أمــــ هـــانـــئ
19-05-09, 07:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قد تستغربون العنوان إلا إنه حق لا مرية فيه ، ولابد من مقدمة للقصة :
** تمر بنا فى كل يوم أحداث كثيرة ، ولكننا لم نعتد التوقف عند ما يستحق منها التوقف ، ولا ننتبه لنعمة الله علينا عندما ساق إلينا تلك المواقف ؛ لينبهنا بحكمته إلى أن هناك خللاً قد يكون جللاً فى معتقدنا ،
ولكننا - وبكل أسف - قليلا ما ننتبه إلى الاستفادة من تلك المواقف .
ومن المواقف التى حدثت معي ولم أنسها قط ، رغم بعد العهد بها ؛ قول لنصرانية أطلقته ببساطة شديدة
فإذا هو سهام صائبات ، أخذت بجماع نفسي ، وزلزلت عميق قلبي .
* ولنبدأ من البداية :
أصيبت إحدى عيني صغيري في حادثة ، وكان علاجه قد استوجب إقامتي معه فى المشفى لعدة أيام ، وكنت وصغيري فى مكان فيه العديد من المرضى ، إلى أن أتت إلى قسم العيون - ذات صباح - عجوز
نصرانية متواضعة المظهر جدا جدا ، وكانت فى رفقتها كنّة لها-زوجة ابنها-وكانت على نفس السمت المتواضع ، فلما رأيتهما وكانتا الوحيدتين غير المسلمتين استخففت - في نفسي - بأمرهما ؛ فأنت تقابل أحيانا أشخاصا هم
فى نظرك لا يستحقون إلقاء نظرة ثانية عليهم ، وليس من باب الكبر - عياذا بالله - لا بل من باب : إنه ما من داعٍ يدعوك لتكرار النظر ؛ فكما سبق وأشرت إلى تواضعهما فى المظهر والهيئة مما يدل على فقر شديد ، ومستوى علمي متدنٍ إضافةً إلى اختلاف الديانة - ولعله السبب الرئيسي في نفور النفس منهما .
نعود لأحداث قصتنا : كانت العجوز إضافة إلى مرض عينيها المتسبب فى دخولها هذا القسم الطبى معنا عندها
ضعف شديد جدا فى سمعها ، فكانت كلما أرادت أم فلان الكنّة من العجوز شيئا صرخت به تكرره لها ،
واستمر الحال فترة ؛ فقلت لها ؛ مشفقة على نفسي وعليها وعلى الجميع :
لمَ لا تصنعون لها سماعة تجبر ذاك العجز أو ماشابه ؟
فنظرت إلى وقالت-طبعا أعنى أم فلان الكنّة - :
قد رحمها الرب من خَطِيَّة تسمعها بأذنها ؛ فلـــــمَ نفعــــل ؟
- فسكتُّ ، ولم أُحر جوابا ؛ فقد ألقمتني حجرا ، لا بل سددت سهاما أصابت أعماق قلبي !!!
يالله ! من أين لمثلها تلك العقيدة ؟
وأخذت أتأمل عميق معاني كلماتها التي أخرجعها من بين شفتيها ببساطة أدهشتني ، لا بل صعقتني !!
فكلماتها تعني :
إن كل أقدار الله خير ، حتى البلاء هو - بلا شك- عين الرحمة إذا تدبرنا فوائده ، ورزقنا الله بصيرة لمسنا بها بعض الحكم من تقديره علينا .
وكنت -بالطبع - أعلم تلك المعلومة كما تعلمونها جميعا بلا شك ، ولكن فرق بين العلم والتطبيق العملي .
وشردت مع كلماتها حتى كدت أبكي حسرة ؛ لأني لم أنتبه لما نبهتنى هي إليه بكل بساطة وبصورة عملية محضة .
وحدثت نفسي آسفة : من كان أولى بهذا المعتقد ؟ هي مع شركها وبساطتها الشديدة ، أم أنــا ؟!
وهنا قلتُ لنفسي : أنــا! وما أنــا ؟
هى علمتني تطبيق المعتقد على مواقف الحياة ، وهى لا تدري : أن الله أهدى إلىَّ هدية عظيمة الفائدة على يديها.
والحق أني وعيت الدرس جيدا : فمازلت - من يومها - أبحث فى كل موقف أمر به عن تلك
الحكمة اللطيفة فى خلق الله لأفعالنا وابتلائه لنـا.. فاستشعر بذلك واسع رحماته ،
وجميل ألطافه ، فى كل أقداره الكونية منها والشرعية .
* ومن باب : من صنع إليكم معروفا فكافؤه : أدعو الله لها أن يهديها إلى إلاسلام .
وأحمده تعالى ؛ على هديته إلى ّ أحوج ما أكون إليها ، وأنا أهديها إليكم عسى الله أن ينفعكم بها .
نسأل الله تعالى البصيرة فى الأمر ، والعزيمة على الرشد ؛ إنه بكل جميل كفيل .
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قد تستغربون العنوان إلا إنه حق لا مرية فيه ، ولابد من مقدمة للقصة :
** تمر بنا فى كل يوم أحداث كثيرة ، ولكننا لم نعتد التوقف عند ما يستحق منها التوقف ، ولا ننتبه لنعمة الله علينا عندما ساق إلينا تلك المواقف ؛ لينبهنا بحكمته إلى أن هناك خللاً قد يكون جللاً فى معتقدنا ،
ولكننا - وبكل أسف - قليلا ما ننتبه إلى الاستفادة من تلك المواقف .
ومن المواقف التى حدثت معي ولم أنسها قط ، رغم بعد العهد بها ؛ قول لنصرانية أطلقته ببساطة شديدة
فإذا هو سهام صائبات ، أخذت بجماع نفسي ، وزلزلت عميق قلبي .
* ولنبدأ من البداية :
أصيبت إحدى عيني صغيري في حادثة ، وكان علاجه قد استوجب إقامتي معه فى المشفى لعدة أيام ، وكنت وصغيري فى مكان فيه العديد من المرضى ، إلى أن أتت إلى قسم العيون - ذات صباح - عجوز
نصرانية متواضعة المظهر جدا جدا ، وكانت فى رفقتها كنّة لها-زوجة ابنها-وكانت على نفس السمت المتواضع ، فلما رأيتهما وكانتا الوحيدتين غير المسلمتين استخففت - في نفسي - بأمرهما ؛ فأنت تقابل أحيانا أشخاصا هم
فى نظرك لا يستحقون إلقاء نظرة ثانية عليهم ، وليس من باب الكبر - عياذا بالله - لا بل من باب : إنه ما من داعٍ يدعوك لتكرار النظر ؛ فكما سبق وأشرت إلى تواضعهما فى المظهر والهيئة مما يدل على فقر شديد ، ومستوى علمي متدنٍ إضافةً إلى اختلاف الديانة - ولعله السبب الرئيسي في نفور النفس منهما .
نعود لأحداث قصتنا : كانت العجوز إضافة إلى مرض عينيها المتسبب فى دخولها هذا القسم الطبى معنا عندها
ضعف شديد جدا فى سمعها ، فكانت كلما أرادت أم فلان الكنّة من العجوز شيئا صرخت به تكرره لها ،
واستمر الحال فترة ؛ فقلت لها ؛ مشفقة على نفسي وعليها وعلى الجميع :
لمَ لا تصنعون لها سماعة تجبر ذاك العجز أو ماشابه ؟
فنظرت إلى وقالت-طبعا أعنى أم فلان الكنّة - :
قد رحمها الرب من خَطِيَّة تسمعها بأذنها ؛ فلـــــمَ نفعــــل ؟
- فسكتُّ ، ولم أُحر جوابا ؛ فقد ألقمتني حجرا ، لا بل سددت سهاما أصابت أعماق قلبي !!!
يالله ! من أين لمثلها تلك العقيدة ؟
وأخذت أتأمل عميق معاني كلماتها التي أخرجعها من بين شفتيها ببساطة أدهشتني ، لا بل صعقتني !!
فكلماتها تعني :
إن كل أقدار الله خير ، حتى البلاء هو - بلا شك- عين الرحمة إذا تدبرنا فوائده ، ورزقنا الله بصيرة لمسنا بها بعض الحكم من تقديره علينا .
وكنت -بالطبع - أعلم تلك المعلومة كما تعلمونها جميعا بلا شك ، ولكن فرق بين العلم والتطبيق العملي .
وشردت مع كلماتها حتى كدت أبكي حسرة ؛ لأني لم أنتبه لما نبهتنى هي إليه بكل بساطة وبصورة عملية محضة .
وحدثت نفسي آسفة : من كان أولى بهذا المعتقد ؟ هي مع شركها وبساطتها الشديدة ، أم أنــا ؟!
وهنا قلتُ لنفسي : أنــا! وما أنــا ؟
هى علمتني تطبيق المعتقد على مواقف الحياة ، وهى لا تدري : أن الله أهدى إلىَّ هدية عظيمة الفائدة على يديها.
والحق أني وعيت الدرس جيدا : فمازلت - من يومها - أبحث فى كل موقف أمر به عن تلك
الحكمة اللطيفة فى خلق الله لأفعالنا وابتلائه لنـا.. فاستشعر بذلك واسع رحماته ،
وجميل ألطافه ، فى كل أقداره الكونية منها والشرعية .
* ومن باب : من صنع إليكم معروفا فكافؤه : أدعو الله لها أن يهديها إلى إلاسلام .
وأحمده تعالى ؛ على هديته إلى ّ أحوج ما أكون إليها ، وأنا أهديها إليكم عسى الله أن ينفعكم بها .
نسأل الله تعالى البصيرة فى الأمر ، والعزيمة على الرشد ؛ إنه بكل جميل كفيل .