المُحبة لكن
02-10-09, 12:26 AM
تفسير السعدي مع تعليق أستاذةأناهيد على قوله تعالى
: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب : 3[
( ملاحظة : كلام الشيخ مكتوب باللون الأزرق)
قال الله تعالى : { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب : 3] قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } "توكل إليه الأمور"ما الفرق بين " توكل إليه " وبين "يتوكل على الله " ؟
"يتوكل على ربِّه": فيها نوع تدبير من جهة العبد، يعني يفكر يراجع الأمور
في مقابل كلمة " توكل إليه الأمور" معناها : أن العبد يتخلى عن تدبيره لنفسه:
فمن جهة الهمّ: لا يحمل همّ
ومن جهة الثقة: فهو كله ثقة أنه إلى خير
ومن جهة الطمأنينة: فهو في تمام الطمأنينة أنه لا يأتيه إلا ما يصلح له
قال" فيقوم بها وبما هو أصلح للعبد" العبد الآن يوكل إلى الله أمره يطلب من ربِّه أن يدبر له أمره، فماذا يأتيه من ربِّه؟
قال الشيخ " فيقوم بها " يقوم بهذا الأمر الذي هو مراد للعبد، بل "وبما هو أصلح للعبد"إذن معنى ذلك: أن العبد يُوكل إلى ربِّه جميع أمره، فماذا يكون الناتج؟ أن الربَّ سبحانه وتعالى يدبر أمره، يقوم بأموره وبما هو أصلح للعبد.
قال الشيخ : "وذلك " ما السبب في أن العبد يجد كل خير بعد أن يُوكل أمره إلى ربِّه ويترك تدبير الأمور ويترك التفكير خصوصًا في ما هو غائب ومستقبلي، ما المصلحة التي تعود للعبد حال تركه للتفكير ليس تركا سلبيًا بل ترك للتفكير وقلبه مُوكِل أمره إلى الله ؟؟
عندنا ثلاثة صور من الناس تجاه ما يهمّهم:
1- قوم همّامون، مشغولون دائما في تدبير أمورهم المستقبلية، وتفكيرهم أنهم سيحصلون مراداتهم عن طريق تدبيرهم.
2- أشخاص سلبيون تمامًا بمعنى أنهم لا يهتمون وتاركون لشؤونهم.
3- قوم يهتمون لمستقبلهم يفكرون فيه ويقع في قلوبهم أن الله محصل الخير؛ فيتوكلون عليه في جلب الخير
4- قوم أوكلوا كل أمرهم إلى الله، كلما خطر على بالهم سؤال ماذا سيكون الحال؟ فجوابهم أن المدبر هو الله .
فلا دبروا ولا اشتغلوا إلا بما يصلح حالهم الموجودة
الآن العبد لما يعتمد كمال الاعتماد على الربِّ ماذا سيكون الناتج؟
سيحصل أموره كلها فسيأتيه ما هو أصلح له.
قال الشيخ " وذلك " يعني: أنه واقع في قلبي اعتقادات عن الربِّ؛ لذلك توكلت عليه
قال " لعلمه بمصالح عبده، من حيث لا يعلم العبد " يعني: أن الله عالم بما يصلح العبد من حيث لا يعلم العبد
قال: " وقدرته على إيصالها إليه، من حيث لا يقدر عليها العبد، وأنه أرحم بعبده من نفسه، ومن والديه"
يعني: أن الله رحيم بعباده ، رحمن ذو الرحمة الواسعة، رحيم ذو الرحمة الواصلة
قال: "وأرأف به من كل أحد"إذن اجتمع للربِّ أربع صفات :
1. لعلمه بمصالح عبده، من حيث لا يعلم العبد
2. وقدرته على إيصالها إليه، من حيث لا يقدر عليها العبد
3. وأنه أرحم بعبده من نفسه، ومن والديه
4. وأرأف به من كل أحدهذه الصفات سبب لأن يدبر الله شؤون العبد أصلح ما يكون
قال الشيخ" خصوصًا خواصّ عبيده" هذا الأمر سيحصل خصوصًا مع خواصّ عبيده
قال الشيخ " الذين لم يزل يربيهم ببرّه، ويُدِرُّ عليهم بركاته الظاهرة والباطنة، وقد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده"يعني : هذا الأمر سيكون لكل أحد أَوكلَ إليه أمره، خصوصًا من العباد خواصّ العباد سيكون أرحم بهم وأرأف بهم، وهذا الأمر ظاهر لأنه "لم يزل يربيهم ببرِّه" يعني: يُحوّلهم من حال النقص إلى حال التمام، "ويدرّ عليهم من البركات الظاهرة والباطنة" خصوصًا: وأن الله "قد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده": وعده بالإجابة
قال الشيخ: " فهناك لا تسأل عن كل أمر يتيسر، وصعب يسهل،وخطوب تهون، وكروب تزول، و أحوال وحوائج تقضى، وبركات تنزل،ونقم تدفع، وشرور ترفع".هذا لأن العبد أوكل أمره إلى الله وهو معتقد أنه {وكفى بالله وكيلاً}
قال الشيخ: " وهناك ترى العبد الضعيف، الذي فوّض أمره لسيّده، قد قام بأمور لا تقوم بها أمّة من الناس، وقد سهّل اللّه [عليه] ما كان يصعب على فحول الرجال وباللّه المستعان"
إذن هذا نتائج أن يوكل الإنسان أمره إلى الله
المصدر
http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=179
: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب : 3[
( ملاحظة : كلام الشيخ مكتوب باللون الأزرق)
قال الله تعالى : { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب : 3] قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } "توكل إليه الأمور"ما الفرق بين " توكل إليه " وبين "يتوكل على الله " ؟
"يتوكل على ربِّه": فيها نوع تدبير من جهة العبد، يعني يفكر يراجع الأمور
في مقابل كلمة " توكل إليه الأمور" معناها : أن العبد يتخلى عن تدبيره لنفسه:
فمن جهة الهمّ: لا يحمل همّ
ومن جهة الثقة: فهو كله ثقة أنه إلى خير
ومن جهة الطمأنينة: فهو في تمام الطمأنينة أنه لا يأتيه إلا ما يصلح له
قال" فيقوم بها وبما هو أصلح للعبد" العبد الآن يوكل إلى الله أمره يطلب من ربِّه أن يدبر له أمره، فماذا يأتيه من ربِّه؟
قال الشيخ " فيقوم بها " يقوم بهذا الأمر الذي هو مراد للعبد، بل "وبما هو أصلح للعبد"إذن معنى ذلك: أن العبد يُوكل إلى ربِّه جميع أمره، فماذا يكون الناتج؟ أن الربَّ سبحانه وتعالى يدبر أمره، يقوم بأموره وبما هو أصلح للعبد.
قال الشيخ : "وذلك " ما السبب في أن العبد يجد كل خير بعد أن يُوكل أمره إلى ربِّه ويترك تدبير الأمور ويترك التفكير خصوصًا في ما هو غائب ومستقبلي، ما المصلحة التي تعود للعبد حال تركه للتفكير ليس تركا سلبيًا بل ترك للتفكير وقلبه مُوكِل أمره إلى الله ؟؟
عندنا ثلاثة صور من الناس تجاه ما يهمّهم:
1- قوم همّامون، مشغولون دائما في تدبير أمورهم المستقبلية، وتفكيرهم أنهم سيحصلون مراداتهم عن طريق تدبيرهم.
2- أشخاص سلبيون تمامًا بمعنى أنهم لا يهتمون وتاركون لشؤونهم.
3- قوم يهتمون لمستقبلهم يفكرون فيه ويقع في قلوبهم أن الله محصل الخير؛ فيتوكلون عليه في جلب الخير
4- قوم أوكلوا كل أمرهم إلى الله، كلما خطر على بالهم سؤال ماذا سيكون الحال؟ فجوابهم أن المدبر هو الله .
فلا دبروا ولا اشتغلوا إلا بما يصلح حالهم الموجودة
الآن العبد لما يعتمد كمال الاعتماد على الربِّ ماذا سيكون الناتج؟
سيحصل أموره كلها فسيأتيه ما هو أصلح له.
قال الشيخ " وذلك " يعني: أنه واقع في قلبي اعتقادات عن الربِّ؛ لذلك توكلت عليه
قال " لعلمه بمصالح عبده، من حيث لا يعلم العبد " يعني: أن الله عالم بما يصلح العبد من حيث لا يعلم العبد
قال: " وقدرته على إيصالها إليه، من حيث لا يقدر عليها العبد، وأنه أرحم بعبده من نفسه، ومن والديه"
يعني: أن الله رحيم بعباده ، رحمن ذو الرحمة الواسعة، رحيم ذو الرحمة الواصلة
قال: "وأرأف به من كل أحد"إذن اجتمع للربِّ أربع صفات :
1. لعلمه بمصالح عبده، من حيث لا يعلم العبد
2. وقدرته على إيصالها إليه، من حيث لا يقدر عليها العبد
3. وأنه أرحم بعبده من نفسه، ومن والديه
4. وأرأف به من كل أحدهذه الصفات سبب لأن يدبر الله شؤون العبد أصلح ما يكون
قال الشيخ" خصوصًا خواصّ عبيده" هذا الأمر سيحصل خصوصًا مع خواصّ عبيده
قال الشيخ " الذين لم يزل يربيهم ببرّه، ويُدِرُّ عليهم بركاته الظاهرة والباطنة، وقد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده"يعني : هذا الأمر سيكون لكل أحد أَوكلَ إليه أمره، خصوصًا من العباد خواصّ العباد سيكون أرحم بهم وأرأف بهم، وهذا الأمر ظاهر لأنه "لم يزل يربيهم ببرِّه" يعني: يُحوّلهم من حال النقص إلى حال التمام، "ويدرّ عليهم من البركات الظاهرة والباطنة" خصوصًا: وأن الله "قد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده": وعده بالإجابة
قال الشيخ: " فهناك لا تسأل عن كل أمر يتيسر، وصعب يسهل،وخطوب تهون، وكروب تزول، و أحوال وحوائج تقضى، وبركات تنزل،ونقم تدفع، وشرور ترفع".هذا لأن العبد أوكل أمره إلى الله وهو معتقد أنه {وكفى بالله وكيلاً}
قال الشيخ: " وهناك ترى العبد الضعيف، الذي فوّض أمره لسيّده، قد قام بأمور لا تقوم بها أمّة من الناس، وقد سهّل اللّه [عليه] ما كان يصعب على فحول الرجال وباللّه المستعان"
إذن هذا نتائج أن يوكل الإنسان أمره إلى الله
المصدر
http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=179