سعيدة
04-05-09, 10:03 PM
http://www.zyzoom1.com//uploads/images/zyzoom-ad111c22f7.gif
عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ - رضي الله عنه - أن رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ " , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا . فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا , وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .
" تحابوا في الله وتصافوا "
- الحب :
عالم من المودة والصلة والأنس والرضا والراحة , دنيا من الأمل والفأل الحسن والأمس الجميل واليوم الحافل والغد الواعد , إنها رحلة في عالم التآلف والتآخي والتفاهم والتكاتف والتضامن .
إذا قلت حب تداعت الذكريات القديمة , وثارت المعاني الجميلة ,
إذا قلت حب سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لا تمحى من ذاكرة الزمن ,
إذا قلت حب حل غيث الرجاء , وهبت ريح الصفاء , وتهللت أسارير الوجود , وانبجلت معالم الطلعات , وأشرقت شموس الأيام ,
إذا قلت حب إمتلأت الجوانح بالأشواق , والحشايا باللهف , والضمائر بصور الأحباب ومغاني الأتراب ,
إذا قلت حب تساقطت أوراق البغضاء , وتلاشت نزغات الشرور , وارتحلت قطعان الضغينة , وفرت زمر الأحقاد , وغربت نجوم العداوات .
-قيل في تعريف الحب : ليس له تعريف إلا الحب , فلن تجد في قاموس العربية كلمة تعبر عن الحب مثل كلمة " الحب " , فليس هناك أصدق من الحاء والباء في دلالتهما على هذا المقصود العظيم .
"الحاء" تفتح الفم فيبقى فارغا باهتا حتى تأتي "الباء" فيضم الفم , وتطبق الشفتين , وتصطك الأسنان , إذا هي اجتماع بعد فرقة , ووصل بعد هجر.
الحب حرفان حاء بعدها باء *** تذوب عند معانيها الأحباء
- الحب في الله :
الله : يا الله .. ما أجمل القد , إي والله ما أجمله !! أنظر إلى الحب ثم تأمل بعدها لفظ الجلالة "الله" إنه الذي تشتاق القلوب إليه .. تميل إليه , إنه الذي تحار العقول في عظمته , إنه الذي يوله الخلق إليه كما يوله كل طفل إلى أمه , ما أعظم هذا المعنى , وما أبدع هذا التركيب ..
" الحب في الله " أنشودة عذبة في أفواه الصادقين , وقصيدة جميلة في ديوان المحبين , كتبها الصالحون بدموعهم , سطرها الأبرار بدمائهم .
" تحابوا في الله وتصافوا "
إن حقيقة الأخوة هي صفاء القلب لله , هذا الصفاء يثمر طمأنينة الفؤاد , وراحة البال , وهدوء الضمير , فلا نرتقب خوف الغدر , ولا حسد الأعين , ولا أذى الأيدي , ولا كيد القلوب وحقد النفوس .
إنها ظلال الحب في الله , لا أخوة المصالح , ولا صداقة المنافع التي شاعت .
كم يحتاج كل منا إلى أخ كالمرآة الصافية , يقبل كل منا الآخر عثراته , يحوطني وأحوطه من ورائه , يقيمني وأقيمه , يعينني وأعينه , كم يحتاج كل منا إلى تلك المرآة الإيمانية , التي يرى فيها المرء خلل نفسه , كما كان يقول سلفنا: " رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي " .
إن صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان , فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض , وبهذا نضمن أن تظل تلك
الوشائح والأواصر سمة واضحة لحياتنا , حتى وإن توالت الخطوب والمحن ستظل قوية فتية , وهذا لا يتأتى دون استشعار الفاقة والإحساس بحجم القضية , ولا يكون حتى تتكاتف الأيدي وتتلاقى القلوب .
- إن بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود , ولا ينتج هذا التضافر إلا عند صفاء السرائر , والاجتماع على قلب رجل واحد .
لكي نستطيع تحمل العبء الثقيل أمام الله تجاه هذه الأمة , لابد أن تذوب ذواتنا في بوتقة الإيمان , فينصهر هذا السياج الذي نصبه كل واحد منا حول نفسه فلم يتسع لغيره , ولم يسمح لأحد أن يتجاوزه , وحين يقترب منه الآخرون تبدأ المشاكل وتظهر العورات .
- أما المتحابون في الله , فينبغي أن يكونوا على شاكلة أخرى , ينبغي ألا تشغل اذهانهم هذه الهموم السفلية , فهم لا يتعلقون بالذوات , بل إن ارتباطهم كان برباط أسمى وأوثق من المصالح الذاتية , إنه عبادة الله وحده , إنه الحب في الله الذي لا تحل وشائجه بسيوف الدنيا , وبهذا صار الهم الأول والأوسط والأخير هو رضا الله سبحانه وبحمده .
- وذلك في زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله , زمن الجلب دون العطاء , زمن الأنانية وحب الذات , زمن الفرقة والشتات , زمن أصبح الحب مجرد منافع متبادلة , وأهواء مشتركة , وأغراض مادية عفنة يشوبها الخلل والزلل وعدم الاستقرار , زمن أصبح فيه "الحب في الله" مجرد كلمة بلا مشاعر ولا أحاسيس , إفتقرت في كثير من الأحايين إلى الصدق , وليتها أصبحت مجرد كلمة أبقت على معانيها , بل إن الأسماع ملتها , والطباع مجتها , فقد اهترأت من كثرة ما لاكتها الألسنة دون القلوب , وأصبحت كالسراب حتى إذا ما حلت الشدائد واشتد الخطب وجاءها المحب الواهم لم يجدها شيئا ووجد الغدر في زمن عز فيه الوفاء .
وفي ظل هذا نريد أن نحمل شارة الغربة بتحقيق الحب في الله لنصبح حقا غرباء في عصر الغربة , نتواصى بصفات الغرباء الذين ارتضوا نصرة دين الله وتحملوا لذلك كل الصعاب وتيقنوا أن طريق الاستقامة شاق يخففه الرفاق .
ولو صحت لنا هذه الأخوة الإيمانية المرجوة , لوسعينا في زرع بساتينها في قلوبنا من جديد لأثمرت فينا حياة أخرى غير تلك التي نحياها , فإن القلوب تحيا وتترابط وتتآلف فيورثها الله من النعيم ما لا يستشعره إلا من ذاقه .
أختي :
لابد أن ننوي تحقيق هذا المعنى العظيم , معنى الأخوة في حياتنا , نريد توثيق عرى الأخوة , وإحياء روحها , نريد أن نكون بالفعل إخوة متحابين , يقول أحدنا لأخيه يا أنا , حتى تقوم للإسلام راية , وذلك لن يتأتى إلا بعد قطع خطوات هامة على درب من سبقنا .
كم إخوة لك لم يلدك أبوهم *** وكأنما آباؤهم ولــدوكا
فـليتني أحيا بقربهــــم *** فإذا فقدتهم انقضى عمري
فتكون داري بين دورهــم *** ويكون بين قبورهـم قبري
أحبتنا .. حفظ الود ديــن *** ونحن على العهود السالفات
- أخواتي .. دوموا على الوفاء .. فإن حسن العهد من الإيمان .
- اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق , اللهم اجمعنا على الحب والوفاق .
- وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك .
منقول مع بعض التصرف
عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ - رضي الله عنه - أن رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ " , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا . فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا , وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .
" تحابوا في الله وتصافوا "
- الحب :
عالم من المودة والصلة والأنس والرضا والراحة , دنيا من الأمل والفأل الحسن والأمس الجميل واليوم الحافل والغد الواعد , إنها رحلة في عالم التآلف والتآخي والتفاهم والتكاتف والتضامن .
إذا قلت حب تداعت الذكريات القديمة , وثارت المعاني الجميلة ,
إذا قلت حب سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لا تمحى من ذاكرة الزمن ,
إذا قلت حب حل غيث الرجاء , وهبت ريح الصفاء , وتهللت أسارير الوجود , وانبجلت معالم الطلعات , وأشرقت شموس الأيام ,
إذا قلت حب إمتلأت الجوانح بالأشواق , والحشايا باللهف , والضمائر بصور الأحباب ومغاني الأتراب ,
إذا قلت حب تساقطت أوراق البغضاء , وتلاشت نزغات الشرور , وارتحلت قطعان الضغينة , وفرت زمر الأحقاد , وغربت نجوم العداوات .
-قيل في تعريف الحب : ليس له تعريف إلا الحب , فلن تجد في قاموس العربية كلمة تعبر عن الحب مثل كلمة " الحب " , فليس هناك أصدق من الحاء والباء في دلالتهما على هذا المقصود العظيم .
"الحاء" تفتح الفم فيبقى فارغا باهتا حتى تأتي "الباء" فيضم الفم , وتطبق الشفتين , وتصطك الأسنان , إذا هي اجتماع بعد فرقة , ووصل بعد هجر.
الحب حرفان حاء بعدها باء *** تذوب عند معانيها الأحباء
- الحب في الله :
الله : يا الله .. ما أجمل القد , إي والله ما أجمله !! أنظر إلى الحب ثم تأمل بعدها لفظ الجلالة "الله" إنه الذي تشتاق القلوب إليه .. تميل إليه , إنه الذي تحار العقول في عظمته , إنه الذي يوله الخلق إليه كما يوله كل طفل إلى أمه , ما أعظم هذا المعنى , وما أبدع هذا التركيب ..
" الحب في الله " أنشودة عذبة في أفواه الصادقين , وقصيدة جميلة في ديوان المحبين , كتبها الصالحون بدموعهم , سطرها الأبرار بدمائهم .
" تحابوا في الله وتصافوا "
إن حقيقة الأخوة هي صفاء القلب لله , هذا الصفاء يثمر طمأنينة الفؤاد , وراحة البال , وهدوء الضمير , فلا نرتقب خوف الغدر , ولا حسد الأعين , ولا أذى الأيدي , ولا كيد القلوب وحقد النفوس .
إنها ظلال الحب في الله , لا أخوة المصالح , ولا صداقة المنافع التي شاعت .
كم يحتاج كل منا إلى أخ كالمرآة الصافية , يقبل كل منا الآخر عثراته , يحوطني وأحوطه من ورائه , يقيمني وأقيمه , يعينني وأعينه , كم يحتاج كل منا إلى تلك المرآة الإيمانية , التي يرى فيها المرء خلل نفسه , كما كان يقول سلفنا: " رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي " .
إن صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان , فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض , وبهذا نضمن أن تظل تلك
الوشائح والأواصر سمة واضحة لحياتنا , حتى وإن توالت الخطوب والمحن ستظل قوية فتية , وهذا لا يتأتى دون استشعار الفاقة والإحساس بحجم القضية , ولا يكون حتى تتكاتف الأيدي وتتلاقى القلوب .
- إن بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود , ولا ينتج هذا التضافر إلا عند صفاء السرائر , والاجتماع على قلب رجل واحد .
لكي نستطيع تحمل العبء الثقيل أمام الله تجاه هذه الأمة , لابد أن تذوب ذواتنا في بوتقة الإيمان , فينصهر هذا السياج الذي نصبه كل واحد منا حول نفسه فلم يتسع لغيره , ولم يسمح لأحد أن يتجاوزه , وحين يقترب منه الآخرون تبدأ المشاكل وتظهر العورات .
- أما المتحابون في الله , فينبغي أن يكونوا على شاكلة أخرى , ينبغي ألا تشغل اذهانهم هذه الهموم السفلية , فهم لا يتعلقون بالذوات , بل إن ارتباطهم كان برباط أسمى وأوثق من المصالح الذاتية , إنه عبادة الله وحده , إنه الحب في الله الذي لا تحل وشائجه بسيوف الدنيا , وبهذا صار الهم الأول والأوسط والأخير هو رضا الله سبحانه وبحمده .
- وذلك في زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله , زمن الجلب دون العطاء , زمن الأنانية وحب الذات , زمن الفرقة والشتات , زمن أصبح الحب مجرد منافع متبادلة , وأهواء مشتركة , وأغراض مادية عفنة يشوبها الخلل والزلل وعدم الاستقرار , زمن أصبح فيه "الحب في الله" مجرد كلمة بلا مشاعر ولا أحاسيس , إفتقرت في كثير من الأحايين إلى الصدق , وليتها أصبحت مجرد كلمة أبقت على معانيها , بل إن الأسماع ملتها , والطباع مجتها , فقد اهترأت من كثرة ما لاكتها الألسنة دون القلوب , وأصبحت كالسراب حتى إذا ما حلت الشدائد واشتد الخطب وجاءها المحب الواهم لم يجدها شيئا ووجد الغدر في زمن عز فيه الوفاء .
وفي ظل هذا نريد أن نحمل شارة الغربة بتحقيق الحب في الله لنصبح حقا غرباء في عصر الغربة , نتواصى بصفات الغرباء الذين ارتضوا نصرة دين الله وتحملوا لذلك كل الصعاب وتيقنوا أن طريق الاستقامة شاق يخففه الرفاق .
ولو صحت لنا هذه الأخوة الإيمانية المرجوة , لوسعينا في زرع بساتينها في قلوبنا من جديد لأثمرت فينا حياة أخرى غير تلك التي نحياها , فإن القلوب تحيا وتترابط وتتآلف فيورثها الله من النعيم ما لا يستشعره إلا من ذاقه .
أختي :
لابد أن ننوي تحقيق هذا المعنى العظيم , معنى الأخوة في حياتنا , نريد توثيق عرى الأخوة , وإحياء روحها , نريد أن نكون بالفعل إخوة متحابين , يقول أحدنا لأخيه يا أنا , حتى تقوم للإسلام راية , وذلك لن يتأتى إلا بعد قطع خطوات هامة على درب من سبقنا .
كم إخوة لك لم يلدك أبوهم *** وكأنما آباؤهم ولــدوكا
فـليتني أحيا بقربهــــم *** فإذا فقدتهم انقضى عمري
فتكون داري بين دورهــم *** ويكون بين قبورهـم قبري
أحبتنا .. حفظ الود ديــن *** ونحن على العهود السالفات
- أخواتي .. دوموا على الوفاء .. فإن حسن العهد من الإيمان .
- اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق , اللهم اجمعنا على الحب والوفاق .
- وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك .
منقول مع بعض التصرف