المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الإيمان بين الدعوي والحقيقة))


ورده
10-02-09, 11:31 PM
http://s7aaaib.jeeran.com/bsm_ubh.gif

( الإيمان ) أكثر الناس ، أو كلهم يدَّعُونه ﴿ وما أكثر

الناس ولو حرصت بمؤمنين ﴾سورة يـــ 103

ـــوسف

وأكثر المؤمنين ، وأما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول

- صلى الله عليه وسلم - معرفة وعلماً وإقراراً ومحبة

ومعرفة بضده وكراهيته وبغضه ،فهذا إيمان خواص

الأمة

وخاصة الرسول ، وهو إيمان الصدِّيق وحزبه .

- وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود

الصانع .

-وأخرون عندهم الإيمان هو التكلم بالشهادتين .

- وأخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق بإن الله سبحانه

خالقَ السماوات والارض أن محمداً عبده ورسوله ،

وإن لم يقِّر بلسانه ولم يعمل شيئاً ..

- وأخرون عندهم الإيمان وجحد صفات الرب
تعالى .

- وأخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم .

- وأخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه أباءهم وأسلافهم ، بل

إيمانهم مبني على مقدمتين ::

إحداهما : أن هذا قول أسلافنا و أبائنا .

والثاني : أن ما قالوه فهو الحق .

- وأخرون عندهم الإيمان مكارم الاخلاق وحسن المعاملة .

- وأخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا وعلائقها .

"وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الايمان ولاقاموا به ولا قام بهم"

وهم أنواع :

منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان .

ومنهم من جعل الإيمان مالا يعتبر في الإيمان .

ومنهم من جعله ماهو شرط ولا يكفي في حصوله.

ومنهم من إشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده .

ومنهم من أشترط فيه ما ليس منه بوجه .

والإيمان وراء ذلك كله ::

وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -

والتصديق به عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبةً وخضوعاً والعمل

به باطناً وظاهراً وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان.

وكماله في الحب في الله والبغض في الله ، والعطاء لله والمنع لله ، و

أن يكون الله وحده إلهه ومعبوده .

والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهراً و باطناً ،وتغميض عين القلب

عن الإلتفات غلى سوا الله ، وبالله التوفيق ...

لابْن القَيمِ الجَوزيَة ..

وفقكن الله لكل خير ..