المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفظ القرآن وطلب العلم من وراء الأهل !


مُحبة الله
13-02-09, 09:41 PM
شيخنا الفاضل !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال قد احترت فيه وأرجو أن أجد عندك الإفادة
إنني يا شيخ أود الذهاب إلى مجالس حفظ القرآن وطلب العلم -ولا يخفى عليكم الحاجة إليها ، وخاصة إلى الصحبة الطيبة- وقد وجدت ضالتي في مجلس أسبوعي حضرته لفترة ، لكن أمي منعتني -ولا زالت- من حضورها ، لقد نزل مستواي كثيرا ، علما بأنها لا تمنعني من الدراسة النظامية ، فهل عليّ حرج ألا أطيعها في ذلك ، وأن أذهب من ورائها بعد دوامي خشية غضبها إن ناقشتها في هذا الأمر؟؟
إنني أحب أمي كثيرا ولا أستطيع إغضابها أو جرح مشاعرها بكلمة وأحرص على برها
لكن!
أريد في ذات الوقت مجالسة الصالحين ومصاحبة أهل القرآن

أرجو أن يتسع لاستشارتي صدركم ،، وأن أجد الإجابة الشافية وسأقبلها حتما مادام لها دليل

أختكم
مُحبة الله

زياد عوض
19-02-09, 05:59 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فطلب العلم من أعظم القربات ، وبه ترفع الدرجات ، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوامنكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11] وقال تعالى ( أَّمَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9] وقال رسول الله صلَى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "متفق عليه , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" رواه مسلم , وقال النبي صلَى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " وقوله على كل مسلم لا يعني هذا أن المسلمة لا يجب ‏عليها التعلم، بل هي داخلة في لفظ مسلم، لأنه إذا أطلق شمل الذكروالأنثى.‏
وقد اختلف العلماء في المقصود بهذا العلم المفروض، على اقوال كثيرة ‏الراجح منها : هو أنَ العلم المفروض تعلمه على كل مسلم ‏هو علم فروض الأعيان، كمعرفة الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه ‏وصفاته إجمالاً، ومعرفة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ووجوب اتباعه في كل ما أمر ‏واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن شريعته ناسخة لغيرها، وتعلم الوضوء والغسل والصلاة ‏وغير ذلك.
وأما فروض الكفايات كتغسيل الميت والصلاةعليه وغير ذلك فلا يجب على ‏كل مسلم. وكذا من استقل بشيء كالتجارة فرض عليه دونغيره تعلم أحكام البيع، لئلا ‏يبيع الحرام، أو يتعامل بالربا , وكذا علوم الطبوالاقتصاد والهندسة لا يجب تعلمها على كل مسلم، بل يكفي تعلم ‏البعض لها.
وينبغي على كل المسلم ان يحرص كل الحرص على تعليم اهل بيته ما يحتاجونه من علم فروض الاعيان فقد قال النبي صلَى الله عليه وسلم : "أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » متفق عليه.
فإن لم يتمكن من تعليمهم فعليه ان يأذن لهم بالخروج لحضور مجالس العلم بالضوابط الشرعية المعروفة، قال النبي صلَى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "متفق عليه .وإن لم يُؤذن لها بالخروج فإنها تستطيع تحصيل ما تحتاجه من العلم الشرعي من خلال سماع أشرطة الكاسيت، والأقراص الإكترونية , ومتابعة برنامج نور على الدرب، وبرامج إذاعة القرآن الكريم ، والاشتراك في الملتقيات النسائية التي تتولى تعليم النساء مثل هذا الملتقى إن لم يتيسر لها الخروج لطلب العلم الشرعي . والله تعالى أعلم .