عابرة سبيل
01-01-10, 04:44 PM
بائع المجلات,,
إنها الساعة الواحدة والثلث ظهرا,, وها أنا ذا أقترب من بوابة مدرسة ابن أختي لكي
آخذه للمنزل...
اعتدت أن أراه بقميصه الأحمر وهو يقف عند البوابة تحت شمس حارقة
حاملا بيده رزمة من مجلات الأطفال..وعلى وجه ابتسامه لاتفارقه..
كان يمد يده بالمجلات
كلما رآني أو رأى غيري ولكني وكغيري كذلك أعتذر بأني لا أريد..ولا تفتر
ابتسامته الواثقة!!...
وهكذا الحال..في أغلب الأيام التي أمر فيها إلى المدرسة..
وتمضي
الأشهر..
ولا أرى من يشتري منه ..ولا أشتري أنا أيضا لعدم حاجتي حقيقة لعلمي بأن
الأطفال الحلوين الذين في بيتنا ليسوا بأهل قراءة بل تقطيع أوراق ونثرها في جميع
الأرجاء!
وكعادتي...خرجت البارحة من المدرسة مصطحبة الصغير...ومالبثت أن رأيته يحمل
المجلات بيده وابتسامته الواثقة تلك..
وحينما اقتربت من البوابة وعلى غير العادة طلبت
منه مجلة!!..وفعلا وبعد عدة أشهر من صبره قد اشتريت منه!!
لا أدري لم اشتريت المجلة..
ربما لأنه يوم الخميس وبعده عطلة فأحببت أن أكافئ ابن أختي بشيء ما.. وكأني
لمحت أساريره قد تهللت فرحا بشرائي منه!! وكأنه انتصر أخيرا..رغم أنها مجلة واحدة
قيمتها دراهم معدودة!!
وها أنا ذا أطرح الموقف بشيء من التأمل ..
لم لا أتعلم من هذا البائع الصامد؟
وقف لأشهر..تحت شمس حارقة...لم يمل ..ولم يكل...مبتسما راضيا..فهو يؤدي عمله...اشترى منه أحد أو لم يشتري...لم يدفعه ذلك ليأس أو قنوط...يثق تماما بأنه سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه مراده...
ولله المثل الأعلى...
لم لا أتعلم الصمود على المداومة في دعاء ربي عز وجل..
لما الكسل ...لما الملل؟...لما الفتور...
ألست غنية بربي..أثق يقينا بأن خزائنه ملأى لاتنفذ؟!
لم قلبي لا يتشرب هذه الآية...
"إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون"
لم لاترتسم على شفاهي ابتسامة الرضى وحسن الظن بالله...والثقة بأن دعائي سيستجاب ولو بعد حين؟
لماذا لا أستخدم في دعائي نهج الأطفال حينما يريدون شيئا أكثروا البكاء والإلحاح؟؟
لم الاستعجال في الدعاء؟!
فهاهو زكريا عليه السلام رزق الولد بعد سنين طوال من الدعاء...ولم يدفعنه طول السنين على اليأس والقنوط...
طرح في نفسي هذا الموقف البسيط..شعورا رائعا....بالتفاؤل والأمل...ولم لا...!!
فإذا كان تعامل البائع مع البشر,,,,وهو يطلبهم أن يشتروا منه...قد تحقق بالنسبة له..
فإن تعاملي ليس مع البشر...الفقراء..فحالهم كحالي...ربما أعطوني أو منعوني..
لكن
تعاملي هو مع الله...الحيي الكريم...الذي يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً ..!!
أسأل الله أن يصلح حالنا معه وأن يمدنا بيقين من عنده وحسن ظن وثقة تمتلئ به أرواحنا وقلوبنا..
،
.
إنها الساعة الواحدة والثلث ظهرا,, وها أنا ذا أقترب من بوابة مدرسة ابن أختي لكي
آخذه للمنزل...
اعتدت أن أراه بقميصه الأحمر وهو يقف عند البوابة تحت شمس حارقة
حاملا بيده رزمة من مجلات الأطفال..وعلى وجه ابتسامه لاتفارقه..
كان يمد يده بالمجلات
كلما رآني أو رأى غيري ولكني وكغيري كذلك أعتذر بأني لا أريد..ولا تفتر
ابتسامته الواثقة!!...
وهكذا الحال..في أغلب الأيام التي أمر فيها إلى المدرسة..
وتمضي
الأشهر..
ولا أرى من يشتري منه ..ولا أشتري أنا أيضا لعدم حاجتي حقيقة لعلمي بأن
الأطفال الحلوين الذين في بيتنا ليسوا بأهل قراءة بل تقطيع أوراق ونثرها في جميع
الأرجاء!
وكعادتي...خرجت البارحة من المدرسة مصطحبة الصغير...ومالبثت أن رأيته يحمل
المجلات بيده وابتسامته الواثقة تلك..
وحينما اقتربت من البوابة وعلى غير العادة طلبت
منه مجلة!!..وفعلا وبعد عدة أشهر من صبره قد اشتريت منه!!
لا أدري لم اشتريت المجلة..
ربما لأنه يوم الخميس وبعده عطلة فأحببت أن أكافئ ابن أختي بشيء ما.. وكأني
لمحت أساريره قد تهللت فرحا بشرائي منه!! وكأنه انتصر أخيرا..رغم أنها مجلة واحدة
قيمتها دراهم معدودة!!
وها أنا ذا أطرح الموقف بشيء من التأمل ..
لم لا أتعلم من هذا البائع الصامد؟
وقف لأشهر..تحت شمس حارقة...لم يمل ..ولم يكل...مبتسما راضيا..فهو يؤدي عمله...اشترى منه أحد أو لم يشتري...لم يدفعه ذلك ليأس أو قنوط...يثق تماما بأنه سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه مراده...
ولله المثل الأعلى...
لم لا أتعلم الصمود على المداومة في دعاء ربي عز وجل..
لما الكسل ...لما الملل؟...لما الفتور...
ألست غنية بربي..أثق يقينا بأن خزائنه ملأى لاتنفذ؟!
لم قلبي لا يتشرب هذه الآية...
"إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون"
لم لاترتسم على شفاهي ابتسامة الرضى وحسن الظن بالله...والثقة بأن دعائي سيستجاب ولو بعد حين؟
لماذا لا أستخدم في دعائي نهج الأطفال حينما يريدون شيئا أكثروا البكاء والإلحاح؟؟
لم الاستعجال في الدعاء؟!
فهاهو زكريا عليه السلام رزق الولد بعد سنين طوال من الدعاء...ولم يدفعنه طول السنين على اليأس والقنوط...
طرح في نفسي هذا الموقف البسيط..شعورا رائعا....بالتفاؤل والأمل...ولم لا...!!
فإذا كان تعامل البائع مع البشر,,,,وهو يطلبهم أن يشتروا منه...قد تحقق بالنسبة له..
فإن تعاملي ليس مع البشر...الفقراء..فحالهم كحالي...ربما أعطوني أو منعوني..
لكن
تعاملي هو مع الله...الحيي الكريم...الذي يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً ..!!
أسأل الله أن يصلح حالنا معه وأن يمدنا بيقين من عنده وحسن ظن وثقة تمتلئ به أرواحنا وقلوبنا..
،
.