أم الخير
05-04-08, 02:26 PM
الرضا بما حصل يذهب الحزن
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَّنا".
إنَّ عليك واجبًا مقدَّسًا، وهو الانقيادُ والتسليمُ إذا داهمك المقدورُ؛ لتكون النتيجةُ في صالحِك، والعاقبةُ لك؛ لأنك بهذا تنجو من كارثةِ الإحباطِ العاجلِ والإفلاسِ الآجلِ.
قال الشاعرُ:
ولما رأيتُ الشِّيْب لاح بـعـارضي ومَفْرِقِ رأسي قـلتُ للشَّيب مرحبا
ولو خِفْـتُ أني إنْ كَفَفْتُ تحـيتي تـنـكَّـب عـني رُمْتُ أنْ يتنكبا
ولكن إذا ما حـلَّ كُـرْهٌ فسامحتْ بـه النـفسُ يومًا كان للكُرْهِ أذهبا
لا مفرَّ إلا أن تؤمن بالقدرِ، فإنه سوف ينفُذُ، ولو انسلخت من جلدِك وخرجت من ثيابِك!!
نُقِلَ عن إيمرسون في كتابه "القدرةُ على الإنجازِ"، حيث تساءل: "منْ أين أَتَتْنا الفكرةُ القائلةُ: إن الحياة الرغدة المستقرةَ الهادئة الخالية من الصعابِ والعقباتِ تخلقُ سعداء الرجالِ أو عظماءهم؟ إنَّ الأمر على العكسِ، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهِمْ سيواصلون الرثاءَ لأنفسهم ولو ناموا على الحريرِ، وتقلَّبُوا في الدِّمَقْس. والتاريخُ يشهدُ بأنَّ العظمة والسعادة، وبيئاتٌ لا يتميزُ فيها بين طيبٍ وخبيثٍ، في هذه البيئاتِ نَبَتَ رجالٌ حملوا المسئولياتِ على أكتافِهم، ولم يطرحوها وراء ظهورِهم".
إنَّ الذين رفعوا علم الهدايةِ الربانيَّةِ في الأيامِ الأولى للدعوةِ المحمدية هم الموالي والفقراءُ والبؤساءُ، وإنَّ جُلَّ الذين صادمُوا الزحف الإيمانيَّ المقدَّس همْ أولئك المرموقون والوجهاء والمترفون: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾. ﴿وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾. ﴿أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾. ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾. ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾.
وإني لأذكرُ بيتًا لعنترة، وهو يخبرُنا أنَّ قيمته في سجاياه ومآثِرِهِ ونُبْلِهِ لا في أصلِهِ وعنصرِهِ، يقولُ:
إن كنتُ فإني سيدٌ كَرَمًا أوْ أسود اللونِ إني أبيضُ الخُلُقِ
فقدت جارحةً وبقيتْ لك جوارحُ
يقولُ ابنُ عباس رضي الله عنه:
إنْ يـأخذِ اللهُ من عينيَّ نورهما فـفي لساني وسمعي منهما نورُ
قلبي ذكيٌّ وعقلي غيرُ ذي عِوجٍ وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ
ولعلَّ الخير فيما حَصَلَ لك من المصابِ، ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
يقولُ بشَّارُ بنُ بُرْدٍ:
وعيَّرني الأعداءُ والعيبُ فيهـمو فلـيس بِعَارٍ أن يُقال ضريرُ
إذا أبصر المرءُ المروءة والـتُّقى فإنَّ عمى العينينِ ليس يضيرُ
رأيتُ العمى أجرًا وذُخرًا وعِصْمةً وإنــي إلى تلك الثلاثِ فقيرُ
انظرْ إلى الفرقِ بين كلامِ ابنِ عباسٍ وبشَّارِ، وبين ما قاله صالحُ بن عبد القدوسِ لمَّا عَمي:
على الدنيا السلامُ فما لشيخٍ ضـريرِ العينِ في الدنيا نصيبُ
يموتُ المرءُ وهو يُعَدُّ حيًّا ويُـخلِفُ ظـنَّهُ الأملُ الكذوبُ
يُمـنِّيني الطبيبُ شفاء عيني فـإنَّ البعض مِن بعضٍ قريبُ
إن القضاء سوف ينفذُ لا محالة، على القابِل لهُ والرافضِ لهُ، لكنَّ ذاك يُؤجَرُ ويسْعَدُ، وهذا يأثمُ ويشقى.
من روائع الشيخ عائض القرني
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَّنا".
إنَّ عليك واجبًا مقدَّسًا، وهو الانقيادُ والتسليمُ إذا داهمك المقدورُ؛ لتكون النتيجةُ في صالحِك، والعاقبةُ لك؛ لأنك بهذا تنجو من كارثةِ الإحباطِ العاجلِ والإفلاسِ الآجلِ.
قال الشاعرُ:
ولما رأيتُ الشِّيْب لاح بـعـارضي ومَفْرِقِ رأسي قـلتُ للشَّيب مرحبا
ولو خِفْـتُ أني إنْ كَفَفْتُ تحـيتي تـنـكَّـب عـني رُمْتُ أنْ يتنكبا
ولكن إذا ما حـلَّ كُـرْهٌ فسامحتْ بـه النـفسُ يومًا كان للكُرْهِ أذهبا
لا مفرَّ إلا أن تؤمن بالقدرِ، فإنه سوف ينفُذُ، ولو انسلخت من جلدِك وخرجت من ثيابِك!!
نُقِلَ عن إيمرسون في كتابه "القدرةُ على الإنجازِ"، حيث تساءل: "منْ أين أَتَتْنا الفكرةُ القائلةُ: إن الحياة الرغدة المستقرةَ الهادئة الخالية من الصعابِ والعقباتِ تخلقُ سعداء الرجالِ أو عظماءهم؟ إنَّ الأمر على العكسِ، فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهِمْ سيواصلون الرثاءَ لأنفسهم ولو ناموا على الحريرِ، وتقلَّبُوا في الدِّمَقْس. والتاريخُ يشهدُ بأنَّ العظمة والسعادة، وبيئاتٌ لا يتميزُ فيها بين طيبٍ وخبيثٍ، في هذه البيئاتِ نَبَتَ رجالٌ حملوا المسئولياتِ على أكتافِهم، ولم يطرحوها وراء ظهورِهم".
إنَّ الذين رفعوا علم الهدايةِ الربانيَّةِ في الأيامِ الأولى للدعوةِ المحمدية هم الموالي والفقراءُ والبؤساءُ، وإنَّ جُلَّ الذين صادمُوا الزحف الإيمانيَّ المقدَّس همْ أولئك المرموقون والوجهاء والمترفون: ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾. ﴿وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾. ﴿أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾. ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾. ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾.
وإني لأذكرُ بيتًا لعنترة، وهو يخبرُنا أنَّ قيمته في سجاياه ومآثِرِهِ ونُبْلِهِ لا في أصلِهِ وعنصرِهِ، يقولُ:
إن كنتُ فإني سيدٌ كَرَمًا أوْ أسود اللونِ إني أبيضُ الخُلُقِ
فقدت جارحةً وبقيتْ لك جوارحُ
يقولُ ابنُ عباس رضي الله عنه:
إنْ يـأخذِ اللهُ من عينيَّ نورهما فـفي لساني وسمعي منهما نورُ
قلبي ذكيٌّ وعقلي غيرُ ذي عِوجٍ وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ
ولعلَّ الخير فيما حَصَلَ لك من المصابِ، ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
يقولُ بشَّارُ بنُ بُرْدٍ:
وعيَّرني الأعداءُ والعيبُ فيهـمو فلـيس بِعَارٍ أن يُقال ضريرُ
إذا أبصر المرءُ المروءة والـتُّقى فإنَّ عمى العينينِ ليس يضيرُ
رأيتُ العمى أجرًا وذُخرًا وعِصْمةً وإنــي إلى تلك الثلاثِ فقيرُ
انظرْ إلى الفرقِ بين كلامِ ابنِ عباسٍ وبشَّارِ، وبين ما قاله صالحُ بن عبد القدوسِ لمَّا عَمي:
على الدنيا السلامُ فما لشيخٍ ضـريرِ العينِ في الدنيا نصيبُ
يموتُ المرءُ وهو يُعَدُّ حيًّا ويُـخلِفُ ظـنَّهُ الأملُ الكذوبُ
يُمـنِّيني الطبيبُ شفاء عيني فـإنَّ البعض مِن بعضٍ قريبُ
إن القضاء سوف ينفذُ لا محالة، على القابِل لهُ والرافضِ لهُ، لكنَّ ذاك يُؤجَرُ ويسْعَدُ، وهذا يأثمُ ويشقى.
من روائع الشيخ عائض القرني