المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشك ,,,و العمل باليقين


شـروق
09-01-07, 09:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,,,

الشك

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:



فالشك آفة نفسية تجعل الثقة مهزوزة بين أفراد المجتمع، فإذا وُجد الشك أنتج إساءة الظن بأقرب الناس فتفسد العلاقة بين المرء وزوجه، وبين الرجل وأولاده وبين الحاكم والمحكوم وبين الإنسان وجاره...


مما يترتب عليه التفريط في الحقوق وإضاعة البلاد والعباد، فكم من جريمة قتل ارتكبت وأعراض لوِّثت بسبب الشك؛ فالاستكانة للشك تجلب التهم، والمصاب بهذا الداء مريض في نفسه لا يستطيع أن يثبت في حال من الأحوال، وهو من علامات ضعف الإنسان وقوة الشيطان عليه، وقد يشك الإنسان في نجاسة الثوب أو البدن والوضوء للصلاة وعدد الركعات التي صلاها وعدد الأشواط التي طافها حول الكعبة ... وما شابه ذلك.

فيقال له: اعمل باليقين، فإذا تشككت في الحدث وتيقنت الوضوء، فلا يجب عليك إعادة الوضوء، وإذا لم تدرِ أثلاثًا صليت أم أربعًا فاجعلها ثلاثًا، ومن شعر بخروج المني أو الحيض فلا يلتفت لذلك حتى يرى أثرًا وإلاّ فالعبرة بالظهور لا بالشعور.

ولمّا سُئل ابن عباس رضي الله عنهما : إني آكل فإذا مـــا شكـكـت أمسكـت. قال: كُـلْ ما شكـكت حـتى لا تشك.

فمن أكل أو شرب أو جامع ظانًا بقاء الليل أو غروب الشمس فصومه صحيح، قال تعالى: {وكُلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} ، وقال تعالى: {ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم}.

وقد يتخوف الإنسان من ضياع الإيمان بسبب كثرة الشكوك والوساوس التي تنتابه كحالة البعض الذي ذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: إنّا لنجد في أنفسنا ما لو خررنا من السماء إلى الأرض لكان أهون علينا من أن نتحدث به. قال: «أوقد وجدتموه؟ ذلك صريح الإيمان» وقال: «الحمد لله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة» وقال أيضًا: «قل آمنت بالله».

ولما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن مثل ذلك، قال: «قل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم».

فمن وجد مثل هذه الوساوس المشككة في الدين والمخالفة لشريعة رب العالمين فليس له أن يحكيها لأحد، ويتعوذ بالله منها، ويشغل نفسه بذكر الله أو بأمر مباح ويقول: آمنت بالله ويعلم أنها لن تضره بإذن الله، فقد عرض مثلها لمن هو أفضل منه.

ومن رحمته سبحانه بهذه الأمة أنه تجاوز لها عما حدّثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل به، فإذا صارت الشكوك والوساوس والريب عقيدة، أو انعقد العزم عليها سلوكًا أضعفت الإيمان بالله عز وجل وبالملائكة والكتاب والنبيين وباليوم الآخر والقدر خيره وشره، فالشك في الله شرك أكبر.

قال تعالى: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصُدُّونا عمّا كان يعبُدُ آباؤنا فأتونا بسلطان مبين} [إبراهيم: 10].

وقال سبحانه: {لا إله إلاّ هو يُحيي ويُميت ربّكم وربّ آبائكم الأولين بل هم في شك يلعبون} [الدخان: 8، 9].

وقال سبحانه: {قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبُدُ الله الذي يتوفّكم وأُمرت أن أكون من المؤمنين} [يونس: 104].

وقال تعالى: {وحِيل بينهم وبين ما يشتهون كما فُعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب} [سبأ: 54].

وقال عز وجل: {قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [الجاثية: 26].

وقال: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} [الحجرات: 15].


ومن الأحاديث الواردة في ذم الشك:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلّى ثلاثًا أم أربعًا، فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلّم، فإن كان صلّى خمسًا، شفعْنَ له صلاته، وإن كان صلّى إتمامًا لأربع، كانت ترغيمًا للشيطان» [رواه مسلم].

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيًا، وأَمَةٌ أو عبدٌ أبَقَ فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مُؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم، وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله عز وجل رداءه، فإنّ رداءه الكبرياء وإزاره العزة، ورجل شكّ في أمر الله، والقَنُوط من رحمة الله» [رواه أحمد والحاكم وصححه].

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «الحلال بين والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهة، فمن ترك ما شُبّه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشُكُّ فيه من الإثم أوْشَكَ أن يُواقِعَ ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يُواقعه» [رواه البخاري ومسلم].

وفي الحديث: «إنّ الأمير إذا ابتغى الرِّيبة في الناس أفسدهم» [رواه أحمد وأبو داود].

وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيّ رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحا» [رواه البخاري ومسلم].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياك والظّنّ، فإن الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا» [متفق عليه].


ومن الآثار وأقوال العلماء الواردة في الشك:

في حديث أبي بكر قال لعمر رضي الله عنهما: «عليك بالرائب من الأمور، وإياك والرائب منها».

أي عليك بالذي لا شُبهة فيه كالرائب من الألبان وهو الصافي الذي لا فيه شبهة ولا كدر، وإياك والرائب منها: أي الأمر الذي فيه شبهة وكدر، فالأول من راب اللبن يروب فهو رائب، والثاني من راب يريب إذا وقع في الشك.

وأُثر عن عمر رضي الله عنه قوله: «مكسبة فيها بعض الريبة خير من المسألة»، أي كسب فيه بعض الشك أحلال هو أم حرام خير من سؤال الناس.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «دعوا الربا والريبة: يعني ما ارتبتم فيه، وإن لم تتحققوا أنه ربا».

وروي عن عائشة رضي الله عنها: سُئلت عن أكل الصيد للمحرم إذا لم يصبه فقال: «إنما هي أيام قلائل فما رابك فدعه»، يعني ما اشتبه عليك هل هو حلال أو حرام فاتركه.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: «ما تريد إلى ما يريبك وحولك أربعة آلاف لا تريبك».

وقال أبو عبد الرحمن العمري الزاهد: «إذا كان العبد ورعًا ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه».

وقال الفضيل بن عياض: «يزعم الناس أن الورع شديد، وما ورد عليّ أمران إلا أخذت بأشدهما فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك...».

وقال ابن رجب رحمه الله : «إن الحلال المحض لا يحصل لمؤمن في قلبه منه ريب، بل تسكن إليه النفس ويطمئن به القلب، وأما المشتبهات فيحصل بها للقلوب القلق والاضطراب الموجب للشك».


فاللهم إنا نعوذ بك من الشك والشرك والنفاق وسوء الأخلاق ونسألك اللهم علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا ودينًا قيمًا وشفاءً من كل داء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الشيخ سعيد عبدالمنعم
المصدر: من هنا (http://www.alsalafway.com/cms/news.php?action=news&id=91)

مسلمة لله
10-01-07, 06:49 AM
بارك الله فيك أختى الحبيبة وجزاك خير الجزاء

شـروق
12-01-07, 10:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

حياااك الله ,,,,مسلمة لله و بارك الله فيك و جزاك الله كل خير و جعل الجنة دارك و مأواك

أمةالله
12-01-07, 03:23 PM
جزاك الله خير الجزاء أختي على هذا الموضوع.

أم الفضل
27-01-07, 12:34 AM
جزاك الله خيرا ..
وجعله في ميزان حسناتك

أم الخطاب78
28-06-07, 02:43 PM
سبحان الله في بعض الاحيان يصل الشك الي الوسوسه وبالتالي يصبح الانسان في دوامة من الحيره
المتواصله ..

بارك الله بك اخيه

اختكم فى الله
28-06-07, 03:02 PM
جزاك اله خيرا اختى الزهراء
بارك الله فيك

أم يوسف و هبة
28-06-07, 06:16 PM
السلام عليكم
بوركت حبيبتي الزهراء.
اللهم إنا نعوذ بك من الشك والشرك والنفاق وسوء الأخلاق ونسألك اللهم علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا ودينًا قيمًا وشفاءً من كل داء.

إشراقة النور
28-06-07, 08:38 PM
جزاك الله خيرا

مروة عاشور
01-03-10, 11:07 AM
جزاك الله خيرا وحفظكِ0

رقية مبارك بوداني
01-03-10, 02:14 PM
الحمد لله
سلمت أختي وسلم بنانك
باركك الله أينما كنت
موضوع قيم وانتقاء موفق
:icony6::):icony6:

سمية ممتاز
13-03-10, 01:00 PM
موضوع رائع

اشتقنا لشروق ومسلمة لله ..

مفكرة إسلامية
05-04-10, 01:26 AM
تم إدراج رابط المصدر في الموضوع ..

برجاء التأكد من إدراجه في المواضيع القادمة حتى لا تُحذف.

بارك الله فيكن http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/icon58.gif