مشاهدة النسخة كاملة : إنعاش قلب..كيف الطرق؟ وماهي السبل؟
يقول صلى الله عليه وسلم { إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم مائة مرة } رواه مسلم
ذكر العلماء في معنى(إنه ليغان على قلبي) أقوال كثيرة,منها:
المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه , فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا فاستغفر منه.
ذاك قلب محمد صلى الله عليه وسلم,فكيف هي قلوبنا من طبقات الران والفترات؟
القلب..عضو الجسد النابض.
عليه مدار الأعمال,وحصول السعادة(وإن حبسوني فجنتي في صدري).
قد يغشى القلب ما يغشى,وقد يغلفة ويغطيه ما يغطيه من ذنوب,ومعاصي,وغفلة.
فتضيق الحياة على المرء على سعتها.
ويتجول هنا وهناك بحثاً عن الراحة,فلا يجدها.
للأنسان شهيق وزفير,إلا أنه يشعر أنه قاب قوسين أو ادنى من الموت.
وما أصعب ان يموت الإنسان..وهو حي!!
كيف السبيل لإنعاش ذاك القلب؟
وماهي الوسائل المعينة على إنقاذه؟
لابد أننا جميعنا مررنا بتلك اللحظات,وبمثل هذه الأحوال..ماذا فعلتِ لتدب الحياة في قلبك؟
أم سكينة
27-04-08, 02:30 AM
أول اشكركِ علي هذا الموضوع
2.http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
أم سكينة
27-04-08, 02:40 AM
http://umusukaynah.googlepages.com/113.jpg
http://umusukaynah.googlepages.com/get-1-2007-6q6322uj.gif
http://umusukaynah.googlepages.com/b611a20ec5ze2.gif
http://www.filesgate.com/up81/w11/2008/04/27/_72345067.jpg
كيف السبيل لإنعاش ذاك القلب؟
وماهي الوسائل المعينة على إنقاذه؟
لابد أننا جميعنا مررنا بتلك اللحظات,وبمثل هذه الأحوال..ماذا فعلتِ لتدب الحياة في قلبك؟
سبحان الله كان تراودني تلك الفكرة منذ فترة
جزاكِ الله خيراً أختي على هذه البادرة الطيّبة
هذا الموضوع أثار لديّ شجون و ذكريات
سأقص عليكم رحلة بحث عن قلب ضلّ و سط الطريق و كيف منّ الله على صاحبته بالهداية و ما أعظمها هداية
رحلـــــــــــــــــة قلب
كانت في بداية الطريق ...و تسير كما اعتادت السير دائماً... و الأمور على ما يرام هكذا ظنّت
و كان الشهر الفضيل يقترب ........ حاسبت نفسها وو قفت على أحوال قلبها و كانت هذه أوّل مرّة ترى الحقيقة فتساءلت أين قلبي من الصلاة ؟ أين أنت يا قلب من الذكر ؟ أين ... أين ... أين الوجل و الخشوع ؟؟؟ أين تدبر القرآن ... و خشية الرحمن؟؟؟؟.........هنا أدركت أنّ قلبها مفقود و أنّ عليها البحث فكانت بداية الرحلة:
أولاً : شروط الإقلاع
صدق
صدق مع الله فيما تريد من الإصلاح ..و ذلك بالنية الخالصة ..و الاجتهاد فيما نريد
يقين
يقين أنّ ربّ القلوب سيهدي قلبها
يقين بكلّ آية من آيات الله عزّ و جلّ
يقين أنّها مهما فعلت فلا حول و لا قوة إلا بالله
ذلّ
ذلّّ و اإنكسار بين يدي الله عزّ و جلّ و شدّة الإفتقار إليه
دعاء
دعاء و تضرّع أين يهدي الله ذاك القلب الضعيف و يربط عليه
التوّ كل على الله
وقت الإقلاع
في كلّ وقت و حين... ليل نهار... و لسرعة الوصول يكون الاجتهاد في أوقات إجابة الدعاء خاصّةً وقت السحر
الرحلـــــــــة
إنّ كلام الله حقّ و نحن نؤمن به و ما تمرّ به قلوبنا من ضعف ووهن إنما هولتقصير مع كتاب الله عزّ و جلّ
لذا ستكون الرحلة كلّها مع كتاب الله عزّ و جلّ
***كانت تقرأ وردها بنيّة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)
***قرأت الآيات:
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78) سورة المؤمنون
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) سورة السجدة
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23) سورة الملك
فوجدت أنّها لم تشكر بلسانها المنعم على نعمة فؤادها فكيف تشكر بجوارحها؟؟
فكانت التوصية الأولى :
شكر نعمة القلب و بعد أن شكرت شعرت بدقات قلبها ... و أنّ لهذه الدقات عليها حقّ
***ثم ّ تأملت الآية:
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
و سبحان الله أنّ معلّمتها قد نصحتها ذات الوقت بنصائح كان لها أثر عظيم على قلبها فقالت لها:
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات.... الأمر يحتاج لتدريب... وكثرة الذكر تحرك الشوق لله ولرسوله... فتطيب الحياة وتسكن النفس
فبدأت بكثرة الذكر و سبحان الله العظيم كانت تشعر بساعدة تغمر قلبها كلّما ذكرت ...تتسارع دقات قلبها ...تحاول أن تذكر معها و ما تستطيع... دقات قلبها أسرع ..من ذكرها ..فأنعم عليها المنعم بذكر القلب ...حتى أنّها في بعض الأحيان تكون في مجلس مضطرة إليه لكن قلبها يسبح بعيداً بذكر الله
التوصية الثانية:
ذكر القلب و اللسان.
***ثمّ تدبرت:
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) أل عمران
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الجمعة
إنّه ذكر الموت ...له سحرُ على القلوب...بذكره تحيا قلوب ....لحظات صفاء تحياها مع ذكر الموت تجعلها تحسن لكلّ من حولها ..فهي راحلة ..لن ينفعها أحد ...ما عادت تقف على ظلم وقع عليها ...هانت عليها آلامها ...هانت عليها الدنيا ... شعرت و أنها ليست من أهلها... أصبح أنسها في خلوتها ..ما أطيبه ذكر الموت
التوصية الثالثة :
ذكر الموت ...عش في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
***و مازالت تتأمل في الأيات:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)البقرة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) آل عمران
إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)
فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)الأنعام
إنّه التأمّل و التدّبر في آيات الله عزّ و جلّ الكونية تتأمّل تلك الحبة ترقبها كلّ يوم و هي تنمو .. و تنمو إلى خروج الثمرة ..سبحان الله تستشعر عظمة الخالق ...ترقب كلّ يوم شروق الشمس و غروبها ... كلّما نظرت و تأملت يمر على قلبها آية من آيات الله .... سبحانك ربي ما أعظمك!
***التوصية الرابعة:
التأمل و التدبر في آيات الله الكونية
***بين أيدينا حياة قلوبنا و شفاؤها و سبيل سعادتها في الدنيا و الأخرة :
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص
إنّه التدبر... فهم الأيات... و تمريرها على القلوب حتى يحدث التأثير الذي نسعى إليه... فمتى تدبّرت ذاقت حلاوة القرآن ...ما كانت لتصل لتلك المعاني القلبية لولا فضل الله و فتحه عليها بتدبر آياته
التوصية الخامسة :
تدبر آيات القرآن و الوقوف على معانيه العظيمة و إمرارها على القلوب.
من أصعب المحن و أشقّها على النفس ..المحن القلبية
و من أعظم المنح الربّانية ...هي تلك المنح القلبية
إنّ الوقوف على أحوال القلوب نعمة من الربّ سبحانه و تعالى تستوجب الشكر
ربّي لك الشكر و الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله
لي عودة إن شاء الله طالما القلب ينبض فهناك مزيد من الوقفات و الإنعاشات
نور الأهلة
27-04-08, 01:10 PM
موضوع رائع
جزاكم الله خيرا أحبتي
http://www.filesgate.com/up81/w11/2008/04/27/_72345067.jpg
طيف ، تساؤل مهم ، وربما غالبنا إن لم يكن جميعنا مرت وستمر عليها مثل هذه المرحلة ...
مرحلة مرض القلب ووصوله لحالة حرجة جدا ولن أقول موته ، فبموته( نعوذ بالله من ذلك) يهلك ويخسر خسرانا مبينا ..
نعم كيف السبيل لإنعاشه قبل موته ؟
وأليس من الأولى أننا قبلا تجنبنا ماسبب له التعب؟
ألم يقولوا منذ القدم " الوقاية خير من العلاج" ؟
ألسنا إذا سمعنا عن شئ قد يسبب المرض لجسدنا تركناه حتى إذا كنا نحبه؟
فمابالنا نقتل قلوبنا بأيدينا دون خوف أو وجل من المآل؟
أرى أن أولى خطوات العلاج هو أن نعترف بمرض القلب ... فكم منا تحيا ولا تدري أن بين جنباتها قلب قد يلفظ أنفاسه في أي لحظة ، فتحيا دونه !
فإن أقرينا بذلك سعينا لعلاجه ، بل واسرعنا في ذلك ، فلا يوجد أخطر من أن يمرض القلب ، وكالعادة ، كلما كان العلاج في وقت أبكر كانت النتيجة بإذن الله أسرع ..
بالنسبة لخطوات إنعاش القلب فأنا لا أعلم الكثير عنها ، ونحتاج طيف لبعض النقاط منك بما انك أنت من تطرقتي لهذا الموضوع :) ، وإن كنت أرى أن أولى هذه الخطوات هي صدق اللجوء إلى الله ، والتضرع بالدعاء بأن يمن الله علينا بالشفاء العاجل وان يكشف عنا هذا البلاء العظيم الذي كسبناه بأيدينا ..
لفتات طيبة الغالية طيف ، واتمنى أن تجد تجاوب أكثر من الأخوات لنستفيد من بعضنا بعضا ..
أول اشكركِ علي هذا الموضوع
2.http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
http://umusukaynah.googlepages.com/ala9124.gif
وأشكر لك حضورك,جعلك الله مباركة إنما كنتِ
نعم,احسنتِ فهذا سبيل هام لإنعاش القلب(ذكر الله عز وجل)
بوركتِ
ويسعدني عودتك بالجديد في هذا الموضوع
كانت في بداية الطريق ...و تسير كما اعتادت السير دائماً... و الأمور على ما يرام هكذا ظنّت
و كان الشهر الفضيل يقترب ........ حاسبت نفسها وو قفت على أحوال قلبها و كانت هذه أوّل مرّة ترى الحقيقة فتساءلت أين قلبي من الصلاة ؟ أين أنت يا قلب من الذكر ؟ أين ... أين ... أين الوجل و الخشوع ؟؟؟ أين تدبر القرآن ... و خشية الرحمن؟؟؟؟.........هنا أدركت أنّ قلبها مفقود و أنّ عليها البحث فكانت بداية الرحلة
ولو تأملنا حالنا,وتفقدنا قلوبنا لوقفنا على ماوقفتِ عليه
لكن:أين نحن عن قلوبنا؟!!
من أصعب المحن و أشقّها على النفس ..المحن القلبية
و من أعظم المنح الربّانية ...هي تلك المنح القلبية
إنّ الوقوف على أحوال القلوب نعمة من الربّ سبحانه و تعالى تستوجب الشكر
ربّي لك الشكر و الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله
لي عودة إن شاء الله طالما القلب ينبض فهناك مزيد من الوقفات و الإنعاشات
أحسنتِ,ولذا من أشد العقوبات تلك الوحشة التي يجد العبد في قلبه
كل مابعد وحشة القلب,وغفلته جلل
أمة الله:
أحسنتِ أحسن الله إليكِ
شكر الله لك هذا الحضور,وهذا التفاعل أثقل الله بهذا الموضوع ميزان الحسنات
وننتظر عودتك بالمزيد
موضوع رائع
جزاكم الله خيرا أحبتي
سيكون أروعا لو كانت لك بصمة
ننتظر تفاعلك يا عسل
طيف ، تساؤل مهم ، وربما غالبنا إن لم يكن جميعنا مرت وستمر عليها مثل هذه المرحلة ...
مرحلة مرض القلب ووصوله لحالة حرجة جدا ولن أقول موته ، فبموته( نعوذ بالله من ذلك) يهلك ويخسر خسرانا مبينا ..
نعم كيف السبيل لإنعاشه قبل موته ؟
وأليس من الأولى أننا قبلا تجنبنا ماسبب له التعب؟
ألم يقولوا منذ القدم " الوقاية خير من العلاج" ؟
ألسنا إذا سمعنا عن شئ قد يسبب المرض لجسدنا تركناه حتى إذا كنا نحبه؟
فمابالنا نقتل قلوبنا بأيدينا دون خوف أو وجل من المآل؟
أرى أن أولى خطوات العلاج هو أن نعترف بمرض القلب ... فكم منا تحيا ولا تدري أن بين جنباتها قلب قد يلفظ أنفاسه في أي لحظة ، فتحيا دونه !
فإن أقرينا بذلك سعينا لعلاجه ، بل واسرعنا في ذلك ، فلا يوجد أخطر من أن يمرض القلب ، وكالعادة ، كلما كان العلاج في وقت أبكر كانت النتيجة بإذن الله أسرع ..
بالنسبة لخطوات إنعاش القلب فأنا لا أعلم الكثير عنها ، ونحتاج طيف لبعض النقاط منك بما انك أنت من تطرقتي لهذا الموضوع :) ، وإن كنت أرى أن أولى هذه الخطوات هي صدق اللجوء إلى الله ، والتضرع بالدعاء بأن يمن الله علينا بالشفاء العاجل وان يكشف عنا هذا البلاء العظيم الذي كسبناه بأيدينا ..
لفتات طيبة الغالية طيف ، واتمنى أن تجد تجاوب أكثر من الأخوات لنستفيد من بعضنا بعضا ..
حضور رائع غاليتي: عدن
كلام جميل
الوقاية خير من العلاج حقاً
أولى الخطوات كما ذكرتِ وذكرت الأخت أمة الله صدق اللجوء إلى الله عز وجل.
الدعاء, اليقين, التوكل.
انتظر معكِ بقية الأخوات,فبه يزدان الموضوع ويكون أكثر نفعاً
بوركتِ وسرني حضورك وتفاعلك,لا عدمنــــــاكِ
أم رحمة
28-04-08, 02:17 PM
http://www.filesgate.com/up81/w11/2008/05/01/_57143214.gif السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم أسعدتني هذه الكلمات
فسلمت يمينكن
ولا أجد عندي ما أضيفه إلى كلامكن لأنكن استوعبتن
العناوين الرئيسة في الموضوع تقريبا
ولكن يبقى الكلام فالحديث عن القلوب لا ينتهي
لذلك ما أجمل كلام الله و ما أصدق حديثه عن القلوب!
"قال الله تعالى: " أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ( الرعد17)
قال الإمام ابن القيم ـ طيب الله ثراه ـ في كتابه القيم " الوابل الصيب":
" فهذا هو شبه الوحي الذي أنزل من السماء وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل،
فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا ،
وقلب صغير كواد صغير يسع علما قليلا
فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الأودية بقدرها ،ولما كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمله السيل فيطفو على وجه الماء زبدا عاليا ويمر عليه متراكبا، ولكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الارض ،
فيقذف الوادي ذلك الغثاء الى جنبتيه حتى لا يبقى منه شيء ،
ويبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله به الأرض فيحيى به البلاد والعباد والشجر والدواب والغثاء يذهب جفاء يخفى ويطرح على شفير الوادى
فكذلك العلم والايمان الذي أنزله في القلوب فاحتملته فأثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة يطفو في أعلاها
واستقر العلم والإيمان في جذر القلب فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاء ويزول شيئا فشيئا حتى يزول كله
ويبقى العلم النافع والإيمان الخالص في جذر القلب يرده الناس فيشربون ويسقون ويمرعون" ص 89
إذا أخواتي
أريد أن أضيف
لكلامكن هذه النقطة
أنه كلما كان سيل العلم متتابعا على القلب كلما أخرج من القلب أمراضه
حتى تصير كالزبد الرابي
وبالتالي إذا توقف هذا السيل
لحظة
فإن ذلك سيعرض القلب لسقوط الزبد ( الأمراض)
فيه مرة أخرى
فبالعلم النافع ينتعش القلب
وبالعمل الصالح ( الخالص الصواب) ينتعش القلب
فهي عملية إزاحة وإحلال
أو كما يقول ابن القيم في كتبه:
عملية التزكية والتربية
أو التخلية والتحلية
إزاحة للمعاني القلبية الكفرية ( شك رياء عجب حب شهرة حب زعامة...............................)
وإحلال للمعاني القلبية الإيمانية( محبة خوف رجاء يقين توكل)
وكل ذلك لن يتأتى إلا بالعلم
العلم الإيماني
أو
علم التربية الإيمانية
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
أم سكينة
28-04-08, 11:12 PM
العنوان أمراض القلوب وشفاؤها
المؤلف ابن قيم الجوزية
نبذه عن الكتاب أمراض القلوب وشفاؤها
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=26&book=714
أم سكينة
28-04-08, 11:48 PM
أمراض القلوب وشفاؤها
الأسباب الموجبة لمرض القلب
النتائج المترتبة على مرض القلب
أسباب شفاء أمراض القلوب
تفاوت أحوال القلوب وصفاتها
أنواع مرض القلوب
لابن تيمية
http://ibntaimiah.al-islam.com/Subject.asp?ID=2318&Mode=0
استماع القراءن بقلب خاشع,حاضر
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
( إِنَّ فِي ذَلِكَ ) , فيما ذكرت من العبر وإهلاك القرى, ( لَذِكْرَى ) , تذكرة وعظة, ( لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) < 7-364 > قال ابن عباس: أي عقل. قال الفراء : هذا جائز في العربية, تقول: ما لك قلب, وما قلبك معك, أي ما عقلك معك, وقيل: له قلب حاضر مع الله. ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ) , استمع القرآن, واستمع ما يقال له, لا يحدث نفسه بغيره, تقول العرب: ألق إليّ سمعك, أي استمع, ( وَهُوَ شَهِيدٌ ) , أي حاضر القلب ليس بغافل ولا ساه.
انابة القلب الي الله
( وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) مخلص مقبل إلى طاعة الله .
وإحياء القلب يكون في القراءن
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)
قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ ) تذكرة، ( مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ) أي: دواء للجهل، لما في الصدور. أي: شفاء لعمى القلوب، والصدر: موضع القلب، وهو أعز موضع في الانسان لجوار القلب، ( وَهُدًى )من الضلالة، ( وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) والرحمة هي النعمة على المحتاج، فإنه لو أهدى ملك إلى ملك شيئا لا يقال قد رحمه، وإن كان ذلك نعمة لأنه لم يضعها في محتاج
أم الصالحين
29-04-08, 11:13 AM
http://www.filesgate.com/up81/w11/2008/04/27/_72345067.jpg
كيف السبيل لإنعاش ذاك القلب؟
وماهي الوسائل المعينة على إنقاذه؟
لابد أننا جميعنا مررنا بتلك اللحظات,وبمثل هذه الأحوال..ماذا فعلتِ لتدب الحياة في قلبك؟
سبحان الله كان تراودني تلك الفكرة منذ فترة
جزاكِ الله خيراً أختي على هذه البادرة الطيّبة
هذا الموضوع أثار لديّ شجون و ذكريات
سأقص عليكم رحلة بحث عن قلب ضلّ و سط الطريق و كيف منّ الله على صاحبته بالهداية و ما أعظمها هداية
رحلـــــــــــــــــة قلب
كانت في بداية الطريق ...و تسير كما اعتادت السير دائماً... و الأمور على ما يرام هكذا ظنّت
و كان الشهر الفضيل يقترب ........ حاسبت نفسها وو قفت على أحوال قلبها و كانت هذه أوّل مرّة ترى الحقيقة فتساءلت أين قلبي من الصلاة ؟ أين أنت يا قلب من الذكر ؟ أين ... أين ... أين الوجل و الخشوع ؟؟؟ أين تدبر القرآن ... و خشية الرحمن؟؟؟؟.........هنا أدركت أنّ قلبها مفقود و أنّ عليها البحث فكانت بداية الرحلة:
أولاً : شروط الإقلاع
صدق
صدق مع الله فيما تريد من الإصلاح ..و ذلك بالنية الخالصة ..و الاجتهاد فيما نريد
يقين
يقين أنّ ربّ القلوب سيهدي قلبها
يقين بكلّ آية من آيات الله عزّ و جلّ
يقين أنّها مهما فعلت فلا حول و لا قوة إلا بالله
ذلّ
ذلّّ و اإنكسار بين يدي الله عزّ و جلّ و شدّة الإفتقار إليه
دعاء
دعاء و تضرّع أين يهدي الله ذاك القلب الضعيف و يربط عليه
التوّ كل على الله
وقت الإقلاع
في كلّ وقت و حين... ليل نهار... و لسرعة الوصول يكون الاجتهاد في أوقات إجابة الدعاء خاصّةً وقت السحر
الرحلـــــــــة
إنّ كلام الله حقّ و نحن نؤمن به و ما تمرّ به قلوبنا من ضعف ووهن إنما هولتقصير مع كتاب الله عزّ و جلّ
لذا ستكون الرحلة كلّها مع كتاب الله عزّ و جلّ
***كانت تقرأ وردها بنيّة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57)
***قرأت الآيات:
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78) سورة المؤمنون
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) سورة السجدة
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23) سورة الملك
فوجدت أنّها لم تشكر بلسانها المنعم على نعمة فؤادها فكيف تشكر بجوارحها؟؟
فكانت التوصية الأولى :
شكر نعمة القلب و بعد أن شكرت شعرت بدقات قلبها ... و أنّ لهذه الدقات عليها حقّ
***ثم ّ تأملت الآية:
الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
و سبحان الله أنّ معلّمتها قد نصحتها ذات الوقت بنصائح كان لها أثر عظيم على قلبها فقالت لها:
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات.... الأمر يحتاج لتدريب... وكثرة الذكر تحرك الشوق لله ولرسوله... فتطيب الحياة وتسكن النفس
فبدأت بكثرة الذكر و سبحان الله العظيم كانت تشعر بساعدة تغمر قلبها كلّما ذكرت ...تتسارع دقات قلبها ...تحاول أن تذكر معها و ما تستطيع... دقات قلبها أسرع ..من ذكرها ..فأنعم عليها المنعم بذكر القلب ...حتى أنّها في بعض الأحيان تكون في مجلس مضطرة إليه لكن قلبها يسبح بعيداً بذكر الله
التوصية الثانية:
ذكر القلب و اللسان.
***ثمّ تدبرت:
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) أل عمران
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) العنكبوت
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الجمعة
إنّه ذكر الموت ...له سحرُ على القلوب...بذكره تحيا قلوب ....لحظات صفاء تحياها مع ذكر الموت تجعلها تحسن لكلّ من حولها ..فهي راحلة ..لن ينفعها أحد ...ما عادت تقف على ظلم وقع عليها ...هانت عليها آلامها ...هانت عليها الدنيا ... شعرت و أنها ليست من أهلها... أصبح أنسها في خلوتها ..ما أطيبه ذكر الموت
التوصية الثالثة :
ذكر الموت ...عش في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
***و مازالت تتأمل في الأيات:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)البقرة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) آل عمران
إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)
فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)الأنعام
إنّه التأمّل و التدّبر في آيات الله عزّ و جلّ الكونية تتأمّل تلك الحبة ترقبها كلّ يوم و هي تنمو .. و تنمو إلى خروج الثمرة ..سبحان الله تستشعر عظمة الخالق ...ترقب كلّ يوم شروق الشمس و غروبها ... كلّما نظرت و تأملت يمر على قلبها آية من آيات الله .... سبحانك ربي ما أعظمك!
***التوصية الرابعة:
التأمل و التدبر في آيات الله الكونية
***بين أيدينا حياة قلوبنا و شفاؤها و سبيل سعادتها في الدنيا و الأخرة :
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) ص
إنّه التدبر... فهم الأيات... و تمريرها على القلوب حتى يحدث التأثير الذي نسعى إليه... فمتى تدبّرت ذاقت حلاوة القرآن ...ما كانت لتصل لتلك المعاني القلبية لولا فضل الله و فتحه عليها بتدبر آياته
التوصية الخامسة :
تدبر آيات القرآن و الوقوف على معانيه العظيمة و إمرارها على القلوب.
من أصعب المحن و أشقّها على النفس ..المحن القلبية
و من أعظم المنح الربّانية ...هي تلك المنح القلبية
إنّ الوقوف على أحوال القلوب نعمة من الربّ سبحانه و تعالى تستوجب الشكر
ربّي لك الشكر و الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله
لي عودة إن شاء الله طالما القلب ينبض فهناك مزيد من الوقفات و الإنعاشات
يشهد الله جل وعلا أن أختك تعجز عن الرد على كلماتك هذه المؤثرة بمعنى الكلمة ..
أسأل الله لك ولي ولمن تقرأ بأن يؤنسنا جميعاً بقربه ويعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة ومعنا من نحب ..
اللهم آمين يارب العالمين ..
سائرة إلى الله
30-04-08, 09:59 AM
أمراض القلوب وشفائها لشيخ الإسلام ابن تيميه
الكتاب (http://www.omelketab.net/portal/ShowData.php?id=250)
الشرح للشيخ ياسر البرهامى صوت (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3325)
أم رحمة
أحسن الله إليك
مشاركة مميزة,وسبيل موفق
أحسنت الدلالة
إذن,من سبل إنعاش القلب: طلب العلــــم
أم سكينة
حضور أسعدنا
ومشاركة مباركة
نعم..هو القرآن وانعم به من طريق
أحسنتِ ثم أحسنتِ
وشكر الله لك دلالتك إلى الكتاب
وفقت وهديتِ
أم الصالحين
سائرة إلى الله
سرني حضوركما
وددت لو شاركتمونا بطريق من الطرق المنعشة لقلوبنا
ننتظر عودتكما
دمتما..على طاعة للرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
كلّما هممت بكتابة ما مرّ به القلب من انعاشات و كيف السبيل إليها وجدت السبيل واحداً إنّه الصــــــــدق مع الله ..... فيقدّر لكِ ما فيه صلاح هذا القلب .... سأذكر لكم مرّة من هذه المرات أترككم مع هذه الانعاشة ليخرج كلّ منّا بفوائد قلبية :
و الله ما في مرّة صدقَتْ فيها مع الله إلّا و قد منّ الله عليها بأضعاف ما تريد
بعد أن ذاقت المعاني القلبية للعبادات عانت من فتور في قلبها ....لا تملك إلا أنّها لجأت إلى مقلّب القلوب و سألته أن يرقق قلبها و أن يربط عليه و كانت صادقة فيما تريد ......فسبحان الله العليم الذي قدّر لها من المقادير ما زلزل القلب :
إنّها مقادير الربّ جلّ و علا:
* رؤيا
بدأتها برؤيا ...فقد رأت و كأنّها في أرض يها العديد من الغرف و عندما سألت عنها قيل لها أنّها لـ عبد الله فدخلت الغرفة الأولي فوجدتها ضيّقة فسألت من معها .. إنّها ضيّقة كيف يجلس فيها عبد الله ؟!... أريد غرفة أخرى ...فتذهب إلى غرفة أخرى ..فتقول هذه ضيّقة كيف يجلس فيها عبد الله؟!! ....أريد الغرفة الواسعة .....فيشير إليها من معها إلى الجهة الأخرى فسارت نحو الطريق و عندما اقتربت و جدت أن عليها عبور طريق تسير عليه القطارات فجلست قليلا في إحدى القطارات... تريد العبور و لكنها ترى أنّه صعب عليها ...فسألت من معها.. كيف السبيل للخروج من هذا المكان و العبور؟ فأشار إليها أن تخرج عبر النافذة و خرج من معها أرادت الخروج مثله ما استطاعت فأشار إليها أنّ الغرف الواسعة هناك و نظر مرافقها بعينين دامعتين قائلاً كنت أعدّها لنفسي لكن أخذها منّي عبد الله و انصرف... و بقيت وحيدة تفكر في الخروج فنظرت فوجدت هناك مكان واسع فخرجت منه بسهولة و عندما همّت بالخروج وجدت الطريق سهل و يسير و عبرته بيسر... و هناك دخلت إحدى الغرف فإذا بها واااسعة ووجدت هناك جدّها الميّت بانتظارها فمكثت معه يتجولون في الغرفة لكنهم ما يستطيعون الخروج منها.
استيقظت من النوم و هي تقول لأهلها... رأيت القبور لقد كنت أختار قبري ... و أخذت تقول إنّي ميّتة
لم يمرّ على هذه الرؤيا عدّة أيام إلا و تلّقت :
* الإنذار الثاني :
ذهبت لصلاة الجمعة و مازال أثر الرؤيا على قلبها فإذا بالإمام يخطب أتدرون عن ماذا؟................إنّه الموت
يرتفع صوت الإمام بآيات الله عزّ و جلّ:
وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)ق
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8)الجمعة
و تنهال الآيات على قلبها لتخترقه فيرتجف القلب و البدن ....كنّ في الدنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل......ليس الغريب غريب الشام و اليمن ..إنّ الغريب غريب اللحد و الكفن ..كلمات كالسيل على القلب ..تشعر و كأنّ قلبها سيتوقف من سرعة ضرباته تدفن رأسها بين كفيها و هي تتساءل بأي حال ألقي ربّي ...بأيّ قلبٍ ألقاك ربّي!!!
انتهت الخطبة ... خرجت مسرعة و تسترجع في رأسها الرؤيا و مازات كلمات الخطبة ترّنّ في أذنها و لسان حالها يقول لقد اقترب أجلــــــــي.
كان هذا زلزال لقلبها ترك أثراً عظيماً ........فكتبت وصيّتها ...و صارت تنتظر الموت في كلّ لحظة تعيشها ...اليوم أصبح كله عبادة ...ما تحبّ أن تقبض عليه تفعله طوال اليوم ............إلى أن جاء...
* الزلزال الثالث:
اسيقظت من نومها في نفس الموعد كما اعتادت من توفيق الله لها ...حملت الأدوات .. سكون غطّى المكان ..ما يقطعه سوى دقات الساعة و كأنها تخبرها بدنو ِ الأجل
جلست تستغفر و تذكر ثمّ أخذت تتلو آيات الله عزّ و جلّ ....فجأة شعرت بشيء غريب يسري في جسدها ...لم تعد تشعر بقدميها ...لم تعد تشعر ببدنها كله ...تداخلت الصور في عينيها ..قالت لنفسها ...أنّه الموت الذي أنتظره ...أنها الروح تخرج .......أرادت نطق الشهادة ....كلّما همّت بقولــ أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ...كان لسانها يقول أشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ... اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت خلقتني و أنا أمتك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بكَ من شرّ ما صنعت أبوء لك بنعمتك علّ و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ..............
.لم تكن تتحكم في مقالها ...ما يخرج كان يخرج من القلب ...فهذا الذكر ما اعتادت عليه في أوقات الرخاء
هذا الذكر كانت تذكره بقلبها .....هذا ما خرج منها وقت محنتها ....و ما كان له أثرٌ عظيم على قلبها أنّ كلّ أهلها نائمون ما معاها أحد إلا الحيّ القيّوم ....بدأ الشعور الذي أصابها يختفي شيئاً فشيئا....إلى أن هدأت النفس و سكنت وواصلت أنسها و مناجتها و هي على يقين أنّه ما لها أحد في هذه الدنيا و لن ينفعها أحد إلا مالك أمرها ...إلا من كان معها وقت محنتها ....إلا من لطف بها و رحمها ...إلا من سألته هداية قلبها ...فوهبها أفضل ممّا تريد .....تحيا و مازالت تحيا بذكرى أنّها ميّتة ...فجعلت نصيبا ثابتاً من الدعاء ..لخاتمتها ...لخروج روحها .. لسؤالها ...لقبرها ...لما تحبّ أن يكون مآلها....و أخيراً طلبت من أسرتها شراء كفنها ........صارت تحيا بقلب حيّ محفورٌ فيه ذكريات تلك الأيّام .....
أعيد.... و أكرّر....إنّه الصـــــــــــــــــدق مع الله ...إذا صدقنا رأينا توفيق الله و حكمته فيما يقّدره لنا من مقادير يكون فيها صلاح قلوبنا و حياتها.
.
اللّهمّ اهدِ قلوبنا صراطك المستقيم.. و اربِط عليها يا رحمن يا رحيم.
ربّ لك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه.
سائرة إلى الله
03-05-08, 05:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أمة الله
والله إن قلبى (أه ياقلبي )يحتاج إلى عملية إنعاش مستمرة
وأحسن طريقة جربتها
هى الإنشغال بالعمل بلا توقف لا تتركى الفرصة للشيطان ليوسوس ولا النفس لتهوى
العمل قلبا وقالبا ، ما يرضى الله استمرى فيه ، وما لارضيها أو يؤخر مسارك ألقيه خلف طهرك ولا تبالى
ولا تبالى
اللهم أحيي موتى قلوبنا / اللهم يا حنان يا منان يا بديع السموات و الأرض رب كل شيئ ومليكه أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
أحكم بينى بين نفسى الأمارة بالسوء، وافرق بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين
سمية ممتاز
03-05-08, 06:40 AM
ما شاء الله تبارك الله
جزاكِ الله خير يا طيف
أعجبني الموضوع وأعجبني تفاعل الأخوات ما شاء الله
سأعود قريباً إن شاء الله ..
:icony6: :icony6: :icony6:
دمتِ بود :)
أم سكينة
25-05-08, 08:38 AM
داء العـصر
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليما مبارك فيه.. أمّا بعد:
ممّا لا شك فيه أنّ مرض القلب أصبح داء العصر بسبب المعاصي التي يرتكبها العبد حتى طبع على قلبه فصار لا يفقه أو بسبب تعلق القلب بالدنيا ونسيان الآخرة ونسيان الموت وسكراته وغيرها من مسببات هذا الداء الخطير.. أعاذنا الله وإياكم.. قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [سورةالبقرة: 10].
المراد بالمرض هنا: مرض الشك والشبهات والنفاق لأنّ القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطلة ومرض الشهوات المردية، فالكفر والنفاق والشكوك والبدع كلها من مرض الشبهات، والزنا ومحبة الفواحش والمعاصي وفعلها من مرض الشهوات.
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة الحديد: 16]، أي: ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم وتخشع لذكر الله الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام ثم لم يداوموا عليه ولم يثبتوا بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم.
فتن القلوب
عن النعمان بن بشيررضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» [رواه البخاري ومسلم].
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين: على قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلاّ ما أشرب من هواه» [رواه مسلم].
أشربها: أي امتصها وتحللت في أجزائه.
أسود مرباداً: أي تام في السواد.
كالكوز مجخياً: أي كالكأس منكوساً.
قال ابن القيم: "فشبه عرض الفتن على القلوب شيئاً فشيئاً كعرض عيدان الحصير، وقسم القلوب عند عرضها عليها قسمين:
الأول: قسم إذا عرض عليه فتنة أشربها كما يشرب الإسفنج الماء فنكتت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسّود وينتكس، فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطيران متراميان به إلى الهلاك.
أحدهما اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراًً والمنكر معروفاً والسنة بدعة والبدعة سنة والحق باطلاً والباطل حقاً.
والثاني تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وانقياده للهوى وإتباعه له.
الثاني: قلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته".
أقسـام القـلـوب
القلب الصحيح: هو القلب السليم الذي لا ينجو يوم القيامة إلاّ من أتى به كما قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].
والسليم هو السالم، فهو القلب الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم.
القلب الميت: وهو القلب الذي لا حياة به فهو لا يعرف ربّه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربّه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضي ربّه أم سخط، فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه.
القلب المريض: وهو قلب له حياة وبه علة فله مادتان، تمده هذه مرة وهذه أخرى وهو لما غلب عليه منهما ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه: ما هو مادة حياته. وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والكبر والعجب: ما هو مادة هلاكه.
القلب الأول: حي مخبت لين واعٍ، والثاني: يابس ميت، والثالث: مريض.
أنواع القلوب
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمى، وقلب تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق وهو ما غلب عليه منهما".
مـفسـدات القلــب
قال ابن القيم: "خُلقت النار لإذابة القلوب القاسية، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله، وإذا قسا القلب قحطت العين، وقسوة القلب من خمسة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: كثرة الخلطة، والتمنـي والتعلق بغير الله تعالى، والشبع والمنام".
آثار المعاصي على القلب
- تضعف القلب:
فهي تضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فيأتي بالاستغفار وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها وهذا من أعظم الأمراض وأقربها من الهلاك.
- كثرة الذنوب تطبع على قلب صاحبها:
قال بعض السلف في قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [المطففين: 14] أنّه: "لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم".
- تذهب الحياء من القلب:
فمن عقوباتها: ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه قال صلى الله عليه وسلم: «الحياء خير كله» [رواه مسلم].
- تضعف في القلب تعظيم الرب:
فمن عقوبات الذنوب أنّها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد شاء أم أبى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه؟؟؟
- تضعف سير القلب إلى الله:
فالذنوب تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة أو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه.
- توقع الوحشة في القلب:
يجد المذنب نفسه مستوحشاً قد وقعت الوحشة بينه وبين ربّه وبين الخلق وبين نفسه وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمرّ العيش عيش المستوحشين الخائفين وأطيب العيش عيش المستأنسين.
- تمرض القلب:
حيث أنّها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه، وقد أجمع السائرون إلى الله تعالى، أنّ القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح له ذلك إلاّ بمخالفة الهوى فهواها مرضها وشفاؤها مخالفته.
- تعمي بصيرة القلب:
وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب عنه الهداية ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل، وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصره.
علامات صحة القلب
1- أنّه لا يفتر عن ذكر ربّه ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره.
2- أنّه إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً عظيماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله.
3- أنّه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همّه وغمّه واشتد عليه خروجه منها ووجد فيها راحته ونعيمه.
4- أن يكون همه هماً واحداً وأن يكون همه في الله تعالى.
5- أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد النّاس شحاً بماله.
6- أن لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله.
7- أنّه يشتاق لخدمة مولاه تعالى كما يشتاق الجائع إلى الطعام.
8- أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثر من اهتمامه بالعمل نفسه.
علاج القلب-المعرفة بالله تعالى:
فمن عرف ربّه حق المعرفة رق قلبه ومن جهل ربّه قسا قلبه، قال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: ما أطيب فيها؟ قال: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكر الله وطاعته".
- تذكر الموت وما بعده وزيارة القبور والتفكر بأهلها:
فإنّ هذا من أنجع الأمور التي توقظ القلب من غفلته ونومه، قال صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هادم اللذات فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة من العيش إلاّ ضيقها عليه» [أخرجه ابن حبان].
قال صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنّها ترق القلب وتدمع العين وتذكر بالآخرة» [أخرجه الحاكم].
- تدبر آيات القرآن الكريم:
فإذا تدبر قلب المؤمن آيات الله واستشعر أنّ الله يخاطبه بها رأى من نفسه خيراً فخشع قلبه وفاضت عينه وسارت نفسه إلى ربّها.
- الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار:
قال صلى الله عليه وسلم: «إنّه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة» [رواه مسلم].
وجاء رجل للحسن البصري فقال: يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي؟ فقال: أذبه بالذكر.
ويقول ابن القيم: "صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر".
- زيارة الصالحين ومخالطتهم والقرب منهم وصحبتهم:
قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [سورة الكهف: 28].
فالصالحون يأخذون بيدك إن ضعفت ويذكرونك إذا نسيت ويرشدونك إذا جهلت وإن رأيتهم ذكروك بالله وأعانوك على طاعته.
- مجاهدة النفس ومحاسبتها:
فيجب على الإنسان أن يخلو مع نفسه ويحاسبها على كل فعل فعله في يومه ويرى أرضي الله بفعله أو أغضبه.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ولسانا ذاكرا وقلبا خاشعا إنّه سميع مجيب.
سلسلة العلامتين
أم سكينة
حضور رائع
سدد الباري خطاك
بدر الدجى
ننتظر نور إطلالتك ومشاركتك يتها البدر: )
للنفع قبل الرفع
وسيكون هناك مواضيع ذات صلة بهذا الموضوع بإذن الله فلزم التذكير به
بوركتم
مروة عاشور
14-06-08, 09:08 AM
أختى الفاضلة طيف:icony6:
مشكـــورة على هذه الجهـــود القيمـــة...رعاكــ الله
وجعلهـــا في ميزان حسناتكــ
حفظك المولى عز وجل أينما كنت....:icon57:
العائدة الى الله
14-06-08, 04:36 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
حياكن الله اخواتى وحفظكن جميعا اين ما كنتم
موضوع رائع يستحق الوقوف مع النفس فيه او لنقل الوقوف مع القلب فيه
متى تحيا قلوبنا وتثبت على ذلك ؟
ولكن كيف الثبات وهو من اسمه ( قلب ) اى كثير التقلب
حياته كما قالت الاخوات بارك الله فيهن
1- ذكر الله فى كل وقت وحين
2- ذكر الموت وتذكر الساعه ويوم العرض على المولى جل وعلا
3- التزام الطاعة والعبادة من صباحنا حتى مسائنا
4- طلب العلم فهو حياه القلب ولكن يلزمة العمل
5- تدبر كتاب الله جل وعلا
قد يكون ذلك كافيا مع صدق النيه فى السير إلى الله والتزام الإستعانة به على ثبات القلب وتذكر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
( يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك )
ولكن ما الذى يدفع قلوبنا للبعد والتقلب ايضا فلنتذكر اهم مرض يصيب القلب وهو حب الدنيا
وكما قالت اختنا الوقايه خير من العلاج فان لزمت العلاج وتعرضت لك الدنيا لتغير مسارك وتحول قلبك فالزمى الإعراض عنها ولتقللي من شأنها وتحقير متطلباتها فما هى إلا دنيا تفنى ويبقى ما عملنا بها شهيدا علينا
خلود أم يوسف
10-03-11, 03:54 PM
ماشاء الله
موضوع قيم بارك الله بكن أخواتي
وجزاكن خيرالجزاء
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, Developed By uaedeserts.com