المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة المهجورة


مروة عاشور
21-08-08, 10:01 AM
عبادة التفكر في آيات الله
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، أحمده تعالى وأشكره على سوابغ نعمه، وترادف مِنَنه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وَسِع كل شيء علماً، وأتقن كل شيء صنعاً، وسخَّر لعباده ما في الكون كله رحمة منه ولطفاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، إمام المتقين، وأشرف الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعد:
====================================
أيها المسلمون! اتقوا الله تبارك وتعالى، واشكروه على ما خوَّلكم به من الفضل في العالمين، وما


كرَّمكم به على الأولين والآخرين، يقول الله عز وجل: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيْلاً [الإسراء:70] فلقد خلقكم الله في بطون

أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث، وهيأ لكم الأمن النفسي والغذائي، ثم أخرجكم من عالم

الأجنة إلى عالم الحياة الدنيا: يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ

صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار:6-8] وزوَّدكم -تبارك وتعالى- بالسمع والبصر والعقل وسائر الجوارح: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ


[النحل:78] وأنعم عليكم بالفهم والإدراك، وحثَّكم على التفكر في مخلوقاته، وما سخر لكم في الكون


من آياته الباهرة ونعمه الظاهرة في الأرض والسماء، في البر والبحر والفضاء، قال تعالى: قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [يونس:101] إِنَّ فِي

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ [الجاثية:3] .

فالله -عز وجل- خلق لعباده ما في الأرض جميعاً، وسخَّر لهم هذا الخلق ليتفكروا فيه، ويتبصروا في

عظيم صنعه؛ ليكون دليلاً إلى طاعة الله رادعاً عن معصيته: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي

الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية:13] وذمَّ سبحانه المعرضين عن التدبر

والتفكر في آياته ومخلوقاته، فقال سبحانه: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ [يوسف:105].......

========================

مر بنا أدلة كثيرة تحث المسلم على أن يتفكر في آيات الله، ويتعقل معاني ما أمر الله به، وأن التفكر


والتذكر يفتح البصيرة وينور القلب ويثبت العقيدة، ويكون أكبر دليل على أحقية هذا الدين وما اشتمل



عليه من الحكم والأحكام، ففي مثل قول الله تعالى: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ

وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ بدأ بتذكيرهم أن

يتفكروا في أنفسهم، وذلك لأن نفس الإنسان أقرب شيء إليه، فلو تفكر فيها لرأى فيها عجب العجاب؛

ولأجل ذلك يقول الله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أي: وفي أنفسكم آيات للموقنين.

أي دلالات تدل من تفكر فيها على اليقين على علم اليقين بحيث يكون الغائب عنده كالمشاهد.

=================================
التفكر عند السلف



كان السلف رحمهم الله يتفكرون في مخلوقات الله، ويتدبرون آياته الشرعية وآياته الكونية، ويحثون


على ذلك، قال بعض السلف : "ما طالت فكرة امرئ قط إلا فَهِمْ، ولا فَهِمَ إلا عَلِمَ، ولا عَلِمَ إلا عَمِل"

وقال بشر : لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه، وذلك لأن التفكر في عجائب الخلق

وأسراره يثمر تعظيم الخالق ومخافته، قال تعالى واصفاً عباده المؤمنين: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191].




http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif


تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )



قال ابن القيم رحمه الله : تفكر ساعة خير من عبادة ستين .. قال الحسن : إن من أفضل العمل الورع والتفكر. ختم الله 13 آية في القرآن بكلمة ( تتفكرون ) أو ( يتفكرون



فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى، واشكروه على ما سخَّر لكم من النعم العظيمة، وتفكروا في مخلوقاته، واعملوا بطاعته واحذروا معصيته، وثقوا بوعد الله لكم



h
المصادر
التفكر في آيات الله الكونية ترسخ الإيمان بالغيب
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=81&toc=5413&page=4852&subid=32632
=================
الحض على النظر والتفكر
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full@_@@_@@_@@_@@_@@_@@_@&audioid=28141

مروة عاشور
21-08-08, 10:11 AM
فوائد التفكر :1- تجديد الإيمان وزيادته..قال أبن القيم رحمه الله " التفكر يكشف حقائق الأمور ويميز مراتبها في الخير والشر ومعرفة المفضول من الفاضل ..

2- التفكر من أعمال القلب .. وأعمال القلب أفضل من أعمال الجوارح بإتفاق العلماء .

3- يبعث على التواضع أمام عظمة الله تعالى وحسن الظن به سبحانه .

4- يفتح آفاق العلم والإيمان .

ضوابط التفكر :

ينبغي ألا يصل التفكر إلى حد الخروج عما لم يحط به الإنسان بعلمه أو الخروج عما لاينبني تحته علم أو تصور .. أو تصور أمور لايمكن تصورها لأنها لاتخضع لقياسنا ..



الغاية من التفكر :1- التخلص من الذنوب والإقلال منها بقدر المستطاع ..فإن المعصية تحجب التفكر .

2- الاجتهاد في الطاعة واستحضار الخشوع والبكاء من خشية الله تعالى .

3- ترك مالا ينبغي من الأقوال والأحوال والأعمال.

4- لا ينبغي أن تكون مشاغل الأيام عائق لنا عن التفكر .



في الختام :

قال تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

قال ابن القيم رحمه الله :

تفكر ساعة خير من عبادة ستين ..

قال الحسن :

إن من أفضل العمل الورع والتفكر.



ختم الله 13 آية في القرآن بكلمة ( تتفكرون ) أو ( يتفكرون )
aشبكة مشكاة

أم عبداللـه
21-10-08, 11:15 AM
جزاكِ الله خيرا