المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهر الله المحرم


مزن
24-12-08, 08:29 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن الليالي والأيام والشهور والأعوام تمضي سريعا وتنقضي سريعا هي محط أعمالنا ومقادير آجالنا.
وفي نهاية عام وفي بداية آخر حبذا أن يقدم الإنسان لنفسه توبة ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).وقال (وإني لغفار لمن تاب و آمن)


قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرما


فلا رجبا وافيت فيه بحقه *** ولا صمت شهر الصوم صومامتمما


ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرما

فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما

وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما
لقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات
فما أعظمها من نعمة أن يوالي الله - سبحانه وتعالى – علينا مواسم الخيرات ليوفينا أجورنا ويزيدنا من فضله ، فها نحن نستقبل موسما جديدا ، وشهرا كريما ألا وهو شهر الله الحرام ، فهو بلا شك شهر حافل بالطاعات ، وأنواع العبادات ، وشهر المحرم من الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في كتابه في قوله تعالى : [ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ...... الآية ] ، وقد بينها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الحديث عن أبى بكرة في قوله صلى الله عليه وسلم : (( السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان )) ،

* سبب تسميته بـ ( المحرَّم ) :

قال ابن كثير : (سمي بذلك تأكيدًا لتحريمه لأن العرب كانت تتقلب فيه فتحلُّه عاماً وتحرِّمه عاماً ) ،
وقال السعدي :( سمي بهذا الاسم لزيادة حرمته ،وتحريم القتال فيه) .
وسمي محرماً تأكيداً لتحريمه ، لأن العرب كانت تتقلب فيه ، فتحله عاماً وتحرمه عاماً .


*فضل الشهر ومكانته

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضلُ الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم ، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل ) وفي رواية: ( الصلاة في جوف الليل ) أخرجه مسلم.


الحديث دليل على فضل صيام شهر الله المحرم ، وأن صيامه يلي فضل شهر رمضان في الأفضلية ، وفضل الصيام فيه جاء من فضل أوقاته وتعظيم الأجر فيه ، لأن الصيام من أفضل الأعمال عند الله تعالى .

وشهر الله المحرم هو الشهر الذي تبدأ به السنة الهجرية ، كما تمَّ الاتفاق على ذلك في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب t ، وهو أحد الأشهر الحرم التي ذكر الله في كتابه ، فقال تعالى : ] إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [ [التوبة/36]
ولحديث أبى بكرة الذى ذكرناه انفا

وقد أضاف الله تعالى هذا الشهر إليه تشريفاً وتعظيماً ، لأن الله تبارك وتعالى لا يضيف من الأشياء إليه إلا خواصُها كبيت الله ، ورسول الله ، ونحو ذلك ،
قال الإمام ابن رجب – رحمه الله – وقد سمى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المحرم شهر الله . وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله ، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواصَّ مخلوقاته ، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء- صلوات الله عليهم وسلامه ـ إلى عبوديته ، ونسب إليه بيته وناقته
وقد دل الحديث على أن أفضل ما يتطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم ، والظاهر أن هذا محمول على أنه أفضل شهر يُتطوع بصيامه بعد رمضان ، أما التطوع بصيام بعض الأيام منه فقد يكون بعض الأيام أفضل من أيامه كيوم عرفة ، وستة أيام من شوال .

وظاهر الحديث فضل صيام شهر المحرم كاملاً ، وحمله بعض العلماء على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم لا صومه كله ، لقول عائشة رضي الله عنها : ( … ما رأيت رسول الله r استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان ) أخرجه مسلم .
* فضل صيام يوم عاشوراء :
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم على القول الراجح والمشهور عند أهل العلم ، وكان معروفا عند أهل الجاهلية وكانوا يصومونه، وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يصومه أيضا . قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : (( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ،وكان رسول الله يصومه في الجاهلية ، فلما قدم المدينة صامه ، وأمر بصيامه ، فلما فُرِضَ رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه )) ، وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال :(( ما رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يومَ عاشوراء ، وهذا الشهر يعني شهر رمضان )) ،كما أن صيامه له فضلٌ عظيمٌ عند الله تعالى فقد قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ((......وصيام يوم عاشوراء ، إني أحتسبُ على الله أن يكفَّر السنة التي قبله )) . وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : (( قدم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ماهذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . قال : ( فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه )) .


* استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء
:
ويستحب صيام تاسوعاء مع عاشوراء لحديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: (( حين صام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يومٌ تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )). قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .


* مراتب صوم يوم عاشوراء

:قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ مراتب صومه ثلاثة : أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم . وقد ذكر العلماء في الحكمة من ذلك أوجها عديدة أقواها مخالفة أهل الكتاب ، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على حديث (( لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع )) : ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أنه لا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح ، وبه يُشعر بعض روايات مسلم ،
من الأخطاء والبدع التي تقع في هذا اليوم :
ومن الأخطاء والبدع التي تقع في هذا اليوم ما يفعله بعض الجهال من اتخاذه يوما للحزن والنياحة وإظهار شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب وغير ذلك فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : (( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )) . كما أن بعضهم يجعله يوم عيد وسرور ويوم اغتسال واكتحال ويوم طبخ للأطعمة ، والتوسيع على العيال وغير ذلك من مظاهر الفرح فقابلوا الخطأ بالخطأ مستندين بذلك على أحاديث لا تصح مثل حديث : (( من وسّع على عياله في يوم عاشوراء وسّع الله عليه في سنته كلها )) وغيرها من الأحاديث وإنما الذي يستحب صومه اتباعا لسنة سيد المرسلين التي هي وسط بين الغالين والجافين0
والحمد لله رب العالمين
(من عدة مصادر)
أختكم أم عبد الرحمن (مُزن)

روضة صديق
31-12-08, 11:15 PM
جزاكِ الله خيراً يا أم عبد الرحمن:)

ام جويرية القصيبة
01-01-09, 01:18 AM
حياك الله
بارك الله فيك اختي
اللهم علمنا ما ينفعنا
و نفعنا بما علمتنا
و زدنا علما

مزن
01-01-09, 09:17 PM
جزاكِ الله خيراً يا أم عبد الرحمن:)

وجزاكِ كل خير أخيتى روضة المتآخين

مزن
01-01-09, 09:19 PM
حياك الله
بارك الله فيك اختي
اللهم علمنا ما ينفعنا
و نفعنا بما علمتنا
و زدنا علما
حياكِ الله وبياكِ أم جويرية
وفيكِ بارك الله
امين اللهم تقبل

حور الجنان
01-01-09, 09:38 PM
جزاك الله كل الخير وبارك الله لك أخيتي مزن

مزن
01-01-09, 09:44 PM
جزاك الله كل الخير وبارك الله لك أخيتي مزن

وإياكِ أخيتى حور الجنان
وبارك الله فيكِ

درةالرياض
01-01-09, 09:49 PM
جزاكِ الباري جنات الفردوس الأعلى من الجنه
فوائد قيمه لله درك وكثر من امثالك
وجعلها في ميزان حسناتكِ ،،،
:
بورك فيك اُخيتي الفاضِله

مزن
02-01-09, 12:29 PM
جزاكِ الباري جنات الفردوس الأعلى من الجنه
فوائد قيمه لله درك وكثر من امثالك
وجعلها في ميزان حسناتكِ ،،،
:
بورك فيك اُخيتي الفاضِله
رزقنا الله وإياكِ جنة الفردوس الأعلى درة الرياض تقبل الله دعائكِ
بوركتِ أخيتى

مروة عاشور
06-01-09, 12:30 AM
جزاكِ الله خيرا أختى الحبيبة مزن

ولعلى أذكر الأخوات


فإن ابتغينا المرتبة الأولى في الصيام .. يجب علينا صيام يوم قبله و يوم بعد ه

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم قال : [ أفضلُ الصيام بعد شهر رمضان شهرُ الله الذي تدعونه المحرم , و أفضل الصلاة بعد صلاة الفريضة قيامُ الليل ] رواه مسلم في صحيحه ..

يوم عاشوراء سيكون الثلاثاء 10 / 1 / 1430 ..
فى بعض البلاد

فإن ابتغينا المرتبة الأولى في الصيام .. يجب علينا صيام يوم قبله و يوم بعد

إذاً سيوافق اليوم التاسع يوم الاثنين : فبذلك بلغنا أجرين .. أجر صيام يوم الاثنين و اليوم التاسع


الثلاثاء هو يوم عاشوراء

الأربعاء : صوم يوم بعده .. بذلك نلنا المرتبة الأولى في الصيام

يوم الخميس : يوم مستحب صيام كالاثنين

الجمعة : هو أول الأيام البيض

يليها السبت و الأحد


بذلك نكون جمعنا 3 نوافل :


أولهما : المرتبة الأولى في صيام عاشوراء

ثانيهما : صيام الأثنين و الخميس

ثالثها : صيام الأيام البيض ..

و تذكرواأننا في فصل الشتاء الذي قال فيه ابن رجب الحنبلي :

إنما كان الشتاء ربيع المؤمن؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، ويتنزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، كما البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام ..

و يقول ابن مسعود : ” مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام”.




و أما عن البدع المحدثة و المخالفات في هذا اليوم فهي :



http://www.da3yat.com/vb/uploaded/845_1230920202.gif


http://www.da3yat.com/vb/uploaded/845_1230921375.gif

http://www.da3yat.com/vb/uploaded/845_1230920610.gif




والدال على الخير كفاعله

__________________من أمة الله

مزن
06-01-09, 12:48 AM
بارك الله فيكِ يا زهرة على التذكرة
وعلى البطاقات الرائعة
جزاكِ الله خيرا حبيبتى