنا ناقة الله.

القاعدة الثانية عشرة :
دلالات أسماء الله الحسنى
كل اسم من أسماء الله الحسنى له ثلاث دلالات
الأولى: المطابقة
دلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على تمام معناه
دلالة مطابقة: تدل على الذات والصفة
الثانية: التضمن
دلالته على بعض معناه يقال لها دلالة التضمن
دلالة تضمن : وهي دلالتها على احد هاذين الأمرين
الثالثة: الالتزام
معنى ذلك أنه يقتضي امراً آخر ، فإذا قلت مثلا الله تبارك وتعالى العزيز هل تكون العزة من غيرحياة ؟ إذاً دل على صفة الحياة ، هل تكون العزة من غير قوة ؟ أبداً ، فدل على صفةالقوة هذه تسمى دلالة التزام
ودلالة التزام: وهي أن تدل على أمر ثالث غير الذات وغير الصفة التي تضمنتها
كما قلنا السميع يدل على انطباق صفة الحياة أيضاً لأنه لا يكون سميعاً إلا من كان حياً ، يعني أنا قلت الرحمن يستلزم منه أن يكون حيا ويستلزم منه أن يكون عليماً يعلم حال الناس حال المرحومين وهكذا

القاعدة الثالثة عشر..إن الصفة إذاكانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها .
مثال : المريد : الإرادة تارة تكون كمالا وتارة تكون نقصاً
فالله يريد كماقلنا في هذه الأشياء يطلق على الله عز وجل منها الأكمل فنقول:
الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم

القاعدة الرابعة عشر..
أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق .
مثل المثال الذي أخذناه قبل قليل:
الإرادة جاء هذا الفعل مضاف إلى الله عز وجل بقيد ، يعني جاء مقيدا ًيريد الله بكم اليسر ، فلا نطلق ذلك على الله عز وجل ، لا نشتق له منه اسم مطلق فباب الإخبار أوسع من باب الصفات وباب الصفات أوسع من باب الأسماء فإذا أخبر الله عز وجل عن نفسه أنه يريد ، فإن ذلك يثبت لله عز وجل على الوجه الذي جاء ولكن من غيرأن نشتق له منها اسم فلا نقول من أسمائه المريد .

القاعدة الخامسة عشر..
وهي أن الاسم إذا أطلق على الله عز وجل جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ، خذ مثلا السميع – البصير – القدير – هذه أسماء أطلقت على الله عز وجل يجوز أن يشتق منه المصدر فنقول سمع الله ، هذا مصدر سمع يسمع سمع اونخبر عنه أيضا بالأفعال من ذلك فنقول الله يسمع – الله يبصر – الله

القاعدة السادسة عشر..أن أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم واقصد هنابأسماء المخلوقين لا أقصد ما يسمى به الإنسان (( زيد وعمر )) ونحو ذلك ممايدعى به وإنما اقصد ما يضاف إليه من أسماء بناءا على مكتسباته ، الله تبارك وتعالى أفعال صادره عن كمالاته عن أسمائه وصفاته

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:22 PM
القاعدة السابعة عشر..الأسماء التي تطلق على الله وعلى العباد مثل الحي والسميع والبصير والعليم والقدير والملك ونحو هذا ، هذه حقيقة في هذا وفي هذا
حينما تطلق على الله عز وجل فهي حقيقة
وحينما تطلق على المخلوق فهي أيضاً حقيقة
حقيقة في الخالق وحقيقة في المخلوق ، واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة .في هذاوفي هذا ....
هذه الألفاظ ثلاثة أقسام :
- قسم لم يطلق إلا على الله عز وجل : مثل البارئ ، الرحمن ، الله ، هذا لايطلق على المخلوق
- قسم لا يطلق إلا على العبد مثل : الكاسب ، لا يقال على الله عز وجل المكتسب
-قسم يطلق على العبد وعلى الرب مثل : يخبر عن الله عز وجل بأنه صانع ، وورد هذا في السنة والمخلوق يقال له صانع والله عز وجل يخبر عنه بأنه فاعل((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم )) .. ويقال : عامل من باب الإخبار يقال((مما عملت أيدينا أنعاما ))..

القاعدة الثامنة عشر..
أن الاسم والصفة من هذا النوع له ثلاث اعتبارات:
- الاعتبار من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده بالرب تبارك وتعالى أو العبد .
- الاعتبار الثاني باعتباره مضافاً إلى الله عز وجل مختصاً به .
- الثالث عكسه يعني باعتبار الإضافة إلى المخلوق واختصاصه وتقييده به .
هذه الأقسام الثلاثة.طيب الأول ما لزم الاسم لذاته وحقيقته, فهذا يكون ثابت للرب وللعبد, وللرب منه ما يليق بكماله وللعبد ما يليق بضعفه
فإذا قلت العلم فهذا يدل على حقيقة يفهمها كل أحد فإذا أضفتها فهنا يكون الوجود الخارجي فالوجود على هذه الأنواع الأربعة :
وجود ذهني - وجود خارجي - وجود ذكري - وجود رسمي
فما لزم الصفة لإضافتها إلى العبد وجب نفيه عن الله
وما لزم الصفة من جهة اختصاص الله عز وجل بها فإنه لايثبت للمخلوق
لا نثبت لازم ما ثبت للمخلوق لا نثبته لله
واللازم الذي ثبت للخالق عند الإضافة لا نثبته للمخلوق.

القاعدة التاسعة عشر ::
أن الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة :
- أمران لفظيان
- وأمران معنويان
فاللفظيان ثبوتي وسلبي
والثبوتي أن يشتق للموصوف منها اسم .
والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره .
والمعنويان أيضا ثبوتي وسلبي
فالثبوتي أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه
والسلبي ألا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه
اللفظيان أن نشتق للموصوف منها اسم ، والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره والمقصود أن نشتق للموصوف منها اسم هذا من حيث العموم والإطلاق .
ولا يضاف ذلك إلى غيره ممن لم يكن به هذا الوصف ، وهكذا أيضاً كذلك في الأمرين المعنويين أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه ، ولا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه .

القاعدة العشرون ::
أن الأسماء الحسنى تنقسم باعتبار إطلاقها على الله تبارك وتعالى إلى
ثلاث أقسام :
- الأول الأسماء المفردة:
نطلق عليه الاسم بمفرده وهذا يكون في عامة الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى فنقول يا الله يا عزيز , يا رحمن ,, تذكر الاسم بمفرده .
- الثاني وهي الأسماء المقترنة:
وضابطها ما يطلق عليه مقترناً بغيره من الأسماء
- القسم الثالث وهي الأسماء المزدوجة:
وذالك عند من يثبت لله عز وجل الأسماء التي تكون متقابلة ولابد فيها من الاقتران
وضابطها :
ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله .
لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله ولهذا ما جاءت مفرده ولم تطلق عليه إلا مقترنة .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:26 PM
القاعدة الحادية والعشرين ::
أن الصفات أربعة أنواع :
نحن نتكلم عن الصفات من حيث هي ، الأوصاف من حيث هي ، بصرف النظر عن صفات الله عز وجل ، الصفات التي تطلق على الموصوفين
- منها ما هو صفات كمال مثل الكرم ، العزة ، الحكمة ، العلم ، وما شابه ذلك هي صفة كمال من كل وجه .
- ومنها ما يكون نقصا مثل : الظلم .
- ومنها ما لا يقتضي كمالا ولا نقصا من حيث هو
- ومنها ما يكون كمالا ونقصا باعتبارين :
1. في حال يكون من قبيل الكمال
2. وفي حال يكون من قبيل النقص

القاعدة الثانية والعشرون ::
أن من أسمائه الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات ، ويكون ذلك الإسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها
فمن أسمائه مثلا التي تدل على مجموعة من الأوصاف العظيم ، المجيد ، الصمد ،
كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (( الصمد )) هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع شرفه وسؤدده وهو الله سبحانه وتعالى ، وهذه صفة لا تنبغي إلا له ليس له كفواً احد (( ليس كمثله شيء )) سبحانه وتعالى لا يكافئه شيء ليس له كفوا وليس له نظير . أهـ
فانظروا كيف فسر ابن عباس رضي الله عنهما (( الصمد ))
بهذه المجموعة من الأوصاف الكاملة ، فما تستطيع أن تقول أن الصمد مثلاً مثل صفة الرحيم يدل على صفة الرحمة فقط ، وإنما يدل على مجموعة من الصفات الكاملة .
وقل مثل ذلك بالنسبة للرب : هو السيد الذي قد كمل في سيادته ، والمربي لخلقه ، والمتصرف فيهم ، وما إلى ذلك من المعاني .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:32 PM
ما يطلق على الله تبارك وتعالى من الصفات أو الأخبار

والمقصود بالصفة : هي تلك الاطلاقات التي وردت بها نصوص شرعية تدل على وصف الله تبارك وتعالى بها
وأما الخبر : فالمقصود به تلك الاطلاقات العامة الكلية التي لم يرد لوصف الله تبارك وتعالى بها دليل لا من الكتاب ولا من السنة وشرط جوازها كما ذكرنا من قبل أنها لا تحمل معاني غير لائقة بالله تبارك وتعالى, لا تشعر بذم ولا بنقص ولا عيب .
فهذه الاطلاقات على الله تبارك وتعالى من جهة الصفة والخبر تنقسم إلى ستة أقسام :
الأشياء التي نطلقها على الله عز وجل

- منها ما يرجع إلى الذات
الله موجود فهذه الأشياء ترجع إلى الذات .
- منها ما يرجع إلى صفات معنوية
مثل: العلم .. القدرة.. السمع ..
- ومنها ما يرجع إلى الأفعال
مثل : الخالق.. الرازق ..
- ومنها ما يرجع إلى التنزيه المحض
مثل : القدوس ..السلام .. المقدس عن كل عيب ونقص, الطاهر من كل عيب لكن هذه كما قلنا يجب أن تكون متضمنة بثبوت كمال أضدادها فإذا قلت هو المنزه عن كل عيب هذا يقتضي أنه الكامل من كل وجه يعني الذي ثبتت له صفات الكمال .
- النوع الخامس : وهو الاسم الدال على جملة أوصاف متعددة لا تختص بصفة معينه
كما مثلنا بالصمد أي مثل الصمد.
- النوع السادس : وهي الصفة الثالثة التي تحصل من اقتران
حينما يقول العزيز الحكيم نخرج بوصف ثالث ’’’ .


فالصفات يمكن أن تنقسم باعتبارات مختلفة متعددة
النوع الأول : من حيث الإثبات والنفي
النوع الثاني: من حيث التعلق بذات الله وأفعاله

وأفعاله تبارك وتعالى نوعان :
نوع لازم – نوع متعدي ..

- فالاستواء على العرش و النزول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهكذا الإتيان كل ذلك ثابت لله عز وجل وهو في الأفعال اللازمة ..
- وهناك أفعال متعديه مثل : الإعطاء والخلق والرزق .. فهذه تتعدى إلى معطى – إلى مرزوق – إلى مخلوق ، الخلق يقتضي مخلوقا وهكذا .
النوع الثالث: من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها :
بالصفات الخبرية وهذه التي تكون متوقفة على الخبر ,على الوحي , لا مدخل للعقل في إثباتها
صفات يقال لها سمعية عقلية بمعنى أن العقل يدركها لكن نحن لا نثبت لله عز وجل صفة لمجرد العقل وإنما طريق ذلك الوحي

والألفاظ لتي يعبر بها عن الله تبارك وتعالى في هذا الباب أيضا أقسام :
1.منها ما يكون كمال مطلق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهذا يسمى الله به ويوصف به , طبعا لابد أن يكون ثابت في الكتاب أو السنة فهو كامل في ذاته وفي موضوعه
2. وإما أن تدل على كمال في ذات اللفظ لا في موضوعه ومتعلقه لأن الموضوع المتعلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم فيحتمل النقص بالتقدير فهذا لا يسمى الله به وإنما قد يوصف به أو يخبر به عنه

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:36 PM
دعوة إلى التأمل فيما يذكره الله تبارك وتعالى لنا في كتابه فإذا تأملت هذه الأسماء التي تختم بها الآيات فإنك يمكن أن تستخرج جملة أمور

الأمر الأول: أن ذلك يكون تارةً للدلالة على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها

أمر ثاني : إن الله يذكر ذلك ليبين أن الحكم المذكور بالآية له تعلق بالاسم فيكون هذا الاسم كالتعليل للحكم انظروا مثلاً لقوله تعالى حينما قال موسى لقومه (( يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )).وإن هنا تشعر بالتعليل تاب عليكم . كـأنه يقول لأنه هو التواب الرحيم

أمر ثالث :إن الله قد يذكر الاسم في آخر الآية دون ذكر الحكم والجزاء فيها تنبيهاً لعباده أنهم إذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من أحكام وان ذلك الحكم من آثار هذا الاسم.

أمر الرابع : أن الله قد يختم بعض الآيات بالأسماء الحسنى تعليلا للأمر الوارد في الآية أو تعليلا للنهي الوارد فيها

الأمر الخامس : أن الله قد يختم بعض الآيات التي فيها دعاء باسم واحد أو اسمين يتناسبان مع الدعاء المطلوب وهذا من الأدب في دعاء الله عز وجل بأسمائه الحسنى..

الأمر السادس :إن بعض الآيات تختم باسمين مختلفين تماما في المعنى وذلك لإفادة حكمين مختلفين وردا في الآية فيتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين والحكمين المختلفين كل اسم بما يناسبه

الأمر السابع : إن بعض الآيات قد تختم أحيانا ببعض الأسماء التي قد يتوهم السامع أنه لا مناسبة بينها وبين موضوع الآية أو الدعاء الوارد فيها إن كان فيها دعاء أو نحو ذلك ، لكن الواقع انه في غاية المناسبة

الأمر الثامن والأخير :أن من ألطف مقامات الرجاء أن يذكر الله أسباب الرحمة وأسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة وهذا تجدونه في مواضع كثير في القران الله سبحانه وتعالى يقول (( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لم يقل مثلا العزيز القوي لا قال (( والله غفور رحيم )) يقول مثلا (( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما )) فهذا يدل على أن رحمة الله عز وجل قد سبقت غضبه جل جلاله ..

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:42 PM
أهمية معرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى .


أولاً العلم بذلك هو أشرف العلوم
فالعلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق ومع ذلك نجد الخلق عنه في غفلة إلا من رحم الله تبارك وتعالى

والأمر الثاني :
أهمية معرفة الأسماء والصفات أن ذلك هو أساس الإسلام ، الإيمان بأسماء الله وصفاته هو أساس الإسلام والتوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام نوعان :
1. نوع في العلم والاعتقاد
2. ونوع في الإرادة والقصد
ويسمى الأول التوحيد العلمي والثاني التوحيد القصدي والإرادي
لتعلق الأول بالإخبار والمعرفة والثاني بالقصد والإرادة ،
ومدار النوع الأول من التوحيد على إثبات صفات الكمال لله تبارك وتعالى وعلى نفي التشبيه والمثال عنه وتنزيهه عن العيوب والنقائص .
بل قال الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله بأن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواعا من التوحيد الثلاثة
توحيد الإلوهية
توحيد الربوبية
توحيد الأسماء والصفات
وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه .

الأمر الثالث
ما يدل على أهميتها فإن إحصائها والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقاً له وإما أن تكون أمراً, ومصدر الخلق والامر جميعاً ناشئ عن اسمائه الحسنى ومرتبط بها فالأمر كله مصدره اسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك .

الامـر الرابــع :
إن معرفتها وفهمها وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبه والمهابه الى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبوديه .
كما ذكر العز ابن عبد السلام رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو ان فهم معاني اسماء لله تبارك وتعالى يكون وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل.

الأمر الخـامس:لا شيء أطيب للعبد ولا ألذ ولا أهنأ ولا أنعم لقلبه وعيشه من محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته
وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه وله خُلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأُرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنه والنار ووضع البيت الحرام و وجب حجه على الناس اقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه وعلى هذا الامر العظيم أُسّست الملة ونُصبت القبلة فكل من عرف الله أحبه وكلما كان حبه أقوى كانت اللذه أعظم

الأمر السادس :ان معرفة اسماء الله وصفاته هي الأساس الذي يُبني عليه عمل الإنسان ومن خلالها تحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوءها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه ولهذا
كان أصل علم السلف وعملهم يقوم على أمرين :
1- العلم بالله عز وجل ..
2- العمل لله ..

الأمر السابع :
أن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكُمَّل من الناس ولذا كان ذلك طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم اكمل الخلق وأعلمهم بالله ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم
يقول ابن القيم رحمه الله: {اما الخواص فعمدة ايمانهم محبة تنشأ من معرفة الكمال ومطالعة الاسماء والصفات} .
ويقول في موضع اخر {باب الأسماء و الصفات الذي إنما يَدخل منه إليه خواص عباده وأولياءه وهو باب المحبين حقاً الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحدٌ منهم بل كلما بدى له منه علم ازداد شوقاً ومحبةً وظمئاً, وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم و السالكون على هذا الدرب أفراد من العالم إنه طريق سهل قريب موصل آمن, أكثر السالكين في غفلة عنه ولكن يستدعي رسوخاً في العلم ومعرفة تامةً به} .

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:51 PM
ما يتصل بثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى .


وهذا من أجل وأهم وأفضل ما يذكر في هذه المقدمه
للتعبد بأسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب
فمَثَل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها وهو معرفة الذات ثابت بالحجة و البرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي اكلها كل حين من الاحوال والاقوال والاعمال منبت هذه الشجرة القلب الذي إن صلح بالمعرفة والأحوال صلح الجسد كله كما يقول العز ابن عبد السلام رحمه الله .

اشرع بعد ذلك بذكر هذه الثمرات
فأولها :تحـــقيق التــــوحيـد :وقد ذكرالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد باباً قال فيه (( باب من حقق التوحيد دخل الجنه بغير حساب ))

ثـــــانيـــــا: زيادة الايمان .
ومن عقيدة اهل السنه أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالعلم والعمل فكلما علم العبد عن الله وآياته شيء إزداد إيمانا وكذلك أيضا إذا استجاب العبد لما أمره الله به ازداد ايمانا وينقص الايمان بنقص العلم والعمل .
كما قال الله تبارك وتعالى (( واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجزاً إلى رجزهم وماتوا وهم كافرون ))

الثالث من هذه الثمرات :أن العبد يبلغ بذلك ويصل إلى مرتبة الإحسان
وهي أعلى المراتب وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) وقد ذكرنا في بعض المناسبات في غير هذا المجلس أن العلماء اختلفوا في ذلك على قولين
الكلام عن الأعمال القلبية: منهم من يرى أنهما مرتبتان منهم من يقول (( أن يعبد الله كأنك تراه )) هذه هي المرتبة الأعلى ثم انحط به ونزل الى المرتبة التي دونها يعني إن لم تصل الى هذا المستوى أن تعبد الله كأنك تراه , كأنك تشاهده, فاعلم أنه يراك, استشعر رقابته عليك,,,
و من أهل العلم من فهم أنها مرتبة واحدة لكنه ذَكَّره بهذا المعنى الثاني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فاستشعر نظره إليك ورؤيته لك ..
والحافظ ابن القيم رحمه الله مشى على أنهما مرتبتان , وعدَّ المرتبة الأولى وهي مرتبه الاستحضار ..
والأمر الثاني ماذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمرتبة الاحسان
الأولى: الاستحضار
والثانية:المشاهدة
وفسرها {بأن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه فيستنير قلبه بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان} هذه عبارة الحافظ ابن القيم رحمه الله فمن عرف الله باسمائه وصفاته تحصلت له مرتبة الاستحضار
فان ترقى الى المعرفة الحق تحصلت له مرتبة المشاهدة

الأمر الرابع من الثمرات : أن العلم بالله تبارك وتعالى على هذا المنهج يرسخ العقيدة الصحيحة
والمعرفة الصادقة في قلب الإنسان ويسلك به صراط الله المستقيم وهذا يقرب العباد من ربهم وخالقهم وبارئهم جل جلاله فينزل عليهم رضوانه و تنزل بركاته ويكون هذا سبب لرفعتهم ونصرهم وتأييدهم وتمكينهم في الأرض ((وعد الله الذين آمنوا وعملو ا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولايشركون بي شئيا ))

الخامس من الثمرات :تنزيه الله عزوجل عن كل ما لايليق به
فلا يظن بربه ظناً سيئا ولا يصفه بما لا يليق ولا يسميه بغير الأسماء التى سمى بها نفسه تبارك.

الأمر السادس من هذه الثمرات :وهو أمر جليل يحتاج العبد أن يتفطن له وهوالاستدلال بما عُلم من صفاته وأفعاله على ما يفعله ويشرعه
هذه طريقة الخواص من أهل الإيمان أهل المراتب العالية,, يعني أكثر الناس يستدلون بما يشاهدونه ويرونه على أمور تتعلق بالله عز وجل يستشهدون بهذا الخلق على وجود الخالق,, يستشهدون بانتظام هذا الخلق وبسيره هذا السير الدقيق على أن المدبر واحد,, فلا يشركون به أحدا سواه هذه طريقة أكثر الخلق
الطريقة الأعلى من هذه: هو أن من عرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته استدل بهذه الأسماء والصفات وعرف منها على ما يجري في هذا الخلق و ما يكون أيضا في الشرع .
فالعالم بالله تبارك وتعالى يستدل بما علم من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة كذلك لا يشرع ما يشرعه من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده وحكمته وفضله وعدله، فأخباره كلها حق وصدق وأوامره ونواهيه عدل وحكمة .
نعطيك مثالين: الأول يتعلق فيما يفعله الله في هذا الخلق والثاني فيما يشرعه الله تبارك وتعالى ...
أما الأول: فهو موقف خديجة رضي الله عنها ،الموقف المشهور ، لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتعد لما رأى الملك ونزل عليه الوحي أول مرة فجاء وهو في غاية الخوف فقال لها ((إني قد خشيت على نفسي ))،
فماذا قالت خديجة ؟ قالت : كلا ، والله لا يخزيك الله أبدا ، كيف حكمت وحلفت أن الله لا يمكن إن يخزيه قالت : ( إنك لتصل الرحم ، وتصّدْق الحديث ،وتحمل الكلَّ ، وتقري الضيف وتُكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق )
وأما فيما يتعلق بالتشريع :
فقد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله مسألة فقهية وهي مسألة بطلان التحليل في التحليل مثلا حيلة على تحليل الزوج بعد الطلقة الثالثة (المحلل) وكذلك أيضا الحيل الربوية يقول يستحيل على الحكيم أن يحرم الشئ ويتوعد على فعله بأعظم أنواع العقوبات ثم يبيح التوصل إليه بنفسه بأنواع التحيلات فأين ذلك الوعيد الشديد وجواز التوصل إليه بالطريق البعيد

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:54 PM
والسابع من الثمرات :هو تزكية النفوس

وهذا الدين أيها الأحبة يهدف إلى صلاح الإنسان ,وإنما يكون صلاحه بإقامة العبادة على قاعدة العبودية الحقة وعلى طريقها الذي شرّعه الله تبارك وتعالى..
وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من أراد أن يصلح قلبه و حاله ونفسه هو النظر في آيات الله عز وجل التي تحدثنا عن المعبود جل جلاله وأسمائه وصفاته وتربط القلوب به وبهذا تتجه القلوب والوجوه إلى الرب المالك المعبود سبحانه وتعالى..
وقد كان الأصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله عزوجل وصفاته وفعله في الكون
((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)) .. فالعلم بأسماء الله عزوجل وصفاته - أيها الأحبة - هو العاصم بإذن الله عزوجل لهذه النفوس عن الخطأ والزلل والانحراف وهو المقيل من العثرة وهو الفاتح لباب الأمل
إن اسم الله تبارك وتعالى { الــــلــــــــه } إذا تمكن من القلب طرد منه كل شرك وبدعة.. لأن الله هو المألوه أي المعبود, فلا تتوجه النفوس إلى عبادة غيره ,, وإنما يكون تألهها وتعبدها له وحده لاشريك له, وبهذا يكون العبد قريب من ربه مطيعاً له ممتثلاً مستجيبا .

الثــامن من هذه الثمـرات : تحقيق السعادة .
فالعلم بالأسماء والصفات والتعبد بها هو قطب السعادة ورحى الفلاح والنجاح فبها الأنس كله والأمن كله وما راحة القلوب وسعادته إلا بها لأنها تتعلق بمن طبُّ القلوب بيديه وسعادتها بالوصول إليه وكمال إنصباب القلب إليه.. ولهذا قال النبي "صلى الله عليه وسلم" : ( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) وعرفنا أن أعلى منازل الإحصاء هو :التعبد , فهذا كما يقول ابن القيم "رحمه الله" : (هو قطب السعادة ومدار النجاح و الفلاح فالسير إلى الله -كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله "- عن طريق الأسماء: ( والصفات شأنه عجيب وفتحه عجب , صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلقي على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولامشرد عن سكنه ) .
والتعرف على الله بالأسماء والصفات -أيها الأحبة- هو من أعظم السبل الموصلة للأنس لله والتعظيم لشأنه جل وعلا , وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله" (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية )

التـاسع من هذه الثمرات :وهو التلذذ بالعبادة .والتلذذ بالعبادة -أيها الأحبة- من أعظم المنح الربانية , كثير من الناس يسمع عن هذه اللذة ولا يعرف حقيقتها ولم يجد طعمها .. إنما حظه منها السماع فحسب .
الكثيرين ممن عرفوا الله عزوجل يجدون اللذة في ليلهم ونهارهم طيلة العام.. في صلاتهم وصيامهم وفي قراءتهم وفي دعائهم وفي تقلباتهم, استشعر أن الله عز وجل يراه وأنه يراقبه وأنه يرى عمله وأنه يجازيه وأن الله يحب عابديه ومن ينيب إليه ومن يقبل عليه.. فيستشعر هذه الأمور جميعاً...

فالمقصود أن من وجد هذه اللذة صارت العبادة هي راحة نفسه , وطرب قلبه , فيكون لسان حاله {أرحنا بالعبادة يابلال} كما كان النبي "صلى الله علي وسلم " يقول : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة)..

العــاشر من هذه الثمرات :هو أن العبد إذا عرف هذه الأسماء والصفات سعى إلى الإتصاف والتحلي بها على ما يليق به.ومن المعلوم أن المُحِبْ يحب أن يتصف بصفات محبوبة كما أن المحبوب يحب أن يتحلى محبه بصفاته
وقد عرفنا من قبل أن الاتصاف بموجب أسماء الله تعالى
مقيد بشرط: وهو أن بعض أسماء الله تبارك وتعالى إنما تكون كمالاً في حقه فحسب كالمتكبر فإن الكبر لا يكون ويصلح في حال من الأحوال للمخلوق فمثل ذلك لا يطلب الاتصاف به وإنما يكون صالحاً للعبد على ما يليق به ويناسب مرتبته.. فهذا القيد لابد من مراعاته.

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 06:59 PM
. الحادي عشـر من هذه الثمرات :هو ما تثمره من ألوان العبوديات .

فمتى ما تعلمها العبد وأتى بموجبها من العمل تحقق له مراده منها.. وأثمرت له أنواعاً من العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه .
وإليك بعض النماذج من هذه العبوديات

الدعاء
-فمن تأمل شيئاً من أسماء الله عزوجل وصفاته فإنها ولابد ستقوده إلى أن يتضرع إلى الله بالدعاء ويبتهل عليه بالرجاء,
- من تأمل قربه تبارك وتعالى من عبده المؤمن وأن الله تعالى هوالقريب المجيب والبر الرحيم والمحسن الكريم , فإن ذلك سيفتح له باب الرجاء.. وإحسان الظن بالله.. وسيدفعه إلى الاجتهاد في الدعاء والتقرب إلى الله به .
- بل من تأمل وتعبد بالأسماء والصفات فإنه لا يقتصر على مجرد الدعاء بل سيفيض عليه ذلك الأمر حضور القلب وجمعيته بكليتيه على الله تعالى.. فيرفع يديه ملحاً على الله بالدعاء والسؤال والطلب والرجاء..
وإنما كان الدعاء من أجل ثمرات العلم بالأسماء والصفات وكان هو سلاح المؤمن وميدان العارف ونجوى المحب وسلم الطالب وقرة عين المشتاق وملجأ المظلوم لما فيه في المعاني.. الإلهية العظيمة..

التوكل
على الله تبارك وتعالى فيعتمد القلب على ربه جل جلاله ويفوض أمره إليه,,
و حقيقته أنه من أعظم العبادات تعلقاً بالأسماء والصفات وذلك أن مبناه على أصلان :

الأول : علم القلب.. وهو يقينه بعلم الله وكفايته وكمال قيامه بشأن خلقه.. فهو القيوم سبحانه وتعالى الذي كفى عباده شئونهم , فبه يقومون وله يصمدون .

الثاني : عمل القلب.. وهو سكونه إلى العظيم الفعال لما يريد وطمأنينته إليه وتفويض أمره إليه ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله


الثـالث الرضا
فمن عرف الله بعدله وحلمه وحكمته ولطفه أثمر ذلك في قلبه الرضا في حكم الله وقدره في شرعه وكونه . فلا يعترض على أمره ونهيه ولا على قضائه وقدره
وكثير من الناس يظن أنه على مستوى من التحقق بهذه المعاني فإذا وقع له المكروه تلاشى وانكشف.. فنسأل الله عز وجل أيها الأحبة ألا يفضحنا,, وقد كان من سؤال النبي" صلى الله عليه وسلم" : (أسألك الرضا بعد القضاء ).. فالعبد المؤمن الذي عرف الله بأسمائه وصفاته يرضى لأنه يعلم أن تدبير الله خير من تدبيره لنفسه.. وأنه تعالى أعلم بمصلحته من نفسه.. وأرحم به من نفسه.. وأبر به من نفسه ,, ولذا تراه يرضى ويسلم.. بل أنه يرى أن هذه الأحكام القدرية والكونية أو الشرعية إنما هي رحمة وحكمة وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها بل لسان حاله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله علي وسلم نبيا.. وهذا هو محض الإيمان .

الرابع :اليقين والسكينة والطمأنينة
فاليقين أيها الأحبة كما عرفنا من الكلام عليه في الأعمال القلبية هو الوقوف على ماقام بالحق من أسمائه وصفاته ونعوت كماله وتوحيده ,, وباليقين مع الصبر تُنال الإمامة في الدين (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وهذه المنزلة العالية الرفيعة اليقين هي روح أعمال القلوب التي هي أروح أعمال الجوارح كما يقول الحافظ ابن القيم "رحمه الله" في بعض كتبه,, وهو حقيقية الصديقية ومتى وصل اليقين إلى القلب إمتلأ نورا وإشراقا وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط وغم .. وامتلأ محبة لله عز وجل وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وإنابة إليه

الثمرة الخامسة الخشية .
كلما ازدادت المعرفة بالله عز وجل ازدادت هيبته وخشيته في القلوب [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] ,, ليس العلماء بالصناعات والحرف وإنما العلماء بالله عز وجل , والنبي "صلى الله عليه وسلم " يقول : ( أنا أعرفكم بالله وأتقاكم له خشية ) وقد فسر ابن عباس الآية قال : ( إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني ) وفي كلام ابن كثير رحمه الله: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به...

الثمرة السادسة الذل والتعظيم
من العبوديات التي يثمرها أيضا معرفة الأسماء الحسنى الذل والتعظيم فمن تتحقق في معاني الأسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تبارك وتعالى فأفاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله جل جلاله , والعبودية لا يمكن أن تحصل أو تتم إلا بكمال الذل والتعظيم كما هو معلوم .. فالتعبد هو التذلل , هو الطريق المعبد, هو الطريق المذلل , كما نعرف في تعريف العبودية ,, فأكمل الخلق عبودية أكملهم ذل وافتقار وخضوعاً ..

الثمرة السابعة الرجاء
.. وذلك بمعرفة العبد بغنى الله جل جلاله وكرمه وجوده وبره وإحسانه ورحمته , فهذا يوجِد عنه سعة الرجاء ويثمر له ذلك أنواع من العبوديات الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه , إنسان إذا احتاج إلى مخلوق وعرف أن هذا المخلوق كريم واسع العطاء غني إلى غير ذلك من الأوصاف التي يحصل بها البذل فإن رجائه يكون أوسع, فإذا ذهب إلى مخلوق يعلم أنه لا يملك شيء , فأين الرجاء ؟؟ إذا ذهب إلى مخلوق يعلم إنه لا يعطي شيء أصلاً : فإنه لايرجوه لا يحصل عنده الرجاء أصلاً.. فلابد من معرفة بالله عزوجل صحيحة إن الله هو الغني , الكريم ,الجواد , المحسن , البر , الرؤوف , الرحيم , فيقبل العبد على الله عزوجل ويوجد عنده الرجاء .

الثمرة الثامنة المراقبة والحياء
وقد تكلمنا عن المراقبة وتكلمنا عن الحياء أيضاً .. وذلك إذا علم العبد أن الله سميعٌ , بصير , عليمٌ , شهيدٌ , محيط , خبير , لطيف , حفيظ , فكل هذه الأسماء التي يعلم بها العبد أن الله لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .. وأنه يعلم السر و أخفى.. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . فهذا يثمر له مراقبة الله عز وجل فيحفظ لسانه فلا يغتاب الناس ويحفظ عينه فلا ينظر
فإذا تهيأت أسباب المعصية وتوافرت تذكر الإنسان أن الله يراه فخاف واستحيى فيكف عن فعل لا يليق .

الثمرة التاسعة المحبة
فمعرفة الأسماء والصفات هي طريق المحبة .
لكن لماذا تتلاشى هذه المحبة في قلوبنا؟؟! لأن معرفته معرفة صحيحة بأسمائه وصفات غير متحققة على الوجه اللائق .. قد يعرف الإنسان معرفةً سطحية لكنه لا يستشعر هذا بقلبه.. معرفة لا تلامس القلب وإذا كانت المعرفة لا تلامس القلب فإن الإنسان لا ينتفع بها.. ولهذا قيل العلم الخشية , فمجرد حفظ المعلومات وحده لا يكفي إنما هو وسيلة إلى العمل بموجبها ومقتضاها وهذا العمل بموجبها ومقتضاها لا يأتي لكل أحد . كثير من الناس يحفظ أشياء كثيرة جدا لكنه أبعد ما يكون عن الله عز وجل
كما قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية "رحمه الله " فالقلب إنما خلق لأجل حب الله تعالى.. وهذه الفطرة التي فطر الله عليها عباده .. يقول: فالله تعالى فطر عباده على محبته وعباده وحده فإذا تركت الفطرة بلا فساد كان القلب عارفا بالله محباً له عابداً له وحده,, ومن لاحظ الأسماء والصفات كان حب الله عز وجل أعظم شيء لديه,,
والمقصود أن القلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل ,, الله عز وجل له الكمال المطلق نحتاج أن نعرف هذه الحقيقة معرفة تلامس القلوب فيثمر ذلك بإذن الله عز وجل محبته والتعلق به

أم جهاد وأحمد
08-04-08, 07:02 PM
تمت بفضل الله ومنته مقدمات هذه الدروس القيمة الطيبة المباركة

جزى الله الشيخ خير الجزاء

وجزى الله عنا مشرفتنا الغالية أم أسماء خير الجزاء

نفعنا الله بهذا العلم النافع وجعله حجة لنا لا علينا

دمتن في حفظ الله عز وجل أخواتي في الله

أم أسماء
08-04-08, 11:16 PM
نفعنا الله بهذا العلم النافع وجعله حجة لنا لا علينا
اللهم آمين يا أختي الساعية للفردوس
لماذا وضعت التلخيص هنا ؟

نور الصباح
09-04-08, 12:59 AM
بارك الله فيك ياساعية للفردوس وثقل الله موازينك

أم جهاد وأحمد
09-04-08, 01:19 AM
لماذا وضعت التلخيص هنا ؟

بعدما كتبت المشاركة الأولى بعد عودتي من العطلة

ولم أر تعليقك بما يمنع من وضع تلخيص للملخص كما سميته

فأنزلته لأسهل على الأخوات المراجعة

ويمكنك أن تحذفيه أختي الغالية وليتك فعلت لما رأيته

أعتذر إن كنت أخطأت في الأمر

أم أسماء
09-04-08, 03:40 PM
لا عليك ....ربما فيه خير

ام زياد السلفية
09-04-08, 08:51 PM
عذراً أخواتى تغيبتُ بسبب مرضى

جزاكِ الله خيرا حبيبتى أم رحمة

أرسلى ما شئت من التلخيصات

أختى الساعية للفردوس حمداً لله على سلامتكِ

وسلمت يمينكِ على هذا التلخيص

افتقدتكن كثيرا لا حرمنى الله منكن

أم أسماء
09-04-08, 09:21 PM
عذراً أخواتى تغيبتُ بسبب مرضى
طهور ان شاء الله يا أم زياد
افتقدتك غاليتي
أرجو أن تتمكني من حل الاختبار
وفقك الله...

ام زياد السلفية
09-04-08, 09:29 PM
جزاكِ الله خيراً حبيبتى ام اسماء

و أنا أيضاً افتقدتكن كثيراً

الحمدُ لله تمكنتُ من أداء الإختبار

بارك الله فيكِ مشرفتنا الغالية

أم أسماء
09-04-08, 10:00 PM
الحمد لله أختي
فأنا لا أحب أن يتخلف عن الاختبار المتفوقات أمثالك(ابتسامة)