المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه حتى لو كان نبياً


أم كلثوم
06-07-08, 02:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لحق فرعون وجنوده موسى وبني اسرائيل فادركوهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ولم يبق ثم ريب ولا لبس

وعاين كل من الفريقين صاحبه وتحققه ورآه ولم يبق إلا المقاتلة والمجادلة والمحاماة

فعندها قال أصحاب موسى عليه السلام وهم خائفون ( إنا لمدركون )وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق ولا محيد الا سلوكه وخوضه

وهذا ما لا يستطيعه أحد ولا يقدر عليه والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وهي شاهقة منيفة

وفرعون قد غالقهم وواجههم وعاينوه في جنوده وجيوشه وعدده وهم منه في غاية الخوف والذعر لما قاسوا في سلطانه من الإهانة والمنكر

فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه وعاينوه فقال لهم الرسول الصادق المصدوق ( كلا إن معي ربي سيهدين )

هنا تنزل الوحي على موسى عليه السلام ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )

فلما آل أمر البحر إلى هذه الحال بإذن الرب العظيم الشديد المحال أمر موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل

فانحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين وقد شاهدوا من الأمر العظيم ما يحير الناظرين ويهدي قلوب المؤمنين

فلما جاوزوه وجاوزه وخرج آخرهم منه وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه

فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه ولا سبيل عليه

فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال (واترك البحر رهوا ) أي ساكناً على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة ...(1)

لو ترك موسى لاختياره لكان غاية مناه في هذه الحال ان يهرب من فرعون ويكون البحر حائلا بينه وبين فرعون وجنده .......

لكن الله عز وجل أراد أمرا أجل وأعظم فكان أمره لعبده الكريم ألا يضرب البحر :(واترك البحر رهوا انهم جند مغرقون)

وفرعون كان داهية لم يكن ليدخل ويجازف حتى يتحقق الوضع

فلما تركه موسى عليه السلام ظنّ فرعون أن سيبقى البحر هكذا أبد الآبدين فاقتحم البحر بجنده فأطبقه الله عليه .(2)

فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى وعاين ما عاين

هاله هذا المنظر العظيم وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك من أن هذا من فعل رب العرش الكريم

فأحجم ولم يتقدم وندم في نفسه على خروجه في طلبهم والحالة هذه حيث لا ينفعه الندم

لكنه أظهر لجنوده تجلداً وعاملهم معاملة العدا

وحملته النفس الكافرة والسجية الفاجرة على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه وعلى باطله تابعوه : أنظروا كيف انحسر البحر لي لأدرك عبيدي الآبقين من يدي الخارجين عن طاعتي

وجعل يوري في نفسه أن يذهب خلفهم ويرجو أن ينجو وهيهات ويقدم تارة ويحجم

فلما رأته الجنود قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين

فحصلوا في البحر أجمعين

حتى هم أولهم بالخروج منه

عند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب البحر بعصاه فضربه فارتد عليهم البحر كما كان

فلم ينج منهم إنسان

قال الله تعالى ( وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) (3)


(1)(3) من محاضرة للشيخ محمد بن عدنان السمان
خطيب جامع الجهيمي بالرياض... للاستزادة :http://www.saaid.net/mktarat/mohram/12.htm

(2) بالمعنى من تفسير الشيخ صالح المغامسي

محبة الصحابة
06-07-08, 03:38 PM
جزاك الله خيرا حبيبتي وذكرتني بأنه يجب علينا التسليم لكل أمر أمرنا الله به والرضا بكل قضاء قضاه الله علينا حتى و؟إن كان الظاهر لنا هو الشر
ولنعلم
أن اختيار الله لنا دائما هو الأصلح والخير فكل ما كتبه الله لنا وعلينا هو خير
ولكنا نحتاج إلى التسليم والرضا والإذعان
سلمت يمينك حبيبتي

أم كلثوم
07-07-08, 11:09 AM
ويمناك محبة الصحابة ........... وقد احسنت بذكر التسليم والرضا وفي اثر عن ابن مسعود :

إن الله جعل الروح والفرح في الرضاواليقين

وجعل الهم والحزن في الشك والسخط

وإنما يتأتى الرضا من اليقين ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ رضا وعرفانا

اليقين بحكمة الله عز وجل في أفعاله وأن حكمته بعلم وبرحمة هذا يوجب امتلاء القلب بالرضا والتسليم .

وإنما يتأتى اليقين بالعلم عن الله كما هو مذكور في تفسير قصة موسى عليه السلام وفرعون ...

نحتاج الى البصيرة كي نفسر أفعال الله عز وجل فينا ومن حولنا ..........

كم من حال يبتلى به العبد وهو خير له ،،، يقول لو زال عني لكنت كذا وكذا ... ما ان يُكشف عنه حتى ينصدم من نفسه

وما علم المسكين ان اختيار الله له خير من اختياره لنفسه .

بوركتِ محبة الصحابة

مروة عاشور
01-07-09, 07:25 AM
ّ~جزاكما الله خيراً ونفع بكما ~~

أمة البر الرحيم
01-07-09, 11:04 AM
جزاكما الله خيرا
نسأل الله أن يرزقنا اليقين والصدق والأخلاص

أمـة الخبيـراللطيف
01-07-09, 11:58 AM
سلمت يمينك اختي
بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا :)