المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقسم أنها تميزت


زينب من المغرب
26-01-10, 10:09 PM
كل الأطفال يبدو لهم العالم كبيرا لكن طفولتي أنا كانت غير ذلك فأنا كنت أتصور أن كل الرجال في إنتظار خروجي من البيت لوحدي ليختطفوني كان العالم كبيرا جدا جدا وموحشا في نظري. كنت أخشى من النسيم العليل ولطالما تمنيت أن أكبر حتى أتخلص من هذا الإحساس.
كبرت وأصبحت عادتي حين أغضب أو تصيبني حالة إحباط أن أضع يدي في جيبي وأخرج للشارع أسترق النظرات إلى أوجه الناس. أقرأ أفكارهم المرسومة على تقاسيم وجوههم. وهندامهم وأمضي بينهم مطالعة دون أن يشعروا بوجودي لأنني لا ألفت الأنظار إلي.
كنت أحيانا أنزل من الباص في منتصف الطريق في جولة قراءة وإطلاع في الأوجه فأعود إلى البيت محملة بأفكار ورسوم في عقلي عن أناس تأبى إلا أن تنقش صورتها في فكري.
لا زلت أذكر في مرة غادرت الباص ونزلت أقصد سوقا.
دخلت السوق بدون هدف كانت تسير أمامي بنت قد لبست لباسا آه عادي ولكنه أثار إنتباهي في تلك اللحظة. البنت ترتدي تنورة يبدو أنها غالية وجينز وحذاء شتوي وتمشي الخييلاء ليس عن حياء ولكن عن تعمد وإصرار. نطق صوت داخلي وسألني ما الذي يدفع هذه؟؟؟ أجل ما الذي دفعها لتلبس هكذا؟؟؟ يعني أتتبع قانونا معينا ؟؟؟ هل تمثل شيء معين؟؟؟
ولكن هذه التساؤلات تلاشت بسرعة وانطلقت أطالع جريدتي في أوجه الناس وحركاتهم. ومضيت في طريقي لكن صورة النساء ولباسهن غزى عقلي فأصبحت أبحث في لباسهن عن قاسم مشترك كنت أود أن أربط هذه العقليات ببعض.
بعضهن لبسن جلبابا مغربيا لكنه يصف القوام كليا فنفين عنه إسم الجلباب ليصبح لا أدري ربما أسميه عراء على الطريقة المغربية أو أي شيء المهم لا وجود لجلباب جدتي بين هؤلاء. وهنا عادث الأسئلة وهذه المرة بحدة وازدادت عددا. أجل فما الفرق بين جدتي الشابة وبين هؤلاء ؟؟؟ ما الذي طغى على عقول هؤلاء.
وفي أثناء ذلك كنت لا أزال أطالع ولكن هذه المرة بحثا عن جواب لأسئلتي. وسرحت بنظري بينهن ما بين لابسة للماركات وبين المقلدة الفقيرة التي اكتفت بلبس رخيص لكن مع نفس النسق ونفس النهج. ثم توقفت لحظة. مهلا كلهن بدون لي يخضعن لقانون أحدهم. وكأنني أحسست أن هناك من يرسم لهن. لا أدري فقد طغى علي هذا الإحساس. قرأته في هندامهن هناك من يحدد نوعية اللباس الذي سيكون في السوق في هذه السنة وهن دون وعي (أجل ولست هنا أقصد طبقة معينة لا كلهن مثقفاتهن والأمية فيهن)
أحدهم يفرض جينزا ضيقا من فوق متسع في الأسفل وهن يسارعن إلى التخلص من القديم لملأ الخزنات بالجديد. والفقيرات خاضعات لنفس القانون.
وحين يغير هذا المتحكم عن بعد النظام يكن هن مطيعات دون جدل و لا نقاش ويتغير في الموسم القادم النظام ويصبح الضيق كليا من الأعلى إلى الأسفل والقائد ماض وهن مطيعات.
فقلت غريب ولكن كيف يعرف ذوقهن؟؟؟ ولكن عن أي ذوق أتحدث إنه مجرد إتباع أعمى صارخ بكل قوة أمامي
أحسست بغضب لهذه الفكرة لكني وجدتها واقعا وبدأت أسرع الخطوات علي أجد فيهن ما يبدد هذه الأفكار.
وكنت كلما مشيت إلا وازدادت نظريتي تأكيدا. قرأت فيهن بحثا عن التميز انتهى بتقليد وغوص في مخططات الغير. لن أصف لك كم أحسست بالشفقة صراحة فهو إحساس مهين. وكأنك تقلب صفحات كتاب بحثا عن عودة بطلك بمعجزة بعد أن فضل الكاتب قتله في وسط الحكاية.
تعبت من النظر والأسف يخنقني. رغبت في الصراخ وددت أن أصرخ بأعلى صوتي لأقول لهن والله لا توجد غبية واحدة فيكن متميزة. فلا وجود للتميز في ماترتدين إنه ليس سوى انسياق أعمى.
وكان لدي يقين أنهن بغبائهن سيلتفتن إلي ليقلن لبعضهن يبدو أنها مجنونة. أجل ليس مستبعدا فقد رضعن الغباء حتى النخاع كيف سيسمعنني.
طأطأت رأسي إلى الأرض في إنحناءة المتحسرة وقلت في نفسي لا بد أن تكون فيهن واحدة تميزت لا فليس معقولا هذا الإنحطاط دون وجود قمة. وسرت هذه المرة أبحث عن القمة.
بعد تطويق بالعنق يمينا و شمالا. كنت أرى إحداهن بلباس فأقول في نفسي لو سألتها ستقول لي إن لبسي مصنوع في لا أدري أين و هو ماركة مسجلة وسأجدها ببغاء يثرثر عن جهل. وهكذا كنت أجري حوارات مع نفسي باحثة عن نجمة لا يخبو لمعانها.
وطال الطريق لأجدها متألقة ماضية في ثبات. فعلا هزني مرورها من جانبي. وقال لي ذلك الصوت في داخلي اسأل هذه من الذي فرض عليك هذا النظام في اللباس. فكان الجواب مسجلا عندي في الذاكرة فأنا مسلمة مثلها وقرأت مثلها قوانين ربنا. وكان الجواب أنني أرتدي لباسا فصل في قرآن نزل من السماء وخاطت أجزاءه نساء خير الأنام عليه و على آله الصلاة والسلام وشرحته تفصيلا و تدقيقا أقوال العلماء فكان نقابا ربانيا. فأحسست كم أنا سعيدة فقد جعلني الله جوهرة مصونة وكل ما في ينطق بقوانين سماوية لا وجود فيها لأحلام الشيطان وتصاميمه المخربة للعقول والأبدان
وتنهدت أخيرا وارتسمت على شفتي إبتسامة المنتصرة وقلت: فعلا لقد تميزت وانتصرت فبعد أن خضع غيرك للعباد كنت أنت التي ترفعين راية العفة المرسومة من رب العباد
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أختكم زينب

عابرة سبيل
28-01-10, 09:39 PM
بارك الله فيك يازينب وحفظ الله لك دينك وميزك بالحشمة والعفاف..إدعي لأخواتك في الله بأن يهديهن ويصلحهن..وانصحي من استطعت منهن بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة وتفقيه أخواتك في دينهن ورفع الجهل عنهن بماتيسر لك من علم ..فلعل كلمة لاتلقين لها بالا تردهن للهداية والصلاح..

وفقك الله وسددك..

زينب من المغرب
28-01-10, 09:43 PM
بارك الله فيك
نسأل الله أن يعيننا لما فيه صلاح ديننا

ام جويرية القصيبة
29-01-10, 12:42 AM
بارك الله فيك حبيبتي
ماشاء الله تبارك الرحمن
أسأل الله ان يثبتك غاليتي
ويتبثنا على دينه ويوفقك
لما يحب و يرضى

فتاة لديها هدف
29-01-10, 01:01 AM
أعــجبني المقآل جـــداً

روعه في صياغة الكلمات واسلوب

أسرني ,نسأل الله ان يسترنا في الدنيا والاخرة

بوركتِ

زينب من المغرب
29-01-10, 02:42 AM
بارك الله في وجودكن و نفعني وإياكن