المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الأولاد .. إنّ ليَ أباً كما لكم آباء فلا تسخروا ؟!


فجر الأمل
01-04-09, 02:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قدّر الله قبل فترة أن أجلِس مع إحدى المطلقات حديثاً ..
و التي لم تكمل شهرين على طلاقها ، و كنت أجلس بجوارها و سألتها عن الحال و الأحوال ..

فقالت لي : أنها سعيدة بعدما تحررت مِن قيد زوجٍ ظالِم ! تركها في بيت أهلها بدون سؤال لأكثر مِن سنة و نِصف و معها ابنها الذي أصبح عمره الآن أربعة أعوام ، و لم يكلّف نفسه بنفقة أو حتى سؤال عن ابنه .

و كان ابنها يجلس أمامنا و كنت حريصة أن أتحدّث إليها ( حديث نجوى ) حتى لا يسمعنا ابنها .

قلت لها : يا فلانة ، إن ظـَـلمكِ زوجكِ أو ظلَمَ ابنكِ فهو يظل أبوه ، و لن تستطيعي محو ذلك أو إنكاره ..
فلا تربـّـي ابنكِ على أن يحقـِـد على أبيه أو يكرهه ، فإنّ هذه أمانة سوف تُسألين عنها .

قالت بعدما تنهّدت بحُرقة : ( الله ياخذ عمره ) !
والله لن أرتاح حتى أسمعَ خبرَ وفاته .

قلت لها : يا فلانة والله أقولها لكِ بكل صِدق .. إنّ واجبكِ أن تربّي ابنكِ على حُب أبيه ، و الإحسان إليه
فهذا واجب عليه حتى لو أساء الأب أعظم إساءة .
يا فلانة .. حين يرى طفلكِ منكِ إحساناً و حثاً على بِر والده فسوف ينعكس ذلك على تعامله معكِ ، و سيُحســِـن إليكِ لأنكِ و أباه في نفس المقام .

ثم قلت : ربما أنّــه صغير و لن يعيَ الآن ، لكن صدقيني حين يصـِـل لسـِـن التمييز و يصل لعمر ست أو سبع سنوات فسوف يسأل و سوف يبحث .

قالت : صدقتِ ، فأنا أرى ابن أختي لمـّـا دخل المدرسة بدأ يسأل عن أبيه الذي تركه و ترك أمه لا سؤال و لا نفقة .

و أنا مازلت أتحدث إليها بصوت منخفض حتى لا يسمعنا ابنها ..

فجأة قام ابنها و جلس في حِجر أمـّـه و احتضنها و كأنه يقول : لا تتركيني .

لمـّـا رأيت منظره و شعرت أنه يفتقد أباه تخيـّـلته يقول :


خذني يا أمي إلى حضنكِ ..
و قبــّــلي يديّ الصغيرتين ..

خذيني يا أمي و احضنيني ..
فأنا بِلا أبٍ !

بِلا أبٍ يسأل عن أحوالي ..
أو يقول : خذ ما شئت مِن أموالي ..

خذيني يا أمي و لا تتنازلي ..
أو تـُـعرِضي عني أو تتغافلي ..

أمي يا حبيبة ..
يا مسكن قلبي يا قريبة ..

ضمّي إليكِ أضلاعاً خلفها قلبٌ مضطّرب ..
و أطفئي نارَ حشا يلتهب ..

قد قالها والدي ..
خذي ابنكِ و كبـّـريه و ارعيه ..
فأنا مشغول ..
و لست بالمسئول .

أواه يا أمي ..
أواه يا مَعين حُبي ..

ليت أبي يعلمُ أنّي أحـِـبـّـه ..
و أنّ هنائي قربـُـه .

أرجوكِ يا أمي لا تـدْعي على أبي ..
و تقولي إنه القاسي الغبي ..

لا تقولي عن والدكِ : أطال الله عمره ..
ثم تقولي عن والدي : أخذ الله عمره !

فأنا أحب أبي كما تحبين أباكِ ..
و أحتاج إليه كما تحتاجين إلى جدي ..
و سأظل أحبـّـكِ يا منتهى وِدي .

سأكبر يا أمي ..
و سأسأل عن أبي الراحِل ..
فنجمه في حياتي غير آفِـل ..

لن أسمحَ للأولاد أن يسخروا بي ..
أو يعيـّـروني ..
سيسألون حين يرون جدي يذهب بي إلى المدرسة ..
و سيستفهمون حين يرون خالي يعود بي مِن تلك المدرسة ..

سأقول لهم بصوتي العالي ..
إنّ ليَ أباً غالي !

سأقول :
أيها الأولاد ..
إنّ ليَ أباً كما لكمُ آباء فلا تسخروا ..
سيأتي يومٌ و يراني ..
و سأنسى أنه رماني ..

سأستقبله بالأحضان ..
كما كنت أفعل صغيرا ..
و سأجعله القائدَ الأميرا ..

أرجوكِ يا أمي ..
لا تربيني على الأحقاد ..
أو تجعلي أبي مِن شر الأفراد ..

قولي لي :
أبوك يحبـّـك و هذه نزوة شيطان ..
و سيعود إليك و يأخذك بكل الحنان .

قولي يا أمي :
إن لكَ أباً مِن واجبكَ بِرّه ..
حتى و إن نالكَ مِنه مَضرّة .

خذيني يا أمي و احضنيني ..
فإن نصفي مفقود !
و أنتِ لي كل الوجود ..

احضنيني يا أمي و لُمي أشتاتي ..
و قولي : أنتَ الأول الأخير في حياتي ..

قولي :
لن أترككَ صغيري ..
لن أرميكَ يا راحة ضميري ..

لا تستغني عني كما استغنى عني والدي ..

أمي :
دعيني أحب أبي ..
دعيني أبرّ به و أدعو له ..

أمي :
إنْ بـَـعُــدَ والدي عن جِسمي ..
فإن اسمه مرتبط باسمي ..

فكيف لي أن أنساه ..
و كيف تتمنين أن أنعاه ..

سأسكت اليوم يا أمي لأني مازلت صغير ..
لكنني غداً سأصبح الفتى الكبير ..

و سأصرخ و سأقول :
أيها الأولاد ..
إنّ ليَ أباً كما لكمُ آباء فلا تسخروا


أخيراً ..


حسّـوا لو مرّة عشاني = و اتركوا الطَبع الأناني
يا هَــــــلي ردّوا عليـّـه = مِن ذِبـــح فيكم كياني

خادمة العقيدة
01-04-09, 03:14 PM
خاطرة آلمتني ...

صدقا .. الطفل بحاجة لأبيه .. مهما فعل أو ابتعد ..

و على الأم حتى و مع الانفصال .. أن تُنمي في نفس طفلها حبه لأبيه ..


بارك الله فيك أخيتي فجر الأمل ..

أم إسماعيل و يوسف
01-04-09, 03:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

لم أتمالك نفسي عن البكاء حبيبتي فجر فالقصة مؤلمة حقا ويعانيها المئات إن لم نقل اللآلاف من الأطفال

ولكن وللأسف لا تجد الأم من يسدي لها النصح فتوغل صدور الأبناء على أبيهم . وتكون هي أول من يجني ثمار

الحقد والكراهية. حبيبتي صادقة من قلبي أقول لك نصيحتك جدا قيمة تحتاجها كل من تعاني نفس ظروف صاحبة

القصة .

جزاك الله الفردوس الأعلى حبيبتي. ومرحبا بك أختا جديدة معنا في الملتقى ولا حرمناك.

الشهيدة بإذن الله
01-04-09, 05:40 PM
بوركتِ ,,,,بُنيه وجزاك خيرا,,,لا حرمنا الله منكِ

طريق الإيمان
03-04-09, 04:02 AM
جزاكِ الله خيرا اختي