أثر الخير
13-04-10, 12:31 AM
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران : 26]
( بِيَدِكَ الْخَيْرُ )
الخير : بيد الله عز و جل و الخير كل ما فيه مصلحة و منفعة للعبد سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو في أمور الآخرة .
فالرزق و الصحة والعلم خير و العمل الصالح أيضا خير .
وهذا كله بيد الله
كما قال تعالى : (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) النحل 53
وهنا قد يقال : لماذا ذكر أن الخير بيده و لم يذكر الشر مع أن الخير من الله و الشر من الله ؟! فقال بعض المفسرين : إن هذا من باب حذف المقابل المعلوم .
كقوله (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) النحل81 وزعموا أن تقدير الآية : بيده الخير و الشر .
و لكن هذا وهم باطل و ليس المقام مقام حذف
و اقتصار بل المقام مقام ثناء و الثناء ينبغى فيه البسط و التوسع فى الكلام
فالحذف غيرمناسب لفظا و هو باطل معنى
لأن الله لا يضاف إليه الشر و لا يجوز أن نقول : بيده الشر لأنه ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم
أنه قال : ( والشر ليس إليك) فلا ينسب إلى الله الشر قولا و لا فعلا , فالله يقول الحق و هو يهدى السبيل ,
ويفعل الخيرولايفعل الشر ,
وإذا وجد شر فى المفعولات فهو شر من وجه و خير من وجه آخر , لكن إيجاد الله لهذه الأشياء الشريرة
ليس شرا بل هو خير محض و الشر
إنما هو فى المفعولات
لافى الأفعال .
أما الخير فهو فى المفعولات و الأفعال
و لهذا ينسب إلى الله فيقال : بيده الخير . ولنضرب لهذا مثلا بالسباع و الهوام , فالسباع : فيها شر والهوام اللآسعة و اللآذعة فيها شر بلا شك , و الشياطين كلها شر , لكن إيجاد الله لهذه الأشياء خير ,
و الحكمة توجبه : لأنه لا يمكن أن تعرف تمام قدرة الله إلا بخلق الأشياء المتضادة ,
ثم فى خلق هذه الأشياء من إصلاح العبد و اللجوء إلى ربه و الإستعاذه به من الأمور الشريرة , خير كثير و الخير لا يعرف إلا بضده .
إذن يجب أن نبقى الآية على ظاهرها بدون تقدير .
*********
منقول من كتاب
التفسير للشيخ /صالح العثيمين رحمه الله
( بِيَدِكَ الْخَيْرُ )
الخير : بيد الله عز و جل و الخير كل ما فيه مصلحة و منفعة للعبد سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو في أمور الآخرة .
فالرزق و الصحة والعلم خير و العمل الصالح أيضا خير .
وهذا كله بيد الله
كما قال تعالى : (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ) النحل 53
وهنا قد يقال : لماذا ذكر أن الخير بيده و لم يذكر الشر مع أن الخير من الله و الشر من الله ؟! فقال بعض المفسرين : إن هذا من باب حذف المقابل المعلوم .
كقوله (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) النحل81 وزعموا أن تقدير الآية : بيده الخير و الشر .
و لكن هذا وهم باطل و ليس المقام مقام حذف
و اقتصار بل المقام مقام ثناء و الثناء ينبغى فيه البسط و التوسع فى الكلام
فالحذف غيرمناسب لفظا و هو باطل معنى
لأن الله لا يضاف إليه الشر و لا يجوز أن نقول : بيده الشر لأنه ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم
أنه قال : ( والشر ليس إليك) فلا ينسب إلى الله الشر قولا و لا فعلا , فالله يقول الحق و هو يهدى السبيل ,
ويفعل الخيرولايفعل الشر ,
وإذا وجد شر فى المفعولات فهو شر من وجه و خير من وجه آخر , لكن إيجاد الله لهذه الأشياء الشريرة
ليس شرا بل هو خير محض و الشر
إنما هو فى المفعولات
لافى الأفعال .
أما الخير فهو فى المفعولات و الأفعال
و لهذا ينسب إلى الله فيقال : بيده الخير . ولنضرب لهذا مثلا بالسباع و الهوام , فالسباع : فيها شر والهوام اللآسعة و اللآذعة فيها شر بلا شك , و الشياطين كلها شر , لكن إيجاد الله لهذه الأشياء خير ,
و الحكمة توجبه : لأنه لا يمكن أن تعرف تمام قدرة الله إلا بخلق الأشياء المتضادة ,
ثم فى خلق هذه الأشياء من إصلاح العبد و اللجوء إلى ربه و الإستعاذه به من الأمور الشريرة , خير كثير و الخير لا يعرف إلا بضده .
إذن يجب أن نبقى الآية على ظاهرها بدون تقدير .
*********
منقول من كتاب
التفسير للشيخ /صالح العثيمين رحمه الله