المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن نَلِد .. وهم يُربّون!


رزان
01-07-09, 08:41 AM
بسم الله و الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله


شدني حديث طفلة بريئة من بنات المسلمين في بريطانيا .. وهي تقول لي:" هل سمعت بدارون .. دارون الذي يقول: أن الإنسان أصله قرد .. وأنه انحدَر من قِرد .. هكذا يعلموننا في المدرسة "،

وهي طفلة لا تتعدَّى السابعة من عمرها!


أطفال آخرين .. بل شبابٌ وشابّات .. من أبوين عربيين .. نشأوا في بلاد المهجر .. لا يُحسنون العربية قراءة ولا كتابة ولا تحدّثاً ولا فهماً .. القرآن الكريم ـ رسالة الله إلى عباده ـ بالنسبة لهم مجرد كلمات وأحرف لا يفقهون منها شيئاً .. ولا تعني لهم شيئاً .. وكيف تعني لهم شيئاً .. وهم لا يُحسنون تلاوتها ولا يعرفون معناها!


إنَّهم الآباء ... هم المسؤولون!


ما إن يبلغ الطفل سنتين من عمره .. وقبل أن يُحسِن لفظ الأحرف العربية .. يُرسلونه إلى محاضن ومدارس القوم ـ التي يسمونها بالمراحل التمهيدية قبل المرحلة الابتدائية ـ ليربونه على موائدهم .. ولغتهم .. وعقائدهم .. وعاداتهم .. وتقاليدهم .. طيلة ساعات النهار .. هذا حظه منهم إلى أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره .. أما حظه من بيته وأبويه .. أن يستلموه في المساء من المدرسة .. مع قبلة استقبال وترحيب على خدِّه .. وأن يغسلوا ما تلوَّث من ثيابه .. ليُسلّموه إلى مدرسته من جديد في صباح اليوم التالي .. مع قبلة وداع على خده .. وما بين القبلة والقبلة .. يضيع الولد .. وينشأ نشأة فرنجية غربية إباحية لا دينية .. كأنه منهم .. لا منا .. لا يعرف شيئاً عن دينه وأمته .. فيفقد الانتماء والولاء .. كغصنٍ مقطوع من شجرة .. فيتفطّن الآباء ـ بعد فوات الأوان ـ إلى قبح صنيعهم .. وجهلهم .. وظلمهم .. وما جنت أيديهم على أبنائهم وأنفسهم .. وذلك عندما يخسرون أبناءَهم في الكِبَر .. حتى قبلة الوداع والاستقبال .. التي كانوا يتمتعون بها .. يفتقدونها ويخسرونها .. فيندبون سوء حظهم .. وسوء أخلاق أبنائهم .. (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ )آل عمران:165. ولا تَلومُنَّ إلا أنفسَكم.

صدق من قال: نحن نَلِد .. وهم يُربّون .. لعلمهم أن الولدَ في النهاية مع من يربيه لا مع من يلده!
فهَلاَّ فَطِنتُم .. واستيقظتم؟!

قلتُ: حدثنا رجل مسن من عليه الله بذرية صالحة -نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله- قبل ايام بعد ان عاد من فرنسا قال قصة عجيبة بعد ان استوقفنا امام المسجد:

قال كنت أعمل مشرفا على مجموعة من العمال العرب في احدى العمارات ،اذ بنافذة فتحت ، وصوت رجل عجوز يبدو انه عربي ينادي: الله يعينكم ، تريدون قهوة . فقلت : ان كان متوفر فلاباس .فقال العجوز الجزائري :على شرط ان يكون في منزلي و تاتي و معك العمال. قال فامرت العمال و صعدنا الى منزل العجوز، وما شاء الله تبارك الله اعد لنا قهوة و مرطبات و غلال و الكثير من الخيرات ثم بدا يسالنا جميعا.
قال العجوز: منذ متى وانتم في فرنسا
قالو : منذ زمن
قال العجوز: اتزوجتم؟
قالو : الحمد لله ولنا ذرية
قال العجوز:الكم سيارات؟
قالو: الحمد لله نعم
قال العجوز: الكم منازل في بلادكم؟
قالو : الحمد لله ، وقال بعضهم : بل منازل او قصور
قال العجوز: انتم في بحبوحة ومن عليكم الله من خيراته ونعمه؟
قالو: اي نعم الحمد لله
فنظر العجوز الى السماء وقال متنهدا : اناكنت مثلكم ، لكني حين وجدت نفسي بين الجدران وحدي تذكرت شيئا خسرته و هو اعظم شيئ -قالها متأثرا جدا-
قالو مستغربين: ما هذا الشيئ؟
قال العجوز : خسرنا ابنائنا الذي رباهم الغرب

فقال الرجل الذي يحدثنا : بلاد الكفر تبقى بلاد الكفر يا ابنائي ما لم نسمع صوت الله اكبر في الماذن...

من الموحد التونسي