المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات .. و تأملات ..


أم عبد الإله
25-05-09, 03:39 PM
وقفات ..و تأملات ..


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد



وقفات و تأملات ....هاجت بها مشاعري أثناء لحظات الإنتقال من المنزل القديم إلى المنزل الجديد

بل رافقتني من بداية البحث عن المنزل ..وقفات.. و تأملات.. أثرت في نفسي.. و سطرها قلبي ..كتبتها و أناأكفكف دمعة في العين تسبلها هذه الوقفات و من يا ترى يكفكف دموعا في القلب تنزل تترى ..؟!!


فتعالين شاركنني هاته التأملات ..

***

(1)

كبر الأبناء ..وبدأنا في التفكير في الإنتقال إلى بيت أوسع منه ..
وبدأت و زوجي في وضع المواصفات اللازمة في البيت الذي نريده
ذكر زوجي شروطه و ذكرت أنا ما أود توفره في البيت
رسمنا الهدف..و بدأنا البحث..

3 شهور مضت و نحن نبحث عن البيت الذي يحمل المواصفات التي نحتاجها كأسرة ملتزمة بشرع ربها ..من قرب للمؤسسة التي يدرس بها الأولاد حتى لا يضطروا للأختلاط في الحافلات
و من مواصفات أخرى في البيت من حيث المساحة و عدد الغرف ، و من حيث الجيرانه و الموقع و غيرها
أضنانا البحث و في كل مرة نجد من العيوي التي لا يمكن أن نقتنيه البتة ..
و بعد بحث طويل مضن ، وجدنا بيتا رائعا جدا .. ولكي نتم إجراءات العقد مع صاحبته.. اضطررنا للسفر مسافة طويلة ..لأن هذا كان شرطها ..و بعد أن أنهينا الإجراءات ..و بفرح كبير
قال زوجي -حفظه الله -...
ألف مباااارك علينا ..الحمد لله صبرنا و حققنا الهدف و لله الحمد

تردد صدى هاته الكلمات طويلا في أذني ..ليتسرب إلى روحي

صبرنا وحققنا الهدف ..صبرنا و حققنا الهدف ...صبرنا و حققنا الهدف

3 شهور و نحن نسعى و نعمل لتحقيق هذا الهدف الذي رسمناه
و هانحن وصلنا لمبتغانا ..
..يدا بيد كنا ..نبحث ..و نخطط .. و نرسم .. و نناقش.. إذا تعبتُ ..شددت بأزري ..و صبرتني ..
و إذا كللتَ ..كنت بجانبك أرسم لك حلما جميلا يشد وثاقك ..و يجدد نشاطك
لقد حققنا الهدف ...الذي نريده في الدنيا ..
تعالى يا زوجي نرسم هدفا أسمى .. و نعمل و نجد حتى نصل اليه ..
...الجنة يا رفيق الدرب ..نصوب إليها الرماح ..و ننتضرع لله بإلحاح
أن يجعلنا من أهلها ..باذن الله..يوم تتلقانا الملائكة مهنئين ومبشرين (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)


ما أجملها من تهنئة !!!

وما أروعه من هدف !!!

و نعم عقبى الدار ..قال الله تعالى :


أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) .

قال السعدي في تفسيره :

يقول تعالى: مفرقا بين أهل العلم والعمل وبين ضدهم: ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) ففهم ذلك وعمل به. ( كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) لا يعلم الحق ولا يعمل به فبينهما من الفرق كما بين السماء والأرض، فحقيق بالعبد أن يتذكر ويتفكر أي الفريقين أحسن حالا وخير مآلا فيؤثر طريقها ويسلك خلف فريقها، ولكن ما كل أحد يتذكر ما ينفعه ويضره.

( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) أي: أولو العقول الرزينة، والآراء الكاملة، الذين هم لُبّ العالم، وصفوة بني آدم، فإن سألت عن وصفهم، فلا تجد أحسن من وصف الله لهم بقوله:

( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ) الذي عهده إليهم والذي عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة، فالوفاء بها توفيتها حقها من التتميم لها، والنصح فيها ( و) من تمام الوفاء بها أنهم ( لا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) أي: العهد الذي عاهدوا عليه الله، فدخل في ذلك جميع المواثيق والعهود والأيمان والنذور، التي يعقدها العباد. فلا يكون العبد من أولي الألباب الذين لهم الثواب العظيم، إلا بأدائها كاملة، وعدم نقضها وبخسها.

( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) وهذا عام في كل ما أمر الله بوصله، من الإيمان به وبرسوله، ومحبته ومحبة رسوله، والانقياد لعبادته وحده لا شريك له، ولطاعة رسوله.

ويصلون آباءهم وأمهاتهم ببرهم بالقول والفعل وعدم عقوقهم، ويصلون الأقارب والأرحام، بالإحسان إليهم قولا وفعلا ويصلون ما بينهم وبين الأزواج والأصحاب والمماليك، بأداء حقهم كاملا موفرا من الحقوق الدينية والدنيوية.

والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما أمر الله به أن يوصل، خشية الله وخوف يوم الحساب، ولهذا قال: ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) أي: يخافونه،



فيمنعهم خوفهم منه، ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرؤوا على معاصي الله، أو يقصروا في شيء مما أمر الله به خوفا من العقاب ورجاء للثواب.

( وَالَّذِينَ صَبَرُوا) على المأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها.

ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر ( ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة، فإن هذا هو الصبر النافع الذي يحبس به العبد نفسه، طلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه، والحظوة بثوابه، وهو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان، وأما الصبر المشترك الذي غايته التجلد ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح على الحقيقة.

( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) بأركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا، ( وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) دخل في ذلك النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقات المستحبة وأنهم ينفقون حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية، ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) أي: من أساء إليهم بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه.

فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟!

( أُولَئِكَ) الذين وصفت صفاتهم الجليلة ومناقبهم الجميلة ( لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) فسرها بقوله: ( جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي: إقامة لا يزولون عنها، ولا يبغون عنها حولا؛ لأنهم لا يرون فوقها غاية لما اشتملت عليه من النعيم والسرور، الذي تنتهي إليه المطالب والغايات.

ومن تمام نعيمهم وقرة أعينهم أنهم ( يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ) من الذكور والإناث ( وَأَزْوَاجِهِمْ) أي الزوج أو الزوجة وكذلك النظراء والأشباه، والأصحاب والأحباب، فإنهم من أزواجهم وذرياتهم، ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ) يهنئونهم بالسلامة وكرامة الله لهم ويقولون: ( سَلامٌ عَلَيْكُمْ) أي: حلت عليكم السلامة والتحية من الله وحصلت لكم، وذلك متضمن لزوال كل مكروه، ومستلزم لحصول كل محبوب.

( بِمَا صَبَرْتُمْ) أي: صبركم هو الذي أوصلكم إلى هذه المنازل العالية، والجنان الغالية، ( فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)

فحقيق بمن نصح نفسه وكان لها عنده قيمة، أن يجاهدها، لعلها تأخذ من أوصاف أولي الألباب بنصيب، لعلها تحظى بهذه الدار، التي هي منية النفوس، وسرور الأرواح الجامعة لجميع اللذات والأفراح، فلمثلها فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون.

يتبع..}




أختكم / أم عبد الإله

خادمة العقيدة
26-05-09, 06:03 PM
تأملات رائعة ..

و وقفات مفيدة ..

بارك الله فيك أختي الفاضلة ..

بانتظار التكملة بإذن الله ..

أم عبد الإله
28-05-09, 10:29 PM
تأملات رائعة ..

و وقفات مفيدة ..

بارك الله فيك أختي الفاضلة ..

بانتظار التكملة بإذن الله ..


الأروع أختي الحبيبة مرورك الكريم

جز اك الله خيرا و بارك الله فيك

http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif

أم العطاء
29-05-09, 01:50 AM
سلمت يمناك اخيتي وبارك الله فيك

سعيدة
03-06-09, 08:53 PM
ما شاء الله و تبارك


تأملات و قفات رااائعة بالفعل!

و هكذا المسلم: دائم التأمل و التفكر ,دائم التطلع للدار الآخرة و لما عند الله تعالى,,

واصلي سلمك الله أخية..

حسناء محمد
07-11-09, 05:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أم عبدالإله
جميل ما كتبت جزاك الله خيرًا وبانتظار تأملات جديدة فلا تحرمينا

عابرة سبيل
07-11-09, 06:00 PM
ماشاء الله..

تأمل رائع منك أختي أم عبد الإله..

ليت كل النساء تفقه ذلك وتسعى مع زوجها وأبنائها لبناء منزلهم في الجنة ..يتعاونون في الدنيا على أعمال البر والتقوى حتى لا يفترقون في الآخرة,,

بارك الله فيكِ.. وبانتظار تأملاتك الجديدة,,

ام جويرية القصيبة
07-11-09, 06:15 PM
بارك الله فيك ياأم عبدالإله
تأملات رائعة نحن بانتظار
التكملة

أم عبد الإله
10-11-09, 09:55 PM
ما شاء الله و تبارك


تأملات و قفات رااائعة بالفعل!

و هكذا المسلم: دائم التأمل و التفكر ,دائم التطلع للدار الآخرة و لما عند الله تعالى,,


واصلي سلمك الله أخية..


حياك الله أختي الحبيبة

:icon57:سعيدة:icon57:

اسعدك ربي في الدنيا و الآخرة

شاكرة لك كريم المرور و الدعاء

أم عبد الإله
10-11-09, 10:00 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أم عبدالإله
جميل ما كتبت جزاك الله خيرًا وبانتظار تأملات جديدة فلا تحرمينا

حياك الرحمن

أختي الحبيبة رياحين الأمل

مرورك أجمل أختي الحبيبة

:icony6: رياحين الأمل :icony6:

و بارك فيك و شكر لك و جزاك كل خير

أم عبد الإله
10-11-09, 10:02 PM
بارك الله فيك ياأم عبدالإله
تأملات رائعة نحن بانتظار
التكملة

و فيك بارك الرحمن أختي الحبيبة

:icony6:أم جويرية القصبية :icony6:

و جزاك الله خيرا

أم عبد الإله
10-11-09, 10:12 PM
(2)

شاهد عليّ

قرب وقت الإنتقال إلى البيت الجديد واشتدت الإستعدادات ،
وكلنا بالبيت أمثال دوي خلية النحل من العمل والسعي الدؤوب من أجل جمع محتويات البيت..

واليوم بإذن الله سنرتب المكتبة في صناديق و نكتب على كل واجهة كل صندوق عنوان السلسلة ..

ابني الأكبر صعد السلم لينزل الكتب من الرف العلوي و ابنتي مستعدة لاستقبال أي كتاب يمده لها أخوها ..و تمسح ما علق به من غبار .. و تمده لي لكي أرتبه..

و فجأة قال ابني هذه المذكرة لا تنمي إلى السلسلة و وجدتها مدسوسة وسط السلاسل ..و بسرعة مدها إلى أخته و نظفتها و سلمتها لي ..


***

إنها مذكرتي.. ما إن رأيتها حتى أصابتني رعشة !!!
شكلها ليس غريبا علي ..و يبدو أنني كنت لا أريد أن يطلع عليها أحدا..
قلبي سيخرج من أضلعي لاستلامها ..بنفسه..
ضممتها لصدري و أنا أحاول أن أتذكر .. لقد نسيت أشياء كثيرا بعد سلسلة العمليات التي أجريتها ..أو بالأحرى أحتاج لمن يُذكرني بأمور و بتفاصيلها لكي أتذكر..و أريد أن أتذكرهذه المذكرة..
..تبدو قديمة بعض الشيء..
تأملتها طويلا..دون جدوى ..فلم اتذكر شيئا .. أحس أنها ذات قيمة و ثمينة بالنسبة لي ..و لكن لم أتذكر..
ناديت ابنتي لكي تتم العمل مع اخوتها..
و خرجت إلى الغرفة المجاورة حاملة معي هاته المذكرة..

فتحت دفتيها لأقرأ الصفحات الأول منها ..
و دخلت عالما ...خرجت منه من عشرين سنة مضت ..

***

بدأت أتذكر ،،، شيئا فشيئا ،،، انها صديقتي الوحيدة التي كنت أترجم عليها كل أحساسي و انفعلاتي ..بعد أن فارقت والديَّ و إخوتي و انتقلت إلى مدينة أخرى مع انسان كنت أعتبره غريبا جدا عني ، يحمل فكرا غير فكري و تقاليدا غير تقاليدنا و حياة مخاااالفة تماما عن حياتنا ..
فلولا ذلك الجُعل المبارك الذي يجعله الله سبحانه و تعالى بين الرجل و المرأة " ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21] " لما استقرت زوجة في بيت زوجها .. و خاصة لما تكون تحب أهلها كثيرا..

فكانت هذه المذكرة هي رفيقتي..ابتسمت و أنا أقلب إحدى الصفحات و أقرأ ما سطرت أناملي بدقة متناهية و هي تصف خلجات نفس فرحت بحادث جميل ..استرسلت قليلا في القراءة و قلبت الصفحة .. لأعيش مشاعر أُخر ..ذرفت عيني دمعات تلوة دمعات أحاول إيقافها ...تذكرت يوم تأخر زوجي في عوته من العمل ... أنكرت نفسي أن تكون هي من باحت بهذه المشاعر..لا لا.. لا يمكن أن أكون أنا ...أم تراني تغيرت بعد هذه الزمن الطويل ..و لكن ..هذه المذكرة شااااهدة على حالي ..يااارب رحماك بنا
يوم تشهد علينا ألسنتا و أيدينا و جلودنا ..
(اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).

(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)

( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )سورة النور رقم 24

وهنا ..سأنيخ المطايا ..في خمس تأملات و وقفات..مع هذه المذكرة

الأولى ..

و هو الشعور الذي صقعني أول مرة ..و أنا أقلب صفحات الكتاب
لا أصدق نفسي.. أتقلب بين فرح و سرور بين سوء ظن تارة و يقين تارة أخرى بين واقع و أحلام ..كتبتُ تفاصل كل شيء..

أغمضت عيني و قلت ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها ..
تأملت هذه العبارة وتذكرت هول الموقف يومئذ عندما نعرض على الله
قال الله تعالى :
(47) وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) .

قال السعدي في تفسيره
( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا ) أي: لا يترك خطيئة صغيرة ولا كبيرة، إلا وهي مكتوبة فيه، محفوظة لم ينس منها عمل سر ولا علانية، ولا ليل ولا نهار،
( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ) لا يقدرون على إنكاره
( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) فحينئذ يجازون بها، ويقررون بها، ويخزون، ويحق عليهم العذاب، ذلك بما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد، بل هم غير خارجين عن عدله وفضله.
نعوذ بالله من الويل و الثبور و نسأله فضله و كرمه

الثانية :

و أثرت في كثيرا كثيرا ..
إذا كنت قد فتحت ملف عمر قصير سنتين تقريبا و سجلته بنفسي ..و لا شك أنني سجلت ما أريده في تلك اللحظات و ليس كل ماكان ..فمال بالك يا أم إبراهيم بما سجله رقيب و عتيد
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقب عتيد).
(وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً).
يفتح هذا الملف يوم القيامة ويقال له اقرأ، سواء أكان يعرف القراءة أم لم يكن يعرفها يقال له:
(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً).
و أسأل الله أن يجعلني و غياكم من الأبرار الذي يتلقون كتباهم بيمينهم
وهل وحدي من سيقرأ الكتاب هذا الكتاب ؟
قال الله تعالى :
كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)

قال السعدي رحمه الله :

لما ذكر أن كتاب الفجار في أسفل الأمكنة وأضيقها، ذكر أن كتاب الأبرار في أعلاها وأوسعها، وأفسحها وأن كتابهم المرقوم ( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) من الملائكة الكرام، وأرواح الأنبياء، والصديقين والشهداء، وينوه الله بذكرهم في الملأ الأعلى،

نسأل الله أن يمن كتبنا و يجعله في عليين
و كتبنا مع الأبرار
اللهم آمين


يتبع..

ام عبادي
11-11-09, 12:04 AM
سلمت يمينك
ودمتي عطاءاَ لاينضب

رقية مبارك بوداني
11-11-09, 10:29 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن

تأملات رائعة ووقفات جميلة جدا

بارك الله فيك أختي ام عبد الإله على ما خطته يمينك وسطره بنانك

نفع الله بك
:icony6::):icony6:

سمية ممتاز
11-11-09, 07:23 PM
وقفات رائعة جداً جداً
وتأملات موفقة
نسأل الله أن يديم علينا التأمل والتفكر

جزاكِ الله خيراً ..

أم عبد الإله
12-11-09, 12:00 PM
سلمت يمينك
ودمتي عطاءاَ لاينضب

حياك الله أختي الحبيبة

:icony6:أم عبادي :icony6:

أسعدني مرورك الكريم اسعدك الباري

و بورك فيك.

أم عبد الإله
12-11-09, 12:04 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن


تأملات رائعة ووقفات جميلة جدا

بارك الله فيك أختي ام عبد الإله على ما خطته يمينك وسطره بنانك

نفع الله بك

:icony6::):icony6:

حياك ربي و بياك

أختي الحبيبة

:icony6: أم حاتم الأثرية :icony6:

أسعدني تواجدك أختي الحبيبة

أسعدك ربي في الدارين و بارك فيك

أم عبد الإله
12-11-09, 12:57 PM
وقفات رائعة جداً جداً
وتأملات موفقة
نسأل الله أن يديم علينا التأمل والتفكر

جزاكِ الله خيراً ..

الأروع مرورك أختي الحبيبة
:icony6: بدر الدجى:icony6:
شاكرة لك كريم المرور
و تقبل الله طيب دعاءك
و اسعدك ربي
بوركتِ

أم عبد الإله
12-11-09, 12:59 PM
الوقفة الثالثة مع هذا الشاهد


( لا أريد أن يطلع عليه أحد)




أغلقت كتابي ، و أسأل الله أن يعيذني و إياكن من خزي يوم العرض و يجعلنا ممن يفرح بكتابه و يقول هاؤم اقروا كتابيه ، آمين ..
و قلت لنفسي كيف بك يا نفس إذا عرض كتابك على الأولين و الآخرين ..
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30] ،




يوم { يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [القيامة:13]



يوم تظهر المخبآت و الضمائر



{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]



{ يوم يضع الله الموازين القسط فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]



{ * يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } .



اللهم إني أستغفرك و أتوب إليك
اللهم أني أستغفرك و أتوب إليك




و لا زلت في حوار مع نفسي ...و إذا بزوجي -حفظه الله تعالى- يدخل علي و علامات الفزع بادية على محياه ، و يسألني ماذا بك ؟



ففرحت لعودته كثيرا لأنني خشيتُ أن أموت أو يموت قبل أن أعتذر له و يسامحني على شكوكي و ظنوني ،و التي تبين لي أنها محض مداخل الشيطان و هواجسه ،
و لكن .. كيف أعترف لزوجي الذي أحبه كثيرا و يعلم مكانته عندي
أنني في يوم من الأيام أتهمته في ضميري .؟

يا إلاهي لا أريد أن يطلع على المذكرة و يقرأ هذه الأشياء ، قد تخرب بيتي الذي أحبه كثيرا و قد تغير مشاعره نحوي ..



و إذا بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يطرق رأسي طرقا شديدا : :قال فيما يرويه عن ربه ، يقول الله تعالى أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وله عند رجل من أهل النار حق، حتى أقصه منه حتى اللطمة".



موقف لا أتمناه لأحد ؛ بعد أن تكون كبيرا نجما في سماء من يحبك،
فتسقط من ذلك العلو.. الذي لا يخلو من انكسارات و جروح ..
الموقف مؤثرجدا



و ما فائدة هذا التأثر إذا كان في حدود ضيقة جداً ولا تترك في النفس أثراً إيجابيا ًدافعاً للتغيير و استدراك ما فات والإقلاع عنه . ؟ !!!!!




استجمعت قوتي ، و شتات ذهني و رفعت عيني إلى زوجي حفظه الله تعالى ،
و أنا أتصبب عرقا من حرارة الذنب الذي ارتكبته في حقه ..
وقلت سامحني إن شككت فيك في يوم من الأيام !!

***

لم يحرجني ـ حفظه الله ـ بسؤال لما..؟ و كيف ..شككت ؟
و هاتي المذكرة و لا أي شيء ،
بل قال انت في حل و أسأل الله مرافقتك في الجنة..
و الحمد لله على ستره و أسأل الله أن يكرمه في الدنيـا و الآخرة و أن يبارك فيه و أن يستره فوق الأرض و تحت الأرض وأن يجنبنا و إياه فضيحة يوم العرض..





اللهم انا نستغفرك مما نعلم ومما لا نعلم اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا وا ختم بالصالحات اعمالنا .







والى وقفة أخرى بحول الله مع هذه المذكرة .





يتبع