المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أي قلب يحمل بين جنبيه!!


الوسام
10-08-09, 02:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه قرأتها فتأثرت بها جداااااا يقوووول صاحب القصه :

كنا في جده في بيت الوالدة حفظها الله في صباح الجمعه ...
وعند الضحى سألت خالي

ما رأيك نذهب إلى مكه ونصلي الجمعه هناك و نرجع مباشرة

قال فكرة طيبة ... نشرب الشاي ونذهب

قلت الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان ..
وسأشتري لك الشاي العدني إذا أردت على الطريق ..حتى ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه ..
كل أهل مكة سيصلون هناك

ونحن في الطريق السريع ...
لفت نظري قبل مكة بحوالي
خمسة وأربعين كيلومتر أو تزيد قليلا
في الناحية الأخرى من الطريق ..
بيت أبيض من بيوت الله ... مسجد ..
ولفت نظري لعدة أشياء

لونه أبيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية نسبيًا
مبني على أسفل سفح جبل أو على تلة تقريبًا ..
مما يجعل الوصول إليه يبدو صعبا قليلاً ...
خاصة على كبار السن ..
وإن كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة
حتى يظهر للناس من بعيد ...
إن في هذا المكان مسجد

المسجد كان مهدم .. أو بمعنى أصح ..
كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ...
و الجزء الخلفي مهدوم تماما ..
و لا يوجد أبواب أو حتى شبابيك ..
وليس أكثر من مسجد مهجور مرتفع عن الأرض

لا أعلم لماذا بقي منظر هذا المسجد في قلبي ...
وصورته ما فارقت خيالي أبدا ..
يمكن لشموخه و وقوفه ضد السنين ...
الله أعلم

وصلنا مكة ولله الحمد ...
ووقفنا السيارة خارجها نظرًا لشدة الزحام
وصلينا وسمعنا الخطبة

بعد الصلاة .. ركبنا سيارتنا وسلكنا طريق العوده

للمرة الثانية ... لا أعلم لماذا....
ظهرت صورة نفس المسجد في مخيلتي

المسجد الأبيض المهجور

جلست أكلم نفسي ... ((بعد قليل سيظهر لنا المسجد))
0
0
جلست التفت لليمين وأنا أبحث عنه
0
0
أذكر أن بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني
بحوالي خمسمائة متر
و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه
000 000 000
مررت بجانب المسجد ونظرت إليه ..
ولكن لفت انتباهي شئ

سيارة .. فورد زرقاء اللون تقف بجانبه

ثواني مرت وأنا أفكر .. ما الذي أوقف هذه السياره هنا ؟ ..
ماذا عند صاحبها ؟ .. ثم اتخذت قراري سريعًا

خففت السرعة
واتجهت لليمين على الخط الترابي ناحية المسجد ...
ليقضي الله أمرًا كان مفعولا ...
وسط ذهول خالي وهو يسألني

خير!!أهناك شيء ؟؟؟

خير!! أحصل شئ ؟؟؟

اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني
في خط ترابي لحوالي خمسمئة متر ..
ثم يمين مرة أخرى ...
ثم داخل أسوار لمزرعة قديمة ...
حتى توجهت للمسجد مباشرة

سألني خالي خير .. ما بك رد علي

قلت: أبدا .. سأرى صاحب هذه السيارة ماذا عنده

قال: ما شأنك وشأن الناس

قلت دعنا ننظر ..
ونصلي العصر أيضاً..
أعتقد حان وقت الصلاة
رآني مصمم ومتجه بقوة للمسجد فسكت

أوقفنا السيارة في الأسفل ...
وصعدنا حتى وصلنا للمسجد ...
وإذا بصوت عالي ... يرتل القرآن باكيا ..
ويقرأ من سورة الرحمن ...
وكان يقرأ هذه الآية

(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)



فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة ..
لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه
لأرى ماذا يحدث داخل هذا المسجد ...
المهدوم ثلثة ... والذي حتى الطير لا تمر فيه

دخلنا المسجد ..
وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ...
في يده مصحف صغير يقرأ فيه ...
ولم يكن هناك أحدا غيره

وأؤكد

لم يكن هناك أحدا غيره

قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظر إلينا وكأننا أفزعناه ...
مستغربًا من حضورنا .. ثم قال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سألته صليت العصر؟
قال: لا

قلت:وهل أذنت ؟

قا:لا... كم الساعة ؟

قلت: وجبت عليَّ إذن

أذنت .. وعندما أتيتت أقيم الصلاة ..
وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة و يبتسم

غريبة ابتسامته !!!

يبتسم لمن ؟

ماالسبب !!!


وقفت أصلي ... فسمعت الشاب يقول جملة أذهبت عقلي تماما

قال: بالحرف الواحد

أبشر ... جماعه مرة واحدة)

نظر لي خالي متعجبًا ... فتجاهلت ذلك ...
ثم كبرت للصلاة وانا عقلي مشغول بهذه الجملة

(أبشر جماعة مرة وحدة )

يتكلم مع من ؟؟؟ .. ما معنا أحد !!! ..
أنا متأكد إن المسجد كان خالياً ...
ربما دخل شخص دون أن أراه ...
هل هو مجنون ... لا أعتقد أبدا ...
حسنا يتكلم من !!!

صلى خلفى ... وأنا تفكيري منشغل به تمامًا


بعد الصلاة ... إلتفت إليهما ..
وحينها أشار لي خالي للانصراف.. قلت: له ..
اذهب أنت وانتظرني في السيارة وسأأتي ورائك

نظر لي ... كأنه خائف علي من هذا الشاب الغريب

الذي يتوقف عند مسجد مهجور

الذي يقرأ القرآن في مسجد مهجور


الذي لا نعلم يتكلم مع من ... حين قال

(أبشر جماعة مرة واحدة)

أشرت إليه أني جالس قليلاً

نظرت للشاب وكان مازال مستغرقا في التسبيح ...
ثم سألته

كيف حال الشيخ ؟

فقال: بخير ولله الحمد

سألته ما تعرفت عليك

قال:فلان بن فلان

قلت: فرصة سعيدة يا أخي ...
لكن سامحك الله ..
أشغلتني عن الصلاة

سألني لماذا ؟

قلت ... وأنا أقيم الصلاة سمعتك تقول

أبشر جماعة مرة واحدة)

ضحك ... وقال وما الغريب؟

قلت ... لا شئ لكن .. أنت كنت تتكلم مع من !!!

ابتسم ... ونظر للأرض وصمت لحظات ...
وكأنه يفكر .. هل يخبرني أم لا ؟

هل سيقول كلمات أعجب من الخيال

أقرب للمستحيل

تجعلني أشك أنه مجنون

كلمات تهز القلوب

تدمع الأعين

أم يكتفي بالصمت!!!

إذا قلت لك .. ستقول أني مجنون

تأملته مليًا ... ثم ... ضممت ركبتي لصدري ...
حتى تكون الجلسة أكثر حميمية ..
أكثر قربًا .. أكثر صدقًا ..
وكأننا أصحاب من زمان

قلت .. ما أعتقد انك مجنون ...
شكلك هادئ جدا ...
وصليت معنا ولا سمعت لك حرف


نظر لي ... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة ..
جعلتني افكر فعلا ..
هل هذا الشخص مجنون !!!


كنت أكلم المسجد

قلت .. نعم !!!

كنت أكلم المسجد

سألته حتى أحسم هذا النقاش مبكرًا ... وهل رد عليك المسجد ؟

تبسم ... ثم قال .. ما قلت لك ... ستقول أني مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارة


تبسمت ... وقلت: كلامك صحيح طالما أنها ما ترد ... لماذا تكلمها إذن !!!
قال:هل تنكر .... إن منها ما يهبط من خشية الله



قلت:سبحان الله ... كيف أنكر وهذا مذكور في القرآن

قال:حسنا ... و قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده )


قلت: لم أفهمك!!!

قال:سأخبرك

نظر للأرض فترة وكأنه مازال يفكر

هل يخبرني ؟؟

هل أستحق أن أعلم ؟؟

ثم قال دون أن يرفع عينيه



أنا انسان أحب المساجد ..
كلما رأيت مسجد قديم أومهدم أو مهجور ..
افكر فيه .

أفكر في أيام كان الناس يصلون فيه


واقول .. تجد المسجد الآن مشتاق للصلاة فيه ..
تجده يحن لذكر الله

أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل ..
يتمنى لو آية تهز جدرانه .. وأفكر .. وافكر ..
يمكن يمر وقت الآذان وتجد المئذنة مشتاقة ...
و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ...
وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب بين المساجد ..
يتمنى ركعة .. سجدة ..
أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله إلا الله ..
ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... ثم يقرأ


(الحمد لله رب العالمين(

أقول في نفسي والله لأطفئ شوقك ..
والله لأعيد فيك بعض أيامك .. أقوم أنزل ...
وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآن


لا تقول غريب فعلي .. لكني والله ... أحب المساجد


أدمعت عيني ...
نظرت في الأرض مثله حتى لا يلاحظ دمعتي ..
من كلامه .. من احساسه .. من أسلوبه ..
من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد

لم أجد كلام أقوله .. واكتفيت بكلمة جزاك الله كل خير


بدأ خالي يستعجلني ..بصوت السيارة
وقفت ... وسلمت عليه ... قلت له ...
لا تنساني من صالح دعائك


وأنا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض


تعلم.. بماذاأدعي دائمًا وأنا خارج


نظرت إليه وأنا افكر ..
وتمنيت لو أن الزمن يطول وأنا أنظرإليه ..
من كان هذا فعله .. كيف يكون دعائه ...
وما كنت أتوقع أبدا هذا الدعاء
قال:
اللهم



اللهم



اللهم



إن كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم ...
وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم ..
فآنس وحشة أبي في قبره وأنت أرحم الراحمين

حينها تتابع الدمع من عيني ..
ولم أستحي أن أخفي ذلك ..
أي فتى هذا .. وأي بر بالوالدين هذا

ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثله


كيف رباه ابوه .. أي تربية ..
وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا



هزني هذا الدعاء ...
أكتشفت اني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله ..
كم من المقصرين بيننا مع والديهم
سواء كانوا أحياء او أموات


أرى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجنازة
أو حين دفن الأب ... أراهم يبكون بحرقة ...
يرفعون أكفهم بالدعاء بصوت باكي ...
يقطع نياط القلوب ... و أتفكر ..
هل هم بررة بوالدهم أو والدتهم إلى هذه الدرجة ..
أم أن هذا البكاء محاولة لتعويض ما فاتهم من برهم بوالديهم !!! ..
أم أنهم الآن فقط .. شعروا بالمعنى الحقيقي ...
لكلمة أب .. او كلمة أم .....


عندما سمعت هذه القصه دمعت عيناي .. و تأملت قليلا في احوال بعض شبابنا هداهم الله
وقت الصلاه يتعجز أنه يصلي في المسجد و يصلي في البيت و اذا كان في مجمع أو في مجلس أو في مكان ثاني للأسف يأجل صلاته .. و يضيع على نفسه الأجر العظيم و متعة صلاة الجماعة..
منقول..