المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : س 3 / هل هناك شخص سعيد وشخص شقي ؟ مفرغ من فتاوة قناة دليل


ام عبد الملك بنت الدعوة
19-01-10, 08:23 AM
:icon57:
--------------------------------------------------------------------------------

س 3 / هل هناك شخص سعيد وشخص شقي ؟




** لا شك هناك شقي وسعيد مؤمن وكافر وبر وفاجر لكن المعنى الذي ذكرته معنى خاطئ , كونها تظن أن هناك من الناس كأن الله خلقه للشقاء والمصائب وتتوالى عليهم المصائب يوما بعد يوم وما يكاد يخرج من بلية إلا ويقع في بلية أخرى أقول يا أحبتي نحن والله في دار ابتلاء واختبار ولسنا في دار إقامة واستقرار, الله عز وجل إنما خلقنا ليبتلينا كما قال سبحانه ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة – الإنسان جنس الإنسان كل الخلق – من نطفة أمشاج – قال نبتليه – فجعلناه سميعا بصيرا) فالله عز وجل يبتلينا بكل ما يصيبنا مما نحب وما نكره , من النعماء والضراء من الحسنات والسيئات كلها ابتلاء وواجبنا إذا اصبنا بنعمة أو ابتلينا بنعمة أن نشكر الله عليها وأن نستعملها في طاعته وخدمة دينه والنصح لعباده وإدخال السرور عليهم ولين الجانب معهم , وإذا ابتلينا بمصيبة أن نصبر ونتعاطى الأسباب الشرعية لرفع هذا البلاء ولا نستسلم , بعض الناس يظن أن الرضا بقضاء الله وقدره أن تستسلم للمصائب , لا, الذي قدر عليك المصيبة و وامتحن إيمانك هو الذي أمرك باتخاذ الأسباب ولهذا قال – نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا – أعطيناه الوسائل والأسباب التي تعينه على مواجهة هذا الابتلاء خيرا كان أو شرا, إن كان خيرا فيستعمل هذه النعم كالسمع والبصر وسائر الجوارح في طاعة الله , وإن كانت مصيبة وبلاء يستعمل هذه لمدافعة قضاء الله بقضائه. كما قال عمر رضي الله عنه لما وصل الشام وأخبر بالطاعون الذي هلك بسببه خلق كثير تردد هل يدخل أو لا فاختلف الناس حتى جاء عبد الرحمن بن عوف فأخبره بحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال : إذا كان الطاعون في أرض فلا تخرجوا منها ولا تدخلوا فيها أو لا تدخلوا إليها, فرجع عمر , فقال له بعض الناس : تفر من قدر الله يا أمير المؤمنين ؟ قال نعم , نفر من قدر الله إلى قدر الله. سبحان الله !! الذي قدر هذا الطاعون هو الذي قال لنا في الحديث الصحيح على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام قال لنا ( فر من المجذوم فرارك من الأسد) وقال لنا إذا كان الطاعون في أرض قوم فلا تدخلوا عليها فأنت تعالج قضاء الله بقضائه , ولذلك في الحديث الصحيح ( الدعاء والقضاء يعتلجان في السماء فأيهما كان أقوى كان أغلب ) وقال( لا يرد القضاء إلا الدعاء) هل الدعاء فيه اعتراض على قدر الله ؟ لا .الله عز وجل هو الذي أمرك بهذا ( وقل ربك ادعوني استجب لكم فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ), من لم يسأل الله يغضب عليه , وقال لائما للكفار والفسقة عدم رجوعهم إلى الله وتضرعهم إلا حينما تنزل بهم المصائب قال : ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) إذن تأخذ بالأسباب وأما الزعم بأن إذا أصيب الإنسان بمصيبة يبدأ يلوم نفسه وأنا مكتوب علي الشقاء وهذه حالتي ويظن هذا المسكين أن الناس كلهم في عافية , والله لا يوجد أحد من هؤلاء الخلق في قديم أو حديث أو لا حق إلا ويبتلى بأنواع من المصائب والبلايا سنة الله ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) كأن الكبد تحيط به من كل جانب , لا تظن انك إذا أصبت بمرض أو فقر أو فشل في تجارة أنك أنت الوحيد والناس مبسوطون , هذا من الجهل وقلة النظر وضيق العقل وقلة الفقه في شرع الله , كل الناس مبتلاه لكن البلايا تتنوع بين هؤلاء الخلق وهم يتقلبون بين نعماء وضراء وهي سنة رب العالمين وصدق القائل :
ثمانية تجري على الناس كلها ولا بد للإنسان يلقى الثمانية
سرور وحزن ,
واجتماع وفرقة ,
وعسر ثم يسر
ثم سقم وعافية .
سبحان الله هكذا الخلق يتقلبون بين النعماء والضراء


.

______منقول من موقع الرساله :icon57:____________

أمـة الخبيـراللطيف
19-01-10, 08:33 AM
بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا ختي على النقل الطيب ..