المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثبات قلباً وقالباً!!


إجمال الأغبري
08-06-09, 09:03 PM
رأيتها ... وأحزنني كثيرا منظرها.. وهم يقطعونها بمعاولهم وفئوسهم الكبيرة.. ينزعون سيقانها الصغيرة.. ولكنها استعصت عليهم كثيرا لثباتها وشموخها وعظيم ارتفاعها...
يحاولون عبثا أن يحنوا رأسها لكنها ما انحنت..وكأني أسمعها تقول ماذا أنتم فاعلون بي؟ أنا ثابتة! صامدة!قوية!! لن يستطيع أحد اجتثاثي من هذه الأرض... لن أنحني وأسقط حتى تنزع روحي من أرضي،
وبعد عراك دام يومين تهاوت الشجرة وسقطت كقتيل بعد معركة ضارية..واجتثوا ما بقي من رفاتها..والعجيب أنها متجذرة بعمق في أعماق التربة.. ليزرعوا مكانها أشجارا للزينة فقط..
وكاد قلبي ينخلع لمنظرها وهي ممتدة بشموخ في شارعنا.. عمر طويل يا شجرتنا الغالية و أنت أمام منزلنا نراك ليل نهار لا يكف عطاؤك ...
فسرحت بفكري في آية في كتاب الله يقول الله عز وجل " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" فتذكرت المؤمن القوي صاحب الدين والعقيدة وثباته على الإيمان والأخلاق كثبات هذه الشجرة والتي أعطت عطاء لا نظير له دون مقابل أو غرض، رغم ما واجهته من صعوبات الطبيعة القاسية، لا تزيدها المعوقات والمغريات إلا ثباتا وذلك بكل حب وتفان لا لشيئ إلا طاعة لله تعالى وتنفيذ لأمره حتى بعد اقتلاعها أبت إلا العطاء لآخر جزء فيها فأنتجت أخشابا وأعوادا كثيرة فوردت في ذهني قصص السلف الصالح والثبات على الحق من صحابه وتابعين وصالحين كيف ثباتهم رغم ما لاقوه من الهوان والعذاب والترغيب والترهيب، فإذا جئت تنظر لمنظره ينبئك عن مخبره، هيبة في المنظر وثبات وقوة في الدين ينطق بالكلمة ويسأل نفسه مراراً ماذا يريد بهذه الكلمة؟ يشعرك أحدهم بالرقابة الإلهية والأمانة في تبليغ هذا الدين،فكره يدور حول:"هل تراه يرضى عني ربي" بذلوا المال والمهج لتبقى راية الإسلام ناصعة البياض ، أسروا العالم بأخلاقهم وتدينهم الصادق ،فدخل على أيديهم بهذه الصفة" الأخلاق" جم غفير من الخلق وفتحوا بها الفتوح والمدن، فكأني أنظر إليهم إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم على منابر من نور..
فيا لطيب مجلسهم وقربهم من خير البرية عند مليك مقتدر، فهنيئاً لمن كان قلبه وباطنه موافقاً لقالبه وظاهره..
فلتكن جذورنا ثابتة مستقاة من كتاب الله وسنة نبيه ،تنتج أفعالاً وأخلاقاً طيبه ولنعط الناس ثمار تديننا بكل حب وتفان، نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة....

أم البراء
08-06-09, 09:14 PM
:)

ما شاء الله ..
تطيب النفس بحروف دعوية كهذه ..

بوركتِ

ضوء الحياة
08-06-09, 09:36 PM
الثبات حتى الممات
هو نهج الصالحين وسير المقتدين


وأنا أقرأ حروفك ، تمثل في فكري صور كثيرة
أشهرها :
عمار ، بلال ، أحمد بن حنبل ، ابن تيمية ، سيد قطب ، عبدالله عزام ، أحمد ياسين ، رحمهم الله جميعاً
وغيرهم آلاف كثيرة صمدوا لتنهض شجرة الإسلام

قال أحد الصالحين حين نؤسر لا تدعو الله بفكاك الأسر
بل ادعوه بالثبات على الحق .

وصدق

بارك الله بمداد قلمك أختي الفاضلة

الشهيدة بإذن الله
08-06-09, 11:18 PM
بوركتِ اختي
وجزاك الرحمن خيرا

إجمال الأغبري
11-06-09, 07:13 PM
:)

ما شاء الله ..
تطيب النفس بحروف دعوية كهذه ..

بوركتِ

أشكرك أختي على المرور وبارك الله فيكي

إجمال الأغبري
11-06-09, 07:16 PM
وبارك فيك أختي ضوء الحياة والشهيدة بإذن الله
وجزاكم الله خير

لؤلؤة الايمان
11-06-09, 09:53 PM
موضوعٌ رائع
جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبه
بورك فيكِ

ام البراءوحمزة
11-06-09, 10:55 PM
نعم ما سطرت يداكى غاليتى,بوركتى

الطالبة
13-06-09, 06:19 AM
بارك الله فيكِ اختي محبة علم
راق لي كثيرا قلمكِ
ننتظر جديد تأملاتكِ

مزن
14-06-09, 07:31 PM
سلمت يمينك غاليتى
ما أحلى أن نأخذ العبر والعظات من مواقف تحدث حولنا

حارسة القرآن
14-06-09, 09:18 PM
يعطيك العافية أخيتي
جعلك الله محبة علم دائما وابدا

الاثرية
21-06-09, 11:15 PM
http://eshraqa1.com/vb/imgcache/2/11667alsh3er.jpg

أروى آل قشلان
05-03-14, 02:38 PM
ثبتكِ الله في الدنيا والآخرة أختي "محبة العلم"
حروفٌ عليها نور السداد .. تبارك الله

وصال خليفة
04-04-14, 06:57 PM
p1s2

ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله.

جزاكِ الله عنّا خيراً أخيّتي كلام ماتع.

فلتكن جذورنا ثابتة مستقاة من كتاب الله وسنة نبيه ،تنتج أفعالاً وأخلاقاً طيبه ولنعط الناس ثمار تديننا بكل حب وتفان، نسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة....عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ) [صححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2140].

"يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْوبنا عَلَى دِينِكَ"

اللَّهُمّ صَلّ علَى مُحمَّد وعلَى آل مُحمَّد كما صَلّيت علَى إِبْرَاهِيمَ وعلَى آل إِبْرَاهِيمَ وبارك علَى مُحمَّد وعلَى آل مُحمَّد كما باركـت علَى إِبْرَاهِيمَ وعلَى آل إِبْرَاهِيم، فى الْعَالَمِين إِنَّك حَميدٌ مَجِيدٌ.

رقية مبارك بوداني
05-04-14, 01:49 PM
p1s1

ما أروع سيرتهم العطرة ، وما أرسخ عقيدتهم ، وما أعظم ثباتهم ، وصبرهم ، وأخلاقهم
أولئك ىبائي فجئني بمثلهم ...إذا جمعتنا يا جرير المجامع