المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفظ تفريغات للحلية //للـــفائــدة//


شموخ الهمه
10-11-09, 12:02 PM
http://somiah.m.googlepages.com/salam2.gif
||| حلية طالب العلم } ~
للشيخ : بكر أبو زيد
بشرح الشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


||| المقدمة } ~
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد

.. ₪[ فقد قرر شيخنا محمد بن صالح العثيمين قراءة كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وذلك أواخر شهر رجب لعام 1415هـ ] ₪ ..

بسم الله الرحمن الرحيم تعليقا على هذه المقدمة ، نحن قررنا هذا بعد مشاورتكم واقتراحاتكم وذلك لأن:
طالب العلم إذا لم يتحل بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه، لابد أن الانسان كلما علم شيئا من الفضائل أو من العبادات أن يقوم به فإن لم يفعل فهو والجاهل سواء بل الجاهل أحسن حالا منه؛ لأن هذا ترك الفضل عن عمد بخلاف الجاهل، ولأن الجاهل ربما ينتفع إذا علم بخلاف من علم ولم ينتفع، فلهذا أحثُّ نفسي وإياكم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والإحسان بقدر المستطاع. هذا بقطع النظر عن الوصية الكبرى وهي الوصية بتقوى الله عزوجل التي قال الله تعالى فيها ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).

أما مؤلفُ هذه الحلية فهو أخونا الشيخ : بكر أبو زيد وهو من أكابر العلماء ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة لأنه تولى مناصب كثيرة وكلُّ عملهِ فيها يدل على أنه أهلٌ لما تولاه وهو الآن مع لجنة الفتوى التي يرأسها سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز بالرياض ومع هيئة كبار العلماء فنسأل الله لنا وله التوفيق، ثم إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تضلعه في اللغة العربية ولهذا يأتي احيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة مراجعة قواميس اللغة، والذي يظهر انه لا يتكلف ذلك لأن الكلام سلس ومستقيم وهذا يدل على ان الله تعالى اعطاه غريزةً في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري ومقامات الحريري معروفة لأكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


»◦ [ بسم الله الرحمن الرحيم ..
҉ المقدمة ҉

الحمدلله وبعد فأقيِّد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408هـ والمسلمون ولله الحمد يعايشون يقظةً علمية تتهلل لها سبحات الوجوه ولا تزال تُنَشِّطُ متقدمةً إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الامة مجدها ودمها المجددَ لحياتها إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في اعطاف العلم مثقلين بحمله يعُلُّون منه وينهلون فلديهم من الطموح والجامعية والاطلاع المدهش والغوص على مكنوناتِ المسائل ما يفرح به المسلمون نصرا فسبحان من يحيي ويميتُ قلوبا، لكن.. لابد لهذه النواة المباركة من الصقل والتعهد في مساراتها كافة نشرا للضمانات التي تكف عنها العثار والتعثر في مثاني الطلب والعمل من تموجاتٍ فكرية وعقدية وسلوكيةٍ وطائفيةٍ وحزبية ..] »◦



||| الــشــــــــرح }~

هذا ماقاله صحيح فإنه في الآونة الأخيرة حصل ولله الحمد من الشباب المحافظ واسعة في شتى المجالات لكنها تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح لأن- كل شيء إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جذره – إذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دمارًا وربما يكون دمارا في المجتمع وربما يكون دمارًا حتى على صاحبه في قلبه، أرأيتم الخوارج عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق مالا يوجد في غيرهم لكن هذا قد زاد حتى كفروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم فصاروا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة ) فأنت اضبط قلبك إذا رأيت أنه سوف ينفر بعيدًا وسوف يسلك مسلكًا صعبًا فعليكَ ان تردَّه وأن تعرف ان المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس، ومعلومٌ انه إذا كان هذا هو المقصود(أعني الانتصار لدين الله) فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك


http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ وقد جعلتُ طوع أيديهم رسالة في التعالم تكشف المندسين بينهم خشية أن يُرْدُوهُم ويضيعوا عليهم امرهم ويبعثروا مسيرتهم في الطلبُ فيَستلوهم وهم لا يشعرون واليوم أخوك يشُّد عضدك ويأخذ بيدك ..] »◦



-فإن الآن هذا الكتاب بعد كتاب التعلم –



»◦[ واليوم أخوك يشُّد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوع بنانك رسالةً تحمل الصفة الكاشفة لحليتك فها أنذا أجعل سن القلم على القرطاس فاتلو ما أرقُمُ لك أنعم الله بكَ عينا..... التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح سمة أهل الإسلام وان العلم وهو أثمن درة في تاج الشرع..] »◦



||| الـشــــــرح } ~

الآن الشيخ بكر يقول – اليوم اخوك يشد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوعَ – فيها التفات من اين؟ من الغيبة إلى الحضور هذا ليس معتادًا عند العلماء في مؤلفاتهم العلمية لكن كما قلنا أولا أن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ومعلومٌ أن الانتقال في الأسلوب من غيبة إلى خطاب او من خطاب إلى غيبة أو من مفرد إلى جمع حيث صحَّ الجمع من المعلوم ان هذا سوف يوجب الانتباه لأن الانسان إذا كان يسوغ أسلوب معين مستمرًا عليه انساغت نفسه لكن إذا جاء شيءٌ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) فقال أخذ الله هذا *غيب* وبعثنا *حضور* .
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وان العلم وهو أثمن درةٍ في تاجِ الشرع المطهر لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي بآفاته ولهذا عنون العلماء عنه بالبحث والتنبيه..] »◦



-المتحلي المتخلي فيها جناس ناقص لاختلاف بعض الحروف لكن مع ذلك الشيخ رأى هذا –



»◦[ ولهذا عنون العلماء بالبحث والتنبيه وأفردوها بالتأليف إما على وجه العموم لكافة العلوم أو على وجه الخصوص كآداب حملة القرءان الكريم وآداب المحدِّث وآداب المفتي وآداب القاضي وآداب المحتسب وهكذا . والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق ... ] »◦


||| الــشـــــــرح }~

أن من يسلك طريق التعلم الشرعي ويشمل أيضا لمن يسلك طريق التعليم الآداب هنا للمتعلم وللمعلم حتى المتعلم له آداب يجب أن يعتني بها
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف إذ كان بعض المدرسين فيه يدرس طلابه كتاب *الزرنوجي* المتوفى سنة 593هـ رحمه الله تعالى المسمى * تعليم المتعلم طريق التعلُّم * فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق فيدرج تدريس هذه المادةِ في فواتح دروس المساجد وفي مواد الدراسة النظامية وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خيرٍ في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته . فإليك حلية تحوي مجموعة آداب نواقضها مجموعة آفات فإذا فات أدبٌ منها اقترف المفرط آفةً من آفاته فمُقلٌّ ومستكثر وكما ان هذه الآداب درجات صاعدةٌ إلى السنة فالوجوب فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم..] »◦


||| الــشــــــرح } ~

وذكرالآداب وضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهه وإن كانت واجبة فضدها محرم، ولكن هذا ليس على الإطلاق يعني ليس من ترك كل مسنون فهو مكروه وإلا لقلنا أن كل من ترك سنة في الصلاة يكون قد فعل مكروهًا لكن إذا ترك أدبًا من الآداب الواجبة فإنه يكون فاعلا محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه يكون قد ترك فيه واجبًا وكذلك إذا كان مسنونًا وتركه فينظر إذ تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم او مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه ولكن لزم منه إساءةُ الأدب والحاصل أنه لا يستقيم ان نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في محرم يعني على سبيل الاطلاق بل يقيدها.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ ومنها مايشمل عموم الخلق من كلِّ مكلَّف ومنها مايختصُّ به طالب العلم ومنها مايدركُ بضرورة الشرع ومنها مايعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع من الحمل على محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ولمئام الاستيفاء لكنَّ سياقتها تجري على ضرب سبيل المثال قاصدًا الدلالة على المهمات فإذا وافَقَت نفسًا صالحةً لها تناولت هذا القليل فكثرته وهذا المجمل ففصلته ومن اخذ بها انتفع ونفع وهي بدورها ماخوذةٌ من أدب من بارك الله في علمهم وصاروا أئمةً يهتدى بهم جمعنا الله بهم في جنته آمين ] »◦






بكرُ بن عبد الله أبو زيد
في اليوم 5 من الشهر 8عام 1408هـ

شموخ الهمه
10-11-09, 12:02 PM
حلية طالب العلم

السبت : الشريط الأول

الوجه الأول
محتوى الشريط :
- التعليق على مقدمة الحلية ... الى الفصل الاول" آداب الطالب في نفسه"

- العلم : منزلته ، وبما يكون الاخلاص في طلبه.
- محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) وبيان اثرها في تطبيق هديه .

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-1A.rm)


الوجه الثاني:
محتوى الشريط
- آداب الطالب في نفسه


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية

الأحــد : الشريط الثاني







الوجه الأول :

محتوى الشريط-تابع اداب الطالب في نفسه

- ادب التحلي بالمروءة
- الزهد والورع : اثرهم وبيان الفرق بينهما.
- كيف يتحلى طالب العلم برونقه.


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-2A.rm)






الوجه الثاني :

محتوى الشريط - تابع اداب الطالب في نفسه

- ادب الاعراض عن مجالس اللغو
- المروءة: مقتضياتها وبيان الضابط فيها.
- كيف يتعفف طالب العلم عن الترفه ومسالكها


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية



الاثنين: جزء من الشريط الثالث (إلى الدقيقة 28)


الوجه الأول:

محتوى الشريط - تابع اداب الطالب في نفسه

- الهيشات : تعريفها وكيف يعرض طالب العلم عنها .
- كيف يتحلى الطالب بالرفق والتأمل والثبات والتثبت؟


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-3A.rm)



الخميس: الاختبار الأول


التفريـــــــغ:


بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد

.. ₪[ فقد قرر شيخنا محمد بن صالح العثيمين قراءة كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وذلك أواخر شهر رجب لعام 1415هـ ] ₪ ..

بسم الله الرحمن الرحيم تعليقا على هذه المقدمة ، نحن قررنا هذا بعد مشاورتكم واقتراحاتكم وذلك لأن:
طالب العلم إذا لم يتحل بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه، لابد أن الانسان كلما علم شيئا من الفضائل أو من العبادات أن يقوم به فإن لم يفعل فهو والجاهل سواء بل الجاهل أحسن حالا منه؛ لأن هذا ترك الفضل عن عمد بخلاف الجاهل، ولأن الجاهل ربما ينتفع إذا علم بخلاف من علم ولم ينتفع، فلهذا أحثُّ نفسي وإياكم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والإحسان بقدر المستطاع. هذا بقطع النظر عن الوصية الكبرى وهي الوصية بتقوى الله عزوجل التي قال الله تعالى فيها ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).

أما مؤلفُ هذه الحلية فهو أخونا الشيخ : بكر أبو زيد وهو من أكابر العلماء ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة لأنه تولى مناصب كثيرة وكلُّ عملهِ فيها يدل على أنه أهلٌ لما تولاه وهو الآن مع لجنة الفتوى التي يرأسها سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز بالرياض ومع هيئة كبار العلماء فنسأل الله لنا وله التوفيق، ثم إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تضلعه في اللغة العربية ولهذا يأتي احيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة مراجعة قواميس اللغة، والذي يظهر انه لا يتكلف ذلك لأن الكلام سلس ومستقيم وهذا يدل على ان الله تعالى اعطاه غريزةً في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري ومقامات الحريري معروفة لأكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


»◦ [ بسم الله الرحمن الرحيم ..
҉ المقدمة ҉

الحمدلله وبعد فأقيِّد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408هـ والمسلمون ولله الحمد يعايشون يقظةً علمية تتهلل لها سبحات الوجوه ولا تزال تُنَشِّطُ متقدمةً إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الامة مجدها ودمها المجددَ لحياتها إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في اعطاف العلم مثقلين بحمله يعُلُّون منه وينهلون فلديهم من الطموح والجامعية والاطلاع المدهش والغوص على مكنوناتِ المسائل ما يفرح به المسلمون نصرا فسبحان من يحيي ويميتُ قلوبا، لكن.. لابد لهذه النواة المباركة من الصقل والتعهد في مساراتها كافة نشرا للضمانات التي تكف عنها العثار والتعثر في مثاني الطلب والعمل من تموجاتٍ فكرية وعقدية وسلوكيةٍ وطائفيةٍ وحزبية ..] »◦



||| الــشــــــــرح }~

هذا ماقاله صحيح فإنه في الآونة الأخيرة حصل ولله الحمد من الشباب المحافظ واسعة في شتى المجالات لكنها تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح لأن- كل شيء إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جذره – إذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دمارًا وربما يكون دمارا في المجتمع وربما يكون دمارًا حتى على صاحبه في قلبه، أرأيتم الخوارج عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق مالا يوجد في غيرهم لكن هذا قد زاد حتى كفروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم فصاروا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة ) فأنت اضبط قلبك إذا رأيت أنه سوف ينفر بعيدًا وسوف يسلك مسلكًا صعبًا فعليكَ ان تردَّه وأن تعرف ان المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس، ومعلومٌ انه إذا كان هذا هو المقصود(أعني الانتصار لدين الله) فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك


http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ وقد جعلتُ طوع أيديهم رسالة في التعالم تكشف المندسين بينهم خشية أن يُرْدُوهُم ويضيعوا عليهم امرهم ويبعثروا مسيرتهم في الطلبُ فيَستلوهم وهم لا يشعرون واليوم أخوك يشُّد عضدك ويأخذ بيدك ..] »◦



-فإن الآن هذا الكتاب بعد كتاب التعلم –



»◦[ واليوم أخوك يشُّد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوع بنانك رسالةً تحمل الصفة الكاشفة لحليتك فها أنذا أجعل سن القلم على القرطاس فاتلو ما أرقُمُ لك أنعم الله بكَ عينا..... التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح سمة أهل الإسلام وان العلم وهو أثمن درة في تاج الشرع..] »◦



||| الـشــــــرح } ~

الآن الشيخ بكر يقول – اليوم اخوك يشد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوعَ – فيها التفات من اين؟ من الغيبة إلى الحضور هذا ليس معتادًا عند العلماء في مؤلفاتهم العلمية لكن كما قلنا أولا أن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ومعلومٌ أن الانتقال في الأسلوب من غيبة إلى خطاب او من خطاب إلى غيبة أو من مفرد إلى جمع حيث صحَّ الجمع من المعلوم ان هذا سوف يوجب الانتباه لأن الانسان إذا كان يسوغ أسلوب معين مستمرًا عليه انساغت نفسه لكن إذا جاء شيءٌ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) فقال أخذ الله هذا *غيب* وبعثنا *حضور* .
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وان العلم وهو أثمن درةٍ في تاجِ الشرع المطهر لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي بآفاته ولهذا عنون العلماء عنه بالبحث والتنبيه..] »◦



-المتحلي المتخلي فيها جناس ناقص لاختلاف بعض الحروف لكن مع ذلك الشيخ رأى هذا –



»◦[ ولهذا عنون العلماء بالبحث والتنبيه وأفردوها بالتأليف إما على وجه العموم لكافة العلوم أو على وجه الخصوص كآداب حملة القرءان الكريم وآداب المحدِّث وآداب المفتي وآداب القاضي وآداب المحتسب وهكذا . والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق ... ] »◦


||| الــشـــــــرح }~

إن من يسلك طريق التعلم الشرعي ويشمل أيضا لمن يسلك طريق التعليم الآداب هنا للمتعلم وللمعلم حتى المتعلم له آداب يجب أن يعتني بها
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف إذ كان بعض المدرسين فيه يدرس طلابه كتاب *الزرنوجي* المتوفى سنة 593هـ رحمه الله تعالى المسمى * تعليم المتعلم طريق التعلُّم * فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق فيدرج تدريس هذه المادةِ في فواتح دروس المساجد وفي مواد الدراسة النظامية وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خيرٍ في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته . فإليك حلية تحوي مجموعة آداب نواقضها مجموعة آفات فإذا فات أدبٌ منها اقترف المفرط آفةً من آفاته فمُقلٌّ ومستكثر وكما ان هذه الآداب درجات صاعدةٌ إلى السنة فالوجوب فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم..] »◦


||| الــشــــــرح } ~

وذكرالآداب وضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهه وإن كانت واجبة فضدها محرم، ولكن هذا ليس على الإطلاق يعني ليس من ترك كل مسنون فهو مكروه وإلا لقلنا أن كل من ترك سنة في الصلاة يكون قد فعل مكروهًا لكن إذا ترك أدبًا من الآداب الواجبة فإنه يكون فاعلا محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه يكون قد ترك فيه واجبًا وكذلك إذا كان مسنونًا وتركه فينظر إذ تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم او مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه ولكن لزم منه إساءةُ الأدب والحاصل أنه لا يستقيم ان نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في محرم يعني على سبيل الاطلاق بل يقيدها.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ ومنها مايشمل عموم الخلق من كلِّ مكلَّف ومنها مايختصُّ به طالب العلم ومنها مايدركُ بضرورة الشرع ومنها مايعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع من الحمل على محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ولمئام الاستيفاء لكنَّ سياقتها تجري على ضرب سبيل المثال قاصدًا الدلالة على المهمات فإذا وافَقَت نفسًا صالحةً لها تناولت هذا القليل فكثرته وهذا المجمل ففصلته ومن اخذ بها انتفع ونفع وهي بدورها ماخوذةٌ من أدب من بارك الله في علمهم وصاروا أئمةً يهتدى بهم جمعنا الله بهم في جنته آمين] »◦






بكرُ بن عبد الله أبو زيد
في اليوم 5 من الشهر 8عام 1408هـ

شموخ الهمه
10-11-09, 01:23 PM
http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الفصل الأول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif


Ξ҉Ξ آداب الطالب في نفسه Ξ҉Ξ
أولا: العلمُ عبادة : أصل الأصولِ في هذه الحلية بل ولكل أمر مطلوبٍ علمكَ بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء: العلمُ صلاةُ السر وعبادة القلب وعليه فإن شرط العبادة ...


,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم العلم عبادة لاشك بل هو من أجل العبادات وأفضل العبادات حتى إن الله تعالى جعله في كتابه قسيمًا للجهاد في سبيل الله الجهاد المسلَّح فقال جل وعلا ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ليتفقهوا يعني بذلك الطائفة القاعدة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم ينذرون، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيرًا يفقههُ في الدين ) فإذا رزقك الله الفقه في دينك والفقه هنا يعنى به العلم بالشرع فيدخل في علم العقائد والتوحيد وغير ذلك فإذا رأيت أن الله من عليك بهذا فاستبشر خيرًا لأن الله تعالى أراد بك خيرًا، وقال الإمام أحمد ( العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ) قالوا وكيف تصلح النية يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ ... وعليه فإن شرط العبادة أولا: إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية . وفي حديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات.. ) الحديث ، فإن فقد العلم إخلاص النية انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات ولا شيء يحطمُ العلم مثل الرياء ، رياء الشرك أو رياء إخلاص ومثل التسميع بأن يقول مسمعًا علمتُ وحفظت وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
كذلك إذا قال قائل : بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟
قلنا الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور :
الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به .
ثانيًا : أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ بالصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب .
والثالث: أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير .
والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم .

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب الظهور والتفوق على الأقران وجعله سلمًا لأغراضٍ وأعراض من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم ولهذا يتعين عليك أن تحمي نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى بل وتحمي الحمى وللعلماء في هذا أقوال ..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا صحيح ، ما قاله من وجوب حماية النية من هذه المقاصد السيئة فهو صحيح ، ومن طلب علمًا وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يجد رائحة الجنة نسأل الله العافية، ثم إن هذه المحمدة والجاه والتعظيم وانصراف وجوه الناس إليك ستجده إذا حصلت العلم حتى وإن كانت نيتك سليمة بل إذا كانت نيتك سليمة فهو أقرب إلى حصول هذا لك.
تحمي الحمى : تحمي النية وتحمي ما حولها .. حمى الشيء : ما حوله ، كما في الحديث : " ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه " .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وللعلماءِ في هذا أقوالٌ ومواقفٌ بينتُ طرفًا منها في المبحث الأول من كتاب التعالم ويزادُ عليه نهي العلماء عن الطبوليات وهي المسائل التي يرادُ بها الشهرة ..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
الطُّبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة ، لماذا سميت الطبوليات؟ لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين فهذا إذا جاء في مسألة غريبة على الناس واشتهرت عنه كأنها صوت طبل فهذه يسمونها الطبوليات .
ولم أسمع بهذا لكن وجهها واضح.


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وقد قيل زلةُ العالمِ مضروبٌ لها الطبل، وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: كنتُ أوتيتُ فهم القرآن فلمَّا قبِلتُ الصُّرَّةَ سُلبتُه، فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا سفيان يقول كنت أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سلبته، الصرة يعني من السلطان لما أعطاه سلب فهم القرآن وهؤلاء هم الذين يدركون الأمور ولهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان ويقولون إنهم لا يعطوننا إلا ليشتروا ديننا بدنياهم فتجدهم لا يقبلونه ثم إن السلاطين فيما سبق قد تكون أموالهم مأخوذة من غير حلها فيتبرعون عنها أيضا من هذه الناحية ومن المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان إذا كان السلطان يريد أن تكون هذه العطية مطيةً له يركبها متى شاء بالنسبة لهذا العالم أما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه ليبيع دينه بها فقد قال النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم لعمر: " ماجاءك من هذا المال وأنت غير مشهد ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك "، وغرض سفيان رحمه الله تعالى من ذلك *التحذير* من هذا وتبكيت نفسه على ما صنع .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب بأن تكون مع بذل الجهد في الإخلاص شديد الخوف من نواقضه عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله ( ما عالجت شيئا أشد عليَّ من نيتي ) وعن عمر بن ذرٍّ أنه قال لوالده ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
وفي معنى ذلك ما أدري هل هو قول آخر أو نقل بالمعنى ، يقول: ( ما عالجت نفسي على شيءٍ أشد من معالجتها على الإخلاص ) وهذا بمعنى كلام سفيان لأن الإخلاص شديد ولهذا من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فإنه يدخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده: يا أبي مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء وإذا وعظهم غيرك لا يبكون ؟ فقال: يا بني ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
الله أكبر هذا مثلٌ عظيم ، النائحة الثكلى يعني التي فقدت ولدها هذه تبكي بكاءً من القلب ، والنائحة المستأجرة ما يؤثر نوحها ولا بكاؤها لأنها تصطنع البكاء ، ولكن مثل هذا الكلام الذي يرد عن السلف يجب أن يحسن الظن بهم وأنهم لا يريدون بذلك مدح أنفسهم وإنما يريدون بذلك حث الناس على إخلاص النية والبعد عن الرياء وما أشبه ذلك وإلا لكان هذا تزكيةً للنفس واضحة والله عز وجل يقول ( لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) لكن السلف رحمهم الله لعلمنا بمقامهم وإخلاصهم يجب أن نحمل ما ورد عنهم مما يحتمل هذا المعنى الفاسد أن نحمله على المعنى الصحيح .
( وفقك الله لرشدك آمين ,, )


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


,,₪ [[ الشرط الثاني: الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة : محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم.. قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) وبالجملة فهذا أصل ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى المحبوب فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه، ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه ولهذا ذكر ابن القيم في *روضة المحبين* أن كل الحركات مبنية على المحبة كل حركات الإنسان وهذا صحيح


http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif يتبع الوجه الثاني http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif

شموخ الهمه
10-11-09, 01:23 PM
http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الفصل الأول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif


Ξ҉Ξ آداب الطالب في نفسه Ξ҉Ξ
أولا: العلمُ عبادة : أصل الأصولِ في هذه الحلية بل ولكل أمر مطلوبٍ علمكَ بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء: العلمُ صلاةُ السر وعبادة القلب وعليه فإن شرط العبادة ...


,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم العلم عبادة لاشك بل هو من أجل العبادات وأفضل العبادات حتى إن الله تعالى جعله في كتابه قسيمًا للجهاد في سبيل الله الجهاد المسلَّح فقال جل وعلا ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ليتفقهوا يعني بذلك الطائفة القاعدة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم ينذرون، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيرًا يفقههُ في الدين ) فإذا رزقك الله الفقه في دينك والفقه هنا يعنى به العلم بالشرع فيدخل في علم العقائد والتوحيد وغير ذلك فإذا رأيت أن الله من عليك بهذا فاستبشر خيرًا لأن الله تعالى أراد بك خيرًا، وقال الإمام أحمد ( العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ) قالوا وكيف تصلح النية يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ ... وعليه فإن شرط العبادة أولا: إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية . وفي حديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات.. ) الحديث ، فإن فقد العلم إخلاص النية انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات ولا شيء يحطمُ العلم مثل الرياء ، رياء الشرك أو رياء إخلاص ومثل التسميع بأن يقول مسمعًا علمتُ وحفظت وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
كذلك إذا قال قائل : بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟
قلنا الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور :
الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به .
ثانيًا : أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ بالصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب .
والثالث: أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير .
والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم .

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب الظهور والتفوق على الأقران وجعله سلمًا لأغراضٍ وأعراض من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم ولهذا يتعين عليك أن تحمي نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى بل وتحمي الحمى وللعلماء في هذا أقوال ..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا صحيح ، ما قاله من وجوب حماية النية من هذه المقاصد السيئة فهو صحيح ، ومن طلب علمًا وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يجد رائحة الجنة نسأل الله العافية، ثم إن هذه المحمدة والجاه والتعظيم وانصراف وجوه الناس إليك ستجده إذا حصلت العلم حتى وإن كانت نيتك سليمة بل إذا كانت نيتك سليمة فهو أقرب إلى حصول هذا لك.
تحمي الحمى : تحمي النية وتحمي ما حولها .. حمى الشيء : ما حوله ، كما في الحديث : " ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه " .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وللعلماءِ في هذا أقوالٌ ومواقفٌ بينتُ طرفًا منها في المبحث الأول من كتاب التعالم ويزادُ عليه نهي العلماء عن الطبوليات وهي المسائل التي يرادُ بها الشهرة ..]] ₪ ,,



,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
الطُّبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة ، لماذا سميت الطبوليات؟ لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين فهذا إذا جاء في مسألة غريبة على الناس واشتهرت عنه كأنها صوت طبل فهذه يسمونها الطبوليات .
ولم أسمع بهذا لكن وجهها واضح.


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وقد قيل زلةُ العالمِ مضروبٌ لها الطبل، وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: كنتُ أوتيتُ فهم القرآن فلمَّا قبِلتُ الصُّرَّةَ سُلبتُه، فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا سفيان يقول كنت أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سلبته، الصرة يعني من السلطان لما أعطاه سلب فهم القرآن وهؤلاء هم الذين يدركون الأمور ولهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان ويقولون إنهم لا يعطوننا إلا ليشتروا ديننا بدنياهم فتجدهم لا يقبلونه ثم إن السلاطين فيما سبق قد تكون أموالهم مأخوذة من غير حلها فيتبرعون عنها أيضا من هذه الناحية ومن المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان إذا كان السلطان يريد أن تكون هذه العطية مطيةً له يركبها متى شاء بالنسبة لهذا العالم أما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه ليبيع دينه بها فقد قال النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم لعمر: " ماجاءك من هذا المال وأنت غير مشهد ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك "، وغرض سفيان رحمه الله تعالى من ذلك *التحذير* من هذا وتبكيت نفسه على ما صنع .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب بأن تكون مع بذل الجهد في الإخلاص شديد الخوف من نواقضه عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله ( ما عالجت شيئا أشد عليَّ من نيتي ) وعن عمر بن ذرٍّ أنه قال لوالده ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
وفي معنى ذلك ما أدري هل هو قول آخر أو نقل بالمعنى ، يقول: ( ما عالجت نفسي على شيءٍ أشد من معالجتها على الإخلاص ) وهذا بمعنى كلام سفيان لأن الإخلاص شديد ولهذا من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فإنه يدخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪ [[ وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده: يا أبي مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء وإذا وعظهم غيرك لا يبكون ؟ فقال: يا بني ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
الله أكبر هذا مثلٌ عظيم ، النائحة الثكلى يعني التي فقدت ولدها هذه تبكي بكاءً من القلب ، والنائحة المستأجرة ما يؤثر نوحها ولا بكاؤها لأنها تصطنع البكاء ، ولكن مثل هذا الكلام الذي يرد عن السلف يجب أن يحسن الظن بهم وأنهم لا يريدون بذلك مدح أنفسهم وإنما يريدون بذلك حث الناس على إخلاص النية والبعد عن الرياء وما أشبه ذلك وإلا لكان هذا تزكيةً للنفس واضحة والله عز وجل يقول ( لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) لكن السلف رحمهم الله لعلمنا بمقامهم وإخلاصهم يجب أن نحمل ما ورد عنهم مما يحتمل هذا المعنى الفاسد أن نحمله على المعنى الصحيح .
( وفقك الله لرشدك آمين ,, )


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


,,₪ [[ الشرط الثاني: الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة : محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم.. قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) وبالجملة فهذا أصل ..]] ₪ ,,

,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى المحبوب فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه، ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه ولهذا ذكر ابن القيم في *روضة المحبين* أن كل الحركات مبنية على المحبة كل حركات الإنسان وهذا صحيح


http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif يتبع الوجه الثاني http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif

شموخ الهمه
10-11-09, 02:36 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifنــكــمل http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

..₪҉[[ الْخُصْلَةُ الْجامِعَةُ لِخَيْرَيْ الدُّنْيا وَالآخِرَة؛ (مَحَبَّةُ الله تَعالى وَمَحَبَّةُ رَسولِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَتَحْقيقِها بِتَمَحضِ الْمُتابَعَةِ وَقُفُوِ الأَثَرِ لِلمْعصومِ.
قالَ الله تَعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" [ آل عمران: 31 ]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع، إذ أن المُحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه، فيطلب ما يرضيه وما يقرِّبه منه، ويسعى غاية جهده لاجتناب م يبغضه محبوبه، ويبتعد عنه. ولهذا ذكر ابن القيم في (روضة المحبين): أن كل الحركات مبنية على المحبة، كل حركات الإنسان، وهذا صحيح لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا لشيء يرجو نفعه أو يدفع ضرره، وكل إنسان يحب ما ينفعه، ويكره ما يضره، فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عزوجل تقود الإنسان وتسوقه، وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله، كيفَ قال الله:
"ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه فَأَحْبَطَ أَعْمَالهم"ْ[ محمد: 9]

صارت نتيجتهم الكفر، لأنهم كرهوا ما أنزل الله، فالمحبة كما قال الشيخ هي: الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهراً وباطناً لأن الحبيب يُقلِّد محبوبه حتى في أمور الدنيا، تجده مثلاً يقلده في اللباس.. في الكلام، حتى في الخط، نحن نذكر بعض الطلبة في زماننا كانوا يُقلِّدون الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في خطه، مع أن خطه- رحمه الله- ضعيف، ما تقدر تقرأه، لكن من شدة محبتهم له، فالإنسان كلما أحب شخصاً حاول أن يكون مثله في خصاله.
فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ذكر الآية التي يسميها علماء السلف آية المحنة، يعني الإمتحان، لأن قوماً ادَّعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى:
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي"[ آل عمران: 31]

أين الجواب؟ الجواب المتوقع: فاتبعوني تصْدُقوا في دعواكم، لأن الشرط والمشروط، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني تصدقوا في دعواكم، لكن جاء الجواب: فاتبعوني يحببكم الله، إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عزوجل، هذا هو الثمرة، وهو المقصود، لا أن تحب الله، لأن كل إنسان يدَّعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله، لكن في قلبك شيء، لا يقتضي أن الله يحبك، فتبقى غير حاصل على الثمرة.


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[ وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَهذا أَصْلٌ مِنْ هذِهِ (الْحِلْيَةِ) وَيَقَعان مِنْها مَوْقِعَ التّاجِ مِنَ الحُلَّةِ، فيا أَيُّها الطَّلاب! ها أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَرَبَّعْتُمِ للدَّرْسِ وَتَعَلَقْتُمْ بَأَنَفَسِ عِلْقٍ (طَلَبِ الْعِلْمِ)؛ فَأُوَصّيكُمْ وَنَفْسيَ بِتَقْوى الله تعَالى في السِّرِ وَالْعَلانِيَّةِ؛ فَهِيَ الْعُدَّة، وَهِيَ مَهْبِطَ الْفَضائلِ، وَمُتَنَزَّلِ الْمَحامِدَ، وَهيَ مَبْعَثُ القُوَّةِ، وَمِعْراجُ السُّمُو، والرّابِط الْوَثيق عَلى الْقُلوبِ عَنِ الْفِتَنِ، فَلا تُفَرِّطوا.]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

صدق- رحمه الله وعفا عنه- ويدل على ذلك قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"[ الأنفال: 29]

تفرِّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وبين الطاعة والمعصية، وبين أولياء الله وأعداء الله.. إلى غير ذلك.
وتارة يحصل هذا الفرقان بوسيلة العلم، يفتح الله على الإنسان من العلوم، وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله.
وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يلقيه الله تعالى في قلبه من الفراسة.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن يكن فيكم محدثون فعمر)
فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها. فتكون موافقةً للصواب.
فقوله تعالى: "يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا" يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم، والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يُلهم الإنسان التقي ما لا يُلهم غيره، وربما يظهر لك هذا في مجراك في طلب العلم، تمر بك أيام تجد قلبك خاشعاً منيباً إلى الله، مقبلاً عليه، متقياً له، فيفتح الله عليك مفاتح ومعالم كثيرة، ويمر بك غفلة ينغلقُ قلبك، وكل هذا تحقيق لقول الله تبارك وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ"[ الأنفال: 29]

إذا غفر الله للعبد أيضاً فتح عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى:"إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) واسْتَغْفِرِ اللهَ"[ النساء: 105- 106]

ولهذا قال بعض العلماء: ينبغي للإنسان إذا اسْتُفتي أن يقدِّم استغفار الله حتى يبين له الحق، لأن الله قال: " لِتَحْكُمَ"، ثم قال: " واسْتَغْفِرِ اللهَ".


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[2- كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ: كُنْ سَلَفِياً عَلى الجادَّة؛ طَريق السَّلَفِ الصّالِحِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، فَمَنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ قَفا أَثَرَهُمْ في جَميعِ أَبْوابِ الدّينِ؛ مِنَ التَّوْحيدِ، وَالْعِباداتِ، وَنَحْوِها، مُتَمَيِّزاً بِالتْزامِ آثارِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْظيفِ السُّنَنِ عَلى نَفْسِكَ، وَتَرْكِ الْجِدالَ، وَالْمِراءَ، وَالْخَوْضِ في عِلْمِ الْكَلامِ، وَما يَجْلبُ الآثامَ، وَيَصُدُّ عَنِ الشَّرْعِ..]] ҉₪..



http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif
هذا من أهم ما يكون، أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب الدين، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك أيضا يترك الجدال والمراء، لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده: إما أن ينكره، وإما أن يؤولِّه على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.
فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراءً، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل: ليس عندي إلا هذا، اتركه.
وكذلك الخوض في علم الكلام مضيعة للوقت، لأنه يخوض في أشياء من أوضح الأشياء. مرَّ عليَّ اليوم في دراسة بعض الطلبة، يقول: ما هو العقل؟

عرِّفه لي لغةً واصطلاحاً وعرفاً وشرعاً؟!!

هذا ماله تعريف، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه، يجد الواحد مرة: إيش العقل هذا؟ سبحان الله!!
الظاهر أن الذي يقعد يفكر في تعريف العقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف، لكن هؤلاء – أهل الكلام- صَدّوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها.
وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الرد على المنطقيين، يتبين لك الأمر، أو في (نقض المنطق) وهو مختصر وأوضح لطالب العلم، يتبين لك ما هم عليه من الضلال، ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات؟! إلا علم الكلام.
لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستوٍ على العرش حقيقة لزم أن يكون محدوداً لماذا؟ لأن العرش محدود!! لو كان يُرى لزم أن يكون في جهة، ولو كان في جهة لكان جسماً، وهلم جرَّى.. يعطونك من هذا الكلام الذي يضيعك، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل.

فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء، وأن يترك ما يَرِدُ على ذهنه من الإيرادات، اترك هذه الأشياء، لا تتنطع، اجعل علمك سهلاً ميسِّراً.
يعني الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين، ثم ينصرف بدون مشقة، لأنه ليس عنده إلا التسليم، أما المناقشات والمراء والجدال، فهذا يضر الإنسان، فالشيخ أبو بكر جزاه الله خيراً ألمح إلى هذا الأمر، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع.



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

..₪҉[[ قالَ الذَّهبِيِّ- رَحِمَهُ الله تَعالى- : ( وَصَحَّ عَنِ الداّرقُطْنِيّ أَنَّهُ قال ما شَيْءٌ أَبْغَضُ إلِيَّ مِنْ عِلْمِ الْكَلامِ. قْتُ: لَمْ يَدْخُلِ الرَّجُلَ أَبَداً في عِلْمِ الْكَلامِ وَلا الْجِدالِ، وَلا خاضَ في ذلك، بَلْ كانَ سَلَفِياً..]] ҉₪..

http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

يبغضه مع أنه لم يدخل فيه، لكن لما له من نتائج سيئة، وتطويل بلا فائدة وتشكيك لما هو متيقن، وإرباك للأفكار، وهجر للآثار، ولهذا ليس شيءٌ فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق، وكثير من علماء الكلام الكبار أقَّروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز، ورجعوا إلى الفطرة الأولى، لِما علموا من علم الكلام.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الفتوى الحموية): [ وأكثر من يُخاف عليه الضلال، هم المتوسطون من علماء الكلام، لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه، ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع].
وصدق رحمه الله، وهذا هو الذي يُخاف في كل علم، يُخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيَضلون ويُضلون.
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكِّم العقل، ولهذا كان من قواعدهم: أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم أقره العقل، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع.
الثاني: قسم نفاه العقل، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه، ولكن عقل من ؟! قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل تنكر الكتاب والسنة أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة هذا لا يمكن.
الثالث: قسم لم يرد العقل بنفيه ولا بإثباته، فمن قال: إن شرط الإثبات دلالة العقل، قال: يُرد، لأن العقل لم يثبته، ومن قال: إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل، قال: إنه يُقبل، وأكثرهم يقول: إنه يُرد ولا يُقبل، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل.

وبعضهم يتوقف، قالوا: إذا لم يثبته العقل ولم ينفه، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله، وارتبكوا وشكُّوا وتحيَّروا، ولهذا أكثر الناس شكًّا عند الموت هم أهل الكلام، يترددون: هل الله جوهر أم عَرَض؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أم لا يفعل؟ هكذا.. عند الموت فيموت وهو شاكٌّ، نسأل الله السلامة والعافية.
لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح، سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد.

http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

شموخ الهمه
10-11-09, 02:36 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifنــكــمل http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

..₪҉[[ الْخُصْلَةُ الْجامِعَةُ لِخَيْرَيْ الدُّنْيا وَالآخِرَة؛ (مَحَبَّةُ الله تَعالى وَمَحَبَّةُ رَسولِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَتَحْقيقِها بِتَمَحضِ الْمُتابَعَةِ وَقُفُوِ الأَثَرِ لِلمْعصومِ.
قالَ الله تَعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" [ آل عمران: 31 ]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع، إذ أن المُحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه، فيطلب ما يرضيه وما يقرِّبه منه، ويسعى غاية جهده لاجتناب م يبغضه محبوبه، ويبتعد عنه. ولهذا ذكر ابن القيم في (روضة المحبين): أن كل الحركات مبنية على المحبة، كل حركات الإنسان، وهذا صحيح لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا لشيء يرجو نفعه أو يدفع ضرره، وكل إنسان يحب ما ينفعه، ويكره ما يضره، فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عزوجل تقود الإنسان وتسوقه، وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله، كيفَ قال الله:
"ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه فَأَحْبَطَ أَعْمَالهم"ْ[ محمد: 9]

صارت نتيجتهم الكفر، لأنهم كرهوا ما أنزل الله، فالمحبة كما قال الشيخ هي: الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهراً وباطناً لأن الحبيب يُقلِّد محبوبه حتى في أمور الدنيا، تجده مثلاً يقلده في اللباس.. في الكلام، حتى في الخط، نحن نذكر بعض الطلبة في زماننا كانوا يُقلِّدون الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في خطه، مع أن خطه- رحمه الله- ضعيف، ما تقدر تقرأه، لكن من شدة محبتهم له، فالإنسان كلما أحب شخصاً حاول أن يكون مثله في خصاله.
فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ذكر الآية التي يسميها علماء السلف آية المحنة، يعني الإمتحان، لأن قوماً ادَّعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى:
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي"[ آل عمران: 31]

أين الجواب؟ الجواب المتوقع: فاتبعوني تصْدُقوا في دعواكم، لأن الشرط والمشروط، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني تصدقوا في دعواكم، لكن جاء الجواب: فاتبعوني يحببكم الله، إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عزوجل، هذا هو الثمرة، وهو المقصود، لا أن تحب الله، لأن كل إنسان يدَّعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله، لكن في قلبك شيء، لا يقتضي أن الله يحبك، فتبقى غير حاصل على الثمرة.


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[ وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَهذا أَصْلٌ مِنْ هذِهِ (الْحِلْيَةِ) وَيَقَعان مِنْها مَوْقِعَ التّاجِ مِنَ الحُلَّةِ، فيا أَيُّها الطَّلاب! ها أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَرَبَّعْتُمِ للدَّرْسِ وَتَعَلَقْتُمْ بَأَنَفَسِ عِلْقٍ (طَلَبِ الْعِلْمِ)؛ فَأُوَصّيكُمْ وَنَفْسيَ بِتَقْوى الله تعَالى في السِّرِ وَالْعَلانِيَّةِ؛ فَهِيَ الْعُدَّة، وَهِيَ مَهْبِطَ الْفَضائلِ، وَمُتَنَزَّلِ الْمَحامِدَ، وَهيَ مَبْعَثُ القُوَّةِ، وَمِعْراجُ السُّمُو، والرّابِط الْوَثيق عَلى الْقُلوبِ عَنِ الْفِتَنِ، فَلا تُفَرِّطوا.]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

صدق- رحمه الله وعفا عنه- ويدل على ذلك قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"[ الأنفال: 29]

تفرِّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وبين الطاعة والمعصية، وبين أولياء الله وأعداء الله.. إلى غير ذلك.
وتارة يحصل هذا الفرقان بوسيلة العلم، يفتح الله على الإنسان من العلوم، وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله.
وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يلقيه الله تعالى في قلبه من الفراسة.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن يكن فيكم محدثون فعمر)
فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها. فتكون موافقةً للصواب.
فقوله تعالى: "يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا" يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم، والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يُلهم الإنسان التقي ما لا يُلهم غيره، وربما يظهر لك هذا في مجراك في طلب العلم، تمر بك أيام تجد قلبك خاشعاً منيباً إلى الله، مقبلاً عليه، متقياً له، فيفتح الله عليك مفاتح ومعالم كثيرة، ويمر بك غفلة ينغلقُ قلبك، وكل هذا تحقيق لقول الله تبارك وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ"[ الأنفال: 29]

إذا غفر الله للعبد أيضاً فتح عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى:"إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) واسْتَغْفِرِ اللهَ"[ النساء: 105- 106]

ولهذا قال بعض العلماء: ينبغي للإنسان إذا اسْتُفتي أن يقدِّم استغفار الله حتى يبين له الحق، لأن الله قال: " لِتَحْكُمَ"، ثم قال: " واسْتَغْفِرِ اللهَ".


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[2- كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ: كُنْ سَلَفِياً عَلى الجادَّة؛ طَريق السَّلَفِ الصّالِحِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، فَمَنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ قَفا أَثَرَهُمْ في جَميعِ أَبْوابِ الدّينِ؛ مِنَ التَّوْحيدِ، وَالْعِباداتِ، وَنَحْوِها، مُتَمَيِّزاً بِالتْزامِ آثارِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْظيفِ السُّنَنِ عَلى نَفْسِكَ، وَتَرْكِ الْجِدالَ، وَالْمِراءَ، وَالْخَوْضِ في عِلْمِ الْكَلامِ، وَما يَجْلبُ الآثامَ، وَيَصُدُّ عَنِ الشَّرْعِ..]] ҉₪..



http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif
هذا من أهم ما يكون، أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب الدين، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك أيضا يترك الجدال والمراء، لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده: إما أن ينكره، وإما أن يؤولِّه على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.
فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراءً، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل: ليس عندي إلا هذا، اتركه.
وكذلك الخوض في علم الكلام مضيعة للوقت، لأنه يخوض في أشياء من أوضح الأشياء. مرَّ عليَّ اليوم في دراسة بعض الطلبة، يقول: ما هو العقل؟

عرِّفه لي لغةً واصطلاحاً وعرفاً وشرعاً؟!!

هذا ماله تعريف، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه، يجد الواحد مرة: إيش العقل هذا؟ سبحان الله!!
الظاهر أن الذي يقعد يفكر في تعريف العقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف، لكن هؤلاء – أهل الكلام- صَدّوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها.
وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الرد على المنطقيين، يتبين لك الأمر، أو في (نقض المنطق) وهو مختصر وأوضح لطالب العلم، يتبين لك ما هم عليه من الضلال، ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات؟! إلا علم الكلام.
لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستوٍ على العرش حقيقة لزم أن يكون محدوداً لماذا؟ لأن العرش محدود!! لو كان يُرى لزم أن يكون في جهة، ولو كان في جهة لكان جسماً، وهلم جرَّى.. يعطونك من هذا الكلام الذي يضيعك، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل.

فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء، وأن يترك ما يَرِدُ على ذهنه من الإيرادات، اترك هذه الأشياء، لا تتنطع، اجعل علمك سهلاً ميسِّراً.
يعني الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين، ثم ينصرف بدون مشقة، لأنه ليس عنده إلا التسليم، أما المناقشات والمراء والجدال، فهذا يضر الإنسان، فالشيخ أبو بكر جزاه الله خيراً ألمح إلى هذا الأمر، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع.



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

..₪҉[[ قالَ الذَّهبِيِّ- رَحِمَهُ الله تَعالى- : ( وَصَحَّ عَنِ الداّرقُطْنِيّ أَنَّهُ قال ما شَيْءٌ أَبْغَضُ إلِيَّ مِنْ عِلْمِ الْكَلامِ. قْتُ: لَمْ يَدْخُلِ الرَّجُلَ أَبَداً في عِلْمِ الْكَلامِ وَلا الْجِدالِ، وَلا خاضَ في ذلك، بَلْ كانَ سَلَفِياً..]] ҉₪..

http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

يبغضه مع أنه لم يدخل فيه، لكن لما له من نتائج سيئة، وتطويل بلا فائدة وتشكيك لما هو متيقن، وإرباك للأفكار، وهجر للآثار، ولهذا ليس شيءٌ فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق، وكثير من علماء الكلام الكبار أقَّروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز، ورجعوا إلى الفطرة الأولى، لِما علموا من علم الكلام.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الفتوى الحموية): [ وأكثر من يُخاف عليه الضلال، هم المتوسطون من علماء الكلام، لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه، ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع].
وصدق رحمه الله، وهذا هو الذي يُخاف في كل علم، يُخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيَضلون ويُضلون.
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكِّم العقل، ولهذا كان من قواعدهم: أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم أقره العقل، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع.
الثاني: قسم نفاه العقل، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه، ولكن عقل من ؟! قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل تنكر الكتاب والسنة أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة هذا لا يمكن.
الثالث: قسم لم يرد العقل بنفيه ولا بإثباته، فمن قال: إن شرط الإثبات دلالة العقل، قال: يُرد، لأن العقل لم يثبته، ومن قال: إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل، قال: إنه يُقبل، وأكثرهم يقول: إنه يُرد ولا يُقبل، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل.

وبعضهم يتوقف، قالوا: إذا لم يثبته العقل ولم ينفه، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله، وارتبكوا وشكُّوا وتحيَّروا، ولهذا أكثر الناس شكًّا عند الموت هم أهل الكلام، يترددون: هل الله جوهر أم عَرَض؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أم لا يفعل؟ هكذا.. عند الموت فيموت وهو شاكٌّ، نسأل الله السلامة والعافية.
لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح، سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد.

http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

شموخ الهمه
10-11-09, 03:12 PM
*҉[[ وَهؤلاءِ هُمْ (أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَماعَةِ)، الْمُتَّبِعونَ آثارَ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ كَما قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ الله تَعالى- : [ وَأَهْلُ السُّنَةِ: نَقاوَةُ الْمُسْلِمينَ، وَهُمْ خَيْرُ النّاسِ للنّاسِ]. فَالزَمِ السَّبيلَ." وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "[ سورة الأنعام:153]] ҉*

||| الــشــــــــرح }~


اعلم أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوِّضة ومؤوِّلة، وجعلوا الأشاعرة، والماتريدية، وأشباهمم من أهل السنة، وجعلوا المفوِّضة هم السلف، فأخطؤوا في فهم السلف وفي منهجهم، لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع، والإلحاد)، واستدل بذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات، جاءنا الفلاسفة وقالوا: أنتم جهال، ونحن الذين عندنا العلم، ثم يتكلموا بما يريدون، وقالوا: إن المراد بالنص كذا وكذا، ومعلوم أن معنىً للنص خيرٌ من توقفٍ فيه وأنه ليس له معنىً.
فانتبهوا لهذا، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم.

ثم يقول – من العجب العجاب- طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
سبحان الله !! وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الهلف أعلم وأحكم؟ وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك، لأن شخصاً يقول: هذا النص له معنىً وأنا أؤمن به، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: لا أدري، فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة، فهذا تناقض عظيم، ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة: أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم.

ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف، فنطالع الكتب المؤلفة في ذلك، كـ (سير أعلام النبلاء)، وغيرها حتى نعرف طريقهم، ونسلك هذا المنهج القويم.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ 3- مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى:
التَّحَلّي بِعِمارَةِ الظّاهِرِ وَالْباطِنِ بِخَشْيَةِ الله تَعالى؛ مُحافِظاً عَلى شَعائِر الإسْلامِ، وَإِظْهارِ السُّنَةِ وَنَشْرِها بِالْعَمَلِ بِها وَالدَّعْوَةِ إِلَيْها؛ دالاًّ عَلى الله بِعِلْمِكَ وَسَمْتِكَ وَعَمَلِكَ، مُتَحَلِياًّ بِالرُّجولَةِ، وَالْمُساهَلَةِ، وَالسَّمَتِ الصَالِحِ. وَمَلاكُ ذلكَ خَشْيَةُ الله تَعالى، وَلِهذا قالَ الإمامُ أَحْمَد – رَحِمَهُ الله تَعالى- : (أَصْلُ الْعِلْمِ خَشَيْةُ الله تَعالى) ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~


وهذا الذي قاله الإمام أحمد صحيح: أصل العلم خشية الله، وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم، ولهذا قال الله تعالى : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
[فاطر: 28]
فالإنسان إذا علم الله عزوجل حق العلم، وعرفه حق المعرفة، فلا بد أن يكون في قلبه خشية الله؛ لأنه إذا علم ذلك علم عن رب عظيم عن رب قوي عن رب قاهر عن رب عالم بما يسر ويخفي الإنسان، فتجده يقوم بطاعة الله عزَّ وجلَّ أتم قيام : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
قال العلماء: والفرق بين الخشية والخوف: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف، وإن لم يكن المخوف عظيماً، ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلاً.
والحاصل: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف يكون من نقص الخائف،ولهذا بعض الناس يخاف من لاشيء لأنه رعديد يعني جبان ولهذا يضرب المثل بالرجل يخاف من ظلاله، ولكن قد يقال: خِفِ الله.
"فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"[ آل عمران: 175]
وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ فَالزَمْ خَشْيَةَ الله في السِّرِ والْعَلَنِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ مَنْ يَخْشى الله تَعالى وَما يَخْشاهُ إِلاّ عالِمٍ، إِذَنْ فَخَيْرُ الْبَرِيَّةِ هُوَ الْعالِم، وَلا يَغِبْ عَنْ بالِكَ أَنَّ الْعاِلمَ لا يُعَدُّ عالِماً إِلاّ إِذا كانَ عامِلاً، وَلا يَعْمَلُ الْعالِمُ بِعِلْمِهِ إلا إِذا لَزِمَتْهُ خَشْيَةُ الله.
وَأَسْنَدَ الْخَطيبُ الْبَغْدادَيّ – رَحِمَهُ الله تَعالى- بِسَنَدٍ فيه لَطيفَةٍ إِسْنادِيَّةٍ بِرِوايَةِ آباءٍ تِسْعَة، فَقال: أَخْبَرَنا أَبو الْفَرَجْ عَبْدِ الوَّهاب بن عَبْدِ الْعَزيز بن الْحارِثِ بن أسَد بن اللَّيْثِ بنْ سُلَيْمان بن الأّسْوَدِ بن سُفْيانٍ بن زَيْدٍ ابْنِ أُكَيْنَةَ بن عَبْدِ الله التَّميمي من حفظه؛ قال: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أبِي يَقُول: سَمِعْتُ عَلِيّ بنْ أَبي طالِبٍ يَقول: (هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجابَهُ، وَإِلا ارْتَحَلْ)وَهذا اللَّفْظُ بِنَحْوِهِ مَرْوِيٌّ عَنْ سُفْيانِ الثَّوْرِيِّ رَحِمُه الله تَعالى- ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

قوله: (لا يعد عالماً) يعني عالماً ربانياً، وأما كونه عالماً ضد الجاهل، فهذا يُقال، إن الذي ألف (المنجد) رجل نصراني وفيه من معرفة اللغة العربية الشيء الكثير، وإن كان فيه غلطات كثيرة وأشياء تؤخذ عليه من الناحية الدينية، لكن العالم الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني، لأنه يربي نفسه أولاً، ثم يربي غيره ثانياً.
(هتف العلم...) إذاً لابد من العمل بما علم، لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول ما تسعر بهم النار يوم القيامة.

وعالم بعلمه لم يعملاً معذبٌ من قبل عباد الوثن

هذه واحدة، إذا لم يعمل بعلمه، أورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"

[ المائدة: 13]

وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي، قد يكون بمعنى ينسونه ذهنيًّاً، أو بمعنى ينسونه: يتركونه، لأن النسيان في اللغة العربية يُطلق بمعنى الترك.أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدىً .قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى" [ محمد: 17]

ويزيده تقوى، ولهذا قال: "وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" إذا عمل بعلمه ورثه الله تعالى علم مالم يعلم، ولهذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
وتُروى هذه اللفظة: العلم يهتف بالعمل – يعني يدعوه- فإن أجابه وإلا ارتحل –أي العلم -، وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم تذكرته كلما عملت.
وأضرب لكم مثلا برجل عرف صفة الصلاة من السنة وصار يعمل بها كلما صلى
هل ينسى ما علم؟ لا ينسى، لأنه تكرر، لكن لو ترك العمل به نسي، وهذا دليل محسوس على أن العمل بالعلم يوجب ثبات العلمولا ينساه.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 4- دَوامَ الْمُراقَبَةِ:
التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ.]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه.
يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"[ المائدة: 6]

يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم.

وقوله: (يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر) هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟

الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه.
ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان.

ومنهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه).

ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

والذي أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال، وأن أقرب الأقوال في ذلك: أنه إذا عمل خيراً فيغلب جانب الرجاء، وإذا همَّ بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.
إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين، الإجابة: الأولى.
إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد: التمني رأس مال المفاليس- الي ماعندهم شيء-.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 5- خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء:
تَحَلَّ بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ، وَالتَّواضُعِ لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ الْوَقارِ، وَالرَّزانَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّمِ لِعَزَّةِ الْعِلْمِ، ذَليلاً لِلْحَقِّ. ]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~

قوله: (تحلَّ بآداب النفس..) لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد، وصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع للحق بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً.
وقوله: (سكون الطائر، من الوقار..) هذه أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في معاملته للناس وألا يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم,

وقوله: (متحملاً ذل التعلم لعزة العلم) هذا جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب، فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛ فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْلَغاً ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم، وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله بها على العبد، ربما يحدث له فيها خيلاء.
والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث: (من جرَّ ثوبه خيلاء...)
فالإعجاب يكون بالقلب فقط. فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء.

وقوله: (فإنه نفاق وكبرياء) أما كونه (كبرياء) فواضح، وأما كونه: (نفاق) فلأن الإنسان يُظهربمظهر أكبر من حجمه الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو ليس كذلك.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في تَرْجَمْةِ عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ إِذا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ عَنْ ذلكَ؟ فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي.
قُلْتُ: يُمْسِكُها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْخُيَلاءِ، وَهذا الْعارِضُ عَرض لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى-.
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ وَالْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ دونَكَ كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ كِبرٍ، وَعُنْوانُ حِرْمانٍ.

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي ]] ҉*

شموخ الهمه
10-11-09, 03:12 PM
*҉[[ وَهؤلاءِ هُمْ (أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَماعَةِ)، الْمُتَّبِعونَ آثارَ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ كَما قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ الله تَعالى- : [ وَأَهْلُ السُّنَةِ: نَقاوَةُ الْمُسْلِمينَ، وَهُمْ خَيْرُ النّاسِ للنّاسِ]. فَالزَمِ السَّبيلَ." وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "[ سورة الأنعام:153]] ҉*

||| الــشــــــــرح }~


اعلم أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوِّضة ومؤوِّلة، وجعلوا الأشاعرة، والماتريدية، وأشباهمم من أهل السنة، وجعلوا المفوِّضة هم السلف، فأخطؤوا في فهم السلف وفي منهجهم، لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع، والإلحاد)، واستدل بذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات، جاءنا الفلاسفة وقالوا: أنتم جهال، ونحن الذين عندنا العلم، ثم يتكلموا بما يريدون، وقالوا: إن المراد بالنص كذا وكذا، ومعلوم أن معنىً للنص خيرٌ من توقفٍ فيه وأنه ليس له معنىً.
فانتبهوا لهذا، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم.

ثم يقول – من العجب العجاب- طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
سبحان الله !! وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الهلف أعلم وأحكم؟ وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك، لأن شخصاً يقول: هذا النص له معنىً وأنا أؤمن به، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: لا أدري، فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة، فهذا تناقض عظيم، ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة: أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم.

ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف، فنطالع الكتب المؤلفة في ذلك، كـ (سير أعلام النبلاء)، وغيرها حتى نعرف طريقهم، ونسلك هذا المنهج القويم.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ 3- مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى:
التَّحَلّي بِعِمارَةِ الظّاهِرِ وَالْباطِنِ بِخَشْيَةِ الله تَعالى؛ مُحافِظاً عَلى شَعائِر الإسْلامِ، وَإِظْهارِ السُّنَةِ وَنَشْرِها بِالْعَمَلِ بِها وَالدَّعْوَةِ إِلَيْها؛ دالاًّ عَلى الله بِعِلْمِكَ وَسَمْتِكَ وَعَمَلِكَ، مُتَحَلِياًّ بِالرُّجولَةِ، وَالْمُساهَلَةِ، وَالسَّمَتِ الصَالِحِ. وَمَلاكُ ذلكَ خَشْيَةُ الله تَعالى، وَلِهذا قالَ الإمامُ أَحْمَد – رَحِمَهُ الله تَعالى- : (أَصْلُ الْعِلْمِ خَشَيْةُ الله تَعالى) ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~


وهذا الذي قاله الإمام أحمد صحيح: أصل العلم خشية الله، وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم، ولهذا قال الله تعالى : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
[فاطر: 28]
فالإنسان إذا علم الله عزوجل حق العلم، وعرفه حق المعرفة، فلا بد أن يكون في قلبه خشية الله؛ لأنه إذا علم ذلك علم عن رب عظيم عن رب قوي عن رب قاهر عن رب عالم بما يسر ويخفي الإنسان، فتجده يقوم بطاعة الله عزَّ وجلَّ أتم قيام : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
قال العلماء: والفرق بين الخشية والخوف: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف، وإن لم يكن المخوف عظيماً، ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلاً.
والحاصل: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف يكون من نقص الخائف،ولهذا بعض الناس يخاف من لاشيء لأنه رعديد يعني جبان ولهذا يضرب المثل بالرجل يخاف من ظلاله، ولكن قد يقال: خِفِ الله.
"فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"[ آل عمران: 175]
وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ فَالزَمْ خَشْيَةَ الله في السِّرِ والْعَلَنِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ مَنْ يَخْشى الله تَعالى وَما يَخْشاهُ إِلاّ عالِمٍ، إِذَنْ فَخَيْرُ الْبَرِيَّةِ هُوَ الْعالِم، وَلا يَغِبْ عَنْ بالِكَ أَنَّ الْعاِلمَ لا يُعَدُّ عالِماً إِلاّ إِذا كانَ عامِلاً، وَلا يَعْمَلُ الْعالِمُ بِعِلْمِهِ إلا إِذا لَزِمَتْهُ خَشْيَةُ الله.
وَأَسْنَدَ الْخَطيبُ الْبَغْدادَيّ – رَحِمَهُ الله تَعالى- بِسَنَدٍ فيه لَطيفَةٍ إِسْنادِيَّةٍ بِرِوايَةِ آباءٍ تِسْعَة، فَقال: أَخْبَرَنا أَبو الْفَرَجْ عَبْدِ الوَّهاب بن عَبْدِ الْعَزيز بن الْحارِثِ بن أسَد بن اللَّيْثِ بنْ سُلَيْمان بن الأّسْوَدِ بن سُفْيانٍ بن زَيْدٍ ابْنِ أُكَيْنَةَ بن عَبْدِ الله التَّميمي من حفظه؛ قال: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أبِي يَقُول: سَمِعْتُ عَلِيّ بنْ أَبي طالِبٍ يَقول: (هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجابَهُ، وَإِلا ارْتَحَلْ)وَهذا اللَّفْظُ بِنَحْوِهِ مَرْوِيٌّ عَنْ سُفْيانِ الثَّوْرِيِّ رَحِمُه الله تَعالى- ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

قوله: (لا يعد عالماً) يعني عالماً ربانياً، وأما كونه عالماً ضد الجاهل، فهذا يُقال، إن الذي ألف (المنجد) رجل نصراني وفيه من معرفة اللغة العربية الشيء الكثير، وإن كان فيه غلطات كثيرة وأشياء تؤخذ عليه من الناحية الدينية، لكن العالم الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني، لأنه يربي نفسه أولاً، ثم يربي غيره ثانياً.
(هتف العلم...) إذاً لابد من العمل بما علم، لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول ما تسعر بهم النار يوم القيامة.

وعالم بعلمه لم يعملاً معذبٌ من قبل عباد الوثن

هذه واحدة، إذا لم يعمل بعلمه، أورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى:
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"

[ المائدة: 13]

وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي، قد يكون بمعنى ينسونه ذهنيًّاً، أو بمعنى ينسونه: يتركونه، لأن النسيان في اللغة العربية يُطلق بمعنى الترك.أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدىً .قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى" [ محمد: 17]

ويزيده تقوى، ولهذا قال: "وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" إذا عمل بعلمه ورثه الله تعالى علم مالم يعلم، ولهذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
وتُروى هذه اللفظة: العلم يهتف بالعمل – يعني يدعوه- فإن أجابه وإلا ارتحل –أي العلم -، وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم تذكرته كلما عملت.
وأضرب لكم مثلا برجل عرف صفة الصلاة من السنة وصار يعمل بها كلما صلى
هل ينسى ما علم؟ لا ينسى، لأنه تكرر، لكن لو ترك العمل به نسي، وهذا دليل محسوس على أن العمل بالعلم يوجب ثبات العلمولا ينساه.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 4- دَوامَ الْمُراقَبَةِ:
التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ.]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه.
يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"[ المائدة: 6]

يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم.

وقوله: (يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر) هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟

الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه.
ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان.

ومنهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه).

ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

والذي أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال، وأن أقرب الأقوال في ذلك: أنه إذا عمل خيراً فيغلب جانب الرجاء، وإذا همَّ بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.
إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين، الإجابة: الأولى.
إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد: التمني رأس مال المفاليس- الي ماعندهم شيء-.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 5- خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء:
تَحَلَّ بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ، وَالتَّواضُعِ لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ الْوَقارِ، وَالرَّزانَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّمِ لِعَزَّةِ الْعِلْمِ، ذَليلاً لِلْحَقِّ. ]] ҉*



||| الــشــــــــرح }~

قوله: (تحلَّ بآداب النفس..) لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد، وصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع للحق بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً.
وقوله: (سكون الطائر، من الوقار..) هذه أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في معاملته للناس وألا يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم,

وقوله: (متحملاً ذل التعلم لعزة العلم) هذا جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب، فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛ فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْلَغاً ]] ҉*


||| الــشــــــــرح }~

الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم، وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله بها على العبد، ربما يحدث له فيها خيلاء.
والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث: (من جرَّ ثوبه خيلاء...)
فالإعجاب يكون بالقلب فقط. فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء.

وقوله: (فإنه نفاق وكبرياء) أما كونه (كبرياء) فواضح، وأما كونه: (نفاق) فلأن الإنسان يُظهربمظهر أكبر من حجمه الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو ليس كذلك.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في تَرْجَمْةِ عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ إِذا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ عَنْ ذلكَ؟ فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي.
قُلْتُ: يُمْسِكُها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْخُيَلاءِ، وَهذا الْعارِضُ عَرض لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى-.
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ وَالْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ دونَكَ كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ كِبرٍ، وَعُنْوانُ حِرْمانٍ.

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي ]] ҉*

شموخ الهمه
11-11-09, 08:23 PM
« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


داء الجبابرة وهو (الكبر) وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال: (الكبر بطر الحق، وغمط الناس). وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم.


وقوله: (إن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عُصى الله به) يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عزوجل هو الشيطان حين أمره الله تبارك وتعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، أبى واستكبر وقال: "أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا"[ الإسراء: 611]

وقال: "هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ"[ الإسراء: 62]

وقال: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"[ الأعراف: 12]


فقوله: (أول ذنب عُصى الله به) يعني باعتبار ما نعلم، وإلا فإن الله تعالى قال للملائكة:" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"[ البقرة: 30]


قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة من قبل آدم وبنيه، وكانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.


ثم ذكر أمثلة، قال: (تطاولك على معلمك كبرياء) التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت، وكذلك أيضاً استكبارك عما يفيدك من علوم كبرياء، وهذا يقع أيضاً لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستكبر ولا يقبل.


وقوله: (تقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان) نسأل الله العافية، هذا نوع من الكبر، ألاّ تعمل بالعلم.


وقوله: ( العلم حرب للفتى المتعالي) يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له، (كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ فَالزَمْ – رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ.. وَنَحْوِ ذلكَ مِنْ آفاتِ الْعِلْمِ الْقاتِلَةِ لَهُ، الْمُذْهِبَةِ لِهَيْبَتِهِ، الْمُطْفِئَةِ لنِورِهِ، وَكُلَّما ازْدَدَتْ عِلْماً أَوْ رِفْعَةً في وِلايَةٍ، فَالزَمْ ذلكِ؛ تَحْرُزْ سَعادَةً عُظْمى، وَمَقاماً يُغْبِطُكَ عَلَيْهِ النّاسُ، وَعَنْ عَبْدِ الله بن الإِمام الْحُجَّة الرّاوِيَةِ في الْكُتُبِ السِّتَةِ بَكْرٍ بن عَبْدِ الله الْمُزْنّي- رَحِمَهُما الله تَعالى- قال:
سَمِعْتُ إنْساناً يُحدِّث عَنْ أَبي، أَنَّهُ كانَ واقِفاً بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقال: (لَوْلا أَنّي فيهمْ؛ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ)، خَرَّجَهُ الذَّهْبِيِّ، ثُمَّ قال: (قُلْتُ: كَذلِكَ يَنْبَغي لِلْعَبْدِ أَنْ يُزْري عَلى نَفْسِهِ وَيَهْضُمُها). ] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




وهذه العبارات التي تطلق عن السلف، مثل هذا يريدون به التواضع، وليسوا يريدون أنهم يُغَلِّبون جانب سوء الظن بالله عزوجل أبداً، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا وحذروا وجرت منهم هذه الكلمات، وإلا فإن الأولى للإنسان أن يُحسن الظن بالله ولا سيما في هذا المقام، في مقام عرفة الذي هو مقام تضرع إلى الله عزوجل ومقام استغفار، ويقول مثلاً: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي لأني أسأله المغفرة، والله تعالى يقول:


" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[غافر: 60]


لكن تظهر هذه العبارات من السلف من باب التواضع وسوء الظن بالنفس لا بالله عزَّ وجل.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ - الْقَناعَةُ وَالزَّهادَة:
التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ: (الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَنِ الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس"] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون من الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجد يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم.


قال: (وحقيقة الزهد...) كأنه أراد بالزهد هنا الورع، لأن هناك ورعاً وزهداً.
والزهد أعلى مقاماً من الورع، لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، بينهما فرق.
الفرق الذي بينهما: المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع، فالوَرِع لا يتحاشاها، والزاهِد يتحاشاها ويتركها، لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وَيُؤْثرُ عَنِ الإِمامِ الشّافِعّي- رَحِمَهُ الله تَعالى- :
لَوْ أَوْصى إِنْسانٌ لأَعْقَلِ النّاسِ؛ صُرِفَ إِلى الزُّهادِ.] *-৲.ღ˛





« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




الله أكبر !! يعني في الوصية لو قال: أوصيت لأعقل الناس،يُصرف لمن؟ إلى الزهاد، لأن الزهاد هم أعقل الناس، حيث تجنبوا مالا ينفعهم في الآخرة، وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العُرف، فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به الزهاد، وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال:
“قد صنفت كتاباً في البيوع”(4).
يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


لما طلب منه ان يصنف في الزهد قال قد صنفت كتابا في البيوع لان من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال , فإن هذا هو الزاهد



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله:“لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »

هذا كلام من الشيخ الشنقيطي , وأشباهه من أهل العلم , لا يريدون بذلك تزكية النفس , إنما يريدون نفع الخلق , وأن يقتدي الناس بهم , وأن يكونوا على هذا الطريق . لأننا نعلم هذا من أحوالهم أي من أحوال العلماء , فهم أبعد الناس عن ذلك .
وهو رحمه الله كما ذكره الشيخ أبو بكر من الزهاد . اذا رأيته لا تقول الا انه رجل من أهل البعث , حتى العباءة تجد انها عباءة عادية , ولا يهتم بهندام نفسه ,رحمه الله تعالى

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[- التحلي برونق العلم:
التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.] *-৲.ღ˛






« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



إن حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، قد سبق الاشارة اليها وأنه ينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور ,


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:“كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.
وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:“حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”.

متماوت : أي ليس نشيطا في فعل الخير .
طعان :أي ساب , يطعن الناس ويسب فيهم .
رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال [1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn1):“يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




إن هذا من أحسن ما قيل في الآداب , آداب طالب العلم , أن يتجنب اللعب والعبث , الا ما جاء بالشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله ,وفي وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة ,فهذا لا باس به

والعبث هو ان يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له . كذلك التبذل في المجالس , بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس , اما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون , اما امام العامة فإياك ان تفتح باب الامتهان على نفسك فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس , فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 08:23 PM
« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


داء الجبابرة وهو (الكبر) وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال: (الكبر بطر الحق، وغمط الناس). وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم.


وقوله: (إن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عُصى الله به) يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عزوجل هو الشيطان حين أمره الله تبارك وتعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، أبى واستكبر وقال: "أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا"[ الإسراء: 611]

وقال: "هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ"[ الإسراء: 62]

وقال: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"[ الأعراف: 12]


فقوله: (أول ذنب عُصى الله به) يعني باعتبار ما نعلم، وإلا فإن الله تعالى قال للملائكة:" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"[ البقرة: 30]


قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة من قبل آدم وبنيه، وكانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.


ثم ذكر أمثلة، قال: (تطاولك على معلمك كبرياء) التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت، وكذلك أيضاً استكبارك عما يفيدك من علوم كبرياء، وهذا يقع أيضاً لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستكبر ولا يقبل.


وقوله: (تقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان) نسأل الله العافية، هذا نوع من الكبر، ألاّ تعمل بالعلم.


وقوله: ( العلم حرب للفتى المتعالي) يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له، (كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ فَالزَمْ – رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ.. وَنَحْوِ ذلكَ مِنْ آفاتِ الْعِلْمِ الْقاتِلَةِ لَهُ، الْمُذْهِبَةِ لِهَيْبَتِهِ، الْمُطْفِئَةِ لنِورِهِ، وَكُلَّما ازْدَدَتْ عِلْماً أَوْ رِفْعَةً في وِلايَةٍ، فَالزَمْ ذلكِ؛ تَحْرُزْ سَعادَةً عُظْمى، وَمَقاماً يُغْبِطُكَ عَلَيْهِ النّاسُ، وَعَنْ عَبْدِ الله بن الإِمام الْحُجَّة الرّاوِيَةِ في الْكُتُبِ السِّتَةِ بَكْرٍ بن عَبْدِ الله الْمُزْنّي- رَحِمَهُما الله تَعالى- قال:
سَمِعْتُ إنْساناً يُحدِّث عَنْ أَبي، أَنَّهُ كانَ واقِفاً بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقال: (لَوْلا أَنّي فيهمْ؛ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ)، خَرَّجَهُ الذَّهْبِيِّ، ثُمَّ قال: (قُلْتُ: كَذلِكَ يَنْبَغي لِلْعَبْدِ أَنْ يُزْري عَلى نَفْسِهِ وَيَهْضُمُها). ] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




وهذه العبارات التي تطلق عن السلف، مثل هذا يريدون به التواضع، وليسوا يريدون أنهم يُغَلِّبون جانب سوء الظن بالله عزوجل أبداً، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا وحذروا وجرت منهم هذه الكلمات، وإلا فإن الأولى للإنسان أن يُحسن الظن بالله ولا سيما في هذا المقام، في مقام عرفة الذي هو مقام تضرع إلى الله عزوجل ومقام استغفار، ويقول مثلاً: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي لأني أسأله المغفرة، والله تعالى يقول:


" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[غافر: 60]


لكن تظهر هذه العبارات من السلف من باب التواضع وسوء الظن بالنفس لا بالله عزَّ وجل.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ - الْقَناعَةُ وَالزَّهادَة:
التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ: (الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَنِ الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس"] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون من الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجد يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم.


قال: (وحقيقة الزهد...) كأنه أراد بالزهد هنا الورع، لأن هناك ورعاً وزهداً.
والزهد أعلى مقاماً من الورع، لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، بينهما فرق.
الفرق الذي بينهما: المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع، فالوَرِع لا يتحاشاها، والزاهِد يتحاشاها ويتركها، لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وَيُؤْثرُ عَنِ الإِمامِ الشّافِعّي- رَحِمَهُ الله تَعالى- :
لَوْ أَوْصى إِنْسانٌ لأَعْقَلِ النّاسِ؛ صُرِفَ إِلى الزُّهادِ.] *-৲.ღ˛





« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




الله أكبر !! يعني في الوصية لو قال: أوصيت لأعقل الناس،يُصرف لمن؟ إلى الزهاد، لأن الزهاد هم أعقل الناس، حيث تجنبوا مالا ينفعهم في الآخرة، وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العُرف، فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به الزهاد، وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال:
“قد صنفت كتاباً في البيوع”(4).
يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


لما طلب منه ان يصنف في الزهد قال قد صنفت كتابا في البيوع لان من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال , فإن هذا هو الزاهد



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله:“لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.] *-৲.ღ˛


« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »

هذا كلام من الشيخ الشنقيطي , وأشباهه من أهل العلم , لا يريدون بذلك تزكية النفس , إنما يريدون نفع الخلق , وأن يقتدي الناس بهم , وأن يكونوا على هذا الطريق . لأننا نعلم هذا من أحوالهم أي من أحوال العلماء , فهم أبعد الناس عن ذلك .
وهو رحمه الله كما ذكره الشيخ أبو بكر من الزهاد . اذا رأيته لا تقول الا انه رجل من أهل البعث , حتى العباءة تجد انها عباءة عادية , ولا يهتم بهندام نفسه ,رحمه الله تعالى

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[- التحلي برونق العلم:
التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.] *-৲.ღ˛






« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



إن حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، قد سبق الاشارة اليها وأنه ينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور ,


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:“كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.
وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:“حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”.

متماوت : أي ليس نشيطا في فعل الخير .
طعان :أي ساب , يطعن الناس ويسب فيهم .
رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال [1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn1):“يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




إن هذا من أحسن ما قيل في الآداب , آداب طالب العلم , أن يتجنب اللعب والعبث , الا ما جاء بالشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله ,وفي وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة ,فهذا لا باس به

والعبث هو ان يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له . كذلك التبذل في المجالس , بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس , اما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون , اما امام العامة فإياك ان تفتح باب الامتهان على نفسك فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس , فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 08:24 PM
..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
وعن الأحنف بن قيس قال:“جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”.[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn2) ] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



الله المستعان , صحيح , هذا يشغل عن طلب العلم , مثل ان يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملئت البطن , وما أشبه ذلك , لا داعي له ,او يتكلم بما يتعلق بالنساء .
اما اذا كان يتكلم بما يكون بينه وبين أهله , فذلك من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ....
الرجل يكون مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل ,.




سؤال : ما حكم كرة القدم ؟
كرة القدم لا بأس فيه , بشرط ان يكون اللباس ساترا لما يحرم النظر اليه , والا تلهي عن واجب , والا تشتمل على سب وشتم , والا تكون طول النهار , يلعب طول النهار ؟ فقط للترفيه عن نفسه , وكرة القدم لا شك أنها تنشط البدن وتقويه , وهذا مفيد لطالب العلم .




سؤال : اذا قام طالب العلم يسأل شيخه وأومأ بيديه أو تحرك أكثر من اللازم, ما الحكم؟
اذا كان من عادته تحريك اليدين أثناء الحديث , يعني بعض الناس يتكلم بيديه أكثر مما يتكلم بلسانه , فلا بأس ان شاء الله .وإلا لا يجادل استاذه ويقول : لوكان كذا أو كذا , ويحرك يديه .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء:“ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn3).] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »

يقول رحمه الله :المحدَّث : يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لان النبي صلى الله عليه وسلم قال :ان يك فيكم محدثون فعمر
والمراد الملهم :الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .

وقد أشكل هذا على بعض العلماء , حيث قالوا ان هذا يقتضي أنه أثروا الصحابة, لانه قال : ان يك فيكم محدثون فعمر .
لكن أجاب عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الاصابة بواسطة ,
اما ابو بكر قيتلقاها بلا واسطة.
وعلى هذا يكون أفضل من عمر , ومن رأى تصرف ابو بكر رضي الله عنه في مواطن الشدة ,علم أنه أقرب الى الصواب من عمر .


ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين قريش , وراجع عمر فيه رسول عليه الصلاة والسلام , وأجابه ,ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف .


وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفير جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , كل هذا يدل على ان ابا بكر أصوب رأيا من عمر .


لكن الذي أظهر عمر رضي الله عنه , هو طول خلافته , وتفرغه لأمور المسلمين العامة والخاصة , فكان مشتهرا بذلك رضي الله عنه .


ولهذا نحن نقول , أيهما أكثر رواية للحديث أبو هريرة أم أبو بكر ؟
طبعا أبو هريرة , هل يعني ذلك أن أبو هريرة أكثر تلقيا للحديث من ابو بكر ؟
لا , ابو بكر لم يحدث بما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام , والا فإن ابو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم .,صيفا وشتاء , ليلا ونهارا , سفرا وإقامة .


فهو أكثر الناس تلقيا عنه , وأعلم الناس بأحواله , لكن لم يتفرغ ليجلس الى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم .



الحاصل : بهذا يتبين لنا الجواب عن الحديث ) ان يك فيكم محدثون فعمر .)


يقول في الكتاب الذي كتبه الى ابي موسى في القضاء : من تزين بما ليس فيه شانه الله .



الله أكبر .. هذا حقيقة , اذا تزين الانسان بأنه طالب علم , وقام ي رب الجبلين نعضهما ببعض , وكلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا وحرام وهذا فرض عين وهذا فرض كفاية ......وقام يفصل ويجمل , ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين انه ليس (.....)


وكذلك من أظهر للناس انه عابد , فلا بد أن يكشفه الله عز وجل , أعاذنا الله وإياكم من الرياء .


ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خانها تخفى على الناس تعلن .
ومهما يكتم الناس فالله يعلمه , وسيفضح من لا يعمل من أجله .
فهذه العبارة من عمر زن بها جميع أعمالك , " من تزين بما ليس فيه شانه الله "

قال الشيخ بكر أبو زيد : وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله .
شرحه ابن القيم في كتاب : اعلام الموطئين .شرحا طويل طويلا .., حتى تقول ان جميع الكتاب الذي هو ثلاث مجلدات كبار كان شرحا لهذا الحديث .

وان لم يكن شرحا لالفاظه , لكنه شرح لألفاظه بوجه , وشرح لكلماته ومعانيه وحكمه .
لذا اشار بكر ابو زيد الى ان ننظر الى هذا الشرح .


************************************************


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 08:24 PM
..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
وعن الأحنف بن قيس قال:“جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”.[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn2) ] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



الله المستعان , صحيح , هذا يشغل عن طلب العلم , مثل ان يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملئت البطن , وما أشبه ذلك , لا داعي له ,او يتكلم بما يتعلق بالنساء .
اما اذا كان يتكلم بما يكون بينه وبين أهله , فذلك من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ....
الرجل يكون مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل ,.




سؤال : ما حكم كرة القدم ؟
كرة القدم لا بأس فيه , بشرط ان يكون اللباس ساترا لما يحرم النظر اليه , والا تلهي عن واجب , والا تشتمل على سب وشتم , والا تكون طول النهار , يلعب طول النهار ؟ فقط للترفيه عن نفسه , وكرة القدم لا شك أنها تنشط البدن وتقويه , وهذا مفيد لطالب العلم .




سؤال : اذا قام طالب العلم يسأل شيخه وأومأ بيديه أو تحرك أكثر من اللازم, ما الحكم؟
اذا كان من عادته تحريك اليدين أثناء الحديث , يعني بعض الناس يتكلم بيديه أكثر مما يتكلم بلسانه , فلا بأس ان شاء الله .وإلا لا يجادل استاذه ويقول : لوكان كذا أو كذا , ويحرك يديه .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء:“ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn3).] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »

يقول رحمه الله :المحدَّث : يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لان النبي صلى الله عليه وسلم قال :ان يك فيكم محدثون فعمر
والمراد الملهم :الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .

وقد أشكل هذا على بعض العلماء , حيث قالوا ان هذا يقتضي أنه أثروا الصحابة, لانه قال : ان يك فيكم محدثون فعمر .
لكن أجاب عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الاصابة بواسطة ,
اما ابو بكر قيتلقاها بلا واسطة.
وعلى هذا يكون أفضل من عمر , ومن رأى تصرف ابو بكر رضي الله عنه في مواطن الشدة ,علم أنه أقرب الى الصواب من عمر .


ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين قريش , وراجع عمر فيه رسول عليه الصلاة والسلام , وأجابه ,ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف .


وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفير جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , كل هذا يدل على ان ابا بكر أصوب رأيا من عمر .


لكن الذي أظهر عمر رضي الله عنه , هو طول خلافته , وتفرغه لأمور المسلمين العامة والخاصة , فكان مشتهرا بذلك رضي الله عنه .


ولهذا نحن نقول , أيهما أكثر رواية للحديث أبو هريرة أم أبو بكر ؟
طبعا أبو هريرة , هل يعني ذلك أن أبو هريرة أكثر تلقيا للحديث من ابو بكر ؟
لا , ابو بكر لم يحدث بما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام , والا فإن ابو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم .,صيفا وشتاء , ليلا ونهارا , سفرا وإقامة .


فهو أكثر الناس تلقيا عنه , وأعلم الناس بأحواله , لكن لم يتفرغ ليجلس الى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم .



الحاصل : بهذا يتبين لنا الجواب عن الحديث ) ان يك فيكم محدثون فعمر .)


يقول في الكتاب الذي كتبه الى ابي موسى في القضاء : من تزين بما ليس فيه شانه الله .



الله أكبر .. هذا حقيقة , اذا تزين الانسان بأنه طالب علم , وقام ي رب الجبلين نعضهما ببعض , وكلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا وحرام وهذا فرض عين وهذا فرض كفاية ......وقام يفصل ويجمل , ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين انه ليس (.....)


وكذلك من أظهر للناس انه عابد , فلا بد أن يكشفه الله عز وجل , أعاذنا الله وإياكم من الرياء .


ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خانها تخفى على الناس تعلن .
ومهما يكتم الناس فالله يعلمه , وسيفضح من لا يعمل من أجله .
فهذه العبارة من عمر زن بها جميع أعمالك , " من تزين بما ليس فيه شانه الله "

قال الشيخ بكر أبو زيد : وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله .
شرحه ابن القيم في كتاب : اعلام الموطئين .شرحا طويل طويلا .., حتى تقول ان جميع الكتاب الذي هو ثلاث مجلدات كبار كان شرحا لهذا الحديث .

وان لم يكن شرحا لالفاظه , لكنه شرح لألفاظه بوجه , وشرح لكلماته ومعانيه وحكمه .
لذا اشار بكر ابو زيد الى ان ننظر الى هذا الشرح .


************************************************


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 08:41 PM
||| المتن }~
۩ღ۩{{ 8" - تحل بالمروءة[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn4):
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. }}۩ღ۩


,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم . يقول التحلي بالمروءة , فما هي المروءة ؟
حتى الفقهاء رحمهم الله , في كتاب الشهادات , قالوا :هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يجلسه ويشينه .

كل شي يجملك عند الناس ويزينك ويكون سببا للثناء عليك , فهو مروءة , وان لم يكن من العبادات , وكل شئ بالعكس فهو خلاف المروءة .

ثم ضرب لهذا مثلا ,فقال من مكارم الأخلاق , فما هو كرم الخلق ؟
ان يكون الانسان دائما متسامحا , او ان يتسامح في موضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة .

ولهذا جاء دين الاسلام وسطا بين التسامح الذي تضيع فيه الحقوق , وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور .

فنضرب مثلا بالقصاص : وهو قتل النفس بالنفس , يذكر ان بني اسرائيل انقسمت شرائعهم بالقصاص الى قسمين :

** قسم أوجب القتل ,ولا خيار لأولياء المقتول فيه , وهي شريعة التوراة .لان شريعة التوراة تميل الى الغلظة والشدة .
** وقسم آخر أوجب العفو ,وقالوا انه اذا قتل الانسان عمدا فالواجب على أولياؤه التسامح .
هكذا نقرأ بالكتب المنقولة , والا فالأصل ان الشريعة هي شريعة التوراة ,

وقد قال الله تعالى : { وقد كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس }
لكن هذا فيما ينقل عن بني اسرائيل نسمع هذا .
فجاء دين الاسلام وسطا وجعل الخيار لأولياء المقتول , ان شاؤوا اقتصوا ولهم الحق , وان شاؤوا عفوا مجانا , وان شاؤوا أخذوا الدية .

ومعلوم ان كل عاقل يخير في مثل هذه الأمور , سيختار ما فيه المصلحة العامة , يقدمها على كل شئ .
مثلا اذا كان هذا الرجل شريرا وأولياء المقتول يحبون المال وطلبوا الدية , نقول ان هذا ليس من الحكمة , انظر الى المصلحة العامة , وانتم اذا تركتم شيئا لله عوضكم الله خير منه .
اقتلوا هذا القاتل . ولهذا اوجب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تبعا للامام مالك , اوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا اولياء المقتول , حتى لو كان له صغار , فانه يجب أن يقتل ,لان قتل غيلة لا يمكن التخلص منه . الانسان في قتل الغيلة لا يمكن ان يدافع عن نفسه , والمغتال مفسد في الارض ,( وانما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ....)

إذن , مكارم الاخلاق ما هي ؟؟؟
هي ان يتخلق الانسان بالاخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والاحسان , فيأخذ بالحزم في موضع الحزم , وباللين واليسر في موضع اللين .

** أيضا طلاقة الوجه : من مكارم الاخلاق , ولكن هل أطلق وجهي لأي انسان حتى لو كان من أجرم المجرمين ؟؟
طبعا على حسب الحال , اطلق الوجه في ستة من تسعة : أي ثلثين الى ثلث .

لتكن سيمتك طلاقة الوجه , هذه أحسن شئ , تجذب الناس الى نفسك , ويحبوك , ويفضوا اليك ما يستطيعون من أسرارهم .
لكن اذا كنت عبوسا , تعض على شفتك السفلى , فإن الناس يهابونك , ولا يستطيعون التكلم معك .
لكن اذا اقتضت الحال الى ان لا تطلق الوجه , فافعل . ولهذا لا يلام الانسان على العبوسة ذم مطلقا , ولا على اطلاق الوجه مدحا مطلقا .

** افشاء السلام : أي نشره وإدخاله على كل من يستحق ان يسلم عليه , على كل مسلم وان كان عاصيا , او زانيا او شاربا للخمر او مرابيا ....., فإنه مسلم .

لقول النبي عليه الصلاة والسلام :لا يحل لمؤمن ان يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث ........وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .

فإن فعل المسلم منكرا ,ولاسيما ان يكون منكرا عظيما يخشى منه ان يتفكك المجتمع الاسلامي , فهذا واجب هجره ان نفع, وانما أقول لقصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف في غزوة تبوك , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجره , فهجره الناس وصاروا لا يتكلمون معه , حتى انه ذات يوم تسور حديقة ابي قتادة رضي الله عنه , وهو ابن عمه وأحب الناس اليه , فسلم على ابي قتادة فلم يرد عليه السلام , سلم ثانية فلم يرد عليه , سلم ثالثة فلم يرد عليه , فقال : أنشدك الله , هل تعلم اني احب ظهر رسولك ,


( يعني كيف تهجرني وان احب الله ورسوله ) ألم تعلم ؟؟؟... فلم يرد عليه .
قال : الله ورسوله أعلم . لان النبي عليه الصلاة والسلام أمره بذلك , ولو أمرهم أن يفعلوا اكبر من ذلك لفعلوا .

تصوروا يا إخوان انه يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ويلقي عليه السلام فيقول : لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أو لا .

الا أن الرسول الكريم يحب كعبا , لانه اذا قام يصلي فان الرسول ينظر اليه .

فهل هذا الهجر الذي وقع من الصحابة لكعب بن مالك أثر أم لا ؟
نعم أثر ... رجوعا عظيما الى الله عز وجل , حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم , وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه , وظنوا أي أيقنوا ,لجؤوا الى الله , ففرج عنهم .
فهذا الهجر اثر تأثيرا عظيما , حصل فيه مصلحة عظيمة , تتلى قصتهم في كتاب الله عز وجل , يقرؤها المسلمون كلهم في صلواتهم وخلواتهم .


وفيها ايضا محنة عظيمة لكعب , جاءهم كتاب من الملك غسان , قال له :
انه بلغنا أن صاحبك قد قلاك , فالحق بنا نواسك , ( يعني تعال الينا نجعلك مثلنا ) (وكأنه يشير الى ان يجعله ملك )

فماذا فعل الصحابي كعب ؟؟؟
انظر الى هذه الفتنة العظيمة , ذهب بالورقة فسجَّر بها التنور , يعني أحرقها , كراهة لها ولما تضمنته , ولئلا تغلبه نفسه بالمستقبل حتى يجيب لهذا الطلب .




:icon57:يتبع الوجه الثاني:icon57:



[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref1) -”الجامع”(1/156).

[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref2) -”سير أعلام النبلاء”(4/94).

[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref3) -”إعلام الموقعين". (2/161-162).

[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref4) - فيها مؤلفات مفردة، انظر:”معجم الموضوعات المطروقة”(ص392).

شموخ الهمه
11-11-09, 08:41 PM
||| المتن }~
۩ღ۩{{ 8" - تحل بالمروءة[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn4):
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. }}۩ღ۩


,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم . يقول التحلي بالمروءة , فما هي المروءة ؟
حتى الفقهاء رحمهم الله , في كتاب الشهادات , قالوا :هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يجلسه ويشينه .

كل شي يجملك عند الناس ويزينك ويكون سببا للثناء عليك , فهو مروءة , وان لم يكن من العبادات , وكل شئ بالعكس فهو خلاف المروءة .

ثم ضرب لهذا مثلا ,فقال من مكارم الأخلاق , فما هو كرم الخلق ؟
ان يكون الانسان دائما متسامحا , او ان يتسامح في موضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة .

ولهذا جاء دين الاسلام وسطا بين التسامح الذي تضيع فيه الحقوق , وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور .

فنضرب مثلا بالقصاص : وهو قتل النفس بالنفس , يذكر ان بني اسرائيل انقسمت شرائعهم بالقصاص الى قسمين :

** قسم أوجب القتل ,ولا خيار لأولياء المقتول فيه , وهي شريعة التوراة .لان شريعة التوراة تميل الى الغلظة والشدة .
** وقسم آخر أوجب العفو ,وقالوا انه اذا قتل الانسان عمدا فالواجب على أولياؤه التسامح .
هكذا نقرأ بالكتب المنقولة , والا فالأصل ان الشريعة هي شريعة التوراة ,

وقد قال الله تعالى : { وقد كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس }
لكن هذا فيما ينقل عن بني اسرائيل نسمع هذا .
فجاء دين الاسلام وسطا وجعل الخيار لأولياء المقتول , ان شاؤوا اقتصوا ولهم الحق , وان شاؤوا عفوا مجانا , وان شاؤوا أخذوا الدية .

ومعلوم ان كل عاقل يخير في مثل هذه الأمور , سيختار ما فيه المصلحة العامة , يقدمها على كل شئ .
مثلا اذا كان هذا الرجل شريرا وأولياء المقتول يحبون المال وطلبوا الدية , نقول ان هذا ليس من الحكمة , انظر الى المصلحة العامة , وانتم اذا تركتم شيئا لله عوضكم الله خير منه .
اقتلوا هذا القاتل . ولهذا اوجب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تبعا للامام مالك , اوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا اولياء المقتول , حتى لو كان له صغار , فانه يجب أن يقتل ,لان قتل غيلة لا يمكن التخلص منه . الانسان في قتل الغيلة لا يمكن ان يدافع عن نفسه , والمغتال مفسد في الارض ,( وانما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ....)

إذن , مكارم الاخلاق ما هي ؟؟؟
هي ان يتخلق الانسان بالاخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والاحسان , فيأخذ بالحزم في موضع الحزم , وباللين واليسر في موضع اللين .

** أيضا طلاقة الوجه : من مكارم الاخلاق , ولكن هل أطلق وجهي لأي انسان حتى لو كان من أجرم المجرمين ؟؟
طبعا على حسب الحال , اطلق الوجه في ستة من تسعة : أي ثلثين الى ثلث .

لتكن سيمتك طلاقة الوجه , هذه أحسن شئ , تجذب الناس الى نفسك , ويحبوك , ويفضوا اليك ما يستطيعون من أسرارهم .
لكن اذا كنت عبوسا , تعض على شفتك السفلى , فإن الناس يهابونك , ولا يستطيعون التكلم معك .
لكن اذا اقتضت الحال الى ان لا تطلق الوجه , فافعل . ولهذا لا يلام الانسان على العبوسة ذم مطلقا , ولا على اطلاق الوجه مدحا مطلقا .

** افشاء السلام : أي نشره وإدخاله على كل من يستحق ان يسلم عليه , على كل مسلم وان كان عاصيا , او زانيا او شاربا للخمر او مرابيا ....., فإنه مسلم .

لقول النبي عليه الصلاة والسلام :لا يحل لمؤمن ان يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث ........وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .

فإن فعل المسلم منكرا ,ولاسيما ان يكون منكرا عظيما يخشى منه ان يتفكك المجتمع الاسلامي , فهذا واجب هجره ان نفع, وانما أقول لقصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف في غزوة تبوك , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجره , فهجره الناس وصاروا لا يتكلمون معه , حتى انه ذات يوم تسور حديقة ابي قتادة رضي الله عنه , وهو ابن عمه وأحب الناس اليه , فسلم على ابي قتادة فلم يرد عليه السلام , سلم ثانية فلم يرد عليه , سلم ثالثة فلم يرد عليه , فقال : أنشدك الله , هل تعلم اني احب ظهر رسولك ,


( يعني كيف تهجرني وان احب الله ورسوله ) ألم تعلم ؟؟؟... فلم يرد عليه .
قال : الله ورسوله أعلم . لان النبي عليه الصلاة والسلام أمره بذلك , ولو أمرهم أن يفعلوا اكبر من ذلك لفعلوا .

تصوروا يا إخوان انه يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ويلقي عليه السلام فيقول : لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أو لا .

الا أن الرسول الكريم يحب كعبا , لانه اذا قام يصلي فان الرسول ينظر اليه .

فهل هذا الهجر الذي وقع من الصحابة لكعب بن مالك أثر أم لا ؟
نعم أثر ... رجوعا عظيما الى الله عز وجل , حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم , وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه , وظنوا أي أيقنوا ,لجؤوا الى الله , ففرج عنهم .
فهذا الهجر اثر تأثيرا عظيما , حصل فيه مصلحة عظيمة , تتلى قصتهم في كتاب الله عز وجل , يقرؤها المسلمون كلهم في صلواتهم وخلواتهم .


وفيها ايضا محنة عظيمة لكعب , جاءهم كتاب من الملك غسان , قال له :
انه بلغنا أن صاحبك قد قلاك , فالحق بنا نواسك , ( يعني تعال الينا نجعلك مثلنا ) (وكأنه يشير الى ان يجعله ملك )

فماذا فعل الصحابي كعب ؟؟؟
انظر الى هذه الفتنة العظيمة , ذهب بالورقة فسجَّر بها التنور , يعني أحرقها , كراهة لها ولما تضمنته , ولئلا تغلبه نفسه بالمستقبل حتى يجيب لهذا الطلب .




:icon57:يتبع الوجه الثاني:icon57:



[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref1) -”الجامع”(1/156).

[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref2) -”سير أعلام النبلاء”(4/94).

[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref3) -”إعلام الموقعين". (2/161-162).

[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref4) - فيها مؤلفات مفردة، انظر:”معجم الموضوعات المطروقة”(ص392).

شموخ الهمه
11-11-09, 09:15 PM
http://somiah.m.googlepages.com/salam2.gif
.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
وهذه لا شك انها محنة عظيمة , حصلت من أجل هذه القصة .
الحاصل ان إفشاء السلام الاصل فيه انه عام , ولكل أحد من المسلمين , الا من جاهر بمعصية , وكان من المصلحة ان يُهجر فيُهجر .
أما غير المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .
فيحرم علينا ان نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم أن نبدؤهم بالسلام .
أما إن سلموا نرد عليهم , لقول الله تعالى :
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
فإذا قالوا : السلام عليكم , فنقول :وعليكم
لان النبي وضح لنا بأنهم يقولون : السام عليكم , لذلك نحن نرد عليهم بقولنا وعليكم .
كما جاء مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر : قال إن أهل الكتاب يقولون السام عليكم
فإذا سلموا فقولوا : وعليكم .
طيب ما يستثنى من ذلك شئ آخر ؟؟
أقصد الطلبة بعضهم مع بعض .
يعني الطالب لا يفشي السلام مع إخوانه وزملائه , لأن القلوب سليمة , والسلام تحية وبشاشة ,
وتقبل وقبول , يعني يغني ما في القلوب عن التعبير , فلا حاجة لذلك .
ما تقولون في هذا الاستثناء ؟
نعم هذا استثناء باطل ,
الطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
أيضا عند بعض الناس : يستثنى من إفشاء السلام
من خالفك في المنهج ووافقك في الهدف
الآن يوجد زمر من الناس ينتمي الى جماعة دون أخرى , لكن لا يتأنى بعضهم ان يسلم على بعض , بل بالعكس , هم متناحرون , والعياذ بالله , بالألسن بل وربما بالسوف , والله أعلم
يسبوا بعضهم بعضا وينكروا بعضهم بعض , وبعضهم يمضي أوقاتا طويلة في مجالس عديدة للقدح بالطائفة الأخرى , مع أن الهدف واحد , كل منهم يريد الوصول الى تحقيق العبادة والى الإقبال على الله , وبما يكون هناك من اهل البدع المنصرفين بمخالفة السنة , من لا يتكلمون عليهم , وهذه محنة لمسناها في بعض الزمر , التي كل منها تنحاز الى منهج معين ,فتجد بعضهم يغلِّب بعضا , وهذه محنة .
فمثل هذه الزمر يجب ان يسلموا على بعضهم البعض , وان ينصحوا بعضهم بعضا , وان يبين كل واحد لأخيه فيما هو مخطئ فيه , لتأتلف القلوب .
اما ان تضرب القلوب بعضها ببعض من أجل اختلاف في المنهج , مع اتحاد في الهدف , فهذا أمر عظيم .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
شرح الشيخ : لما ذكر انه على طالب العلم ان يتحلى بالمروءة ,قال تنكَّب خوارم المروءة :أي أبعد عن خورام المروءة , في طبع او قول او عمل : أي حاول أن تكون طباعك ملائمة للموضوع , ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل ,وليس التطبع كالطبع , لكن الانسان مع ممارسة الشئ ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , والا لو حاول الانسان ان يظهر من الاخلاق ما ليس فيه وهو ليس كذلك فإنه سيجد صعوبة , لكن مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب , فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وله أخلاق سيئة , ولما منَّ الله عليه بالهداية وطلب العلم صات أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

قوله من حرفة مهينة , او خلة رديئة : الخلة هي الخصلة , والحرفة هي كل ما يحترف به الانسان من عمل .
ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعجب , أن يعجب الانسان بنفسه , فإذا استنبط فائدة قال : ماشاء الله أنا استنبطت هذه وما احد استنبطها غيري , ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .
أما الرياء أن يرائي الناس ويتكلم بالعلوم أمامهم حتى يروا انه عالم فيقال : هذا عالم .
البطر هو رد الحق , وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء , او لمذهب من المذاهب , تجده يجادل ما يسمع ويرد الحق لأنه خلاف ما يقول .
الخيلاء هي نتيجة العجب , يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم , ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيُّ خاص بهم ؟ فيأتي المبتدئ ويلبس لباسهم ليقال أنه من كبار العلماء , هذا من الخيلاء
ايضا احتقار الآخرين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وأيضا غشيان مواطن الكبر .
رحم الله امرء كف الغيبة عن نفسه , والرسول صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال لهما : انها صفية .
هذا رسول الله فكيف بغيره .
الحاصل لا تثق بنفسك وتقول ان الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في القلوب الشر والظن , فيتهموك مما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من النميمة .
والأنفة غير الكبرياء ,يعني ان يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب طاعته عند الناس لكن بدون كبرياء
العزة غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس , قويا لكن من غير جبروت , بمعنى أن لا يذل أمام خصمه , عند مناظرة أو غيرها , بل يتصور أنه غالب , لكن من غير أن يؤدي ذلك الى الجبروت , ويصير خلقا ذميما . عكس ذلك من كان ذليلا حتى لو كان عنده علم لا يستطيع ان يناظر او يجادل , فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها .
الشهامة غير العصبية : يكون الانسان شهما لكن من غير عصبية , لا يقول انا من القبيلة الفلانية ولي شهامة ,, انا من تميم او انا من قريش او كذا او كذا ....
الحمية غير الجاهلية : ان يكون انسان عنده حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
9" - التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا تكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك , اذا أنزل نفسه منزلة الرجال الذين هم رجال بمعنى الكلمة , فإنه سوف يتمتع بما ذكره الشيخ , الشجاعة وشدة البأس في الحق , ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.اي حتى لا يسبقك أحد على هذه الخصال .
فالشجاعة والإقدام في محل الإقدام , ولزم أن يسبق ذلك الحنكة والتفكير
ولهذا قال التنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس الكرة بلغت من الياء كل أماني
فلابد من رأي , لأن الاقدام من غير رأي تهور , وتكون نتيجته عكس ما يريده .
كذلك شدة البأس في الحق ,بحاجة ان يكون فيه صادق وصابر على ما يحصل من أذى .
مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وانها تشمل كل خلق كريم يحمد الانسان عليه , البذل في سبيل المعروف يشمل بذل المال والجاه والعلم , وكل مايبذل للخير في سبيل المعروف . وكل مايبذل في سبيل المنكر فهو منكر , والبذل فيما هو ليس معروف ولا منكر فهو إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif يتبع http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 09:15 PM
http://somiah.m.googlepages.com/salam2.gif
.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
وهذه لا شك انها محنة عظيمة , حصلت من أجل هذه القصة .
الحاصل ان إفشاء السلام الاصل فيه انه عام , ولكل أحد من المسلمين , الا من جاهر بمعصية , وكان من المصلحة ان يُهجر فيُهجر .
أما غير المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .
فيحرم علينا ان نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم أن نبدؤهم بالسلام .
أما إن سلموا نرد عليهم , لقول الله تعالى :
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
فإذا قالوا : السلام عليكم , فنقول :وعليكم
لان النبي وضح لنا بأنهم يقولون : السام عليكم , لذلك نحن نرد عليهم بقولنا وعليكم .
كما جاء مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر : قال إن أهل الكتاب يقولون السام عليكم
فإذا سلموا فقولوا : وعليكم .
طيب ما يستثنى من ذلك شئ آخر ؟؟
أقصد الطلبة بعضهم مع بعض .
يعني الطالب لا يفشي السلام مع إخوانه وزملائه , لأن القلوب سليمة , والسلام تحية وبشاشة ,
وتقبل وقبول , يعني يغني ما في القلوب عن التعبير , فلا حاجة لذلك .
ما تقولون في هذا الاستثناء ؟
نعم هذا استثناء باطل ,
الطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
أيضا عند بعض الناس : يستثنى من إفشاء السلام
من خالفك في المنهج ووافقك في الهدف
الآن يوجد زمر من الناس ينتمي الى جماعة دون أخرى , لكن لا يتأنى بعضهم ان يسلم على بعض , بل بالعكس , هم متناحرون , والعياذ بالله , بالألسن بل وربما بالسوف , والله أعلم
يسبوا بعضهم بعضا وينكروا بعضهم بعض , وبعضهم يمضي أوقاتا طويلة في مجالس عديدة للقدح بالطائفة الأخرى , مع أن الهدف واحد , كل منهم يريد الوصول الى تحقيق العبادة والى الإقبال على الله , وبما يكون هناك من اهل البدع المنصرفين بمخالفة السنة , من لا يتكلمون عليهم , وهذه محنة لمسناها في بعض الزمر , التي كل منها تنحاز الى منهج معين ,فتجد بعضهم يغلِّب بعضا , وهذه محنة .
فمثل هذه الزمر يجب ان يسلموا على بعضهم البعض , وان ينصحوا بعضهم بعضا , وان يبين كل واحد لأخيه فيما هو مخطئ فيه , لتأتلف القلوب .
اما ان تضرب القلوب بعضها ببعض من أجل اختلاف في المنهج , مع اتحاد في الهدف , فهذا أمر عظيم .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
شرح الشيخ : لما ذكر انه على طالب العلم ان يتحلى بالمروءة ,قال تنكَّب خوارم المروءة :أي أبعد عن خورام المروءة , في طبع او قول او عمل : أي حاول أن تكون طباعك ملائمة للموضوع , ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل ,وليس التطبع كالطبع , لكن الانسان مع ممارسة الشئ ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , والا لو حاول الانسان ان يظهر من الاخلاق ما ليس فيه وهو ليس كذلك فإنه سيجد صعوبة , لكن مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب , فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وله أخلاق سيئة , ولما منَّ الله عليه بالهداية وطلب العلم صات أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

قوله من حرفة مهينة , او خلة رديئة : الخلة هي الخصلة , والحرفة هي كل ما يحترف به الانسان من عمل .
ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعجب , أن يعجب الانسان بنفسه , فإذا استنبط فائدة قال : ماشاء الله أنا استنبطت هذه وما احد استنبطها غيري , ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .
أما الرياء أن يرائي الناس ويتكلم بالعلوم أمامهم حتى يروا انه عالم فيقال : هذا عالم .
البطر هو رد الحق , وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء , او لمذهب من المذاهب , تجده يجادل ما يسمع ويرد الحق لأنه خلاف ما يقول .
الخيلاء هي نتيجة العجب , يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم , ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيُّ خاص بهم ؟ فيأتي المبتدئ ويلبس لباسهم ليقال أنه من كبار العلماء , هذا من الخيلاء
ايضا احتقار الآخرين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وأيضا غشيان مواطن الكبر .
رحم الله امرء كف الغيبة عن نفسه , والرسول صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال لهما : انها صفية .
هذا رسول الله فكيف بغيره .
الحاصل لا تثق بنفسك وتقول ان الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في القلوب الشر والظن , فيتهموك مما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من النميمة .
والأنفة غير الكبرياء ,يعني ان يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب طاعته عند الناس لكن بدون كبرياء
العزة غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس , قويا لكن من غير جبروت , بمعنى أن لا يذل أمام خصمه , عند مناظرة أو غيرها , بل يتصور أنه غالب , لكن من غير أن يؤدي ذلك الى الجبروت , ويصير خلقا ذميما . عكس ذلك من كان ذليلا حتى لو كان عنده علم لا يستطيع ان يناظر او يجادل , فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها .
الشهامة غير العصبية : يكون الانسان شهما لكن من غير عصبية , لا يقول انا من القبيلة الفلانية ولي شهامة ,, انا من تميم او انا من قريش او كذا او كذا ....
الحمية غير الجاهلية : ان يكون انسان عنده حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
9" - التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا تكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك , اذا أنزل نفسه منزلة الرجال الذين هم رجال بمعنى الكلمة , فإنه سوف يتمتع بما ذكره الشيخ , الشجاعة وشدة البأس في الحق , ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.اي حتى لا يسبقك أحد على هذه الخصال .
فالشجاعة والإقدام في محل الإقدام , ولزم أن يسبق ذلك الحنكة والتفكير
ولهذا قال التنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس الكرة بلغت من الياء كل أماني
فلابد من رأي , لأن الاقدام من غير رأي تهور , وتكون نتيجته عكس ما يريده .
كذلك شدة البأس في الحق ,بحاجة ان يكون فيه صادق وصابر على ما يحصل من أذى .
مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وانها تشمل كل خلق كريم يحمد الانسان عليه , البذل في سبيل المعروف يشمل بذل المال والجاه والعلم , وكل مايبذل للخير في سبيل المعروف . وكل مايبذل في سبيل المنكر فهو منكر , والبذل فيما هو ليس معروف ولا منكر فهو إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif يتبع http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif

شموخ الهمه
11-11-09, 10:07 PM
..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

10" - هجر الترفه:
..₪҉[[ لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان”[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn1)، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn2). ]] ҉₪..



..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشــــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
يقول لا تسترسل في التنعم والرفاهية ... وهذه نصيحة تقال لطالب العلم ولغيره , لان الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان ينهى عن كثرة الإبذاء
ويأمر بالاحتفاء أحيانا, والانسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور ,لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ومثال ذلك :
ان النبي صلى الله عليه وسلك كان يأمر بالاحتفاء أحيانا , بعض الناس لا يحتفون , دائما عليه جورب وخف أو نعل , هذا الرجل لو عرض له عرض ٌ ما , وقيل له تمشي 500 متر بدون تنعل , لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة , وربما تدمى قدمه من مماس الأرض , لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير .
ثم إن البدن إذا لم يعتاد على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة , فتجده يتألم من أي شئ من ذلك , فمثلا تجد الآن أيدي العمال أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم , لأنها اعتادت على ذلك
وكان العمال فيما سبق يتعاملون مع الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها ,وربما لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا .
فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟؟؟
البذاذة : عدم التنعم والترفه , وهي ليست البذاءة , هناك فرق بينهما .
البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة .
يقول :
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn3).
هذه الجمله تحذيرية , العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية .فإن وردت في مغرور فهي إغراء , وإن وردت في محذور فهي تحذير .
فلو قلت لشخص : الأسد الأسد , هذا تحذير .
وإن قلت : الغزال الغزا ل, هذا إغراء .
أما ( إيَّا ) فهي للتحذير .
قال أبو مالك : إياك والشر ونحوه , نصب بما استجار وجر
ومعنى إياكم : أحذركم ,
والتنعم : الواو للعطف , وقيل للمعية , والمعنى :
أحذركم أن تكونوا مع التنعم ,باللباس أو البدن , والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .
ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , هو مذموم .,
أما قوله زي العجم ... ما هو زي العجم ؟؟؟
هو الشكل . سواء كان باللحية أو شعر الرأس أو اللباس ...فإننا منهون عن زي العجم , والمراد بالعجم كل ما سوى العرب , لكن المسلم من العجم التحق بالأعرابي حكما , لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا , صلى الله عليه وسلم .
تمعددوا أي كأنه يقول اتركوا زي العجم وعليكم زي العرب .
اخشوشنوا : هو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
وكل هذا وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها , سواء طلبة العلم أو غيرهم , لكان في هذا خير كثير .
لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش زكثرة المال , صار الأمر بالعكس , التنعم موجود ولا يعجب الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ...
ولهذا كثرت الأمراض التي تترتب على عدم الحركة , كالسمنة والضغط وضيق التنفس , غيرها
تجد الشاب اذا صعد جبلا لا ينتصف الجبل إلا وقد انقطع نفسه , وانت تكون مستريح لأنك متعود على ذلك وهو لا مع أنه شاب , كذلك الأمر :
زي العجم موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها تجدها تأتي الصباح بلباس نظيف ساتر , ثم تنزل آخر النهار الى السوق فإذا بموضة جديدة , تجدها تريد ان تشتريه مع أنه أبلى وأسوأ من الأول , لكن هذا جديد تريد شراؤه , خصوصا من منَّ الله عليه بالمال , فلا يهمها تشتر ما تريد , وهذا غلط .
كذلك المجلات التي كثرت بين أيدي النساء تسمى البردة , تأخذها وتنظر ما فيها حتى ولو كان لا يتناسب مع اللباس الشرعي , لكنه جديد ؟ نسأل الله السلامة والهداية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
..₪҉[[ وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn4):
“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn5).
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب[6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn6).
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس[7] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn7)، والله أعلم. ]] ҉₪..



..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هو لما ذكر , وفقه الله , هجر الترفه , أطنب في ذكر اللباس , لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن .
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر , فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر,
تزدري باللباس ان يكون على غير هذا المنظر . إما بالكيفية أو باللون أو بالخياطة أو غير ذلك , والثاني لا ترفه به رأسا ولا ترى بلباسه بأسا , لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال : في الأصل لا بأس فيه , وبعضهم يقول أنه العمامة العصرية , وعمامة الرسول عليه الصلاة والسلام لفافة تطوى على الرأس , لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك , عمامة ميسرة , ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون ( العقل ) بيضاء لتكون كالعمامة تماما , وهذه العقل لا يلبسها كل الناس على حد سواء , مثلا يمر بك رجلان كلاهما يلبسان العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به , لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما لا يلبسه مثله ولا تهتم به .
وايضا مثلا مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون والآخر عالم أيضا عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء فيه البنطال ,تجد نفسك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
المهم أن الشيخ وفقه الله , يقول أن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه , حتى وإن كانت مباحة , فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس , كالتأنق في لبس الغترة وأجعلها مرزاب لما مرزابين أو ثلاثة .. لا تهتم لذلك , ولكن أيضا لا تكون بالعكس , لا تهتم بنفسك ولا بلباسك , وقد سبق أن التجمل باللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول : أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب .
لأنه جما ل, وقول الشيخ بكر أبو زيد , وفقه الله , :
، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق
لأن كل انسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس , كما يزنه بالنسبة لحكاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته .
والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض ,ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتطايرون عليه .
ثم حذر من لباس التصابي , وهو أن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه , ما هو حكمه ؟
التحريم
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من تشبه بقوم فهو منهم .
لكن ما هو اللباس الافرنجي ؟؟
هو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغيرهم , فهذا لا يكون من التشبه , لكن من جهة أخرى قد يحرم كأن يكون حريرا بالنسبة للرجال , أو قصيرا بالنسبة للنساء وما أشبه ذلك ,
ولما خاف الشيخ بكر ان يذهب الذهن بعيدا قال :
وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه
كما بفعله بعض الناس , إظهارا للزهد .تجد ثوبه مشق ومتسخ لا يهتم به , يقول أنا مآلي للتراب والأرض تأكل البدن وتوسخ البدن , ... لا .. الانسان يجب ان يعتني بنفسه ولا يأتي بهزءا في حقه , رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه ,


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif انتهى الشريط الثاني http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif



http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref1) - كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، راجع له:”السلسة الصحيحة”(رقم 341) و”تعظيم قدر الصلاة”(رقم 484) لابن نصر المروزي.
[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref2) - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref3) - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref4) -”الإحكام” للقرافي (ص 271).
[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref5) -”مجموع الفتاوى”(28 / 150).
[6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref6) - “الجامع”(1 / 153 – 155).
[7] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref7) - “أدب الإملاء والاستملاء”(ص116 – 119)،”اقتضاء الصراط المستقيم”،”مجموع الفتاوى”(21 /539)، وانظر ”الروح” لابن القيم (ص40).

شموخ الهمه
11-11-09, 10:07 PM
..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

10" - هجر الترفه:
..₪҉[[ لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان”[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn1)، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn2). ]] ҉₪..



..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشــــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
يقول لا تسترسل في التنعم والرفاهية ... وهذه نصيحة تقال لطالب العلم ولغيره , لان الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان ينهى عن كثرة الإبذاء
ويأمر بالاحتفاء أحيانا, والانسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور ,لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ومثال ذلك :
ان النبي صلى الله عليه وسلك كان يأمر بالاحتفاء أحيانا , بعض الناس لا يحتفون , دائما عليه جورب وخف أو نعل , هذا الرجل لو عرض له عرض ٌ ما , وقيل له تمشي 500 متر بدون تنعل , لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة , وربما تدمى قدمه من مماس الأرض , لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير .
ثم إن البدن إذا لم يعتاد على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة , فتجده يتألم من أي شئ من ذلك , فمثلا تجد الآن أيدي العمال أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم , لأنها اعتادت على ذلك
وكان العمال فيما سبق يتعاملون مع الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها ,وربما لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا .
فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟؟؟
البذاذة : عدم التنعم والترفه , وهي ليست البذاءة , هناك فرق بينهما .
البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة .
يقول :
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn3).
هذه الجمله تحذيرية , العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية .فإن وردت في مغرور فهي إغراء , وإن وردت في محذور فهي تحذير .
فلو قلت لشخص : الأسد الأسد , هذا تحذير .
وإن قلت : الغزال الغزا ل, هذا إغراء .
أما ( إيَّا ) فهي للتحذير .
قال أبو مالك : إياك والشر ونحوه , نصب بما استجار وجر
ومعنى إياكم : أحذركم ,
والتنعم : الواو للعطف , وقيل للمعية , والمعنى :
أحذركم أن تكونوا مع التنعم ,باللباس أو البدن , والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .
ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , هو مذموم .,
أما قوله زي العجم ... ما هو زي العجم ؟؟؟
هو الشكل . سواء كان باللحية أو شعر الرأس أو اللباس ...فإننا منهون عن زي العجم , والمراد بالعجم كل ما سوى العرب , لكن المسلم من العجم التحق بالأعرابي حكما , لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا , صلى الله عليه وسلم .
تمعددوا أي كأنه يقول اتركوا زي العجم وعليكم زي العرب .
اخشوشنوا : هو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
وكل هذا وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها , سواء طلبة العلم أو غيرهم , لكان في هذا خير كثير .
لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش زكثرة المال , صار الأمر بالعكس , التنعم موجود ولا يعجب الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ...
ولهذا كثرت الأمراض التي تترتب على عدم الحركة , كالسمنة والضغط وضيق التنفس , غيرها
تجد الشاب اذا صعد جبلا لا ينتصف الجبل إلا وقد انقطع نفسه , وانت تكون مستريح لأنك متعود على ذلك وهو لا مع أنه شاب , كذلك الأمر :
زي العجم موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها تجدها تأتي الصباح بلباس نظيف ساتر , ثم تنزل آخر النهار الى السوق فإذا بموضة جديدة , تجدها تريد ان تشتريه مع أنه أبلى وأسوأ من الأول , لكن هذا جديد تريد شراؤه , خصوصا من منَّ الله عليه بالمال , فلا يهمها تشتر ما تريد , وهذا غلط .
كذلك المجلات التي كثرت بين أيدي النساء تسمى البردة , تأخذها وتنظر ما فيها حتى ولو كان لا يتناسب مع اللباس الشرعي , لكنه جديد ؟ نسأل الله السلامة والهداية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
..₪҉[[ وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn4):
“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn5).
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب[6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn6).
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس[7] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn7)، والله أعلم. ]] ҉₪..



..₪҉ http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هو لما ذكر , وفقه الله , هجر الترفه , أطنب في ذكر اللباس , لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن .
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر , فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر,
تزدري باللباس ان يكون على غير هذا المنظر . إما بالكيفية أو باللون أو بالخياطة أو غير ذلك , والثاني لا ترفه به رأسا ولا ترى بلباسه بأسا , لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال : في الأصل لا بأس فيه , وبعضهم يقول أنه العمامة العصرية , وعمامة الرسول عليه الصلاة والسلام لفافة تطوى على الرأس , لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك , عمامة ميسرة , ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون ( العقل ) بيضاء لتكون كالعمامة تماما , وهذه العقل لا يلبسها كل الناس على حد سواء , مثلا يمر بك رجلان كلاهما يلبسان العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به , لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما لا يلبسه مثله ولا تهتم به .
وايضا مثلا مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون والآخر عالم أيضا عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء فيه البنطال ,تجد نفسك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
المهم أن الشيخ وفقه الله , يقول أن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه , حتى وإن كانت مباحة , فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس , كالتأنق في لبس الغترة وأجعلها مرزاب لما مرزابين أو ثلاثة .. لا تهتم لذلك , ولكن أيضا لا تكون بالعكس , لا تهتم بنفسك ولا بلباسك , وقد سبق أن التجمل باللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول : أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب .
لأنه جما ل, وقول الشيخ بكر أبو زيد , وفقه الله , :
، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق
لأن كل انسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس , كما يزنه بالنسبة لحكاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته .
والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض ,ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتطايرون عليه .
ثم حذر من لباس التصابي , وهو أن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه , ما هو حكمه ؟
التحريم
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من تشبه بقوم فهو منهم .
لكن ما هو اللباس الافرنجي ؟؟
هو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغيرهم , فهذا لا يكون من التشبه , لكن من جهة أخرى قد يحرم كأن يكون حريرا بالنسبة للرجال , أو قصيرا بالنسبة للنساء وما أشبه ذلك ,
ولما خاف الشيخ بكر ان يذهب الذهن بعيدا قال :
وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه
كما بفعله بعض الناس , إظهارا للزهد .تجد ثوبه مشق ومتسخ لا يهتم به , يقول أنا مآلي للتراب والأرض تأكل البدن وتوسخ البدن , ... لا .. الانسان يجب ان يعتني بنفسه ولا يأتي بهزءا في حقه , رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه ,


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif انتهى الشريط الثاني http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif



http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref1) - كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، راجع له:”السلسة الصحيحة”(رقم 341) و”تعظيم قدر الصلاة”(رقم 484) لابن نصر المروزي.
[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref2) - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref3) - “مسند على بن الجعد”(1 / 517) (رقم 1030)، وعنه”الفروسية” لابن القيم (ص9)، و”أدب الإملاء والاستملاء”(ص118). وأصله في الصحيحين وغيرهما.
[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref4) -”الإحكام” للقرافي (ص 271).
[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref5) -”مجموع الفتاوى”(28 / 150).
[6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref6) - “الجامع”(1 / 153 – 155).
[7] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftnref7) - “أدب الإملاء والاستملاء”(ص116 – 119)،”اقتضاء الصراط المستقيم”،”مجموع الفتاوى”(21 /539)، وانظر ”الروح” لابن القيم (ص40).

شموخ الهمه
13-11-09, 12:02 AM
http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif نكــــمـــــل http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 11" - الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة. ] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اللغو نوعان : لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة , ولغو فيه مضرة .
أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يذهب وقته فيه , لأنه خسارة .
وأما الثاني فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر , والمؤلف حمل اللغو على المعنى الثاني
لا شك أن المجالس التي تجتمع على المحرم لا ينبغي للانسان أن يجلس فيها
لأن الله تعالى يقول :
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم
فمن جلس مجلس منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر , فإن استقامت الحال فهذا المطلوب , وإن لم تستقم وأصروا على المنكر فالواجب أن سنصرف . خلافا لما يتوهمه البعض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
فإن لم يستطع فبقلبه
وأنا كاره لهذا المنكر بقلبي , وهو جالس معهم , فيقال له :
لو كنت كاره لهذا حقا ما جلست معهم لأن الانسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها , أما ان تجلس باختيارك في شئ تكرهه , فان كراهتك له ليس بصدق .
أما قوله : ، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
أما كونه جناية على نفسه فالأمر ظاهر , يعني أن طالب العلم يجلس مجالس اللهو والمنكر , فإن جنايته على نفسه واضحة . لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟
لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم , هؤلاء العلماء , هذا نتيجة العلم , وما أشبه ذلك , فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 12" - الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط ، وهذا ينافي أدب الطلب.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
الهيشات : أي هيشات الأسواق , لأنها تشتمل على اللغط والسب والشتم .
وبعض طلبة العلم يقول أنا أدخل الأسواق من أجل أن أرى ما يفعل الناس وما يكون بينهم , فنقول هناك فرق بين الاختبار والممارسة , يعني لو ذكر أن في السوق الفلاني كذا وكذا , فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك . لكن لو كان جلوسك في هذا السوق مستمرا , كل عصر تروح للسوق , لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه إهانة لك ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”:
“أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn1)، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هؤلاء النقباء جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا الى القاضي ,
والشيخ اسمه باب بن أحمد فقال : مثل هذا لا قصاص فيه , قال القاضي : إن هذا لا يوجد في كتاب . فأين الدليل على أنه لا قصاص فيه ؟ لا يوجد في أي كتاب أن لا قصاص في ذلك ,
فقال الشيخ : بل لم يخل منه كتاب , فقال القاضي : هذا القاموس ,
لأن الشيخ قال :منه كتاب . وكلمة كتاب عامة تشمل كل الكتب , لذلك قال القاضي : هذا القاموس . والقاضي الآن واثق من نفسه بأن الحكم غير موجود هنا لأنه ليس كتاب فقه وإنما كتاب لغة , فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn2)، وليس في الهيشات قود”،
وقصتهم فتنة وليس في الفتنة قود : أي قصاص , فأخذ الحكم من هنا , وكان حكم القاضي بأن يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ , فتعجب الناس
طبعا الهيشة : الفتنة , وأم حبين : نوع من الحشرات تشبه الخنفسة ,

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 13" - التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هذا من أهم أخلاق طلبة العلم , سواء طالبا أو معلما , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
وما كان الرفق في شئ إلا زانه , وما نزع من شئ إلا شانه .
لكن لا بد أن يكون الانسان رفيقا من غير ضعف , أما أن يكون رفيقا ممتهن ولا يؤخذ بقوله ولا يهتم به , فهذا خلاف الحزم , فكن رفيقا في مواطن الرفق وعنيفا في مواطن الحزم . ولا أحد ارحم بالخلق من الله عز وجل , ومع هذا يقول :
"" الزاني و الزانية اجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .""
لكل مقام مقال ,لو أن الانسان عامل ابنه بالرفق في كل شي حتى في مواضع الحزم , ما استطاع أن يربيه , مثلا الابن لو كسر الزجاج وشق الثياب و... ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال فقال له : يا ولدي لا يصلح هذا وتكلم معه ... هل هذا يكفي ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .
لكن إذا دار الأمر بين الرفق والعنف , فما الأفضل ؟ طبعا الرفق , فإن تعين العنف صار هو الحكمة .
قوله : فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة
أقول :الكلام اللين يغلب الحق البين , يعني تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه ,فإنه يتنازل عن حقه . وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق , يغلب الحق البين يعني فيما جاء به الخصم , لأنك إذا ألنت له الكلام لانَ لك , وهذا مُشاهد , إذا نازعت أحدا فإنه سيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له الكلام فإنه يقرب منك , ولهذا :
قال الله تعالى لموسى وهارون :
{ فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى }

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 14" - التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرَّز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
وأيضا تأمل عند الجواب , كيف يكون جوابك : هل هو واضح ؟ ليس فيه لبس أو مبهم .
وهل هو مفصل أو مجمل .. حسب ما تقضيه الحال .
وقوله التأمل : يريد بذلك : التأني , وأن لا تتكلم حتى تعرف ما ذا تتكلم وماذا تكون النتيجة , ولهذا لا تضع قدمك إلا حيث تعرف السلامة , يعني عندما تخطو لا تكمل حتى تعرف أين تضع قدمك .
فالتأمل هذا مهم , لا تتعجل , إلا إذا دعت الحاجة الى ذلك ,
يقول الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته ** وقد يكون مع المستعجل الزلل .

فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر وبين أن أتعجل وأقدم , فالأول أقدم أولا , لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لا يمكن ردها لكن إذا لم تقل أو تفعل فأنت حر . فتأمل بماذا تتكلم به , وما هي فائدته
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون , يعني لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليه , بل تحرز ,إما بقيود تضيفها الى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه الى العموم , وإما بشرط وما أشبه ذلك
ولكن نقول دون تعنت أو تحذلق أي دون أن تشق على نفسك , او تدعي انك حاذق ,
يقول وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد لعله أراد إذا كنت تذاكر غيرك وتناظره في شئ , فخذ القالب المناسب للمعنى المراد , وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. وكذلك أيضا في الجواب وهو اهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل , لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة , كل انسان يفسر هذا الكلام بما يريد ويناسبه .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 15" - الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اهم ما يكون من الآداب هو التثبت , التثبت فيما ينقل من أخبار , والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام , والأخبار إذا نقلت لا بد أن تثبت أولا , ثم إذا صحت فلا تحكم وتثبت الحكم لانه ربما يكون الخبر الذي سمعته مبني على أصل تجهله , فتحكم بأنه خطأ , والواقع غير ذلك . فكيف العلاج في هذه الحال ؟ العلاج هو الاتصال بمن نسب إليه الخبر . وتقول له نقل عنك كذا وكذا , ثم تناقشه . فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه لأول وهلة سمعته فيها لأنك لا تدري ما سبب هذا الموضوع , ويقال إذا عرف السبب بطل العجب .
فلا بد أولا من التثبت ,
الثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ويضجر وأن لا يأخذ من كل كتاب نتفة ومن كل فن قطعة ,لان هذا هو الذي يضر الطالب , يقطع عليه الأيام من غير فائدة , فلا يثبت على شئ , تجده مرة في الآجرومية , ومرة في متن القطر , ومرة في الألفية , ومرة في ألفية العراقي , ويتخبط في الفقه .....وهكذا ...
هذا في الغالب أنه لا يحصل العلم , ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لاأصول لها ,
وتفصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة تلو الاخرى , لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم . أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع , واثبت أيضا بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم , لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ , قرر أولا من الذي ستتلقى عنده العلم , ولا بأس أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه , وشيخا آخر في العقيدة وتستمر معه في العقيدة ... وهكذا .. المهم أن تستمر لا ان تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة أيام تركها وذهب الى اخرى هذا يبقى طول عمره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل على اولاد في الغالب ,
والتثبت من اهم الامور , التثبت فيما ينقل عن الغيب , لان أحيانا ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه , قصدا وعمدا , وتارة لا تكون لهم مراد سيئ , لكنهم يفهمون الشئ على خلاف معناه الذي أريد به , ولهذا يجب التثبت , فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع الذي نُقل عنه , قبل ان تحكم على هذا القول , بانه خطأ أو غير خطأ , وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة ان الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام وإلا من المعلوم أن الانسان لو حكم على شئ بمجرد السماع من اول وهلة لكان منقضي عنه أشياء تنفر منها النفوس , عن بعض العلماء الذين يعتبرون منارات للعلم . لكن عندما يتثبت ويتامل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الامر
يقول وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif انتهى الفصل الاول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 12:02 AM
http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif نكــــمـــــل http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 11" - الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة. ] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اللغو نوعان : لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة , ولغو فيه مضرة .
أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يذهب وقته فيه , لأنه خسارة .
وأما الثاني فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر , والمؤلف حمل اللغو على المعنى الثاني
لا شك أن المجالس التي تجتمع على المحرم لا ينبغي للانسان أن يجلس فيها
لأن الله تعالى يقول :
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم
فمن جلس مجلس منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر , فإن استقامت الحال فهذا المطلوب , وإن لم تستقم وأصروا على المنكر فالواجب أن سنصرف . خلافا لما يتوهمه البعض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
فإن لم يستطع فبقلبه
وأنا كاره لهذا المنكر بقلبي , وهو جالس معهم , فيقال له :
لو كنت كاره لهذا حقا ما جلست معهم لأن الانسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها , أما ان تجلس باختيارك في شئ تكرهه , فان كراهتك له ليس بصدق .
أما قوله : ، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
أما كونه جناية على نفسه فالأمر ظاهر , يعني أن طالب العلم يجلس مجالس اللهو والمنكر , فإن جنايته على نفسه واضحة . لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟
لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم , هؤلاء العلماء , هذا نتيجة العلم , وما أشبه ذلك , فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 12" - الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط ، وهذا ينافي أدب الطلب.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
الهيشات : أي هيشات الأسواق , لأنها تشتمل على اللغط والسب والشتم .
وبعض طلبة العلم يقول أنا أدخل الأسواق من أجل أن أرى ما يفعل الناس وما يكون بينهم , فنقول هناك فرق بين الاختبار والممارسة , يعني لو ذكر أن في السوق الفلاني كذا وكذا , فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك . لكن لو كان جلوسك في هذا السوق مستمرا , كل عصر تروح للسوق , لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه إهانة لك ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”:
“أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn1)، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هؤلاء النقباء جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا الى القاضي ,
والشيخ اسمه باب بن أحمد فقال : مثل هذا لا قصاص فيه , قال القاضي : إن هذا لا يوجد في كتاب . فأين الدليل على أنه لا قصاص فيه ؟ لا يوجد في أي كتاب أن لا قصاص في ذلك ,
فقال الشيخ : بل لم يخل منه كتاب , فقال القاضي : هذا القاموس ,
لأن الشيخ قال :منه كتاب . وكلمة كتاب عامة تشمل كل الكتب , لذلك قال القاضي : هذا القاموس . والقاضي الآن واثق من نفسه بأن الحكم غير موجود هنا لأنه ليس كتاب فقه وإنما كتاب لغة , فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn2)، وليس في الهيشات قود”،
وقصتهم فتنة وليس في الفتنة قود : أي قصاص , فأخذ الحكم من هنا , وكان حكم القاضي بأن يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ , فتعجب الناس
طبعا الهيشة : الفتنة , وأم حبين : نوع من الحشرات تشبه الخنفسة ,

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 13" - التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هذا من أهم أخلاق طلبة العلم , سواء طالبا أو معلما , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
وما كان الرفق في شئ إلا زانه , وما نزع من شئ إلا شانه .
لكن لا بد أن يكون الانسان رفيقا من غير ضعف , أما أن يكون رفيقا ممتهن ولا يؤخذ بقوله ولا يهتم به , فهذا خلاف الحزم , فكن رفيقا في مواطن الرفق وعنيفا في مواطن الحزم . ولا أحد ارحم بالخلق من الله عز وجل , ومع هذا يقول :
"" الزاني و الزانية اجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .""
لكل مقام مقال ,لو أن الانسان عامل ابنه بالرفق في كل شي حتى في مواضع الحزم , ما استطاع أن يربيه , مثلا الابن لو كسر الزجاج وشق الثياب و... ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال فقال له : يا ولدي لا يصلح هذا وتكلم معه ... هل هذا يكفي ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .
لكن إذا دار الأمر بين الرفق والعنف , فما الأفضل ؟ طبعا الرفق , فإن تعين العنف صار هو الحكمة .
قوله : فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة
أقول :الكلام اللين يغلب الحق البين , يعني تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه ,فإنه يتنازل عن حقه . وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق , يغلب الحق البين يعني فيما جاء به الخصم , لأنك إذا ألنت له الكلام لانَ لك , وهذا مُشاهد , إذا نازعت أحدا فإنه سيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له الكلام فإنه يقرب منك , ولهذا :
قال الله تعالى لموسى وهارون :
{ فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى }

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 14" - التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرَّز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
وأيضا تأمل عند الجواب , كيف يكون جوابك : هل هو واضح ؟ ليس فيه لبس أو مبهم .
وهل هو مفصل أو مجمل .. حسب ما تقضيه الحال .
وقوله التأمل : يريد بذلك : التأني , وأن لا تتكلم حتى تعرف ما ذا تتكلم وماذا تكون النتيجة , ولهذا لا تضع قدمك إلا حيث تعرف السلامة , يعني عندما تخطو لا تكمل حتى تعرف أين تضع قدمك .
فالتأمل هذا مهم , لا تتعجل , إلا إذا دعت الحاجة الى ذلك ,
يقول الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته ** وقد يكون مع المستعجل الزلل .

فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر وبين أن أتعجل وأقدم , فالأول أقدم أولا , لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لا يمكن ردها لكن إذا لم تقل أو تفعل فأنت حر . فتأمل بماذا تتكلم به , وما هي فائدته
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون , يعني لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليه , بل تحرز ,إما بقيود تضيفها الى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه الى العموم , وإما بشرط وما أشبه ذلك
ولكن نقول دون تعنت أو تحذلق أي دون أن تشق على نفسك , او تدعي انك حاذق ,
يقول وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد لعله أراد إذا كنت تذاكر غيرك وتناظره في شئ , فخذ القالب المناسب للمعنى المراد , وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. وكذلك أيضا في الجواب وهو اهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل , لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة , كل انسان يفسر هذا الكلام بما يريد ويناسبه .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 15" - الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اهم ما يكون من الآداب هو التثبت , التثبت فيما ينقل من أخبار , والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام , والأخبار إذا نقلت لا بد أن تثبت أولا , ثم إذا صحت فلا تحكم وتثبت الحكم لانه ربما يكون الخبر الذي سمعته مبني على أصل تجهله , فتحكم بأنه خطأ , والواقع غير ذلك . فكيف العلاج في هذه الحال ؟ العلاج هو الاتصال بمن نسب إليه الخبر . وتقول له نقل عنك كذا وكذا , ثم تناقشه . فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه لأول وهلة سمعته فيها لأنك لا تدري ما سبب هذا الموضوع , ويقال إذا عرف السبب بطل العجب .
فلا بد أولا من التثبت ,
الثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ويضجر وأن لا يأخذ من كل كتاب نتفة ومن كل فن قطعة ,لان هذا هو الذي يضر الطالب , يقطع عليه الأيام من غير فائدة , فلا يثبت على شئ , تجده مرة في الآجرومية , ومرة في متن القطر , ومرة في الألفية , ومرة في ألفية العراقي , ويتخبط في الفقه .....وهكذا ...
هذا في الغالب أنه لا يحصل العلم , ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لاأصول لها ,
وتفصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة تلو الاخرى , لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم . أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع , واثبت أيضا بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم , لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ , قرر أولا من الذي ستتلقى عنده العلم , ولا بأس أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه , وشيخا آخر في العقيدة وتستمر معه في العقيدة ... وهكذا .. المهم أن تستمر لا ان تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة أيام تركها وذهب الى اخرى هذا يبقى طول عمره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل على اولاد في الغالب ,
والتثبت من اهم الامور , التثبت فيما ينقل عن الغيب , لان أحيانا ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه , قصدا وعمدا , وتارة لا تكون لهم مراد سيئ , لكنهم يفهمون الشئ على خلاف معناه الذي أريد به , ولهذا يجب التثبت , فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع الذي نُقل عنه , قبل ان تحكم على هذا القول , بانه خطأ أو غير خطأ , وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة ان الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام وإلا من المعلوم أن الانسان لو حكم على شئ بمجرد السماع من اول وهلة لكان منقضي عنه أشياء تنفر منها النفوس , عن بعض العلماء الذين يعتبرون منارات للعلم . لكن عندما يتثبت ويتامل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الامر
يقول وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”، ومن لم يثبث لن ينبت ولن يحصل على شيء.
(الدقيقة 29 من الشريط الثالث الوجه1)

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif انتهى الفصل الاول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 12:35 AM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif الفصل الثاني http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

¸.•°ـــ °•.¸ كيفية الطلب والتلقي ¸.•°ـــ°•.¸



●●●●●[ المتن]●●●●●

كيفية الطلب ومراتبه:
“من لم يتقن الأصول، حرم الوصول”[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn1)، و”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة”[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn2)، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم”[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn3).
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.
قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً).
وقال تعالى:(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً).
وقال تعالى:(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته).




.:.:.°¤ الشرح ¤°.:.:.

نعم حلية الطلب , وهذه أيضا مهمة , يبني الانسان طلبه على أصول ولا يتخبط خبط عشواء ,
يقول : من لم يتقن الاصول حرم الوصول , وقيل بعبارة أخرى : منفاته الأصول حرم الوصول , والأصول هي العلم والمسائل كأصل الشجرة وأغصانها , إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك , فلا بد للانسان أن يبني علمه على أصول .

فماهي الأصول ؟ هل هي الأدلة الصحيحة ؟ أو هي القواعد والضوابط ؟ أو هذا وهذا ؟

الثاني هو المراد , تبني على أصول من الكتاب والسنة , وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ,وهذه من اهم ما يكون لطالب العلم .
مثلا المشقة تجلب التيسير , هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة
يقول تعالى : [[ وما جعلنا عليكم في الدين من حرج ]]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين :صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب
وقال : إذا ما أمرتم بأمر فآتوا منه ما استطعتم .
لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل , لكن إن لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان لأشكل عليك الأمر .
يقول : من رام العلم جملة ذهب عنه جملة , إذا أراد الانسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا , لابد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا , كسلم تصعد عليه من الأرض الى السطح , فليس العلم مأكولا كتبت فيه العلوم تأكله وتقول خلاص هضمت العلم , العلم يحتاج الى مرونة وصبر وثبات وتدرج .
وقيل أيضا ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم , يعني كثرة ما تسمع من العلوم توجب أن تضل في فهمها , فالانسان إذا ملئ سمعه وبصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبه و يعجز عن التخلص منها
يقول : وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن...
فالشيخ المتقن أعلم منك بقليل , لأن بعض الناس إذا رأى طالبا من الطلبة يتميز عنه بشئ من التميز جعله شيخه وعنده شيوخ أعلى بهذا بكثير ولكن يجعل هذا الصغير شيخه لأنه أفاده بمسألة من المسائل , وهذا غير صحيح , بل اختر المشايخ ذوي الإتقان
وأيضا نضيف الى الاتقان وصف آخر , وهو الأمانة , لأن الاتقان قوة والقوة لا بد لها من أمانة , [[ إن خير من استأجرت القوي الأمين ]], ربما يكون عالم عنده قاتقان وسعة علم وعنده قدرة على التقسيم والتفرق وعنده كل شئ لكنه ليس عنده أمانة فيضلك من حيث لا تشعر .


قوله : لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.: أي لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي , يعني أن تقرأ الكتب دون أن يكون لك شيخ معتمد , ولهذا قيل : من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه , أو غلب خطأه صوابه .
وهذا هو الأصل . من اعتمد على التحصيل الذاتي في قراءة الكتب يجد بحرا لا ساحل له , ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه , أما من أخذ عن شيخ فإنه يستفيد فوائد عظيمة :

الأولى : قصر المدة ..
والثانية : قلة التكلف ..
والثالثة : أن ذلك أحرى للصواب ..

لان هذا الشيخ تعلم ورجح وفهم فيعطيك الشئ ناضجا وإذا كان عنده أمانة فإنه يمرنك على المطالعة والمراجعة.
أما من اعتمد على جهوده لا بد أن يكرس جهوده ليلا ونهارا , ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء,فما الذي يدله على ان هذا أصله , فيبقى متحيرا , ولهذا نرى أن ابن القيم عندما يناقش قولين لأهل العم , فانه إذا ساق أدلة هذا القول وعلله , فتقول خلاص هذا هو القول الصواب , ولا يجوز العدول عنه بأي حال من الأحوال, ثم ينقض ويأتي بالقول المقابل ويذكر أدلته وعلله فتقول هذا هو القول الصواب ,
الأول ما عنده علم لكن لا بد أن تكون قراءتك على شيخ متقن وأمين .

قال : وآخذا الطلب بالتدرج ثم استدل بالآيات : قال الله تعالى: [[ وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً ]]

وقال تعالى [[ وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ]]

قوله [[ لولا نزل عليه القرآن جملة واجدة ]]

المعروف كلمة ( نزّل ) لما ينزل شيئا فشيئا , وأن ( أنزل ) لما نزل جملة واحدة , فلم وردت كلمة نزّل وليس أنزل ؟
يقول : قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن , أنه منزل شيئا فشيئا , وقوله ( كذلك ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف والتقدير أنزلناه كذلك , وجملة ( نثبت ) تعليل متعلق بالفعل المحذوف ,
وقال تعالى : [[ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ]]

[[ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ]]

الذين آتيناهم الكتاب : أي أعطيناهم إياه , وأنزلناه إليهم , يتلونه حق تلاوته ,
والتلاوة هنا تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية .


التلاوة اللفظية : أن يقرؤوه بألسنتهم ..
التلاوة الحكمية : أن يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه ..
وقوله : [[ حق تلاوته ]] من باب إضافة الصفة الى الموصوف ..




[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref1) -”تذكرة السامع والمتكلم”(ص144).

[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref2) - “فضل العلم” لأرسلان (ص144).

[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref3) - “شرح الإحياء”(1/334).



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifيتبع الوجه الثآآآنيhttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 12:35 AM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif الفصل الثاني http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

¸.•°ـــ °•.¸ كيفية الطلب والتلقي ¸.•°ـــ°•.¸


المكتبة الصوتية : الأدب : حلية طالب العلم

الشريط 03 - الوجه الأول



محتوى الشريط - تابع اداب الطالب في نفسه ... الى الفصل الثاني " كيفية الطلب والتلقي".




- الهيشات : تعريفها وكيف يعرض طالب العلم عنها .
- كيف يتحلى الطالب بالرفق والتأمل والثبات والتثبت؟

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-3A.rm)






الشريط 03 - الوجه الثاني
محتوى الشريط

- تابع الفصل الثاني " كيفية الطلب والتلقي" /... الى تلقي العلم من الاشياخ .
- أمور ست لا بد من الطالب مراعاتها، وبيان كل منها.
- بيان ما يبدأ به الطالب في مدارسة العلم وحفظه.

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-3B.rm)






الشريط 04 - الوجه الأول

محتوى الشريط

- تابع كيفية الطلب والتلقي .... الى تلقي العلم من الاشياخ...



- بيان ما يحتاج اليه اليه الحافظ
- تلقي الطالب علمه على يد العالم، وبيان فوائده


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-4A.rm)




●●●●●[ المتن]●●●●●

كيفية الطلب ومراتبه:
“من لم يتقن الأصول، حرم الوصول”[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn1)، و”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة”[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn2)، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم”[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftn3).
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.
قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً).
وقال تعالى:(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً).
وقال تعالى:(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته).




.:.:.°¤ الشرح ¤°.:.:.

نعم حلية الطلب , وهذه أيضا مهمة , يبني الانسان طلبه على أصول ولا يتخبط خبط عشواء ,
يقول : من لم يتقن الاصول حرم الوصول , وقيل بعبارة أخرى : من فاته الأصول حرم الوصول , والأصول هي العلم والمسائل كأصل الشجرة وأغصانها , إذا لم تكن الأغصان على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك , فلا بد للانسان أن يبني علمه على أصول .

فماهي الأصول ؟ هل هي الأدلة الصحيحة ؟ أو هي القواعد والضوابط ؟ أو هذا وهذا ؟

الثاني هو المراد , تبني على أصول من الكتاب والسنة , وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من الكتاب والسنة ,ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة وهذه من اهم ما يكون لطالب العلم .
مثلا المشقة تجلب التيسير , هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة
يقول تعالى : [[ وما جعلنا عليكم في الدين من حرج ]]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين :صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب
وقال : إذا ما أمرتم بأمر فآتوا منه ما استطعتم .
لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل , لكن إن لم يكن عندك هذا الأصل وتأتيك مسألتان لأشكل عليك الأمر .
يقول : من رام العلم جملة ذهب عنه جملة , إذا أراد الانسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا , لابد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا , كسلم تصعد عليه من الأرض الى السطح , فليس العلم مأكولا كتبت فيه العلوم تأكله وتقول خلاص هضمت العلم , العلم يحتاج الى مرونة وصبر وثبات وتدرج .
وقيل أيضا ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم , يعني كثرة ما تسمع من العلوم توجب أن تضل في فهمها , فالانسان إذا ملئ سمعه وبصره مما يقرأ ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبه و يعجز عن التخلص منها
يقول : وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن...
فالشيخ المتقن أعلم منك بقليل , لأن بعض الناس إذا رأى طالبا من الطلبة يتميز عنه بشئ من التميز جعله شيخه وعنده شيوخ أعلى بهذا بكثير ولكن يجعل هذا الصغير شيخه لأنه أفاده بمسألة من المسائل , وهذا غير صحيح , بل اختر المشايخ ذوي الإتقان
وأيضا نضيف الى الاتقان وصف آخر , وهو الأمانة , لأن الاتقان قوة والقوة لا بد لها من أمانة , [[ إن خير من استأجرت القوي الأمين ]], ربما يكون عالم عنده قاتقان وسعة علم وعنده قدرة على التقسيم والتفرق وعنده كل شئ لكنه ليس عنده أمانة فيضلك من حيث لا تشعر .


قوله : لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.: أي لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي , يعني أن تقرأ الكتب دون أن يكون لك شيخ معتمد , ولهذا قيل : من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه , أو غلب خطأه صوابه .
وهذا هو الأصل . من اعتمد على التحصيل الذاتي في قراءة الكتب يجد بحرا لا ساحل له , ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه , أما من أخذ عن شيخ فإنه يستفيد فوائد عظيمة :

الأولى : قصر المدة ..
والثانية : قلة التكلف ..
والثالثة : أن ذلك أحرى للصواب ..

لان هذا الشيخ تعلم ورجح وفهم فيعطيك الشئ ناضجا وإذا كان عنده أمانة فإنه يمرنك على المطالعة والمراجعة.
أما من اعتمد على جهوده لا بد أن يكرس جهوده ليلا ونهارا , ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء,فما الذي يدله على ان هذا أصله , فيبقى متحيرا , ولهذا نرى أن ابن القيم عندما يناقش قولين لأهل العم , فانه إذا ساق أدلة هذا القول وعلله , فتقول خلاص هذا هو القول الصواب , ولا يجوز العدول عنه بأي حال من الأحوال, ثم ينقض ويأتي بالقول المقابل ويذكر أدلته وعلله فتقول هذا هو القول الصواب ,
الأول ما عنده علم لكن لا بد أن تكون قراءتك على شيخ متقن وأمين .

قال : وآخذا الطلب بالتدرج ثم استدل بالآيات : قال الله تعالى: [[ وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً ]]

وقال تعالى [[ وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً ]]

قوله [[ لولا نزل عليه القرآن جملة واجدة ]]

المعروف كلمة ( نزّل ) لما ينزل شيئا فشيئا , وأن ( أنزل ) لما نزل جملة واحدة , فلم وردت كلمة نزّل وليس أنزل ؟
يقول : قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن , أنه منزل شيئا فشيئا , وقوله ( كذلك ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف والتقدير أنزلناه كذلك , وجملة ( نثبت ) تعليل متعلق بالفعل المحذوف ,
وقال تعالى : [[ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ]]

[[ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ]]

الذين آتيناهم الكتاب : أي أعطيناهم إياه , وأنزلناه إليهم , يتلونه حق تلاوته ,
والتلاوة هنا تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية .


التلاوة اللفظية : أن يقرؤوه بألسنتهم ..
التلاوة الحكمية : أن يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه ..
وقوله : [[ حق تلاوته ]] من باب إضافة الصفة الى الموصوف ..




[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref1) -”تذكرة السامع والمتكلم”(ص144).

[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref2) - “فضل العلم” لأرسلان (ص144).

[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142661#_ftnref3) - “شرح الإحياء”(1/334).



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifيتبع الوجه الثانيhttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 09:11 PM
http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif تابع الفصل الثاني http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif



.:.:. محتوى الشريط } ~
[ [ أمور ست لا بد من الطالب مراعاتها، وبيان كل منها.] ]
[ [ بيان ما يبدأ به الطالب في مدارسة العلم وحفظه.] ]



http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1-حفظ مختصر فيه.
2-ضبطه على شيخ متقن.
3-عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4-لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5-اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6-جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.




http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
هذه الأمور لا بد من مراعاتها كما قال الشيخ ,

اولا حفظ مختصر فيه :
فمثلا اذا كنت تطلب النحو فاحكم مختصرا فيه , ان كنت مبتدءا فلا أرى أحسن من متن الآجرومية , لأنه واضح وجامع وحاصل وفيه بركة , ثم متن الألفية ,لأنها خلاصة علم النحو , كما قال هو نفسه : أحصى من الكافية الخلاصة كما اقتضى فينا الى خصاصة .


في الفقه : احفظ زاد المستقنع لان هذا الكتاب مختوم في الشروح والحواشي والتدريس , وان كان بعض المتون الأخرى أحسن منه بوجه ,لكن هو أحسن منها من وجه آخر من حيث كثرة المسائل الموجودة فيه


في الحديث : متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام , وان كنت تقول اما هذا أو هذا , فبلوغ المرام أحسن لأنه أكثر , ولأن الحافظ بن حجر رحمه الله يبين درجة الحديث وهذا مفقود عند عمدة الأحكام , وان كان درجة الحديث فيه معروفة لانه لم يضع في هذا الكتاب الا ما اتفق عليه الشيخان , البخاري ومسلم .


في التوحيد : من أحسن ما قرأنا كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب , وقد يسر الله تعالى في الآونة الأخيرة , من خرج أحاديثه وبين ما في بعضها من ضعف , والحق أحق أن يتبع .


في الأسماء والصفات : من أحسن ما قرأت العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام بن تيمية , فهي كتاب جامع مبارك ومفيد .

خذ من كل فن تريد طلبه كتابا مختصرا فيه واحفظه .


ثانيا : ضبطه على شيخ متقن :
ولو قال ضبطه وشرحه لكان أولى , لأن المقصود ضبطه وتحقيق ألفاظه وماكان زائدا أو ناقصا وكذلك الشرح , استشرح هذا المتن على شيخ متقن وكما قلنا فيما سبق :
انه يجب أن يضاف الى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة .

لأن هذا من أهم ما يكون , وانتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد, لأن عليهما مدار العمل , فقد قال العفريت من الجن : " أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عله لقوي أمين "

وقالت بنت صاحب مدين :" يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين "


وقال تعالى في وصف جبريل عليه السلام : " ذي قوة عند ذي الغرش مكين * مطاع ثم َّ أمين "


فعلى هذا القوة والأمانة تبنى الأعمال كلها ,فلا بد من شيخ متقن ويكون أمينا .




الثالث : عدم الاشتغال بالمطولات ,
وهذه الفقرة مهمة جدا لطالب العلم .
ان يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه , ثم بعد ذلك يذهب الى المطولات , لكن بعض الطلبة قد يغرض فيطالع المطولات , وإذا جلس مجلسا قال : قال صاحب المغني ... قال صاحب الاحصاء .... قال صاحب الحاوي ....


ليظهر أنه واسع الاطلاع , وهذا خطأ . نحن نقول ابدأ بالمختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنك , ثم إذا من َّ الله عليك فاشتغل بالمطولات , ولهذا قال :
عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله

أي لأصل ذلك العلم .


وانتبهوا لهذه المسألة , إياكم أن تشغلوا بالمطولات قبل إتقان ما دونه , وقياس ذلك بالأمر المحسوس أن ينزل من لم يتعلم السباحة الى بحر عميق ,



رابعا يقول : لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر



وهذه أيضا [ آفة ] , يعني التنقل من مختصر الى آخر أو من كتاب فوق المختصر الآخر , آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه , وتضيع عليه أوقاته , كل يوم له كتاب , با أحيانا كل ساعة له كتاب , وهذا خطأ .

إذا عزمت على أن يكون قرارك الكتاب الفلاني , فاستمر فيه .

لاتقل أقرأ فصلا من هذا الكتاب ثم أنتقل الى آخر , فإن هذا مضيعة الوقت ويكون بلا موجب , اما إذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك هذا المختصر ورأيت شيخا متقنا وموثوقا بأمانته يدرس مختصرا آخر فهذا موجب , لا حرج عليك أن تنتقل من هذا الى ذاك.



خامسا : اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .



وهذا أيضا من اهم ما يكون , الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن , أو التي يندر ذكرها والتعرض لها , أو التي تكون مستجدة تحتاج الى بيان الحكم فيها , هذه اقتنصها واضبطها بالكتاب وقيدها , لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة لأن اقيدها , لا ماأنساها , فإنك سرعان ما تنسى , وكم من فائدة تمر بالانسان يقول هذه سهلة لا تحتاج الى قيد , ثم بعد مدة وجيزة يتذكرها ولا يجدها , لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر ويتجدد وقوعها .



كذلك الضوابط , احرص على الاهتمام بالضوابط , فمن الضوابط ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام ,وتبني عليها الأحكام , فهذه أيضا احتفظ بها , ولولا أني سمعت أن بعض الإخوان الآن يتتبع هذه الضوابط ويحررها لكنت من الحسن أن نكلف أحدكم للقيام بهذا العمل .


تتبع القول من أوله الى آخره , كلما يذكر علة تدونها , فإنه ينبني عليها مسائل كثيرة , يكون هناك ضابط يدخل تحته جزئيات كثيرة , مثلا :


إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على اليقين , هذه تعتبر حكما وأيضا ضابطا .


يعلل ذلك : لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان , إذا شك في نجاسة ماء طاهر فهو طاهر ,أو بطهارة نجس فهو نجس .


فلو أن الانسان كلما مر عليه مثل هذه التعليلات حررها وضبطها ,ثم حاول في المستقبل أن يبني عليها مسائل جزئية كان في هذا فائدة كثيرة له ولغيره .



-سادسا : جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.


أي أن الانسان يجمع نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا ويسارا , يوم يقول مثلا اريد أن أفتح مكتبة , ويوم ثاني يقول لا أبيع الخضار .....


هذا غير صحيح . يجب أن تجمع النفس على الطلب , مادمت مقتنعا بأن هذا منهجك وسبيلك فاجمع نفسك عليه , وأيضا اجمع نفسك على الترقي فيه , فكر بما وصل اليه علمك من مسائل واطلاع حتى تترقى شيئا فشيئا ,


واستعن بمن تثق به من زملائك وإخوانك , فيما إذا احتجت المسألة الى استعانة , ولا تستحي أن تقول يا فلان ساعدني على تحقيق هذه المسألة , ومراجعة الكتب ...


لا , الحياء لا يعيب أحد , فلا ينال العلم مستحي ولا مستكبر , وأما قوله :
-والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه :
أي أن يكون الانسان عنده شغف شديد , تتحرق نفسه لينال ما هو فوق منزلته التي هو فيها حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

وكان من رأي ابن العربي المالكي[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142139#_ftn1) أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين، وأن يقدم تعليم العربية والشعر والحساب، ثم ينتقل منه إلى القرآن.


http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
وهذا ليس على إطلاقه , بل يجب أن يقيد , ولعل ابن خلدون يقيده , فإن لم يفعل قيدنا ما يحتاج الى قيد .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

لكن تعقبه بن خلدون بأن العوائد لا تساعد على هذا، وأن المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه؛ لأن الولد ما دام في الحجر؛ ينقاد للحكم، فإذا تجاوز البلوغ؛ صعب جبره.
أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثر؛ فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط.



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
نعم هذا ما نريده , قوله رحمه الله أنك تقدم تعليم العربية , هذا قد يكون مسلما بالنسبة لمن لا يتقن العربية , وذلك لأنه لا يمكن أن يقرأ القرآن إلا إذا تعلم العربية , أما من كان عربيا فليس من المعقول أن يقول تعلم العربية , وتوسع فيها والشعر والحساب

[[ كيف يقدم الشعر والحساب على القرآن ؟ ]]

هذا ليس بمسلم , كذلك قوله : لا يجمع بين علمين , فيقال إن الناس يختلفون في الفهم والاستعداد , فقد يكون سهلا على المرء أن يجمع بين علمين , وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين , كل انسان طبيب نفسه , إذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين , ولكن ليحذر نشاط البدء , لأن نشاط البدء بمنزلة السكر ,فإن بعض الناس أول مايبدأ يجد نفسه نشيطا نشيطا , فيريد أن ينتهي من العلوم جميعا فإذا به ينقص على الوراء , لأنه كبَّر اللقمة , ومن كبَّر اللقمة لا بد أن يغص , حتى ولو وجدت من نفسك قدرة وقوة لا تكلفها مالا تطيق ,اتزن حتى تستمر .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

وكان من أهل العلم من يدرس الفقه الحنبلي في ”زاد المستنقع” للمبتدئين، و ”المقنع” لمن بعدهم للخلاف المذهبي، ثم ”المغني” للخلاف العالي، ولا يسمح بالطبقة الأولى أن تجلس في درس الثانية… وهكذا؛ دفعاً للتشويش.



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
نعم صحيح , من أهل العلم من يفعل ذلك , إذا كان يدرس الفقه الحنبلي يدرس زاد المستقنع لأن المستقنع هو اختصار للمقنع , ثم ينتقل الى تدريس المقنع , لأن المقنع يذكر فيه الروايتين والقولين والوجهين , بدون تعليل ولا دليل , فقط ليطلع الطالب على أن هناك خلاف في المسائل , بعضهم ينتقل الى الكافي قبل المقنع لأنه يذكر فيه خلاف المذهبين مع الأدلة وبهذا يمتاز عن المقنع , ثم بعد ذلك المغني , لان في المغني الخلاف ليس مع الامام ابن أحمد بل مع عامة المذاهب .

فهو يترقى من هذا الى هذا , الامام رحمه الله سلك هذا المنهج , لكن له كتاب قبل المقنع سماه عمدة الفقه , فيها مختصر أقل بكثير من زاد المستقنع من حيث المسائل لطنا تشتمل على بعض الدلائل . يعني ليست جافة كزاد المستقنع بل فيها أدلة .

فالحاصل أن المعلم يرتقي بالطلبة درجة فدرجة حتى يتقنوا ما تعلموه .


قال : لا يصح للطبقة الاولى أن تجلس في الثتنية وهكذا , دفعا للتشويش , ولكن بالنسبة لي النقطة الأخيرة لا أستطيع , أجمع بين الصغير والكبير فيما ندرسه من الكتب , وسبب ذلك أن الطلاب عندنا يتواردون شيئا فشيئا , ولو رأينا الوافدين لأهملنا حق السابقين , لو قلنا مثلا :

إذا جاء ناس جدد , رجعنا في زاد المستقنع الى كتاب الطهارة , ووصلنا مثلا فيه الى كتاب الصلاة . وفي العام الثاني , وفد جماعة , فماذا نعمل ؟

لو رجعنا مع الطهارة , كان في هذا ظلما للسابقين , وسنبقى دائما من اول الطهارة الى الصلاة , هذا ما نستطيع , لذلك نرجو منكم العذر , الا أنه من الطلبة السابقين جلس الى الطلبة الوافدين في بعض المختصرات , وهذا من نعمة الله جل وعلا على الجميع .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142139#_ftnref1) -”تراجم الرجال ”للخضر حسين (ص105) و”فتاوى شيخ الإسلام” ابن تيمية (23 / 54 – 55) مهم.



..http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif..

شموخ الهمه
13-11-09, 09:11 PM
http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif تابع الفصل الثاني http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif



.:.:. محتوى الشريط } ~
[ [ أمور ست لا بد من الطالب مراعاتها، وبيان كل منها.] ]
[ [ بيان ما يبدأ به الطالب في مدارسة العلم وحفظه.] ]



http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1-حفظ مختصر فيه.
2-ضبطه على شيخ متقن.
3-عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4-لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5-اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6-جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.




http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
هذه الأمور لا بد من مراعاتها كما قال الشيخ ,

اولا حفظ مختصر فيه :
فمثلا اذا كنت تطلب النحو فاحكم مختصرا فيه , ان كنت مبتدءا فلا أرى أحسن من متن الآجرومية , لأنه واضح وجامع وحاصل وفيه بركة , ثم متن الألفية ,لأنها خلاصة علم النحو , كما قال هو نفسه : أحصى من الكافية الخلاصة كما اقتضى فينا الى خصاصة .


في الفقه : احفظ زاد المستقنع لان هذا الكتاب مختوم في الشروح والحواشي والتدريس , وان كان بعض المتون الأخرى أحسن منه بوجه ,لكن هو أحسن منها من وجه آخر من حيث كثرة المسائل الموجودة فيه


في الحديث : متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام , وان كنت تقول اما هذا أو هذا , فبلوغ المرام أحسن لأنه أكثر , ولأن الحافظ بن حجر رحمه الله يبين درجة الحديث وهذا مفقود عند عمدة الأحكام , وان كان درجة الحديث فيه معروفة لانه لم يضع في هذا الكتاب الا ما اتفق عليه الشيخان , البخاري ومسلم .


في التوحيد : من أحسن ما قرأنا كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب , وقد يسر الله تعالى في الآونة الأخيرة , من خرج أحاديثه وبين ما في بعضها من ضعف , والحق أحق أن يتبع .


في الأسماء والصفات : من أحسن ما قرأت العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام بن تيمية , فهي كتاب جامع مبارك ومفيد .

خذ من كل فن تريد طلبه كتابا مختصرا فيه واحفظه .


ثانيا : ضبطه على شيخ متقن :
ولو قال ضبطه وشرحه لكان أولى , لأن المقصود ضبطه وتحقيق ألفاظه وماكان زائدا أو ناقصا وكذلك الشرح , استشرح هذا المتن على شيخ متقن وكما قلنا فيما سبق :
انه يجب أن يضاف الى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة .

لأن هذا من أهم ما يكون , وانتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد, لأن عليهما مدار العمل , فقد قال العفريت من الجن : " أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عله لقوي أمين "

وقالت بنت صاحب مدين :" يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين "


وقال تعالى في وصف جبريل عليه السلام : " ذي قوة عند ذي الغرش مكين * مطاع ثم َّ أمين "


فعلى هذا القوة والأمانة تبنى الأعمال كلها ,فلا بد من شيخ متقن ويكون أمينا .




الثالث : عدم الاشتغال بالمطولات ,
وهذه الفقرة مهمة جدا لطالب العلم .
ان يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه , ثم بعد ذلك يذهب الى المطولات , لكن بعض الطلبة قد يغرض فيطالع المطولات , وإذا جلس مجلسا قال : قال صاحب المغني ... قال صاحب الاحصاء .... قال صاحب الحاوي ....


ليظهر أنه واسع الاطلاع , وهذا خطأ . نحن نقول ابدأ بالمختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنك , ثم إذا من َّ الله عليك فاشتغل بالمطولات , ولهذا قال :
عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله

أي لأصل ذلك العلم .


وانتبهوا لهذه المسألة , إياكم أن تشغلوا بالمطولات قبل إتقان ما دونه , وقياس ذلك بالأمر المحسوس أن ينزل من لم يتعلم السباحة الى بحر عميق ,



رابعا يقول : لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر



وهذه أيضا [ آفة ] , يعني التنقل من مختصر الى آخر أو من كتاب فوق المختصر الآخر , آفة عظيمة تقطع على الطالب طلبه , وتضيع عليه أوقاته , كل يوم له كتاب , با أحيانا كل ساعة له كتاب , وهذا خطأ .

إذا عزمت على أن يكون قرارك الكتاب الفلاني , فاستمر فيه .

لاتقل أقرأ فصلا من هذا الكتاب ثم أنتقل الى آخر , فإن هذا مضيعة الوقت ويكون بلا موجب , اما إذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك هذا المختصر ورأيت شيخا متقنا وموثوقا بأمانته يدرس مختصرا آخر فهذا موجب , لا حرج عليك أن تنتقل من هذا الى ذاك.



خامسا : اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .



وهذا أيضا من اهم ما يكون , الفوائد التي لا تكاد تطرأ على الذهن , أو التي يندر ذكرها والتعرض لها , أو التي تكون مستجدة تحتاج الى بيان الحكم فيها , هذه اقتنصها واضبطها بالكتاب وقيدها , لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة لأن اقيدها , لا ماأنساها , فإنك سرعان ما تنسى , وكم من فائدة تمر بالانسان يقول هذه سهلة لا تحتاج الى قيد , ثم بعد مدة وجيزة يتذكرها ولا يجدها , لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر ويتجدد وقوعها .



كذلك الضوابط , احرص على الاهتمام بالضوابط , فمن الضوابط ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام ,وتبني عليها الأحكام , فهذه أيضا احتفظ بها , ولولا أني سمعت أن بعض الإخوان الآن يتتبع هذه الضوابط ويحررها لكنت من الحسن أن نكلف أحدكم للقيام بهذا العمل .


تتبع القول من أوله الى آخره , كلما يذكر علة تدونها , فإنه ينبني عليها مسائل كثيرة , يكون هناك ضابط يدخل تحته جزئيات كثيرة , مثلا :


إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على اليقين , هذه تعتبر حكما وأيضا ضابطا .


يعلل ذلك : لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان , إذا شك في نجاسة ماء طاهر فهو طاهر ,أو بطهارة نجس فهو نجس .


فلو أن الانسان كلما مر عليه مثل هذه التعليلات حررها وضبطها ,ثم حاول في المستقبل أن يبني عليها مسائل جزئية كان في هذا فائدة كثيرة له ولغيره .



-سادسا : جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.


أي أن الانسان يجمع نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا ويسارا , يوم يقول مثلا اريد أن أفتح مكتبة , ويوم ثاني يقول لا أبيع الخضار .....


هذا غير صحيح . يجب أن تجمع النفس على الطلب , مادمت مقتنعا بأن هذا منهجك وسبيلك فاجمع نفسك عليه , وأيضا اجمع نفسك على الترقي فيه , فكر بما وصل اليه علمك من مسائل واطلاع حتى تترقى شيئا فشيئا ,


واستعن بمن تثق به من زملائك وإخوانك , فيما إذا احتجت المسألة الى استعانة , ولا تستحي أن تقول يا فلان ساعدني على تحقيق هذه المسألة , ومراجعة الكتب ...


لا , الحياء لا يعيب أحد , فلا ينال العلم مستحي ولا مستكبر , وأما قوله :
-والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه :
أي أن يكون الانسان عنده شغف شديد , تتحرق نفسه لينال ما هو فوق منزلته التي هو فيها حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

وكان من رأي ابن العربي المالكي[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142139#_ftn1) أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين، وأن يقدم تعليم العربية والشعر والحساب، ثم ينتقل منه إلى القرآن.


http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
وهذا ليس على إطلاقه , بل يجب أن يقيد , ولعل ابن خلدون يقيده , فإن لم يفعل قيدنا ما يحتاج الى قيد .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

لكن تعقبه بن خلدون بأن العوائد لا تساعد على هذا، وأن المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه؛ لأن الولد ما دام في الحجر؛ ينقاد للحكم، فإذا تجاوز البلوغ؛ صعب جبره.
أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثر؛ فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط.



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
نعم هذا ما نريده , قوله رحمه الله أنك تقدم تعليم العربية , هذا قد يكون مسلما بالنسبة لمن لا يتقن العربية , وذلك لأنه لا يمكن أن يقرأ القرآن إلا إذا تعلم العربية , أما من كان عربيا فليس من المعقول أن يقول تعلم العربية , وتوسع فيها والشعر والحساب

[[ كيف يقدم الشعر والحساب على القرآن ؟ ]]

هذا ليس بمسلم , كذلك قوله : لا يجمع بين علمين , فيقال إن الناس يختلفون في الفهم والاستعداد , فقد يكون سهلا على المرء أن يجمع بين علمين , وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين , كل انسان طبيب نفسه , إذا رأى من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين , ولكن ليحذر نشاط البدء , لأن نشاط البدء بمنزلة السكر ,فإن بعض الناس أول مايبدأ يجد نفسه نشيطا نشيطا , فيريد أن ينتهي من العلوم جميعا فإذا به ينقص على الوراء , لأنه كبَّر اللقمة , ومن كبَّر اللقمة لا بد أن يغص , حتى ولو وجدت من نفسك قدرة وقوة لا تكلفها مالا تطيق ,اتزن حتى تستمر .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

وكان من أهل العلم من يدرس الفقه الحنبلي في ”زاد المستنقع” للمبتدئين، و ”المقنع” لمن بعدهم للخلاف المذهبي، ثم ”المغني” للخلاف العالي، ولا يسمح بالطبقة الأولى أن تجلس في درس الثانية… وهكذا؛ دفعاً للتشويش.



http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
نعم صحيح , من أهل العلم من يفعل ذلك , إذا كان يدرس الفقه الحنبلي يدرس زاد المستقنع لأن المستقنع هو اختصار للمقنع , ثم ينتقل الى تدريس المقنع , لأن المقنع يذكر فيه الروايتين والقولين والوجهين , بدون تعليل ولا دليل , فقط ليطلع الطالب على أن هناك خلاف في المسائل , بعضهم ينتقل الى الكافي قبل المقنع لأنه يذكر فيه خلاف المذهبين مع الأدلة وبهذا يمتاز عن المقنع , ثم بعد ذلك المغني , لان في المغني الخلاف ليس مع الامام ابن أحمد بل مع عامة المذاهب .

فهو يترقى من هذا الى هذا , الامام رحمه الله سلك هذا المنهج , لكن له كتاب قبل المقنع سماه عمدة الفقه , فيها مختصر أقل بكثير من زاد المستقنع من حيث المسائل لطنا تشتمل على بعض الدلائل . يعني ليست جافة كزاد المستقنع بل فيها أدلة .

فالحاصل أن المعلم يرتقي بالطلبة درجة فدرجة حتى يتقنوا ما تعلموه .


قال : لا يصح للطبقة الاولى أن تجلس في الثتنية وهكذا , دفعا للتشويش , ولكن بالنسبة لي النقطة الأخيرة لا أستطيع , أجمع بين الصغير والكبير فيما ندرسه من الكتب , وسبب ذلك أن الطلاب عندنا يتواردون شيئا فشيئا , ولو رأينا الوافدين لأهملنا حق السابقين , لو قلنا مثلا :

إذا جاء ناس جدد , رجعنا في زاد المستقنع الى كتاب الطهارة , ووصلنا مثلا فيه الى كتاب الصلاة . وفي العام الثاني , وفد جماعة , فماذا نعمل ؟

لو رجعنا مع الطهارة , كان في هذا ظلما للسابقين , وسنبقى دائما من اول الطهارة الى الصلاة , هذا ما نستطيع , لذلك نرجو منكم العذر , الا أنه من الطلبة السابقين جلس الى الطلبة الوافدين في بعض المختصرات , وهذا من نعمة الله جل وعلا على الجميع .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142139#_ftnref1) -”تراجم الرجال ”للخضر حسين (ص105) و”فتاوى شيخ الإسلام” ابن تيمية (23 / 54 – 55) مهم.



..http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif..

شموخ الهمه
13-11-09, 10:42 PM
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifنــكــــمـــــــلhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif


.. °¤ المتن ¤°..
•.[ واعلم أن ذكر المختصرات والمطولات التي يؤسس عليه الطلب والتلقي لدى المشايخ تختلف غالباً من قطر إلى قطر باختلاف المذاهب، وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من إتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره. ].•


/// الشـــــرح } ҉
الفقرة هذه صحيحة , مثلا قد يكون الطالب في بلاد العلماء فيها يبنون أصول تدريسهم العلوم على كتب الشافعي ,أو في بلد ينهج فيه أهله منهج الامام أحمد تجد العلماء يدرسون منهج هذا الامام , وهلم جره .....



http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp


.. °¤ المتن ¤°..
•.[ والحال هنا تختلف من طالب إلى آخر باختلاف القرائح والفهوم، وقوة الاستعداد وضعفه، وبرودة الذهن وتوقده.].•




/// الشـــــرح } ҉
هناك أسباب أخرى أيضا وهي قوة الاستعداد للعلم , وتلقيه , وكذلك كثرة المشاغل وقلتها .
المهم , أن الاختلاف وارد في كل شئ , لكن ما ذكره أولا مبني على الغالب , وقد يكون من المبتدئين من يمكن أن تدرسه المقنع

http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp



.. °¤ المتن ¤°..
•.[ وقد كان الطلب في قطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد: للمبتدئين، ثم المتوسطين، ثم المتمكنين:
ففي التوحيد:
”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة.
وفي توحيد الأسماء والصفات:
”العقيدة الواسطيه"، ثم ”الحموية"، و ”التدمرية"؛ ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى، فـ "الطحاوية” مع ”شرحها".
وفي النحو:
”الأجرومية"، ثم ”ملحة الإعراب” للحريري، ثم "قطر الندى” لابن هشام، وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.
وفي الحديث:
”الأربعين” للنووي، ثم ”عمدة الأحكام” للمقديسي، ثم ”بلوغ المرام” لابن حجر، و ”المنتقى” للمجد بن تيمية؛ رحمهم الله تعالى، فالدخول في قراءة الأمّات الست وغيرها.].•



/// الشـــــرح } ҉


الأمُّات : لغير العقلاء
الأمَّهات : للعقلاء .
هذا هو الفرق وعلى هذا فإذا قلت : تجب الزكاة في السخال وأمَّاتها
هذا الكلام الذي ذكره الشيخ يحتاج الى تعليق .


يقول رحمه الله :[ [ ففي التوحيد:] ] ”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة.
يعني يبدأ بالأصغر في الأصل :
_ فثلاثة الأصول : تدور على من ربك وما دينك ومن نبيك ؟
_ القواعد الأربعة : تدور على قوله تعالى :*والعصر * ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *
_ كشف الشبهات : هو كشف شبهات أهل الشرك التي أوردوها , وأجاب عنها الشيخ رحمه الله بما تيسر


ثم يقول :
[ [ في توحيد الأسماء والصفات ] ]: العقيدة الواسطية التي ألفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , وهي من أخصر كتب العقيدة ومن أحسنها , وسميت بالواسطية نسبة الى واسط , لان بعض طلابها قدم الى الشيخ رحمه الله وطلب منه ان يكتب عن عقيدة السلف , فكتب هذه العقيدة المباركة .

_ قال ثم الحموية ثم التدمرية : وهما رسالتان أوسع من العقيدة الواسطية لكنها أجمع منهما لأنه ذكر فيها الأسماء والصفات والكلام على الإيمان باليوم الآخر وطريقة أهل السنة والجماعة ومنهجهم , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وغير ذلك
لكن الحموية والتدمرية تمتازان أنهما أوسع منها في باب الصفات .

_ يقول : فالطحاوية مع شرحها , وهي معروفة وصارت شائعة منتشرة بين الناس الآن , حيث أقرت في الجامعة .


[ [ في النحو ] ]
_ الآجرومية , كتاب صغير لكنه مبارك وجامع , مقسم سهل وأنا أنصح به كل مبتدئ بالنحو أن يقرأه ,
_ كذلك أيضا ملحة الإعراب للحريري ,
_ ثم "قطر الندى” لابن هشام،
_ وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.

هكذا قال الشيخ بكر , لكني أقول : الآجرومية ثم نقفز الى الألفية
اما أن نحشر أذهاننا بكتب تعتبر كالتكرار لأولها فلا حاجة .

_ ملحة الإعراب هذه نظم , فيها بيت مشهور عند الناس :

إن تجد عيبا فسدَّ الخلل ....فجلَّ من لا عيب فيه وعلا

كثير من الكتاب الذين يكتبون الكتب العلمية باليد فيما سبق إن انتهى يقول هذا البيت , انا اختار الآجرومية ثم ألفية ابن مالك , احفظها واستشرحها من رجل عالم بالنحو , فيها الخير الكثير .



[ [ في الحديث ] ]: الأربعين النووية , وهذا طيب , هذا الكتاب طيب لأن فيه آدابا ومنهجا جيدا وقواعد مفيدة جدا , فيه حديث واحد يمكن للإنسان أن يبني حياته عليه " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه " هذه قاعدة , لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه وتسير لكانت كافية , وفي النطق :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "

_ثم عمدة الأحكام للمقدسي ,

_ ثم بلوغ المرام لابن حجر , وأرى أن يقتصر على بلوغ المرام لان عمدة الأحكام داخلة في بلوغ المرام , أكثر أحاديثه داخلة في بلوغ المرام . فهو أوسع منه وأشد تحريرا . لكن إن لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع , فإذا لم تستطع حفظ بلوغ المرام عندك عمدة الأحكام , زبدة , أي ساعة تريد أن تستدل خذ حديثا منها ولا حاجة لأن تبحث عن صحته لأن أحاديثه منتخبة من صحيح البخاري ومسلم .


_والمنتقى للمجد ابن تيمية , المنتقى أكبر من بلوغ المرام بكثير لكنه أضعف منه من حيث بيان مرتبة الحديث


_ قال : فالدخول في قراءة الأمّات الست وغيرها.


.:.:. [[ ما هي الامَّات الست ؟؟ ]] .:.:.
البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وسميت الأمات [ لأنها مرجع الأحاديث ] , لهذا قال بعض العلماء :إذا رأيت حديثا في غير الامهات فلا تحكم عليه حتى تحرره تخريجا , لأن هذه الامهات هي التي اشتهرت بين المسلمين وأخذوها وتلقوها بالقبول , وإن كان فيها الضعيف وربما الموضوع أيضا لكن اشتهرت واعتبرت عند المسلمين


[ [ وفي المصطلح] ] :”نخبة الفكر” لابن حجر، ثم ”ألفية العراقي” رحمه الله تعالى.

_ نخبة الفكر أظنها ثلاث صفحات تقريبا لكنها نخبة , يعني الانسان إذا فهمها تماما واتقنها تغني عن كتب كثيرة في المصطلح ,لانها مضبوطة تماما وله طريقة غريبة في التأليف , وهي السبر والتقسيم .

أكثر المؤلفات يأتي الكلام مرسلا سلسا , لكن هو رحمه الله اختار هذه الطريقة , الخبر غما ان يكون له طرق محصورة بعدد او غير محصورة , والمحصورة تجد الانسان إذا قراها يجد نشاطا لأنها مبنية على إثارة العقل , وأنا أشير عليكم أيها الطلبة أن تحفظوها لانها خلاصة القول .

_ ثم ألفية العراقي , هي مطولة لكني أرى ان يقتصر الانسان على فهمها , وأنه لا حاجة لحفظها , لأن هناك نظوم أهم منها


[ [ وفي الفقه ] ] : ”آداب المشي إلى الصلاة” للشيخ محمد بن عبد الوهاب،

ثم ”زاد المستنقع” للحجاوي رحمه الله تعالى، أو ”عمدة الفقه"،

ثم "المقنع” للخلاف المذهبي، و ”المغنى” للخلاف العالي؛ ثلاثتها لابن قدامه رحمه الله تعالى.

لكن غيره ذكر أربعة , وهي :العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني ,

كفى الناس بالكافي وأقنع طالبا بمقنع فقه عن كتاب مطول
واغنى بمغن فقه من كان عالما وعمدته من يعتمدها يحصل

ذكرت هذه الأربعة في البيتين ,


[ [ وفي أصول الفقه] ]: ”الورقات” للجويني رحمه الله تعالى، ثم ”روضة الناظر” لابن قدامه رحمه الله تعالى.

قفزة جيدة , الورقات صغيرة , ثم بعدها روضة الناظر , الفرق بينهما كبير وبعيد .

لكن هناك كتب مختصرة في أصول الفقه , جيدة يمكن أن يعتمد الانسان عليها وربما تغني عن روضة الناظر . وأصول الفقه هي عبارة عن قواعد وضوابط يتوصل الانسان بها الى معرفة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية


[ [ وفي الفرائض ] ] :”الرحبية”، و ثم مع شروحها، و”الفوائد الجلية”.
الرحبية هي للرحبي ,الفوائد الجلية : للشيخ عبد العزيز ابن باز .
لكن أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية , أجمع من وجه وأوسع معلوماتا من وجه آخر .ففي مقدمتها ذكر الحقوق المترتبة على التركة من بعد موت الانسان ولم تذكر في الرحبية ,
ذكر أركان الإرث وشروط الإرث ولم تذكر في الرحبية , ذكر الرب وذوي الأرحام ولم تذكر في الرحبية , على أنها أخصر من الرحبية وأجمع

في باب الثلثين الرحبي ذكر أربعة أبيات , والبرهاني ذكر بيتا واحدا فقال :

والثلثان لاثنتين استوتا فصاعدا ممن له النصف أتى

كل واحدة لها النصف فإذا صار معها نظيرها صار لهما الثلثان ولها شرح لابن سلوم , مطول ومختصر مفيد جدا
فلذلك أنا أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية لما ذكرته .

[ [ وفي التفسير] ] :”تفسير ابن كثير” رحمه الله تعالى. وهو جيد بالنسبة للتفسير بالأثر, لكنه قليل الفائدة , بالنسبة لأوجه الإعراب والبلاغة

وخير ما قرأت في أوجه الإعراب والبلاغة : الكشاف للزمخشري , وكل من بعده فهم عيال عليه , أحيانا تجد عبارات الزمخشري منقولة نقلا
لكن لتفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة , لأنه معتزلي

[ [ وفي أصول التفسير] ] :”المقدمة” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. وهي كتاب مختصر جيد مفيد


[ [ وفي السيرة النبوية ] ] :”مختصرها” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصلها لابن هشام، وفيه ”زاد المعاد” لابن القيم رحمه الله تعالى.
لكن السرة النبوية : المختصر والأصل مجرد تاريخ .
أما زاد المعاد فإنه تاريخ وفقه للسيرة , قد تكون في التوحيد أو في الأمور العملية .

[ [ وفي لسان العرب ] ] : _ العناية بأشعارها، كـ”المعلقات السبع المعلقات السبع قصائد , من أجمع القصائد وأحسنها وأروعها , اختارتها قريش لتعلقها بالكعبة , ولهذا تسمى المعلقات , ولما ذكر ابن كثير رحمه الله اللامية , لأبي طالب , قال هذه اللامية يحق أن تكون مع المعلقات لأنها أقوى منها وأعظم , وفيها يقول أبو طالب :

لقد علموا أن ابننا لا مكذب ....لدينا ولا يعنى بقول الأباطل .

وهذه شهادة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صادق ولكن هذه الشهادة من أبو طالب لم تستلزم القبول والإذعان لذلك ما انتفع وخذل عند موته , وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا إله إلا الله , عند الموت لكنه ما استطاع .


_ وأيضا يقول القراءة في ”القاموس” للفيروز آبادي رحمه الله تعالى.

نقول نقرأ القاموس ؟ أو نراجع القاموس ؟
الثاني .. مراجعة , أما القراءة فمهما قرأت لا تستفيد الفائدة المرجوة , لكن فيه مقدمات مشروحة جيدة في الصرف

http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifانتهى الشريط الثالث http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 10:42 PM
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifنــكــــمـــــــلhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif


.. °¤ المتن ¤°..
•.[ واعلم أن ذكر المختصرات والمطولات التي يؤسس عليه الطلب والتلقي لدى المشايخ تختلف غالباً من قطر إلى قطر باختلاف المذاهب، وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من إتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره. ].•


/// الشـــــرح } ҉
الفقرة هذه صحيحة , مثلا قد يكون الطالب في بلاد العلماء فيها يبنون أصول تدريسهم العلوم على كتب الشافعي ,أو في بلد ينهج فيه أهله منهج الامام أحمد تجد العلماء يدرسون منهج هذا الامام , وهلم جره .....



http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp


.. °¤ المتن ¤°..
•.[ والحال هنا تختلف من طالب إلى آخر باختلاف القرائح والفهوم، وقوة الاستعداد وضعفه، وبرودة الذهن وتوقده.].•




/// الشـــــرح } ҉
هناك أسباب أخرى أيضا وهي قوة الاستعداد للعلم , وتلقيه , وكذلك كثرة المشاغل وقلتها .
المهم , أن الاختلاف وارد في كل شئ , لكن ما ذكره أولا مبني على الغالب , وقد يكون من المبتدئين من يمكن أن تدرسه المقنع

http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp



.. °¤ المتن ¤°..
•.[ وقد كان الطلب في قطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد: للمبتدئين، ثم المتوسطين، ثم المتمكنين:
ففي التوحيد:
”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة.
وفي توحيد الأسماء والصفات:
”العقيدة الواسطيه"، ثم ”الحموية"، و ”التدمرية"؛ ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى، فـ "الطحاوية” مع ”شرحها".
وفي النحو:
”الأجرومية"، ثم ”ملحة الإعراب” للحريري، ثم "قطر الندى” لابن هشام، وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.
وفي الحديث:
”الأربعين” للنووي، ثم ”عمدة الأحكام” للمقديسي، ثم ”بلوغ المرام” لابن حجر، و ”المنتقى” للمجد بن تيمية؛ رحمهم الله تعالى، فالدخول في قراءة الأمّات الست وغيرها.].•



/// الشـــــرح } ҉


الأمُّات : لغير العقلاء
الأمَّهات : للعقلاء .
هذا هو الفرق وعلى هذا فإذا قلت : تجب الزكاة في السخال وأمَّاتها
هذا الكلام الذي ذكره الشيخ يحتاج الى تعليق .


يقول رحمه الله :[ [ ففي التوحيد:] ] ”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة.
يعني يبدأ بالأصغر في الأصل :
_ فثلاثة الأصول : تدور على من ربك وما دينك ومن نبيك ؟
_ القواعد الأربعة : تدور على قوله تعالى :*والعصر * ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *
_ كشف الشبهات : هو كشف شبهات أهل الشرك التي أوردوها , وأجاب عنها الشيخ رحمه الله بما تيسر


ثم يقول :
[ [ في توحيد الأسماء والصفات ] ]: العقيدة الواسطية التي ألفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , وهي من أخصر كتب العقيدة ومن أحسنها , وسميت بالواسطية نسبة الى واسط , لان بعض طلابها قدم الى الشيخ رحمه الله وطلب منه ان يكتب عن عقيدة السلف , فكتب هذه العقيدة المباركة .

_ قال ثم الحموية ثم التدمرية : وهما رسالتان أوسع من العقيدة الواسطية لكنها أجمع منهما لأنه ذكر فيها الأسماء والصفات والكلام على الإيمان باليوم الآخر وطريقة أهل السنة والجماعة ومنهجهم , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وغير ذلك
لكن الحموية والتدمرية تمتازان أنهما أوسع منها في باب الصفات .

_ يقول : فالطحاوية مع شرحها , وهي معروفة وصارت شائعة منتشرة بين الناس الآن , حيث أقرت في الجامعة .


[ [ في النحو ] ]
_ الآجرومية , كتاب صغير لكنه مبارك وجامع , مقسم سهل وأنا أنصح به كل مبتدئ بالنحو أن يقرأه ,
_ كذلك أيضا ملحة الإعراب للحريري ,
_ ثم "قطر الندى” لابن هشام،
_ وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.

هكذا قال الشيخ بكر , لكني أقول : الآجرومية ثم نقفز الى الألفية
اما أن نحشر أذهاننا بكتب تعتبر كالتكرار لأولها فلا حاجة .

_ ملحة الإعراب هذه نظم , فيها بيت مشهور عند الناس :

إن تجد عيبا فسدَّ الخلل ....فجلَّ من لا عيب فيه وعلا

كثير من الكتاب الذين يكتبون الكتب العلمية باليد فيما سبق إن انتهى يقول هذا البيت , انا اختار الآجرومية ثم ألفية ابن مالك , احفظها واستشرحها من رجل عالم بالنحو , فيها الخير الكثير .



[ [ في الحديث ] ]: الأربعين النووية , وهذا طيب , هذا الكتاب طيب لأن فيه آدابا ومنهجا جيدا وقواعد مفيدة جدا , فيه حديث واحد يمكن للإنسان أن يبني حياته عليه " من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه " هذه قاعدة , لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه وتسير لكانت كافية , وفي النطق :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "

_ثم عمدة الأحكام للمقدسي ,

_ ثم بلوغ المرام لابن حجر , وأرى أن يقتصر على بلوغ المرام لان عمدة الأحكام داخلة في بلوغ المرام , أكثر أحاديثه داخلة في بلوغ المرام . فهو أوسع منه وأشد تحريرا . لكن إن لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع , فإذا لم تستطع حفظ بلوغ المرام عندك عمدة الأحكام , زبدة , أي ساعة تريد أن تستدل خذ حديثا منها ولا حاجة لأن تبحث عن صحته لأن أحاديثه منتخبة من صحيح البخاري ومسلم .


_والمنتقى للمجد ابن تيمية , المنتقى أكبر من بلوغ المرام بكثير لكنه أضعف منه من حيث بيان مرتبة الحديث


_ قال : فالدخول في قراءة الأمّات الست وغيرها.


.:.:. [[ ما هي الامَّات الست ؟؟ ]] .:.:.
البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه
وسميت الأمات [ لأنها مرجع الأحاديث ] , لهذا قال بعض العلماء :إذا رأيت حديثا في غير الامهات فلا تحكم عليه حتى تحرره تخريجا , لأن هذه الامهات هي التي اشتهرت بين المسلمين وأخذوها وتلقوها بالقبول , وإن كان فيها الضعيف وربما الموضوع أيضا لكن اشتهرت واعتبرت عند المسلمين


[ [ وفي المصطلح] ] :”نخبة الفكر” لابن حجر، ثم ”ألفية العراقي” رحمه الله تعالى.

_ نخبة الفكر أظنها ثلاث صفحات تقريبا لكنها نخبة , يعني الانسان إذا فهمها تماما واتقنها تغني عن كتب كثيرة في المصطلح ,لانها مضبوطة تماما وله طريقة غريبة في التأليف , وهي السبر والتقسيم .

أكثر المؤلفات يأتي الكلام مرسلا سلسا , لكن هو رحمه الله اختار هذه الطريقة , الخبر غما ان يكون له طرق محصورة بعدد او غير محصورة , والمحصورة تجد الانسان إذا قراها يجد نشاطا لأنها مبنية على إثارة العقل , وأنا أشير عليكم أيها الطلبة أن تحفظوها لانها خلاصة القول .

_ ثم ألفية العراقي , هي مطولة لكني أرى ان يقتصر الانسان على فهمها , وأنه لا حاجة لحفظها , لأن هناك نظوم أهم منها


[ [ وفي الفقه ] ] : ”آداب المشي إلى الصلاة” للشيخ محمد بن عبد الوهاب،

ثم ”زاد المستنقع” للحجاوي رحمه الله تعالى، أو ”عمدة الفقه"،

ثم "المقنع” للخلاف المذهبي، و ”المغنى” للخلاف العالي؛ ثلاثتها لابن قدامه رحمه الله تعالى.

لكن غيره ذكر أربعة , وهي :العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني ,

كفى الناس بالكافي وأقنع طالبا بمقنع فقه عن كتاب مطول
واغنى بمغن فقه من كان عالما وعمدته من يعتمدها يحصل

ذكرت هذه الأربعة في البيتين ,


[ [ وفي أصول الفقه] ]: ”الورقات” للجويني رحمه الله تعالى، ثم ”روضة الناظر” لابن قدامه رحمه الله تعالى.

قفزة جيدة , الورقات صغيرة , ثم بعدها روضة الناظر , الفرق بينهما كبير وبعيد .

لكن هناك كتب مختصرة في أصول الفقه , جيدة يمكن أن يعتمد الانسان عليها وربما تغني عن روضة الناظر . وأصول الفقه هي عبارة عن قواعد وضوابط يتوصل الانسان بها الى معرفة استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية


[ [ وفي الفرائض ] ] :”الرحبية”، و ثم مع شروحها، و”الفوائد الجلية”.
الرحبية هي للرحبي ,الفوائد الجلية : للشيخ عبد العزيز ابن باز .
لكن أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية , أجمع من وجه وأوسع معلوماتا من وجه آخر .ففي مقدمتها ذكر الحقوق المترتبة على التركة من بعد موت الانسان ولم تذكر في الرحبية ,
ذكر أركان الإرث وشروط الإرث ولم تذكر في الرحبية , ذكر الرب وذوي الأرحام ولم تذكر في الرحبية , على أنها أخصر من الرحبية وأجمع

في باب الثلثين الرحبي ذكر أربعة أبيات , والبرهاني ذكر بيتا واحدا فقال :

والثلثان لاثنتين استوتا فصاعدا ممن له النصف أتى

كل واحدة لها النصف فإذا صار معها نظيرها صار لهما الثلثان ولها شرح لابن سلوم , مطول ومختصر مفيد جدا
فلذلك أنا أرى أن البرهانية أحسن من الرحبية لما ذكرته .

[ [ وفي التفسير] ] :”تفسير ابن كثير” رحمه الله تعالى. وهو جيد بالنسبة للتفسير بالأثر, لكنه قليل الفائدة , بالنسبة لأوجه الإعراب والبلاغة

وخير ما قرأت في أوجه الإعراب والبلاغة : الكشاف للزمخشري , وكل من بعده فهم عيال عليه , أحيانا تجد عبارات الزمخشري منقولة نقلا
لكن لتفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة , لأنه معتزلي

[ [ وفي أصول التفسير] ] :”المقدمة” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. وهي كتاب مختصر جيد مفيد


[ [ وفي السيرة النبوية ] ] :”مختصرها” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصلها لابن هشام، وفيه ”زاد المعاد” لابن القيم رحمه الله تعالى.
لكن السرة النبوية : المختصر والأصل مجرد تاريخ .
أما زاد المعاد فإنه تاريخ وفقه للسيرة , قد تكون في التوحيد أو في الأمور العملية .

[ [ وفي لسان العرب ] ] : _ العناية بأشعارها، كـ”المعلقات السبع المعلقات السبع قصائد , من أجمع القصائد وأحسنها وأروعها , اختارتها قريش لتعلقها بالكعبة , ولهذا تسمى المعلقات , ولما ذكر ابن كثير رحمه الله اللامية , لأبي طالب , قال هذه اللامية يحق أن تكون مع المعلقات لأنها أقوى منها وأعظم , وفيها يقول أبو طالب :

لقد علموا أن ابننا لا مكذب ....لدينا ولا يعنى بقول الأباطل .

وهذه شهادة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صادق ولكن هذه الشهادة من أبو طالب لم تستلزم القبول والإذعان لذلك ما انتفع وخذل عند موته , وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا إله إلا الله , عند الموت لكنه ما استطاع .


_ وأيضا يقول القراءة في ”القاموس” للفيروز آبادي رحمه الله تعالى.

نقول نقرأ القاموس ؟ أو نراجع القاموس ؟
الثاني .. مراجعة , أما القراءة فمهما قرأت لا تستفيد الفائدة المرجوة , لكن فيه مقدمات مشروحة جيدة في الصرف

http://somiah.m.googlepages.com/4untitled.bmp


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifانتهى الشريط الثالث http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 11:48 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifبســـم الله الرحــمن الرحــيم http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif



http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gifالشريط الرابعhttp://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gif


{{{ محتوى الشريط }}}
تابع كيفية الطلب والتلقي .... الى تلقي العلم من الأشياخ...
-بيان ما يحتاج إليه الحافظ
-تلقي الطالب علمه على يد العالم، وبيان فوائده


سؤال :لا شك ان قراءة الشعر تقوي الجانب اللغوي عند الطالب , ما حكم قراءة الأشعار العربية التي فيها كلمات غزل ونحوه ؟

جواب الشيخ :اما الانسان الذي لا يحركه هذا الغزل , فلا بأس .
وأما الذي يحركه ويخشى على نفسه منه فليتجنبه



سؤال : وضع القرآن في بدالة الهاتف أثناء انتظار المكالمة ؟
جواب الشيخ : اما القرآن فلا أرى ذلك ,حيث نقضي به غرضأ فقط , ومن ثم لانه قد يستمع اليه من لا يقدره أو يعظمه ويكرهه, لكن من الممكن ان تضع حكمة من الحكم . أواذا كنت في عمل أو جهة تبين عمل هذه الجهة أو المؤسسة أثناء الانتظار .


هناك أسئلة أخرى أجاب عنها الشيخ في الشريط ...

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل ”تاريخ بن جرير”، وابن كثير، وتفسيريهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوى وفتاويهم، لاسيما محرراتهم في الاعتقاد.
وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى ]] ღ…



||| الشرح } ~
الشيخ بكر يتحدث عن الطلب في قطرنا , وليس عن الطلب عموما ,ولهذا هذه الكتب التي عينها إنما هي في قطرنا وقد يكون ما يساويها او يشابهها في الأقطار الأخرى على هذا النمط

وأما قوله أنهم يركزون على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , فهذا صحيح , غالب المتأخرين يركزون عليهما , وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما , لأن فيهما من التحرير والتقعيب مالا يوجد في غيرهما
وتحس وأنت تقرأ كتبهما بأن كلامهما ينبع من القلب , ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان .
وأما تاريخ ابن جرير وابن كثير , فهذا عند المراجعة لا بأس , أما كون الانسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقت كثيرا .
وقوله كتب أئمة الدعوى , المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده , ومن تتلمذ على يدهم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحىثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب، حتى ضاع الطلاب فلا حفظ ولا فهم! ]] ღ…





||| الشرح } ~
قوله وفقه الله : الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات , هذا صحيح , لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية , فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا , ولا يكون الكلام محررا متناسقا , لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مختومة .

وكذلك الحفظ هو الأصل , من دون الحفظ يزول سريعا , وكانوا بالأول يلعبون علينا لما كنا في الطلب , يقولون لا تتعب نفسك في حفظ المتن عليك بالفهم , لكن وجدنا أننا ضائعون إذا لم يكن لدينا حفظ .


ما نفعنا الله تعالى إلا بما حفظنا من المتون , ولولا أن الله نفعنا بذلك لضاع علينا علم كثير , فلا تغتر بمن يقول الفهم , ولهذا هؤلاء الدعاة الى الفهم لو سألتهم أو ناقشتهم لوجدتهم ليس عندهم إلا علم ضحل , كسراب إذا حسبه الظمآن ماء حتى إذا أتاه لم يجده شيئا .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وفي خلو التلقين من الزعل والشوائب والكدر، سير على منهاج السلف.والله المستعان.]] ღ…


||| الشرح } ~

قوله خلو التلقين : يعني خلو تلقين العلم , من الزغل والشوائب والكدر , سير على منهاج السلف , يعني ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون التعلم والتعليم منهما خاليا من هذه العيوب , ينبغي أن يكون صافيا , بحيث يكون المعلم يريد إيصال العلوم الى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك , ويكون التلميذ واثقا مطمئنا الى ما يقوله المعلم


فإذا قال أنا أتعلم الآن لكن إذا خرجت أبحث عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ الواثق , وهذا يضيعه بلا شك .


لكن إذا أخذ عن العلم أخذ مستفيد واثق , ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة , فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى الصواب في خلافه . لكن مادام في زمن الطلب فليتكأ على من يتعلم على يديه وليأخذ كلامه بثقة واطمئنان , اما إذا خرج وبحث مع غيره من الطلاب فإنه لا يستقيم له علم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) رحمه الله تعالى[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145162#_ftn1):"يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قلت: - أي الذهبي-: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن” 1هـ.]] ღ…





||| الشرح } ~
شوف هذه ثقيلة من الذهبي رحمه الله , لو بقينا على كلام الحافظ عثمان بن خرزاد لكان أحسن.. يعني أهون علينا

1" الأمانة جزء من الدين , فتدخل في قوله : تحتاج الى عقل جيد ودين ,

2" والضبط داخل في الحفظ , حذق الشئ بمعنى فهمه وأدركه جيدا

3" يحتاج الى أن يكون تقيا , والتقوى رأس كل عبادة وهي الأصل
والتقوى أن تطيع أوامر الله واجتناب نواهيه لأن في ذلك تكون النجاة من عذاب الله

4" ذكيا يعني ليس غبيا , بأن يكون عنده فطنة وكم من انسان حافظ وليس بذكي , وكان رجل ممن سبق حافظا جدا وسريع الحفظ بطئ النسيان , حفظ الفروع لابن مفلح كان يحفظه كما يحفظ الفاتحة , لكن لا يفهم منه شيئا لأنه غير ذكي , فكانوا يلقبونه بحمار الفروع :
كقوله تعالى : كمثل الحمار يحمل أسفارا ....
وكانوا يأتون إليه على أنه نسخة , إذا اختلفوا في شئ راجعوه , فبعض الناس يكون عنده قوة حافظة , لكن ليس عنده ذكاء . وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة .

5" نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات
واللغوي يدخل فيه علم الصرف وعلم مفردات اللغة , وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك .

6" زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب , فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات .


ويعجبني أن أذكر لكم كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الكلام :[ [ أنهم أوتوا فهوما وما أوتوا علوما وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء ] ]
يعني عندهم فهم لكن ما عندهم علم .و أذكياء لكن ليسوا أزكياء


7" حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم , ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر .
قالت أم سليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يستحيي من الحق , هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم إذا هي رأت الماء

8" سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شئ , لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .

يقول : يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد , ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة , أي قد تكون خمسين صفحة عندهم تعتبر مجلدا , فإن كان هو المراد فلعل الله يعيننا عليه , وإن كان المراد بالمجلد ستمائة صفحة , فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد .


وقوله يحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد , وين هذه المكتبة .... على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ... نقول : الله المستعان .


وقوله ألا يفتر عن طلب العلم الى الممات : هذا صحيح , يعني أن طالب العلم يجب أن لايفتر , لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك , ومن طلب العلا سهر الليالي .

ويقال : أعط العلم كلك تدركه بعضه , وأعطه بعضك يفتك كله .

العلم يحتاج الى عناء وتعب , لكن إذا الانسان ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله يهبه علما لا يطرأ على باله ,وكثيرا ما نقف عند مسألة في الكتب ولا نجدها ثم إذا فكرنا في آية من آيات الله في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وجدنا الحل , لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة , بنية خالصة وتواضع , أهم ما يكون التواضع , أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع , للحق وللخلق , من أهم شئ لطالب العلم التواضع , لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي


قال الله تعالى في نبيه الكريم : * وإنك لعلى خلق عظيم *

فأعظم الناس تواضعا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة

قال : وإلا فلا يتعن , أي إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه , ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي , ارجع الى قوله تعالى :* فاتقوا الله ما استطعتم *

ونعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به , وإلا نفروا , لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك , هذه كفاية , والأكمل خمسمائة أو ستمائة , ونقول له يكفيك أن يكون عندك من الواوين خمسمائة مجلد , والأكمل ألف ... لو قلنا هذا لثقل عليه الطلب , لكن نقول له :

يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن كون عندك حرص ونشاط في طلب العلم , والله الموفق .



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145162#_ftnref1) -”سير أعلام النبلاء”(13/380).





http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif

شموخ الهمه
13-11-09, 11:48 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifبســـم الله الرحــمن الرحــيم http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif



http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gifالشريط الرابعhttp://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gif


{{{ محتوى الشريط }}}
تابع كيفية الطلب والتلقي .... الى تلقي العلم من الأشياخ...
-بيان ما يحتاج إليه الحافظ
-تلقي الطالب علمه على يد العالم، وبيان فوائده


سؤال :لا شك ان قراءة الشعر تقوي الجانب اللغوي عند الطالب , ما حكم قراءة الأشعار العربية التي فيها كلمات غزل ونحوه ؟

جواب الشيخ :اما الانسان الذي لا يحركه هذا الغزل , فلا بأس .
وأما الذي يحركه ويخشى على نفسه منه فليتجنبه



سؤال : وضع القرآن في بدالة الهاتف أثناء انتظار المكالمة ؟
جواب الشيخ : اما القرآن فلا أرى ذلك ,حيث نقضي به غرضأ فقط , ومن ثم لانه قد يستمع اليه من لا يقدره أو يعظمه ويكرهه, لكن من الممكن ان تضع حكمة من الحكم . أواذا كنت في عمل أو جهة تبين عمل هذه الجهة أو المؤسسة أثناء الانتظار .


هناك أسئلة أخرى أجاب عنها الشيخ في الشريط ...

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل ”تاريخ بن جرير”، وابن كثير، وتفسيريهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوى وفتاويهم، لاسيما محرراتهم في الاعتقاد.
وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى ]] ღ…



||| الشرح } ~
الشيخ بكر يتحدث عن الطلب في قطرنا , وليس عن الطلب عموما ,ولهذا هذه الكتب التي عينها إنما هي في قطرنا وقد يكون ما يساويها او يشابهها في الأقطار الأخرى على هذا النمط

وأما قوله أنهم يركزون على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله , فهذا صحيح , غالب المتأخرين يركزون عليهما , وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحثنا على قراءتهما , لأن فيهما من التحرير والتقعيب مالا يوجد في غيرهما
وتحس وأنت تقرأ كتبهما بأن كلامهما ينبع من القلب , ولهذا يؤثر في زيادة الإيمان .
وأما تاريخ ابن جرير وابن كثير , فهذا عند المراجعة لا بأس , أما كون الانسان يجعله قراءة يقرؤها فهذا طويل ربما يقطع عليه وقت كثيرا .
وقوله كتب أئمة الدعوى , المراد بهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وبنوه وأحفاده , ومن تتلمذ على يدهم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحىثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب، حتى ضاع الطلاب فلا حفظ ولا فهم! ]] ღ…





||| الشرح } ~
قوله وفقه الله : الاعتماد على هذه المتون الأصيلة لا على المذكرات , هذا صحيح , لأن المذكرات قد يكون واضعها ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية , فتجده يلتمس كلمات من هذا وكلمات من هذا , ولا يكون الكلام محررا متناسقا , لكن هذه الكتب القديمة الأصيلة محررة متناسقة مختومة .

وكذلك الحفظ هو الأصل , من دون الحفظ يزول سريعا , وكانوا بالأول يلعبون علينا لما كنا في الطلب , يقولون لا تتعب نفسك في حفظ المتن عليك بالفهم , لكن وجدنا أننا ضائعون إذا لم يكن لدينا حفظ .


ما نفعنا الله تعالى إلا بما حفظنا من المتون , ولولا أن الله نفعنا بذلك لضاع علينا علم كثير , فلا تغتر بمن يقول الفهم , ولهذا هؤلاء الدعاة الى الفهم لو سألتهم أو ناقشتهم لوجدتهم ليس عندهم إلا علم ضحل , كسراب إذا حسبه الظمآن ماء حتى إذا أتاه لم يجده شيئا .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وفي خلو التلقين من الزعل والشوائب والكدر، سير على منهاج السلف.والله المستعان.]] ღ…


||| الشرح } ~

قوله خلو التلقين : يعني خلو تلقين العلم , من الزغل والشوائب والكدر , سير على منهاج السلف , يعني ينبغي للعالم والمتعلم أن يكون التعلم والتعليم منهما خاليا من هذه العيوب , ينبغي أن يكون صافيا , بحيث يكون المعلم يريد إيصال العلوم الى الطلاب دون الاستعلاء عليهم أو إظهار علمه عليهم أو ما أشبه ذلك , ويكون التلميذ واثقا مطمئنا الى ما يقوله المعلم


فإذا قال أنا أتعلم الآن لكن إذا خرجت أبحث عالم آخر فكأنه لم يأخذ عن هذا العالم أخذ الواثق , وهذا يضيعه بلا شك .


لكن إذا أخذ عن العلم أخذ مستفيد واثق , ثم بعد ذلك إذا كبر وترعرع في العلم وصار عنده ملكة , فلا مانع أن يخالف شيخه فيما يرى الصواب في خلافه . لكن مادام في زمن الطلب فليتكأ على من يتعلم على يديه وليأخذ كلامه بثقة واطمئنان , اما إذا خرج وبحث مع غيره من الطلاب فإنه لا يستقيم له علم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




** Ѿ المتن Ѿ **
...ღ [[ وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) رحمه الله تعالى[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145162#_ftn1):"يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قلت: - أي الذهبي-: “الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن” 1هـ.]] ღ…





||| الشرح } ~
شوف هذه ثقيلة من الذهبي رحمه الله , لو بقينا على كلام الحافظ عثمان بن خرزاد لكان أحسن.. يعني أهون علينا

1" الأمانة جزء من الدين , فتدخل في قوله : تحتاج الى عقل جيد ودين ,

2" والضبط داخل في الحفظ , حذق الشئ بمعنى فهمه وأدركه جيدا

3" يحتاج الى أن يكون تقيا , والتقوى رأس كل عبادة وهي الأصل
والتقوى أن تطيع أوامر الله واجتناب نواهيه لأن في ذلك تكون النجاة من عذاب الله

4" ذكيا يعني ليس غبيا , بأن يكون عنده فطنة وكم من انسان حافظ وليس بذكي , وكان رجل ممن سبق حافظا جدا وسريع الحفظ بطئ النسيان , حفظ الفروع لابن مفلح كان يحفظه كما يحفظ الفاتحة , لكن لا يفهم منه شيئا لأنه غير ذكي , فكانوا يلقبونه بحمار الفروع :
كقوله تعالى : كمثل الحمار يحمل أسفارا ....
وكانوا يأتون إليه على أنه نسخة , إذا اختلفوا في شئ راجعوه , فبعض الناس يكون عنده قوة حافظة , لكن ليس عنده ذكاء . وبعض الناس بالعكس ذكاءه متوقد لكن ليس عنده حافظة .

5" نحويا لغويا : النحوي هو الذي يعتني بالإعراب والبناء وهذا يختص بأواخر الكلمات
واللغوي يدخل فيه علم الصرف وعلم مفردات اللغة , وعلى هذا فلا بد من مراجعة كتب النحو : كتب الصرف وكتب اللغة كالقاموس ولسان العرب وغير ذلك .

6" زكيا تقيا : الزكي والتقي معناهما متقارب , فإن ذكرا فينبغي أن يحمل التقي على من ترك المحرمات والزكي على من قام بالمأمورات .


ويعجبني أن أذكر لكم كلمة قالها شيخ الإسلام رحمه الله في أهل الكلام :[ [ أنهم أوتوا فهوما وما أوتوا علوما وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء ] ]
يعني عندهم فهم لكن ما عندهم علم .و أذكياء لكن ليسوا أزكياء


7" حييّا : لكن بشرط : أن لا يمنعه حياؤه من طلب العلم , ولهذا قال بعضهم : لا ينال العلم حيي ولا مستكبر .
قالت أم سليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يستحيي من الحق , هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم إذا هي رأت الماء

8" سلفيا : يعني يأخذ بطريقة السلف في العقيدة والأدب والعمل والمنهج وفي كل شئ , لأن السلف هم صدر هذه الأمة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .

يقول : يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد , ونعزي أنفسنا بأن المجلدات عندهم قليلة , أي قد تكون خمسين صفحة عندهم تعتبر مجلدا , فإن كان هو المراد فلعل الله يعيننا عليه , وإن كان المراد بالمجلد ستمائة صفحة , فالواحد منا لو يبقى ليلا ونهارا ما أظنه يكتب مائتي مجلد .


وقوله يحصل من الدواوين المعتبرة خمسمائة مجلد , وين هذه المكتبة .... على كل حال هم يقولون على قدر حالهم ... نقول : الله المستعان .


وقوله ألا يفتر عن طلب العلم الى الممات : هذا صحيح , يعني أن طالب العلم يجب أن لايفتر , لأنه إذا عود نفسه الفتور والكسل اعتاد ذلك , ومن طلب العلا سهر الليالي .

ويقال : أعط العلم كلك تدركه بعضه , وأعطه بعضك يفتك كله .

العلم يحتاج الى عناء وتعب , لكن إذا الانسان ترعرع في العلم سهل عليه أن يعلم أشياء قد لا تكون في بطون الكتب .لا سيما مع النية الخالصة وإرادة الحق والحكم بشرع الله فإن الله يهبه علما لا يطرأ على باله ,وكثيرا ما نقف عند مسألة في الكتب ولا نجدها ثم إذا فكرنا في آية من آيات الله في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , وجدنا الحل , لأن بركة القرآن والسنة لا يضاهيها أي بركة , بنية خالصة وتواضع , أهم ما يكون التواضع , أسأل الله أن يرزقني وإياكم التواضع , للحق وللخلق , من أهم شئ لطالب العلم التواضع , لأن التواضع خلق من الأخلاق العظيمة التي


قال الله تعالى في نبيه الكريم : * وإنك لعلى خلق عظيم *

فأعظم الناس تواضعا النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أشرفهم مقاما عند الله ورتبة

قال : وإلا فلا يتعن , أي إن لم يتصف بهذا فلا يتعب نفسه , ولكن نقول عفا الله عنك يا ذهبي , ارجع الى قوله تعالى :* فاتقوا الله ما استطعتم *

ونعامل الناس بما يمكن أن يقوموا به , وإلا نفروا , لو قلنا للطالب يكفيك أن تكتب مائتي مجلد بيديك , هذه كفاية , والأكمل خمسمائة أو ستمائة , ونقول له يكفيك أن يكون عندك من الواوين خمسمائة مجلد , والأكمل ألف ... لو قلنا هذا لثقل عليه الطلب , لكن نقول له :

يكفيك أن تكتب بيديك ما تقدر عليه بشرط أن كون عندك حرص ونشاط في طلب العلم , والله الموفق .



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145162#_ftnref1) -”سير أعلام النبلاء”(13/380).





http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifيتبع http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif

شموخ الهمه
14-11-09, 12:14 AM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
الأمر السابع عشر :تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق، وهو المعلم أما الثاني عن الكتاب، فهو جماد، فأنى له اتصال النسب؟




.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا أيضا مما يدعو طالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ , لأنه يستفيد بذلك فوائد :

1": اختصار الطريق , بدل أن يذهب ويقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح وما سبب رجحانه وما هو القول الضعيف وما هو سبب ضعفه , بدل من ذلك يمد إليه المعلم هذه لقمة سائغة , يقول له اختلف العلماء على قولين أو أكثر والراجح كذا والدليل كذا ... وهذا لا شك نافع لطالب العلم .

2": السرعة : إذا كان الانسان يقرأ على عالم , فإنه مدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ بالكتب , لأنه لو ذهب يقرأ بالكتب ربما يقرأ العبارة أربع أو خمس مرات ولا يفهمها أو أنه يفهمها على وجه خطأ .

3" : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , يكون هناك ارتباط بين أهل العلم من الصغر الى الكبر .

وسبق أن قلنا أن الواجب على الانسان أن يختار من العلماء : القوي الأمين , يعني عنده علم وإدراك وليس علمه سطحيا , وعنده أمانة , وكذلك أيضا إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي به .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
وقد قيل:”من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده"[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn1)؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.



.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا صحيح , وقد قيل من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه , وهذا الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريسا عظيما , ولا سيما إذا لم يجد من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتمادا كاملا على الله عز وجل ويدأب ليلا ونهارا , فهو يحصل من العلم ما يحصل وان لم يكن له شأن .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif
(http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif)http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn2):"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"1هـ.
وقد بسط الصفدي في ”الوافي” الرد عليه، وعند الزبيدي في ”شرح الإحياء” عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn3)

السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة، كالنوروس، فهذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه 00 قال الصفدي: ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف 000”ا هـ.

والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان: أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر، وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في ”العزاب” من ”الإسفار” لراقمه.


وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة 745 هـ)[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn4) إذا ذكر عنده ابن مالك، يقول:”أين شيوخه ؟”.


“وقال الوليد[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn5):كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله.


وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي.

ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل، ولا سيما في ذلك العصر، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم، بخلاف الرواية من كتاب محرر” اهـ.

ولابن خلدون مبحث نفيس في هذا، كما في ”المقدمة” [6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn6)له.
ولبعضهم:من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون

وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:
يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم
وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم”





.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذه الكلمات هي ما أشرنا إليه من قبل , أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين ما نقله هنا في الرد على ابن بطلان , قال : يوجد في الكتب أشياء تصد عن العلم وهي معلومة عند المعلم , وهى


..[[ التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط ]]..

وكانوا فيما سبق يكتبون بدون نقط ,فيخطئ الانسان , فربما تجد كلمة مثلا :
اشتريت بزا ً بصاع ٍ من تمر بدون مقايضة .
إذا لم يكن في كلمة بَز نقطة , تصبح بُر ومعلوما أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابرة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام باختلاف النقط .



..[[ كذلك الغلط في زوغان البصر ]]..


يعني يزيغ البصر فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها , لا سيما إذا كان الكتاب غير جيد .
فمثلا بعض الناس إذا كتب كلمة زين , ربط طرف النون بطرفها الأول فتكون كأنها زيه , فيحصل الخطأ .


..[[ كذلك قلة الخبرة في الإعراب]]..

,والإعراب له أثر في تغيير المعنى مثلا :* وكلم الله موسى تكليما *
قرأها انسان ما يعرف الإعراب , والكلمة لم تشكل , فيقرؤها : * وكلم اللهُ موسى تكليما ً *


..[[ فساد موجود منه ( الإعراب ) أو إصلاح كتاب ]]..



..[[ كتابة ما لا يقرأ , قراءة ما لا يكتب ]]..


كل هذا يعتري من يأخذ العلم من الكتاب


..[[ مذهب صاحب الكتاب ]]..

ربما يكون مذهبه مذهبا معتزلا , أو غيره , وأنت ما تدري



..[[ كذلك السقم بالنسخ , ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع ]]..


كل هذا خلل عظيم , وإدماج القارئ مواضع المقاطع يعني أن تكون الكلمة التي تقف عليها يقرأها مع ما بعدها ويختلف المعنى ..





بداية الوجه الثاني من الشريط الرابع




..[[ خلط مبادئ التعليم ]]..

بحيث لا يميز بعضها عن بعض أي أن الكاتب لا يكون متقنا في تحرير الكتاب فيخلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف .

..[[ ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة ]]..


مثلا في مصطلح ( معضل, منقطع ) , إذا لم يكن لديه علم أشكل عليه هذا , يقول ألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة , كالنوروس ,


ما هو النوروس ؟؟

لعله يكون اسم علم من العلوم ..
يقول هذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم،، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه

ثم نقل عن بعض العلماء , قال بعضهم : : لا تأخذ العلم من صحفي ولاعن من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف

وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما التي فيها بيان كالموجود من المصاحف الآن فهو أفضل

ولبعضهم:

من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون

يعني إذا وردت أي مشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقينا فهو ظن , حتى يكون عن عالم

وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:

يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم
وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم”



من هو الغمر ؟

الصغير ...

توما الحكيم مشهور بالغباوة لكنه يدعي العلم , وقال على حاله بعض الشعراء :

قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب



كنت أركب : يعني الحمار يركب على صاحبه ,وليس العكس , والبيت الذي بعد تلك الأبيات



وتلتبس الأمور عليك حتى .....تصير أضل من ”توما الحكيم”
تصدق بالبنات على رجال ....يريد بذاك جنات النعيم


يعني أنه يزوج بلا مهر , يعني إذا رأى شاب فقير ليس عنده مهر قال تصدقت عليك بهذه الفتاة , قال كما أنك تتصدق بالمهر الذي ندرك به الزوجة فتصدق عليه بالزوجة بدون مهر , وهذا لا يجوز ,

لأنه الله تعالى يقول في القرآن الكريم

* وامرأة مؤمنة أن وهبت نفسها لنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين*


ولهذا لو شرط على الزوج أن لا مهر عليه , فللعلماء في هذه المسألة قولان :
-- القول الأول أنه يثبت مهر النساء
-- القول الثاني لا يصح النكاح أصلا , وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية


لأن الله تعالى يقول :
* وأحل لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين *
ما في صدقة بالنساء , أما لو أردنا أن نعطي الشاب الفقير المهر يتزوج به يكون أفضل .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif


:icony6: تم بحمد الله الفصل الثاني من الحلية :icony6:

شموخ الهمه
14-11-09, 12:14 AM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
الأمر السابع عشر :تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق، وهو المعلم أما الثاني عن الكتاب، فهو جماد، فأنى له اتصال النسب؟




.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا أيضا مما يدعو طالب العلم مراعاته , أن يتلقى العلم عن الأشياخ , لأنه يستفيد بذلك فوائد :

1": اختصار الطريق , بدل أن يذهب ويقلب في بطون الكتب وينظر ما هو القول الراجح وما سبب رجحانه وما هو القول الضعيف وما هو سبب ضعفه , بدل من ذلك يمد إليه المعلم هذه لقمة سائغة , يقول له اختلف العلماء على قولين أو أكثر والراجح كذا والدليل كذا ... وهذا لا شك نافع لطالب العلم .

2": السرعة : إذا كان الانسان يقرأ على عالم , فإنه مدرك بسرعة أكثر مما لو ذهب يقرأ بالكتب , لأنه لو ذهب يقرأ بالكتب ربما يقرأ العبارة أربع أو خمس مرات ولا يفهمها أو أنه يفهمها على وجه خطأ .

3" : الرابطة بين طالب العلم ومعلمه , يكون هناك ارتباط بين أهل العلم من الصغر الى الكبر .

وسبق أن قلنا أن الواجب على الانسان أن يختار من العلماء : القوي الأمين , يعني عنده علم وإدراك وليس علمه سطحيا , وعنده أمانة , وكذلك أيضا إذا كان عنده عبادة فإن الطالب يقتدي به .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
وقد قيل:”من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده"[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn1)؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.



.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا صحيح , وقد قيل من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه , وهذا الغالب بلا شك , لكن قد يندر من الناس من يكرس جهوده تكريسا عظيما , ولا سيما إذا لم يجد من يتلقى العلم عنده , فيعتمد اعتمادا كاملا على الله عز وجل ويدأب ليلا ونهارا , فهو يحصل من العلم ما يحصل وان لم يكن له شأن .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالمـــتن http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn2):"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"1هـ.
وقد بسط الصفدي في ”الوافي” الرد عليه، وعند الزبيدي في ”شرح الإحياء” عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn3)

السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة، كالنوروس، فهذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه 00 قال الصفدي: ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف 000”ا هـ.

والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان: أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر، وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في ”العزاب” من ”الإسفار” لراقمه.


وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة 745 هـ)[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn4) إذا ذكر عنده ابن مالك، يقول:”أين شيوخه ؟”.


“وقال الوليد[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn5):كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله.


وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي.

ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل، ولا سيما في ذلك العصر، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم، بخلاف الرواية من كتاب محرر” اهـ.

ولابن خلدون مبحث نفيس في هذا، كما في ”المقدمة” [6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=145167#_ftn6)له.
ولبعضهم:من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون

وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:
يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم
وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم”





.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذه الكلمات هي ما أشرنا إليه من قبل , أن الأخذ عن العلماء والمشايخ أفضل من الأخذ من الكتب , وبين ما نقله هنا في الرد على ابن بطلان , قال : يوجد في الكتب أشياء تصد عن العلم وهي معلومة عند المعلم , وهى


..[[ التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم النقط ]]..

وكانوا فيما سبق يكتبون بدون نقط ,فيخطئ الانسان , فربما تجد كلمة مثلا :
اشتريت بزا ً بصاع ٍ من تمر بدون مقايضة .
إذا لم يكن في كلمة بَز نقطة , تصبح بُر ومعلوما أنك إذا اشتريت برا بتمر بدون مقابرة فالبيع غير صحيح , فتختلف الأحكام باختلاف النقط .



..[[ كذلك الغلط في زوغان البصر ]]..


يعني يزيغ البصر فيرى الكلمة على صورة غير حقيقتها , لا سيما إذا كان الكتاب غير جيد .
فمثلا بعض الناس إذا كتب كلمة زين , ربط طرف النون بطرفها الأول فتكون كأنها زيه , فيحصل الخطأ .


..[[ كذلك قلة الخبرة في الإعراب]]..

,والإعراب له أثر في تغيير المعنى مثلا :* وكلم الله موسى تكليما *
قرأها انسان ما يعرف الإعراب , والكلمة لم تشكل , فيقرؤها : * وكلم اللهُ موسى تكليما ً *


..[[ فساد موجود منه ( الإعراب ) أو إصلاح كتاب ]]..



..[[ كتابة ما لا يقرأ , قراءة ما لا يكتب ]]..


كل هذا يعتري من يأخذ العلم من الكتاب


..[[ مذهب صاحب الكتاب ]]..

ربما يكون مذهبه مذهبا معتزلا , أو غيره , وأنت ما تدري



..[[ كذلك السقم بالنسخ , ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع ]]..


كل هذا خلل عظيم , وإدماج القارئ مواضع المقاطع يعني أن تكون الكلمة التي تقف عليها يقرأها مع ما بعدها ويختلف المعنى ..





بداية الوجه الثاني من الشريط الرابع
إلى الدقيقة السابعة وثلاثين ثانية




..[[ خلط مبادئ التعليم ]]..

بحيث لا يميز بعضها عن بعض أي أن الكاتب لا يكون متقنا في تحرير الكتاب فيخلط هذا مع هذا , والمبتدئ لا يعرف .

..[[ ذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة ]]..


مثلا في مصطلح ( معضل, منقطع ) , إذا لم يكن لديه علم أشكل عليه هذا , يقول ألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة , كالنوروس ,


ما هو النوروس ؟؟

لعله يكون اسم علم من العلوم ..
يقول هذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم،، وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه

ثم نقل عن بعض العلماء , قال بعضهم : : لا تأخذ العلم من صحفي ولاعن من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف

وهذا كله فيما إذا كانت الكتب التي يقرأ منها ليس فيها بيان , أما التي فيها بيان كالموجود من المصاحف الآن فهو أفضل

ولبعضهم:

من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون

يعني إذا وردت أي مشكلة وقال الحكم كذا وكذا يقينا فهو ظن , حتى يكون عن عالم

وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:

يظن الغمر أن الكتب تهدى أخاً فهم لإدراك العلـــوم
وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم”



من هو الغمر ؟

الصغير ...

توما الحكيم مشهور بالغباوة لكنه يدعي العلم , وقال على حاله بعض الشعراء :

قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب



كنت أركب : يعني الحمار يركب على صاحبه ,وليس العكس , والبيت الذي بعد تلك الأبيات



وتلتبس الأمور عليك حتى .....تصير أضل من ”توما الحكيم”
تصدق بالبنات على رجال ....يريد بذاك جنات النعيم


يعني أنه يزوج بلا مهر , يعني إذا رأى شاب فقير ليس عنده مهر قال تصدقت عليك بهذه الفتاة , قال كما أنك تتصدق بالمهر الذي ندرك به الزوجة فتصدق عليه بالزوجة بدون مهر , وهذا لا يجوز ,

لأنه الله تعالى يقول في القرآن الكريم

* وامرأة مؤمنة أن وهبت نفسها لنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين*


ولهذا لو شرط على الزوج أن لا مهر عليه , فللعلماء في هذه المسألة قولان :
-- القول الأول أنه يثبت مهر النساء
-- القول الثاني لا يصح النكاح أصلا , وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية


لأن الله تعالى يقول :
* وأحل لكم ما وراء ذلك أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين *
ما في صدقة بالنساء , أما لو أردنا أن نعطي الشاب الفقير المهر يتزوج به يكون أفضل .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif


:icony6: تم بحمد الله الفصل الثاني من الحلية :icony6:

شموخ الهمه
14-11-09, 06:06 PM
الفصل الثالث

الشريط 04 - الوجه الثاني محتوى الشريط المادة الصوتية - الفصل الثالث" اداب الطالب مع شيخه ..."
- حرمة الشيخ : وبيان كيفية محافظة الطالب عليها .
- تنبيه مهم...
http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-4B.rm)



¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯

الفصل الثالث
الامر الثامن عشر
¤ [[ أدب الطالب مع شيخه]] ¤
¤ [[ رعاية حرمة الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.]] ¤




..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
وهذه من اهم الآداب لطالب العلم , ان يعتبر شيخه معلما ومربيا , معلما يلقي اليه العلم ومربيا يلقي اليه الآداب .
والتلميذ اذا لم يثق في شيخه في هذين الامرين فانه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة ..

مثلا اذا كان عنده شك في علمه , كيف ينتفع ؟ ان اي مسالة ترد على لسان الشيخ سوف لا يقبلها حتى يسال ويبحث , وهذا خطأ في التقدير من وجه وخطأ بالتصرف من وجه آخر , اما كونه خطا في التقدير فان الشيخ المفروض فيه انه لن يجلس للتعليم الا وانه يرى انه أهل لذلك , وان التلميذ لم يأتي الى هذا الشيخ الا ويعتقد انه أهل .
اما في المنهج فلأن الطالب اذا سار هذا المسير وسلك هذا المنهج , سوف يبني علمه على شفا جرف هار .
لان نفسه قلقة ليس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ فلذلك يضيع عليه الوقت ويضيع عليه التحصيل .
وقول الشيخ ان العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب سبق الكلام عليه بان لابد له من القراءة على شيخ , بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب لتامن الاعثار والزلل , فعليك اذن بالتحلي برعاية حرمته , فان ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف وهذا صحيح , فهل نحن عملنا بذلك ؟ لكن اذا كان الطالب يمر بشيخه ولا يسلم , هل هذا بأدب ؟ لا , بل ان هذا شيخه مرّ مرور السحاب ... السلام الذي أمر الرسول الكريم بإفشاءه , حتى الطلبة مع بعضهم , ينبغي لطالب العلم ان يكون ولا سيما مع أقرانه ان يكون على أحسن الآداب .
يقول ايضا خذ بمجامع الادب مع شيخك في جلوسك معه , وهذا صحيح , اجلس جلسة المتأدب , يعني مثلا لا يمد يديه ورجليه , ولا يجلس متكأ , لا سيما في مكان الطلب , كذلك في التحدث اليه , لا تتحدث الى شيخك وكأنما تتحدث الى قرينك , تحدث اليه تحدث الابن الى ابيه , باحترام وتواضع .
وايضا حسن السؤال والاستماع ,بهدوء ورفق ,وحسن الاستماع بحيث يكون قلبك وقالبك متجه الى محدثك معلمك , لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك , في غير الدرس , وهل من علامات حضور القلب تشخيص العين ؟ لا .
ايضا حسن الادب في تصفح الكتاب امامه ومع الكتاب , يكون التصفح برفق تأدبا مع الشيخ ورفقا بالكتاب لكيلا يتمزق .
ترك التطاول المماراة امامه , والتطاول في الواقع ليس امرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر , لكن النفس تشعر بان هذا السائل متطاول , فقد يكون هذا لسوء ظن وقد يكون فراسة , لكن التطاول معروف . كذلك المماراة اي المجادلة , يعني يسألك عن مسألة من المسائل تجيبه ثم ياتيك بفرضية فاجيب انت على هذا الفرض , ثم يأتي بفرضية أضيق من الاولى فتجيب عليها .... هذه مماراة .
كذلك عدم التقدم عليه بكلام او مسير , الله المستعان , لاينبغي للطالب ان يتقدم بين يدي الشيخ بكلام او مسير , ومن ذلك انه اذا تقدم الشيخ ليخرج من المسجد وكان حذاء الطالب عن يمين الشيخ والطالب عن يساره خطا من امام الشيخ ليأخذ الحذاء , هذا تقدم بالمسير واعاقة لسير الشيخ , وهذا ليس من الادب .
اكثار الكلام عند الشيخ فيه مسالة , اذا كان مكان طلب علم فلا يكثر من الكلام لان فيه الجد , اما اذا كان مكان نزهة فلا بأس ان يوسع صدر الشيخ والحاضرين .
او مداخلة حديثه او درسه بكلام منك , المداخلة يعني الشيخ مستمرا في كلامه فتأتي انت وتدخل في كلامه , لتقطع الكلام , هذا لا يصح لا في الدرس ولا في خارج الدرس , لانه من سوء الأدب . او الالحاح عليه في الجواب , فاذا سال الشيخ وقال له الشيخ انتظر , اعاد السؤال فيقول له انتظر .... بل ربما بعض الناس يقول للشيخ : جاوب , والشيخ يقول له انتظر ... وهذا من سوء الأدب , فعليك ان تنتظر ولا تلح على الشيخ .
كذلك تجنب الاكثار من السؤال , وقد يكون في غير موضع الدرس فيقول الشيخ لا تكثر , ولا سيما مع وجود الملأ فان هذا يوجب لك الغرور وله الملل , مثلا في مجلس كبير انت تسأل وتسأل , بل بعض الناس حتى اذا جلسوا على المائدة أكثروا من الأسئلة على الشيخ , فيخرج الشيخ لم يأكل الطعام , وهؤلاء مستريحين .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.]] ¤


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
سبحان الله , هذه آداب عامة , لا تناديه باسمه ,بل حتى ولا بلقبه , لا تقول يا شيخ . قل أحسن الله اليك او ما أشبه ذلك او قل يا شيخي او يا شيخنا , فانه ارفع في الأدب
طيب وهل يقال مثل ذلك بالنسبة لمناداة الأب ؟
يعني لا تناديه باسمه , وهل تخبر عنه باسمه , يعني تقول قال فلان ؟
وقع عن الصحابة انهم يسمون آباءهم , ورد عن ابن عمر انه يقول : قال عمر , وما اشبه ذلك
فيقال ان الخبر اهون من النداء , لانك لو تنادي أباك وتقول : يا فلان , صار من سوء الأدب
ولكن لو قلت : قال فلان , وهو مشهور بعلم , او امارة او ما اشبه ذلك , فانه لا يعد ذلك سوءا , لكل مقام مقال .

[[ وباب الطلب أشد في الاحترام ]]

يقول : ولا تخاطبه بتاء الخطاب , اذا ما يقول ؟
يعني لا تقول : انت قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ... , لان هذه فيها اشعار بانك لم ترضى قوله , اذا ما ذا نقول ؟
قل : قلنا في الدرس الماضي كذا وكذا , او مر علينا في الدرس الماضي كذا وكذا ...
او تناديه من بعد من غير اضطرار , كأن يكون الشيخ في آخر الشارع فتناديه , اسرع اليه لتصل اليه ثم خاطبه , اما لضرورة كأن يكون عليه خطر هو كأن يكون امامه حفرة او ما اشبه ذلك , ان انت مضطر له تطلب مساعدته .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً .....) الآية.]] ¤


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هذه الآية , للعلماء في تفسيرها قولان :

القول الاول :
لا تنادوه باسمه , كما ينادي بعضكم بعضا , وهذا ما ساقه المؤلف ابو بكر من أجله
والقول الثاني :
لا تجعلوا دعاؤه اياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم ان تجيبوه , وان تمتثلوا امره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره , فغيره اذا دعاك ان شئت أجب وإن شئت لا تجب .
ولهذا قال العلماء ان اذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الانسان وهو في صلاة , وجب عليه ان يجيبه ولو قطع الصلاة .

فعلى القول الاول تكون دعاء مضافة الى الفاعل ام الى المفعول ؟
الى المفعول , يعني لا تجعلوا دعاؤكم الرسول كدعاء بعضكم بعضا
واذا قلنا دعاء الرسول يعني اذا دعاكم الرسول فأجيبوه , تكون مضافة الى الفاعل ,
يعني لا تجعلوا دعاء الرسول اياكم كدعاء بعضكم بعضا ,
بناء على القاعدة التفسيرية ان الآية اذا كانت تحتمل معنيان لا منافاة بينهما فان الآية تحمل على المعنيان ,
هل الآية تحمل المعنيان ؟ نعم ممكن ان نحملها على المعنيان .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: "يا فلان" أو: "يا والدي فلان" فلا يجمل بك مع شيخك.]] ¤


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
الابوة الطينية : اي ابوك في النسب لا تقل له يا فلان . كذلك ابوك في العلم لا تقل يا فلان .
وهو لم يقل الشيخ ابو بكر الابوة ذي النسب اشارة الى حقارة بالنسبة الى اب العلم , للمعلم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp

¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به.]] ¤


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هذا مهم , ان تبدي السرور من الدرس , والافادة به , وام ترتقبه بفارغ الصبر , اما ان تتململ , مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالارض ومرة تطلع المسواك , وما اشبه ذلك هذا معناه الملل , ينبغي للانسان يفرح انه نزل في رياض يجني ثماره .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟]] ¤




..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
ولكن اذا بدا وهم او خطأ من الشيخ , هل تسكت او تنبهه ؟ واذا نبهته فهل تنبهه في مكان الدرس ؟ او في مكان آخر ؟
هذا يجب الالتزام فيه .
نقول : لا يجوز ان تسكت على الخطأ لان هذا ضرر عليك وعلى شيخك , فانك اذا نبهته على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ .
كذلك الوهم , قد يتوهم او يصدق الانسان الى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه , ولكن يبقى اين انبهه ؟
قد تقتضي الحال ان تنبهه في الدرس , فاذا لم يصلح العلم في حينه نشر هذا العلم على خطأ , فلا بد من النتبيه , اما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الخطأ الا الصلاب , فان من الأليق ان لا تنبه الشيخ في مكان الدرس , بل اذا خرج تلتزم الادب معه وتمشي معه وتقول : سمعت كذا وكذا فلا ادري اوهمت انا في السمع ام ان الشيخ أخطأ ؟
اذن التنبيه على الخطأ والوهم واجب ولا بد منه لان السكوت اضرار بالطالب واضرار بالمعلم .
لكن مكان التنبيه يكون حسب ما تقتضيه الحال .
وعلى كل حال لا ينبغي للانسان ان يسقط الشيخ من عينه لاجل خطأ من الف إصابة , اما لو كان كثير الخطأ فهنا لا ينبغي شيخا بل ينبغي ان يكون متعلما .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp

¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون: "حرب الأعصاب" ، بمعنى: امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل.]] ¤




..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هذا صحيح , بعض الناس يقصد امتحان الشيخ , فيأتي بأسئلة معضلة ويراوغ فيها ويضع احتمالات كثيرة ليرى اجوبة الشيخ , ليرى هل يضجر او يمل او يغضب , فاذا غضب الشيخ في هذه الحال , هل معه حق ؟
نعم .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر، فاستأذنه بذلك؛ فإنه أدعى لحرمته، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك ......]] ¤


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

ايضا اذا ان تتعلم من شيخ آخر , فانه من الأدب أن تستأذن لانه ادعى لحرمته واملك لقلبه في محبتك والعطف عليك , ثم انه قد يعلم عن هذا الشيخ الذي انت تريد الذهاب اليه ما لا تعلمه انت , فينصحك, لان كثيرا من الشباب الصغار قد يغترون بأسلوب احد من الناس وبيانه وفصاحته فيظنونه ذاك الرجل العظيم لكنه قد يكون على خطأ , فلهذا استأذان الشيخ له فوائد .
كذلك اذا اراد الانسان ان يسافر ويعرف من شيخه ان يتفقد الطلاب , وانه ينشغل قلبه اذا فقد احدا ولا سيما اذا كان من الحريصين , فينبغي ان تؤذنه , وتقول له انك ستسافر . حتى لا يتهمك بالخمول والكسل وما أشبه ذلك .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp



¯`•.¸¸.•´¯المـتـــــن ¯`•.¸¸.•´¯
¤ [[ إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك وفاء لحق شيخك في "أبوته الدينية"، أو ما تسميه بعض القوانين باسم "الرضاع الأدبى :،
وتسمية بعض العلماء له "الأبوة الدينية" أليق، وتركه أنسب.
واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق.]] ¤



..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
[ [ اعيذك بالله ... ] ]
هذه الجملة يريد التحذير من هذا , صنيع الاعاجم والطرقية والمبتدعة الخلفية من الخضوع الخارج عن آداب الشرع , من لحس الأيدي , او تقبيل الأيدي او الأكتاف هذا لا بأس به ما لم يخرج الى حد الإفراط , هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا على كل حال , عندما يأتي الانسان من سفر مقلا فلا بأس ان يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه , الا اذا اقتضى ذلك انحناءه .
القبض على اليمين باليمين والشمال بالشمال عند السلام , هذا لا نرى فيه بأسا فان ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني رسول الله صلى الله عليه سولم التشهد وكفي بين كفيه .
وهذا يدل على انه يجوز ان يقبض الكف بين كفيك , واذا اعتاد الناس ان يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج , لانه ليس فيه نهي , صحيح ان المصافحة باليد مع اليد فقط , لكن هذا من باب اظهار الشفقة والاكرام .
الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم لانه ورد النهي عن ذلك .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifيتبع الشريط الخامس http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

شموخ الهمه
14-11-09, 06:57 PM
http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gifالشريط الخامس http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gif




[ [ عناصر الدرس ] ]



- تابع اداب الطالب مع شيخه .... الى التلقي عن المبتدع.



- اقتداء الطالب بشيخه وبيان الضابط في ذلك.



- المبتدعة: وبيان كيفية التعامل معهم.



http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-5A.rm)

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif



.:.[[ أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد ]] .:.





°• الشــــرح •°
الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم , لانه ورد النهي عن ذلك .




استعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة : سيدي مولاي , مالها داعي , والا حقيقة الشيخ سيد امام تلميذه لكن لا ينبغي ان يتخاذل أمامه ,ولكن مع ذلك هو جائز من حيث الشرع ,الا انه يقال بالنسبة للعبد المملوك يقوله لسيده المالك , كما جاء في الحديث .




http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif




.:.[[ وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في "البصائر"؛ فإنه فائق السياق.]] .:.




°• الشــــرح •°



يعني هذا الكتاب المسمى البصائر , فانه فائق السياق



انا لا اعرف الكتاب هذا ولا طالعته .




http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif
.:.[[ الأمر التاسع عشر :




رأس مالك - أيها الطالب - من شيخك



القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه .]] .:.





°• الشــــرح •°



القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله هذه اهم ما فيه , اذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك , لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك او عنده نقص في ذلك , فلا تقتدي به ولا تقل اذا صار شيخك عنده خلق سئ فاقتديت به تقول هكذا كان شيخي مثلا , لان الشيخ يكون قدوة بالأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة ,



اما التلقي والتلقين فهو ربح زائد,والواقع ان التلقي والتلقين هو الأصل لان التلميذ لم يأتي الى الشيخ من أجل ان يتعلم منه الأخلاق فقط , بل من أجل ان يتعلم العلم اولا ثم الأخلاق ثانيا , فبالحقيقة ان التلقي والتلقين أمر مقصود , كما ان الاقتداء به بأخلاقه أمر مقصود ايضا , ولهذا لو سألت اي طالب علم لماذا حضرت عند هذا الشيخ ؟ لقال لأتلقى علمه , ولا يقول لأجعله قدوة لي في الأخلاق .



وعلى كل [ [ فالشيخ شيخ في العلم وفي الأخلاق ] ]



اما قوله لا تقلده بصوت او نغمة , فهذا صحيح , لان بعض الناس يملكه الحب لشيخه حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته , كذلك ولا مشية ولا حركة ولا هيئة , هذه ايضا ليست على إطلاقها , بل يقال انه اذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وسلم فاقتدي بها , لكن لا لان الشيخ قدوتك ولكن لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك . وكذلك ايضا الحركة , الحركة قد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة , فهذا لا يقتدى به , لانك تجد فرقا بين معلما تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من احساسات , وبين معلما يسرد لك الحديث سردا .



اما الهيئة , لا تقلد شيخك في الهيءة الا اذا كانت هيئة حسنة , لا نقول اترك تقليده مطلقا ولا نقول قلده مطلقا .



قد ترى الشيخ يراعي المروءة في هيئته ويستعمل ما يجمله عند الناس ويجمله فهنا لا باس ان تقلده .



واما قوله لا تسقط انت بالتبعية له , فاذا كنت تتابعه في امر محمود فليس هذا بسقوط .




http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif
.:.[[ الأمر العشرون :




نشاط الشيخ في درسه



يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه، بالكسل، والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره.



قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى :



"حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها، ولا تعرض إلا على الراغب فيها، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع، فليسكت، فإن بعض الأدباء



قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع



ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب، قال:



"قال عبد الله: حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فترة، فانزع" ا هـ.]] .:.





°• الشــــرح •°



هذا ايضا من خلة الطالب , ان يكون له همة وقوة في الاستماع الى الشيخ واتباع نطقه حتى ينشط الشيخ على هذا , ولا يظهر للشيخ بانه قد ملّ وتعب بالاتكاء تارة والحملقة تارة , او تقليب الاوراق تارة .



ولهذا ينبغي للانسان ان لا يلقي العلم لا بين الطلبة وبين عامة الناس الا وهم متشوقون له , حتى يكون كالغيث أصاب أرضا يابسة , واما ان يفرض نفسه فهذا امرلا ينبغي , اولا لان الفائدة تمون قليلة , وثانيا ربما تقع في قلب السامع الذي اكره على الاستماع يقع في قلبه كراهةللشخص واما لما يلقيه الشخص وكلا الأمرين مر , وامرهما ان يكره ما يلقيه الشخص .



وهذا قد مر علينا في البخاري في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما , انك لا تلقي على القوم حديث الا وانت تعلم انهم يحبون ذلك والا فلا تلقيه عليهم .



وهنا يقول ان الخطيب البغدادي : حق الفائدة ان لا تساق الا الى مبتغيهاولا تعرض الا على الراغب فيها ,فاذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت , فان بعض الأدباء قال :



نشاط القائل على قدر فهم المستمع .



وهذا صحيح , القائل نشاطه على قدر انتباه المستمع



لان الفهم مرتبة وراء الانتباه , ينتبه الانسان اولا ثم يفهم , والفهم أمر خفي , لكن الانسان ينشط اذا رأى القوم قد انتبهوا له , وأحسنوا الإنصات والإصغاء .




http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif


http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif




.:.[[ الأمر الحادي والعشرون



الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة



وهى تختلف من شيخ إلى آخر، فافهم ]] .:.





°• الشــــرح •°



كيف تختلف الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة من شيخ الى آخر ؟



لان بعضهم سريع وبعضهم يملي إملاء , وبعضهم يلقي إلقاء ,وبعضهم لا يستحق ان يكتب ما يقول , لكن مثل هذا قد لا يكون الانسان يضيع وقته بالجلوس اليه , والكلام في شيخ يأتي الانسان اليه ليستفيد . وايضا يجب في مسألة الكتابة حال إلقاء الشيخ يجب ان ينتبه الانسان لمسألة مهمة وهي انه يفوته بعض الكلمات , من حيث لا يشعر فيكتب خلاف ما يقوله الشيخ كما جرى ذلك , ونحن الآن في هذا الوقت ولله الحمد لا نحتاج الى ان يكتب الطالب حال إلقاء الشيخ , لماذا ؟



بسبب المسجلات ولله الحمد ينقل لك صوت الشيخ من أوله لآخره وانت تستمع اليه وتقيد ماتراه جدير بالقيد.




http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif
.:.[[ ولهذا أدب وشرط




أما الأدب، فينبغي لك أن تعلم شيخك أنك ستكتب، أو كتبت ما سمعته مذاكرة.



وأما الشرط، فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه. ]] .:.




°• الشــــرح •°



الادب لا بد ان تخبر الشيخ بانك ستكتب واذا كنت تريد ان تسجل أخبره بأنك سوف تسجل , لان الشيخ ربما لا يرضى ان تكتب عنه شيئا كما يوجد بعض المشائخ الآن , لايرضى ان أحدا ينقل عنه بواسطة التسجيل .



ولهذا من الأدب ان تستأذن من الشيخ .



وأما الشرط فتشير الى انه كتبته من سماعه من درسه , حتى يتبين للقارئ , لانك لو لم تشر الى هذا لظن القارئ ان الشيخ أملاه عليك إملاء , وهناك فرق بين الإملاء وبين كتابة الدرس الذي يلقيه الشيخ , بدون ان يشعر انه يملي على الطلبة , يعني ما يسنى بالتقرير .



الاملاء سوف يكون محررا ومنقحا والشيخ لا يملي كلمة الا ويعرف منتهاها , لكن التقرير يلقي الكلام مرسلا ربما يتداخل الكلام بعضه مع بعض وربما يقول كلمة سهوا الى غير ذلك .



ولهذا ينبغي أن يستأذن الشيخ .




فان قال قائل هل اذا رأى الشيخ الطلبة يكتبون وسكت , هل يعتبر إذنا؟



نعم , بشرط القدرة على الإنكار , فان كان لا يمكنه الانكار , يخشى ان تصول عليه الطلبة وتهيج , فلا يعتبر سكوته إقرارا .





http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif المتن http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif
.:.[[ الأمر الثاني والعشرون:




التلقي عن المبتدع



احذر "أبا الجهل" المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة، يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص،وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أيضاً: "أهل الشبهات" ، و "أهل الأهواء"، ولذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى يسمى المبتدعة: "الأصاغر



وقال الذهبي رحمه الله تعالى :



"إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات (العقل)، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، إن جبنت منه فاهرب، وإلا، فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي، واخنقه" اهـ.]] .:.





°• الشــــرح •°



يقول احذر أبا جهل ,أبا الجهل يعني صاحب الجهل , المبتدع الذي مسه زيغ العقيدة وغشته سحب الخرافة , يحكم الهوى ويسميه العقل , وهذا التحذير الذي قاله الشيخ بكر أمر لا زم , يجب ان نحذر من البدع وإن صاغوا البدع بصيغ مغرية مزخرفة فإنما هم كما قيل فيهم :




حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور .




فانت كالظمآن يرى السراب فيحسبه ماء , حتى اذا جاءه وجد الله عنده فوفاه حسابه .



احذر صاحب الهوى , وهؤلاء الذين يتبعون أهواءهم في العقيدة يسمون ذلك : العقل .



والحقيقة انه عقل لكنه عقلهم عن الهدى الى اتباع الهوى




فهم كما قال ابن القيم في أمثالهم :



هربوا من الرق الذي خلقوا له ** وبلوا برق النفس والشيطان .




يعدل عن النص ويقول ان دل العقل على خلاف , سبحان الله , هل العقل يفارق النص ؟ ابدا , لا يمكن لأي عقل صريح خال من الشبهات والشهوات ان يخالف النقل الصريح



لكن العلة اما من النقل بحيث يكون غير صحيح , واما من العقل يكون غير صريح .



اما مع صراحة العقل وصحة النقل فلا يوجد تعارض إطلاقا , ولهذا ينعى الله سبحانه وتعالى عن المخالفين للرسل عقولهم , فيقول :



"أفلا تعقلون "



كما قال الشيخ : هل العقل الا بالنص ؟ قال : يستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح , وأكثر ما يكون هذا في الوعاظ والقصاص , تجدهم يحشون أدمغتهم بالأحاديث الضعيفة من أجل تهييج الناس ترغيبا او ترهيبا .مثلا يقول في الآية :



قل هو الله أحد



ان الله يخلق من كل حرف من سورة الصمد يخلق ألف طائر , ولكل طائر ألف لسان كلها تدعو لهذا الذي قرأها .



من اين أتى بهذا ؟ أشياء عجيبة غريبة تذكر .



كذلك يقال لهم ايضا أهل الشبهات مع أهل الجهل وأهل الأهواء , وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة : الأصاغر .



وهذا وصف مطابق لموصوف , فهم أصاغر وإن عظموا أنفسهم , وكل من خالف النص فهو صغير .



اما الذهبي يقول : اذا رأيت المتكلمة المبتدعة يقول دعنا من الكتابة والأحاديث وهات العقل , فاعلم أنه أبو جهل وليس أبا علم , فهو جاهل . وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد , هؤلاء الصوفية , الصوفية كل دينهم ذوق , ووجد , فاعلم أنه ابليس قد ظهر بصورة بشر . (الظاهر أن الذهبي رحمه الله لقي النكد من هؤلاء , ولهذا شدد في تقبيح أوصافهم ) أو قد حل فيه يعني هو اما شيطان او حل فيه الشيطان , فان جبنت فاهرب منه , يعني ان عجزت ان تجادله وتناظره فاهرب , هذا هو الحكمة والا كنت تستطيع ان تجادله وتفحمه فاصرعه وابرك على صدره . اذن صرعا حسيا , وإقرأ عليه آية الكرسي ثم اخنقه .



الظاهر ان الشيخ رحمه الله قد أصابه ما أصابه من هؤلاء, والمعافى من عافاه الله منه .



لو ذهبت الى بعض البلاد الاسلامية لوجدت من هؤلاء القوم عجبا , كما يذكر عنهم , يعني يصلون الى حد الجنون , يضربون بالطبول والعصي على الارض ويغبرون ويأخذ كل واحد منهم بسوط ويهللون بتهليلاتهم وأذكارهم ثم يضرب الانسان الارض , وليكن أكثر غبار فهو أصدق إرادة , يكون هذا دليل على انه مريد حقا .



http://somiah.m.googlepages.com/fasel3.gif

شموخ الهمه
14-11-09, 07:33 PM
●●●●●[ المتن]●●●●●
°•[[ وقال أيضا رحمه الله تعالى "وقرأت بخط الشيخ الموفق قال: سمعنا درسه -أي ابن أبى عصرون - مع أخي أبى عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عنى ؟ قلت: إن أناساً يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري. هذا معنى الحكاية" اهـ. ]] •°


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

يعني يستفاد منه انه لا ينبغي ان تجلس الى مبتدع ولو كانت بدعته خفيفة كبدعة الأشعريين .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

●●●●●[ المتن]●●●●●
°•[[ وعن مالك رحمه الله تعالى قال :"لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".

فيا أيها الطالب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، 000 وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال - صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر - إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.]] •°



http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif


وظاهر كلام الشيخ رحمه الله , انه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شئ حتى فيما لا يتعلق ببدعته , فمثلا اذا وجدنا رجلا مبتدعا لكنه جيد في علم العربية البلاغة والنحو والصرف , فهل نجلس اليه ونأخذ منه العلم الذي هو مجيد فيه او نهجره ؟


ظاهر كلام الشيخ اننا لا نجلس اليه , لان ذلك يوجب مفسدتين :

الاولى : اغتراره بنفسه فيحسب انه على حق .

الثانية : اغترار الناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه , والعامي لا يفرق بن علم النحو وعلم العقيدة , لذلك نرى ان الانسان لا يجلس الى أهل الأهواء والبدع مطلقا , حتى وان كان لا يجد علم البلاغة والعربية والصرف الا فيهم , فسيجعل الله له خيرا منهم .

لان كوننا نأتي الى هؤلاء ونتردد اليهم لا شك انه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم .


** يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

اولا أحب ان اسجل كلمة فيما يدور بين الأخوة طلاب العلم في البلاد , فانه لا يجوز للأخوة طلاب العلم ان يتفرقوا او تتفرق كلمتهم لمجرد خلاف يسوغ فيه الاجتهاد , لان ذلك ضرر يحصل فيه الفشل وذهاب الريح

كما قال الله تعالى :[[ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ]]
ثم هو قوة عظيمة للعدو المخالف سواء مان بدعيا ينتسب للاسلام او كان كافرا , لان الكفار يودون من المسلمين ان يتفرقوا واهل البدع يودون من أهل السنة ان يتفرقوا , فالواجب من أهل السنة ان يقطعوا الطريق على هؤلاء وهؤلاء وان تجتمع كلمتهم وان لا يكون بأسهم بينهم وان تتسع صدور بعضهم لبعض اون يعلموا ان الخلاف قد وقع في عهد الصحابة وما بعده لكنه خلاف في الأقوا ل وليس خلافا في القلوب , وهذا الذي نريده من طلاب العلم .

اما بالنسبة لإخواننا الذين ابتلاهم الله تعالى وسلط عليهم ما شاء من خلقه في الشيشان والبوسنة والهرسك وكشمير والصومال , فان عليهم ان يصبروا ويحتسبوا وعلى إخوانهم من المسلمين ان يدعوا لهم بالنصر والتأييد وان يدعو على أعدائهم بالخذلان والتبديد وتفريق الكلمة .

هذا أقل ما يجب علينا من واجب لإخواننا المسلمين المطهدين

نسأل اله سبحانه وتعالى ان ينصر إخواننا المسلمين في كل مكان وان يذل اعدائهم في كل مكان وان يرد كيد أعدائنا في نحورهم ونقول اللهم من اراد بالمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره واجعل تدبيره تدميرا عليه انك على كل شئ قدير .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

●●●●●[ المتن]●●●●●
°•[[ وكتب السير والاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم، كما يبتعد السليم عن الأجرب المريض، ولهم قصص وواقعيات يطول شرحها ، لكن يطيب لي الإشارة إلى رؤوس المقيدات فيها:

فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحتسبون الاستخفاف بهم، وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم، فلا تتوارى نار سني ومبتدع.

وكان من السلف من لا يصلى على جنازة مبتدع، فينصرف.

وقد شوهد من العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (م سنة 1389 هـ) رحمه الله تعالى، انصرافه عن الصلاة على مبتدع.

وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم، لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.

وكان سهل بن عبد الله التستري لا يرى إباحة الأكل من الميتة.. للمبتدع عند الاضطرار، لأنه باغ

، لقول الله تعالى: (فمن اضطر غير باغ 00) الآية،

فهو باغ ببدعته وكانوا يطردونهم من مجالسهم،

كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء، وفيه بعد جوابه المشهور:"أظنك صاحب بدعة"، وأمر به، فأخرج.

وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي - والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً.

ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا]] •°


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

المؤلف رحمه الله حذر هذا التحذير البليغ من أهل البدع وهم جديرون بذلك , ولا سيما اذا كان المبتدع سليط اللسان فصيح البيان , فان شره يكون اكبر وأعظم , ولاسيما اذا كانت بدعته مكفرة او مفسقة تفسقا بالغا فان خطره أعظم , ولا سيما اذا كان يتظاهر امام الناس انه من اهل السنة لان بعض اهل البدع عنده نفاق , تجده عند من يخاف منه يتمسكن ويقول انا من اهل السنة وانا لا اكره فلان ولا فلان من الصحابة وانا معكم وهو كاذب فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم , وقد مر علينا انه وان كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند اهل السنة ولا تتعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وما اشبه فلا تأخذ منه .

وقوله كان من السلف من لا يصلي على مبتدع, هذه على كل حال اذا كانت البدعة مكفرة فانه لا شك ان الصلاة لا تجوز عليه لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في المنافقين :

[[ ولا تصل على احد منهم مات ابدا ]]

فهذا لا يصلى عليه .

اما اذا كانت بدعته غير مكفرة , فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة او عدمها .

فاذا كان اهل السنة أقوياء وكان اهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلا شك ان ترك الصلاة عليهم أولى , لانه ربما يحصل بذلك ردع عظيم لهم .

وما ذكر عن الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله , مفتي البلاد السعودية في زمنهم يدل على قوته وصرامته , حيث انصرف عن الصلاة على مبتدع وايضا الصلاة خلفه , فان كانت بدعته مكفرة فالصلاة خلفه مع العلم ببدعته فان صلاته لا تصح , لانه إئتم بمن ليس بإمام , وان كان دون ذلك فلاصلاة خلفه صحيحة لكن لا ينبغي ان يصلي خلفه .

واما ما ذكر عن سهل بن عبد الله التستري الذي لا يبيح أكل الميتة للمبتدع وان اضطر الى ذلك , فان كان هذا المبتدع كافرا فاه لا يباح له عند الله أكل الميتة ولا أكل المزكاة ,

لقوله تعالى :

[[ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ]]

ولقوله تعالى

[[ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ]]
فدل هذا على ان الطيبات من الرزق والزينة التي أخرج الله للعباد ليسش خالصة لغير المؤمنين يوم القيامة بل يحاسبون عليها .

فاذا مانت بدعته مكفرة فاننا نقول لا يحل له ان يأكل الميتة عند الضطرار ولا المزكاة عند الاختيار . لكن نقل تب الى الله من بدعتك المكفرة وكل كما يأكل المؤمنون .

وان كانت بدعته مفسقة , ففيما قال رحمه الله نظر , لان الصحيح ان قوله تعالى :

[[ فمن اضطر غير باغ ولا عاد ]]

غير مبتغ لأكل الميتة , وغير عاد : اي غير معتد لأكل ما يحتاج اليه .

هذا هو الصحيح , والدليل قوله تعالى :

[[ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ]]

ومن العلماء من قال ان المراد : من بغى على الامام ,وليس كل فاعل معصية , ففي كلام سهلرحمه الله فيه هذا التفصيل . اما طرده من المجالس ؟
نعم , للشيخ ان يطرد من مجلسه ما دون ذلك اذا رأى أحد الطلبة انه يريد ان يفسد الطلب عند زملاءه , وبحيث يعتدون على الشيخ ولا يهابونه ولا يحترمونه , فله ان يطرده , لان هذا يعتبر مفسدا فيطرد .

والامام مالك رحمه الله قال : ما أوراك الا مبتدعا , لان الذينيسدون عن مثل ذلك هم المبتدعة , يسألون كيف الاستواء ؟ يحرجون بذلك على السنة , والجواب عن ذلك سهل :

ان الله تعالى أخبرنا انه استوى ولم يخبرنا كيف الاستواء ,.

وهل نعلم كيفية شيئ لم نعلم به وهو غيب عنا ؟ ابدا .

لو قال لك قائل اني بنيت بيتا , فقد علمت انه بنى بيتا وتعلم كيف يبنى البيت , لكن هل تعلك كيفية هذا البيت وما فيه من الحجر ... لا طبعا .

وهكذا صفات الله عز وجل , أخبرنا الله عنا ولم يخبرنا عن كيفيتها .

وقوله العامي : من العمى ,ولكن ينظر في هذا المعنى , ربما يكون من العموم اي عموم الناس , والعامي لا شك انه هو الجاهل الذي لا يعرف والجهل عمى .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

●●●●●[ المتن]●●●●●
°•[[ فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.

قوله عسل (مقلوب ): اي لسع .]] •°




http://up.arab-x.com/Nov09/j2v14964.gifيتبع الوجه الثاني http://up.arab-x.com/Nov09/j2v14964.gif

شموخ الهمه
14-11-09, 07:52 PM
http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gifعناصر الشريط http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gif
- تابع ادب الطالب مع شيخه.....الى ادب الزمالة.
- كيف نبغض اهل البدع؟.
- احذر قرين السوء.


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-5B.rm)




.:.:.°¤ المتن ¤°.:.:.
* [[ فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل.
وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافياً، وإلا، فليبك على الدين من كان باكياً.
وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم:"اجن الثمار وألق الخشبة في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره. ]] *


.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..
هذا احتراز جيد , يعني انه قد يلجأ الى الأخذ عن المبتدع , وذلك بالدراسات النظامية , قد يندب الى التدريس في علوم اللغة العربية او في علوم أخرى من هو مبتدع ومعروف انه من أهل البدعة , ولكن ماذا تعمل اذا كان لا بد ان تأخذ من هذا الشيخ ؟ نقول خذ من خيره ودع شره , ان تكلم امام الطلاب ما يخالف العقيدة فعليك مناقشته اذا كنت تقدر والا فارفعه لمن يقدر على مناقشته , واحذر ان تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه , لان هذا ضرر على القول الذي تدافع عنه , لانك اذا فشلت امام الاستاذ مثلا صار في هذا كسر للحق ونصر للباطل , لكن اذا كان عندك قدرة في مجادلته فعليك بذلك .
وربما يكون في هذا مصلحة للجميع , مصلحة لك انت يهديه الله على يديك , ومصلحة له هو يهديه الله من بدعته , وهل يقال مثل ذلك فيمن ابتلوا في الدراسة مع الاختلاط ؟ على وجه النظامي ؟ لا طبعا وأحد يقول نعم , ونجد احدهم يفصل , ان دعت الضرورة لذلك بأن لا يوجد جامعات ومدارس خالية من ذلك فهنا قد تكون هناك ضرورة , وفي هذه الحال يجب على الطالب ان يبتعد عن الجلوس الى امرأة أو التحدث معها أ, تكرار النظر اليها , واما اذا كان يمكن ان يدرس في مدارس أخرى خالية من الاختلاط , او ان يكون فيها النساء في جانب والرجال في جانب آخر , وان كان الدرس واحدا فليتق الله ما استطاع .



.:.:.°¤ المتن ¤°.:.:.


* [[ومن النتف الطريفة أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدث عن مرجئ، فقيل له: لم تحدث عن مرجئ ؟ فقال:"أبيعكم اللحم بالعظام." .
فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة إذ بين فقال:"وكان مرجئاً ]] *


.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..


معناه ما من لحمة الا وفيها عظم , الباء هنا ليست للبدل وانما للمصاحبة والمعية ,
فانا اعلمكم بما حدثتكم به ولكن أقول وكان مرجئا , فيكون العظم هنا في وسط اللحم , ولا شك انه اذا دعت الحاجة الى التحديث عن شخص صاحب بدعة لا شك انه يحدث عنه لكن يبين حاله .
ما لم تكن بدعته مكفرة فإنه لا يقبل منه حديث .



.:.:.°¤ المتن ¤°.:.:.


* [[ وما سطرته لك هنا هو من قواعد معتقدك، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه ما في "العقيدة السلفية" لشيخ الإسلام أبى عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (م سنة 449 هـ)، قال رحمه الله تعالى :
ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب، ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت .
وفيه أنزل الله عز وجل قوله:
"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أ هـ.]] *



.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..


[[ كلام الصابوني رحمه الله يحتاج الى بيان ]] , فقوله :
ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه
لا شك ان هذا امر واجب على كل مسلم , ان يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه , لكن اذا كانت بدعته غير مكفرة فإنه يبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال .
كذلك لا يصحبونه , اذا صحبته تأليفا له ودعوة له فلا بأس لكن بشرط انك إذا آيست من صلاحه تركته وفارقته .
لا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ,ولا يناظرنهم :
كل هذه تحتاج الى قيود :

لا يسمعون كلامهم , اذا لم يكن في ذلك فائدة , فإن كان هناك فائدة بحيث يسمع كلامه ليرى ما عنده من باطل حتى يرد عليه , فان الاستماع هنا واجب , لانه لا يمكنك ان ترد على قول الا بعد ان تعرفه اذ ان الحكم على شئ فرض عن تصوره
وايضا لا تسمع عن أقوال أهل البدع من أعدائهم بل من كتبهم , لانه ربما تشوه المقالة , فاذا قلت انتم قلتم كذا وكذا يقولون أبدا ما قلنا هذا , ولهذا يخطئ بعض الناس حين يحكم على شخص ذو بدعة أو مفسق دون ان يرجع الى الأصل , لأنهم اذا انكروا وقالوا هذه كتبنا تخسر كل الجولة تخسر كل الجولة ولا يوثق بكلامك ,
ايضا لا يجادلهم في الدين, هذا يجب ان يقيد , لان الله تعالى قال :
.:. [[ وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ]].:.
فلا بد من المجادلة , كيف نعرف تميز الحق من الباطل الا بالمجادلة والمناظرة
اما المجادلة التي يقصد بها المراء هذه يسفهون ويتركون , اذا كلمنا ان الرجل يجادل مراءاة وما قصده الحق , فهذا يسفه ويترك , وانظر ال قصة ابي سفيان , حيث جعل ينادي يوم أحد :
أفيكم محمد , أفيكم ابن أبي قحافة , أفيكم عمر ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه . لماذا ؟
إهانة له وإذلالاً وعدم مبالاة به ,
فلما قال : أعلو هبل , وافتخر بصنمه وشركه , قال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه .
قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله اعلى وأجل ّ
اذا كان صنمك قد علا اليوم فالله اعلى وأجل
ثم قال : يوم بيوم بدر والحرب سجال
يوم بدر كانت للمسلمين , ويوم أحد للمشركين . قالوا له : لا سواء , قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار .
هذا ايضا افتخر بقومه واستذل المسلمين فلا بد من مجاوبته ,
اذن المجادلة اذا كان المقصود بها بيان الحق فهي واجبة , وكذلك المناظرة .
يرون صون آذانهم عن أباطيلهم التي اذا مرت في الآذان وقرت في القلوب ضرت وجرت اليها من الوساوس . وهذا صحيح , الامسام الذي يخشى على نفسه من سماع البدع ان يقع في قلبه شئ فالواجب عليه البعد وعدم السماع , واما اذا كان عنده من اليقين والقوة والثبات ما لا يؤثر عليه سماعها فانه ان كان بذلك مصلحة سمعها , وان لم يكن في ذلك مصلحة قلنا له لا تسمعها لما في ذلك من إضاعة للوقت واللهو
وفيه انزل الله تعالى :
.:. [[ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ]].:.
الآية واضحة , اذا رأيت قوما يلهون في آيات الله فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره , لكن اذا كنت تريد ان تعرف ما هم عليه من الباطل لترده فانه لا يدخل في الآيات الكريمة .







:icon57: يتبع :icon57:

شموخ الهمه
15-11-09, 02:15 AM
¤*(( الشيخ يجيب على بعض الاسئلة ))*¤



سؤال : ماهي الشروط وحدود اطلاق كلمة مبتدع ؟

¨*[ جواب الشيخ ]*¨

هذا يعرف بتعريف البدعة

البدعة هي التعبد لله عزوجل بغير ما شرع وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
من عقيدة او قول او فعل , فقولنا التعبد خرج به الامور العادية , هذه وان لم تكن معروفة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها لا تضر . كلن اذا فعل الانسان عبادة يدين الله بها سواء عقيدة او قول او فعل فهذه هي البدعة ومن تلبس بها فهو مبتدع .

لكن هل يضلل أو يمقت ؟

نقول لا , حتى تقوم عليه الحجة , ويبين له ان هذه بدعة , فإن أصر حينئذ قلنا ان الرجل فاسق او كافر حسبما تقتضيه هذه البدعة .





[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

¤« [[ وعن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له: صبيغ، قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن؟ فأرسل إليه عمر رضى الله عنه وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عرجوناً من تلك العراجين، فضربه حتى دمى رأسه، ثم تركه حتى برأ ثم عاد ثم تركه حتى برأ، فدعي به ليعود، فقال: إن كنت تريد قتلى فاقتلني قتلاً جميلاً فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبى موسى الأشعري باليمن: لا يجالسه أحد من المسلمين. [رواه الدارمي].

وقيل: كان متهماً برأي الخوارج. ]] »¤





.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

هذا الحديث اذا صح سنده واتصاله فهو يدل على شدة همر رضي الله عنه , على اولئك الذين يريدون المتشابه من القرآن , لانه كان يورد الآيات المتشابه .



مثلا يقول :

-( ولا يؤذن لهم فيعتذرون )-

ثم يأتي بالآيات الأخرى التي تدل على انهم يعتذرون ولا يقبل منهم . ويأتي يقول :

-( ولا يكتمون الله حديثا )-

ثم يأتي بآيات أخرى تدل على إقرارهم بذنوبهم .



وما أشبه ذلك

وهذا لا شك انه سعي في الارض وفساد وتشكيك الناس

وحقَّ لمن هذه حاله ان يفعل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه به ما فعل .

وفيه أيضا : ان بعض الناس قد يورد المتشابهات لاشتباهها عله حقيقة وهذا لا يلام , قد يورد المتشابهات لانه من الأصل لم يركز نفسه على ارادة الجمع بين النصوص , فتجده دائما يتتبع الآيات المتشابهة ثم يأتي ما الجمع بين كذا وكذا .

وهذه بالحقيقة مهنة ليست جيدة . واذكر ان محمدالخلوتي رحمه الله , كان له حاشية علامة المنكر , وكان كل ما أتى ببحث قال يحتمل كذا ويحتمل كذا , فلقب عند بعض طلبة العلم بالشكاك لانه لا يستقر على رأي .

ولهذا عليك ان تتخذ لنفسك طريقا بان تبني على ان الامور واضحة ولا تتبع المتشابهات , لانك ان تتبعت المتشابهات ربما تزل .

عرجون النخل : العذق الذي فيه التمر , قال تعالى

-( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم )-




http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg



[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

¤« [[ والنووي رحمه الله تعالى قال في كتاب "الأذكار"

"باب: "التبري من أهل البدع والمعاصي

وذكر حديث أبى موسى رضى الله عنه:"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة". متفق عليه ]] »¤







.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.



الصالقة : هي التي ترفع صوتها بالنياح .

الحالقة : هي التي تحلق شعرها تسخطا , سواء حلقته بالموس او نتفته باليد .

الشاقة : التي تشق الجيب عند المصيبة

وانما برئ رسول اله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الثلاث , [[ لعدم رضاهن بالقدر ]], ومن فعل من الرجال مثلهن فحكمه حكمهن .

لكنه ذكر ذلك ان الغالب يقع من النساء لان الرجال أشد تحملا من النساء .





http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
¤« [[ وعن ابن عمر براءته من القدرية. رواه مسلم]] »¤









.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

لانه لما حدث بان عندهم قوم يقولون ان المر أنف : يعني انه مستأنف وان الله لم يقدره من قبل . قال للذي بلغه أخبرهم بأن ابن عمر منهم برئ

لانهم انكروا قضاء الله وقدره .

لكن من هم القدرية : هل هم الذين يثبتون القدر ام الذين ينفون القدر ؟

الذين ينفون القدر .

وهي نسبة عكسية لان الذي يسمع القدرية يفهم ان المعنى هم الذين يثبتون القدر . والمر بالعكس , فهي نسبة سلب لا ايجاب , وهؤلاء القدرية يسمون مجوس هذه الامة , وقد وردت في ذلك أحاديث , ووجه ذلك : انهم جعلوا للحوادث محدثين , الحوادث الكونية التي من فعل الله أحدثها الله عز وجل كإنشاء الغيم وإنزال المطر وما أشبه ذلك , والحوادث التي تكون من فعل العبد استقل بها العبد , فهم يرون ان العبد مستقل بعمله وان الله تعالى لا علاقة له به , اطلاقا , ولهذا سموا مجوسا لانهم كالمجوس الذين يقولون ان للحوادث خالقين , النور يخلق الخير والظلمة تخلق الشر .



http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

¤« [[ والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع .]] »¤







.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

اذا عاد الشيخ كما ذكرنا وهو ان ينظر الى المصالح , فان راينا من المصلحة ان لا نهجرهم ولكن نبين الحق , لا نداهنه و نقول انت على بدعتك ونحن على سنتنا , اذا رأينا من المصلحة هذا فترك الهجر أولى , وان رأينا من المصلحة الهجر بأن يكون أهل السنة أقوياء وأولئك ضعفاء مهزومين فالهجر أولى .





http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg



[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

¤« [[ والمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

"فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال" أ هـ.

فإذا اشتد ساعدك في العلم، فاقمع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان، والسلام]] »¤









.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

اذا اشتد ساعدك بالعلم , اما اذا لم يكن عندك العلم الوافي في رد البدعة فاياك ان تجادل . فانك ان هزمت وانت سني لعدم قدرتك على هزيمة هذا المبتدع , فهو هزيمة لمن ؟

للسنة , ولذلك لا نرى انه يجوز للانسان ان يجادل مبتدعا الا وعنده قدرة على مجادلته .

وهكذا ايضا مجادلة غير المبتدعة , الكفار , لا نجادلهم والا ونحن نعلم اننا على يقين من امرنا , والا كان الامر عكسيا , بدل ان يكون الانتصار لنا ولما نحن عليه من دين وسنة , يكون الامر عكس .

ومن ذلك اي قوة الحجة ان يكون معك من يساعدك , كما قال الشاعر :

لا تخاصم بواحد اهل بيت فضعيفان يغلبان قوي

اذا صار معك احد فإن حجتك سوف تقوى .



http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gifانتهى الفصل الثالث ...http://somiah.m.googlepages.com/WARDAHTAKBAR.gif





http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg



[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]



الفصل الرابع

أدب الزمالة

الامر الثالث والعشرون

احذر قرين السوء
¤« [[ كما أن العرق دساس ، فإن "أدب السوء دساس" إذ الطبيعة نقالة والطباع سراقة،

والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع.

وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك ]] »¤







.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

هذه الكلمات مأخوذة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

مثل الجليس الصالح كحامل المسك , ومثل جليس السوء كنافخ الكير .

عليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير ويبينه لك ويحثك عليه , ويبين لك الشر ويحذرك منه .

واياك وجليس السوء , فان المرء على دين خليله . وكم من انسان مستقيم قيض له شيطان من بني آدم فصده عن الاستقامة . وكم من انسان جاهل قاصر يسر له من يدله على الخير , بسبب الصحبة .

وبناء على ذلك اذا كان في مصاحبة الفاسق سبب لهدايته فلا بأس ان تصحبه , تدعوه الى بيتك وتأتي الى بيته , تخرج معه , بشرط ان لا يقدح ذلك بعدالتك عند الناس , وكم من انسان فاسق هداه الله تعالى بما يسر له من صحبة الخير , وقوله : الناس كأسراب القطا , سبق ان هذا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية , وهو حقيقة ان الناس يتبع بعضهم بعضا , وقوله الدفع اسهل من الرفع , هذه قاعدة فقهية ذكرها ابن رجب رحمه الله , وفيما نهى قول الاطباء : الوقاية خير من العلاج , لان الدفع ابتعاد عن الشر واسبابه لكن اذا نزل الشر صار من الصعب ان يرفعه الانسان .







http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg







http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gifيتبع الشريط السادس تتمة الفصل الرابع http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gif

شموخ الهمه
15-11-09, 11:19 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifتابع شرح الفصل الرابع http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-6A.rm)





*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*



•[[ معنى خذ تقسيم الصديق في أدق المعايير]]•
اي تلاحظه الملاحظة التامة , حنى لا يغرك بهرجته او كلامه الظاهر , هذا مراده .




يغتر ويعطيك من طرف لسانه ويروغ عنك كما يروغ الثعلب



يلقاك يحلف انه بك واثق فإذا توارى عنك فهو العقرب






http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
•[[ وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير
صديق منفعة




صديق لذة



صديق فضيلة





فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني



وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما



وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها



ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك "م سنة 125هـ"قوله



"ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" أ هـ.



ومن لطيف ما يفيد بعضهم



العزلة من غير عين العلم زلة ومن غير زاي الزهد علة ]]•







*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*
•[[ الاصدقاء قسمهم الى ثلاث أصدقاء ]]•



صديق منفعة




هو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك , بمال او جاه او غير ذلك .



فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه , وما أكثر هؤلاء ما أكثر الذين يلمزون في الصدقات , اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها اذا هم يسخطون .



صديق لك حميم ترى انه من أعز الناس عندك وانت من أعز الناس عنده , يسألك يوما من الأيام كتابا مثلا فتقول انك محتاج الكتاب أعطيك اياه غدا , فتجده ينتفخ عليك ويعاديك , هل هذا صديق ؟






الثاني : صديق اللذة .



لا يصادقك الا لأنه يتمتع بالجلوس اليك والمحادثات والمسامرات , ولكنه لا ينفعك ولا تنتفع منه , وكل منكما لا ينفع الآخر , ليس الا ضياع وقت








الثالث : صديق الفضيلة



يحملك على ما يزين وينهاك عما يشين



ويفتح لك ابواب الخير ويدلك عليه , واذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك , هذا هو الصديق



كلمة صديق المنفعة , من أوسع هذه الاقسام , لان المنافع كثيرة جدا , فاذا رايت ان هذا الرجل لا يصادقك الا حيث يرتضع منفعتك فاعلم انه عدو وليس بصديق






كذلك صديق اللذة الذي يشغلك ويلهيك , التمتع بالسمر واضاعة الوقت بالخروج الى المنتزهات وما الى ذلك , ايضا هذا لا خير فيه .



الذي يجب ان تعض عليه بالنواجذ هو صديق الفضيلة .




http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifانتهى الفصل الرابع http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

شموخ الهمه
15-11-09, 11:19 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifتابع شرح الفصل الرابع http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gif تحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-6A.rm)





*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*




•[[ معنى خذ تقسيم الصديق في أدق المعايير]]•
اي تلاحظه الملاحظة التامة , حنى لا يغرك بهرجته او كلامه الظاهر , هذا مراده .









يغتر ويعطيك من طرف لسانه ويروغ عنك كما يروغ الثعلب





يلقاك يحلف انه بك واثق فإذا توارى عنك فهو العقرب








http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif

•[[ وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير
صديق منفعة









صديق لذة





صديق فضيلة








فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني





وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما





وصديق الفضيلة هذا "عمله صعبه" يعز الحصول عليها





ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك "م سنة 125هـ"قوله





"ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" أ هـ.





ومن لطيف ما يُقَيَّدُ قول بعضهم:





العزلة من غير عين العلم زلة ومن غير زاي الزهد علة ]]•










*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*

•[[ الاصدقاء قسمهم الى ثلاث أصدقاء ]]•





صديق منفعة








هو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك , بمال او جاه او غير ذلك .





فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه , وما أكثر هؤلاء ما أكثر الذين يلمزون في الصدقات , اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها اذا هم يسخطون .





صديق لك حميم ترى انه من أعز الناس عندك وانت من أعز الناس عنده , يسألك يوما من الأيام كتابا مثلا فتقول انك محتاج الكتاب أعطيك اياه غدا , فتجده ينتفخ عليك ويعاديك , هل هذا صديق ؟









الثاني : صديق اللذة .





لا يصادقك الا لأنه يتمتع بالجلوس اليك والمحادثات والمسامرات , ولكنه لا ينفعك ولا تنتفع منه , وكل منكما لا ينفع الآخر , ليس الا ضياع وقت











الثالث : صديق الفضيلة





يحملك على ما يزين وينهاك عما يشين





ويفتح لك ابواب الخير ويدلك عليه , واذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك , هذا هو الصديق





كلمة صديق المنفعة , من أوسع هذه الاقسام , لان المنافع كثيرة جدا , فاذا رايت ان هذا الرجل لا يصادقك الا حيث يرتضع منفعتك فاعلم انه عدو وليس بصديق









كذلك صديق اللذة الذي يشغلك ويلهيك , التمتع بالسمر واضاعة الوقت بالخروج الى المنتزهات وما الى ذلك , ايضا هذا لا خير فيه .





الذي يجب ان تعض عليه بالنواجذ هو صديق الفضيلة .





http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifانتهى الفصل الرابع http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

أم بسملة المصرية
07-12-09, 06:53 PM
:icony6:وفقكن الله أخواتي طالبات الحلية:icony6:

شموخ الهمه
11-12-09, 11:30 PM
http://somiah.m.googlepages.com/1_1233214184.gif

المادة الصوتية

الشريط السادس (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2555&scholar_id=50&series_id=74)


الشريط السابع (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2556&scholar_id=50&series_id=74)
إلى الدقيقة 56




[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

•°•[[الفصل الخامس آداب الطالب في حياته العلمية]]•°•
•°•[[ الأمر الرابع والعشرون- كِبَرُ الْهِمَّةِ في العِلْمِ :
من سجايا الإسلامِ التَّحَلِّي بكِبَرِ الْهِمَّةِ ؛ مرْكَزِ السالِبِ والموجِبِ في شَخْصِك ، الرقيبِ على جوارِحِك ، كِبَرُ الْهِمَّةِ يَجْلُبُ لك بإذْنِ اللهِ خَيْرًا غيرَ مَجذوذٍ ، لتَرْقَى إلى دَرجاتِ الكَمالِ ، فيُجْرِيَ في عُروقِك دَمَ الشَّهَامةِ ، والرَّكْضَ في مَيدانِ العِلْمِ والعَمَلِ ، فلا يَراكَ الناسُ وَاقِفًا إلا على أبوابِ الفضائلِ ولا باسطًا يَدَيْكَ إلا لِمُهِمَّاتِ الأمورِ .]]•°•

.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..
وهذا من أهم ما يكون، أن يكون الإنسان في طلب العلم له هدف ليس مراده مجرد قتل الوقت بهذا الطلب بل يكون له همة , ومن أهم همم طالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه , ويشعر أن هذه درجة هو يرتقي إليها درجة درجة حتى يصل إليها , وإذا كان كذلك فسوف يرى أنه واسطة بين الله عز وجل وبين العباد في تبليغ الشرع , هذه مرتبة ثانية , وإذا شعر بهذا الشعور فسوف يحرص غاية الحرص على اتباع ما جاء في الكتاب والسنة معرضاً عن آراء الناس , إلا أنه يستأنس بها ويستعين بها على معرفة الحق , لأن ما تكلم به العلماء رحمهم الله من العلم لا شك أنه هو الذي يفتح الأبواب لنا , وإلا لما استطعنا أن نصل إلى درجة أن نستنبط الأحكام من النصوص أو نعرف الراجح من المرجوح وما أشبه ذلك .
فالمهم أن يكون الإنسان عنده همة , وهو بإذن الله إذا نوى هذه النية فإن الله سبحانه وتعالى سيعينه على الوصول إليها .


http://up.arab-x.com/Dec09/9Et99795.bmp


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•°•[[ والتَّحَلِّي بها يَسْلُبُ منك سَفاسِفَ الآمالِ والأعمالِ ، ويَجْتَثُّ منك شَجرةَ الذُّلِّ والهوانِ والتمَلُّقِ والْمُداهَنَةِ فَكَبِيرُ الْهِمَّةِ ثابتُ الْجَأْشِ ، لا تُرْهِبُهُ المواقِفُ ، وفاقِدُها جَبانٌ رِعديدٌ ، تُغْلِقُ فَمَه الفَهَاهَةُ ..]]•°•

.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..
هذا صحيح . التحلي بعلو الهمة يسلب عنك سفاسف الآمال والأعمال .
الآمال : هي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه , فإن المؤمن كيس فطن لا تلهه الآمال , بل ينظر الأعمال ويرتقب النتائج .
وأما من تلهيه الآمال ويقول : إن شاء الله أقرأ هذا , أراجع هذا , الآن أستريح وبعد ذلك أراجع . أو تلهيه الآمال بما يحدث للإنسان أحياناً , يتصفح الكتاب من أجل مراجعة مسألة من المسائل ثم يمر به في الفهرس أو في الصفحات مسائل تلهيه عن المقصود الذي من أجله فتح الكتاب ليراجع وهذا يقع كثيراً , فينتهي الوقت وهو لم يراجع المسألة التي من أجلها صار يراجع هذا الكتاب أو فهرس هذا الكتاب فإياك والآمال المخيبة . اجعل نفسك قوي العزيمة عالي الهمة . وقد مر علينا أحاديث تدل على أن العناية بالمقصود قبل كل شيء. مثل عتبان بن مالك جاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بيته ليصلي في مكان يتخذه عتبان مصلى فواعده النبي عليه الصلاة والسلام فأعد لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طعاما وأخبر الجيران بذلك فخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما وصل البيت أخبره عتبان بما صنعه ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أرني المكان الذي تريد أن أصلي فيه فأراه المكان وصلى قبل أن يأكل الطعام وقبل أن يجلس إلى القوم لأنه جاء لغرض فلا تشتغل عن الغرض الذي تريده بأشياء لا تريدها من الأصل لأن هذايضيع عليك الوقت وهو من علو الهمة.


http://up.arab-x.com/Dec09/9Et99795.bmp


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•°•[[ ولا تَغْلَطْ فتَخْلِطْ بينَ كِبَرِ الْهِمَّةِ والكِبْرِ ؛ فإنَّ بينَهما من الفَرْقِ كما بينَ السماءِ ذاتِ الرَّجْعِ والأرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ .
كِبَرُ الْهِمَّةِ حِلْيَةُ وَرَثَةِ الأنبياءِ ، والكِبْرُ داءُ الْمَرْضَى بعِلَّةِ الْجَبابِرَةِ البُؤَسَاءِ ..]]•°•

.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..
(كبر الهمة): إن الإنسان يحفظ وقته ويعرف كيف يصرفه ولا يضيع الوقت بغير فائدة , وإذا جاءه إنسان يرى أن مجالسته فيها إهمال وإلهاء عرف كيف يتصرف .
(وأما كبر النفس ): فهو الذي يحتقر غيره ولا يرى الناس إلا ضفادع ولا يهتم وربما يصعر وجهه وهو يخاطبهم فكما قال الشيخ بكر: بينهما كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع .


http://up.arab-x.com/Dec09/9Et99795.bmp

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•°•[[ فيا طالبَ العلْمِ ! ارْسُمْ لنفسِكَ كِبَرَ الْهِمَّةِ ، ولا تَنْفَلِتْ منه ، وقد أَوْمَأَ الشرْعُ إليها في فِقْهِيَّاتٍ تُلابِسُ حياتَك ؛ لتكونَ دائمًا على يَقَظَةٍ من اغتنامِها ، ومنها إباحةُ التيَمُّمِ للمُكَلَّفِ عندَ فَقْدِ الماءِ وعدَمُ إلزامِه بقَبولِ هِبَةِ ثَمَنِ الماءِ للوُضوءِ ؛ لما في ذلك من الْمِنَّةِ التي تَنالُ من الْهِمَّةِ مَنَالًا وعلى هذا فقِسْ ، واللهُ أَعْلَمُ ..]]•°•

.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..
يعني من علو الهمة أن لا تكون متشوفاً لما في أيدي الناس , لأنك إذا تشوفت ومَنَّ الناسُ عليك ملكوك؛ لأن المنة ملك للرقبة في الواقع.
لو أعطاك الإنسان قرشاً لوجد أن يده أعلى من يدك كما جاء في الحديث : ( اليد العليا خير من اليد السفلى)
واليد العليا هي المعطية , والسفلى هي الآخذة , لا تبسط يدك للناس ولا تمد كفك إليهم.
إذا كان الإنسان عادم الماء لو وهب له الماء لم يلزمه قبوله بل يعدل إلى التيمم خوفاً من المنة مع أن الوضوء بالماء فرض للقادر عليه , ولهذا فرق الفقهاء رحمهم الله بين أن تجد من يبيعه ومن يهديه .
فقالوا : من يبيعه اشتر منه وجوباً لأنه لا منة له , حيث أنك تعطيه العوض . ومن أهدى عليك لا يلزمك قبوله . من أجل أن منته تقطع رقبتك , ولكن إذا كان الذي أهدى الماء لا يمن عليك به , بل يرى أنك أنت المان عليه بقبوله , أو من جرت العادة بأنه لا منة بينهم مثل الأب مع ابنه , والأخ المشفق مع أخيه وما أشبه ذلك .
فهنا ترتفع العلة , وإذا ارتفعت العلة ارتفع الحكم . والمهم أن من علو الهمة وكبرها ألا يكون الإنسان مستشرفاً لما في أيدي الناس .
بعض الناس يكون عنده أسلوب في السؤال، أي في سؤال المال , إذا رأى مع إنسان شيئا يعجبه أخذه بيده وقام يقلبه، ما أحسن هذا، ما شاء الله، من أين اشتريته؟ هل يوجد في السوق ؟ لأجل ماذا ؟ حتى يعطيه إياه لأن الكريم سوف يخجل ويقول : إنه ما سأل هذا السؤال إلا من أجل أن أقول: (تعمل عليه) فخذه . هو إذا قال (تعمل عليه) ماذا يقول؟ لا يا أخي فالمهم أن بعض الناس يستشرف أو يسأل بطريق غير مباشر، وكل هذا مما يحط قدر طالب العلم وقدر غيره أيضاً.

http://up.arab-x.com/Dec09/9Et99795.bmp

شموخ الهمه
12-12-09, 10:29 AM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif25- النهمة في الطلب http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

إذا علمت الكلمة المنسوبة إلى الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
« قيمة كل امرئ ما يحسنه »، وقد قيل: ليس كلمة أحض على طلب العلم منها، فاحذر غلط القائل: ما ترك الأول للآخر. وصوابه: كم ترك الأول للآخر!
فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وابذل الوسع في الطلب والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم، فتذكر: «كم ترك الأول للآخر»!

إن كل إنسان يحسن الفقه والشرع صار له قيمة، أحسن مما يحسن فتل الحبال مثلا. لأن كل منهما يحسن شيئا، لكن فرق بين هذا وهذا فقيمة كل امرئ ما يحسنه. «وقد قيل: ليس كلمة أحض على طلب العلم منها» وهذا القيل ليس بصحيح. أشد كلمة في الحض على طلب العلم قول الله تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) (سورة الزمر: 90). وقوله تعالى : (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) (سورة المجادلة: 11). وقول النبي صلى الله عليه وسلم : http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif« من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين » http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif
وقوله صلى الله عليه وسلم :« العلماء ورثة الأنبياء » . وأشباه ذلك مما جاء في الحث على طلب العلم، لكن ما نقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي كلمة لا شك أنها جامعة، لكن لا شك أنها ليست أحسن ما قيل في الحث على طلب العلم.

وقوله :«ما ترك الأول للآخر» إما تكون «ما» نافية أو استفهامية فإن كانت «نافية» فالمعنى: ما ترك الأول للآخر شيئا. وإن كانت «استفهامية» فيكون المعنى: أي شيء ترك الأول للآخر؟
وكلا المعنيين يوجب أن يتثبط الإنسان عن العلم، ويقول كل العلم أخذ من قبلي فلا فائدة. فيكون بذلك تثبيط لهمته، لأنه إذا قيل لك: أن من قبلك أخذوا كل شيء. ستقول إذا ما الفائدة.
أما إذا قيل: كم ترك الأول للآخر، فالمعنى: ما أكثر ما ترك الأول للآخر، وهذا يحملك على أن تبحث على كل ما قاله الأولون، ولا يمنعك من الزيادة على ما قال الأولون.
ولا شك أن المعنى الصواب: كم ترك الأول للآخر. فإن قيل: إن الشاعر الجاهلي يقول:


ما أرانا نقول إلا معارا ** أو معادا من قولنا مكرور


فهل هذا صواب؟ الجواب: لا هذا ليس بصواب، وما أكثر الأشياء الجديدة التي تكلمنا بها ولم يتكلم بها من قبلنا. أما إن أراد بهذا حروف الكلمات أو الكلمات، وهذا صحيح لو أراد المعاني.
ولعل الشاعر الجاهلي أراد أنه كل ما يقال من الكلمات والحروف فإنه إما معار أخذه من غيره، وإما معاد.
لكن إذا كان البيت بهذا المعنى فقيمته ضعيفة جدا، رخيصة لأن هذا معلوم لا يحتاج إلى أن ينشره الإنسان في بيت شعر.
قوله :«فعليك بالاستكثار..» يحثك على أن تستكثر من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك العلم لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر من ميراث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثم اعلم أن ميراث النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يكون بالقرآن الكريم أو بالسنة النبوية. فإن كان بالقرآن الكريم، فقد كفيت إسناده والنظر فيه، لأن القرآن لا يحتاج إلى النظر بالسند لأنه متواتر أعظم التواتر.
أما إذا كان بالسنة النبوية فلا بد أن تنظر في السنة النبوية، أولا هل صحت نسبه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أم لم تصح؟ فإن كنت تستطيع أن تمحص ذلك بنفسك فهذا هو الأولى؟ وإلا:


http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifإذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif


قوله :«ابذل الوسع» يعني الطاقة في التدقيق، أمر مهم لأن بعض الناس يأخذ بظواهر النصوص وبعمومها دون أن يدقق. هل هذا الظاهر مراد أم غير مراد؟ وهل هذا العام مخصص أم غير مخصص؟ أم هذا العام مقيد أم غير مقيد؟
فتجده يضرب السنة بعضها ببعض لأنه ليس عنده علم في هذا الأمر. وهذا يغلب على كثير من الشباب اليوم الذين يعتنون بالسنة تجد الواحد منهم يتسرع في الحكم المستفاد من الحديث، أو في الحكم على الحديث. هذا خطر عظيم.
يقول «مهما بلغت في العلم فتذكر: كم ترك الأول للآخر» هذا طيب، ولكن نقول: إن أحسن من ذلك مهما بلغت في العلم، فتذكر قول الله عز وجل : (وفوق كل ذي علم عليم) (سورة يوسف: 76). وقوله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (سورة الإسراء: 85).
وفي ترجمة أحمد بن عبد الجليل من «تاريخ بغداد» للخطيب ذكر من قصيدة له:


لا يكون السري مثل الدني لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء كلما أحسن المرء قضاء من الإمـام علـي

هذا سبق الكلام عليه. و«السري» يعني: الشريف عالي الهمة، مثل الوفي ونفي المماثلة ظاهر أيضا، لا يكون الإنسان الذكي مثل الإنسان الغبي ولا ذو العلم مثل الجاهل.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif26- الرحلة للطلب http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

«من لم يكن رحلة لن يكون رحلة»: فمن لم يرحل في طلب العلم، للبحث عن الشيوخ، والسياحة في الأخذ عنهم، فيبعد تأهله ليرحل إليه، لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم، وتعليمهم، والتلقي عنهم: لديهم من التحريرات، والضبط، والنكات العلمية، والتجارب، ما يعز الوقوف عليه أو على نظائره في بطون الأسفار.

قوله :«من لم يكن رحلة لن يكون رحلة» لعل: من لم يكن له.... يرجع إلى الأصل.
قوله :«التجارب» مكسور حرف الراء. والتجربة غلط ما هي لغة عربية، رغم أنها في الشائع بين الناس الآن، حتى طلبة العلم، يقول: تجارب، تجربة. رغم أن الصواب كسر الراء. والمعنى: أن من لم يكن له رحلة في طلب العلم فلن يرحل إليه وتأتي الناس إليه.
واحذر العقود عن هذا على مسلك المتصوفة البطالين، الذين يفضلون «علم الخرق» على «علم الورق». وقد قيل لبعضهم: ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق؟ فقال: ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يسمع من الخلاق؟!
وقال آخر:

إذا خاطبوني بعلم الورق برزت عليهم بعلم الخرق

فاحذر هؤلاء، فإنهم لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا، بل فيهم من كان بأسا وبلاء على الإسلام.
الصوفية يدعون أن الله يخاطبهم ويوحي إليهم، وأنه يزورهم ويزورونه وهذا من خرافاتهم.
والعبارة الأخيرة مأخوذة من كلام شيخ الإسلام رحمه الله في المتكلمين قال في هؤلاء :«لا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا» يعني أنهم ما نصروا الإسلام الذي جاء لذلك أن هؤلاء المتكلمين حرفوا النصوص عن ظاهرها وأولوها إلى معان أو جددوها بما يزعمون أنه عقل، فتسلط عليهم الفلاسفة وقالوا لهم: أنتم إذا أولتم آيات الصفات وأحاديث الصفات، مع ظهورها ووضوحها، فاسمحوا لنا أن نأول آيات المعاد، أي آيات اليوم الآخر فإن ذكر أسماء الله وصفاته في الكتب الإلهية أكثر بكثير من ذكر المعاد وما يتعلق به، فإذا أبحتم لأنفسكم أن تأولوا في أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة، فاسمحوا لنا أن نأول في آيات المعاد وننكر المعاد رأسا ولا شك أن هذه حجة قوية لهؤلاء الفلاسفة على هؤلاء المتكلمين، إذ لا فرق.

المهم أن الشيخ وفقه الله هاجم الصوفية، فهم جديرون بالمهاجمة، لأن بعضهم يصل إلى حد الكفر والإلحاد بالله، حتى يعتقد أنه هو الرب كما يقول بعضهم «ما في الجبة إلا الله» يعني نفسه. ويقول:

الرب عبد والعبد رب = يا ليت شعري من المكلف

يعني هما شيء واحد. إلى أمثال ذلك من الخرافات التي يقولونها، لكن ينبغي أيضا أن نهاجم ونركز على مهاجمة أهل الكلام الذين سلبوا الله من كماله بكلامهم انكروا الصفات، فمنهم من أنكر الصفات رأسا كالمعتزلة . ومنهم من أثبت الأسماء، لكن جعلها أسماء جامدة لا تدل على معنى، وغالى بعضهم وقال: إنها أسماء واحدة، وأن السميع هو البصير، وأن السميع والبصير هما العزيز وهما شيء واحد. وغالى بعضهم فقال: هي أسماء متعددة، لكن لا تدل على معنى.
مسلوبة المعنى.
لأنهم لو أثبتوا لها معنى- بزعمهم- لزم تعدد الصفات، وبتعددها وبتعدد الصفات يرون أنه شرك، لأنهم يقولون يلزم تعدد الصفات القديمة كالعلم والسمع والبصر، فيلزم من ذلك تعدد القدماء، وهو أشد شركا من النصارى.
فالحاصل أنه أيضا ينبغي أن يهاجم على أهل الكلام الذين عطلوا لله مما يجب له من صفات كمال بعقول واهية.
والعلماء رحمهم الله الذين تكلموا عن الرحلة لم يدركوا هذا الأثر، الأشرطة المسجلة تغني عن الرحلة، لكن الرحلة أكبر لأن الرحلة إلى العالم، يكتسب الإنسان من علمه وأدبه وأخلاقه، ثم يترك الرجل يتكلم ليس كما يعمله إياه في الشريط.
مثلا: الخطبة، أنت عند رجل يخطب وكلامه جيد... تتأثر به لكن لو تسمع هذا الكلام من الشريط لن تتأثر به تأثرك وأنت تشاهد الخطيب

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif

شموخ الهمه
12-12-09, 11:23 AM
..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifحفظ العلم كتابة http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب)، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها، ومن أجل فوائده أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي.
«ابذل» همزة وصل، لكن عند الابتداء بها تكون همزة قطع. بذل الجهد في الكتابة مهم، لا سيما في نوادر المسائل أو في التقسيمات التي لا تجدها في بعض الكتب.

كم من مسألة نادرة مهمة لا يقيدها اعتمادا على أنه يقول: إن شاء الله لا أنساها. فإذا به ينساها ويتمنى لو كتبها، ولكن احذر أن تكتب على كتابك على هامشه أو بين سطوره، كتابة تطمس الأصل فإن بعض الناس يكتب على هامش الكتاب أو بين سطوره كتابة تطمس الأصل، لكن يجب إذا أردت أن تكتب على كتابك أن تجعله على الهامش البعيد من الأصل لئلا يلتبس هذا بهذا، فإن لم يتيسر هذا، كأن ما تريد تعليقه أكثر من الهامش فلا ضير عليك أن تجعل ورقة بيضاء تلصقها بين الورقات وتشير إلى موضعها من الأصل وتكتب ما شئت، وكان طلبة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يحدثوننا أنهم يأخذون مذكرات صغيرة يجعلونها في الجيب كلما ذكر الإنسان منهم مسألة قيدها، إما فائدة علم في خاطر، أو مسألة يسأل عنها الشيخ فيقيدها، فاستفادوا بذلك كثيرا. ولذا، فاجعل لك (كناشا) أو (مذكرة) لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك، فحسن، ثم تنقل ما يجمع لك بعد في مذكرة، مرتبا له على الموضوعات، مقيدا رأس المسألة، واسم الكتاب، ورقم الصفحة والمجلد، ثم اكتب على ما قيدته :«نقل»، حتى لا يختلط بما لم ينقل، كما تكتب :«بلغ صفحة كذا» فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما لم تبلغه قراءة.

وللعلماء مؤلفات عدة في هذا، منها
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif«بدائع الفوائد»، لابن القيم،
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif«خبايا الزوايا» للزركشي،
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif كتاب «الإغفال»، و«بقايا الخفايا»، وغيرها.
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifومنها أيضا «صيد الخاطر» لابن الجوزي
لكن أحسن ما رأيت http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif«بدائع الفوائد» لأبن القيم أربعة أجزاء في مجلدين، فيها من بدائع العلوم ما لا تكاد تجده في كتاب أخر لكل فن. كل ما طرأ على باله قيده، لذلك تجد فيه من العقائد في التوحيد، في الفقه، في النحو، في البلاغة، في التفسير، في كل شيء.

أحيانا يبحث في كلمة من الكلمات اللغوية في صفحة تحليلا وتفريعا واشتقاقا وغير ذلك. بحث بحثا بالغا في الفرق بين «المدح والحمد»، كتب كتابة فائقة في ذلك، وقال: كان شيخنا إذا بحث في مثل هذا أتى بالعجب العجاب لكنه كما قيل:


http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmpتألق البرق نجديا فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp

يعني رحمه الله مشغول بما هو أهم من التحقق في اللغة العربية وإلا فهو- شيخ الإسلام – رحمه الله آية في اللغة العربية، لما قدم مصر اجتمع بأبي حيان المصري الشهير صاحب «البحر المحيط» في التفسير، وكان أبو حيان يثني على شيخ الإسلام ثناء عطرا، ويمدحه بقصائد عصامية، ومن جملة ما يقول فيه:


http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifقام ابن تيمية في نصر شريعتنا مقام سيد يتم إذ عصت مضرhttp://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif


يعني أبي بكر يوم الردة. فلما قدم مصر شيخ الإسلام اجتمع بهذا الرجل- أبي حيان- وتناظر معه في مسألة نحوية واحتج عليه أبو حيان بقول سيبويه في كتابه، قال إن سيبويه في كتابه قال كذا وكذا. فكيف تخالفه؟.

فقال له شيخ الإسلام:«وهل سيبويه نبي النحو؟!» يعني: حتى يجب علينا اتباعه، ثم قال:«لقد غلط في الكتاب في أكثر من 80 موضعا لا تعلمها أنت ولا هو». سبحان الله !! هكذا يقول لسيد النحاة.
يقال: إن أبا حيان بعد ذلك أخذ عليه وصار بنفسه فأنشأ قصيدة يهجوه فيها.
عفا الله عنا وعنهم جميعا. المهم أن كتاب «بدائع الفوائد» من أجمل الكتب، فيه فوائد لا تجدها في غيره.
وعليه، فقيد العلم بالكتاب، لاسيما بدائع الفوائد في غير مظانها، وخبايا الزوايا في غير مساقها، ودررا منثورة تراها وتسمعها تخشي فواتها...... وهكذا، فإن الحفظ يضعف، والنسيان يعرض.
قوله:«لاسيما بدائع» الأفصح في هذا أن تكون مرفوعة بعد لاسيما، يجوز النصب ولكن الأحسن الرفع.
ومعني الكلام: أنه يحث على كتابة هذه الأشياء، بدائع الفوائد التي تعرض للإنسان حتى لا ينساها وكذلك أيضا ولاسيما إذا كانت في غير مظانها لأنك أحيانا تبحث عن مسألة تظنها مثلا في باب الصيد وهي مذكورة في مكان آخر، فإذا ذكرت في مكان آخر فقيدها، وكذلك أيضا«خبايا الزوايا في غير مساقها» وهي بمعني الجملة الأولي. و«درر منثورة تراها» وتسمعها تخشي فواتها. وهذه أيضا مسائل تعرض لك أو تعرض في كتب أهل العلم وهي منثورة، فهذه يجب أن تجمعها وتجعلها في كتاب.
قال الشعبي:«إذا سمعت شيئا، فاكتبه، ولو في الحائط». رواه خيثمة.
وإذا اجتمع لديك ما شاء الله أن يجتمع، فرتبه في (تذكرة) أو (كناش) على الموضوعات، فإنه يسعفك في أضيق الأوقات التي قد يعجز عن الإدراك فيها كبار الأثبات.
وهل الأولى أن ترتبها على الموضوعات أو أن ترتبها على ألف وباء؟ نرى أنه على ألف باء أحسن، وذلك لأن ترتيبها على الموضوعات تختلف فيه كتب العلماء، تجد مثلا: ترتيب الحنابلة يفترق عن الشافعية لاسيما في المعاملات، بل إن نفس المذهب الواحد يختلف ترتيبه. ترتيب المتقدمين منهم والمتأخرين.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifحفظ الرعاية http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

ابْذُل الوُسْعَ في حِفْظِ العلْمِ ( حفْظَ رِعايةٍ ) بالعمَلِ والاتِّباعِ ؛ قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( يَجِبُ على طالِبِ الحديثِ أن يُخْلِصَ نِيَّتَه في طَلَبِه ، ويكونَ قَصْدُه وَجْهَ اللهِ سبحانَه ، ولْيَحْذَرْ أن يَجْعَلَه سَبيلًا إلى نَيْلِ الأعراضِ ) ، وطريقًا إلى أَخْذِ الأعواضِ ؛ فقد جاءَ الوعيدُ لِمَن ابْتَغَى ذلك بعِلْمِه .
ولْيَتَّقِّ المفاخَرَةَ والْمُباهاةَ به ، وأن يكونَ قَصْدُه في طَلَبِ الحديثِ نَيْلَ الرئاسةِ واتِّخاذَ الأتباعِ وعَقْدَ المجالِسِ ؛ فإنَّ الآفَةَ الداخلةَ على العُلماءِ أَكْثَرُها من هذا الوجْهِ .
ولْيَجْعَلْ حِفْظَه للحديثِ حِفْظَ رعايةٍ لا حِفْظَ روايةٍ ؛ فإنَّ رُواةَ العُلومِ كثيرٌ ، ورُعاتَها قَليلٌ ، ورُبَّ حاضرٍ كالغائبِ ، وعالِمٍ كالجاهِلِ ، وحاملٍ للحديثِ ليس معه منه شيءٌ إذ كان في اطِّرَاحِه لِحُكْمِهِ بِمَنْزِلَةِ الذاهبِ عن مَعرفتِه وعِلْمِه .
ويَنبغِي لطالِبِ الحديثِ أن يَتمَيَّزَ في عامَّةِ أمورِه عن طرائقِ العَوَامِّ باستمعالِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أَمْكَنَه ، وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِه ؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } اهـ .

http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif الشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

ابذل الوسع في حفظ العلم(حفظ رعاية) بالعمل والاتباع، قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى:«يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده وجه الله سبحانه. وليحذر أن يجعله سبيلا إلى نيل الأعراض، وطريقا إلى أخذ الأعواض، فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه.
جاء الوعيد لمن طلب علما وهو يبتغي به وجه الله لغير الله لم يجد عرف الجنة، أي ريحها، وما ذكره الخطيب البغدادي- رحمه الله- حق أن يخلص الإنسان النية في طلب العلم بأن ينوي امتثال أمر الله تعالى والوصول إلى ثواب طلب العلم وحماية الشريعة والذب عنها ورفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن غيره، كل هذه تدل على الإخلاص، ولا يكون قصده نيل الأعراض كالجاه والرئاسة والمرتبة، أو طريقا إلى أحد الأعواض كالمرتبات لا يريد هذا.

فإذا قال قائل: كل الذين يطلبون العلم في الكليات إنما يقصدون الشهادة ولذلك نرى بعضهم يريد الوصول إلى هذه الشهادات ولو بالباطل كالشهادات المزيفة والغش وما أشبه ذلك. فيقال يمكن للإنسان أن يريد الشهادة في الكلية مع إخلاص النية وذلك أن يريد الوصول إلى منفعة الخلق لأن من لم يحمل الشهادة لا يتمكن من أن يكون مدرسا أو مديرا أو ما أشبه ذلك مما يتوقف على نيل الشهادة.
فإذا قال: أنا أريد أن أنال الشهادة لأتمكن من التدريس في الكلية مثلا، ولولا هذه الشهادة ما درست. أريد الشهادة لأن أكون داعية، لأننا في عصر لا يمكن أن يكون الإنسان فيه داعيا إلى الله إلا بالشهادة.
فإذا كانت هذه نية الإنسان فهي نية حسنة لا تضر إن شاء الله هذا في العلم الشرعي. أما في العلم الدنيوي فانو فيه ما شئت مما أحله الله. لو تعلم الإنسان الهندسة وقال أريد أن أكون مهندسا ليكون الراتب 10 آلاف ريال. فهل هذا حرام؟
لا.. لماذا؟ لأن هذا علم دنيوي، كالتاجر يتاجر من أجل أن يحصل على ربح.
وليتق المفاخرة والمباهاة به، وأن يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة، واتخاذ الأتباع، وعقد المجالس، فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه.
وقد جاء الوعيد فيمن طلب ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء. فأنت لا تقصد بعلمك المفاخرة والمباهاة، وأن يكون قصدك أن تصرف وجوه الناس إليك وما أشبه ذلك. هذه نيات سيئة، وهي ستحصل لك مع النية الصالحة إذا نويت نية صالحة، صرت إماما، صرت رئيسا يشير الناس إليك وأخذوا بقولك.
وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية، فإن رواة العلوم كثير ورعاتها قليل، ورب حاضر كالغائب، وعالم كالجاهل، وحامل للحديث ليس معه منه شيء إذا كان في اطراحه لحكمة بمنزلة الذاهب عن معرفته وعلمه.

ومعنى «رعاية» أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس، لأن مجرد الحفظ بدون فقه للمعنى ناقص جدا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :«رب مبلغ أوعى من سامع» .
والمقصود بالأحاديث أو القرآن الكريم هو فقه المعنى حتى يعمل به الإنسان ويدعو إليه، ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته جعل الناس أصنافا، منهم راو فقط ولا يعرف من المعنى شيئا إلا شيء واضح بين لا يحتاج الناس إلى مناقشته فيه، لكنه في الحفظ والثبات قوي جدا، ومن الناس من أعطاه الله فهما وفقها لكنه ضعيف الحفظ إلا أنه يفجر ينابيع العلم من النصوص إلا أنه ضعيف الحفظ، ومن الناس من يعطيه الله الأمرين: قوة الحفظ وقوة الفقه، لكن هذا نادر

¤ [[ وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لما أتاه الله تعالى من العلم والحكمة مطر أصاب أرضا فصارت الأرض ثلاثة أقسام..]] ¤
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifالقسم الأول>> قيعان ابتلعت الماء ولم تنبت الكلأ، فهذا مثل من أتاه الله العلم والحكمة ولكنه لم يرفع به رأسا ولم ينتفع به ولم ينفع به غيره.
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifالقسم الثاني>> أرض أمسكت الماء ولكنها لم تنبت الكلأ. هؤلاء من الرواة، امسكوا الماء فسقوا الناس واستقوا وزرعوا، لكن هم أنفسهم ليس عندهم إلا حفظ هذا الشيء.
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifوالقسم الثالث >> أرض رياض قبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ فانتفع الناس وأكلوا وأكلت مواشيهم. وهؤلاء الذين من الله عليهم بالعلم والفقه، فنفعوا الناس وانتفعوا به.


وينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمكنه، وتوظيف السنن على نفسه، فإن الله تعالى يقول :(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (سورة الأحزاب: 21). اهـ.
«ينبغي» أحيانا يراد بها الوجوب، لكن الشائع في استعمالها أنها للندب. وهذا في الأمور التعبدية ظاهر. أنه ينبغي للإنسان أن يتميز باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور الاتفاقية التي وقعت اتفاقا من غير قصد هل يشرع أن يتبعها الإنسان أم لا ؟
كان ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه يتبع ذلك، حتى أنه يتحرى المكان الذي نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وبال فيه، فنزل ويبول. وإن لم يكن محتاجا للبول.
كل هذا من شدة تحريه لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لكن هذا قد خالف أكثر الصحابة فيه ورأوا أن ما وقع اتفاقا فليس بمشروع اتباعه للإنسان. ولهذا لو قال قائل: أيسن لنا الآن ألا نقدم مكة في الحج إلا في اليوم الرابع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم في اليوم الرابع؟
الصحيح أنه لا يشرع لأنه وقع اتفاقا لا قصدا.
ما وقع عادة فهل يشرع لنا أن نتبعه فيه؟ مثلا: العمامة والرداء والإزار.
نقول: نعم يشرع أن نتبعه فيه.

لكن ما معنى الاتباع. هل معناه اتباعه في عين ما لبس؟ أو اتباعه في جنس ما لبس؟

الجواب: الثاني. لأنه لبس ما اعتاده الناس في ذلك الوقت.
وعلى ذلك نقول: السنة لبس ما يعتاده الناس، ما لم يكن محرما، فإن كان محرما وجب اجتنابه ما وقع على سبيل التشهي فهل نتبعه فيه. كان عليه الصلاة والسلام يحب الحلوى، يحب العسل، يتتبع الدباء في الأكل. هل نتبعه في ذلك.
قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء- يعني القرع- في الطعام، فمازلت أتتبعها منذ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبعها.
وعلى هذا فهل نقول من المشروع أنك تتبع الدباء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يتبعه أم لا؟
الظاهر أن هذا الاتباع فيه أحرى من الاتباع فيما سبقه- وهو ما وقع اتفاقا- لأن هذا لم يقع اتفاقا، حيث أننا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حين يتتبعها أنه يتتبعها قصدا لا اتفاقا، ولا شك أن الإنسان إذا تتبع الدباء من على ظهر القصعة وهو يشعر أنه يفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لا شك أن هذا يوجب له محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع آثاره وحينئذ نقول: إذا تتبعت هذا فإنك على الخير، وقد يكون في الدباء منفعة طبية، تسهل وتلين وتكون قدما للطعام.
قوله «باستعمال آثار» هذه العبارة فيها شيء من الركاكة، ولو قال «باتباع آثار»

كما عبر بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية قال: من أصول أهل السنة والجماعة اتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا». وهذا هو اللفظ المطابق للقرآن . (فاتبعوني يحببكم الله) (سورة آل عمران: 31). أما استعمال الآثار فقد يتوهم واحد أن استعمال ثيابه وعمامته وما أشبه ذلك. لكن إذا قلنا اتباع آثار كان ذلك أحسن وأوضح.
وقوله :«توظيف السنن على نفسه» يراد بذلك أن يطبق توظيفها، بمعنى تطبيق السنن على نفسه لأن الله يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة) (سورة الأحزاب: 21).
ولو ذكر آخر الآية لكان أحسن ما هي (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) (سورة الأحزاب: 21).

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

شموخ الهمه
12-12-09, 11:38 AM
[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

تَعَاهُدُ المحفوظاتِ :
تَعاهَدْ عِلْمَك من وَقتٍ إلى آخَرَ ؛ فإنَّ عَدَمَ التعاهُدِ عُنوانُ الذهابِ للعِلْمِ مهما كان .
.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب، يعني دليل
الذهاب ، ولكن لو عبر بقوله :«فإن عدم التعاهد سبب الذهاب للعلم» لكان أولى لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها». فيدل ذلك على أن عدم التعاهد سبب للنسيان، وليس عنوان الذهاب للعلم، لأن عنوان الشيء يكون بعد الشيء. وسبب الشيء يكون قبل الشيء، وعدم التعاهد سابق على عدم البقاء ، أي بقاء العلم، والخطب في هذا يسير إذا كان المعنى مفهوما ، فالأمر يسير بالنسبة للألفاظ .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
عن ابنِ عمرَ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ رسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :(( إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعْقَلَةِ ، إن عاهدَ عليها أَمْسَكَها وإن أَطْلَقَها ذَهَبَتْ )). رواه الشيخانِ ، ومالِكٌ في ( الْمُوَطَّأِ ) .
قالَ الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ رَحِمَه اللهُ : ( وفي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّ مَن لم يَتَعَاهَدْ عِلْمَه ذَهَبَ عنه ، أيْ مَنْ كان ؛ لأنَّ عِلْمَهم كان ذلك الوَقْتَ القرآنَ لا غيرَ ، وإذا كان القرآنُ الْمُيَسَّرُ للذكْرِ يَذْهَبُ إن لم يُتَعَاهَدْ ؛ فما ظَنُّكَ بغيرِه من العلومِ المعهودةِ ؟! وخيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه ، وقادَ إلى اللهِ تعالى ودَلَّ على ما يَرضاهُ ) .

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
( وفي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّ مَن لم يَتَعَاهَدْ عِلْمَه ذَهَبَ عنه ) وهذا واضح أن من لم يتعاهد حفظه نسي وكما أن هذا في المعقول فهو أيضا في المحسوس فمن لم يتعاهد الشجرة بالماء تموت، أو تذبل ، وكذلك من لم يتعاهد أغصانها بالشتل ، تتكاثر ويفسد بعضها بعضا فلا تستقيم وكذلك العلوم
(خيرُ العلومِ ما ضُبِطَ أَصْلُه ، واسْتُذْكِرَ فَرْعُه ) يعني كأنه يرد على القواعد والأصول وأنا أحثكم دائما عليهما عليكم بالقواعد والأصول لأن المسائل الفقهية المتفرعة كتلاقط الجراد من أرض صحراء تضيع عليك لكن الذي عنده علم بالأصول هذا هو العالم من فاتته الأصول فاته الوصول.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

وقالَ بعضُهم ( كلُّ عِزٍّ لم يُؤَكَّدْ بعِلْمٍ فإلى ذُلٍّ مَصيرُه ) اهـ .
.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
يعني غالبا ، وإلا فقد يكون الإنسان عزيزا بماله وإنفاقه ونفع الناس به فيبقى عزيزا إلى أن يموت ولكن في الغالب أن العز الذي لم يأكد بالعلم أنه يزول.
– التَّفَقُّهُ بتخريجِ الفروعِ على الأُصولِ :
من وراءِ الفِقْهِ : التَّفَقُّهُ ، ومُعْتَمِلُه هو الذي يُعَلِّقُ الأحكامَ بِمَدارِكِها الشرعيَّةِ .
وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ : أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ : (( نَضَّرَ اللهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا ، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ )) .
قالَ ابنُ خَيْرٍ رَحِمَه اللهُ تعالى في فِقْهِ هذا الحديثِ : ( وفيه بيانُ أنَّ الفِقْهَ هو الاستنباطُ والاستدراكُ في معاني الكلامِ من طريقِ التَّفَهُّمِ ، وفي ضِمْنِه بيانُ وُجوبِ التفَقُّهِ ، والبحْثُ على معاني الحديثِ واستخراجُ الْمَكنونِ من سِرِّهِ ) اهـ .
وللشيخين ؛ شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ وتِلميذِه ابنِ قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَهما اللهُ تعالى ، في ذلك القِدْحُ الْمُعَلَّى ، ومَن نَظَرَ في كُتُبِ هذين الإمامينِ ؛ سَلَكَ به النَّظَرُ فيها إلى التَّفَقُّهِ طَرِيقًا مُستَقِيمًا .
ومن مَلِيحِ كلامِ ابنِ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه في مَجْلِسٍ للتَّفَقُّهِ : ( أَمَّا بعدُ ؛ فقد كُنَّا في مَجلِسِ التَّفَقُّهِ في الدِّينِ ، والنظَرِ في مَدارِكِ الأحكامِ المشروعةِ ؛ تَصويرًا ، وتَقريرًا ، وتَأصيلًا ، وتَفصيلًا ، فوقَعَ الكلامُ في ... فأقولُ : لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ، هذا مَبْنِيٌّ على أَصْلٍ وفَصلَيْنِ ...)
واعْلَمْ أَرْشَدَك اللهُ أنَّ بينَ يَدَي التَّفَقُّهِ : ( التَّفَكُّرَ ) فإنَّ اللهَ - سبحانَه وتعالى – دعا عِبادَه في غيرِ ما آيةٍ من كتابِه إلى التحَرُّكِ بإجالةِ النظَرِ العميقِ في ( التَّفَكُّرِ ) في مَلكوتِ السماواتِ والأرضِ وإلى إن يُمْعِنَ المرءُ النظَرَ في نفسِه ، وما حولَه ؛ فَتْحًا للقُوَى العَقليَّةِ على مِصراعَيْهَا ، وحتى يَصِلَ إلى تَقويةِ الإيمانِ ، وتَعميقِ الأحكامِ والانتصارِ العِلْمِيِّ : { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ } . وعليه فإنَّ ( التفَقُّهَ ) أبعَدُ مَدًى من ( التفَكُّرِ ) ؛ إذ هو حَصيلتُه وإنتاجُه ؛ وإلا { فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} .
لكنَّ هذا التَّفَقُّهَ مَحجوزٌ بالبُرهانِ ، مَحجورٌ عن التَّشَهِّي والْهَوَى : { وَلِئْنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } .
فيا أيُّها الطالبُ ! تَحَلَّ بالنظَرِ والتفَكُّرِ ، والفقْهِ والتفَقُّهِ ؛ لعلك أن تَتجاوَزَ من مَرحلةِ الفقيهِ إلى ( فقيهِ النفْسِ) كما يقولُ الفُقهاءُ ، وهو الذي يُعَلِّقُ الأحكامَ بِمَدارِكِها الشرعيَّةِ ، أو ( فقيهِ البَدَنِ ) كما في اصطلاحِ الْمُحَدِّثِينَ .
فأَجْلِ النظَرَ عندَ الوارداتِ بتَخريجِ الفُروعِ على الأصولِ ، وتَمامِ العنايةِ بالقواعدِ والضوابطِ . وأَجْمِعْ للنَّظَرِ في فَرْعٍ ما بينَ تَتَبُّعِه وإفراغِه في قالَبِ الشريعةِ العامِّ من قواعدِها وأصولِها الْمُطَّرِدَةِ ؛ كقواعدِ المصالِحِ ، ودفْعِ الضرَرِ والمشَقَّةِ وجَلْبِ التيسيرِ ، وسَدِّ بابِ الْحِيَلِ وسَدِّ الذرائعِ .
وهكذا هُدِيتَ لرُشْدِكَ أَبَدًا ؛ فإنَّ هذا يُسْعِفُكَ في مَواطِنِ الْمَضايِقِ وعليك بالتَّفَقُّهِ – كما أَسْلَفْتُ – في نصوصِ الشرْعِ ، والتبَصُّرِ فيما يَحُفُّ أحوالَ التشريعِ، والتأمُّلِ في مَقاصِدِ الشريعةِ ، فإنْ خَلَا فَهْمُك من هذا ، أو نَبَا سَمْعُكَ ؛ فإنَّ وَقْتَكَ ضائعٌ ، وإنَّ اسمَ الْجَهْلِ عليك لواقِعٌ وهذه الْخَلَّةُ بالذاتِ هي التي تُعطيكَ التمييزَ الدقيقَ ، والْمِعيارَ الصحيحَ ، لِمَدَى التحصيلِ والقُدرةِ على التخريجِ .
فالفقيهُ هو مَن تَعْرِضُ له النازلةُ لا نَصَّ فيها فيَقْتَبِسُ لها حُكْمًا ، والبَلاغِيُّ ليس من يَذْكُرُ لك أقسامَها وتَفريعاتِها ، لكنه مَن تَسْرِي بَصيرتُه البلاغيَّةُ في كتابِ اللهِ ، مَثَلًا ، فيُخْرِجُ من مَكنونِ عُلومِه وُجُوهَها وإن كَتَبَ أو خَطَبَ نَظَمَ لك عِقْدَها . وهكذا في العلومِ كافَّةً .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif

..[[ 30- التفقه بتخريج الفروع على الأصول ]]..
من وراء الفقه: التفقه، ومعتمله هو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية.
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله قال : «نضر الله امرؤ سمع مقالتي فحفظها، ووعاها، فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».
«التفقه» يعني طلب الفقه، والفقه ليس العلم. بل هو إدراك أسرار الشريعة. وكم من إنسان عنده كثير ولكنه ليس بفقيه، ولهذا حذر ابن مسعود رضي الله عنه من ذلك فقال: «كيف لكم إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم».
الفقيه هو العالم بأسرار الشريعة وغاياتها وحكمها حتى يستطيع أن يرد الفروع الشاردة إلى الأصول الموجودة، ويتمكن من تطبيق الأشياء على أصولها، فيحصل له بذلك خير كثير.
قال: «نضر الله.. » نضر بمعنى: حسنه، ومنه قوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة) (سورة القيامة: 22). أي: حسنه، وقوله تعالى : (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا) (سورة الإنسان: 11). نضرة: يعني حسنا في وجوههم، وسرورا في قلوبهم، فيجتمع لهم حسن الظاهر والباطن. لأن الإنسان قد يغتم قلبه، ووجهه قد أعطاه الله نضارة لكن سرعان ما تزول. ومن الناس من يكون قلبه مسرورا لكن لم يعطه الله نضارة الوجه، ومن الناس من يحصل له الأمران: السرور في القلب ونضارة في الوجه. وبذلك تتم النعمة.

قال ابن خير.- رحمه الله تعالى- في فقه هذا الحديث :«وفيه بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك في معاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه بيان وجوب التفقه، والبحث على معاني الحديث، واستخراج المكنون من سره» أ هـ. وللشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم الجوزية رحمهما الله تعالى، في ذلك القدح المعلي، ومن نظر في كتب هذبن الإمامين، سلك به النظر فيها إلى التفقه طريقا مستقيما.
لا شك أن ما ذكره- وفقه الله- هو الصواب؛ أن الفقه هو استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة. لكن لا ينبغي أن يقتصر على الحديث، بل نقول من الأدلة في القرآن والسنة ودلالات القرآن أقوى من دلالات السنة وأثبت، لأنه لا يعتريه عيب النقل بالمعنى، وأما السنة فهي تنقل بالمعنى. وعلى هذا فيقال: «بالبحث عن معاني القرآن والحديث».
ومن أحسن من رأيت في استخراج الأحكام من الآيات شيخنا- رحمه الله- عبد الرحمن بن سعدي، فإنه يستخرج – أحيانا- من الآيات من الفقه ما لا تراه في كتاب آخر، وهذا الطريق- أعني طريق استنباط الأحكام من القرآن والسنة- هو طريق الصحابة، فما كانوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمونها، وما فيها من العلم والعمل. ثم أشار الشيخ بكر إلى شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم- رحمهم الله- وبيان ما يتوصلان إليه من الأحكام الكثيرة من الأدلة القليلة، وقد أعطاهما الله فهما عجيبا في القرآن والسنة.
ونضرب مثلا لهذا- أعني التفقه-، أن العلماء اتخذوا الحكم بأن أقل مدة الحمل ستة أشهر من قوله تعالى :(وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (سورة الأحقاف:15).
ومن قوله : (وفصاله في عامين) (سورة لقمان: 14). فإن ثلاثين شهرا، عامان وستة أشهر، فإذا كان حمله وفصاله (ثلاثون شهرا) وفي الآية الآخرى (في عامين) لزم أن يكون الحمل أقله ستة أشهر.

ومن مليح كلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- قوله في مجلس للتفقه: «أما بعد، فقد كنا في مجلس التفقه في الدين، والنظر في مدارك الأحكام المشروعة، تصويرا وتقريرا، وتأصيلا، وتفصيلا، فوقع الكلام في ... فأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا مبني على أصل وفصلين..».
واعلم أرشدك الله أن بين يدي التفقه : (التفكر). فإن الله سبحانه وتعالى دعا عباده في غير ما آية من كتابه إلى التحرك بإجالة النظر العميق في (التفكر) في ملكوت السموات والأرض، وإلى أن يمعن النظر في نفسه، وما حوله، فتحا للقوى العقلية على مصراعيها، وحتى يصل إلى تقوية الإيمان، وتعميق الأحكام، والانتصار العلمي : (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) (سورة البقرة: 219). ، (قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) (سورة الأنعام: 50).
وعليه، فإن «التفقه» أبعد مدى من (التفكر)، إذ هو حصيلته وإنتاجه، وإلا: (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) (سورة النساء: 78). لكن هذا التفقه محجوز بالبرهان، محجوز عن التشهي والهوى: (ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) (سورة البقرة: 12).
إذا نقول : المراتب، أولا- العلم، ثم الفهم، ثم التفكير، ثم التفقه. لا بد من هذا، فمن لا علم عنده كيف يتفقه؟ وكيف يعلم... من عنده علم وليس عنده فهم.. كيف يتفقه؟ حتى لو حاول أن يتفقه وهو مما لا يفهم لا يمكن ذلك. بعد أن تفهم... تتفكر ما مدلول هذه الآيات؟ وما مدلول هذا الحديث؟ وتتفكر أيضا في أنواع الدلالة،

http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif

شموخ الهمه
12-12-09, 04:06 PM
..http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[[ وأنواع الدلالة ثلاثة ]] http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp..
1/ دلالة المطابقة 2/ دلالة التضمن 3/ دلالة الالتزام.

http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifفدلالة اللفظ على جميع معناه، دلالة مطابقة.
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifودلالته على بعض معناه، دلالة تضمن.
http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gifودلالته على لازم خارج، هذه دلالة التزام.
وهذا النوع الثالث من الدلالة هو الذي يختلف فيه الناس اختلافا عظيما، إذ قد يلتزم بعض الناس من الدليل ما لا يلزم، وقد يفوته ما يلزم. وبين ذلك تفاوت عظيم، فلا بد أن يعمل هذه الدلالات حينئذ يصل إلى درجة التفقه واستنباط الأحكام من أدلتها.

ويذكر أن الشافعي رحمه الله نزل ضيفا على الإمام أحمد بن حنبل- وأحمد تلميذ الشافعي وكان يثني عليه عند أهله- فقدم له العشاء فأكله كله ورد الصحفة.
خالية، فتعجب أهل أحمد كيف يأكل الطعام كله، والسنة أن الإنسان يأكل قليلا.
«حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» . لكن الشافعي أكل كل الطعام. هذه واحدة ثم إن الإمام أحمد انصرف إلى أهله ونام الشافعي فلما كان في آخر الليل قام يتهجد ولم يطلب ماء يتوضأ به، أو أظنه أنه لم يقم يتهجد، ثم أذن الفجر فخرج إلى الصلاة ولم يطلب ماء للوضوء، هذه اثنتان.
فلما أصبح قال أهل الإمام أحمد له كيف تقول في الشافعي ما تقول، والرجل أكل الطعام ونام وقام ولم يتوضأ كيف إذا؟
قال :«آتيكم بالخبر ..» فسأله. قال: فأما الطعام فلا أجد أحل من طعام الإمام أحمد بن حنبل فأردت أن أملأ بطني منه، أما كوني لم أتهجد فلأن التفكير في العلم أفضل من التهجد، وأنا جعلت أتفكر في العلم واستنبط من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «يا أبا عمير ما فعل النغير» . كذا وكذا ما أدري قال: مائة، أو ألف.
أما كوني لم أطلب ماء وأن خارج لصلاة الفجر، فلم أشأ أن أطلب ماء وأنا على وضوء. فذكر ذلك لأهله. فقالوا: الآن !!
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifفهيا أيها الطالب!http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif تحل بالنظر والتفكر، والفقه والتفقه، لعلك أن تتجاوز من مرحلة الفقيه إلى (فقيه النفس) كما يقول الفقهاء، وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية، أو (فقيه البدن) كما في اصطلاح المحدثين.
هناك فقه ثالث ظهر، وهو فقه الواقع الذي علق عليه بعض الناس العلم.
وقالوا: من لم يكن فقيها للواقع فليس بعالم، ونسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ثم غفلوا عن كون الإنسان يشتغل بفقه الواقع أن ذلك يشغله عن فقه الدين، بل ربما يشغله عن الاشتغال بالتعبد الصحيح، عبادة الله وحده وانصراف القلب إلى الله والتفكر في آياته الكونية والشرعية. والحقيقة أن انشغال الشباب بفقه الواقع صد لهم عن الفقه في دين الله، لأن القلب إذا امتلأ بشيء امتنع عن الآخر.
فانشغال الإنسان بالفقه في الدين وتحقيق العبادة والدين والإخلاص خيرا له من البحث عن الواقع، وماذا فعل فلان؟ وماذا فعل فلان، وربما يتلقون فقه الواقع من روايات ضعيفة أو موضوعة في وسائل الإعلام المسموعة أو المقرؤة أو المرئية أو يبنون ما يظنون فقه واقع على تقديرات وتخمينات يقدرها الإنسان، ثم يقول هذا فعل لهذا، ويعلل بتعليلات قد تكون بعيدة من الواقع.
أو ينظر إلى أشياء خطط لها أعداؤنا من قبل على واقع معين، تغير الواقع وزال بالكلية فبقيت هذه الخطط لا شيء.
والمهم أن فقه النفس، الذي هو صلاح القلب والعقيدة السليمة ومحبة الخير للمسلمين وما أشبه ذلك هذا ينبني عليه فقد البدن: معرفة هذا القول حلال أم حرام. هذا الفعل حلال أم حرام.
فأجل النظر عند الواردات بتخريج الفروع على الأصول، وتمام العناية بالقواعد والضوابط. وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام من قواعدها وأصولها المطردة، كقواعد المصالح، ودفع الضرر والمشقة، وجلب التيسير، وسد باب الحيل، وسد الذرائع.
لا بد لطالب العلم من أصول يرجع إليها، والأصول الثلاثة: الأدلة من القرآن والسنة والقواعد والضوابط المأخوذة من الكتاب والسنة.
والمهم أن يكون لدى الإنسان علم بالقواعد والضوابط حتى ينزل عليها الجزئيات.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


..http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp [[ والفرق بين القاعدة والضابط ]]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp ..
الضابط >> يكون لمسائل محصورة معينة.
القاعدة >> أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة.
فالضابط أقل رتبة من القاعدة، كما يدل ذلك اللفظ،
الضابط يضبط الأشياء ويجمعها في قالب واحد. والقاعدة أصل تفرع عنه الجزيئات.

قوله:«فأجل النظر عند الواردات بتخريج الفروع على الأصوال، وتمام العناية بالقواعد والضوابط» هذا من أهم ما يكون، أن الإنسان يجعل نظره أي فكره يتجول بتخريج الفروع على الأصول حتى يتمرن، لأن بعض الناس قد يحفظ القاعدة كما يحفظ الفاتحة ولكن لا يعرف أن يخرج عليها. وهذا لا شك نقص في التفكير. فلا بد من أن يجتهد ويجيل نظره بتخريج القواعد على الأصول.

قوله: «وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام...» وهذا أيضا مهم عند أهل الحديث. يأتي مثلا نص ظاهرة.

الحكم بكذا لكن إذا تأملت في هذا النص وجدنه مخالفا للقواعد العامة من الشريعة، فما موقفك؟

نقول: لا بد أن نرجع إلى القواعد، ويحكم على هذا بما تقتضيه الحاجة. وكذلك قال العلماء فيما لو خالف الإنسان الثقة الثبت من هو أرجح منه، فإن حديثه هذا- وإن كان من حيث النظر إلى مجرد الطريق نحكم بصحته- نقول: إن هذا غير صحيح. لماذا؟ لأنه شاذ. والذي أوجب لكثير من المبتدئين في طلب العلم أن يسلكوا مسلكا شاذا هو هذا. أعني عدم النظر إلى القواعد والأصول الثابتة. وهذا أمر مهم، وذلك لأن الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح الدينية والدنيوية ولدرء المفاسد أو تقليلها، سواء كانت المفاسد دينية أو دنيوية، ولهذا تجد أن الله عز وجل يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة شرعا وقدرا.
تنزل الأمطار على الأرض، وهذا رجل تم بنيانه قريبا. هل يضره المطر أو لا؟ نعم يضره، لكن لا عبرة. لأن العبرة بالعموم.
وكذلك تنزل وهذا الرجل قد انتهي من السقي، والمعروف أن الزرع إذا أصابه الماء، مطرا كان أو سقي بعد الانتهاء من سقيه أنه يضره لكن العبرة بالعموم.
فهذه مسائل ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها، ولهذا قال الشيخ بكر رحمه الله ووفقه الله«وأصولها المطردة كقواعد المصالح».
وهنا نقف لنبين أن بعض الأصوليين أتى بدليل خامس: هو المصالح المرسلة.
فقال: الأدلة هي القرآن والسنة والقياس الصحيح والمصالح المرسلة.
وهذا غلط لأن هذه المصالح الذين يدعون أنها – مصالح مرسلة – إن كان الشرع قد شهد لها أنها مصالح مرسلة فهي من الشرع داخلة في عموم الشرع: كتاب أو سنة قياس كان أو إجماع، وإن لم تكن فيها مصالح شرعية فهي باطلة فاسدة الاعتبار، وحينئذ لا تؤصل أصلا، دليلا ندين الله بالتعبد به بدون دليل من القرآن والسنة. لأن كونك تؤصل أصلا يعني أنك تبني دينك على هذا.
وعلى هذا فتمسح أو فتنسخ ذكر المصالح المرسلة من الأدلة. لماذا؟ لأننا نقول: إن شهد الشرع بهذه المصلحة فهي ثابتة بالكتاب والسنة بعمومتها وقواعدها، وإن شهد ببطلانها فهي باطلة.
الآن من أهل البدع من ركب بدعته على هذا الدليل. قال: هذا من المصالح المرسلة. فالإنسان يحيي قلبه ويحركه بماذا؟ ببدعة صوفية وما أشبه ذلك وقال: نحن نطمئن الآن إذا أتينا بهذه الأذكار وعلى هذه الصفة ويضرب الأرض حتى تتغبر قدماه. قال: هذه مصلحة عظيمة تحرك القلوب.
ماذا نقول: لو قلنا باعتبار المصالح المرسلة كل واحد يدعي أن هذه المصلحة وأصل النزاع الذي أمر الله فيه بالرد إلى الكتاب والسنة أصله أن كل واحد يرى أن كل ما عليه مصلحة، وربما يماري ليكون قوله المقبول.


المهم أن قول الشيخ بكر «كقواعد المصالح» مراده بذلك المصالح الشرعية، فإن كان هذا مراده فهو حق، وإن كان يريد المصالح المرسلة فهو بعيد، لأنه قال بعد ذلك «ودفع الضرر والمشقة»، إنا كان يشير إلى المصالح المرسلة فقد علمت فساد ما يجعلها دليلا مستقلا.

وقوله :«ودفع الضرر» أين نجد من القرآن والسنة دفع الضرر؟ كثير، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم) (سورة النساء: 29). وهذه الآية تعم قتل النفس مباشرة بأن ينتحر الإنسان أو فعل ما يكون سببا للهلاك، ولهذا استدل عمرو بن العاص رضي الله عنه بهذه الآية على التيمم خوفا من البرد، مع أن البرد قد لا يميت الإنسان، ولكن قد يكون سببا لموته، استدل بها، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وضحك.
هذا من القرآن. وأيضا من القرآن قوله تعالى : (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا) (سورة المائدة: 6). الشاهد قوله : (مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا) لماذا يتيمم وهو مريض، يقدر أن يستعمل الماء؟ لكن لئلا يزاد مرضه أو يتأخر برأه.

ومن دفع المشقة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زحاما وهو في السفر، ورجلا قد ظلل عليه. فقال: ما هذا؟ قالوا: صائم. قال:«ليس من البر الصيام في السفر» . مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم وهو مسافر، وهل يفعل غير البر ؟! لا لكن إذا وصلت الحال من المشقة فإنه ليس من البر، وإذا انتفى أن يكون من البر، فهو إما من الإثم وإما أن يكون من لا لك ولا عليك.
شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس عطاش وقد شق عليهم الصيام، لكنهم ينظرون متى، فدعا بماء بعد صلاة العصر ووضعه على فخده الشريفة، وجعل الناس ينظرون إليه، فأخذه وشرب، والناس ينظرون. ثم قيل له إن بعض الناس قد صام. فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة».
هل ورد نهي أن يبقوا على صيامهم؟ لا، ولكن العموم ( ولا تقتلوا أنفسكم) (سورة النساء: 29). ، (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (سورة الحج: 78).

** إذا الشرع يراعي قواعد المصالح ودفع الضرر، دفع المشقة **

قوله :«وجلب التيسير» كل الإسلام تيسير، لكن هل اليسر هوما تيسر على كل شخص بعينه أو باعتبار العموم؟ باعتبار العموم. ومع ذلك إذا حصل للإنسان ما يقتضي التيسير وجد الباب مفتوحا: «صل قائما..». إذا هذا تيسير، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الدين يسر ولا يشاد الدين أحدا إلا غلبه».
كل الدين يسر، وكان إذا بعث البعوث يقول: «يسروا لا وتعسروا، بشروا ولا تنفروا فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين».

فالحمد لله. هذا الدين للإنسان دين يسر، وبناء على ذلك هل يتعمد الإنسان فعل العبادة على وجه يشق عليه أو أن يفعلها على الوجه الأيسر. أيهما أقرب إلى مقاصد الشريعة؟
الثاني، ولهذا لو أن رجلا في البرد حانت صلاة الفجر وعنده ماء، أحدهما ساخن والآخر بارد.
فقال أنا أريد أن أتوضأ بالماء البارد حتى أنال أجر إسباغ الوضوء على المكاره.

وقال الثاني أنا أريد أن أتوضأ بالماء الساخن حتى أوافق مراد الله الشرعي، حيث قال: (يريد الله بكم اليسر) (سورة البقرة: 185). أيهما أصوب؟
الثاني بالإجماع بلا شك هو الموافق للشريعة، لأن إسباغ الوضوء على المكاره ليس المراد منه أن يقتصد الإنسان ما يكره. المراد إذا لم يكن الوضوء إلا بمكروه.. يتوضأ هذا معناه.
وإلا لكان يقول أحجج البيت على قدميك... سر من أفغانستان إلى مكة على قدميك، فإن لم تفعل فعلى سيارة خربة، تمشي قليلا وتقف كثيرا لماذا؟ لأنها أشق.
فإن لم تستطع فعلى طيارة. ليس هذا بصحيح!! أيهما أفضل الطيارة لأنها أسهل وأيسر.
وأول ما خرجت الطيارات كنا نحدث ونحن صغار أن الحج على الطيارة ثمن الحج. وعلى السيارة نصف الحج.

والشاهد على كل حال: جلب التيسير هو الموافق لروح الدين. من هنا نرى أنه إذا اختلف عالمان في رأي، ولم يتبين لنا الأرجح من قولهما لا من حيث الدليل، ولا من حيث الاستدلال، ولا من حيث المستدل.
وأحدهما أشد من الثاني، فمن نتبع الأيسر أم الأشد؟ الأيسر. وقيل الأشد لأنه أحوط؟ لكن في هذا القول لأننا نقول ما هو الأحوط؟ هل هو الأشد على بني آدم أم هو الموافق للشرع؟ الثاني.... ما كان أوفق للشرع.

ثم قال :«وسد الحيل وسد الذرائع». إن هذه الأمة اتبعت سنن من كان قبلها في مسألة الحيل، وأشد الناس حيلا ومكرا هم اليهود، وهذه الأمة فيها من تشبه باليهود وتحايلوا على محارم الله.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

شموخ الهمه
12-12-09, 04:21 PM
[[ والحيلة ]] أصلها حولة من حال يحول. هذا في اللغة.
أما في الشرع والاصطلاح: هي التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة .
مثال ذلك: رجل سافر في نهار رمضان، قصده أن يفطر في رمضان وليس له قصد في السفر إلا أن يفطر. ظاهر فعله أنه حلال، لكن أراد بذلك إلى إسقاط واجب وهو الصوم.

مثال آخر: رجل تزوج بمطلقة صاحبه ثلاثا، ورآه محزونا عليها فذهب وتزوجها من أجل أن يحللها للزوج الأول- الذي هو صاحبه- ليس له غرض في المرأة، وإنما يريد أن يجامعها ليلة ثم يدعها.
نقول: هذا تحيل على محرم، لأن هذه المرأة لا تحل لزوجها الأول الذي طلقها ثلاثا وأراد أن يحللها له.
ولهذا جاء في الحديث بما هو أهل له حيث سمي «التيس المستعار». ومن باب الحيل أيضا ما يفعله كثير من الناس اليوم في مسائل الربا رجل باع سلعة ب، 10 آلاف إلى سنة، ثم اشتراها نقدا بـ 8 آلاف. هذه حيلة على أن يعطي 8 آلاف ويأخذ 10 آلاف لأن هذا العقد صوري. ولهذا قال فيه عبد الله بن مسعود أنه دراهم بدراهم دخلت بينهم حريرة، يعني قطة قماش.

«سد الذرائع» الذرائع جمع ذريعة، وهي الوسيلة. والفرق بينها وبين الحيلة: أن فاعل الحيلة قد قصد التحيل. وفاعل الذريعة لم يقصد، ولكن فعله يكون ذريعة إلى الشر والفساد.

مثال ذلك: بعض النساء اليوم صارت تلبس النقاب، تغطي وجهها بالنقاب، لكن هل إن المرأة بقيت على هذا. بمعنى أنها لم تخرق فيه لتسر وجهها إلا مقدار العين؟... لا. إذا يمنع النقاب لأنه ذريعة يتوصل به إلى شيء محرم؟
وهكذا هديت لرشدك أبدا، فإن هذا يسعفك في مواطن المضايق. وعليك بالتفقه كما أسلفت في نصوص الشرع، والتبصر فيما يحف أحوال التشريع، والتأمل في مقاصد الشريعة، فإن خلا فهمك من هذا، أو نبا سمعك، فإن وقتك ضائع، وإن اسم الجهل عليك لواقع. وهذه الخلة بالذات هي التي تعطيك التمييز الدقيق، والمعيار الصحيح، لمدى التحصيل والقدرة على التخريج:
فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكما.
والبلاغي ليس من يذكر لك أقسامها وتفريعاتها، لكنه من تسري بصيرته البلاغية في كتاب الله، مثلا، فيخرج من مكنون علومه وجوهها، وإن كتب أو خطب، نظم لك عقدها. وهكذا في العلوم كافة.
هذا صحيح .. الفقيه حقيقة هو الذي يستنبط الأحكام من النصوص وينزل الأحكام عليها، وليس من يقرأ النصوص.
من يقرأ النصوص فهو كنسخة من الكتاب، لكن من يشقق النصوص وينزل الوقائع عليها، كالبلاغي... وهل البلاغي هو من يبين لك البلاغة وأقسامها، والفصاحة وأقسامها؟ أم من يكون كلامه بليغا؟... الثاني، من يكون كلامه بليغا فهو البلاغي، حتى ولو لم يكن يعرف من البلاغة شيئا.
ولهذا ينبغي للإنسان أن يطبق المعلومات على الواقع. بمعنى: أنه إذا نزلت نازلة يعرف كيف يتصرف في النصوص حتى يعرف الحكم، وإذا عرف شيئا يمرن نفسه على أن يطبق هذا في حياته القولية والفعلية.


http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp

شموخ الهمه
12-12-09, 04:21 PM
المقرر الخامس
(تابع الفصل الخامس :آداب الطالب في حياته العلمية)

الشريط السابع (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2556&series_id=)
من الدقيقة 56 إلى آخر الشريط
الشريط الثامن (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2557&series_id=)

http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif31- اللجوءُ إلى اللهِ تعالى في الطَّلَبِ والتحصيلِ http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif
لا تَفْزَعْ إذا لم يُفْتَحْ لك في علْمٍ من العلومِ ؛ فقد تَعاصَتْ بعضُ العُلومِ على بعضِ الأعلامِ المشاهيرِ ، ومنهم مَن صَرَّحَ بذلك كما يُعْلَمُ من تَرَاجِمِهم، ومنهم : الأَصْمَعِيُّ في عِلْمِ العَروضِ والرُّهاويُّ المحدِّثُ في الْخَطِّ ، وابنُ صالحٍ في الْمَنْطِقِ ، وأبو مسلِمٍ النحويُّ في عِلْمِ التصريفِ والسيوطيُّ في الْحِسابِ ، وأبو عُبيدةَ ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الباقي الأنصاريُّ ، وأبو الحسَنِ القَطيعيُّ ، وأبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ زِيادٍ الفَرّاءُ ، وأبو حامدٍ الغزاليُّ ، خَمْسَتُهُم لم يُفْتَحْ لهم بالنحوِ .
فيا أيُّها الطالِبُ ! ضاعِف الرَّغبةَ ، وافْزَعْ إلى اللهِ في الدعاءِ واللجوءِ إليه والانكسارِ بينَ يَدَيْهِ .وكانَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، كثيرًا ما يَقولُ في دعائِه إذا اسْتَعْصَى عليه تفسيرُ آيةٍ من كتابِ اللهِ تعالى : ( اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ آدَمَ وإبراهيمَ عَلِّمْنِي ، ويا مُفَهِّمَ سليمانَ فَهِّمْنِي. فيَجِدُ الْفَتْحَ في ذلك ) .

¤*(( الشيخ ))*¤

31- اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل:
لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم من العلوم، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، ومنهم من صرح بذلك كما يعلم من تراجمهم، ومنهم: الأصمعي في علم العروض، والرهاوي المحدث في الخط، وابن الصلاح في المنطق، وأبو مسلم النحوي في علم التصريف، والسيوطي في الحساب، وأبو عبيدة، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو الحسن القطيعي، وأبو زكريا يحيي بن زياد الفراء، وأبو حامد الغزالي، خمستهم لم يفتح لهم بالنحو.


لكن هذا لا يضر... ما دمنا نطلب الفقه لا يضرنا أن نتكلم بكلام أو ألا نعرف النحو. لكن لا شك إذا تكلم بكلام مطابق للغة العربية فإن كلامه يكون مقبولا محبوبا للنفس، والإنسان الذي يعرف العربية أكره ما يسمع أن يتكلم الإنسان ويلحن يكره الكلام من هذا الرجل كراهية عظيمة.
فإن عجزت عن فن فالجأ إلى الله عز وجل، ومر علينا في خلاف الأدباء أن أحد أئمة النحو- إذا لم يكن الكسائي- فهو مثله، طلب النحو وعجز عن إدراكه في يوم من الأيام رأى نملة تريد أن تصعد بطعم لها من الجدار فكلما صعدت سقطت ثم تأخذ هذا الطعم وتمشي ثم تسقط ثم تصعد وربما كل مرة تقول: أرفع قليلا حتى اقتحمت العقبة وتجاوزته، فقال: إذا كانت هذه تحاول وتفشل عدة مرات ولكنها استمرت حتى انتهى أمرها، فرجع إلى علم النحو وتعلمه حتى صار من أئمته.
فأنت تحاول لا تقول عجزت هذه المرة، تعجز هذه المرة، لكن المرة الثانية يقرب لك الأمر.

فيا أيها الطالب! ضاعف الرغبة، وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- كثيرا ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى:«اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني». فيجد الفتح في ذلك.

وهذا من باب التوسل بأفعال الله، والتوسل بأفعال الله جائز، لأن التوسل جائز وممنوع، وإن شئت فقل: مشروع وغير مشروع.
التوسل إلى الله بأسماءه وصفاته وأفعاله من المشروع، وكذلك التوسل إلى الله تعالى بذكر شكوى الحال وأنه مفتقر إليه، والتوسل إلى الله بالإيمان به، والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء من يرجي استجابة دعاءه.كل هذا مشروع.

http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

32 الأمر الثاني والثلاثون - الأمانةُ العلْمِيَّةُ :
يَجِبُ على طالبِ العلْمِ ، فائِقُ التحَلِّي بالأمانةِ العِلْمِيَّةِ ، في الطلَبِ والتحَمُّلِ والعمَلِ والبلاغِ ، والأداءِ :
( فإنَّ فَلاحَ الأُمَّةِ في صَلاحِ أعمالِها ، وصلاحَ أعمالِها في صِحَّةِ عُلُومِها ، وصِحَّةَ عُلومِها في أن يكونَ رجالُها أُمناءَ فيما يَرْوُونَ أو يَصِفُونَ، فمَن تَحَدَّثَ في العِلْمِ بغيرِ أمانةٍ ؛ فقد مَسَّ العلْمَ بقُرحةٍ ووَضَعَ في سبيلِ فَلاحِ الأُمَّةِ حَجَرَ عَثْرَةٍ ) .


¤*(( الشيخ ))*¤
هذا أيضا من أهم ما يكون في طالب العلم أن يكون أمينا في علمه، فيكون أمينا في نقله، وأمينا في وصفه. إذا وصف الحال فليكن أمينا لا يزيد ولا ينقص، وإذا نقل فليكن أمينا في النقل لا يزيد ولا ينقص وكثير من الناس تنقصه هذه الأمانة، فتجده يصف من الأحوال ما يناسب رأيه ويحذف الباقي، وينقل من أقوال أهل العلم، بل ومن النصوص ما يوافق رأيه ويحذف الباقي فيكون كالذي قال:

ما قال ربك ويل للأولى سكروا ** بل قال ربك ويل للمصلينا

نعوذ بالله وحذف (الذين هم عن صلاتهم ساهون) . وهذا لا شك أنه حجر عثرة وأنه تدليس على العلم، لأن الواجب النقل بأمانة والوصف بأمانة، وما يضرك إذا كان الدليل على خلاف ما تقول، فإنه يجب عليك أن تتبع الدليل وأن تنقله للأمة حتى يكونوا على بصيرة من الأمر.
ومثل هذه الحال- أعني عدم الأمانة- يوجب أن يكون الإنسان فاسقا لا يوثق له بخبر ولا يقبل له نقل لأنه مدلس.

http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

لا تَخلُو الطوائفُ المنتمِيَةُ إلى العلومِ من أشخاصٍ لا يَطلبونَ العِلْمَ ليَتَحَلَّوْا بأَسْنَى فضِيلَةٍ ، أو ليَنْفَعُوا الناسَ بما عَرَفُوا من حِكمةٍ ، وأمثالُ هؤلاءِ لا تَجِدُ الأمانةُ في نفوسِهم مُسْتَقَرًّا ، فلا يَتَحَرَّجُون أن يَرْوُوا ما لم يَسْمَعُوا أو يَصِفُوا ما لم يَعْلَمُوا ، وهذا ما كان يَدْعُو جهابذةَ أهلِ العلْمِ إلى نَقْدِ الرجالِ .

¤*(( الشيخ ))*¤
يقول: (لا تَخلُو الطوائفُ المنتمِيَةُ إلى العلومِ من أشخاصٍ لا يَطلبونَ العِلْمَ ليَتَحَلَّوْا بأَسْنَى فضِيلَةٍ ) لأن طلب العلم يؤدي إلى التحلي بأسنى فضيلة، أي: بأعلاها، (أو ليَنْفَعُوا الناسَ بما عَرَفُوا من حِكمةٍ) ، وإنما يطلبون العلم من أجل نصر آرائهم فتجده يبحث في بطون الكتب ليجد شيئا يقوي به رأيه، سواء كان خطأ أم صوابا، وهذا والعياذ بالله هو المراء والجدال المنهي عنه، أما من يقلب بطون الكتب من أجل أن يعرف الحق فيصل إليه، فلا شك أن هذا هو الأمين المنصف.

http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

وهذا ما كان يَدْعُو جهابذةَ أهلِ العلْمِ إلى نَقْدِ الرجالِ

¤*(( الشيخ ))*¤
يعني هذا هو الذي يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال ليبينوا أحوالهم وأنه رجل يتبع الهوى ولا يريد الهدى.

http://up.arab-x.com/Dec09/F8599795.bmp


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]

وتَمييزِ مَن يُسْرِفُ في القوْلِ مِمَّنْ يَصوغُه على قَدْرِ ما يَعْلَمُ ، حتى أَصْبَحَ طُلَّابُ العِلْمِ على بَصيرةٍ من قِيمةِ ما يَقرؤونَه ، فلا تَخْفى عليهم مَنْزِلَتُه ، من القطْعِ بصِدقِه أو كَذِبِه ، أو رُجحانِ أحدِهما على الآخَرِ ، أو احتمالِهما على سواءٍ ) اهـ .

شموخ الهمه
12-12-09, 09:18 PM
●●●●●[ المتن]●●●●●

[ 33/ الصدق]
صِدْقُ اللهجةِ : عُنوانُ الوَقارِ وشَرَفُ النفْسِ ، ونقاءُ السَّريرةِ وسُمُوُّ الْهِمَّةِ ورُجحانُ العَقْلِ ، ورسولُ الْمَوَدَّةِ من الْخَلْقِ ، وسعادةُ الجماعةِ وصِيانةُ الديانةِ ، ولهذا كان فَرْضُ عينٍ ، فيا خَيْبَةَ مَن فَرَّطَ فيه ، ومَن فَعَلَ فقد مَسَّ نفسَه وعِلْمَهُ بأَذًى .
قالَ الأوزاعيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( تَعَلَّمِ الصدْقَ قبلَ أن تَتَعَلَّمَ العِلْمَ ) .
وقالَ وَكيعٌ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( هذه الصَّنْعَةُ لا يَرتفِعُ فيها إلا صادقٌ ) .
فتَعَلَّمْ – رَحِمَكَ اللهُ – الصدْقَ قبلَ أن تَتَعَلَّمَ العلْمَ ، والصدْقُ : إلقاءُ الكلامِ على وَجْهٍ مُطابِقٍ للواقِعِ والاعتقادِ ، فالصدْقُ من طريقٍ واحدٍ ، أمَّا نقيضُه الكَذِبُ فضُروبٌ وألوانٌ ومَسالِكُ وأَوديةٌ ، يَجْمَعُها ثلاثةٌ :

كَذِبُ الْمُتَمَلِّقِ : وهو ما يُخالِفُ الواقِعَ والاعتقادَ ، كمن يَتَمَلَّقُ لِمَنْ يَعْرِفُه فاسقًا أو مُبْتَدِعًا فيَصِفُه بالاستقامةِ .
وكَذِبُ المنافِقِ : وهو ما يُخالِفُ الاعتقادَ ويطابِقُ الواقعَ كالمنافِقِ يَنْطِقُ بما يقولُه أهلُ السُّنَّةِ والهدايةِ .
وكَذِبُ الغَبِيِّ : بما يُخالِفُ الواقِعَ ويُطابِقُ الاعتقادَ ، كمَن يَعتقِدُ صلاحَ صُوفِيٍّ مبتدِعٍ فيَصِفُه بالوَلايةِ .
فالْزَم الْجَادَّةَ ( الصدْقَ ) ، فلا تَضْغَطْ على عَكَدِ اللسانِ ، ولا تَضُمَّ شَفَتَيْكَ ، ولا تَفتَحْ فاكَ ناطقًا إلا على حُروفٍ تُعَبِّرُ عن إحساسِك الصادِقِ في الباطِنِ ؛ كالحُبِّ والبُغْضِ ، أو إحساسِك في الظاهِرِ ؛ كالذي تُدْرِكُه الحواسُّ الخمْسُ : السمْعُ، البَصَرُ ، الشمُّ ، الذَّوْقُ ، اللمْسُ .فالصادقُ لا يقولُ : ( أَحْبَبْتُكَ ) وهو مُبْغِضٌ ، ولا يقولُ : ( سَمِعْتُ ) وهو لم يَسْمَعْ ، وهكذا .
واحْذَرْ أن تَحومَ حولَك الظنونُ ، فتَخونَك العزيمةُ في صِدْقِ اللهجةِ ، فتُسَجَّلَ في قائمةِ الكذابينَ .وطريقُ الضَّمانةِ لهذا – إذا نَازَعَتْكَ نفسُك بكلامٍ غيرِ صادقٍ فيه - : أن تَقْهَرَهَا بذِكْرِ مَنزِلَةِ الصدْقِ وشَرَفِه ورَذيلةِ الكَذِبِ ودَرَكِه ، وأنَّ الكَاذِبَ عن قريبٍ يَنْكَشِفُ .
واستَعِنْ باللهِ ولا تَعْجِزَنَّ .ولا تَفْتَحْ لنفسِك سابلةَ الْمَعارِيضِ في غيرِ ما حَصَرَه الشرْعُ .
فيا طالبَ العلْمِ ! احْذَرْ أن تَمْرُقَ من الصدْقِ إلى الْمَعارِيضِ فالْكَذِبِ ، وأَسوأُ مَرَامِي هذا الْمُروقِ ( الكَذِبُ في العلمِ ) ؛ لداءِ مُنافَسَةِ الأقرانِ وطَيَرانِ السُّمعةِ في الآفاقِ .
ومَن تَطَلَّعَ إلى سُمْعَةٍ فوقَ مَنْزِلَتِه ؛ فلْيَعْلَمْ أنَّ في الْمِرصادِ رِجالًا يَحْمِلون بصائرَ نافذةً ، وأقلامًا ناقدةً ، فيَزِنُونَ السُّمعةَ بالأَثَرِ ، فتَتِمُّ تَعريتُك عن ثلاثةِ معانٍ :
فَقْدُ الثقةِ من القلوبِ .
ذَهابُ عِلْمِكَ وانحسارُ القَبولِ .
أن لا تُصَدَّقَ ولو صَدَقْتَ .
وبالجملةِ ؛ فمَن يَحترِفْ زُخرُفَ القولِ ؛ فهو أَخُو الساحرِ ، ولا يُفْلِحُ الساحرُ حيث أَتَى، واللهُ أَعْلَمُ .

.. http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif الشــرح http://somiah.m.googlepages.com/KALBSAGERAHMR.gif ..

33- الصدق:
صدق اللهجة: عنوان الوقار، وشرف النفس، ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، ورسول المودة مع الخلق، وسعادة الجماعة، وصيانة الديانة، ولهذا كان فرض عين، فيا خيبة من فرط فيه، ومن فعل فقد مس نفسه وعلمه بأذى.
الصدق هنا قريب من مسألة الأمانة العلمية، لأن الأمانة العلمية تكون بالصدق، والصدق كما قال: عنوان الوقار، وشرف النفس، ونقاء السريرة وإذا كان الكذب ينجي، فإن الصدق أنجى وأنجى. وإن كان الكذب أيضا لا يدوم، لأنه سرعان ما يتبين الكذب ويفتضح الكاذب.
لكن الصدق عاقبته حميدة. فعليك بالصدق، ولو كنت تتخيل أنه يضرك فاصبر، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.
وإني لأذكر رجلا من عامة الناس شهر بالصدق، فكان الناس يتناقلون أخباره في المجالس على التلذذ بها أكثر مما يذكرون أخبار العلماء الذين في وقته لأن الصدق يرفع الله به من اتصف به، لا سيما في مسائل العلم.
فلا تقل إن الله حرم هذا وهو لم يحرمه، ولا أوجب هذا وهو لم يوجبه، ولا قال فلان كذا وهو لم يقله. بل تجنب هذا كله.

وكان الإمام أحمد – رحمه الله – وغيره من الأئمة لا يصرحون بالتحريم إلا ما جاءت النصوص به، وإلا فإنك تجد الإمام أحمد يقول: أكره كذا، لا يعجبني ، لا تفعل . وما أشبه ذلك.
وقول الشيخ بكر – وفقه الله- «ولهذا كان فرض عين»، يعني الصدق فرض عين، لا فرض كفاية، فلا يقول: أنا أكذب، والثاني يصدق.. لا ... لا يجوز أن تكذب.

استثنى بعض العلماء ما جاء عن طريق التورية، ولكن لا حاجة للاستثناء، لأن التورية صدق باعتبار ما في نفس القائل، كمثل قول إبراهيم عليه السلام للملك الجبار هذه أختي.
وهذا ليس بالكذب، وإن كان إبراهيم اعتذر عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات، لكنه كذب من وجه وهو التلبيس على الظالم المعتدي، ولكنه صدق باعتبار ما في نفس القائل.
استثنى بعض العلماء أيضا
ما جاء في الحديث أنه لا يجوز الكذب إلا في ثلاث:
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifفي الحرب،
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifوالإصلاح بين الناس،
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifوحديث المرأة لزوجها وحديث الرجل لزوجته.


ولكن بعض العلماء يقول: إن هذا محمول على التورية، وليس على الحقيقة، فالحرب خدعة، بأن تري عدوك أنك تريد جهة ما، وأنت تريد الجهة الأخرى، أو تري عدوك أن عندك جنود كثيرة بحيث أن تجعل الجيش يتراسم، كما فعل القعقاع بن عمرو في أحدى غزواته، قسم الجيش وهم عدد قليل، لكن العدو يظنه عددا كثيرا.
كذلك الإصلاح بين الناس ... لا تكذب، ولكن تأل. إذا قال لك فلان: يقول في كذا وكذا. تقول: لا لم يقل فيك شيئا.
كذلك حديث المرأة زوجها وحديث الرجل زوجته، يعني: على سبيل التورية لا التصريح وهذا القول ليس ببعيد، لأن الكذب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم يهدي إلى الفجور، لا يهدي إلى الخير. ثم إن الإنسان إذا اعتاد هذا- لاسيما مع الزوجة وصار كلما حدثها بحديث وبحثت عنه وجدته كذبا لم تثق فيه بعد ذلك، وربما يكون سببا لفقدها إياه وللفراق التام.
وعند العامة يستثني كذبا أكثر من ذلك يقولون: الكذب الحرام ما كان فيه أكل للمال بالباطل، وأما ما سواه فهو كذب أبيض ويقسمون الكذب إلى قسمين: كذب أبيض وكذب أسود. والأبيض حلال، والأسود حرام. والأسود ما فيه أكل المال بالباطل، والأبيض ما ليس كذلك، ولكن هذا هو دين العامة وليس شريعة محمد صلى الله عليه وسلم
http://somiah.m.googlepages.com/fasel7.bmp
قال الأوزاعي- رحمه الله تعالي-:«تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم».
وقال وكيع- رحمه الله تعالى-:«هذه الصنعة لا يرتفع فيها إلا صادق».
فتعلم- رحمك الله- الصدق قبل أن تتعلم العلم، والصدق: إلقاء الكلام على وجه مطابق للواقع والاعتقاد، فالصدق من طريق واحد، أما نقيضه الكذب فضروب وألوان ومسالك وأودية، يجمعها ثلاثة:
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif1- كذب المتملق: وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة.
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif2- وكذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع، كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة والهداية.
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif3- وكذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد، كمن يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية.


الصدق لا شك أنه سبيل واحد، والكذب سبل، وهكذا الهداية والضلالة.
الهداية سبيلها واحد، والضلالة سبل متفرقة. قال الله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (سورة الأنعام:153). وأما قوله: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)(سورة المائدة:16). فقد جمعها باعتبار تنوع الشرائع... صلاة، زكاة، صيام، حج، بر، صلة، صدقة- وما أشبه ذلك فجمعها باعتبار وتوحيدها باعتبار آخر.
أما الكذب فضروب وألوان متعددة، ويتعدد بتعدد أغراضه فهو يجمعها ثلاثة. يقول:

1- «كذب المتملق: وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة».
تعرف أن هذا الرجل فاسق ثم تأتي إليه وتقول: ما شاء الله أنت رجل مستقيم، مستقيم الأخلاق، مستقيم الدين، مستقيم المنهج. وأنت تعرف أنه أفسق عباد الله.
هذا ماذا يقال له؟ يقال له متملق وهذا أكثر ما يكون عند الملوك والأمراء، تجد الرجل يتملق إلى الأمير أو الملك ويقول: أنت فيك كذا وأنت فيك كذا، وهذا من النفاق العلمي: إذا حدث كذب والعياذ بالله.
2- «كذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع» ومنه قوله تعالي (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله). وكونه رسول الله مطابق للواقع. ما الدليل؟ قوله: (والله يعلم إنك لرسوله) . لكن شهادتهم هذه مخالفة لاعتقادهم، لأن الله قال: (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) (سورة المنافقون:1).
أي في قولهم نشهد إنك لرسول الله لا في قولهم إنه لرسول الله. هذا يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع.
وهذا باعتبار قول المنافق في غيره، أما باعتبار قوله في نفسه مثلا أنه صالح، فهو يخالف الاعتقاد، ويخالف الواقع إلا ظاهرا.
3- «كذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد». وهو أن يقول الشيء ما ليس فيه لغباءه، فيقول مثلا عن أهل الكلام أنهم هم العقلاء، وأنهم أهل العلم والحكمة، أما أهل السنة فهم أغبياء يفوضون النصوص ولا يعرفون لها معنى.
نقول: هذا غبي، ولهذا عبر شيخ الإسلام- رحمه الله- في كتابه الفتوى الحموية، عبر بهذا الوصف فقال:«قال بعض الأغبياء: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم».
وكذلك من يشاهد الصوفية وتصنعهم وعباداتهم، فيقول: إنهم أهل الصلاح وأهل الولاية.
نقول: أنت غبي لا تعرف حقيقتهم فلا تحكم عليهم بالصلاح حتى تعرف الحقيقة، وإلا كنت غبيا.
فهذا كاذب، فهل يعذر بكذبه؟ نقول: إذا أفرط في البحث فلا بعذر وإن كان هذا منتهي علمه، فإنه يعذر لأنه جاهل. أما الأول فهو متملق، والثاني فهو منافق فلا عذر لهم في ذلك.
فالزم الجادة(الصدق)، فلا تضغط على عكد اللسان، ولا تضم شفتيك، ولا تفتح فاك ناطقا إلا على حروف تعبر عن إحساسك الصادق في الباطن، كالحب والبغض، أو إحساسك في الظاهر، كالذي تدركه الحواس الخمس: السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس. فالصادق لا يقول:«أحببتك» وهو مبغض، ولا يقول: «سمعت» وهو لم يسمع، وهكذا... واحذر أن تحوم حولك الظنون، فتخونك العزيمة في صدق اللهجة، فتسجل في قائمة الكذابين. وطريق الضمانة لهذا- إذا نازعتك نفسك بكلام غير صادق فيه: أن تقهرها بذكر منزلة الصدق وشرفه، ورذيلة الكذب ودركه، وأن الكاذب عن قريب ينكشف. واستعن بالله ولا تعجزن.
ولا تفتح لنفسك سابلة المعاريض في غير ما حصره الشرع. فيا طالب العلم! احذر أن تمرق من الصدق إلى المعاريض فالكذب، وأسوأ مرامي هذا المروق (الكذب في العلم)، لداء منافسة الأقران، وطيران السمعة في الآفاق.
هنا إضافة مهمة جدا، هو أن بعض الناس يتسرع في الرقي إلى العلو بما يلفقه ويوهم الناس به من أنه عنده علم واسع، وأنه عبقري، وأنه في كل فن له يد وما أشبه ذلك. وهذا لا شك أنه غلط عظيم، فهو مع جمعه الكذب، فيه خيانة الناس وإيهامهم بخلاف الواقع. وفيه أيضا التغرير بالنفس، أن الإنسان يزهو بنفسه حتى يحجمها ويكبرها وهي دون ذلك، وكم من إنسان هلك بمثل هذا سواء في طريق العلم أو في طريق العبادة، ولكن سرعان ما ينكشف، سرعان ما يرد عليه شيء يعجز عنه وحينئذ إما أن يقول ما هو معلوم كذبه فينكشف، وإما أن يتذبذب ويفتضح أمره.


ولهذا كان مما قاله عبد الله بن مسعود:«إن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم».
وذكر بعضهم أن قول القائل:«لا أعلم» هي نصف العلم، ولكن في الواقع: العلم كله، والإنسان إذا عرف بالتحري وأنه يقول بما لا يعلم«لا أعلم» وثق الناس بقوله، أما إذا كان يجيب على كل ما يسأل حتى لو كان لا يعرف شيئا فيما سئل فيه، فإنه سوف ينكشف أمره وسوف لا يثق الناس بقوله حتى ولو كان حقا. ولكن ما الذي يحمل الإنسان على أن يقول مثل هذا؟
يحمله طلب العلو، أن يكون فائقا على الأقران، أو طلب الصيت والشهرة بحيث يقال العلامة، الفهامة، البحر الزاخر وما أشبه ذلك.
وهذه لا شك أنها من مكائد الشيطان، فالواجب عليك أن تعرف قدر نفسك وأن لا تنزلها فوق منزلتها، ثم إن القول في مسائل الدين أخطر ما يكون لأنه قول على الله بلا علم، وقد قال الله عز وجل (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (سورة الأعراف: 33).
بعض الناس إذا عثر على خطأه قال: سبحان الله، سبحان الذي لا ينسى نعم.... لكن أنت لم تنس، بل أنت جاهل من أصله.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel7.bmp

ومن تطلع إلى سمعة فوق منزلته فليعلم أن في المرصاد رجالا يحملون بصائر نافذة، وأقلاما ناقدة، فيزنون السمعة بالأثر، فتتم تعريتك عن ثلاثة معان:
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif1- فقد الثقة في القلوب.
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif2- ذهاب عملك وانحسار القبول.
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gif3- أن لا تصدق ولو صدقت.

وبالجملة، فمن يحترف زخرف القول، فهو أخو الساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى (1). والله أعلم.

هذا صحيح.. الإنسان إذا تطلع إلى السمعة فقط ونزل فوق منزلته فسرعان ما ينكشف،ثم إن النية في طلب العلم يجب فيها الإخلاص لله عز وجل، ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :«أن من طلب علما وهو مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة. وأن من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليجاري به العلماء فليتبوء مقعده من النار» . فالمسألة خطيرة، ولا سيما العلوم الشرعية. وذكر ثلاث مضار.

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifأولا- فقد الثقة في القلوب، متى تفقد؟ إذا تبين أنه قال عن جهل؛ ما يثقون به وينصرفون إلى غيره.
http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifثانيا- ذهاب عملك وانحسار القبول: لأنه إذا فقدت الثقة لم يقبله الناس فإذا كان يقبله مثلا (10)، فإنهم إذا فقدوا الثقة انحسروا إلى (5) أو إلى (4).

http://up.arab-x.com/Nov09/kDw12128.gifثالثا- أن لا تصدق ولو صدقت: حتى لو حدثتهم بحديث يعرفونه. قالوا: هذا رمية من غير رام.
فالحاصل أن الإنسان يجب أن يعرف مقدار نفسه وأن يحترم العلم، وأن لا يجعله به وسيلة للرقي الخادع.



http://somiah.m.googlepages.com/fasel7.bmp




http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gifيتبع http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gif

شموخ الهمه
12-12-09, 11:16 PM
.:.:.°¤ المتن ¤°.:.:.
34-جُنَّةُ طالِبِ العلْمِ :
..[[ جُنَّةُ العالِمِ ( لا أَدْرِي ) ويَهْتِكُ حِجابَه الاستنكافُ منها ، وقولُه: يُقالُ .....
وعليه ؛ فإن كان نِصْفُ العلْمِ ( لا أَدْرِي ) ؛ فنِصْفُ الجهْلِ ( يُقالُ ) و( أَظُنُّ ) . ]] ..



*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*

نعم صحيح. هذا تتميم لما قبله، أن الإنسان يجب عليه إذا لم يعلم أن يقول: لا أعلم ولا يضره هذا، بل يزيده ثقة بقوله.
وأما قوله :«نصف الجهل أظن أو يقال » هذا صحيح. بعض العوام تسأله هل هذا حرام أم حلال ؟ يقول أظنه حرام. هذا عامي، يقول أظنه حرام. أو يقولون: إنه حرام، بدل يقال ، هذا أيضا نصف الجهل في الواقع، ولكن هل أثق بقول العامي أظن كذا؟! لا يجوز، ولهذا كم من أناس أفتاهم العوام بفتاوي خاطئة ولا سيما في أيام الحج. سبحان الله العظيم أيام الحج يكثر العلماء تجد كل عمود خيمة تحته عالمان كل واحد منهما يفتي ، حتى إنه قيل لي: إن أحد الناس قال: إن الذي يطوف في السطح أو في الدور الثاني يكفيه عن سبعة أشواط ثلاثة أشواط ونصف . لماذا؟ لاتساع الدائرة ، وكأنه قاس الأشواط بالخطوات، وعلى قياس قوله أن الذي يطوف في أطراف الصحن يكفيه كم؟ خمسة ، لأنه ليس كالذي عند الكعبة ن لأن عند الكعبة أقل، إلا أن يقال: مشقة هذا الذي عند الكعبة، تقابل كثرة خطوات هذا فيمتنع القياس ، على كل حال أنا أقول: إنه لا يجوز الاعتماد على فتوى العامي أبداً، لا تستفتي إلا إنسانا تثق في علمه وأمانته.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

.:.:.°¤ المتن ¤°.:.:.
..[[35- المحافَظَةُ على رأسِ مالِك ( ساعاتِ عُمُرِك) :
الوقتَ الوقتَ للتحصيلِ ، فكن حِلْفَ عمَلٍ لا حِلْفَ بَطالةٍ وبَطَرٍ ، وحِلْسَ مَعْمَلٍ لا حِلْسَ تَلَهٍّ وسَمَرٍ ، فالْحِفْظُ على الوَقْتِ ؛ بالجِدِّ والاجتهادِ ومُلازَمَةِ الطلبِّ ، ومُثافَنَةِ الأشياخِ ، والاشتغالِ بالعلْمِ قراءةً وإقراءً ومطالَعَةً وتَدَبُّرًا وحِفْظًا وبَحْثًا ، لا سِيَّمَا في أوقاتِ شرْخِ الشبابِ ، ومُقْتَبَلِ العُمْرِ ، ومَعْدِنِ العافيةِ ، فاغْتَنِمْ هذه الفرصةَ الغاليةَ ، لتنالَ رُتَبَ العلْمِ العاليةَ ؛ فإنها ( وقتُ جَمْعِ القلبِ ، واجتماعِ الفِكْرِ ) ؛ لقِلَّةِ الشواغِلِ والصوارِفِ عن التزاماتِ الحياةِ والتَّرَؤُّسِ ، ولِخِفَّةِ الظَّهْرِ والعِيالِ :
ما للمُعيلِ وللعوالِي إنمـايَسْعَى إليهنَّ الفريدُ الفارِدُ

وإيَّاك وتأميرَ التسويفِ على نفسِك ؛ فلا تُسَوِّفْ لنفسِكَ بعدَ الفراغِ من كذا ؛ وبعدَ ( التقاعُدِ ) من العَمَلِ هذا ... وهكذا ، بل البِدارَ قبلَ أن يَصْدُقَ عليك قولُ أبي الطَّحَّانِ القَيْنيِّ :


حَنَتْنِي حانياتُ الدهْرِ حَتَّـىكأني خَاتِـلٌ أَدْنُـو لصَيْـدٍ
قصيرُ الْخَطْوِ يَحْسَبُ مَن رآنِيولسْتُ مُقَيَّـدًا أنِّـي بِقَيْـدِ

وقال أُسامةُ بنُ مُنْقِذٍ :
مع الثمانينَ عاثَ الضعْفُ في جَسَدِي وساءني ضَعْفُ رِجْلِي واضطرابُ يَدِي
إذا كَتَبْتُ فخَطِّي خـطُّ مُضْطَـرِبٍ كخـطِّ مُرْتَعِـشِ الكَفَّيْـنِ مُرْتَعِـدِ
فاعْجَبْ لضَعْفِ يَدِي عن حَمْلِها قَلَمًا من بعدِ حَمْلِ الْقَنَا في لَبَّـةِ الأسَـدِ
فقـلْ لِمَـن يَتَمَنَّـى طُـولَ مُدَّتِـهِ هذي عَواقِبُ طُولِ العُمُـرِ والْمُـدَدِ ]]..


*`'• .¸ஐشرح الشيخ ஐ¸.•'´*

http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif35- المحافظة على رأس مال (ساعات عمرك):http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif
الوقت الوقت للتحصيل، فكن حلف عمل لا حلف بطالة بطر؛ وحلس معمل لا حلس تله وسمر، فالحفظ على الوقت، بالجد والاجتهاد، وملازمة الطلب، ومثافنة الأشياخ، والاشتغال بالعلم قراءة وإقراء، ومطالعة وتدبر وحفظا وبحثا، لا سيما في أوقات شرخ الشباب، ومقتبل العمر، ومعدن العافية، فاغتنم هذه الفرصة الغالية، لتنال رتب العلم العالية، فإنها «وقت جمع القلب، واجتماع الفكر»، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤس، ولخفة الظهر والعيال:
ولهذا قال عمر رضي الله عنه :«تفقهوا قبل أن تسودوا» وفي لفظ «تسودوا» لأن الإنسان إذا ساد كثرت المشاكل، وكثرت أفكاره وتفرقت وتمزقت عزائمه، فبينما يعزم على شيء إذا بحاجة نزلت به أشد إلحاحا مما عزم عليه... فيتفرق. ولذلك اجتهد ما دمت في زمن الإمهال وانتبح، واعمل، وابحث، واجعل بطون الكتب هي مرئياتك حتى تعتاد على هذا، واعلم أنك إذا اعتدت على هذا- يعني على الجد والاجتهاد- صار طبيعة لك بحيث لو أنك إذا كسلت يوما من الأيام في الرحلة فإنك تستنكر هذا وتجد الفراغ.
وليكن بحثك مركزا، بحيث لا تقطف من كل زهرة جزءا، اجعل بحثك مركزا الأهم فالأهم، حتى يكون لك ملكة تستطيع أن تخرج المسائل على القواعد والفروع على الأصول.

ما للمعيل وللعوالي إنما = يسعى إليهن الفريد الفارد

المعيل: كثير العيال. والعوالي: جمع عالية- يعني المنازل العالية فإذا كثرت العيال وكثرت المشاغل ألهتك لأن الإنسان بشر، والطاقة محدودة، فما دمت متفرغا فلتكن متفردا. ولا تظن أن المؤلف يريد بهذا إلا تطلب العيال والنكاح، بل إن النكاح قد يكون من أسباب الراحة إذا وافق الإنسان فيه ويسرت له امرأة صالحة.
وإياك وتأمير التسويف على نفسك، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا، وبعد (التقاعد) من العمل هذا... وهكذا، بل البدار قبل أن يصدق عليك قول أبي الطحان القيني:

حنتني حانيات الدهر حتى = كأني خاتل أدنو لصيد
قصير الخطو يحسب من رآني = ولست مقيدا أني بقيد

خاتل أدنو لصيد: الرجل يكسر ظهره كأنه راكب يمشي ببطء على الأرض يخشى أن الطير يحس به فيطير.
«ولست مقيدا أني بقيد» وهذا صحيح، لأن الله عز وجل قال في كتابه (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) (سورة الروم:54).
والإنسان في حالة شبابه يظن أنه لن يتعب ولن يسأم ولن يمل، لكن إذا كبر فكما قال عن زكريا :(رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا) (سورة مريم:4). لا بد أن يتعب، لا بد أن يمل، فكون الإنسان ينتهز الفرصة هذا أمر لا بد منه.
وقال أسامة بن منقذ:
مع الثمانين عاث الضعف في جسدي وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطي خـط مضطـرب كخط مرتعـش الكفيـت مرتعـد
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما من بعد حمل القنا فـي لبـة الأسـد
فقـل لمـن يتمنـى طـول مدتـه هذي عواقب طول العمـر والمـدد


فإن أعملت البدار، فهذا شاهد منك على أنك تحمل «كبر الهمة في العلم».
هذه كلها أبيات تدل على الحكمة، أن الإنسان مآله إلى هذا. يقول: «مع الثمانين عاث الضعف في جسدي» أي: انتشر وشاع.
لكن المؤمن- والحمد لله- ما دام عقله باقيا وقلبه ثابتا، فإن بلغ هذا المبلغ من العجز البدني، فالقلب حاضر يستطيع أن يشغل وقته بذكر الله عز وجل والتفكير في آياته، لأن هذا لا عجز عن مراده إلا الغفلة، والغفلة شيء مشكل.
على كل حال فالمؤلف- وفقه الله- يدعونا إلى انتهاز الفرصة وألا نضيع الأوقات واعلم أنك إذا اعتدت على تضييع الوقت، عجزت بعد ذلك عن الحرص عليه وعن الانتفاع به، لأنك تكون قد اعتدت على الكسل.


فإن قال قائل: أليس لنفسك عليك حقا؟
فالجواب: بلى، إن لنفسك عليك حقا، ونحن لا نقول إذا تعبت أو مللت استمر. نقول: لا استرح، حتى إن الإنسان الذي يصلي إذا أتاه النعاس مأمور أن يدع الصلاة وينام.
لكن ما دمت نشيطا فاحرص، لأن هناك فرقا بين العجز والكسل. الكسل ضعف في الإرادة، والعجز ضعف في البدن، وضعف البدن لا حيلة فيه. لكن الإرادة هي التي يستطيع الإنسان يعود نفسه على الهمة العالية كي يستغل.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

شموخ الهمه
13-12-09, 04:57 AM
.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
.. [[ الأمر السادس والثلاثون-إجمامُ النفْسِ ]] ..
خُذْ من وَقْتِك سُويعاتٍ تُجِمُّ بها نفسَك في رِياضِ العِلْمِ من كُتُبِ المحاضراتِ ( الثقافةِ العامَّةِ ) ؛ فإنَّ القلوبَ يُرَوَّحُ عنها ساعةً فساعةً .
وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنه قالَ : ( أَجِمُّوا هذه القلوبَ ، وابْتَغُوا لها طرائفَ الْحِكمةِ ، فإنها تَمَلُّ كما تَمَلُّ الأبدانُ ) .
وقالُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى في حِكْمَةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ في مُطْلَقِ الأوقاتِ :( بل في النهيِ عنه بعضَ الأوقاتِ مصالِحُ أُخَرُ من إِجمامِ النفوسِ بعضَ الأوقاتِ ، من ثِقَلِ العِبادةِ ؛ كما يُجَمُّ بالنوْمِ وغيرِه ، ولهذا قالَ مُعاذٌ : إني لأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي ، كما أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي ... )
وقالَ : ( بل قد قيلَ : إنَّ من جُملةِ حِكمةِ النهيِ عن التَّطَوُّعِ المطلَقِ في بعضِ الأوقاتِ : إجمامَ النفوسِ في وَقْتِ النهيِ لتَنْشَطَ للصلاةِ ؛ فإنها تَنْبَسِطُ إلى ما كانت مَمنوعةً منه ، وتَنْشَطُ للصلاةِ بعدَ الراحةِ . واللهُ أَعْلَمُ ) اهـ .


http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

وهنا يجب أن نعلم أن إجمام النفس وإعطاءها شيئا من الراحة حتى تنشط في المستقبل وحتى تستريح بعض الراحة مما سبق أن هذا من الأمور الشرعية التي دل عليها قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه).
وهذا الحديث هو الميزان الحقيقي الذي تطمئن إليه النفس لا ما روي عن عمر ولا عن علي وغيرهما، فلو أن المؤلف استدل بهذا الحديث لكان أبين وأظهر، والنفس إذا جعلتها دائما في جد لا بد أن تمل وتسأم، وأما ما قيل: إن من جملة حكمة النهي عن التطوع المطلق في بعض الأوقات. فهذا من جملة الحكمة، وليس هو الحكمة، بل الحكمة الحقيقية ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام: أن الشمس إذا طلعت فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار وكذلك إذا غربت يسجدون لها. فهم يسجدون لها استقبالا، ويسجدون لها وداعا.


أما وقت الزوال فإن الحكمة فيه: أنه الوقت التي تسجر فيه جهنم فيلحق النفس من التعب في الحر لا سيما في أيام الصيف ما ينهى أن يصلي الإنسان فيه. وليس هذا القيل الذي قيل معارضا للحديث لكنه من جملة الحكمة، والله أعلم.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
ولهذا كانت العُطَلُ الأسبوعيَّةُ للطُّلَّابِ مُنتشِرَةً منذُ أَمَدٍ بعيدٍ ، وكان الأَغْلَبُ فيها يومَ الْجُمعةِ وعَصْرَ الخميسِ ، وعندَ بعضِهم يومَ الثلاثاءِ ويومَ الاثنينِ ، وفي عِيدَي الفطْرِ والأَضْحَى من يومٍ إلى ثلاثةِ أيَّامٍ وهكذا .


http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
صحيح... العطل الأسبوعية منتشرة منذ زمن، لكن بعضهم يقتصر على الجمعة فقط، وبعضهم يضيف إلى الجمعة يوم الخميس، وبعضهم يجعل الجمعة ونصف الأسبوع، وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- يفعل هذا، يكون العطلة يوم الجمعة، ويوم الثلاثاء الذي هو وسط الأسبوع لأجل ألا يتوالى يومان كلاهما عطلة، ولئلا يمل الإنسان، وهذا يرجع على كل حال إلى أحوال الناس والأحوال تختلف، فيجعل من العطل ما يناسب.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
ونَجِدُ ذلك في كُتُبِ آدابِ التعليمِ ، وفي السِّيَرِ ، ومنه على سبيلِ الْمِثالِ : ( آدابُ المعَلِّمِينَ ) لسُحْنونٍ ( ص 104 ) ، ( والرسالةُ الْمُفَصَّلَةُ ) للقابسيِّ ، ( والشقائقُ النُّعْمانيَّةُ ) وعنه في : ( أَبْجَدِ العلومِ ) ، وكتابِ ( أَلَيْسَ الصبْحُ بقريبٍ ) للطاهرِ ابنِ عاشورٍ ، ( وفتاوَى رَشيد رِضَا ) و( مُعْجَمِ البِلدانِ ) و ( فتاوى شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميةَ ) .
..[[ 37 – قراءةُ التصحيحِ والضبْطِ ]]..
احْرِصْ على قِراءةِ التصحيحِ والضبْطِ على شيخٍ مُتْقِنٍ؛ لتأْمَنَ من التحريفِ والتصحيفِ والغلَطِ والوَهْمِ . وإذا اسْتَقْرَأْتَ تَراجمَ العُلماءِ – وبخاصَّةٍ الْحُفَّاظَ منهم – تَجِدُ عَددًا غيرَ قليلٍ مِمَّنْ جَرَّدَ المطَوَّلَاتِ في مجالِسَ أو أيَّامٍ قراءةَ ضَبْطٍ على شيخٍ مُتْقِنٍ .


http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
وهذه الفقرة من أهم الفقرات، وهو إتقان العلم وضبطه ومحاولة الرسوخ في القلب، لأن ذلك هو العلم، ولا بد أن يكون على شيخ متقن أما الشيخ المتمشيخ فإياك إياك فقد يضرك ضررا كثيرا والإتقان يكون في كل فن بحسبه، قد نجد رجلا متقنا في الفرائض مثلا غير متقن في أحكام الصلاة، ونجد رجلا متقنا في علوم العربية غير عارف بالعلوم الشرعية وآخر بالعكس، فخذ من كل عالم ما يكون متقنا فيه ما لم يتضمن ذلك ضررا، مثل أن نجد رجلا متقنا في علوم العربية، لكنه منحرف في عقيدته وسلوكه فهذا لا ينبغي أن نجلس إليه لأننا إذا جلسنا إليه اغتر به الآخرون وظنوا أنه على حق، فنحن نطلب العلم من غيره وإن كان أجود الناس في هذا الفن، لكن ما دام منحرفا فلا ينبغي أن نجلس إليه.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
فهذا الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَه اللهُ تعالى قَرَأَ ( صحيحَ البخاريِّ ) في عشرةِ مجالسَ ، كلُّ مجلِسٍ عشرُ ساعاتٍ .

http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
كم عدد الساعات ؟ ! 100 ساعة .. الله المستعان ، ولكن على كل حال هو قراءة فقط دون شرح وتأمل.


.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

( وصحيحَ مسلِمٍ ) في أربعةِ مجالسَ في نحوِ يومينِ وشيءٍ من بُكْرَةِ النهارِ إلى الظهْرِ وانتهى ذلك في يومِ عَرَفَةَ ،

وانتهى ذلك في يومِ عَرَفَةَ ، وكان يومَ الجمُعَةِ سنةَ 813 هـ ، وقرأَ ( سُنَنَ ابنِ ماجهْ ) في أربعةِ مجالِسَ ، و ( مُعجَمَ الطبرانيِّ الصغيرَ ) في مَجلِسٍ واحدٍ ، بينَ صَلَاتَي الظهْرِ والعَصْرِ .
وشيخُه الفَيروزآباديُّ قَرَأَ في دِمَشْقَ ( صحيحَ مُسْلِمٍ ) على شيخِه ابنِ جَهْبَلَ قِراءةَ ضَبْطٍ في ثلاثةِ أيَّامٍ .
وللخطيبِ البَغدادىِّ والمؤتَمَنِ الساجيِّ ، وابنِ الأبَّارِ وغيرِهم في ذلك عجائبُ وغرائبُ يَطولُ ذِكْرُها، وانْظُرْها في ( السِّيَرِ ) للذهبيِّ و ( طَبقاتِ الشافعيَّةِ ) للسُّبْكيِّ ، و ( الجواهِرِ والدُّرَرِ ) للسَّخَاويِّ ، و( فتْحِ الْمُغيثِ ) و ( شَذَراتِ الذهَبِ ) ، و ( خُلاصةِ الأثَرِ ) ، و ( فِهْرِسِ الفهارِسِ ) للكَتَّانِيِّ ، و ( تاجِ العَروسِ ) .
فلا تَنْسَ حَظَّكَ من هذا .


http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
الظاهر أن ما لي حظ أبدا في هذا . سبحان الله، والله المستعان.


.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
الأمر الثامن والثلاثون: جَرْدُ الْمُطَوَّلَاتِ :
الْجَرْدُ للمُطَوَّلاتِ من أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ ؛ لتَعَدُّدِ المعارِفِ ، وتوسيعِ الْمَدَارِكِ واستخراجِ مَكنونِها من الفوائدِ والفرائدِ ، والخبرةِ في مَظَانِّ الأبحاثِ والمسائلِ ، ومَعرِفَةِ طرائقِ الْمُصَنِّفِينَ في تآليفِهم واصطلاحِهم فيها .
وقد كان السالِفون يَكتبون عندَ وُقوفِهم : ( بَلَغَ ) حتى لا يَفوتَه شيءٌ عندَ الْمُعاوَدَةِ ، لا سيَّمَا مع طُولِ الزَّمَنِ .


http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif
هذه فيها نظر – يعني جرد المطولات- قد يكون فيه مصلحة للطالب وقد يكون فيه مضرة، فإذا كان الطالب مبتدئا، فإن جرد المطولات له هلكة، كرجل لا يحسن السباحة يرمي نفسه في البحر.
وإن كان عند الإنسان العلم، ولكنه أراد أن يسرد هذه المطولات من أجل أن يكسب فوق علمه الذي عنده، فهذا قد يكون حسن.


فهذه الفقرة تحتاج إلى تفصيل. لو أن رجلا بدأ بالعلم من الآن ونقول له اذهب راجع المغني وراجع شرح المهذب وراجع الحاوي الكبير... وراجع كذا وعددت له من الكتب الموسعة. هذا معناه أنك أهلكته، رميته في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج. أما الإنسان الذي أعطاه الله علما وأراد أن يتبحر ويتوسع فهنا نقول: عليك بالمطولات، وقد ذكر لي بعض الإخوة أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين -رحمه الله- أنه لم يتجاوز (الروض المربع) في مراجعاته في الفقه، ومع ذلك كان يطلق عليه مفتي الديار النجدية وله حواش على الروض المربع وهو لم يتجاوزه، لكنه يكرره ويتأمله منطوقا ومفهوما وإماء وإشارة.

أما كتابة «بلغ» فهذا طيب إنك إذا راجعت كتابا فاكتب عند المنتهى «بلغ» لتستفيد فائدتين:
الأولى- ألا تنسى ما قرأت، لأن الإنسان ربما ينسى فلا يدري هل بلغ هذه الصفحة أم لا؟ وربما يفوته بعض الصفحات إذا ظن أنه قد تقدم في المطالعة.
والفائدة الثانية- أن يعلم الآتي بعدك الذي يقرأ هذا الكتاب أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel8.gif

شموخ الهمه
13-12-09, 05:31 AM
[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
- حُسْنُ السؤالِ :
•[[ الْتَزِمْ أَدَبَ الْمُباحَثَةِ ، من حُسْنِ السؤالِ ، فالاستماعِ ، فصِحَّةِ الفَهْمِ للجَوابِ ، وإيَّاكَ إذا حَصَلَ الجوابُ أن تَقولَ : لكنَّ الشيخَ فلانًا قالَ لي كذا ، أو قالَ كذا ، فإنَّ هذا وَهَنٌ في الأَدَبِ ، وضَرْبٌ لأَهْلِ العِلْمِ بعضِهم ببعضٍ ، فاحْذَرْ هذا .
وإن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ، فكنْ واضحًا في السؤالِ ، وقل ما رأيُك في الفَتْوَى بكذا ، ولا تُسَمِّ أَحَدًا .
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وقيلَ : إذا جَلَسْتَ إلى عالِمٍ ؛ فسَلْ تَفَقُّهًا لا تَعَنُّتًا ) اهـ .
وقالَ أيضًا : ( وللعلْمِ سِتَّةُ مَراتِبَ ) .
أوَّلُها : حسْنُ السؤالِ .
الثانيةُ : حسْنُ الإنصاتِ والاستماعِ .
الثالثةُ : حسْنُ الْفَهْمِ .
الرابعةُ : الْحِفْظُ .
الخامسةُ : التعليمُ .
السادسةُ : وهي ثَمَرَتُه ؛ العمَلُ به ومُراعاةُ حُدودِه اهـ .
ثم أَخَذَ في بيانِها ببَحْثٍ مُهِمٍّ .]]•




http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
39- حسن السؤال:
التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فصحة الفهم للجواب، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلانا قال لي كذا، أو قال كذا، فإن هذا وهن في الأدب، وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض، فاحذر هذا. وإن كنت لا بد فاعلا، فكن واضحا في السؤال، وقل: ما رأيك في الفتوى بكذا، ولا تسم أحدا.



من آداب طالب العلم:


أولا- أن يكون عنده حسن سؤال، حسن إلقاء مثل أن يقول: أحسن الله إليك ما تقول في كذا، وإن لم يقل هذه العبارة فليكن قوله رقيقا بأدب.
الثاني- حسن الاستماع، أما أن تقول: يا شيخ أحسن الله إليك ماذا تقول في كذا وكذا.. وانتظر.
الثالث- صحة الفهم للجواب.. وهذا أيضا يفوت بعض الطلبة، تجده إذا سأل وأجيب. يستحيي أن يقول ما فهمت.


بعد هذا يأتي بعض الناس بعدما يستمع للجواب يقول: لكن قال الشيخ الفلاني كذا وكذا.. في وسط الحلقة. هذا من سوء الأدب، معنى هذا إنك لم تقتنع بجوابه، ومعنى هذا إثارة البلبلة بين العلماء.
وإن كان لا بد فيقول: قال قائل... ثم يورد ما قاله الشيخ فلان لأن أحدا لا يفهم إذا قال إن قال قائل أنه أراد بذلك جواب شيخ آخر. لهذا يقول: «لكن إذا كنت لا بد فاعلا فقل ما رأيك في الفتوى بكذا» وهذا أيضا ما هو بحسن.
أحسن منه أن تقول (فإن قال قائل)، لأنك إذا قلت: ما رأيك في الفتوى بكذا- وهي خلاف ما أفتاك به- فيعني إنك تريد أن تعارض فتواه بفتوى آخر، لكن هي أحسن من قولك: قال الشيخ الفلاني كذا.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «وقيل: إذا جلست إلى عالم، فسل تفقها لا تعنتا» أ هـ.


للعلم ست مرآتب
أولها- حسن السؤال.
الثانية- حسن الإنصات والاستماع.
الثالثة- حسن الفهم.
الرابعة- الحفظ.
الخامسة- التعليم.
السادسة: وهي ثمرته، العمل به ومراعاة.

حدوده» أ هـ. ثم أخذ في بيانها ببحث مهم.
ترتيبها على هذا الوجه لا شك أنه مناسب.

حسن السؤال: إذا دعت الحاجة إلى حسن السؤال أما إذا لم تدع إلى السؤال فلا تلق السؤال، لأنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل إلا إذا احتاج هو إلى السؤال، أو أظن أن غيره يحتاج إلى السؤال قد يكون مثلا هو فاهم الدرس، ولكن فيه مسائل صعبة يحتاج إلى بيانها إلى بقية الطلبة، بل من أجل حاجة غيره.


والسائل من أجل حاجة غيره كالمعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها. قال «هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».
فإذا كان الباعث على السؤال حاجة السائل. فسؤاله واضح أنه وجيه أو حاجة غيره إن سئل ليعلم غيره فهذا أيضا طيب، أما إذا سأل ليقول الناس: ما شاء الله فلان عنده حرص على العلم كثير السؤال،

وابن عباس رضي الله عنه يقول: لما سئل بما أدركت العلم؟ قال :«بلسان سؤول وقلب عقول وبدن غير ملول»، فهذا غلط، وعلى عكس من ذلك من يقول: لا أسأل حياء. فالثاني مفرط.
والأول- مفرط، وخير الأمور الوسط.
الثاني- حسن الاتصال الانصات للاستماع.
الثالث- حسن الفهم.
الرابع- الحفظ، وهذا الحفظ ينقسم إلى قسمين: قسم غريزي يهبه الله لمن يشاء، فتجد الإنسان يمر عليه المسألة والبحث فيحفظه ولا ينساه، وقسم آخر كسبي.
بمعنى أن يمرن الإنسان نفسه على الحفظ ويتذكر ما حفظ، فإذا عود نفسه تذكر ما حفظ، سهل عليه الحفظ.
الخامسة- التعليم، والذي أرى أن تكون هي السادسة وأن العمل بالعلم قبل السادسة، فيعمل بالعلم ليصلح نفسه قبل أن يبدأ بإصلاح غيره ثم بعد ذلك يعلم الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم :«ابدأ بنفسك ثم بمن تعول». فالعمل به قبل تعليمه. بلى قد تقول أن تعليمه من العمل به، لأن من جملة العمل بالعلم أن تفعل ما أوجب الله عليك فيه من بثه ونشره.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•[[ 40- المناظرة بلا مماراة:
إياك والمماراة، فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة االحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح، فهي مبنية على المناصحة والحلم، ونشر العلم، أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها تحجج ورياء، ولغط وكبرياء، ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء، فاحذرها واحذر فاعلها، تسلم من المآثم وهتك المحارم، وأعرض تسلم وتكبت المآثم والمغرم.]]•



http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
االمناظرة والمناقشة تشحذ الفهم وتعطي الإنسان قدرة على المجادلة. والمجادلة في الحق مأمور بها كما قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125).
فإذا تمرن الإنسان على المناظرة والمجادلة حصل على خير كثير، وكم من إنسان جادل بالباطل فغلب صاحب الحق لعدم قدرته على المجادلة.


المجادلة نوعان:

مجادلة المماراة، يماري بذلك السفهاء ويجادل الفقهاء ويريد أن ينتصر قوله،فهذه مذمومة.
والثاني لإثبات الحق وإن كان عليه، فهذه محمودة مأمور بها. وعلامة ذلك- المجادلة الحقة - أن الإنسان إذا بلغه الحق اقتنع وأعلن الرجوع، أما المجادل الذي يريد الانتصار لنفسه فتجده لو بان الحق، وكان ظاهر الحق مع خصمه يورد إيرادات: لو قال قائل. ثم إذا أجيب. ولو قال قائل. ثم إذا أجيب، قال ولو قال قائل. ثم تكون سلسلة لا منتهي لها، ومثل هذا عليه خطر أن لا يقبل قلبه الحق، لا بالنسبة للمجادلة مع الآخر، لكن حتى في خلوته، ربما يورد لشيطان عليه هذه الإيرادات.
قال الله تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) (سورة الأنعام:110). وقال الله تعالى: (فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) (سورة المائدة:49).


فعليك يا أخي ابتغاء الحق سواء كان بمجادلة غيرك أو بمجادلة نفسك متى تبين قل: سمعنا وأطعنا. لهذا تجد الصحابة يقبلون ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم وما أخبر به دون أن يوردوا عليه الاعتراضات أو قول: أرأيت . . . أرأيت.
ولهذا جادل رجل عبد الله بن عمر فقال له: أرأيت؟! قال له :«اجعل أرأيت في اليمن». لأنه من أهل اليمن.
عندما سأل أهل العراق عن دم البعوضة. وهل يجوز قتل البعوضة؟! قال: سبحان الله !! أهل العراق يقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتون يسألون عن دم البعوضة!! هذه مجادلة ولا شك.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•[[ - مُذاكَرَةُ العِلْمِ :
تَمَتَّعْ مع البُصَرَاءِ بالْمُذاكَرَةِ والْمُطارَحَةِ ؛ فإنها في مَواطِنَ تَفوقُ الْمُطالَعَةَ وتَشْحَذُ الذهْنَ وتُقَوِّي الذاكرةَ ؛ مُلْتَزِمًا الإنصافَ والملاطَفَةَ مُبْتَعِدًا عن الْحَيْفِ والشَّغَبِ والمجازَفَةِ .
وكُنْ على حَذَرٍ ؛ فإنها تَكْشِفُ عُوارَ مَن لا يَصْدُقُ
فإن كانت مع قاصرٍ في العِلْمِ ، باردِ الذهْنِ ؛ فهي داءٌ ومُنافَرَةٌ ، وأمَّا مُذاكرَتُك مع نفسِك في تقليبِك لمسائِلِ العلْمِ ؛ فهذا ما لا يَسوغُ أن تَنْفَكَّ عنه .
وقد قيلَ : إحياءُ العِلْمِ مُذاكرَتُه

.]]•



http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
هذا أيضا من الذي ينبغي لطالب العلم أن يقوم به، وهو المذاكرة. والمذاكرة نوعان: مذاكرة مع النفس. ومذاكرة مع الغير.

المذاكرة مع النفس: تجلس مثلا جلسة واحدة، ثم تفرض مسألة من المسائل أو تكون مسألة مرت عليك، ثم تأخذ في محاولة ترجيح ما قيل في هذه المسألة بعضه على بعض. يعني ترجيح بعض الأقوال على بعض في هذه المسألة. وهذه سهلة على (...) هي أيضا تساعد على مسألة المناظرة السابقة.

أما المذاكرة مع الغير: فهي أيضا واضحة يختار الإنسان من إخوانه الطلبة من يكون عونا له على طلب العلم، مفيدا له فيجلس معه ويتذاكرا، يقرأن مثلا ما حفظاه كل واحد يقرأ على الآخر قليلا أو يتذاكرن في مسألة من المسائل بالمراجعة أو بالمفاهمة إن قدرا على ذلك، فإن هذا مما ينمي العلم ويزيده.
لكن إياك والشغب والصلف، لأن هذا لا يفيد. أنت الآن تحاج في مقام الإقناع أم في مقام التأديب؟ في مقام الإقناع. واعلم أنه لن يقتنع كلما اشتد غضبك عليه، بل ربما إذا اشتد غضبك عليه، اشتد غضبه عليك ثم ضاع الحق بينكما، لكن بالهدوء.
أما لو علمت منه الإعنات، مثل أن تكون أنت أعلم منه وتفهم من العلم ما لا يفهم، ولكن عرفت أن هذا الرجل يريد العنت. فحينئذ لك أن تشتد عليه وأن تقول: لن أفهمك لقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) . ولهذا قال المؤلف : «فإن كانت مع قاصرٍ في العِلْمِ ، باردِ الذهْنِ ؛ فهي داءٌ ومُنافَرَةٌ ».
(...) بعض الناس أكثر علما من الآخر لكن الثاني أفهم منه في معرفة النصوص والثالث أعقل منهم أيضا في معرفة مصادر الشريعة ومواردها لأنه قد يفهم الإنسان النص فهما كاملا لكن ليس عنده ذاك العقل الذي يجمع بين أدلة الشريعة وبين مقاصدها وأسرارها فتجده يأخذ بظاهر اللفظ ولو كان بعيدا عن مقاصد الشرع وهذا خلل عظيم، أرأيت قول ابن حزم في الشاة الثنية لا تجزئ وفي الجذعة، تجزئ، هذا بعيد جدا عن مقاصد الشريعة ، إذا كانت الجذعة تجزئ فالثنية من باب أولى ولا شك، أو يقول بعض الظاهرية: إذا استأذن الرجل ابنته البكر في أن يزوجها رجلا فقالت: يا أبت لا أريد إلا هذا الرجل وأمثاله وأنا موافقة يقول: هذا ليس بإذن ، لا يزوجها ، والبنت الثانية لما شاورها سكتت ولم تقل شيء هذه تزوج والأخرى لا تزوج مع أنها صرحت بالرضا والثانية سكوتها دليل الرضا وليس هو الرضا فالمهم أنه لا بد من عقل، فقد يكون بعض الناس أكثر علما لكنه لا يفهم، وقد حدثتكم مرة عن حمار الفروع تذكرون، رجل حفظ كتاب الفروع لابن مفلح (ثلاثة مجلدات) ولكنه لا يفهم منه ولا معنى واحد فكان أصحابه يجعلونه كمكتبة إذا أشكل عليهم شيء قالوا: ماذا قال صاحب الفروع في الفصل الفلاني أو الباب الفلاني أوالكتاب الفلاني؟ (...) وهو ما يعرف معناه أبدا ، فهذا ليس عنده فهم، فلا بد من فهم.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•[[ الأمر الثاني والأربعون: طالبُ العلْمِ يَعيشُ بينَ الكتابِ والسُّنَّةِ وعلومِها :
فهما له كالْجَناحينِ للطائرِ ، فاحْذَرْ أن تكونَ مَهيضَ الْجَناحِ .]]•



http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
صحيح .. هذا أيضا من آداب طالب العلم. وبقي شيء آخر (طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة)، فهما كالجناجين للطائر والطائر لا يطير إلا بجناحين إذا انكسر أحدهما لم يطر، إذا لا تراعي السنة وتغفل عن القرآن، أو القرآن وتغفل عن السنة، كثير من طلبة العلم يعتني بالسنة وشروحها ورجالها، ومصطلحاتها اعتناء كاملا، لكن لو سألته عن آية من كتاب الله. ما قدم الإجابة، ولا عرف شيئا.
هذا غلط، لكن لا بد أن يكون الكتاب والسنة كلاهما جناحان لك، والجناح الأصل هو: القرآن.
وثم أيضا شيء ثالث- لكن هو داخل في قول المؤلف و(علومها): كلام العلماء، أيضا لا تهمل كلام العلماء ولا تغفل عنه، لأن العلماء أشد منك رسوخا في العلم، وعندهم من قواعد الشريعة وضوابط الشريعة وأسرارها ما ليس عندك فلا تغفله.
ولذلك كان العلماء الأجلاء المحققون إذا ترجح عندهم قول يقولون: «إن كان أحد قال به وإلا فلا نقول به».


شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على علمه وسعة إطلاعه، إذا قال قولا لا يعلم به قائلا. قال : «أنا أقول به إن كان قد قيل به». ولا يأخذ برأيه، ويقول: خلاص أنا فهمت من القرآن كذا ولا علي من الناس.
هذا غلط. أنت إذا رأيت أكثر العلماء على قول، فلا تعدل عن قول أكثر العلماء إلا بعد التمحيص والتحقق، لأنه من المستبعد أن يكون الأقل هم أهل العلم. بمعنى: إذا رأيت مسألة من المسائل اختلف فيها العلماء وأكثرهم يقول بكذا، والآخرون يقولون بكذا، وترجح عندك قول الأقل ، لا تأخذ به مباشرة ، فكر، ما أدلة الآخرين؟ لأن الأكثر في الغالب يكون معهم الحق ، ففكر أولا ، ثم إذا تبين لك أن الحق مع الأقل فاتبع الحق ، لكن كونك تأخذ مباشرة بما ترجح عندك والجمهور على خلافه هذا لا ينبغي أبدا .
كذلك أيضا تأتي مثلا أدلة شواذ تخالف الأدلة التي هي كالجبال في الشريعة والدلالة فيأخذ الإنسان بهذا الدليل الشاذ، ولعله لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ثبت وهو منسوخ ، أو ثبت وهو مخصوص، فنقول ارفق ما دام هذا يخالف الأدلة التي هي كالجبال للشريعة فلا تتعجل في الأخذ به انتظر وتمهل ،

فهذان أمران أنبه عليهما لأهميتهما :
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif- مخالفة الجمهور.
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif- ومخالفة القواعد في الشريعة الإسلامية.
http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالقواعد التي تعتبر كالجبال للأرض ، رواسخ.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

[[http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif]]
•[[ الأمر الثالث والأربعون: استكمالُ أدواتِ كلِّ فَنٍّ :
لن تكونَ طالبَ عِلْمٍ مُتْقِنًا مُتَفَنِّنًا – حتى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِياطِ – ما لم تَستكمِلْ أدواتِ ذلك الفَنِّ ، ففي الفِقْهِ بينَ الفقْهِ وأصولِه ، وفي الحديثِ بينَ عِلْمَي الروايةِ والدِّرايةِ .... وهكذا ، وإلا فلا تَتَعَنَّ .
قالَ اللهُ تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ } فيُستفادُ منها أنَّ الطالِبَ لا يَتْرُكُ عِلْمًا حتى يُتْقِنَهُ .]]•


http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالشرح http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif
استكمال أدوات كل فن. يريد بذلك: أنك إذا أردت أن تكون طالب علم في فن معين، وهو ما يعرف عندنا بالتخصص، فلا بد أن تكون مستكملا أدوات ذلك الفن، يعني عندك علما به، فمثلا في الفقه إذا كنت تريد أن تكون عالما بالفقه، فلا بد أن تقرأ الفقه وأصول الفقه لتكون متبحرا فيه، وإلا فيمكن أن تعرف الفقه بدون علم الأصول، ولكن لا يمكن أن تعرف أصول الفقه بدون الفقه.
يعني: يمكن أن يستغني الفقيه عن أصول الفقه، لكن لا يمكن أن يستغني الأصولي عن الفقه، إذا كان يريد الفقه.


ولهذا اختلف العلماء، علماء الأصول: هل الأولى لطالب العلم أن يبدأ بأصول الفقه لابتناء الفقه عليه أو بالفقه لدعاء الحاجة إليه، حيث أن الإنسان يحتاجه في عمله، حاجاته، ومعاملاته قبل أن يفطن إلى أصول الفقه.
والثاني- هو الأولى وهو المتبع غالبا. وهنا استدل بقول الله تعالى :(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) (سورة البقرة: 121). والمراد بالتلاوة هنا: التلاوة اللفظية، والتلاوة المعنوية، والتلاوة العملية، مأخوذة من تلاه إذا اتبعه، فالذين آتاهم الكتاب لا يمكن أن يوصفوا بأنهم أهل الكتاب حتى يتلوه حق تلاوته.

قوله :«وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية» يعني بذلك الرواية في أسانيد الحديث ورجال الحديث. والدراية في فهم معناه.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gifتم بحمد الله الفصل الخــآمس http://up.arab-x.com/Nov09/JAv11916.gif

أم بسملة المصرية
13-12-09, 07:08 PM
:icony6:وفقكن الله و سدد على طريق الخير خطاكن :icony6:

:icony6::):icony6:

أم بسملة المصرية
19-12-09, 02:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


:icony6:حيا الله طالبات العلم:icony6:

تفريغ مقرر الاختبار السادس

الشريط التاسع
وجزء من الشريط العاشر



التحلي بالعمل


يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :


44- من علامات العلم النافع:


تساءل مع نفسك عن حظك من علامات العلم النافع، وهي:


1- العمل به.


2- كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق.


3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علما.


4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا.


5- هجر دعوى العلم.


6- إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس، تنزها عن الوقوع بهم.



شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :


هذه من علامات العلم النافع:


أولا: العمل به: وهذا بعد الإيمان, أن تؤمن بما علمت ثم تعمل, إذ لا يمكن عمل إلا بالإيمان, فإن لم يوفق الإنسان لذلك بأن كان يعلم الأشياء ولكن لا يعمل بها, فعلمه غير نافع, لكن هل هو ضار أم لا نافع ولا ضار ؟ بل هو ضار, لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "القرآن حجة لك أو عليك" , ولم يقل: لا لك ولا عليك, فالعلم إما نافع وإما ضار.



والثاني: يقول " كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق ": وهذا ابتلي به بعض الناس, فيزكي نفسه, ويرى أن ما قاله هو الصواب, وأن غيره إذا خالفه فهو مخطئ, وما أشبه ذلك. كذلك يحب المدح, تجده يسأل: ماذا قالوا لما تحدثوا عني؟, وإذا قالوا أنهم مدحوك انتفخ وزاد انتفاخه, حتى يعجز جلده عن تحمل بدنه, كذلك التكبر على الخلق, بعض الناس _والعياذ بالله_ إذا أتاه الله علما تكبر, الغني بالمال ربما يتكبر, ولهذا جعل النبي _ صلى الله عليه وسلم_ العائل المستكبر من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم , لأنه ليس عنده مال يوجب الكبرياء, لكن العالم لا ينبغي أن يكون كالغني, كلما ازداد علما ازداد تكبرا, بل ينبغي العكس, كلما ازداد علما ازداد تواضعا, لأن من العلوم التي يقرؤها أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وأخلاقه كلها تواضع للحق وتواضع للخلق, لكن على كل حال إذا تعارض التواضع للخلق أو للحق, أيهما يقدم؟ يعني: بمعنى أنك تتواضع لإنسان يسب الحق ويصرح بمعاداة من يعمل به, فهنا لا تتواضع له, تواضع للحق, وجادل هذا الرجل, حتى وإن أهانك أو تكلم فيك فلا تهتم به, لابد من نصرة الحق.



ثالثا: تكاثر تواضعك كلما ازددت علما: وهذا في الحقيقة فرع من الثاني, يعني تكره التكبر على الخلق, وينبغي كلما ازددت علما أن تزداد تواضعا.



رابعا: الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا: هذه أيضا قد تكون متفرعة على كراهية التزكية والمدح. يعني: لا تحاول أن تكون رئيسا لأجل علمك, لا تحاول أن تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا, فإن هذا يعني أنك جعلت الوسيلة غاية, والغاية وسيلة. ولكن هل يعني ذلك لو أنك كنت تجادل شخصا لإثبات الحق, هل ينبغي أن تعتبر نفسك فوقه أو دونه؟ هل أنتم فاهمين؟ إنسان يجادلني, أنا أريد إثبات الحق, وهو يريد إثبات الباطل, هل الأفضل أن تشعر بأنك دونه أو بأنك فوقه؟ فوقه , لأنك إذا شعرت بأنك دونه ما استطعت أن تجادله, لكن إذا شعرت أنك فوقه من أجل أن الحق معك, فإنك حينئذ تستطيع أن تسيطر عليه.



خامسا: هجر دعوى العلم: يعني معناه ألا يدعي العلم, ألا يقول: أنا عالم.


أنا ابن جلا و طلاع الثنايا ............................ متى أضع العمامة تعرفوني


كلما كان في مجلس تصدر المجلس, وإذا أراد أحد أن يتكلم قال: اسكت أنا أعلم منك , هذا لا ينبغي, واعلم أن من ادعى العلم فهو جاهل, وربما يفشل ويخزى في مكان يحب أن يكون فيه عزيزا.



سادسا: إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس: أن أسيء الظن بنفسي, لأنها ربما تغره, وتأمره بالسوء, فلا يحسن الظن بالنفس, وكل ما أملت عليه أخذ به.


أما قوله "إحسانه بالناس" فهذا يحتاج إلى تفصيل, الأصل إحسان الظن بالناس, وإنك متى وجدت محملا حسنا لكلام غيرك فاحمله عليه, ولا تسيء الظن, لكن إذا علم عن شخص من الناس أنه محل لإساءة الظن, فهنا لا حرج أن تسيء الظن من أجل أن تحترز منه, لأنك لو أحسنت الظن به لأفضت إليه كل ما في صدرك, ولكن ليس الأمر كذلك. ولعل قوله "تنزها عن الوقوع بهم" أنه أراد بقوله "إحسانه بالناس" ألا يأخذ الناس بالتهمة والظن فيتكلم فيهم بما لا يثبت عنده. على كل حال ربما يقال أيضا: وينبغي للعالم أن يكون كريما سخيا في علمه, يبذله كلما احتاج الناس إليه, ولا يقل: أخشى أن أكون ثقيلا على الناس. مدام الناس محتاجين إلى بيان العلم فبين, وإذا علم الله من نيتك أنك تريد نشر العلم وبيان ما قد يكون مشكلا على الناس, فإن الله يخفف كلامك على الناس ولا يستثقلونه.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:23 PM
المقرر الأول من حلية طالب العلم



السبت : الشريط الأول

الوجه الأول
محتوى الشريط :
- التعليق علىمقدمة الحلية ... الى الفصل الاول" آداب الطالب في نفسه"

- العلم : منزلته ، وبما يكون الاخلاص في طلبه.
- محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) وبيان اثرها في تطبيق هديه .

http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-1A.rm)


الوجه الثاني:
محتوى الشريط
- آداب الطالب في نفسه


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية

الأحــد : الشريط الثاني




الوجه الأول :
محتوى الشريط
-تابع اداب الطالب في نفسه
- ادب التحلي بالمروءة

- الزهد والورع : اثرهم وبيان الفرق بينهما.
- كيف يتحلى طالب العلم برونقه.


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-2A.rm)




الوجه الثاني :
محتوى الشريط
- تابع اداب الطالب في نفسه
- ادب الاعراض عن مجالس اللغو

- المروءة: مقتضياتها وبيان الضابط فيها.
- كيف يتعفف طالب العلم عن الترفه ومسالكها


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية



الاثنين: جزء من الشريط الثالث (إلى الدقيقة 28)

الوجه الأول:
محتوى الشريط
- تابع اداب الطالب في نفسه

- الهيشات : تعريفها وكيف يعرض طالب العلم عنها .
- كيف يتحلى الطالب بالرفق والتأمل والثبات والتثبت؟


http://www.binothaimeen.com/allimages/snd-2.gifتحميل المادة الصوتية (http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0003/A0003-3A.rm)



الخميس: الاختبار الأول
الخميس 3 ربيع الثاني 1431
الموافق لـ 18/3/2010

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:24 PM
التفريـــــــغ:


بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد ..

.. ₪[ فقد قرر شيخنا محمد بن صالح العثيمين قراءة كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد وذلك أواخر شهر رجب لعام 1415هـ ] ₪ ..

بسم الله الرحمن الرحيم تعليقا على هذه المقدمة ، نحن قررنا هذا بعد مشاورتكم واقتراحاتكم وذلك لأن:
طالب العلم إذا لم يتحل بالأخلاق الفاضلة فإن طلبه للعلم لا فائدة فيه، لابد أن الانسان كلما علم شيئا من الفضائل أو من العبادات أن يقوم به فإن لم يفعل فهو والجاهل سواء بل الجاهل أحسن حالا منه؛ لأن هذا ترك الفضل عن عمد بخلاف الجاهل، ولأن الجاهل ربما ينتفع إذا علم بخلاف من علم ولم ينتفع، فلهذا أحثُّ نفسي وإياكم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر والمصابرة والعفو والإحسان بقدر المستطاع. هذا بقطع النظر عن الوصية الكبرى وهي الوصية بتقوى الله عزوجل التي قال الله تعالى فيها ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).

أما مؤلفُ هذه الحلية فهو أخونا الشيخ : بكر أبو زيد وهو من أكابر العلماء ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة لأنه تولى مناصب كثيرة وكلُّ عملهِ فيها يدل على أنه أهلٌ لما تولاه وهو الآن مع لجنة الفتوى التي يرأسها سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز بالرياض ومع هيئة كبار العلماء فنسأل الله لنا وله التوفيق، ثم إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تضلعه في اللغة العربية ولهذا يأتي احيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة مراجعة قواميس اللغة، والذي يظهر انه لا يتكلف ذلك لأن الكلام سلس ومستقيم وهذا يدل على ان الله تعالى اعطاه غريزةً في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري ومقامات الحريري معروفة لأكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


»◦ [ بسم الله الرحمن الرحيم ..
҉ المقدمة ҉

الحمدلله وبعد فأقيِّد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408هـ والمسلمون ولله الحمد يعايشون يقظةً علمية تتهلل لها سبحات الوجوه ولا تزال تُنَشِّطُ متقدمةً إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الامة مجدها ودمها المجددَ لحياتها إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في اعطاف العلم مثقلين بحمله يعُلُّون منه وينهلون فلديهم من الطموح والجامعية والاطلاع المدهش والغوص على مكنوناتِ المسائل ما يفرح به المسلمون نصرا فسبحان من يحيي ويميتُ قلوبا، لكن.. لابد لهذه النواة المباركة من الصقل والتعهد في مساراتها كافة نشرا للضمانات التي تكف عنها العثار والتعثر في مثاني الطلب والعمل من تموجاتٍ فكرية وعقدية وسلوكيةٍ وطائفيةٍ وحزبية ..] »◦



||| الــشــــــــرح }~

هذا ماقاله صحيح فإنه في الآونة الأخيرة حصل ولله الحمد من الشباب المحافظ واسعة في شتى المجالات لكنها تحتاج إلى ضمانات وكوابح تضمن بقاء هذه النهضة وهذا الطموح لأن- كل شيء إذا زاد عن حده فإنه سوف يرجع إلى جذره – إذا لم يضبط ويكبح فإنه يكون دمارًا وربما يكون دمارا في المجتمع وربما يكون دمارًا حتى على صاحبه في قلبه، أرأيتم الخوارج عندهم من الإيمان بمحبة كون المسلمين على الحق مالا يوجد في غيرهم لكن هذا قد زاد حتى كفروا المسلمين وأئمة المسلمين وخرجوا عليهم فصاروا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة ) فأنت اضبط قلبك إذا رأيت أنه سوف ينفر بعيدًا وسوف يسلك مسلكًا صعبًا فعليكَ ان تردَّه وأن تعرف ان المقصود إقامة دين الله لا الانتصار للغيرة وثورة النفس، ومعلومٌ انه إذا كان هذا هو المقصود(أعني الانتصار لدين الله) فإن الإنسان سوف يسلك أقرب الطرق إلى حصول هذا المقصود ولو بالمهادنة إذا دعت الحاجة إلى ذلك


http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ وقد جعلتُ طوع أيديهم رسالة في التعالم تكشف المندسين بينهم خشية أن يُرْدُوهُم ويضيعوا عليهم امرهم ويبعثروا مسيرتهم في الطلبُ فيَستلوهم وهم لا يشعرون واليوم أخوك يشُّد عضدك ويأخذ بيدك ..] »◦



-فإن الآن هذا الكتاب بعد كتاب التعلم –



»◦[ واليوم أخوك يشُّد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوع بنانك رسالةً تحمل الصفة الكاشفة لحليتك فها أنذا أجعل سن القلم على القرطاس فاتلو ما أرقُمُ لك أنعم الله بكَ عينا..... التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح سمة أهل الإسلام وان العلم وهو أثمن درة في تاج الشرع..] »◦



||| الـشــــــرح } ~

الآن الشيخ بكر يقول – اليوم اخوك يشد عضدك وياخذ بيدك فأجعل طوعَ – فيها التفات من اين؟ من الغيبة إلى الحضور هذا ليس معتادًا عند العلماء في مؤلفاتهم العلمية لكن كما قلنا أولا أن الشيخ يعتمد على البلاغات اللغوية ومعلومٌ أن الانتقال في الأسلوب من غيبة إلى خطاب او من خطاب إلى غيبة أو من مفرد إلى جمع حيث صحَّ الجمع من المعلوم ان هذا سوف يوجب الانتباه لأن الانسان إذا كان يسوغ أسلوب معين مستمرًا عليه انساغت نفسه لكن إذا جاء شيءٌ يغير الأسلوب سوف يتوقف وينتبه ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا ) فقال أخذ الله هذا *غيب* وبعثنا *حضور* .
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وان العلم وهو أثمن درةٍ في تاجِ الشرع المطهر لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي بآفاته ولهذا عنون العلماء عنه بالبحث والتنبيه..] »◦



-المتحلي المتخلي فيها جناس ناقص لاختلاف بعض الحروف لكن مع ذلك الشيخ رأى هذا –



»◦[ ولهذا عنون العلماء بالبحث والتنبيه وأفردوها بالتأليف إما على وجه العموم لكافة العلوم أو على وجه الخصوص كآداب حملة القرءان الكريم وآداب المحدِّث وآداب المفتي وآداب القاضي وآداب المحتسب وهكذا . والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق ... ] »◦


||| الــشـــــــرح }~

إن من يسلك طريق التعلم الشرعي ويشمل أيضا لمن يسلك طريق التعليم الآداب هنا للمتعلم وللمعلم حتى المتعلم له آداب يجب أن يعتني بها
http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif
»◦[ وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف إذ كان بعض المدرسين فيه يدرس طلابه كتاب *الزرنوجي* المتوفى سنة 593هـ رحمه الله تعالى المسمى * تعليم المتعلم طريق التعلُّم * فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق فيدرج تدريس هذه المادةِ في فواتح دروس المساجد وفي مواد الدراسة النظامية وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خيرٍ في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرةِ علمه، وهكذا في مراحل حياته . فإليك حلية تحوي مجموعة آداب نواقضها مجموعة آفات فإذا فات أدبٌ منها اقترف المفرط آفةً من آفاته فمُقلٌّ ومستكثر وكما ان هذه الآداب درجات صاعدةٌ إلى السنة فالوجوب فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم..] »◦


||| الــشــــــرح } ~

وذكرالآداب وضدها إن كانت مسنونة يكون ضدها مكروهه وإن كانت واجبة فضدها محرم، ولكن هذا ليس على الإطلاق يعني ليس من ترك كل مسنون فهو مكروه وإلا لقلنا أن كل من ترك سنة في الصلاة يكون قد فعل مكروهًا لكن إذا ترك أدبًا من الآداب الواجبة فإنه يكون فاعلا محرمًا في نفس ذلك الأدب فقط لأنه يكون قد ترك فيه واجبًا وكذلك إذا كان مسنونًا وتركه فينظر إذ تضمن تركه إساءة أدب مع المعلم او مع زملائه فهذا يكون مكروها لا لأنه تركه ولكن لزم منه إساءةُ الأدب والحاصل أنه لا يستقيم ان نقول كل من ترك مسنونا فقد وقع في مكروه أو كل من ترك واجبا فقد وقع في محرم يعني على سبيل الاطلاق بل يقيدها.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel5.gif

»◦[ ومنها مايشمل عموم الخلق من كلِّ مكلَّف ومنها مايختصُّ به طالب العلم ومنها مايدركُ بضرورة الشرع ومنها مايعرف بالطبع ويدل عليه عموم الشرع من الحمل على محاسن الآداب ومكارم الأخلاق ولمئام الاستيفاء لكنَّ سياقتها تجري على ضرب سبيل المثال قاصدًا الدلالة على المهمات فإذا وافَقَت نفسًا صالحةً لها تناولت هذا القليل فكثرته وهذا المجمل ففصلته ومن اخذ بها انتفع ونفع وهي بدورها ماخوذةٌ من أدب من بارك الله في علمهم وصاروا أئمةً يهتدى بهم جمعنا الله بهم في جنته آمين] »◦






بكرُ بن عبد الله أبو زيد
في اليوم 5 من الشهر 8عام 1408هـ

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:27 PM
http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifالفصل الأول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif


Ξ҉Ξ آداب الطالب في نفسه Ξ҉Ξ
أولا: العلمُ عبادة : أصل الأصولِ في هذه الحلية بل ولكل أمر مطلوبٍ علمكَ بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء: العلمُ صلاةُ السر وعبادة القلب وعليه فإن شرط العبادة ...


,, ҉ [ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم العلم عبادة لاشك بل هو من أجل العبادات وأفضل العبادات حتى إن الله تعالى جعله في كتابه قسيمًا للجهاد في سبيل الله الجهاد المسلَّح فقال جل وعلا ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ليتفقهوا يعني بذلك الطائفة القاعدة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم ينذرون، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيرًا يفقههُ في الدين ) فإذا رزقك الله الفقه في دينك والفقه هنا يعنى به العلم بالشرع فيدخل في علم العقائد والتوحيد وغير ذلك فإذا رأيت أن الله من عليك بهذا فاستبشر خيرًا لأن الله تعالى أراد بك خيرًا، وقال الإمام أحمد ( العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ) قالوا وكيف تصلح النية يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


,,₪ [[ ... وعليه فإن شرط العبادة أولا: إخلاص النية لله سبحانه وتعالى لقوله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية . وفي حديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات.. ) الحديث ، فإن فقد العلم إخلاص النية انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات ولا شيء يحطمُ العلم مثل الرياء ، رياء الشرك أو رياء إخلاص ومثل التسميع بأن يقول مسمعًا علمتُ وحفظت وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب..]] ₪ ,,





,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
كذلك إذا قال قائل : بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟
قلنا الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور :
الأمر الأول : أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) وحث سبحانه وتعالى على العلم والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به .
ثانيًا : أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم والحفظ بالصدور ويكون كذلك بالكتابة كتابة الكتب .
والثالث: أن تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها أحد ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير .
والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة .
هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم .

http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪[[ وعليه فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب الظهور والتفوق على الأقران وجعله سلمًا لأغراضٍ وأعراض من جاهٍ أو مالٍ أو تعظيم أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم ولهذا يتعين عليك أن تحمي نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى بل وتحمي الحمى وللعلماء في هذا أقوال ..]] ₪ ,,



,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا صحيح ، ما قاله من وجوب حماية النية من هذه المقاصد السيئة فهو صحيح ، ومن طلب علمًا وهو مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يجد رائحة الجنة نسأل الله العافية، ثم إن هذه المحمدة والجاه والتعظيم وانصراف وجوه الناس إليك ستجده إذا حصلت العلم حتى وإن كانت نيتك سليمة بل إذا كانت نيتك سليمة فهو أقرب إلى حصول هذا لك.
تحمي الحمى : تحمي النية وتحمي ما حولها .. حمى الشيء : ما حوله ، كما في الحديث : " ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه " .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪[[ وللعلماءِ في هذا أقوالٌ ومواقفٌ بينتُ طرفًا منها في المبحث الأول من كتاب التعالم ويزادُ عليه نهي العلماء عن الطبوليات وهي المسائل التي يرادُ بها الشهرة ..]] ₪ ,,





,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
الطُّبوليات: المسائل التي يراد بها الشهرة ، لماذا سميت الطبوليات؟ لأنها مثل الطبل لها صوت ورنين فهذا إذا جاء في مسألة غريبة على الناس واشتهرت عنه كأنها صوت طبل فهذه يسمونها الطبوليات .
ولم أسمع بهذا لكن وجهها واضح.


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪[[ وقد قيل زلةُ العالمِ مضروبٌ لها الطبل، وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: كنتُ أوتيتُ فهم القرآن فلمَّا قبِلتُ الصُّرَّةَ سُلبتُه، فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب ..]] ₪ ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
هذا سفيان يقول كنت أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سلبته، الصرة يعني من السلطان لما أعطاه سلب فهم القرآن وهؤلاء هم الذين يدركون الأمور ولهذا يتحرز السلف من عطايا السلطان ويقولون إنهم لا يعطوننا إلا ليشتروا ديننا بدنياهم فتجدهم لا يقبلونه ثم إن السلاطين فيما سبق قد تكون أموالهم مأخوذة من غير حلها فيتبرعون عنها أيضا من هذه الناحية ومن المعلوم أنه لا يجوز للعالم أن يقبل هدية السلطان إذا كان السلطان يريد أن تكون هذه العطية مطيةً له يركبها متى شاء بالنسبة لهذا العالم أما إذا كانت أموال السلطان نزيهة ولم يكن يقبل الهدية منه ليبيع دينه بها فقد قال النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم لعمر: " ماجاءك من هذا المال وأنت غير مشهد ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك "، وغرض سفيان رحمه الله تعالى من ذلك *التحذير* من هذا وتبكيت نفسه على ما صنع .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪[[ فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب بأن تكون مع بذل الجهد في الإخلاص شديد الخوف من نواقضه عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله ( ما عالجت شيئا أشد عليَّ من نيتي ) وعن عمر بن ذرٍّ أنه قال لوالده ..]] ₪ ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
وفي معنى ذلك ما أدري هل هو قول آخر أو نقل بالمعنى ، يقول: ( ما عالجت نفسي على شيءٍ أشد من معالجتها على الإخلاص ) وهذا بمعنى كلام سفيان لأن الإخلاص شديد ولهذا من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه فإنه يدخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif

,,₪[[ وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده: يا أبي مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء وإذا وعظهم غيرك لا يبكون ؟ فقال: يا بني ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة ..]] ₪ ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
الله أكبر هذا مثلٌ عظيم ، النائحة الثكلى يعني التي فقدت ولدها هذه تبكي بكاءً من القلب ، والنائحة المستأجرة ما يؤثر نوحها ولا بكاؤها لأنها تصطنع البكاء ، ولكن مثل هذا الكلام الذي يرد عن السلف يجب أن يحسن الظن بهم وأنهم لا يريدون بذلك مدح أنفسهم وإنما يريدون بذلك حث الناس على إخلاص النية والبعد عن الرياء وما أشبه ذلك وإلا لكان هذا تزكيةً للنفس واضحة والله عز وجل يقول ( لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) لكن السلف رحمهم الله لعلمنا بمقامهم وإخلاصهم يجب أن نحمل ما ورد عنهم مما يحتمل هذا المعنى الفاسد أن نحمله على المعنى الصحيح .
( وفقك الله لرشدك آمين ,, )


http://somiah.m.googlepages.com/fa9l.gif


,,₪[[ الشرط الثاني: الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة : محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفو الأثر للمعصوم.. قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) وبالجملة فهذا أصل ..]] ₪ ,,

,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع إذ أن المحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى المحبوب فيطلب ما يرضيه وما يقربه منه، ويسعى غاية جهده في اجتناب ما يكرهه محبوبه ويبتعد عنه ولهذا ذكر ابن القيم في *روضة المحبين* أن كل الحركات مبنية على المحبة كل حركات الإنسان وهذا صحيح

http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gifيتبع الوجه الثاني http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:32 PM
http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gifنــكــمل http://somiah.m.googlepages.com/kolob11.gif

..₪҉[[ الْخُصْلَةُ الْجامِعَةُ لِخَيْرَيْ الدُّنْيا وَالآخِرَة؛ (مَحَبَّةُ الله تَعالى وَمَحَبَّةُ رَسولِهِ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَتَحْقيقِها بِتَمَحضِ الْمُتابَعَةِ وَقُفُوِ الأَثَرِ لِلمْعصومِ.
قالَ الله تَعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" [ آل عمران: 31 ]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif


لا شك أن المحبة لها أثر عظيم في الدفع والمنع، إذ أن المُحب يسعى غاية جهده في الوصول إلى محبوبه، فيطلب ما يرضيه وما يقرِّبه منه، ويسعى غاية جهده لاجتناب م يبغضه محبوبه، ويبتعد عنه. ولهذا ذكر ابن القيم في (روضة المحبين): أن كل الحركات مبنية على المحبة، كل حركات الإنسان، وهذا صحيح لأن الإرادة لا تقع من شخص عاقل إلا لشيء يرجو نفعه أو يدفع ضرره، وكل إنسان يحب ما ينفعه، ويكره ما يضره، فالمحبة في الواقع هي القائد والسائق إلى الله عزوجل تقود الإنسان وتسوقه، وانظر إلى الذين كرهوا ما أنزل الله، كيفَ قال الله:
"ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّه فَأَحْبَطَ أَعْمَالهم"ْ[ محمد: 9]

صارت نتيجتهم الكفر، لأنهم كرهوا ما أنزل الله، فالمحبة كما قال الشيخ هي: الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
أما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنها تحملك على متابعته ظاهراً وباطناً لأن الحبيب يُقلِّد محبوبه حتى في أمور الدنيا، تجده مثلاً يقلده في اللباس.. في الكلام، حتى في الخط، نحن نذكر بعض الطلبة في زماننا كانوا يُقلِّدون الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في خطه، مع أن خطه- رحمه الله- ضعيف، ما تقدر تقرأه، لكن من شدة محبتهم له، فالإنسان كلما أحب شخصاً حاول أن يكون مثله في خصاله.
فإذا أحببت النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذه المحبة سوف تقودك إلى اتباعه صلوات الله وسلامه عليه.
ثم ذكر الآية التي يسميها علماء السلف آية المحنة، يعني الإمتحان، لأن قوماً ادَّعوا أنهم يحبون الله فقال الله تعالى:
"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي"[ آل عمران: 31]

أين الجواب؟ الجواب المتوقع: فاتبعوني تصْدُقوا في دعواكم، لأن الشرط والمشروط، إن كنتم تحبون الله فاتبعوني تصدقوا في دعواكم، لكن جاء الجواب: فاتبعوني يحببكم الله، إشارة إلى أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله عزوجل، هذا هو الثمرة، وهو المقصود، لا أن تحب الله، لأن كل إنسان يدَّعي ذلك وربما يكون ظاهرك محبة الله، لكن في قلبك شيء، لا يقتضي أن الله يحبك، فتبقى غير حاصل على الثمرة.



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[ وَبِالْجُمْلَةِ؛ فَهذا أَصْلٌ مِنْ هذِهِ (الْحِلْيَةِ) وَيَقَعان مِنْها مَوْقِعَ التّاجِ مِنَ الحُلَّةِ، فيا أَيُّها الطَّلاب! ها أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَرَبَّعْتُمِ للدَّرْسِ وَتَعَلَقْتُمْ بَأَنَفَسِ عِلْقٍ (طَلَبِ الْعِلْمِ)؛ فَأُوَصّيكُمْ وَنَفْسيَ بِتَقْوى الله تعَالى في السِّرِ وَالْعَلانِيَّةِ؛ فَهِيَ الْعُدَّة، وَهِيَ مَهْبِطَ الْفَضائلِ، وَمُتَنَزَّلِ الْمَحامِدَ، وَهيَ مَبْعَثُ القُوَّةِ، وَمِعْراجُ السُّمُو، والرّابِط الْوَثيق عَلى الْقُلوبِ عَنِ الْفِتَنِ، فَلا تُفَرِّطوا.]] ҉₪..


http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

صدق- رحمه الله وعفا عنه- ويدل على ذلك قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"[ الأنفال: 29]

تفرِّقون به بين الحق والباطل، وبين الضار والنافع، وبين الطاعة والمعصية، وبين أولياء الله وأعداء الله.. إلى غير ذلك.
وتارة يحصل هذا الفرقان بوسيلة العلم، يفتح الله على الإنسان من العلوم، وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله.
وتارة يحصل له هذا الفرقان بما يلقيه الله تعالى في قلبه من الفراسة.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن يكن فيكم محدثون فعمر)
فالله تعالى يجعل لمن اتقاه فراسة يتفرس بها. فتكون موافقةً للصواب.
فقوله تعالى: "يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا" يشمل الفرقان بوسائل العلم والتعلم، والفرقان بوسائل الفراسة والإلهام أن الله تعالى يُلهم الإنسان التقي ما لا يُلهم غيره، وربما يظهر لك هذا في مجراك في طلب العلم، تمر بك أيام تجد قلبك خاشعاً منيباً إلى الله، مقبلاً عليه، متقياً له، فيفتح الله عليك مفاتح ومعالم كثيرة، ويمر بك غفلة ينغلقُ قلبك، وكل هذا تحقيق لقول الله تبارك وتعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ"[ الأنفال: 29]

إذا غفر الله للعبد أيضاً فتح عليه أبواب المعرفة قال الله تعالى:"إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) واسْتَغْفِرِ اللهَ"[ النساء: 105- 106]

ولهذا قال بعض العلماء: ينبغي للإنسان إذا اسْتُفتي أن يقدِّم استغفار الله حتى يبين له الحق، لأن الله قال: " لِتَحْكُمَ"، ثم قال: " واسْتَغْفِرِ اللهَ".



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif


..₪҉[[2- كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ: كُنْ سَلَفِياً عَلى الجادَّة؛ طَريق السَّلَفِ الصّالِحِ مِنَ الصَّحابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ، فَمَنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ قَفا أَثَرَهُمْ في جَميعِ أَبْوابِ الدّينِ؛ مِنَ التَّوْحيدِ، وَالْعِباداتِ، وَنَحْوِها، مُتَمَيِّزاً بِالتْزامِ آثارِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوْظيفِ السُّنَنِ عَلى نَفْسِكَ، وَتَرْكِ الْجِدالَ، وَالْمِراءَ، وَالْخَوْضِ في عِلْمِ الْكَلامِ، وَما يَجْلبُ الآثامَ، وَيَصُدُّ عَنِ الشَّرْعِ..]] ҉₪..




http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif
هذا من أهم ما يكون، أن الانسان يكون على طريقة السلف الصالح في جميع أبواب الدين، من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك أيضا يترك الجدال والمراء، لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق الصواب، فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم وينتصر لنفسه فقط، حتى لو بان له الحق تجده: إما أن ينكره، وإما أن يؤولِّه على وجه مستكره انتصاراً لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله.
فإذا رأيت من أخيك جدالاً ومراءً، بحيث يكون الحق واضحاً ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل: ليس عندي إلا هذا، اتركه.
وكذلك الخوض في علم الكلام مضيعة للوقت، لأنه يخوض في أشياء من أوضح الأشياء. مرَّ عليَّ اليوم في دراسة بعض الطلبة، يقول: ما هو العقل؟


عرِّفه لي لغةً واصطلاحاً وعرفاً وشرعاً؟!!


هذا ماله تعريف، لكن علم الكلام أدخل علينا الأشياء هذه، يجد الواحد مرة: إيش العقل هذا؟ سبحان الله!!
الظاهر أن الذي يقعد يفكر في تعريف العقل صار مجنوناً لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف، لكن هؤلاء – أهل الكلام- صَدّوا الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات والحدود وغيرها.
وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الرد على المنطقيين، يتبين لك الأمر، أو في (نقض المنطق) وهو مختصر وأوضح لطالب العلم، يتبين لك ما هم عليه من الضلال، ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل في باب الصفات؟! إلا علم الكلام.
لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستوٍ على العرش حقيقة لزم أن يكون محدوداً لماذا؟ لأن العرش محدود!! لو كان يُرى لزم أن يكون في جهة، ولو كان في جهة لكان جسماً، وهلم جرَّى.. يعطونك من هذا الكلام الذي يضيعك، وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل.

فإذاً من المهم لطالب العلم أن يترك الجدال والمراء، وأن يترك ما يَرِدُ على ذهنه من الإيرادات، اترك هذه الأشياء، لا تتنطع، اجعل علمك سهلاً ميسِّراً.
يعني الأعرابي يأتي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين، ثم ينصرف بدون مشقة، لأنه ليس عنده إلا التسليم، أما المناقشات والمراء والجدال، فهذا يضر الإنسان، فالشيخ أبو بكر جزاه الله خيراً ألمح إلى هذا الأمر، وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع.



http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

..₪҉[[ قالَ الذَّهبِيِّ- رَحِمَهُ الله تَعالى- : ( وَصَحَّ عَنِ الداّرقُطْنِيّ أَنَّهُ قال ما شَيْءٌ أَبْغَضُ إلِيَّ مِنْ عِلْمِ الْكَلامِ. قْتُ: لَمْ يَدْخُلِ الرَّجُلَ أَبَداً في عِلْمِ الْكَلامِ وَلا الْجِدالِ، وَلا خاضَ في ذلك، بَلْ كانَ سَلَفِياً..]] ҉₪..

http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالـــشـــرحhttp://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif

يبغضه مع أنه لم يدخل فيه، لكن لما له من نتائج سيئة، وتطويل بلا فائدة وتشكيك لما هو متيقن، وإرباك للأفكار، وهجر للآثار، ولهذا ليس شيءٌ فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق، وكثير من علماء الكلام الكبار أقَّروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز، ورجعوا إلى الفطرة الأولى، لِما علموا من علم الكلام.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في (الفتوى الحموية): [ وأكثر من يُخاف عليه الضلال، هم المتوسطون من علماء الكلام، لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه، ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف بطلانه وفساده ورجع].
وصدق رحمه الله، وهذا هو الذي يُخاف في كل علم، يُخاف من الأنصاف الذين ما عرفوا الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم فيتركوه لغيرهم، ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيَضلون ويُضلون.
لكن علم الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماماً ويحكِّم العقل، ولهذا كان من قواعدهم: أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: قسم أقره العقل، فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع.
الثاني: قسم نفاه العقل، فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه، ولكن عقل من ؟! قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل تنكر الكتاب والسنة أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أخذنا بقوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة هذا لا يمكن.
الثالث: قسم لم يرد العقل بنفيه ولا بإثباته، فمن قال: إن شرط الإثبات دلالة العقل، قال: يُرد، لأن العقل لم يثبته، ومن قال: إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل، قال: إنه يُقبل، وأكثرهم يقول: إنه يُرد ولا يُقبل، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل.

وبعضهم يتوقف، قالوا: إذا لم يثبته العقل ولم ينفه، فالواجب علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان، ضلوا بها وأضلوا والعياذ بالله، وارتبكوا وشكُّوا وتحيَّروا، ولهذا أكثر الناس شكًّا عند الموت هم أهل الكلام، يترددون: هل الله جوهر أم عَرَض؟ هل هو قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أم لا يفعل؟ هكذا.. عند الموت فيموت وهو شاكٌّ، نسأل الله السلامة والعافية.
لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح، سهل عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد.

http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gifhttp://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpghttp://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:50 PM
*҉[[ وَهؤلاءِ هُمْ (أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَماعَةِ)، الْمُتَّبِعونَ آثارَ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ كَما قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ الله تَعالى- : [ وَأَهْلُ السُّنَةِ: نَقاوَةُ الْمُسْلِمينَ، وَهُمْ خَيْرُ النّاسِ للنّاسِ]. فَالزَمِ السَّبيلَ." وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "[ سورة الأنعام:153]]҉*


||| الــشــــــــرح }~



اعلم أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين: مفوِّضة ومؤوِّلة، وجعلوا الأشاعرة، والماتريدية، وأشباهمم من أهل السنة، وجعلوا المفوِّضة هم السلف، فأخطؤوا في فهم السلف وفي منهجهم، لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع، والإلحاد)، واستدل بذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات، جاءنا الفلاسفة وقالوا: أنتم جهال، ونحن الذين عندنا العلم، ثم يتكلموا بما يريدون، وقالوا: إن المراد بالنص كذا وكذا، ومعلوم أن معنىً للنص خيرٌ من توقفٍ فيه وأنه ليس له معنىً.
فانتبهوا لهذا، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم.



ثم يقول – من العجب العجاب- طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.
سبحان الله !! وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الهلف أعلم وأحكم؟ وهل يمكن أن تكون طريق أعلم وأحكم وليست أسلم؟ بل يلزم من كون طريقة السلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك، لأن شخصاً يقول: هذا النص له معنىً وأنا أؤمن به، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: لا أدري، فلا سلامة إلا بالعلم والحكمة، فهذا تناقض عظيم، ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة: أن طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم.


ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف، يلزم من ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف، فنطالع الكتب المؤلفة في ذلك، كـ (سير أعلام النبلاء)، وغيرها حتى نعرف طريقهم، ونسلك هذا المنهج القويم.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 3- مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى:
التَّحَلّي بِعِمارَةِ الظّاهِرِ وَالْباطِنِ بِخَشْيَةِ الله تَعالى؛ مُحافِظاً عَلى شَعائِر الإسْلامِ، وَإِظْهارِ السُّنَةِ وَنَشْرِها بِالْعَمَلِ بِها وَالدَّعْوَةِ إِلَيْها؛ دالاًّ عَلى الله بِعِلْمِكَ وَسَمْتِكَ وَعَمَلِكَ، مُتَحَلِياًّ بِالرُّجولَةِ، وَالْمُساهَلَةِ، وَالسَّمَتِ الصَالِحِ. وَمَلاكُ ذلكَ خَشْيَةُ الله تَعالى، وَلِهذا قالَ الإمامُ أَحْمَد – رَحِمَهُ الله تَعالى- : (أَصْلُ الْعِلْمِ خَشَيْةُ الله تَعالى) ]] ҉*




||| الــشــــــــرح }~



وهذا الذي قاله الإمام أحمد صحيح: أصل العلم خشية الله، وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم، ولهذا قال الله تعالى : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"

[فاطر: 28]

فالإنسان إذا علم الله عزوجل حق العلم، وعرفه حق المعرفة، فلا بد أن يكون في قلبه خشية الله؛ لأنه إذا علم ذلك علم عن رب عظيم عن رب قوي عن رب قاهر عن رب عالم بما يسر ويخفي الإنسان، فتجده يقوم بطاعة الله عزَّ وجلَّ أتم قيام : "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
قال العلماء: والفرق بين الخشية والخوف: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف، وإن لم يكن المخوف عظيماً، ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلاً.
والحاصل: أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف يكون من نقص الخائف،ولهذا بعض الناس يخاف من لاشيء لأنه رعديد يعني جبان ولهذا يضرب المثل بالرجل يخاف من ظلاله، ولكن قد يقال: خِفِ الله.

"فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
[ آل عمران: 175]


وهنا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

*҉[[ فَالزَمْ خَشْيَةَ الله في السِّرِ والْعَلَنِ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ مَنْ يَخْشى الله تَعالى وَما يَخْشاهُ إِلاّ عالِمٍ، إِذَنْ فَخَيْرُ الْبَرِيَّةِ هُوَ الْعالِم، وَلا يَغِبْ عَنْ بالِكَ أَنَّ الْعاِلمَ لا يُعَدُّ عالِماً إِلاّ إِذا كانَ عامِلاً، وَلا يَعْمَلُ الْعالِمُ بِعِلْمِهِ إلا إِذا لَزِمَتْهُ خَشْيَةُ الله.

وَأَسْنَدَ الْخَطيبُ الْبَغْدادَيّ – رَحِمَهُ الله تَعالى- بِسَنَدٍ فيه لَطيفَةٍ إِسْنادِيَّةٍ بِرِوايَةِ آباءٍ تِسْعَة، فَقال: أَخْبَرَنا أَبو الْفَرَجْ عَبْدِ الوَّهاب بن عَبْدِ الْعَزيز بن الْحارِثِ بن أسَد بن اللَّيْثِ بنْ سُلَيْمان بن الأّسْوَدِ بن سُفْيانٍ بن زَيْدٍ ابْنِ أُكَيْنَةَ بن عَبْدِ الله التَّميمي من حفظه؛ قال: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أَبي يَقول: سَمِعْتُ أبِي يَقُول: سَمِعْتُ عَلِيّ بنْ أَبي طالِبٍ يَقول: (هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجابَهُ، وَإِلا ارْتَحَلْ)وَهذا اللَّفْظُ بِنَحْوِهِ مَرْوِيٌّ عَنْ سُفْيانِ الثَّوْرِيِّ رَحِمُه الله تَعالى- ]] ҉*




||| الــشــــــــرح }~




قوله: (لا يعد عالماً) يعني عالماً ربانياً، وأما كونه عالماً ضد الجاهل، فهذا يُقال، إن الذي ألف (المنجد) رجل نصراني وفيه من معرفة اللغة العربية الشيء الكثير، وإن كان فيه غلطات كثيرة وأشياء تؤخذ عليه من الناحية الدينية، لكن العالم الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني، لأنه يربي نفسه أولاً، ثم يربي غيره ثانياً.

(هتف العلم...) إذاً لابد من العمل بما علم، لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول ما تسعر بهم النار يوم القيامة.


وعالم بعلمه لم يعملاً معذبٌ من قبل عباد الوثن



هذه واحدة، إذا لم يعمل بعلمه، أورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى:


"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"



[ المائدة: 13]

وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي، قد يكون بمعنى ينسونه ذهنيًّاً، أو بمعنى ينسونه: يتركونه، لأن النسيان في اللغة العربية يُطلق بمعنى الترك.أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدىً .قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى" [ محمد: 17]


ويزيده تقوى، ولهذا قال: "وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" إذا عمل بعلمه ورثه الله تعالى علم مالم يعلم، ولهذا روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.

وتُروى هذه اللفظة: العلم يهتف بالعمل – يعني يدعوه- فإن أجابه وإلا ارتحل –أي العلم -، وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم تذكرته كلما عملت.
وأضرب لكم مثلا برجل عرف صفة الصلاة من السنة وصار يعمل بها كلما صلى
هل ينسى ما علم؟ لا ينسى، لأنه تكرر، لكن لو ترك العمل به نسي، وهذا دليل محسوس على أن العمل بالعلم يوجب ثبات العلمولا ينساه.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


*҉[[ 4- دَوامَ الْمُراقَبَةِ:

التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ.]] ҉*




||| الــشــــــــرح }~




هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه.

يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"[ المائدة: 6]

يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم.

وقوله: (يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر) هذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟

الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه.

ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان.



ومنهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه).


ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

والذي أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال، وأن أقرب الأقوال في ذلك: أنه إذا عمل خيراً فيغلب جانب الرجاء، وإذا همَّ بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة.
إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين، الإجابة: الأولى.
إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط، لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد: التمني رأس مال المفاليس- الي ماعندهم شيء-.

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif




*҉[[ 5- خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء:


تَحَلَّ بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ، وَالتَّواضُعِ لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ الْوَقارِ، وَالرَّزانَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّمِ لِعَزَّةِ الْعِلْمِ، ذَليلاً لِلْحَقِّ. ]] ҉*





||| الــشــــــــرح }~



قوله: (تحلَّ بآداب النفس..) لأن المقام يقتضي هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة عما يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد، وصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع للحق بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم من طالب فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً.

وقوله: (سكون الطائر، من الوقار..) هذه أيضاً ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في معاملته للناس وألا يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم,


وقوله: (متحملاً ذل التعلم لعزة العلم) هذا جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif




*҉[[ وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب، فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛ فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ السَّلَفِ مَبْلَغاً ]] ҉*





||| الــشــــــــرح }~



الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم، وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله بها على العبد، ربما يحدث له فيها خيلاء.

والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث: (من جرَّ ثوبه خيلاء...)
فالإعجاب يكون بالقلب فقط. فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء.

وقوله: (فإنه نفاق وكبرياء) أما كونه (كبرياء) فواضح، وأما كونه: (نفاق) فلأن الإنسان يُظهربمظهر أكبر من حجمه الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو ليس كذلك.


http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 12:51 PM
*҉[[ وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في تَرْجَمْةِ عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ إِذا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ عَنْ ذلكَ؟ فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي.
قُلْتُ: يُمْسِكُها خَوْفاً مِنْ أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ الْخُيَلاءِ، وَهذا الْعارِضُ عَرض لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى-.
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ وَالْحَسَدَ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى مُعَلِّمِكَ كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ دونَكَ كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ كِبرٍ، وَعُنْوانُ حِرْمانٍ.

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي ]] ҉*
« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



داء الجبابرة وهو (الكبر) وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بأجمع تفسير وأبينه وأوضحه فقال: (الكبر بطر الحق، وغمط الناس). وبطر الحق: هو ردُّ الحق، وغمط الناس: يعني احتقارهم وازدرائهم.



وقوله: (إن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عُصى الله به) يريد فيما نعلم لأننا نعلم أن أول من عصى الله عزوجل هو الشيطان حين أمره الله تبارك وتعالى أن يسجد لآدم لكن منعه الكبرياء، أبى واستكبر وقال: "أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا"[ الإسراء: 611]


وقال: "هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ"[ الإسراء: 62]



وقال: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ"[ الأعراف: 12]



فقوله: (أول ذنب عُصى الله به) يعني باعتبار ما نعلم، وإلا فإن الله تعالى قال للملائكة:" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"[ البقرة: 30]



قال أهل العلم: إنما قال الملائكة ذلك لأنه كان على الأرض أمة من قبل آدم وبنيه، وكانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء.



ثم ذكر أمثلة، قال: (تطاولك على معلمك كبرياء) التطاول يكون باللسان ويكون أيضاً بالانفعال، قد يمشي مع معلمه وهو يتبختر، ويقول فعلت وفعلت، وكذلك أيضاً استكبارك عما يفيدك من علوم كبرياء، وهذا يقع أيضاً لبعض الطلبة إذا أخبره أحد بشيء وهو دونه في العلم يستكبر ولا يقبل.



وقوله: (تقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان) نسأل الله العافية، هذا نوع من الكبر، ألاّ تعمل بالعلم.



وقوله: ( العلم حرب للفتى المتعالي) يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له، (كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه.



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[ فَالزَمْ – رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ، وَالإِزْراءَ عَلى نَفْسِكَ، وَهَضْمِها، وَمُراغَمَتِها عِنْدَ الاسْتِشْرافِ لِكِبْرياءٍ أَوْ غَطْرَسَةٍ، أَوْ حُبِّ ظُهورٍ، أَوْ عُجُبٍ.. وَنَحْوِ ذلكَ مِنْ آفاتِ الْعِلْمِ الْقاتِلَةِ لَهُ، الْمُذْهِبَةِ لِهَيْبَتِهِ، الْمُطْفِئَةِ لنِورِهِ، وَكُلَّما ازْدَدَتْ عِلْماً أَوْ رِفْعَةً في وِلايَةٍ، فَالزَمْ ذلكِ؛ تَحْرُزْ سَعادَةً عُظْمى، وَمَقاماً يُغْبِطُكَ عَلَيْهِ النّاسُ، وَعَنْ عَبْدِ الله بن الإِمام الْحُجَّة الرّاوِيَةِ في الْكُتُبِ السِّتَةِ بَكْرٍ بن عَبْدِ الله الْمُزْنّي- رَحِمَهُما الله تَعالى- قال:
سَمِعْتُ إنْساناً يُحدِّث عَنْ أَبي، أَنَّهُ كانَ واقِفاً بِعَرَفَةَ، فَرَقَّ، فَقال: (لَوْلا أَنّي فيهمْ؛ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ)، خَرَّجَهُ الذَّهْبِيِّ، ثُمَّ قال: (قُلْتُ: كَذلِكَ يَنْبَغي لِلْعَبْدِ أَنْ يُزْري عَلى نَفْسِهِ وَيَهْضُمُها). ] *-৲.ღ˛





« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »





وهذه العبارات التي تطلق عن السلف، مثل هذا يريدون به التواضع، وليسوا يريدون أنهم يُغَلِّبون جانب سوء الظن بالله عزوجل أبداً، لكنهم إذا رأوا ما هم عليه خافوا وحذروا وجرت منهم هذه الكلمات، وإلا فإن الأولى للإنسان أن يُحسن الظن بالله ولا سيما في هذا المقام، في مقام عرفة الذي هو مقام تضرع إلى الله عزوجل ومقام استغفار، ويقول مثلاً: إن الله لم ييسر لي الوصول إلى هذا المكان إلا من أجل أن يغفر لي لأني أسأله المغفرة، والله تعالى يقول:



" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[غافر: 60]



لكن تظهر هذه العبارات من السلف من باب التواضع وسوء الظن بالنفس لا بالله عزَّ وجل.









..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[ - الْقَناعَةُ وَالزَّهادَة:
التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ: (الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَنِ الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس"] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »





التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون من الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجد يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم.



قال: (وحقيقة الزهد...) كأنه أراد بالزهد هنا الورع، لأن هناك ورعاً وزهداً.
والزهد أعلى مقاماً من الورع، لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، بينهما فرق.
الفرق الذي بينهما: المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع، فالوَرِع لا يتحاشاها، والزاهِد يتحاشاها ويتركها، لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif




..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[ وَيُؤْثرُ عَنِ الإِمامِ الشّافِعّي- رَحِمَهُ الله تَعالى- :
لَوْ أَوْصى إِنْسانٌ لأَعْقَلِ النّاسِ؛ صُرِفَ إِلى الزُّهادِ.] *-৲.ღ˛






« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »





الله أكبر !! يعني في الوصية لو قال: أوصيت لأعقل الناس،يُصرف لمن؟ إلى الزهاد، لأن الزهاد هم أعقل الناس، حيث تجنبوا مالا ينفعهم في الآخرة، وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العُرف، فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به الزهاد، وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم.



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif





..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[ وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال:
“قد صنفت كتاباً في البيوع”(4).
يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




لما طلب منه ان يصنف في الزهد قال قد صنفت كتابا في البيوع لان من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال , فإن هذا هو الزاهد









..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[ وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله:“لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »



هذا كلام من الشيخ الشنقيطي , وأشباهه من أهل العلم , لا يريدون بذلك تزكية النفس , إنما يريدون نفع الخلق , وأن يقتدي الناس بهم , وأن يكونوا على هذا الطريق . لأننا نعلم هذا من أحوالهم أي من أحوال العلماء , فهم أبعد الناس عن ذلك .
وهو رحمه الله كما ذكره الشيخ أبو بكر من الزهاد . اذا رأيته لا تقول الا انه رجل من أهل البعث , حتى العباءة تجد انها عباءة عادية , ولا يهتم بهندام نفسه ,رحمه الله تعالى


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif





..҉ المتن҉ ..



ღ.৴¨ ̅ *[- التحلي برونق العلم:

التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.] *-৲.ღ˛






« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »





إن حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، قد سبق الاشارة اليها وأنه ينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور ,



http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif



..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:“كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.
وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:“حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”.



متماوت : أي ليس نشيطا في فعل الخير .
طعان :أي ساب , يطعن الناس ويسب فيهم .
رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال [1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn1):“يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »






إن هذا من أحسن ما قيل في الآداب , آداب طالب العلم , أن يتجنب اللعب والعبث , الا ما جاء بالشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه , لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله ,وفي وقتنا الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة ,فهذا لا باس به


والعبث هو ان يفعل فعلا لا داعي له , أو يقول قولا لا داعي له . كذلك التبذل في المجالس , بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس , اما عند أصحابك وأقرانك فالأمر أهون , اما امام العامة فإياك ان تفتح باب الامتهان على نفسك فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس , فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به .

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 01:13 PM
..҉ المتن҉ ..


ღ.৴¨ ̅ *[ وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
وعن الأحنف بن قيس قال:“جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”.[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn2) ] *-৲.ღ˛




« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »




الله المستعان , صحيح , هذا يشغل عن طلب العلم , مثل ان يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملئت البطن , وما أشبه ذلك , لا داعي له ,او يتكلم بما يتعلق بالنساء .
اما اذا كان يتكلم بما يكون بينه وبين أهله , فذلك من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ....
الرجل يكون مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل ,.




سؤال : ما حكم كرة القدم ؟
كرة القدم لا بأس فيه , بشرط ان يكون اللباس ساترا لما يحرم النظر اليه , والا تلهي عن واجب , والا تشتمل على سب وشتم , والا تكون طول النهار , يلعب طول النهار ؟ فقط للترفيه عن نفسه , وكرة القدم لا شك أنها تنشط البدن وتقويه , وهذا مفيد لطالب العلم .




سؤال : اذا قام طالب العلم يسأل شيخه وأومأ بيديه أو تحرك أكثر من اللازم, ما الحكم؟
اذا كان من عادته تحريك اليدين أثناء الحديث , يعني بعض الناس يتكلم بيديه أكثر مما يتكلم بلسانه , فلا بأس ان شاء الله .وإلا لا يجادل استاذه ويقول : لوكان كذا أو كذا , ويحرك يديه .


http://somiah.m.googlepages.com/fasel321.gif


..҉ المتن҉ ..
ღ.৴¨ ̅ *[ وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء:“ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn3).] *-৲.ღ˛



« °·.¸.•°°·.¸.•°الشرح ·.¸.•°°·.¸.•° »


يقول رحمه الله :المحدَّث : يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لان النبي صلى الله عليه وسلم قال :ان يك فيكم محدثون فعمر
والمراد الملهم :الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .

وقد أشكل هذا على بعض العلماء , حيث قالوا ان هذا يقتضي أنه أثروا الصحابة, لانه قال : ان يك فيكم محدثون فعمر .
لكن أجاب عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الاصابة بواسطة ,
اما ابو بكر قيتلقاها بلا واسطة.
وعلى هذا يكون أفضل من عمر , ومن رأى تصرف ابو بكر رضي الله عنه في مواطن الشدة ,علم أنه أقرب الى الصواب من عمر .


ففي كتاب الصلح , الذي وقع بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين قريش , وراجع عمر فيه رسول عليه الصلاة والسلام , وأجابه ,ثم راجع أبا بكر , فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف .


وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفير جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , كل هذا يدل على ان ابا بكر أصوب رأيا من عمر .


لكن الذي أظهر عمر رضي الله عنه , هو طول خلافته , وتفرغه لأمور المسلمين العامة والخاصة , فكان مشتهرا بذلك رضي الله عنه .


ولهذا نحن نقول , أيهما أكثر رواية للحديث أبو هريرة أم أبو بكر ؟
طبعا أبو هريرة , هل يعني ذلك أن أبو هريرة أكثر تلقيا للحديث من ابو بكر ؟
لا , ابو بكر لم يحدث بما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام , والا فإن ابو بكر هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم .,صيفا وشتاء , ليلا ونهارا , سفرا وإقامة .


فهو أكثر الناس تلقيا عنه , وأعلم الناس بأحواله , لكن لم يتفرغ ليجلس الى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم .



الحاصل : بهذا يتبين لنا الجواب عن الحديث ) ان يك فيكم محدثون فعمر .)


يقول في الكتاب الذي كتبه الى ابي موسى في القضاء : من تزين بما ليس فيه شانه الله .



الله أكبر .. هذا حقيقة , اذا تزين الانسان بأنه طالب علم , وقام ي رب الجبلين نعضهما ببعض , وكلما أتته مسألة من مسائل العلم شمر عن أكمامه , وقال أنا صاحبها , هذا حلال وهذا وحرام وهذا فرض عين وهذا فرض كفاية ......وقام يفصل ويجمل , ولكن يأتيه طالب علم صغير , ويقول أخبرني عن كذا , فإذا بالله يفضحه ويبين انه ليس (.....)


وكذلك من أظهر للناس انه عابد , فلا بد أن يكشفه الله عز وجل , أعاذنا الله وإياكم من الرياء .


ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خانها تخفى على الناس تعلن .
ومهما يكتم الناس فالله يعلمه , وسيفضح من لا يعمل من أجله .
فهذه العبارة من عمر زن بها جميع أعمالك , " من تزين بما ليس فيه شانه الله "

قال الشيخ بكر أبو زيد : وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله .
شرحه ابن القيم في كتاب : اعلام الموطئين .شرحا طويل طويلا .., حتى تقول ان جميع الكتاب الذي هو ثلاث مجلدات كبار كان شرحا لهذا الحديث .


وان لم يكن شرحا لالفاظه , لكنه شرح لألفاظه بوجه , وشرح لكلماته ومعانيه وحكمه .
لذا اشار بكر ابو زيد الى ان ننظر الى هذا الشرح .


||| المتن }~
۩ღ۩{{ 8" - تحل بالمروءة[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftn4):
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية. }}۩ღ۩


,, ҉[ الشــــــرح ] ҉ ,,
نعم . يقول التحلي بالمروءة , فما هي المروءة ؟
حتى الفقهاء رحمهم الله , في كتاب الشهادات , قالوا :هي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يجلسه ويشينه .

كل شي يجملك عند الناس ويزينك ويكون سببا للثناء عليك , فهو مروءة , وان لم يكن من العبادات , وكل شئ بالعكس فهو خلاف المروءة .

ثم ضرب لهذا مثلا ,فقال من مكارم الأخلاق , فما هو كرم الخلق ؟
ان يكون الانسان دائما متسامحا , او ان يتسامح في موضع التسامح , ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة .

ولهذا جاء دين الاسلام وسطا بين التسامح الذي تضيع فيه الحقوق , وبين العزيمة التي ربما تحمل على الجور .

فنضرب مثلا بالقصاص : وهو قتل النفس بالنفس , يذكر ان بني اسرائيل انقسمت شرائعهم بالقصاص الى قسمين :

** قسم أوجب القتل ,ولا خيار لأولياء المقتول فيه , وهي شريعة التوراة .لان شريعة التوراة تميل الى الغلظة والشدة .
** وقسم آخر أوجب العفو ,وقالوا انه اذا قتل الانسان عمدا فالواجب على أولياؤه التسامح .
هكذا نقرأ بالكتب المنقولة , والا فالأصل ان الشريعة هي شريعة التوراة ,

وقد قال الله تعالى : { وقد كتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس }
لكن هذا فيما ينقل عن بني اسرائيل نسمع هذا .
فجاء دين الاسلام وسطا وجعل الخيار لأولياء المقتول , ان شاؤوا اقتصوا ولهم الحق , وان شاؤوا عفوا مجانا , وان شاؤوا أخذوا الدية .

ومعلوم ان كل عاقل يخير في مثل هذه الأمور , سيختار ما فيه المصلحة العامة , يقدمها على كل شئ .
مثلا اذا كان هذا الرجل شريرا وأولياء المقتول يحبون المال وطلبوا الدية , نقول ان هذا ليس من الحكمة , انظر الى المصلحة العامة , وانتم اذا تركتم شيئا لله عوضكم الله خير منه .
اقتلوا هذا القاتل . ولهذا اوجب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تبعا للامام مالك , اوجب قتل القاتل غيلة , حتى لو عفا اولياء المقتول , حتى لو كان له صغار , فانه يجب أن يقتل ,لان قتل غيلة لا يمكن التخلص منه . الانسان في قتل الغيلة لا يمكن ان يدافع عن نفسه , والمغتال مفسد في الارض ,( وانما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ....)


إذن , مكارم الاخلاق ما هي ؟؟؟
هي ان يتخلق الانسان بالاخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والاحسان , فيأخذ بالحزم في موضع الحزم , وباللين واليسر في موضع اللين .


** أيضا طلاقة الوجه : من مكارم الاخلاق , ولكن هل أطلق وجهي لأي انسان حتى لو كان من أجرم المجرمين ؟؟
طبعا على حسب الحال , اطلق الوجه في ستة من تسعة : أي ثلثين الى ثلث .

لتكن سيمتك طلاقة الوجه , هذه أحسن شئ , تجذب الناس الى نفسك , ويحبوك , ويفضوا اليك ما يستطيعون من أسرارهم .
لكن اذا كنت عبوسا , تعض على شفتك السفلى , فإن الناس يهابونك , ولا يستطيعون التكلم معك .
لكن اذا اقتضت الحال الى ان لا تطلق الوجه , فافعل . ولهذا لا يلام الانسان على العبوسة ذم مطلقا , ولا على اطلاق الوجه مدحا مطلقا .


** افشاء السلام : أي نشره وإدخاله على كل من يستحق ان يسلم عليه , على كل مسلم وان كان عاصيا , او زانيا او شاربا للخمر او مرابيا ....., فإنه مسلم .

لقول النبي عليه الصلاة والسلام :لا يحل لمؤمن ان يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث ........وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .


فإن فعل المسلم منكرا ,ولاسيما ان يكون منكرا عظيما يخشى منه ان يتفكك المجتمع الاسلامي , فهذا واجب هجره ان نفع, وانما أقول لقصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف في غزوة تبوك , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجره , فهجره الناس وصاروا لا يتكلمون معه , حتى انه ذات يوم تسور حديقة ابي قتادة رضي الله عنه , وهو ابن عمه وأحب الناس اليه , فسلم على ابي قتادة فلم يرد عليه السلام , سلم ثانية فلم يرد عليه , سلم ثالثة فلم يرد عليه , فقال : أنشدك الله , هل تعلم اني احب ظهر رسولك ,


( يعني كيف تهجرني وان احب الله ورسوله ) ألم تعلم ؟؟؟... فلم يرد عليه .
قال : الله ورسوله أعلم . لان النبي عليه الصلاة والسلام أمره بذلك , ولو أمرهم أن يفعلوا اكبر من ذلك لفعلوا .

تصوروا يا إخوان انه يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم ويلقي عليه السلام فيقول : لا أدري أحرك شفتيه برد السلام أو لا .

الا أن الرسول الكريم يحب كعبا , لانه اذا قام يصلي فان الرسول ينظر اليه .


فهل هذا الهجر الذي وقع من الصحابة لكعب بن مالك أثر أم لا ؟
نعم أثر ... رجوعا عظيما الى الله عز وجل , حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم , وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه , وظنوا أي أيقنوا ,لجؤوا الى الله , ففرج عنهم .
فهذا الهجر اثر تأثيرا عظيما , حصل فيه مصلحة عظيمة , تتلى قصتهم في كتاب الله عز وجل , يقرؤها المسلمون كلهم في صلواتهم وخلواتهم .


وفيها ايضا محنة عظيمة لكعب , جاءهم كتاب من الملك غسان , قال له :
انه بلغنا أن صاحبك قد قلاك , فالحق بنا نواسك , ( يعني تعال الينا نجعلك مثلنا ) (وكأنه يشير الى ان يجعله ملك )


فماذا فعل الصحابي كعب ؟؟؟
انظر الى هذه الفتنة العظيمة , ذهب بالورقة فسجَّر بها التنور , يعني أحرقها , كراهة لها ولما تضمنته , ولئلا تغلبه نفسه بالمستقبل حتى يجيب لهذا الطلب .




:icon57:يتبع الوجه الثاني:icon57:



[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref1) -”الجامع”(1/156).

[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref2) -”سير أعلام النبلاء”(4/94).

[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref3) -”إعلام الموقعين". (2/161-162).

[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142084#_ftnref4) - فيها مؤلفات مفردة، انظر:”معجم الموضوعات المطروقة”(ص392).

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 01:18 PM
.:.:.http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
وهذه لا شك انها محنة عظيمة , حصلت من أجل هذه القصة .
الحاصل ان إفشاء السلام الاصل فيه انه عام , ولكل أحد من المسلمين , الا من جاهر بمعصية , وكان من المصلحة ان يُهجر فيُهجر .
أما غير المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .
فيحرم علينا ان نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم أن نبدؤهم بالسلام .
أما إن سلموا نرد عليهم , لقول الله تعالى :
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
فإذا قالوا : السلام عليكم , فنقول :وعليكم
لان النبي وضح لنا بأنهم يقولون : السام عليكم , لذلك نحن نرد عليهم بقولنا وعليكم .
كما جاء مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر : قال إن أهل الكتاب يقولون السام عليكم
فإذا سلموا فقولوا : وعليكم .
طيب ما يستثنى من ذلك شئ آخر ؟؟
أقصد الطلبة بعضهم مع بعض .
يعني الطالب لا يفشي السلام مع إخوانه وزملائه , لأن القلوب سليمة , والسلام تحية وبشاشة ,
وتقبل وقبول , يعني يغني ما في القلوب عن التعبير , فلا حاجة لذلك .
ما تقولون في هذا الاستثناء ؟
نعم هذا استثناء باطل ,
الطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
أيضا عند بعض الناس : يستثنى من إفشاء السلام
من خالفك في المنهج ووافقك في الهدف
الآن يوجد زمر من الناس ينتمي الى جماعة دون أخرى , لكن لا يتأنى بعضهم ان يسلم على بعض , بل بالعكس , هم متناحرون , والعياذ بالله , بالألسن بل وربما بالسوف , والله أعلم
يسبوا بعضهم بعضا وينكروا بعضهم بعض , وبعضهم يمضي أوقاتا طويلة في مجالس عديدة للقدح بالطائفة الأخرى , مع أن الهدف واحد , كل منهم يريد الوصول الى تحقيق العبادة والى الإقبال على الله , وبما يكون هناك من اهل البدع المنصرفين بمخالفة السنة , من لا يتكلمون عليهم , وهذه محنة لمسناها في بعض الزمر , التي كل منها تنحاز الى منهج معين ,فتجد بعضهم يغلِّب بعضا , وهذه محنة .
فمثل هذه الزمر يجب ان يسلموا على بعضهم البعض , وان ينصحوا بعضهم بعضا , وان يبين كل واحد لأخيه فيما هو مخطئ فيه , لتأتلف القلوب .
اما ان تضرب القلوب بعضها ببعض من أجل اختلاف في المنهج , مع اتحاد في الهدف , فهذا أمر عظيم .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
شرح الشيخ : لما ذكر انه على طالب العلم ان يتحلى بالمروءة ,قال تنكَّب خوارم المروءة :أي أبعد عن خورام المروءة , في طبع او قول او عمل : أي حاول أن تكون طباعك ملائمة للموضوع , ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل ,وليس التطبع كالطبع , لكن الانسان مع ممارسة الشئ ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , والا لو حاول الانسان ان يظهر من الاخلاق ما ليس فيه وهو ليس كذلك فإنه سيجد صعوبة , لكن مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب , فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وله أخلاق سيئة , ولما منَّ الله عليه بالهداية وطلب العلم صات أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.

قوله من حرفة مهينة , او خلة رديئة : الخلة هي الخصلة , والحرفة هي كل ما يحترف به الانسان من عمل .
ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعجب , أن يعجب الانسان بنفسه , فإذا استنبط فائدة قال : ماشاء الله أنا استنبطت هذه وما احد استنبطها غيري , ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .
أما الرياء أن يرائي الناس ويتكلم بالعلوم أمامهم حتى يروا انه عالم فيقال : هذا عالم .
البطر هو رد الحق , وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء , او لمذهب من المذاهب , تجده يجادل ما يسمع ويرد الحق لأنه خلاف ما يقول .
الخيلاء هي نتيجة العجب , يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم , ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيُّ خاص بهم ؟ فيأتي المبتدئ ويلبس لباسهم ليقال أنه من كبار العلماء , هذا من الخيلاء
ايضا احتقار الآخرين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وأيضا غشيان مواطن الكبر .
رحم الله امرء كف الغيبة عن نفسه , والرسول صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال لهما : انها صفية .
هذا رسول الله فكيف بغيره .
الحاصل لا تثق بنفسك وتقول ان الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في القلوب الشر والظن , فيتهموك مما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من النميمة .
والأنفة غير الكبرياء ,يعني ان يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب طاعته عند الناس لكن بدون كبرياء
العزة غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس , قويا لكن من غير جبروت , بمعنى أن لا يذل أمام خصمه , عند مناظرة أو غيرها , بل يتصور أنه غالب , لكن من غير أن يؤدي ذلك الى الجبروت , ويصير خلقا ذميما . عكس ذلك من كان ذليلا حتى لو كان عنده علم لا يستطيع ان يناظر او يجادل , فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها .
الشهامة غير العصبية : يكون الانسان شهما لكن من غير عصبية , لا يقول انا من القبيلة الفلانية ولي شهامة ,, انا من تميم او انا من قريش او كذا او كذا ....
الحمية غير الجاهلية : ان يكون انسان عنده حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ المتن ] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
9" - التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.

.:.:. http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp[ [ الشــرح] ]http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.bmp.:.:.
هذا تكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك , اذا أنزل نفسه منزلة الرجال الذين هم رجال بمعنى الكلمة , فإنه سوف يتمتع بما ذكره الشيخ , الشجاعة وشدة البأس في الحق , ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.اي حتى لا يسبقك أحد على هذه الخصال .
فالشجاعة والإقدام في محل الإقدام , ولزم أن يسبق ذلك الحنكة والتفكير
ولهذا قال التنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس الكرة بلغت من الياء كل أماني
فلابد من رأي , لأن الاقدام من غير رأي تهور , وتكون نتيجته عكس ما يريده .
كذلك شدة البأس في الحق ,بحاجة ان يكون فيه صادق وصابر على ما يحصل من أذى .
مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وانها تشمل كل خلق كريم يحمد الانسان عليه , البذل في سبيل المعروف يشمل بذل المال والجاه والعلم , وكل مايبذل للخير في سبيل المعروف . وكل مايبذل في سبيل المنكر فهو منكر , والبذل فيما هو ليس معروف ولا منكر فهو إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel1.jpg


http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif يتبع http://somiah.m.googlepages.com/kalb2.gif

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 01:19 PM
..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..

10" - هجر الترفه:
..₪҉[[ لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان”[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn1)، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn2). ]] ҉₪..



..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشــــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
يقول لا تسترسل في التنعم والرفاهية ... وهذه نصيحة تقال لطالب العلم ولغيره , لان الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم , فقد كان ينهى عن كثرة الإبذاء
ويأمر بالاحتفاء أحيانا, والانسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور ,لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية ومثال ذلك :
ان النبي صلى الله عليه وسلك كان يأمر بالاحتفاء أحيانا , بعض الناس لا يحتفون , دائما عليه جورب وخف أو نعل , هذا الرجل لو عرض له عرض ٌ ما , وقيل له تمشي 500 متر بدون تنعل , لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة , وربما تدمى قدمه من مماس الأرض , لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير .
ثم إن البدن إذا لم يعتاد على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة , فتجده يتألم من أي شئ من ذلك , فمثلا تجد الآن أيدي العمال أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم , لأنها اعتادت على ذلك
وكان العمال فيما سبق يتعاملون مع الطين واللبن إذا مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها ,وربما لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا .
فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك ضرر عليه كبير .
قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟؟؟
البذاذة : عدم التنعم والترفه , وهي ليست البذاءة , هناك فرق بينهما .
البذاءة صفة غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة .
يقول :
المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000”[3] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn3).
هذه الجمله تحذيرية , العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية .فإن وردت في مغرور فهي إغراء , وإن وردت في محذور فهي تحذير .
فلو قلت لشخص : الأسد الأسد , هذا تحذير .
وإن قلت : الغزال الغزا ل, هذا إغراء .
أما ( إيَّا ) فهي للتحذير .
قال أبو مالك : إياك والشر ونحوه , نصب بما استجار وجر
ومعنى إياكم : أحذركم ,
والتنعم : الواو للعطف , وقيل للمعية , والمعنى :
أحذركم أن تكونوا مع التنعم ,باللباس أو البدن , والمراد بذلك كثرته .
لأن التنعم بما أحل الله على وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .
ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير سبب شرعي , هو مذموم .,
أما قوله زي العجم ... ما هو زي العجم ؟؟؟
هو الشكل . سواء كان باللحية أو شعر الرأس أو اللباس ...فإننا منهون عن زي العجم , والمراد بالعجم كل ما سوى العرب , لكن المسلم من العجم التحق بالأعرابي حكما , لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا , صلى الله عليه وسلم .
تمعددوا أي كأنه يقول اتركوا زي العجم وعليكم زي العرب .
اخشوشنوا : هو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .
وكل هذا وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها , سواء طلبة العلم أو غيرهم , لكان في هذا خير كثير .
لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب العيش زكثرة المال , صار الأمر بالعكس , التنعم موجود ولا يعجب الإنسان إلا أن يركب مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ...
ولهذا كثرت الأمراض التي تترتب على عدم الحركة , كالسمنة والضغط وضيق التنفس , غيرها
تجد الشاب اذا صعد جبلا لا ينتصف الجبل إلا وقد انقطع نفسه , وانت تكون مستريح لأنك متعود على ذلك وهو لا مع أنه شاب , كذلك الأمر :
زي العجم موجود يترقبون كل موضة تخرج حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها تجدها تأتي الصباح بلباس نظيف ساتر , ثم تنزل آخر النهار الى السوق فإذا بموضة جديدة , تجدها تريد ان تشتريه مع أنه أبلى وأسوأ من الأول , لكن هذا جديد تريد شراؤه , خصوصا من منَّ الله عليه بالمال , فلا يهمها تشتر ما تريد , وهذا غلط .
كذلك المجلات التي كثرت بين أيدي النساء تسمى البردة , تأخذها وتنظر ما فيها حتى ولو كان لا يتناسب مع اللباس الشرعي , لكنه جديد ؟ نسأل الله السلامة والهداية .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالمتن http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
..₪҉[[ وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟!
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من:
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه[4] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn4):
“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض[5] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn5).
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب[6] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn6).
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس[7] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142088#_ftn7)، والله أعلم. ]] ҉₪..



..₪҉http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gifالشـــرح http://somiah.m.googlepages.com/wardah5.gif҉₪..
هو لما ذكر , وفقه الله , هجر الترفه , أطنب في ذكر اللباس , لأن اللباس الظاهر عنوان على اللباس الباطن .
ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر , فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر,
تزدري باللباس ان يكون على غير هذا المنظر . إما بالكيفية أو باللون أو بالخياطة أو غير ذلك , والثاني لا ترفه به رأسا ولا ترى بلباسه بأسا , لأن لكل قالب ما يناسبه .
مثلا لبس العقال : في الأصل لا بأس فيه , وبعضهم يقول أنه العمامة العصرية , وعمامة الرسول عليه الصلاة والسلام لفافة تطوى على الرأس , لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك , عمامة ميسرة , ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون ( العقل ) بيضاء لتكون كالعمامة تماما , وهذه العقل لا يلبسها كل الناس على حد سواء , مثلا يمر بك رجلان كلاهما يلبسان العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به , لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس ما لا يلبسه مثله ولا تهتم به .
وايضا مثلا مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون والآخر عالم أيضا عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء فيه البنطال ,تجد نفسك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .
المهم أن الشيخ وفقه الله , يقول أن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه , حتى وإن كانت مباحة , فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس , كالتأنق في لبس الغترة وأجعلها مرزاب لما مرزابين أو ثلاثة .. لا تهتم لذلك , ولكن أيضا لا تكون بالعكس , لا تهتم بنفسك ولا بلباسك , وقد سبق أن التجمل باللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه يقول : أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب .
لأنه جما ل, وقول الشيخ بكر أبو زيد , وفقه الله , :
، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق
لأن كل انسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس , كما يزنه بالنسبة لحكاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته .
والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض ,ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس يتطايرون عليه .
ثم حذر من لباس التصابي , وهو أن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه ذلك .
أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه , ما هو حكمه ؟
التحريم
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من تشبه بقوم فهو منهم .
لكن ما هو اللباس الافرنجي ؟؟
هو اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم , وإذا رآه الرائي قال إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغيرهم , فهذا لا يكون من التشبه , لكن من جهة أخرى قد يحرم كأن يكون حريرا بالنسبة للرجال , أو قصيرا بالنسبة للنساء وما أشبه ذلك ,
ولما خاف الشيخ بكر ان يذهب الذهن بعيدا قال :
وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه
كما بفعله بعض الناس , إظهارا للزهد .تجد ثوبه مشق ومتسخ لا يهتم به , يقول أنا مآلي للتراب والأرض تأكل البدن وتوسخ البدن , ... لا .. الانسان يجب ان يعتني بنفسه ولا يأتي بهزءا في حقه , رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه ,


http://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmphttp://somiah.m.googlepages.com/fasel6.bmp


http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif انتهى الشريط الثاني http://somiah.m.googlepages.com/kolob1.gif

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
13-03-10, 01:21 PM
الشريط الثالث .. الوجه الأول ..
http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif نكــــمـــــل http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif




http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 11" - الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة. ] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اللغو نوعان : لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة , ولغو فيه مضرة .
أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يذهب وقته فيه , لأنه خسارة .
وأما الثاني فإنه يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر , والمؤلف حمل اللغو على المعنى الثاني
لا شك أن المجالس التي تجتمع على المحرم لا ينبغي للانسان أن يجلس فيها
لأن الله تعالى يقول :
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم
فمن جلس مجلس منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر , فإن استقامت الحال فهذا المطلوب , وإن لم تستقم وأصروا على المنكر فالواجب أن سنصرف . خلافا لما يتوهمه البعض بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
فإن لم يستطع فبقلبه
وأنا كاره لهذا المنكر بقلبي , وهو جالس معهم , فيقال له :
لو كنت كاره لهذا حقا ما جلست معهم لأن الانسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا إذا كان مكرها , أما ان تجلس باختيارك في شئ تكرهه , فان كراهتك له ليس بصدق .
أما قوله : ، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
أما كونه جناية على نفسه فالأمر ظاهر , يعني أن طالب العلم يجلس مجالس اللهو والمنكر , فإن جنايته على نفسه واضحة . لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟
لأن الناس يقولون هؤلاء طلبة العلم , هؤلاء العلماء , هذا نتيجة العلم , وما أشبه ذلك , فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 12" - الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط ، وهذا ينافي أدب الطلب.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
الهيشات : أي هيشات الأسواق , لأنها تشتمل على اللغط والسب والشتم .
وبعض طلبة العلم يقول أنا أدخل الأسواق من أجل أن أرى ما يفعل الناس وما يكون بينهم , فنقول هناك فرق بين الاختبار والممارسة , يعني لو ذكر أن في السوق الفلاني كذا وكذا , فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك . لكن لو كان جلوسك في هذا السوق مستمرا , كل عصر تروح للسوق , لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه إهانة لك ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”:
“أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[1] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn1)، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هؤلاء النقباء جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا الى القاضي ,
والشيخ اسمه باب بن أحمد فقال : مثل هذا لا قصاص فيه , قال القاضي : إن هذا لا يوجد في كتاب . فأين الدليل على أنه لا قصاص فيه ؟ لا يوجد في أي كتاب أن لا قصاص في ذلك ,
فقال الشيخ : بل لم يخل منه كتاب , فقال القاضي : هذا القاموس ,
لأن الشيخ قال :منه كتاب . وكلمة كتاب عامة تشمل كل الكتب , لذلك قال القاضي : هذا القاموس . والقاضي الآن واثق من نفسه بأن الحكم غير موجود هنا لأنه ليس كتاب فقه وإنما كتاب لغة , فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين[2] (http://www.t-elm.net/moltaqa/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=142138#_ftn2)، وليس في الهيشات قود”،
وقصتهم فتنة وليس في الفتنة قود : أي قصاص , فأخذ الحكم من هنا , وكان حكم القاضي بأن يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ , فتعجب الناس
طبعا الهيشة : الفتنة , وأم حبين : نوع من الحشرات تشبه الخنفسة ,

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 13" - التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
هذا من أهم أخلاق طلبة العلم , سواء طالبا أو معلما , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
وما كان الرفق في شئ إلا زانه , وما نزع من شئ إلا شانه .
لكن لا بد أن يكون الانسان رفيقا من غير ضعف , أما أن يكون رفيقا ممتهن ولا يؤخذ بقوله ولا يهتم به , فهذا خلاف الحزم , فكن رفيقا في مواطن الرفق وعنيفا في مواطن الحزم . ولا أحد ارحم بالخلق من الله عز وجل , ومع هذا يقول :
"" الزاني و الزانية اجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله .""
لكل مقام مقال ,لو أن الانسان عامل ابنه بالرفق في كل شي حتى في مواضع الحزم , ما استطاع أن يربيه , مثلا الابن لو كسر الزجاج وشق الثياب و... ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال فقال له : يا ولدي لا يصلح هذا وتكلم معه ... هل هذا يكفي ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .
لكن إذا دار الأمر بين الرفق والعنف , فما الأفضل ؟ طبعا الرفق , فإن تعين العنف صار هو الحكمة .
قوله : فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة
أقول :الكلام اللين يغلب الحق البين , يعني تليين الكلام للخصم ولو كان الحق معه ,فإنه يتنازل عن حقه . وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق , يغلب الحق البين يعني فيما جاء به الخصم , لأنك إذا ألنت له الكلام لانَ لك , وهذا مُشاهد , إذا نازعت أحدا فإنه سيشتد عليك ويزيد وإذا ألنت له الكلام فإنه يقرب منك , ولهذا :
قال الله تعالى لموسى وهارون :
{ فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى }

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif

http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 14" - التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرَّز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
وأيضا تأمل عند الجواب , كيف يكون جوابك : هل هو واضح ؟ ليس فيه لبس أو مبهم .
وهل هو مفصل أو مجمل .. حسب ما تقضيه الحال .
وقوله التأمل : يريد بذلك : التأني , وأن لا تتكلم حتى تعرف ما ذا تتكلم وماذا تكون النتيجة , ولهذا لا تضع قدمك إلا حيث تعرف السلامة , يعني عندما تخطو لا تكمل حتى تعرف أين تضع قدمك .
فالتأمل هذا مهم , لا تتعجل , إلا إذا دعت الحاجة الى ذلك ,
يقول الشاعر الناظم :
قد يدرك المتأني بعض حاجته ** وقد يكون مع المستعجل الزلل .

فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر وبين أن أتعجل وأقدم , فالأول أقدم أولا , لأن القولة أو الفعلة إذا خرجت منك لا يمكن ردها لكن إذا لم تقل أو تفعل فأنت حر . فتأمل بماذا تتكلم به , وما هي فائدته
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون , يعني لا تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليه , بل تحرز ,إما بقيود تضيفها الى الإطلاق وإما بتخصيص تضيفه الى العموم , وإما بشرط وما أشبه ذلك
ولكن نقول دون تعنت أو تحذلق أي دون أن تشق على نفسك , او تدعي انك حاذق ,
يقول وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد لعله أراد إذا كنت تذاكر غيرك وتناظره في شئ , فخذ القالب المناسب للمعنى المراد , وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا. وكذلك أيضا في الجواب وهو اهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل , لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة , كل انسان يفسر هذا الكلام بما يريد ويناسبه .

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif
http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif المـتـــن http://somiah.m.googlepages.com/kalb1.gif
*·.· ¤ [ [ 15" - الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.] ] ¤ ·.·*


«-`¸`~*·.· ّ¤؛°`°؛¤ّ الشـرح ّ¤؛°`°؛¤ّ·.·*~`¸`-»
اهم ما يكون من الآداب هو التثبت , التثبت فيما ينقل من أخبار , والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام , والأخبار إذا نقلت لا بد أن تثبت أولا , ثم إذا صحت فلا تحكم وتثبت الحكم لانه ربما يكون الخبر الذي سمعته مبني على أصل تجهله , فتحكم بأنه خطأ , والواقع غير ذلك . فكيف العلاج في هذه الحال ؟ العلاج هو الاتصال بمن نسب إليه الخبر . وتقول له نقل عنك كذا وكذا , ثم تناقشه . فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه لأول وهلة سمعته فيها لأنك لا تدري ما سبب هذا الموضوع , ويقال إذا عرف السبب بطل العجب .
فلا بد أولا من التثبت ,
الثبات معناه الصبر والمصابرة وألا يمل ويضجر وأن لا يأخذ من كل كتاب نتفة ومن كل فن قطعة ,لان هذا هو الذي يضر الطالب , يقطع عليه الأيام من غير فائدة , فلا يثبت على شئ , تجده مرة في الآجرومية , ومرة في متن القطر , ومرة في الألفية , ومرة في ألفية العراقي , ويتخبط في الفقه .....وهكذا ...
هذا في الغالب أنه لا يحصل العلم , ولو حصل علما فإنما يحصل مسائل لاأصول لها ,
وتفصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة تلو الاخرى , لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم . أثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع , واثبت أيضا بالنسبة للشيوخ الذين تتلقى عنهم , لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ , قرر أولا من الذي ستتلقى عنده العلم , ولا بأس أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه , وشيخا آخر في العقيدة وتستمر معه في العقيدة ... وهكذا .. المهم أن تستمر لا ان تتذوق وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة أيام تركها وذهب الى اخرى هذا يبقى طول عمره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل على اولاد في الغالب ,
والتثبت من اهم الامور , التثبت فيما ينقل عن الغيب , لان أحيانا ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه , قصدا وعمدا , وتارة لا تكون لهم مراد سيئ , لكنهم يفهمون الشئ على خلاف معناه الذي أريد به , ولهذا يجب التثبت , فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع الذي نُقل عنه , قبل ان تحكم على هذا القول , بانه خطأ أو غير خطأ , وذلك لأنه ربما يظهر لك بالمناقشة ان الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام وإلا من المعلوم أن الانسان لو حكم على شئ بمجرد السماع من اول وهلة لكان منقضي عنه أشياء تنفر منها النفوس , عن بعض العلماء الذين يعتبرون منارات للعلم . لكن عندما يتثبت ويتامل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الامر
يقول وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”، ومن لم يثبث لن ينبت ولن يحصل على شيء.
(الدقيقة 29 من الشريط الثالث الوجه1)

http://somiah.m.googlepages.com/fasel4.gif


http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif انتهى الفصل الاول http://somiah.m.googlepages.com/wardahsagerah.gif http://somiah.m.googlepages.com/nogom3.gif

أم بسملة المصرية
25-03-10, 06:25 PM
للرفع :)))

أم بسملة المصرية
09-04-10, 02:44 PM
للرفع:)))

أم أسماء
17-04-10, 02:46 AM
للرفع..

أم أسماء
25-04-10, 02:46 PM
للرفع..

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
03-05-10, 12:24 PM
يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
وقد كان عبد الله بن المبارك إذا ذُكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضنَّ بذكرنا مع ذكرهم ................... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
صحيح.

45- زكاة العلم:
أدِ زكاة العلم, صادِعا بالحق، أمَّارا بالمعروف, نهَّاء عن المنكر، موازنا بين المصالح والمضار، ناشرا للعلم، وحب النفع، وبذل الجاه، والشفاعة الحسنة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي _ صلى الله عليه وسلم_ قال :"إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم وغيره.
قال بعض أهل العلم: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه، فبذله صدقة ينتفع بها، والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه.
فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك, ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.
ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
هذه زكاة العلم, تكون بأمور:
الأمر الأول: نشر العلم, هذه من زكاته, كما يتصدق الإنسان بشيء من ماله, فهذا العالم يتصدق بشيء من علمه, وصدقة العلم أبقى, وأبقى دواما, وأقل كلفة ومئونة, أبقى دواما لأنه رُبَّ كلمة من عالم تسمع ينتفع بها أجيال من الناس, ومازلنا الآن ننتفع بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه, ولم ننتفع بدرهم واحد من الخلفاء الذين كانوا في عهده, وكذلك العلماء ننتفع بكتبهم وعلومهم, فهذه زكاة, وأي زكاة, وهذه الزكاة لا تنقص العلم بل تزيده.
يزيد بكثرة الإنفاق منه ………………………….…. وينقص إن به كفًّا شددت
تزيده وتنميه, هذه من زكاة العلم.
ومن زكاة العلم أيضا: العمل به, لأن العمل به دعوة إليه بلا شك, وكثير من الناس يتأسون بالعالم في أخلاقه وأعماله, أكثر مما يتأسون بأقواله, وهذا لا شك زكاة, زكاة, وأي زكاة, لأن الناس يشربون منها ويردون إليها فينتفعون.
ومنها أيضا ما قاله المؤلف: أن يكون صداعا بالحق, وهذا من جملة النشر, لكن النشر قد يكون في حال السلامة وحال الأمن على النفس, وقد يكون في حال الخطر, فيكون صداعا بالحق.
ومنها _أي من تزكية العلم_ وهو الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا شك أنه من زكاة العلم, لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عارف بالمعروف وعارف بالمنكر, ثم قائم بما يجب عليه نحو هذه المعرفة, وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول _ رحمه الله وعفا عنه_: (أدِ زكاة العلم, صادِعا بالحق، أمَّارا بالمعروف, نهَّاء عن المنكر، موازنا بين المصالح والمضار) , ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أول من يُطالَب به هم أهل العلم, لأن الله تعالى حمَّلهم العلم, والعلم لابد له من زكاة. والمعروف: كل ما أمر الله به ورسوله. والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله. موازنا بين المصالح والمضار: أي مصالح الأمر ومضاره, لأنه قد يكون من الحكمة ألا تأمر, و قد يكون من الحكمة ألا تنهى, حسب ما تقتضيه المصلحة, فالإنسان ينظر إلى المصالح والمضار.
وقوله (ناشرا للعلم وحب النفع) يعني تنشر العلم بكل وسيلة للنشر, من قول باللسان, وكتابة بالبنان, وبكل طريق. وفي عصرنا هذا سهَّل الله سبحانه وتعالى الطرق لنشر العلم, فعليك أن تنتهز هذه الفرصة, من أجل أن تنشر العلم الذي أعطاك الله إياه, فإن الله تعالى أخذ على أهل العلم ميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتمونه, ثم ساق المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الإنسان إذا مات "انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له", والشاهد من هذا الحديث قوله " أو علم ينتفع به ".

يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
قال بعض أهل العلم: هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه، فبذله صدقة ينتفع بها، والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه.

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
هذا قصور, والصواب خلاف ذلك, المراد بالصدقة الجارية صدقة المال, وأما صدقة العلم فذكرها بعدُ بقوله " أوعلم ينتفع به أو ولد صالح " المراد به الولد بالنسب, لا الولد بالتعليم. فحمل الحديث على أن المراد بذلك العالم يُعلم فيكون صدقة ويبقى علمه بعد موته فينتفع به ويكون طلابه أبناء له, فهذا لا شك أنه تقصير في تفسير الحديث. والصواب: أن الحديث دل على ثلاثة أجناس مما ينتفع به الإنسان بعد موته, وهي الصدقة الجارية المستمرة, لأن الصدقة إما جارية وإما مؤقتة, فإذا أعطيت فقيرا يشتري طعاما, فهذه صدقة لكنها مؤقتة, وإذا حفرت بئرا ينتفع به المسلمون بالشرب, فهذه صدقة جارية.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
03-05-10, 12:27 PM
يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
فاحرص على هذه الحلية، فهي رأس ثمرة علمك, ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق، وآفته الكتمان.

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
الأولى أن يقال (ولبركة العلم) , فإن هذا أنسب لكونه يزيد بكثرة الإنفاق, فما وجه زيادته؟ وجه زيادته أن الإنسان إذا علَّم الناس مكث علمه في قلبه واستقر, وإذا غفل نسي. ثانيا أنه إذا علم الناس فلا يخلو هذا التعليم من فوائد كثيرة, في مناقشة أو سؤال, فيُنمي علمه ويزداد, وكم من إنسان تعلم من تلاميذه, قد يذكر التلميذ مسألة ما جرت على بال الأستاذ, وينتفع بها الأستاذ, فلهذا كان بذل العلم سببا لزيادته وكثرته.

يقول الشيخ بكر أبو زيد _رحمه الله_ :
ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت فهي فِعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة.

شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :شرح الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ :
نعم, لا تيأس, ولا تقل: إن الناس غلب عليهم الفسق والمجون والغفلة, لا , ابذل النصيحة ما استطعت, ولا تيأس, لأنك إذا تقاعست واستحسرت فمن يفرح بذلك؟ الفساق والفجار, كما قيل:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ...................... ونقري ما شئت أن تنقري
فلا تيأس, فكم من إنسان يئست من إصلاحه, ففتح الله عليه وصلح.


و لا تحملك دعوى فساد الزمان و غلبة الفساق و ضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء و البلاغ، فإن فعلت فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر ليتم لهم الخروج على الفضيلة و رفع لواء الرذيلة

لا تيأس و لا تقل إن الناس غلب عليهم الفسق و المجون و الغفلة، بل ابذل النصيحة ما استطعت لأنك إن تقاعست و استحسرت فإنما يفرح بذلك الفساق و الفجار، كما قيل:
خلا لكِ الجو فبيضي و اصفِري :: و نقّري ما شئت أن تنقِّري
فلا تيأس، فكم من إنسان يئست من صلاحه ففتح الله عليه و صلح
المتن :
46- عزة العلماء:
التحلي بعزة العلماء؛ صيانة العلم و تعظيمه و حماية جناب عزه و شرفه و بقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به، و بقدر ما تهدره يكون الفوت، و لا حول و لا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، و عليه فاحذر أن يتمندل بك الكبراء أو يمتطيك السفهاء، فتُلاين في فتوى أو قضاء أو بحث أو خطاب.
و لا تسعَ به إلى أهل الدنيا و لا تقف به على أعتابهم و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره
شرح الشيخ رحمه الله:
هذا فيه شيء صواب و شيء فيه نظر؛ فصيانة العلم و تعظيمه وحماية جنابه لا شك أنه عز و شرف، فإن الإنسان إذا صان علمه عن الدناءة و عن التطلع عما في أيدي الناس و عن بذل نفسه فهو أشرف له و أعز، لكن كون الإنسان لا يسعى به إلى أهل الدنيا و لا يقف على أعتابهم و لا يبذله إلى غير أهله و إن عظُم قدره، ففيه تفصيل، فيقال: إذا سعيت به إلى أهل الدنيا و كانوا ينتفعون بذلك فهذا خير، و هو داخل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أما إن كانوا يقفون من هذا العالم الذي دخل عليهم و جعل يحدثهم موقف الساخر المتململ فلا ينبغي أن يهدي العالم لهؤلاء لأن هذه إهانة له و إهانة لعلمه، لنفرض أن رجلا دخل على أناس من هؤلاء المترفين و جلس و جعل يتحدث إليهم في أمور شرعية، و لكن شاهد أنهم يتململون و يتغامزون ووجوههم تتمعر، فهؤلاء لا ينبغي أن يحوم حولهم؛ لأن ذلك ذل له و لعلمه، أما إذا كان إن دخل على هؤلاء و جلس و تحدث وجد نفوسا تهش و أفئدة تطمئن ووجد منهم إقبالا، فهنا ينبغي أن يفعل. و لو دخل طالب علم صغير على مثل هؤلاء المترفين فربما يقفون معه موقف الاستهزاء و السخرية، لكن لو دخل عليهم من له وزن عندهم و عند غيرهم لكان الأمر بالعكس، فلكل مقام مقال. فإن رأيت من أهل الدنيا أنهم يقبلون على قولك و يطمئنون إليه و ينتفعون به فلا حرج أن تذهب إليهم و تدعوهم، و العكس بالعكس.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
03-05-10, 12:35 PM
و متع بصرك و بصيرتك بقراءة التراجم و السير لأئمة مضوا، ترَ فيها بذل النفس في سبيل هذه الحماية، لا سيما من جمع مُثُلا في هذا، مثل كتاب ((من أخلاق العلماء)) لمحمد سليمان رحمه الله تعالى، و كتاب ((الإسلام بين العلماء و الحكام)) لعبد العزيز البدري رحمه الله تعالى، و كتاب ((مناهج العلماء في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)) لفاروق السامرائي. و أرجو أن ترى أضعاف ما ذكروه في كتاب ((عزة العلماء)) يسر الله إتمامه و طبعه. و قد كان العلماء يلقِّنون طلابهم حفظ قصيدة الجرجاني علي بن عبد العزيز (ت392هـ) رحمه الله، كما نجدها عند عدد من مترجميه، و مطلعها:
يقولون لي فيك انقباض و إنما :: رأوا رجلا عن موضع الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم :: و من أكرمته عزة النفس أكرما
و لو أن أهل العلم صانوه صانهم :: و لو عظموه في النفوس لعظما

شرح الشيخ رحمه الله :
هذا الضبط فيه نظر، و الظاهر: و لو عظموه في النفوس لعُظِّما؛ أي لكان عند الناس عظيما، لكنهم لم يعظموه في النفوس بل أهانوه و بذلوه بكل غالٍ و رخيص. و هذه مرت علي في البداية و النهاية لابن كثير في ترجمة الناظم الذي نظمها، و إن كانت توجد في غيرها.

المتـن:
47- صيانة العلم:
إذا بلغت منصبا فتذكر أن حبل الوصل إليه طلبك للعلم، فبفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية التعليم أو الفتيا أو القضاء... و هكذا فأعط العلم قدره و حظه من العلم به و إنزاله منزلته.
و احذر مسلك من لا يرجون لله وقارا؛ الذين يجعلون الأساس حفظ المنصب، فيطوون ألسنتهم عن قول الحق و يحملهم حب الولاية على المجاراة، فالزم -رحمك الله- المحافظة على قيمتك بحفظ دينك و علمك و شرف نفسك بحكمة و دراية و حسن سياسة، احفظ الله يحفظك، احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة.

شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
إذا أراد بهذا الحديث فليس هذا لفظه، بل لفظه ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)) و الجملة الثانية ((تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)). يريد بهذا الأدب أن الإنسان يصون علمه فلا يجعله متبذلا؛ بل يجعله محترما معظما، فلا يلين في جانب من يريد الحق بل يبقى طودا شامخا ثابت، أما أم يجعله الإنسان سبيلا إلى المداهنة و إلى المشي فوق بساط الملوك و ما أشبه ذلك فهذا أمر لا ينبغي، و لا يكون الإنسان صائنا لعلمه إذا سلك هذا المسلك. و الواجب قول الحق، لكن الحق قد يكون في مكان دون مكان، و الإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوّتها و يحذر الزلة فلا يقع فيها، فقد يكون من المستحسن ألا أتكلم في هذا المكان بشيء و أتكلم في موضع آخر؛ لأني أعلم أن كلامي في الموضع الآخر أقرب إلى القبول و الاستجابة، فلكل مقام مقال؛ و لهذا يقول "بحكمة و دراية و حسن سياسة"؛ بحيث يتكلم إذا كان للكلام محل و يسكت إذا كان ليس للكلام محل، ز قوله -صلى الله عليه و سلم- ((احفظ الله يحفظك)) يعني احفظ حدود الله؛ كما قال الله تعالى: ((الحافظون لحدود الله)) -التوبة:112-؛ فلا ينتهكونها بفعل محرم و لا يضيعونها بترك واجب.


...وقوله ((يحفظك)) يعني في دينك ودنياك وفي أهلك ومالك فإن قال قائل إننا نرى بعض الحافظين لحدود الله يصيبهم ما يصيبهم فنقول : هذا زيادة تكفير سيئاتهم ورفعة درجاتهم ولا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ((أحفظ الله يحفظك .تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) قوله "يعرفك " لا تظن أن الله تعالى لا يعرف الإنسان إذا لم يتعرف إليه لكن هذه معرفه خاصة فهي كالنظر الخاص المنفي عمن نفى عنه كما في قوله تعالى {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مع أن الله لا يغيب عن نظره شئ لكن النظر , نظران:نظر خاص , ونظر عام .كذلك المعرفة :معرفة خاصة ومعرفه عامه والمراد هنا المعرفة الخاصة .
بقي أن يقال إن المشهور عند أهل العلم أن الله تعالى لا يوصف بأنه عارف يقال عالم ولا يقال عارف وفرقوا بين العلم والمعرفة بأن المعرفة تكون للعلم اليقيني والظني وأنها -أي المعرفة- انكشاف بعد خفاء .وأما العلم فليس كذلك فنقول ليس المراد بالمعرفة هنا ما أرادوه الفقهاء أو الأصوليون إنما المراد بالمعرفة هنا : أن الله تعالى يزداد عناية لك ورحمه بك مع علمه بأحوالك عز وجل

وأن أصبحت عاطلاً من قلادة الولاية وهذا سبيلك ولو بعد حين فلا بأس فإنه عزل محمدة ولا عزل مذمة ومنقصة

هذه قاعدة مهمة وهي أن الإنسان إذا أصبح عاطلا عن قلادة الولاية -وهذا سبيلك ولو بعد حين - يعني سوف تترك الولاية ولو بقيت في الولاية حتى الموت فإنك ستتركها لا بد وقوله :((فلا بأس فإنه عزل محمدة ولا عزل مذمة ومنقصة)) هذا أيضا ليس على عمومه ,لان من الناس من يعزل عزل محمدة وعزة لكونه يقوم بالواجب عليه من الملاحظة والنزاهة ,ولكن يضيق على من تحته فيحفرون له حتى يقع وهذا كثير مع الأسف ومن الناس من يعزل لأنه قد تبين أنه ليس أهلا للولاية فهل هذا العزل عزل محمدة أم عزل مذمة ؟ عزل مذمة لا شك
المتن :
ومن العجيب أن بعض من حرم قصداً كبيراً من التوفيق لا يكون عنده الالتزام والإنابة والرجوع إلى الله إلا بعد ( التقاعد ) فهذا وأن كانت توبته شرعيه لكن دينه ودين العجائز سواء إذ لا يتعدى نفعه أما وقت ولايته حال الحاجة إلى تعدي نفعه فتجده من أعظم الناس فجوراً وضرراً أو بادر القلب أخرس اللسان عن الحق فنعوذ بالله من الخذلان
شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
من العجب أن بعض الناس إذا عزل عن الولاية وترك المسئولية ازداد إنابة إلى الله عز وجل لأنه عُزل في حالة يحمد عليها فلجأ إلى الله وعرف أنه لا يغنيه أحد عن الله عز وجل وعرف افتقاره إلى الله تبارك وتعالى فصلحت حاله وأن كان انفصاله إلى غير ذلك فربما يمن الله عليه بالتوبة لتفرغه وعدم تحمله المسئولية فيعود إلى الله تبارك وتعالى
وأما قوله (( وأما في وقت ولايته وقت تعدي نفعه فتجده من أعظم الناس فجورا وضرراً)) هذا موجود بلا شك لكنه ليس فساد الناس والحمد لله لكن من الناس من يكون متهاونا في أداء وظيفته فإذا تركها رجع إلى الله عز وجل .
المتـن :
48- المداراة لا المداهنة:
المداهنة خلق منحط أما المداراة فلا ، لكن لا تخلط بينهما فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة والمداهنة هي التي تمس دينك .
شرح الشيخ ـ رحمه الله ـ :
لا بد أن تعرف ما الفرق بين المداهنة والمداراة
المداهنة : أن يرضي الإنسان بما عليه قبيله كأن يقول لكم دينكم ولي دين ويتركهم
وأما المداراة فهو أن يعزم في قلبه على الإنكار عليه ولكنه يداريه فيتألفه تارة ويؤجل الكلام تارة أخرى وهكذا حتى تتحقق المصلحة
فالفرق بين المداراة والمداهنة ,أن المداراة يراد بها الإصلاح لكن على وجه الحكمة والتدرج في الأمور
وأما المداهنة فإنها الموافقة ولهذا جاءت بلفظ الدهن لأن الدهن يسهل الأمور والعامة يقولون في أمثالهم :أدهن السيل يسير يعني أعط الرشوة إذا أردت أن تمشي أمورك
و المطلوب من طالب العلم المداراة
المتن :
49- الغرام بالكتب :
شرف العلم معلوم نفعه وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس وظهور النقص بقدر نقصه وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء ولهم أخبار في هذا تطول وفيه مقيدات في ((خبر الكتاب)) يسر الله إتمامه وطبعه وعليه فأحرز الأصول من الكتب واعلم أنه لا يغني منها كتاب عن كتاب ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائيه لا سيما كتب المبتدعة
فإنها سم ناقع
شرح الشيخ ـرحمه الله ـ :
جمع الكتب مما ينبغي لطالب العلم أن يهتم به ولكن يبدأ بالأهم فألاهم فإذا كان الإنسان قليل الراتب فليس من الخير لا من الحكمة أن يشتري كتب كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها فإن هذا من سوء التصرف ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل الذي أراد أن يزوجه ولم يجد شيئا وأن يقترض ويستدين
واحرص على كتب الأمهات الأصول دون المؤلفات الحديثة لان بعض المؤلفين حديثا ليس عنده علم راسخ ولهذا إذا قرأت كتابا

ما تجد انه سطحي قد ينقل الشيء بلفظه وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء

فعليك بالأمهات ، عليك بالأصل ككتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف
ثم أحذر أن تضم مكتبتك التي ليس فيها خير لا أقول التي
فيها ضرر بل أقول التي ليس فيها خير لان الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام خير وشر ولا خير ولا شر
فأحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر هناك كتب يقال أنها كتب أدب لكنها تقطع الوقت وتقتله
من غير فائدة هناك كتب غامضة ذات أفكار معينه ومنهج معين فهذه أيضا لا تدخل مكتبتك ، سواء كان هذا في المنهج أو في العقيدة ككتب المبتدعة في العقيدة و كتب الثورية في المنهج لأنها ضارة لأن الكتب غذاء للروح كالطعام و الشراب للبدن فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم و اتجهت اتجاه آخر خلاف ما ينبغي لطالب العلم
و ينبغي أيضا العناية بالكتب

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
03-05-10, 12:40 PM
المتن :



قوام مكتبتك:



عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال والتفقه على علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.


وعلى الجادة في ذلك من قبل ومن بعد كتب:


1- الحافظ ابن عبد البر (م سنة 463هـ) رحمه الله تعالى وأجل كتبه”التمهيد”.


2- الحافظ ابن قدامه (م سنة 620هـ) رحمه الله تعالى، وأرأس كتبه المغنى”.


3- الحافظ ابن الذهبي (م سنة 748هـ) رحمه الله تعالى.


4- الحافظ ابن كثير (م سنة 774هـ) رحمه الله تعالى.


5- الحافظ ابن رجب (م سنة 795هـ) رحمه الله تعالى.


6- الحافظ ابن حجر (م سنة 852هـ) رحمه الله تعالى.


7- الحافظ الشوكاني (م سنة 1250هـ) رحمه الله تعالى.


8- الإمام محمد بن عبد الوهاب (م سنة 1206هـ) رحمه الله تعالى.


9- كتب علماء الدعوة ومن أجمعها ”الدرر السنية”.


10- العلامة الصنعاني (م سنة 1182هـ) رحمه الله تعالى، لا سيما كتابة النافع ”سبل السلام”.


11- العلامة صديق حسن خان القنوجي (م سنة 1307هـ) رحمه الله تعالى.


12- العلامة محمد الأمين الشنقيطي (م سنة 1393هـ) رحمه الله تعالى لا سيما كتابة:”أضواء البيان”.





هذا أيضا مهم ، أن يختار الإنسان لمكتبته الكتب الأصلية القديمة لان غالب كتب المتأخرين غالبها قليله المعاني كثيرة المباني تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين مع التعاريج و المطاب و التغريزات في بعض الكلمات التي لا تفهم إلا بعد افتراض لكن كتب السلف تجدها سهله هينة لينه رصينة لا تجد كلمه واحده ليس لها معنى .


ثم وصف هذه الكتب قال المنسوجة علي طريقه الاستدلال والتفقه في علل الأحكام


وهذا خير ما يكون لطالب العلم أن تكون المسائل مقرونة بالدلائل والدلائل إما نصوص وإما علل والعلل مستنبطه من النصوص لكن قد لا يكون نقد في هذه المسألة بعينها لكن تشملها العلة وأعلم أنه لا يوجد حكم من أحكام الله عز وجل إلا وله عله لأن الله تعالي قال " ذالكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم" فما من حكم إلا وله علة لكن من الأحكام ما نعلم علتها ونعلم أن لها أكثر من عله وبعضها يخفي عليك ولكننا وإن خفي علينا العلة الخاصة لا تخفي علينا العلة العامة وهي التعبد لله عز وجل فإن كمال التعبد لله أن تعبده عز وجل بما أمر سواء علمت الحكمة أم لم تعلم وهذا أبلغ في المقياس أن ينقاد الشخص في عمل لا يعرف حكمته وإنما يقوم به بمجرد التعبد والتذلل لله وقول الإنسان المقال والحال سمعنا وأطعنا هذه لا تكفي لو قال قائل مثلا ما العلة في أكل لحم الإبل نقول إن فتح لنا وفهمناها وهي علة خاصة مثلا فهذا مطلوب وإلا لعندنا العلة وهي التعبد لله فيما أمر


وكذلك العلة من رمي الجمرات ، لماذا نرمي هذه الجمرات حصى بمكان نتعبد لله به لأن الله أمر بذلك فقلنا سمعنا وأطعنا ولو كان هذا في غير هذا المكان وفي غير هذا الزمان لعد عبثا أو جنونا لو واحد منا طلع الآن السوق وأخذ حصيات وأخذ يحدف في الشارع أيش نقول في هذا هذا مجنون لكن لما وقع بأمر الله صار عباده لله عز وجل


إذا من أهم ما يكون اقتناء الكتب التي تجتمع علي المسائل والدلائل حتى تفتح لطالب أبواب العلم ثم اعلم أن الحكم الذي تقوم به مبني علي دليل تطمئن إليه النفس أكثر وتلتزم به أيضا أكثر لأنه مبني علي دليل علي نص أو عله داله عليه


ثم ذكر أمثله للكتب من اجلها كتب الشيخين شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهم الله وقد حث شيخنا عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله علي اقتناء الكتب لهذين العالمين الجليلين ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس لأن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كانت عباراته قويه لغزاره علمه وقوه عبارته وابن القيم رأي بيتا معمورا فكان منه التحسين


ولسنا نريد بذلك أن نقول أن ابن القيم نسخه من ابن تيميه ، أبدا ابن القيم حر إذا رأي أن شيخه قال ما يراه صوابا تكلم لمّا ذكر وجوب فصل الحج إلي العمرة وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه يري أنه يجب علي من يسق الهدي إذا أحرم بحج أو بقران أن يفسخه إلي عمره وكان شيخ الإسلام يري أن الوجوب خاص بالصحابة وقال :" و أنا إلي قوله أميل من قول شيخنا -شيخ الإسلام بن تيمية"- فصرح بمخالفته "


فهو-ابن القيم- رحمه الله مستقل حر الفكر لكنه لا غرو أن يتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقا وصوابا ولا شك أنك إذا تأملت غالب في الإسلام وجدتها أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبهم


فالمهم أننا نوافق الشيخ بكر بن أبا زيد كما أننا نتبع الشيخ كذلك رحمه الله بالحرص باقتنائه علي كتب شيخ الإسلام بن تيميه وتلميذه ابن القيم


كذلك أيضا


1- الحافظ بن عبد البر وأجل كتبه التمهيد شرح الموطأ وهذا الكتاب علي دلالته وغزاره علمه يصعب أن تحصل منه الفائدة لأنه غير مرتب إذ أنه بناه علي الأسانيد رحمه الله وساق الموطأ علي هذا المنهاج فصار الإنسان يتعب قبل أن يحصّل مسألة من مسائله ونرجو الله تعالي أن يوفق بعض شبابه من طلبه العلم إلي ترتيبه سواء ترتيبا كاملا في تغيير الكتاب أصلا أو ترتيبه بالفهارس وأظن ترتيبه بالفهارس سيكون سهلا يكون ثمة أوراقا ويسجل فيها مثلا ما يتعلق بكتاب الطهارة علي حده وما يتعلق بكتاب الصلاة علي حده حتى تجتمع ثم بعد ذلك يضم بعضها إلي بعض ولو فعل الإنسان ذلك لكان خدم هذا الكتاب خدمه عظيمه وخدم الناس الذين يريدون الانتفاع به


وكذلك أيضا


2-الحافظ بن قدامه رحمه الله أنا إلي الآن لا أسمع أحد وصف ابن قدامه أنه حافظ لكن لا شك أنه فقيه من أكبر الفقهاء رحمه الله يقول ورأس كتبه المغني وإنما قال وأرأس كتبه المغني إشارة إلي أنه رحمه الله له كتب علي الترتيب لطالب العلم ك الكافي


وأقنع طالب بمقنع فقه وأقنع بالمغني الفقه


لمن كان وعمدته من يعتمدها يحصل


فهو كتب في الفقه العمدة فيها مسائل ودلائل للطالب المبتدئ ثم المقنع للطالب الذي ترفع بعض الشيء وكان يذكر فيه القولين لمذهب الإمام أحمد إما الروايتين وإما الوجهين وإما الاحتمالين لكن بدون وجه الدليل ثم إذا ارتفع الإنسان إلي فيه ذكر القولين أو الاحتمالين أو الوجهين مع ذكر الدليل أو التعليل ثم يرتقي الر الرأس والقمه وهو المغني الذي يذكر فيه الموفق رحمه الله الخلاف في مذهب أحمد ومع الائمه الاربعه وغيرهم ولهذا قال ورأس كتبه المغني


3- الحافظ بن الذهبي أو الذهبي رحمه الله ولم يذكر شيئا من كتبه


4- الحافظ بن كثير وله الأحكام في شرح البخاري رحمه الله


5- الحافظ بن رجب وله كتب كثيرة في الحديث وكذلك في الفقه ومن ما أطلع عليه القواعد الفقهية حتى إن بعض العلماء قالوا إن هذه القواعد الفقهية ليست لابن رجب لأنها أكبر من مستواه ولكن الصحيح أنها له قد اشتهرت وتناقلها الناس وفضل الله يؤتيه من يشاء لكنني أعني القواعد الفقهية لطالب العلم الذي يريد التبحر في الفقه من أحكم ما رأيت لأنها مبنية علي التعليل وعلي المناقشة وفيها فوائد كثيرة وهي طبعا غير مرتبه ولكن في الطبعات رتبت علي أبواب الفقه في الفهارس


6- الحافظ بن حجر رحمه الله ولا هجره بعد الفتح له فتح الباري الذي نعرفه من كتبه وله كتب أخرى الحديثيه وربما يكون له كتب فقهيه


7- الحافظ الشوكاني وله كتب حديثيه فقهيه نيل الأوتار جامع بين علم الحديث والفقه هو فقه


8-الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أيضا له كتب متعددة في فنون متعددة وأكثر ما ألف فيه هو التوحيد يحبب الناس إلى ذلك


9- كتب علماء الدعوة ومن أثمنها الدرر الثنية والدرر الثنية كتب بعضها باعتبار المشايخ بحيث جمع لكل شيخ ما كتبه أو أجاب عنه أو أجاب عليه من أسئلة وجمعت علي وجه أخر مرتبه أبواب الفقه والعقائد وهي لا شك أنها نافعة جدا فيها رسائل صغيره وفيها أجوبة كثيرة نافعة


10- العلامة الصنعاني لا سيما كتابه سبل السلام في شرح بلوغ المرام فهو جامع بين الحديث والفقه


11- العلامة الصديق حسن خان رحمه الله تعالي وله كتب في الفقه وكتب في التفسير وتفسيره من أجمع التفاسير للأقوال مع اختصاره لكنه مفيد جدا وكان مشايخنا يوصوننا به أي بتفسير الصديق خان


12- العلامة العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله لاسيما كتابه أضواء البيان في التفسير لكنه في الحقيقة جامع بين التفسير والحديث والفقه ولاسيما حينما تجاوز البقرة وآل عمران والنساء أما كلامه في البقرة وآل عمران والنساء فهو قليل لكن فيما بعد ما شاء الله انفجر البحر وصار يتكلم بكلام قل أن تجده في غيره



التعامل مع الكتاب:


لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفة فيه، وكثيراً ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك، فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته.



الشرح:



التعامل مع الكتاب يكون بأمور


الأول : معرفه موضوعه معرفه الموضوع حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص تقرأ الكتاب لا تدري ما هو ربما يكون كتاب شعوذة أو سحر أو باطل لابد أن تعرف الموضوع


الثاني : لابد أن تعرف مصطلحات وهذا في الغالب يكون في المقدمة لأن معرفه المصطلحات يحصل بها في الواقع أنك تحفظ أوقاتا كثيرة وهذا يفعله الناس في مقدمات الكتب فمثلا نعرف أن صاحب بلوغ المرام إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم لكن صاحب المنتقي علي خلاف ذلك صاحب المنتقي إذا قال متفق عليه في الحديث فإنه يعني راوي الإمام أحمد والبخاري ومسلم


كذلك أيضا كتب الفقه يفرق بين القولين والوجهين والروايتين والاحتمالين كما يعرف الناس من تتبع كتب الفقهاء الروايتين عن الإمام والوجهين عند أصحابه لكن أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه والاحتمالين للتردد بين قولين والقولين أعم من ذلك كله


كذلك تحتاج أن تعرف مثلا إذا قال المؤلف إجماعا أو إذا قال وفاقا إذا قال إجماعا يعني بين الأئمة وفاقا مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب الفروع في فقه الحنابلة


وكذلك بقيه أصحاب المذاهب كل له اصطلاحه فلابد أن تعرف اصطلاح المؤلف



ثالثا :يكون التعامل مع الكتاب بمعرفة أسلوبه و عباراته و لهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ -لاسيما في الكتب العلمية المملوءة علما- تجد أنه تمر بك العبارة تحتاج إلى تأمل و تفكير في معناها لأنك لم تعلم فإذا كررت قراءة الكتاب فهمته


فأنظر مثلا إلى كتب شيخ السلام بن تيمية(رحمه الله ) الإنسان الذي لم يتمرن في مطالعة كتبه يصعب عليه أن يفهمها لأول مرة لكن إذا تمرن عرفه بيسر و سهولة هذه أيضا تكون من التعامل مع الكتاب


أما ما يتعلق بالأمر الخارج عن التعامل مع الكتاب هو التعليق بالهوامش أو بالحواشي فهذا أيضا مما ينبغي لطالب العلم أن يغتنمه و إذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو إلى دليل أو إلى تعليل ،و يخشى أن ينساه فإنه يعلقه إما بالهامش و هو الذي على اليمين أو على اليسار و إما بالحاشية و التي تكون بالأسفل. و كثيرا ما يفوت الإنسان مثل هذه القواعد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين ثم إذا عاد إلى أن يتذكرها بقي مدة و هو يتذكرها و لا يمكنه. فينبغي أيضا لطالب العلم أن يعتني بمثل ذلك لاسيما مثلا في كتب الفقه يمر بك في الكتاب مسألة و حكمها ثم تتوقف و يشكل عليك فارجع إلى الكتب التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك فإذا وجدت قولا فعلق القول من أجل أن ترجع إليه إن احتجت إليه دون الرجوع إلى أصل الكتاب الذي نقلت منه, فهذا مما يوفر عليك الوقت.


و كذلك أيضا إذا كان الكتاب في فقه مذهب من المذاهب و رأيت أنه يخالف المذهب في حكم هذه المسألة فإنه من المستحسن أن تقيم المذهب عن الهامش أو في الحاشية حتى تعرف أن هذا الكتاب خارج عن المذهب و لاسيما إذا كان المذهب أقوى مما ذهب إليه صاحب الكتاب.


هل من التعامل من الكتاب و إن كان خارجا عن التعامل الداخلي أن تلخص الكتاب مثلا؟


نعم,تلخيصه على سبيل التأليف و النشر قد يجد الإنسان في هذا حرجا لكن استخراج فوائد مبعثرة لا على سبيل التأليف هذا لا يجد الإنسان الحرج فيه و لو نشره و أما اختصاره و نشر الكتاب فإن دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس و إلا فلا تتعرض له لأنك إذا فعلت ذلك ربما يهجر الناس الأصل إلى هذا المختصر و ربما تحذف مسائل أهم من ما تثبته أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا حرج.



المتن :


52 ـ و منه إذا حزت كتابا فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا أو قراءة لمقدمته و فهرسه و مواضع منه أما إن جعلته مع همه في المكتبة فربما مر زمان و فات العمر دون النظر فيه و هذا مجرب و الله الموفق.



شرح الشيخ رحمه الله:


هذا صحيح, و هو حاصل كثيرا يعني أكثر ما يكون في حال الإنسان أنه إذا جاءه كتاب جديد يتصفح,إذا كان كثيرا يقرأ الفهرس, قل أن تجد شخص مثلا أو هل مرت بك حال من حين ما يأتيك الكتاب تجعله قرة؟ هذا قليل.لا بد أن تعلم.


و إنما قلنا أو قال الشيخ هذا لأجل إن احتجت إلى مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم المسألة التي تريد أما إذا لم تجلده مراجعة و لو مرورا فإنك قد لا تدري ما فيه من المسائل و الفوائد فيفوتك شيء كثير موجود في هذا الكتاب الذي عندك في رفك.




المتن :


53ـ إعجام الكتابة:



إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها و ذلك بأمور



أعجم الكتاب معناه أَجعله أعجميا ؟


لا, معناه أزل عجمته بإعرابه و تشكيله و نقطه حتى لا يشكل, و هذه من العبارات التي


كما جاء في الحديث"يتحنث" أي أن النبي صلى الله عليه و سلم يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد.يتحنث يعني يزيل الحنث أو يفعل الحنث؟ يزيله , و هذه لها أمثلة كثيرة فمعنى أعجم الكتاب أزال عجمته بتشكيله و إعرابه


و ذلك بأمور


-أولا: وضوح الخط


-ثانيا:رسمه على ضوء قواعد الرسم:الإملاء . و في هذا مؤلفات كثيرة من أهمها كتاب "الإملاء "لحسين والي



شرح الشيخ ـ رحمه الله :


لابد أن تكون عالما,أخش أن تقع في قول القائل( أريد تعريبه) فأعجَمَه.لابد أن تكون عالما أما مثلا فكرك يقول لك هذه مرفوعة ,مضمومة ,منصوبة,مكسورة ,و تفهم,لا,لابد أن تكون عالما, إذا أشكل عليك تركيب الكلمة أو حركاتها في تركيبها لا في إعرابها فارجع إلى أصلها لأن هناك أخطاء شائعة بين الناس مثلا يقولون تجرِبة و تجارِب أكثر الناس إن لم أقل أكثر الناس يضمونها فأخش أن يكون واحد يعجم فتمر به تجربة فيقول تجربة بضم الراء فيشكلها نطقا و إعرابا و هذا غلط , قد يشتهر بين الناس أشياء ما لها أصل فلا بد أن ترجع إلى الأصل



المتن :


و في هذا مؤلفات كثيرة من أهمها كتاب الإملاء لحسين والي,قواعد الإملاء لعبد السلام محمد هارون , المفرد للهاشمي رحمهم الله تعالى


ثالثا:النقط للمعجم و الإهمال للمهمل


رابعا:الشكل لما يشكل


-خامسا:تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث



شرح الشيخ ـ رحمه الله :


كل هذه قواعد ينبغي مراعاته


ما يقولون بالضاد مشالة أخت الطاء,بالضاد المعجمة أخت الصاد,بالدال المهملة أخت الذال و بالذال المعجمة أخت الدال...لكن أحيان يقولون هذا لأن لا يخطء الإنسان وعادة الذال و الدال ما تختلف إلا بالإعجام فقط, الضاد و الظاء هي التي تختلف يحتاج أن تقول بالظاء المشالة التي هي أخت الطاء


أختها :يعني على شكلها و صورتها.


سؤال:بعض الناس بطيء في القراءة فهل يسرع ليقطع أشواطا أكثر مع أنه لو أبطء فهم أكثر؟


المطالعة نوعان :


-مطالعة تدبر و تفكر:هذه لا بد للإنسان أن يتأمل و يتأن


-مطالعة استطلاع فقط:ماذا كتب هذا الرجل؟ مثلا,هذه نسرع فيها ,أحيانا يقرأ الإنسان الصفحة بعينه و لا يتأملها و لا شيء


سؤال:ما معنى المشالة؟يعني مرفوعة


سؤال:قوله تثبيت "علامات الترقيم في غير آية أو حديث" كأنه يقول لا تستعمل علامات الترقيم في الأحاديث,الآيات واضح لكن الأحاديث؟ الترقيم يعني الفاصلة و النقطة ..؟



الرقم يطلق على العدد هذا هو المشهور لكن وضع العلامات فهذا غير معلوم فيما يسمى الترقيم,إذا كان المقصود وضع العلامات فهذا صحيح أن القران لا يحسن أن تضع فيه علامات يعني مثلا "أفرأيتم اللات و العزة" ما تكتب علامة استفهام,هذا في القران,تقتصر على ما تكتب.في الحديث كثير من الناس الذين يطبعون كتب الحديث يكتبون العلامات الاستفهام و كذلك الفواصل في الأحاديث أما القران ففواصله بآياته.فإذا كان مراده الترقيم يعني العلامات دون الترقيم العددي فهذا صحيح القران ترقيمه بفصل الآيات,معروف, الحديث غير مسلم لا مانع أن تضع العلامات-علامة الاستفهام, علامة التعجب,علامة الوقف..- هذا مما يعين على فهم المعنى و القرآن لولا احترامنا للرسم العثماني لقلنا أيضا ضع فيه الترقيم,لكن القرآن ينبغي أن يحترم و أن لا يزاد فيه و ينقص.


علامات هذه الواقع أن الناس مختلفون فيها بعض الناس ما يعرف الفاصلة و لا يعرف علامة الوصل و لا علامة الاستفهام و لا علامة التعجب... و معنى هذا أننا ينبغي لنا أن نقرأ الكتب المؤلفة بهذا حتى إذا أردنا أن نكتب تكون كتابتنا متمشية على القواعد المعروفة.


انتهى الفصل السادس.

:icony6::icony6::icony6:

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
09-05-10, 12:59 AM
تفريغ مقرر الاختبار السابع (الأخير) للحلية

الشريط الحادي عشر
الشريط الثاني عشر

الفصلُ السابعُ
الْمَحاذِيرُ
الرابع والخمسون: حلْمُ اليَقَظَةِ :
إيَّاك و ( حلْمَ اليَقَظَةِ ) ، ومنه بأن تَدَّعِيَ العلْمَ لِمَا لم تَعْلَمْ ، أو إتقانَ ما لم تُتْقِنْ ، فإن فَعَلْتَ ؛ فهو حِجابٌ كَثيفٌ عن الْعِلْمِ .

الشيخ:
هذا صحيح.. وما أسرع أن يغتر الإنسان ، أحيانا بعض الناس يري الحاضرين بأنه عالم مطلع، فتجده إذا سئل.... يسكت قليلا- يعني كأنه يتأمل ويطلع على الأسرار ثم يرفع رأسه ويقول: هذه المسألة فيها قولان للعلماء !! ، ولو قلت له ما هما القولين؟ يأتي بالقولين من عنده أو يقول تحتاج إلى مراجعة ، فالمهم أنك لا تدعي العلم ولا تنصب نفسك عالما مفتيا وأنت لا علم عندك؛ لأن هذا من السفه في العقل والضلال في الدين. ولهذا قال : «فإن فعلت فهو حجاب كثيف عن العلم». لأن الإنسان إذا فعل هذا ، يقول خلاص أنا صرت عالم لا أحتاج إلى ان أطلب العلم فينحجب عن العلم بهذا الاعتقاد الباطل.

الخامس والخمسون: احْذَرْ أن تكونَ ( أبا شِبْرٍ ) :
فقد قيلَ : العلْمُ ثلاثةُ أَشبارٍ ، مَن دَخَلَ في الشبْرِ الأَوَّلِ ؛ تَكَبَّرَ ؛ وَمَنْ دَخَلَ في الشبْرِ الثاني ؛ تَواضَعَ ، ومَن دَخَلَ في الشبْرِ الثالثِ ؛ عَلِمَ أنه ما يَعْلَمُ .


الشبر الأول يتكبر لأنه ما عرف نفسه حقيقة، الثاني تواضع، لكن متواضع وهو يرى نفسه عالما، الأول يرى نفسه عالما لكن متكبر ، والثاني يرى نفسه عالما لكنه متواضع ، والثالث أنه جاهل لا يعلم. وبالضرورة فلن يتكبر وهو يرى نفسه جاهلا، لكن هل هذه الأخيرة محمودة أم لا؟ أن ترى نفسك جاهلا؟ إذا رأيت نفسك جاهلا فاعلم أنك لن تقدم على عزم في الفتيا مثلا، ولهذا تجد بعض طلبة العلم لا يعطيك جزما يقول: الذي يظهر... أو يحتمل ...
لا يا أخي ما دام الله قد فتح عليك وكنت عالما حقا، فاعتبر نفسك عالما.. اجزم بالمسألة، لا تجعل الإنسان السائل طريح الاحتمال، وإلا ما أفدت الناس.
أما الإنسان الذي ليس عنده علم متمكن فهذا ينبغي أن يرى نفسه غير عالم.


56- التصدر قبل التأهل:
احذر التصدر قبل التأهل،فهو آفة في العلم والعمل. وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.


هذا أيضا مما يجب الحذر منه، أن يتصدر الإنسان قبل أن يكون أهل للتصدر؛ لأنه إذا فعل ذلك كان هذا دليلا على أمور:
الأول- إعجابه بنفسه، حيث تصدر فهو يرى نفسه علم الأعلام.
الثاني- أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته بالأمور، وإذا الناس رأوه متصدرا، أوردوا عليه من المسائل ما يبين عواره.
الثالث- إنه إذا تصدر قبل أن يتأهل، لزمه أن يقول على الله ما لا يعلم، لأن غالب من كان هذا قصده الغالب أنه لا يبالي أن يحطم العلم تحطيما وأن يجيب عن كل ما سئل عنه.
الرابع- أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن بسفهه أنه إذا خضع لغيره، وإن كان معه الحق كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
09-05-10, 01:12 AM
السابع والخمسون: التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ :
احْذَرْ ما يَتَسَلَّى به الْمُفْلِسُونَ من العِلْمِ ، يُراجِعُ مسألةً أو مسألتين، فإذا كان في مَجلسٍ فيه مَن يُشارُ إليه ؛ أثارَ البحثَ فيهما ؛ ليُظْهِرَ عِلْمَه ، وكم في هذا من سَوْأَةٍ ، أقَلُّها أن يَعلمَ أنَّ الناسَ يَعلمونَ حقِيقَتَه . وقد بَيَّنْتُ هذه مع أخواتٍ لها في كتابِ ( التعالمِ ) والحمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ .
الشيخ:
هذا مثله ، التنمر بالعلم ، يعني أن يجعل الإنسان نفسه نمرا، تعرفون النمر، أخو الأسد، فيأتي مثلاً إلى مسألة من المسائل ويبحثها ويحققها بأدلتها ومناقشتها مع العلماء، وإذا حضر مجلس عالم يشار إليه بالبنان، ماذا تقول أحسن الله إليك في كذا وكذا؟ قال: هذا حرام مثلا.
قال: كيف؟ بماذا نجيب عن قوله صلى الله عليه وسلم كذا، عن قول فلان كذا، ثم يأتي من الأدلة التي لا يعرفها العالم؛ لأن العالم ليس محيطا بكل شيء، لكي يظهر نفسه أنه أعلم من هذا العالم، ولذلك تجد العوام يتحدثون: والله فلان البارحة جالس مع فلان -الذي هو كبير من العلماء- وأفحمه في مسألة (...) بلغ مبلغا عظيما ، صار كبير كبار العلماء.
لأن العالم لا يدري وهذه تقع كثير جدا ، كثيرا ما يأتي إنسان يكون بحث مسألة بحثا دقيقا جيدا، ثم يباغت العلماء بمثل هذا ، وهذا لا شك أنه كما قال الشيخ حفظه الله تنمر، لكنه من مفلس ، لكن ما دواء هذا؟ (...) نقول: أعرب قول الشاعر، حينئذ يتنين (...) ، أو اقسم هذه المسألة الفرضية، يتبين أنه ليس عنده شيء، ومن قاتلك بسكين فقاتله بسيفك، وهذا واقع كثير من العلماء الآن ومن طلبة العلم، يكون له اختصاص في شيء معين مثل أن يدرس كتاب النكاح مثلا ويحقق فيه. لكن لو تخرج به إلى كتاب البيع -الذي هو قبل باب النكاح في الترتيب عند الفقهاء- لن تجده عنده شيئا، كثير من الناس الآن يتنمر في الحديث، يعرض حديث فيقول رواه فلان عن فلان، وفيه انقطاع، وانقطاعه كذا. ثم يضفي على هذا ظلالا من كبريات العلم ثم لو تسأله عن آية من كتاب الله ما أجاب.
والحاصل أن الإنسان يجب أن يكون أديبا مع من هو أكبر منه ، يجب أن يتأدب، وإذا كان من هو أكبر منه أخطأ في هذه المسألة ، فالخطأ يجب أن يبين لكن بصيغة لبقة أو ينتظر حتى يخرج مع هذا العالم ويمشي معه ويتكلم معه بأدب ، والعالم الذي يتقي الله إذا بان له الحق فإنه سوف يرجع إليه وسوف يبين للناس أنه رجع. (...) لكن المهم ألا يكون هم طالب العلم أن يكون رئيسا في الناس لأن هذا من ابتغاء الدنيا بالدين.

58- تحبير الكاغد:
كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع في مقاصد التأليف الثمانية، والذي نهايته «تحبير الكاغد»، فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك، والنضوج على يد أشياخك، فإنك تسجل به عارا، وتبدي به شنارا.
أما الاشتغال بالتأليف النافع لمن قامت أهليته، واستكمل أدواته، وتعددت معارفه، وتمرس به بحثا، ومراجعة، ومطالعة، وجردا لمطولاته، وحفظا لمختصراته، واستذكارا لمسائله، فهو من أفضل ما يقوم به النبلاء من الفضلاء.
ولا تنس قول الخطيب:«من صنف، فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس».
شرح الشيخ:
هذه الشروط التي ذكرها، الآن متعذرة. الآن تجد رسائل في مسألة معينة يكتبها أناس ليس لهم ذكر ولا معرفة، وإذا تأملت ما كتبوه وجدت أنه ليس صادرا عن علم راسخ، وأن كثيرا منه نقولات، وأحيانا ينسبون النقل إلى قائله، وأحيانا لا ينسبون، وعلى كل حال نحن لا نتكلم عن النيات، فالنية علمها عند الله عز وجل. لكن نقول: انتظر.... انتظر.
وإذا كان لديك علم وقدرة فاشرح هذه الكتب الموجودة شرحا لأن بعض هذه الكتب لا يوجد فيه الدليل على وجه كامل.


59- موقفك من وهم من سبقك:
إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط؛ فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام، لا سيما المكثرين منهم.
وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص، إلا متعالم «يريد أن يطب زكاما فيحدث به جذاما».
نعم؛ ينبه على خطأ أو وهم وقع لإمام غمر في بحر علمه وفضله، لكن لا يثير الرهج عليه بالتنقص منه، والحط عليه فيغتر به من هو مثله.
هذا أيضا مهم جدا، وهو موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره أيضا. هذا الموقف له جهتان:
الجهة الأولى- التصحيح وهذا أمر واجب، ويجب على كل إنسان عثر على وهم إنسان- ولو كان من أكابر العلماء في عصره- أو فيمن سبقه- يجب عليه أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ، لأن بيان هذا الوهم أمر واجب، ولا يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال بالباطل، لأن احترام الحق أولى من مراعاته.
لكن هل يصرح بذكر قائل الخطأ أو الوهم، أو يقول: توهم بعض الناس وقال كذا وكذا؟ هذا ينظر إلى المصلحة. قد يكون من المصلحة ألا يصرح، كما لو كان يتكلم عن عالم مشهور في عصره، موثوق عند الناس محبوب إليهم. فيقول: قال فلان كذا وكذا خطأ، فإن العامة لا يقبلون منه شيئا بل يسخرون به، ويقولون: من أنت حتى ترد على فلان، ولا يقبلون الحق. ففي هذه الحال يجب أن يقول: من الوهم أن يقول القائل كذا وكذا. ولا يقل: فلان.
وقد يكون هذا الرجل- الذي توهم- متبوعا يتبعه شرذمة من الناس، وليس له قدر في المجتمع، فحينئذ يصرح، لئلا لا يغتر الناس به، فيقول: قال فلان كذا وكذا وهو خطأ.
الجهة الثانية- في موقف الإنسان من وهم من سبقه أو من عاصره أن يقصد بذلك بيان معايبه لا إظهار الحق من الباطل.
وهذه إنما تقع من إنسان حاسد- والعياذ بالله- يتمنى أن يجد قولا ضعيفا أو خطأ لشخص ما، فينشره بين الناس ولهذا نجد أهل البدع يتكلمون في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وينظرون إلى أقرب شيء يمكن أن يقدح به، فينشرونه ويعيبونه، فيقولون: خالف الإجماع في أن الثلاث طلقات واحدة، فيكون هو شاذا. ومن شذ شذ في النار، يحكم بأن الإنسان إذا قال لامرأته أنت طالق، بأن يكفر كفارة يمين، مع أنه لم يتكلم باليمين إطلاقا، وإنما قال: إذا فعلت كذا فأنت طالق مثلا.
يقول بأن الله تعالى لم يزل فعالا ولم يزل فاعلا، وهذا يستلزم أن يكون مع الله قديم، لأن هذه المقولات الواقعة بفعل الله، إذا جعل فعل الله قديما لم يزل، لزم أن تكون المفعولات قديمة، فيكون قد قال بوجود إلهين.... وما أشبهها من هذه الكلمات التي يأخذونها زلة من زلاته يشيعونها بين الناس، مع أن الصواب معه.
لكن الحاسد الناقم- والعياذ بالله- له مقام آخر.
فأنت في وهم من سبقك يجب أن يكون قصدك الحق، ومن كان قصده الحق وفق للقبول، أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس، فإن من تتبع عورة أخيه، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه.
ثم يقول :«إذا ظفرت بوهم لعالم فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط». والحقيقة إني أقول: لا تفرح به إطلاقا، إذا عثرت على وهم عالم فحاول أن تدفع اللوم عنه وأن تذب عنه، لا سيما إذا كان من العلماء المشهود لهم بالعدالة والخير ونصح الأمة.
أما أن أفرح بها، فهذا لا ينبغي حتى وإن كان قصدي تصحيح الخطأ. ولهذا لو كانت العبارة «إذا ظفرت بوهم عالم فلا تفرح به للحط منه ولكن التمس العذر له وصحح الخطأ» هذا صواب العبارة.
ثم قال:«فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام، ولا سيما المكثرين منهم». والأفصح أن يقول :«لا سيما المكثرون منهم».
يقول أن المنصف يعني الذي يتكلم بالعدل ويتتبع أقوال العلماء يعلم أنه ما في عالم إلا وله أوهام وأخطاء، ولا سيما المكثر الذي يكثر الكتابة والفتوى. ولهذا قال بعضهم: من كثر كلامه، كثر سقطه. ومن قل كلامه، قل سقطه.
ثم قال :«وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص، إلا متعالم» يريد أن يطب زكاما فيحدث به جذاما.
في الحقيقة لا يفرح به للتنقص إلا إنسان معتدي لا متعالي. معتدي يريد العدوان على الشخص نفسه، ويريد العدوان على العلم الصحيح، لأن الناس إذا وجدوا هذا العالم أخطأ في مسألة ضعف قوله، أو ضعفت قوة قوله عندهم حتى في المسائل الصحيحة.

60- دفع الشبهات:
لا تجعل قلبك كالإسفنجة تتقلى ما يرد عليها، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، وأكثر من يلقيها حمالة الحطب- المبتدعة- فتوقهم.
هذه الوصية أوصى بها شيخ الإسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم قال: «لا تجعل قلبك كالإسفنجة بشرب ويقبل كل ما ورد عليه، ولكن اجعله زجاجة صافية تبين ما وراءها ولا تتأثر بما يرد عليها».
كثير من الناس يكون قلبه غير مستقر ويورد شبهات. وقد قال العلماء رحمهم الله قولا حقا وهو: أننا لو طاوعنا الإيرادات العقلية ما بقي علينا نص إلا وهو محتمل مشتبه، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يأخذون بظاهر القرآن وبظاهر السنة، ولا يوردون: ولو قال قائل.
نعم إن كان الإيراد قويا أو كان هذا الإيراد قد أورد من قبل فحينئذ يبحث الإنسان، أما أن يجعل يفكر إذا نام على فراشه «إنما الأعمال بالنيات» أفلا يحتمل بالأعمال العبادات الأم: كالصلاة والزكاة والحج والصوم، والباقي لا نية له. يمكن، فيه احتمال عقليا؛ ثم يبني على الاحتمال الذي أورده على نفسه احتمالات أخرى.
وما أكثر هذا في بعض الناس، نجده دائما يورد إيرادات وهذا في الواقع ثلم عظيم في تلقي العلم.
اترك الإيرادات وامش على الظاهر فهو الأصل، ولهذا اقرأوا الآن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة والأحاديث تجدون المسألة على ظاهرها.
لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير.
قالوا: يا رسول الله كيف ينزل؟ وهل السماء تسعه؟ وهل يخلو من العرش؟ هل قالوا هكذا؟! أبدا.
لما حدثهم أن الموت يؤتى به يوم القيامة على صورة كبش، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت، ثم يذبح بين الجنة والنار.
قالوا: كيف يكون الموت كبشا؟ ما قالوا هذا !!
لذلك أنصح نفسي وإياكم ألا توردوا هذا على أنفسكم، لا سيما في أمور الغيب المحضة، لأن العقل بحار فيها، ما يدركها، فدعها على ظاهرها ولا تتكلم فيها.
قل سمعنا وآمنا وصدقنا، وما وراءنا أعظم مما نتخيل. فهذا مما ينبغي لطالب العلم أن يسلكه.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
09-05-10, 01:17 AM
- احذر اللحن:
ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق، ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني: فعن عمر رضي الله عنه أنه قال :«تعلموا العربية، فإنها تزيد في المروءة». وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن. وأسند الخطيب. عن الرحبي قال: «سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحان، فكتب عن اللحان لحان آخر، صار الحديث بالفارسية» ! وأنشد المبرد.




النحو يسبط من لسان الألكن***والمرء تكرمه إذا لـم يلحـن


فإذا أردت من العلوم أجلها***فأجلها منها مقيـم الألسـن



وعليه، فلا تحفل بقول القاسم بن مخيمرة- رحمه الله تعالى-: «تعلم النحو: أوله شغل، وآخره بغي».
ولا بقول بشر الحافي- رحمه الله تعالى-: «لما قيل له: تعلم النحو قال: أضل.
قال: قل ضرب زيد عمرا. قال بشر: يا أخي! لم ضربه؟ قال: يا أبا نصر ! ما ضربه وإنما هذا أصل وضع. فقال بشر: هذا أوله كذب، لا حاجة لي فيه». رواهما الخطيب في «اقتضاء العلم العمل».
اللحن معناه: الميل سواء كان في قواعد التصريف أو في قواعد الإعراب. قواعد الإعراب يمكن الإحاطة بها، فيعرف الإنسان القواعد ويطبق لفظه أو كتابته عليها.
قواعد التصريف هي المشكلة، أحيانا يأتي الميزان الصرفي على غير قياس، يأتي سماعيا بحتا، وحينئذ لا يخلو إنسان في الغلط فيه.
عندك جموع التكسير، تحتاج إلى ضبط. عندك أبنية المصادر تحتاج إلى ضبط، ومع هذا لو ضبطها سوف تجد شاذا كثيرا عنها، ولكن نقول: سدد وقارب. فعليك بأن تعدل لسانك وأن تعدل بنانك، وأن لا تكتب إلا بعربية، ولا تنطق إلا بعربية، فإن عدم اللحن جلالة وصفاء لون ووقوف على ملامح المعاني لسلامة المباني. كلما سلم المبنى اتضح المعنى.
وعن عمر رضي الله عنه قال :«تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة». هذه يقولها في عهده، يأمر بتعلم العربية خوفا من أن تتغير بلسان الأعاجم بعد الفتوحات.
لكن مع الأسف أننا في هذا الزمن- الذي ليس لنا شخصية وصرنا أذيالا وأتباعا لغيرنا- صار منا من يرى أن من تكلم بالإنجليزية أو بالفرنسية هو ذو مروءة، ويفخر إذا كان الإنجليزية أو الفرنسية، بل إن بعضنا يعلم أولاده اللغة غير العربية.
بعض الصبيان يأتي يقول مع السلامة، فيقول : باي باي.
في الهاتف يقول: آلو. لماذا لم تقل: السلام عليكم، لأنك الآن تستأذن، فهذه أشياء – مع الأسف- لما كنا ليس لنا شخصية، ويجب أن يكون لنا شخصية، لأننا والحمد لله أهل دين وشريعة، لكن صار بعضنا أذيالا.
عمر يقول : «تعلموا العربية فإنها تزيدكم مروءة»، وبناء على ذلك : كلما كان الإنسان أعلم بالعربية صار أكبر مروءة وأكثر.
قال: «وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن، واللحن قليل في ذلك الوقت، ومع ذلك يضربونهم عليه. عندنا الآن لا أحد يضرب على اللحن ولا أولاده ولا تلاميذه ولا غيره، على الأقل بالنسبة للتلاميذ إذا أخطأ الإنسان في العربية فرد عليه حتى لا يكون أخطأ، وظن أن سكوتك يدل على صحة ما نطق به.


الثاني والستون: الإجهاضُ الفكريُّ :
احْذَر ( الإجهاضَ الفِكْرِيَّ ) ؛ بإخراجِ الفِكرةِ قبلَ نُضُوجِها .
الشيخ:
هذا بمعنى ما سبق، أنك لا تتعجل من حين ما يتبين لك شيئا تخرجه، لا سيما إذا كان هذا الشيء الذي أنت تريد أن تخرجه مخالفا لقول أكثر العلماء أو مخالفا لما تقتضيه الأدلة الأخرى الصحيحة، لأن بعض الناس يمشي مع بنيات الطريق، فتجده إذا مر بحديث -ولو كان ضعيفا شاذا- أخذ به، ثم قام يتكلم به في الناس، فيظن الناس لهذا أنه أدرك من العلم ما لم يدركه غيره. فنقول الذي بينك وبين الله: إذا رأيت حديثا يدل على حكم تعارضه الأحاديث الصحيحة التي هي عماد الأمة، والتي تلقتها الأمة بالقبول فلا تتعجل، وكذلك إذا رأيته يدل على حكم خالف الجمهور، لا تتعجل. لكن إذا تبين لك الحق فلا بد من القول به. هذا سماه الشيخ بكر: (الإجهاض الفكري) يعني كأن امرأة وضعت حملها قبل أن يتم.


الثالث والستون: الإسرائيلياتُ الجديدةُ :
احْذَر الإسرائيليَّاتِ الجديدةَ في نَفَثَاتِ المستشرقين من يهودَ ونَصَارَى ؛ فهي أشدُّ نِكايةً وأعظَمُ خَطَرًا من الإسرائيليَّاتِ القديمةِ ؛ فإنَّ هذه قد وَضَحَ أمْرُها ببيانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الموْقِفَ منها ؛ ونَشْرِ العُلماءِ القولَ فيها ، أمَّا الجديدةُ الْمُتَسَرِّبَةُ إلى الفِكْرِ الإسلاميِّ في أعقابِ الثورةِ الحضارِيَّةِ واتِّصالِ العالَمِ بعضِه ببعضٍ ، وكَبْحِ المدِّ الإسلاميِّ ؛ فهي شرٌّ مَحْضٌ وبلاءٌ متَدَفِّقٌ ، وقد أخذَتْ بعضَ المسلمينَ عنها سِنَةٌ ، وخَفَضَ الْجَناحَ لها آخَرونَ فاحْذَرْ أن تَقَعَ فيها ، وَقَى اللهُ المسلمينَ شَرَّهَا .
الشيخ:
يريد بهذا الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى، فهي ليست إسرائيليات إخبارية، بل إسرائيليات فكرية دخل على كثير من الكتاب الأدبيين، وغير الأدبيين، أفكار دخيلة في الواقع، منها ما يتعلق بالمعاملات، ومنها ما يتعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالأنكحة، حتى إن بعض الكتاب ينكر تعدد النساء الذي ذهب كثير من العلماء إلى أن التعدد أفضل من الإفراد، وينكر التعدد ويقول هذا في زمن ولى وراح، ولم يدر أن التعدد في هذا الزمن أشد إلحاحا منه فيما سبق لكثرة النساء وكثرة الفتن واحتياج النساء إلى من يُحَصن فروجهن. كذلك أيضا من بعض الأفكار ما يتعلق بحال النبي عليه الصلاة والسلام وتعدد الزوجات في حقه ، ومن الأفكار أيضا ما يتعلق بالخلافة والإمامة، كيف كان أبو بكر يبايع له بدون أن يستشار الناس كلهم، حتى العجوز والطفل.... وما أشبه ذلك.
المهم أن هناك أفكارا جديدة واردة اشتبهت على بعض كتاب المسلمين فيجب على الإنسان الحذر منها وأن يرجع إلى الأصول في هذه الأمور فإنها خير.

64- احذر الجدل البيزنطي:
أي الجدل العقيم، أو الضئيل، فقد كان البيزنطيون يتحاورون في جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم حتى داهمهم. وهكذا الجدل الضئيل يصد عن السبيل.
وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع، كما قال الحسن، إذا سمع قوما يتجادلون. «هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا». رواه أحمد في «الزهد»، وأبو نعيم في «الحلية».
وهذا مهم، الحذر من الجدل البيزنطي، وهو الجدال العقيم، الذي لا فائدة منه، أو الجدل الذي يؤدي إلى التنطع في المسائل والتعمق فيها بدون أن يكلفنا الله ذلك، فدع هذا الجدل واتركه، لأنه لا يزيدك إلا قسوة في القلب وكراهة للحق، إذا كان مع خصمك وغلبك فيه، فلهذا دع هذا النوع من الجدل.
أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق، ويكون جدل مبني على السماحة، وعدم التنطع. فهذا أمر مأمور به. قال الله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125).
ثم ذكر المؤلف – وفقه الله- مثالا للجدل العقيم: جنس الملائكة ما هم؟ يجادل هؤلاء المتكلمون: جنسهم من كذا، وجنسهم من كذا.
ونحن نعلم أنهم خلقوا من نور وأنهم أجسام وأنهم لهم أجنحة وأنهم يصعدون وينزلون إلى آخر ما ذكره الله في الكتاب أو ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة من أوصافهم، ولا نتعد في أمور الغيب غير ما بلغنا، ولا نسأل: كيف ولم؟ لأن هذا أمر فوق العقل، وأيضا سمعنا قصة مماثلة، كان العدو على أبواب المدنية، وكان الناس يتجادلون: أيما خلق أولا: الدجاجة أم البيضة؟.
ومن ذلك أيضا، ما ابتلي به أهل الكلام فيما يتعلق بالعقيدة وصاروا يتنطعون ويقولون -مثلاً-: كلام الله هل هو صفة فعلية أم ذاتية؟
وهل هو حادث أو قديم؟
وما أشبه ذلك من الكلام،
وهل نزول الله إلى السماء الدنيا حقيقة أو مجاز؟
وهل أصابعه حقيقة أم مجاز؟
وكم أصابعه؟
وما أشبه ذلك.
والله يا أخوة إن هذا البحث يقسي القلب وينتزع الهيبة- هيبة الله عز وجل- وتعظيمه وإجلاله من القلب.
إن كان الإنسان يريد أن يتكلم عن صفات الله كأنه يشرح جثة ميت!!
سبحان الله !! الناس قبل أن يدخلوا في هذا الأمر تجدهم إذا ذكر الله اقشعر جلده من هيبة الله وعظمته.
كل هذا البحث فيه عقيم، كن كما كان الصحابة رضي الله عنهم لا يسألون عن مثل هذه الأمور، لأنهم إذا سألوا وبحثوا ونقبوا، فإن الضريبة هي قسوة القلب، مؤكد. لكن إذا بقي الرب عز وجل محل الإجلال والتعظيم في قلبك، وعدم البحث في هذه الأمور صار هذا أجل وأعظم، فاستمسك به فهذا إن شاء الله هو الحق.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
09-05-10, 01:21 AM
65- لا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ يُعْقَدُ الولاءُ والبَرَاءُ عليها :
أهلُ الإسلامِ ليس لهم سِمَةٌ سَِوى الإسلامِ والسلامِ : فيا طالبَ العلْمِ ! بارَكَ اللهُ فيك وفي عِلْمِك ؛ اطْلُب العِلْمَ واطْلُب العملَ وادْعُ إلى اللهِ تعالى على طَريقةِ السلَفِ .
ولا تَكُنْ خَرَّاجًا وَلَّاجًا في الجماعاتِ ، فتَخْرُجَ من السَّعةِ إلى القوالِبِ الضيِّقَةِ فالإسلامُ كلُّه لك جَادَّةً ومَنْهَجًا والمسلمونَ جَميعُهم هم الجماعةُ وإنَّ يدَ اللهِ مع الجماعةِ ، فلا طائفِيَّةَ ولا حِزبيَّةَ في الإسلامِ .
وأُعِيذُكَ باللهِ أن تَتَصَدَّعَ ، فتكونَ نَهَّابًا بينَ الفِرَقِ والطوائفِ والْمَذاهِبِ الباطلةِ والأحزابِ الغاليةِ ، تَعْقِدُ سُلطانَ الوَلاءِ والبَرَاءِ عليها فكُنْ طالِبَ عِلْمٍ على الْجَادَّةِ ؛ تَقْفُو الأَثَرَ ، وتَتْبَعُ السُّنَنَ ، تَدْعُو إلى اللهِ على بَصيرةٍ ، عارفًا لأهلِ الفَضْلِ فَضْلَهم وسابِقَتَهم .
وإنَّ الحزبيَّةَ ذاتَ المساراتِ والقوالِبِ الْمُستحدَثَةِ التي لم يَعْهَدْها السلَفُ من أَعْظَمِ العوائقِ عن العِلْمِ ، والتفريقِ عن الجماعةِ ، فكم أَوْهَنَت حَبْلَ الاتِّحادِ الإسلاميِّ وغَشِيَت المسلمينَ بسَبَبِها الغَوَاشِي .
فاحْذَرْ رَحِمَكَ اللهُ أَحزابًا وطَوائفَ طافَ طائفُها ونَجَمَ بالشرِّ ناجِمُها فما هي إلا كالْمَيَازِيبِ؛ تَجْمَعُ الماءَ كَدَرًا ، وتُفَرِّقُه هَدَرًا ؛ إلا مَن رَحِمَه ربُّك ، فصارَ على مِثْلِ ما كان عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه رَضِي اللهُ عَنْهُم .
قالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى عندَ عَلَامَةِ أهلِ العُبودِيَّةِ : ( العَلامةُ الثانيةُ : قولُه : ( ولم يُنْسَبُوا إلى اسمٍ ) ؛ أي : لم يَشْتَهِروا باسمٍ يُعرَفون به عندَ الناسِ من الأسماءِ التي صارَتْ أعلامًا لأهلِ الطريقِ ) .
وأيضًا ؛ فإنهم لم يَتَقَيَّدُوا بعَمَلٍ واحدٍ يُجْرَى عليهم اسْمُه ، فيُعْرَفون به دونَ غيرِه من الأعمالِ ؛ فإنَّ هذا آفةٌ في العُبوديَّةِ ، وهي عُبودِيَّةٌ مُقَيَّدَةٌ .
وأمَّا العُبوديَّةُ المطلَقَةُ ؛ فلا يُعْرَفُ صاحبُها باسمٍ مُعَيَّنٍ من معاني أسمائِها ؛ فإنه مُجيبٌ لداعيها على اختلافِ أنواعِها ، فله مع كلِّ أهلِ عُبودِيَّةٍ نصيبٌ يَضْرِبُ معهم بسَهْمٍ ؛ فلا يَتَقَيَّدُ برَسْمٍ ولا إشارةٍ ولا اسمٍ ولا بِزِيٍّ ولا طريقٍ وَضْعِيٍّ اصطلاحيٍّ ، بل إن سُئِلَ عن شَيخِه ؟ قالَ : الرسولُ . وعن طريقِه ؟ قال : الاتِّباعُ . وعن خِرْقَتِه قال : لِباسُ التَّقْوَى ، وعن مَذْهَبِه ؟ قالَ : تَحكيمُ السُّنَّةِ . وعن مَقْصِدِه ومَطْلَبِه ؟ قالَ : { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } . وعن رِباطِه وعن خَانْكَاهُ ؟ قالَ : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ } وعن نَسَبِه ؟ قالَ :
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سِوَاهُ***إذا افْتَخُروا بقيْسٍ أو تَمِيمِ


وعن مَأْكَلِه ومَشْرَبِه ؟ قال : ( ما لك ولها ؟ معها حِذاؤُها وسِقاؤُها ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعَى الشَّجَرَ حتى تَلْقَى رَبَّهَا ) .




واحسرتاه تَقَضَّى العُمْرُ وانْصَرَمَـتْ***ساعاتُه بينَ ذُلِّ العَجْـزِ والْكَسَـلِ


والقوْمُ قد أَخَذُوا دَرْبَ النجاةِ وقدْ***ساروا إلى الْمَطْلَبِ الأَعْلَى على مَهَلِ



ثم قالَ : ( قولُه : ( أولئك ذخائرُ اللهِ حيث كانوا ) ؛ ذخائرُ الْمُلْكِ : ما يُخَبَّأُ عندَه ويَذْخَرُه لِمُهِمَّاتِه ، ولا يَبْذُلُه لكلِّ أحدٍ ؛ وكذلك ذَخيرةُ الرجُلِ : ما يَذْخَرُه لحوائجِه ومُهِمَّاتِه ، وهؤلاءِ ؛ لَمَّا كانوا مَسْتُورِينَ عن الناسِ بأَسبابِهم ، غيرَ مُشارٍ إليهم ، ولا مُتَمَيِّزِينَ بِرَسْمٍ دونَ الناسِ ، ولا مُنتسبينَ إلى اسمِ طريقٍ أو مَذهَبٍ أو شيخٍ أو زِيٍّ ؛ كانوا بِمَنْزِلَةِ الذخائرِ المخبوءةِ، وهؤلاءِ أَبْعَدُ الْخَلْقِ عن الآفاتِ ؛ فإنَّ الآفاتِ كلَّها تَحتَ الرسومِ والتقَيُّدِ بها ، ولزومِ الطرُقِ الاصطلاحيَّةِ والأوضاعِ المتداوَلَةِ الحادِثَةِ .
هذه هي التي قَطَعَتْ أكثرَ الخلْقِ عن اللهِ وهم لا يَشعرون .
والعَجَبُ أنَّ أَهْلَها هم الْمَعروفون بالطلَبِ والإرادةِ ، والسيْرِ إلى اللهِ وهم – إلا الواحدَ بعدَ الواحدِ – الْمَقطوعون عن اللهِ بتلك الرسومِ والقُيودِ .
وقد سُئِلَ بعضُ الأئِمَّةِ عن السُّنَّةِ ؟ فقالَ : ما لا اسمَ له سِوَى ( السُّنَّةِ ) .
يعني : أنَّ أهلَ السُّنَّةِ ليس لهم اسمٌ يُنْسَبُون إليه سِواهَا .
فمِن الناسِ مَن يَتَقَيَّدُ بلِباسِ غيرِه ، أو بالجلوسِ في مَكانٍ لا يَجْلِسُ في غيرِه أو مِشْيَةٍ لا يَمْشِي غيرَها أو بِزِيٍّ وهيئةٍ لا يَخْرُجُ عنهما ، أو عبادةٍ مُعَيَّنَةٍ لا يَتَعَبَّدُ بغيرِها وإن كانت أَعْلَى منها أو شيخٍ مُعَيَّنٍ لا يُلْتَفَتُ إلى غيرِه، وإن كان أَقْرَبَ إلى اللهِ ورسولِه منه .
فهؤلاءِ كلُّهم مَحجوبون عن الظَّفَرِ بالمطلوبِ الأعلى مَصْدُودُون عنه، قد قَيَّدَتْهُم العوائِدُ والرُّسومُ والأوضاعُ والاصطلاحاتُ عن تَجريدِ المتابَعَةِ فأَضْحَوْا عنها بِمَعْزِلٍ، ومَنزِلتُهم منها أبْعَدُ مَنْزِلٍ ، فتَرَى أحدَهم يَتَعَبَّدُ بالرياضةِ والْخَلْوَةِ وتَفريغِ القَلْبِ ويَعُدُّ العِلْمَ قاطعًا له عن الطريقِ فإذا ذُكِرَ له الْمُوالاةُ في اللهِ والْمُعاداةُ فيه والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكَرِ ؛ عَدَّ ذلك فُضولًا وشَرًّا ، وإذا رَأَوْا بينَهم مَن يَقومُ بذلك أَخْرَجُوه من بينِهم وَعَدُّوه غَيْرًا عليهم ، فهؤلاءِ أَبْعَدُ الناسِ عن اللهِ ، وإن كانوا أكثرَ إشارةً . واللهُ أَعْلَمُ ) اهـ .

الشرح:

هذا فصل مهم، وهو تخلي طالب العلم عن الطائفية والحزبية، بحيث يعقد الولاء والبراء على طائفة معينة أو على حزب معين، فإن هذا لا شك خلاف منهج السلف، السلف الصالح ليس عندهم حزبية كلهم حزب واحد، كلهم ينضمون تحت قول الله تعالى : (هو سماكم المسلمين من قبل) (سورة الحج: 78).
فلا حزبية ولا تعدد ولا موالاة ولا معاداة إلا على حسب ما جاء في الكتاب والسنة.
فمن الناس مثلا من يتحزب إلى طائفة معينة، يقرر منهجها ويستدل عليه بالأدلة التي قد تكون دليل عليه، وقد تكون دليل له ويحامي دونه، ويضلل من سواه حتى ولو كانوا أقرب إلى الحق منها ويأخذ بمبدأ: من ليس معي فهو علي.
وهذا مبدأ خبيث، يعني بعض الناس يقول: إذا لم تكن معي فأنت علي، هناك وسط بين أن يكون لك أو عليك، وإذا كان عليك في الحق فليكن عليك فإنه في الحقيقة معك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما». ونصر الظالم أن تمنعه من الظلم، فلا حزبية في الإسلام. ولذلك لما ظهرت الأحزاب في المسلمين تنوعت الطرق وتفرقت الأمة، وصار بعضهم يضلل بعضا ويأكل لحم أخيه ميتا، فالواجب عدم ذلك.
الآن مثلا يكون بعض الناس طالب علم عند شيخ من المشايخ، ينتصر لهذا الشيخ بالحق وبالباطل. وما في سواه يضلله ويبدعه ويرى أنه- شيخه- العالم المصلح، ومن سواه إما جاهل وإما مفسد، وهذا غلط كبير، خذ الحق من أي إنسان، وإذا استروحت نفسك لشخص من الناس فالزم مجلسه، لكن لا يعني ذلك أن تكون معه على الحق والباطل، وأن تضلل من سواه وتزدريهم أو ما أشبه ذلك فإن هذا غلط.
يقول الشيخ : «أهل الإسلام ليس لهم سمة سوى الإسلام والسلام» صحيح. (هو سماكم المسلمين من قبل) (سورة الحج: 78). كلنا مسلمون، فهذه سمة المسلم وعلامته: مسلما لله، مستسلما له، قائما بأمره تابعا لرسوله. هذا هو سمة المسلم.
فيا طالب العلم بارك الله فيك وفي علمك اطلب العلم واطلب العمل، لا تكن مثل بعض الناس، ليس إلا كتب مجموعة، يحفظ كثيرا ويفهم كثيرا، لكنه يعمل قليلا. فهذا لا ينتج.
كن طالبا للعلم عاملا به، داعيا إلى الحق. ثلاثة أشياء: صدق الطلب، العمل به، الدعوة. لا بد من هذا، أما مجرد أن تحشر العلوم ولا ينتفع الناس بعلمك، فهذا نقص كبير.
وادع إلى الله على طريقة السلف. وما هي طريقة السلف في الدعوة إلى الله؟ هي التي أرشدهم الله إليها بقوله : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (سورة النحل: 125). لين في موضع اللين، وشدة في موضع الشدة.
قال: «ولا تكن خراجا ولاجا في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهج».
يقول: إن بعض الناس يكون ولاجا خراجا، بينما تجده منضما إلى قوم أو فئة، اليوم تجده خارجا منها ووالجا في جهة أخرى، وهذا مضيعة للوقت، ودليل على أن الإنسان ليس له قاعدة يبني عليها حياته.
يقول: «المسلمون جميعهم هم الجماعة، وأن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام». بل يجب أن نكون أمة واحدة، وإن اختلفنا في الرأي، أما أن نكون أحزابا: هذا إخواني- يعني من الإخوان المسلمين- وهذا سلفي، وهذا تبليغي.
وهذا لا يجوز، الواجب أن كل هذه الأسماء ينبغي أن تزول. وتكون أمة واحدة، وحزب واحد على أعدائنا.
قال: «وأعيذك بالله أن تتصدع، فتكون نهابا بين الفرق، والطوائف، والمذاهب الباطلة، والأحزاب الغالية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها». هذه أيضا طريق سيئة، أن يكون الإنسان نهابا بين الفرق والطوائف، يأخذ من هذا، ومن ثم لا يستقر على رأي.
فإن هذه آفة عظيمة، والواجب على الإنسان أن يكون مختارا ما هو أنسب في العلم والدين ويستمر عليه وقد روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:«من بورك له في شيء فليلزمه». وهذه في الحقيقة قاعدة لمنهاج المسلم يجب أن يسير عليها، من بورك له في شيء فليلزمه وليستمر عليه حتى لا تتقطع أوقاته يوما هنا ويوما هنا.
يقول: «فكن طالب علم على الجادةـ تقفوا الأثر، وتتبع السنن، تدعوا إلى الله على بصيرة عارفا لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم».
هذه أيضا وصية نافعة، أن الإنسان ينبغي له أن يتبع الأثر وأن يدع الأهواء والأفكار الواردة على الإسلام والتي هي في الحقيقة دخيلة على الإسلام وبعيدة الوضوح.
ثم نقل كلام ابن القيم: (العلامة الثانية) قوله: «ولم ينسبوا إلى اسم» أي: لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاما لأهل الطريق.
وأيضا، فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال، فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة.
وأما العبودية المطلقة، فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها.
هذا هو الصحيح، العبودية المطلقة أن يعبد الإنسان ربه على حسب ما تقتضيه الشريعة. مرة من المصلين، ومرة من الصائمين، ومرة من المجاهدين ومرة من المتصدقين حسب ما تقتضيه المصلحة، ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم هكذا حاله، لا تكاد تراه صائما إلا وجدته صائما ولا مفطرا إلا وجدته مفطرا، ولا قائما إلا وجدته قائما.
يتبع المصلحة، أحيانا يترك الأشياء التي يحبها من أجل مصلحة الناس، فإياك أن تكون قاصرا على عبادة معينة، بحيث لا تتزحزح عنها.
قال: «فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها»، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزي، ولا طريق وضعي اصطلاحي، بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول. وعن طريقه؟ قال: الاتباع. وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى. وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة.
وعن مقصده ومطلبه؟ قال : (يريدون وجهه). وعن رباطة وعن خانكاه؟ قال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) (سورة النور: 36-37). وعن نسبه؟ قال:



أبي الإسلام لا أب لي سواه***إذا افتخروا بقيس أو تميم



وعن مأكله ومشربه؟ قال: «مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، حتى تلقى ربها».
هذه قالها النبي صلى الله عليه وسلم في ضالة الإبل، لما سئل عن إلتقاطها غضب عليه الصلاة والسلام. وقال: «ما لك ولها؟ دعها فإن معها حذاؤها وسقاؤها ترد وترعى الشجر حتى تلقى ربها».
ابن القيم- رحمه الله- نقلها إلى هذا المعنى الجليل، يعني: هؤلاء العباد الذين تفنوا في العبادة وأخذوا لكل نوع منها نصيب. لو سئل من أين يجري عليك الرزق.
يجيب: مالك ولها دعني!! يرزقني الله عز وجل.




واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت***ساعاته بين ذل العجـز والكسـل


والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد***ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل



ثم قال: قوله:«أولئك ذخائر الله حيث كانوا، ذخائر الملك: ما يخبأ عنده، ويذخره لمهماته، ولا يبذله لكل أحد، وكذلك ذخيرة الرجل: ما يذخره لحوائجه ومهماته. وهؤلاء لما كانوا مستورين عن الناس بأسبابهم، غير مشار إليهم، ولا متميزين برسم دون الناس، ولا منتسبين إلى اسم طريق أو مذهب أو شيخ أو زي، كانوا بمنزلة الذخائر المخبوءة. هؤلاء أبعد الخلق عن الآفت، فإن الآفات كلها تحت الرسوم والتقيد بها، ولزوم الطرق الاصطلاحية، والأوضاع المتداولة الحادثة. هذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله، وهم لا يشعرون».
صحيح هذا.. لا شك أن الأمر كما قال الإمام ابن القيم- رحمه الله- هؤلاء الذين لهم مراسم معينة، ولهم طقوس معينة، وأشكال معينة، هؤلاء لا شك أنهم ينقطعون عن الله عز وجل بحسب ما معهم من هذه الرسومات الإصطلاحية وما أشبهها، تجد الواحد منهم إذا رأيته قلت: من هذا الرجل؟ من هذا العالم. لكنه عالم بالزي والشكل فقط، وليس عنده علم راسخ، بل وربما نقول إيمانه ضعيف أيضا، وإلا لكان يعتمد على ما عنده من العلم والإيمان والدعوة والصلاح. قال:
«والعجب أن أهلها هم المعروفون بالطلب والإرادة، والسير إلى الله، وهم- إلا الواحد بعد الواحد- المقطوعون عن الله بتلك الرسوم والقيود».
العجب من أن الإنسان يستغرب أن يكون هؤلاء الذين أخذوا العلم بالرسوم والاصطلاحات الحادثة، هم المعروفون بالطلب والإرادة لأنهم يغرون الناس بلباسهم ونبرات كلامهم، وغير ذلك.
ثم قال: «وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ فقال: ما لا اسم له سوى «السنة». يعني: أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها. فمن الناس من يتقيد بلباس غيره، أو بالجلوس في مكان لا يجلس في غيره، أو مشية لا يمشي غيرها، أو بزي وهيئة لا يخرج عنهما، أو عبادة معينة لا يتعبد بغيرها وإن كانت أعلى منها، أو شيخ معين لا يلتفت إلى غيره وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه. فهؤلاء كلهم محجوبون عن الظفر بالمطلوب الأعلى، مصدودون عنه، قد قيدتهم العوائد والرسوم، والأوضاع، والاصطلاحات عن تجريد المتابعة، فأضحوا عنه بمعزل، ومنزلتهم منها أبعد منزل، فترى أحدهم يتعبد بالرياضة، والخلوة، وتفريغ القلب، ويعد العلم قاطعا له عن الطريق، فإذا ذكر له الموالاة في الله، والمعاداة فيه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عد ذلك فضولا وشرا، وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك، أخرجوه من بينهم، وعدوه غيرا عليهم، فهؤلاء أبعد الناس عن الله، وإن كانوا أكثر إشارة. والله أعلم» اهـ.

قوله:«يتعبد بالرياضة» المراد: الرياضة القلبية على زعمهم، فتجدهم منعزلين عن الناس، بعيدين عن الناس، لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ولا يتعلمون ظنا منهم أن هذا هو الخير، ولكنهم في الواقع ضلوا، الخير أن تتبع الخير حيث ما كان.
فتارة في مجالس العلم، وتارة في مصارف الجهاد، وتارة في الحسبة، وتارة في الصلاة وتارة في القرآن، حسب ما ترى أنه أنفع لعباد الله وأخشى لقلبك، لكن من الناس من لا يتحمل، فتجده يركن إلى شيء معين من العبادة يدعي أن فيه صلاح قلبه ويستمر عليه.

عمادة إشراف معهد العلوم الشرعية العالمي
09-05-10, 01:27 AM
66- نواقض هذه الحلية:
يا أخي! – وقانا الله وإياك العثرات- إن كنت قرأت مثلا من «حلية طالب العلم» وآدابه، وعلمت بعضا من نواقضها، فاعلم من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها:
1- إفشاء السر.
2- ونقل الكلام من قوم إلى آخرين.
3- والصلف واللسانة.
4- وكثرة المزاح.
5- والدخول في حديث بين اثنين.
6- والحقد.
7- والحسد.
8- وسوء الظن.
9- ومجالسة المبتدعة.
10- ونقل الخطى إلى المحارم.
فاحذر هذه الآثام وأخواتها، واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم، فإن فعلت، وإلا فاعلم أنك رقيق الديانة، خفيف، لعاب، مغتاب، نمام، فأنى لك أن تكون طالب علم، يشار إليك بالبنان، منعما بالعلم والعمل؟
سدد الله الخطى، ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبة في الآخرة والأولى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الشرح:
هذه النواقض والخوارم التي ذكرها هي في الحقيقية خدش عظيم لطالب العلم وللعامة أيضا .
1- إفشاء السر محرم : لأنه خيانة للأمانة . فإذا استكتمك الأنسان حديثا فلا يحل لك أن تفشيه لأي أحد كان ، واحذر أن يخدعك أحد لأن بعض الناس يظن أنه أفشي إليك ثم يأتي إليك وكأن الأمر مسلَم أنه علم بذلك فقيول مثلا:ما شاء الله، من أدراك عن كذا وكذا، فيبهت الآخر، فيظن أنه قد علن ثم يفضي له السر وهذه طريقة تجسس من بعض الناس.
فاحذر هذا، فما دمت استكمتك صاحبك فإذا جاء أحد يبهتك بمثل هذا الأسلوب، فلا تخف. قل: أبدا، ما صار هذا، وأنا أبرىء إلى الله منه- وتقصد منه – هذا الكلام الذي قلت، لأنه تجسس.
قال العلماء: وإذا حدثك الإنسان بحديث والتفت، فقد استأمنك، فهو أمانة وسر، فلا يجوز أن تفشيه. حتى وإن لم يقل لا تخبر أحدا. لأن التفاته يعني أنه لا يريد أحدا يسمعه. فإذا أفشيته فهذا من إفشاء السر.
2- ونقل الكلام من قوم إلى آخرين: وهذه هي النميمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قتات». أي: نمام، ومر بقبرين يعذبان، وذكر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة. فهي من كبائر الذنوب.
يأتي الشخص لآخر ويقول: فلان يقول فيك كذا وكذا. لكن إذا كان المقصود بذلك النصيحة. كيف النصيحة؟! يعني: أن هذا الرجل مغتر بالشخص ويفضي إليه أسراره ويستشيره في أموره، فجاء إنساق وقال: يا فلان، أنا رأيتك تفضي سرك إلى فلان وتثق به، والرجل ليس بأمين، الرجل يفشي كل ما تقول. فهل يعتبر هذا نميمة؟ هذه نصيحة!
3- والصلف واللسانة: الصلف: يعني التشدد في الشيء، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله. بل هو صلت ولسن، يعني رفيع الصوت، أو يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.
وأما قوة الصوت وارتفاعه, فإنه ليس إلى اللسانة، هذه من خلقة الله عز وجل، ولما أنزل الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (سورة الحجرات: 2). كان ثابت بن قيس رضي الله عنه- وهو من أحد الشعراء والخطباء- كان جهوري الصوت، فلزم بيته يبكي، ولم يكن له وجه يخرج إلى الناس، ويقابل الناس به، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه وأرسل إليه رسولا، فقال:«إن الله أنزل هذه الآية وإني خفت أن يحبط عملي وأنا لا أشعر». فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:«إنه يحيى سعيدا، ويقتل شهيدا، ويدخل الجنة»
4- كثرة المزاح : ولم يقل المزاح لأن المزاح في الكلام، كالملح في الطعام إن أكثرت منه فسد الطعام، وإن لم تجعل فيه الملح لم يشته إليه الطعام. فكثرة المزاح تذهب الهيبة، وتنزل مرتبة طالب العلم. أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
جاء رجل يريد أن يحمله على بعير يجاهد عليها في سبيل الله،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنا حاملوك على ولد الناقة» قال الرجل كيف؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وهل تلد الإبل إلا النوق» . فهذا مزاح ولكنه حق.
وقال لأبي عمير- غلام صغير- معه طير يلعب به، فمات الطير. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم عليه ذات يوم فقال: «يا أبا عمير ما فعل النغير» .
أما ما يفعله بعض الناس، كل كلامه مزح، فهذا كما أنه لا يليق بالرجل العاقل فضلا عن طالب العلم، فإنه يجعل كلامه مزحا حتى أن المخاطبين يقولون له أنت صادق أم تمزح؟ لأنه يجعل كل كلامه مزحا.
5- الدخول في حديث بين اثنين : فإن بعض الناس إذا رأى اثنين يتحدثان، دخل بينهما وهذا كالمتسلق للجدار، لم يأت البيوت من أبوابها.
ولهذا كان من آداب حاضر صلاة الجمعة ألا يفرق بين اثنين كما جاءت به السنة، فالتفريق بين اثنين في الكلام وفي الحديث من خوارم المروءة، وكذلك أيضا لا ينبغي إذا رأيت اثنين يتحدثان أن تقترب منهما، بل من الأدب والمروءة أن تبتعد، لأنه ربما يكون بينهما حديث السر ويخجلان أن يقولا لك أبعد، فالحديث سر، أو إذا كانا لا يستطيعان ذلك عدلا عن حديث السر فقطعت حديثهما.
6-الحقد: والحقد يعني الكراهية والبغضاء، فإن بعض الناس إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة حقد عليه، مع أن هذا الذي أنعم عليه لم يتعرض له بسوء، لكن حاقد عليه. وما قصة ابني آدم بغريب علينا.
قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر. فقال الذي لم يتقبل منه إلى الذي تقبل منه لأقتلنك. كرهه وحقد عليه إلى حد أنه أودى بحياته، فقال له ذلك: (إنما يتقبل الله من المتقين) (سورة المائدة: 27). وليس بيدي تزكية نفسي أو لثناء عليها.
وإنما يريد أن يحث ذلك على التقوى حتى يقبل منه. كأنه قال له: اتق الله يقبل منك. ولكن : (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله) (سورة المائدة: 30).
فلا يجوز للإنسان أن يحقد على أخيه المسلم، ولا سيما أن يكون سبب الحقد ما من الله عليه من النعمة سواء دينيا أو دنيويا.
7- الحسد: من أخلاق اليهود، وبئس الخلق خلق الحسد، فما هو الحسد.
الحسد قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره.
يتمنى فقره إذا كان أنعم الله عليه بالمال، ونسيانه وجهله إذا كان أنعم الله عليه بالعلم، وفقد أولاده وعقم زوجته إذا كان الله من عليه بالأولاد وما أشبه ذلك.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها، لكن يكره أن الله أنعم على هذا الإنسان بهذه النعمة، فأما لو تمنى أن يرزقه الله مثلها، فليس هذا من الحسد بل هذا من الغبطة، التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين».
ومضار الحسد إحدى عشرة وهي:
1- أنه من كبائر الذنوب.
2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. والحديث ضعيف.
3- أنه من أخلاق اليهود.
4- أنه ينافي الإخوة الإيمانية.
5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
6- أنه سبيل للتعاسة.
7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان.
8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس.
9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
10- فيه إزدراء لنعمة الله على الحاسد.
11- يشغل القلب عن الله.
8- سوء الظن: أن يظن بغيره ظنا سيئا، مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء، لم يلق هذا الطالب هذا السؤال إلا رياء ليعرف أنه طالب. وكان المنافقون إذا أتى المتصدق من المسلمين بالصدقة- إن كانت كثيرة- قالوا: مرائي، وإن كانت قليلة.
قالوا: إن الله غني عن صدقة هذا، فهم يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم. فإياك وسوء الظن.
فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.
قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) (سورة الحجرات: 12). ولم يقل كل الظن، لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر (إن بعض الظن إثم) (سورة الحجرات: 12). وليس كل الظن، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم، والظن الذي لا مستند له، هو أيضا إثم.
9- ومجالسة المبتدعة: وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
فينبغي لطالب العلم أن يكون مرتفعا عن مجالسة من تخدش مجالستهم المروءة أو تخدش الدين. لكن كأنه خص ذلك بالمبتدعة لأن المقام مقام تعليم، فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان، وسحر في البيان، فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.
10- نقل الخطى إلى المحارم : يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة، فإن هذا من خوارم هذه الحلية: إذ أن الذي ينبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا، بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه، كما لو ذهب طالب العلم إلى ميع النساء. النساء لها أسواق للبيع، فذهب طالب العلم لأسواق النساء، هل هذا مما يحمد عليه أو مما يذم عليه؟ مما يذم عليه، يقال فلان طالب العلم يروح لأسواق النساء، حتى لو قال أنا أريد أن أذهب لأسواق النساء حتى أشتري لأهلي من هذه الأثواب التي تباع بالأسواق. قلنا وكل من يشتري عنك، أما أنت طالب علم ينتقد عليك هذا الفعل، ويقتدي بك من نيته سيئة.
ثم قال:«فاحذر هذه الآثام وأخواتها، واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم، فإن فعلت، وإلا فأعلم أنك رقيق الديانة، خفيف، لعاب، مغتاب، نمام، فإنى لك أن تكون طالب علم، يشار إليك بالبنان، منعما بالعلم والعمل؟
يعني: ينبغي للإنسان أن ينزل منزلتها وألا يدنسها بالأخلاق، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله قدوة، حتى إن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء. فقال :(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (سورة النحل: 43).
فالحاصل إنك يا طالب العلم محترم فلا تنزل نفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.
فهذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها، لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط، وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه وتعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) (سورة الأحزاب: 21).
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه.

انتهى شرح المتن ..
رحم الله شيخينا الجليلين ، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.

خلود أم يوسف
21-06-10, 10:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم وجزاكم خيرا
بوركت مجهوداتكم اللهم آمين
:)