مشاهدة النسخة كاملة : هلموا لبوا النداء إنه من فوق سبع سموات
ام الشيماء
06-05-10, 07:05 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/GUG32786.gif
هلموا إلي نداءات الله للمؤمنين في القرآن
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/FzL78613.jpg
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QVP27893.gif
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (1)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(2)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(3)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QVP27893.gif
أما بعدُ :
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ
محمدٍ صلى الله عليه وسلم
وشرَّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ
ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .
ثم أما بعد
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QVP27893.gif
أنزل الله الكتاب الكريم
لنتلو آياته ، ونتدبر معناها ، ونعمل بمقتضاها
وأولَى ما يبدأ به العبد
هو تلبية نداءات الربّ - سبحانه وتعالى وعز
وجل - له ، بمحاولة فهم الغرض الذي نودي من أجله،
ثم إجابة هذه النداءات بالعمل بمقتضاها قدر الطوق
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
لذا كان العزم على حصر نداءات المؤمنين
في القرآن كله
ثم عرض شرحها من خلال تفسير السعدي
( تيسير الكريم الرحمن في شرح كلام المنان )
شرح الشيخ : عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QVP27893.gif
والآن نحيا مع
سيرة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
لفضيلة الدكتور عبد الرحمن العدوي / مستشار الجامعة الإسلامية
{مجلة الجامعة الاسلامية – المدينة النبوية العدد:44 }
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/USG20428.jpg
(http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1900)
شيخ جليل مهيب، أخلص للّه في تعليم المسلمين أمور دينهم، ونشر عقيدة الإسلام وأحكامه بينهم، وهو من أهالي بلدة عنيزة من أعمال القصيم في شمال نجد عاش فيها حياته وكان فيها مقره الأخير.
كنا في عام 1373هـ الموافق 1953م اثنين من علماء الأزهر الشريف مبعوثين للتدريس في المملكة العربية السعودية
وكانت إدارة المعارف حينذاك في مكة في مواجهة المسجد الحرام وكان على رئاستها الشيخ محمد بن مانع رحمه اللّه
وقد رأى أن أسافر مع زميلي
الشيخ محمد الجبة للتدريس في المدرسة الثانوية بعنيزة، وسافرنا وبدأنا عملنا في المدرسة التي كان بها فصلان في السنة الأولى فقط، ولم يمض شهر حتى صدر الأمر الملكي بنقلنا إلى المعاهد العلمية التابعة لآل الشيخ.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
وكانت هذه هي الطريقة التي تستكمل بها المعاهد
العلمية حاجتها من المدرسين
ولم يكن المعهد العلمي موجوداً بعد، فطلب منا أن نعلن عن افتتاحه ونستقبل طلبات الراغبين في الإلتحاق به
ونحدد مستواهم العلمي ونوزعهم على السنوات الدراسية
وقد تم كل ذلك في فترة وجيزة
وبدأت الدراسـة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ،
وفي الوقت بلغنا أن الشيخ عبد الرحمن السعدي
قد عين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال
ولكن الشيخ رحمه الله تعالى
أرسل إلى رئاسة المعاهد العلمية أنه على استعداد للإشراف على المعهد حسبة لوجه الله تعالى وأنه لا يريد أن يكون له على ذلك أجر مادي وقبلت الرئاسة شاكرة له هذا الصنيع الذي لا يصدر
إلا من عالم زاهد يبتغي وجه الله.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
وبدأت صلتنا بالشيخ عبد الرحمن السعدي
في المعهد أولاً ثم التقينا به كثيراً في المسجد الجامع فقد كان شيخاً له، وفي منزله المتواضع الذي رفع قدره وأعلى صرحه سلوك صاحبه وسيرته في الناس.
كان رحمه الله يأتي إلى المعهد بانتظام
يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكان يخلع نعليه عند دخول الفصل أثناء الدرس مع أن في نجد لا يخلعون نعالهم عند دخول المسجد ولا عند الصلاة ولكنه الأدب الراقي واحترام العلم ومجلسه
ثم يدخل آخر صف ويجلس فيه
وكأنه أحد طلاب هذا الفصل ويكرر هذا العمل في أكثر من فصل ويستمع إلى أكثر من مدرس
ولم يكن في المعهد من المدرسين المصريين سواي وزميلي
أما بقية المدرسين فكانوا من أبناء الشيخ
علمهم في المسجد الجامع إلى درجة تسمح لهم بالقيام بتدريس المواد التي تعلموها على يديه.
وكان منهم حمد البسام، وسليمان البسام، وعبد الله البربكان، ومحمد بن عثيمين.
ومضت فترة بعد وصولنا عنيزة أحسسنا فيها بالغربة والوحشة وكنا نتأثر بجفاء بعض الناس في التعامل واللقاء وعدم رد التحية لا بأحسن منها ولا بمثلها
وكان يحدث أحياناً ونحن وقوف للصلاة أن يأتي أحد البدو ولعله من غير أهل عنيزة فيقف بجوار أحدنا وينظر إليه نظرة استغراب
ثم يخط بعصاه خطاً فاصلاً في الرمال يفصل بينه وبين من يجاوره منا ثم يقول بصوت مسموع ( أعوذ بالله )
وبعدها يكبر للصلاة وقال لي صاحبي:
لماذا يتعوذ هؤلاء؟
فقلت لعلهم يعتقدون أننا لسنا من بلاد الإسلام
وما علينا إلا أن نزيل هذا الظن الخاطئ
فتقسيم الأمور وتصح المعاملة،
قال: ولكن كيف السبيل إلى ذلك ونحن مدرسون
في المعهد لطلاب قد يتحدثون مع ذويهم عنا وقد لا يتحدثون؟
قلت: السبيل في رأيي أن نعطي الناس
دروساً في التفسير والحديث والفقه بين المغرب والعشاء
في المسجد الذي نصلي فيه
وبها نؤدي واجبنا ونزيل التباساً.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
وعرضنا الفكرة على الشيخ عبد الرحمن السعدي
فاستحسن ذلك أيما استحسان وشجعنا وأوصانا بألا تضيق صدورنا فإن من خلق العلماء الصبر والإحتمال والحرص على تبليغ رسالة الله في كل الظروف وبدأنا التدريس في مسجد ( السويطي ) بين المغرب والعشاء
وزاد عدد الحاضرين يوماً بعد يوم حتى كاد المسجد على سعته أن تملئ بالمصلين،
وبعد أسبوعين تقريباً حدث أمر شرح صدورنا
وأحسسنا معه بالود والمحبة، فقد تقدم إلينا شيخ كبير وأشار بيده إلى سجادتين مفروشتين خلف الإمام وقال:
هذا مكان صلاتكما فأنتم أهل العلم والفضل وعلينا أن نكرم العلماء، وكان لهذه اللفتة أثرها الطيب الحميد
فقد أحسسنا صفاء قلوب القوم وزالت العوارض التي كانت تؤثر تأثيراً متعباً
فما كانت إلا تصرفاً شخصياً من بعض الجهال
لا يعبر عن السلوك العام
ثم زادت الصلة بيننا وبين الناس
وتوثقت فدعينا إلى شرب القهوة بالعبارة النجدية الحلوة
" نبغى نقاهويك يا أستاذ "
وتكرر ذلك والموعد بعد صلاة العشاء الآخرة
وكان معنا في المعهد سكرتير من أهل عنيزة اسمه (عبد الله)
فكان يتولى تدوين المواعيد ويرشدنا إلى منازل،
وفي كل ليلة نجد صاحب المنزل قد دعا أكثر
من عشرين شخصاً مبالغة منه في الإحتفاء بنا ثم يدور الحديث حول مسائل من الدين والأخلاق وعادات الناس وتصير الجلسة ندوة علم وأدب وحديث نافع وتعبير عن المحبة والود والأخوة كما ارتضاها الله لعباده المؤمنين.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
(1)سورة آل عمران : آية رقم (102)
(2)سورة النساء : آية رقم (1)
(3)سورة الأحزاب : آية رقم (70 ،71)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/fQD23702.gif
(http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=1642)
ام الشيماء
13-05-10, 01:59 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2R936224.gif
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/4y504487.gif
وكنا نزور الشيخ بين الحين والحين
ويكاد يكون لقاؤنا معه يوم الجمعة بانتظام نذهب إلى بيته قبل الصلاة بساعات ونجلس معه ثم ننزل معاً عندما تقرب موعد الصلاة، وذات لقاء قلت له:
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
يا فضيلة الشيخ
لماذا لا تستخدم مكبر الصوت
( الميكروفون ) في الخطبة فإن أكثر الناس لا يسمعون صوتك
ولا يستفيدون مما تلقيه عليهم من المواعظ والأحكام
فابتسم الشيخ وكان له بسمة خفيفة جميلة
تنم عن الرضا والسرور وقال:
إن مكبر الصوت لم يدخل المساجد في بلاد نجد ولا أحب أن أكون أول من يستخدمه.
قلت: ولماذا؟ ألست الشيخ العلم القدوة إذا لم تفعل أنت ما تراه نافعاً فمن يفعله؟
أليس في استعماله خير وهو نشر تعاليم الدين وآدابه
وإسماع أكبر عدد ممكن بواسطته، والنساء في بيوتهن حول المسجد يستمعن الخطبة عن طريق مكبر الصوت فيكون الخير
قد تجاوز حدود المسجد،
ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
(1)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
ذلك لأنه سيتعرض لجهل الجاهلين
ونقد الناقدين وسيصيبه من أقوال الناس وإيذائهم واستنكارهم
لما لم يألفوه شيء كثير فيكون له من أجل ذلك الأجر الكثير
ثم إنك يا فضيلة الشيخ
إذا لم تستخدم مكبر الصوت في خطبة الجمعة فلن يجرؤ أحد على استخدامه من بعدك
وسيقول الناس: لو كان فيه خير لاستقدمه الشيخ السعدي
فتكون قد منعت استخدامه مستقبلاً من حيث لا تدري ولا تريد.
فاتسعت الإبتسامة على شفتي الشيخ
وقد استمع لكلامي كله مصغياً ومتأملاً
وهز رأسه يميناً وشمالاً في هدوء رتيب وقال:
ما شاء الله لقد حدثني في ذلك غيرك
وما شرح الله صدري لذلك مثل ما شرحه الآن
وأعدك أن يكون في المسجد ( مكبر صوت )
في الجمعة القادمة إن شاء الله
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
وبر الشيخ بوعده وأمر بإحضار مكبر للصوت
ذي ثلاث سماعات يعمل بواسطة البطارية
فلم تكن عنيزة قد عرفت الكهرباء بعد وفرح الناس
وتحدثوا عن استماعهم للخطبة في غير جهد
وحرصت على أن أسمع رأيهم فلم أجد معارضاً وما سمعت
إلا كلمات الإستحسان والسرور
وذهبت إلى الشيخ في بيته لأنقل
إليه استحسان الناس وسرورهم فإذا به ينقل إلى بشرى سارة مؤداها أن الشيخ عبد الله السليمان كان يصلي هذه الجمعة
في مسجد عنيزة وقد أعجبه أن يكون في المسجد مكبر للصوت فقابل الشيخ بعد الصلاة وأبلغه أنه تبرع.. بماكينة كهرباء للمسجد تضئ خمسين لمبة
( مصباحاً كهربائياً )
ويشتغل عليها مكبر الصوت. فقلت: الحمد لله. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
لقد كان الشيخ عبد الرحمن السعدي
من الناحية الدينية هو كل شيء في عنيزة فقد كان العالم والمعلم والإمام والخطيب والمفتي والواعظ والقاضي وصاحب مدرسة دينية له فيها تلاميذ منتظمون.
كان يصلي الفجر بالناس ثم يجلس لأداء
الدرس حتى تطلع الشمس ويذهب بعد ذلك إلى بيته حتى الضحوة الكبرى فيعود إلى المسجد
يعلم أبناه الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والنحو والصرف في دروس منتظمة وكتب اختارها لطلابه ويستمر معهم حتى صلاة الظهر فيصلي بالناس ويعود إلى بيته يستريح فيه إلى صلاة العصر ثم يذهب إلى المسجد
فيصلي العصر بالناس ويعطيهم عقب الصلاة وهم جلوس بعض الأحكام الفقهية في دقائق لا تؤخرهم عن الإنصراف سعياً وراء أرزاقهم وعندما تغرب الشمس يصلي بالناس المغرب ويجلس للدرس حتى يصلي العشاء. ويتكرر ذلك في كل يوم.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
وطلاب الشيخ الذين علمهم في المسجد
هم الذين تولوا التدريس في المدارس والمعاهد التي فتحتها
الدولة في بلدتهم
فكان الشيخ يكتب بيده شهادة يقول فيها إن فلاناً درس علوم كذا وكذا في كتب كذا وكذا وهو يصلح لتدريس هذه المواد في المستوى الإبتدائي أو الإعدادي أو الثانوي
وتأخذ الدولة بشهادات الشيخ التي أثبتت التجربة فيما بعد أنها معبرة عن الحقيقة أصدق تعبير.
وكان من سيرته - عليه رحمة الله -
أنه في موسم الحصاد تأتي إليه ثمار النخيل والبساتين
التي وقفها أصحابها على المسجد الجامع ليؤدي
رسالته الإسلامية العظيمة
فكان الشيخ يجمع كل هذه الثمار في المسجد
ويوزعها على الفقراء والمساكين ولا يأخذ تمرة واحدة يدخلها
فاه أو ينقلها إلى بيته.
وسألت أحد الأبناء المقربين إليه:
من أين ينفق الشيخ على حاجات معيشته؟
فأخبرني أن له ابنين يعملان بالتجارة في الرياض ويرسلان إليه
ما يحتاج من النفقة ولا مورد له غير هذا
؟ فقلت: سبحان الله:
إن خير ما يأكل المرء ما كان من كسب يده،
وإن ولد الإنسان من كسبه، وهكذا تكون سيرة العلماء في الإكتفاء بالقليل والزهد فيما يزيد على ذلك مع الإجتهاد في أداء الواجب والإخلاص فيه.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
ومرت الأيام.. وفي نهاية عام 1375هـ الموافق 1956م
بدأ العدوان الثلاثي على مصر
وهاجمت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل أرض مصر ولكل دولة منهم دوافعها الخاصة فقد كانت فرنسا تريد أن تعاقب مصر على مساندة ثورة الجزائر ضدها.
هذه المساندة التي وصلت إلى درجة تهريب الأسلحة والذخائر للثوار المسلمين في الجزائر وقد وقعت الباخرة
( عايدة ) المصرية في يد الفرنسيين وهي تحمل الأسلحة
إلى ثوار الجزائر ضد الإستعمار الفرنسي فأضمرت لذلك شراً وكان هجومها على مصر
أما إنجلترا فكان هجومها من أجل أسهمها في قناة السويس التي أممتها مصر وأعادتها إلى الشعب المصري الذي حفر القناة بجهود أبنائه ودمائهم،
وكانت مع ذلك تراودها الرغبة في إعادة سيطرتها مرة أخرى على مصر ولم يكن جلاء قواتها عن الأراضي المصرية قد جاوز العامين بعد، وانتهزت إسرائيل رغبة الدولتين الكبيرتين في الهجوم على مصر واتفقت معهما لخدمة أغراضها التوسعية العدوانية ولضرب القوة العربية الإسلامية على أرض مصر.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
وعرف الشيخ السعدي هذه الأبعاد كلها
وخطب الناس الجمعة في هذا الموضوع ورفع الناس معه أكف الضراعة إلى الله أن يحمي القوة الإسلامية وأن ينصر المسلمين ويرد كيد الكافرين، وقد استجاب الله دعاء
فخطب الشيخ في جمعة تالية مهنئاً ومبشراً
ومذكراً بقول الله تعالى:
{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً}
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
وقد كان للشيخ اهتمامات ظاهرة بأحوال المسلمين
في كل بلادهم وكانت مقالاته في الصحف والمجلات في داخل المملكة وخارجها تظهر هذه الإهتمامات وكان يسألنا كثيراً
عن أخبار مصر وأحوال المسلمين فيها وجهود علمائها في إقامة السنة وإزالة البدعة مع دعاء حار وأمل كبير في أن يصلح الله أحوال المسلمين.
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
ومع هذه الجهود المضنية التي كان يبذلها الشيخ
كان كثير الكتابة والتأليف فقد كتب تفسيراً للقرآن الكريم كله سماه ( منحة اللطيف المنان في تفسير القرآن )
وله كتاب في الخطب المنبرية ورسائل في العقيدة
وسؤال وجواب وفي بعض الموضوعات والقضايا الإسلامية
وقد تبرع بكتبه كلها وطبعها أهل الخير المحبون للشيخ وعلمه ووزعوها بالمجان على أهل العلم وطلبته.
وفي شهر ربيع الثاني من عام 1376هـ توفي
الشيخ عبد الرحمن السعدي عليه رحمة الله ورضوانه
وحملت مع الناس نعشه وكانوا يعرفون صلتي الوثيقة به فكانوا يفسحون لي كلما رغبت واقتربت قائلين إنه كان يحبك.
وإني لا أجد ما أصف به فضل هذا الشيخ
وجهاده ومنزلته بين العلماء أحسن مما سمعته
من عجوز جالسة على طريق الجنازة فقد قالت ونحن نمر عليها نحمل نعشه قالت العجوز في صدق وحرارة:
" نجم هوى ".
رحم الله الشيخ عبد الرحمن السعدي
وجعل سيرته الطيبة وأعماله الصالحة في موازين حسناته
وأكثر من أمثاله الذين يزهدون في الدنيا ويبتغون ما عند الله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا "
رواه مسلم.(2)
(2) (169) (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&ID=63231&SearchText=بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم&SearchType=exact&Scope=0,1&Offset=0&SearchLevel=Allword)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/13h84033.gif
(1)صحيح الجامع (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1+%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w) - الصفحة أو الرقم: 6305 (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1+%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w)
(http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%88%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%86+%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D8%AD%D8%B3%D9%86%D8%A9+%D9%81%D9%84%D9%87+%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D9%87%D8%A7+%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%B1+%D9%85%D9%86+%D8%B9%D9%85%D9%84+/+m1420+d1+w)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif يتبع http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/urW50260.gif
ام الشيماء
21-05-10, 04:37 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/n4H67723.jpg
والآن نحيا مع
النداء الأول :
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
البقرة104
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
قال الشيخ السعدي في تفسيره للآية :
(كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين:
{ رَاعِنَا } أي: راع أحوالنا
فيقصدون بها معنى صحيحا
وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا
فانتهزوا الفرصة
فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة
سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز
إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن
فقال:
{ وَقُولُوا انْظُرْنَا }
فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور { وَاسْمَعُوا }
لم يذكر المسموع، ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن، وسماع السنة التي هي الحكمة، لفظا ومعنى واستجابة
ففيه الأدب والطاعة
ثم توعد الكافرين بالعذاب المؤلم الموجع
وأخبر عن عداوة اليهود والمشركين للمؤمنين، أنهم ما يودون
{ أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ }
أي: لا قليلا ولا كثيرا { مِنْ رَبِّكُمْ } حسدا منهم، وبغضا لكم أن يختصكم بفضله فإنه
{ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
ومن فضله عليكم، إنزال الكتاب على رسولكم، ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون
(فله الحمد والمنة)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
اسمحي لي أن نقف قليلا مع تلك النداءات
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟ .. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
إذن المطلوب هو توضيح العمل المراد من النداء أي :
( كتابة نقاط عملية تطبيقية ينبغي علينا كمؤمنين -
إن شاء الله من باب عدم التزكية وليس شكا -
القيام بها عمليا وممارستها في حياتنا اليومية )
من باب : عرفت فالزم ....
وهذا لن يتحقق على الوجه الأمثل إلا بضرب أمثلة من واقع حياتنا اليومية ، وعدم الاكتفاء بأن نسرد كلاما نظريا محضا .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/vmN27893.gif
وذلك ليعلم القارئ لمثل هذه الآية
- مثلا -أن الله يوجه إليه نداء -
هو بعينه وليس من نزلت عليهم هذه الآية فقط كما هو شائع في اعتقاد كثيرين - فهو معني أصالة ، و الله يأمره هو بعمل ينبغي عليه القيام به شرعا ، وتطبيقه في حياته اليومية .
فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :
.......
منقوووول
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=5)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/pSB67838.gif
طالبة الرضوان
27-05-10, 04:05 PM
جزاكِ الله خيرا أختي أم الشيماء على النقل المبارك..
ام الشيماء
10-06-10, 04:15 AM
نتابع
فالمطلوب من النداء الأول في هذه الآية الكريمة هو :
1- الانتهاء عن الجائز, إذا كان وسيلة إلى محرم
مثلا :
يجوز إعارة بعض الملابس أو الحلي أو المتاع لبعض القريبات أو الجارات
إلا أنه قد يمنع إذا علمنا أو غلب على ظننا أن مثل تلك الأشياء
سيعصى بها الله .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
2- التأدب في الخطاب, واستعمال الألفاظ, التي لا تحتمل إلا الحسن, وعدم الفحش,
وترك الألفاظ القبيحة, أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق،
فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: ( وَقُولُوا انْظُرْنَا ) فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور
فنتعلم:
* أولا نحرص على ترك كل لفظ قبيح أو صادم أو فاحش
وهذا مرده العرف الذي قد يختلف باختلاف الأقطار مثال :
رجل قال لآخر شيئا أو طلب من شيئا ، فلم يستجب
المخاطّب فإذا بالأول يتغيظ عليه قائلا :
أأنت أصم ؟ كان يمكنه أن يستبدل هذا اللفظ فيقول مثلا :
ألم تسمع ما قلته يا أخي ؟ فهي ألطف وأرفق
لاحظوا أن المعنى واحد ولكن الألفاظ اختلفت
وليس للقائل أن يعترض بورود كلمة أصم في القرآن ..
فكلمة راعنا التي نهي عنها الشارع ليست قبيحة أو صادمة أو فاحشةولكنها لما احتملت معنى غير حسن نهى الله المؤمنين عنها
*كذا لمن صدم أحدا أو أوقع في طريقه شيئا--- لا نقول له :
أأنت أعمى ؟
بل يمكن توبيخه بقولنا : ألا ترى ؟
- كذا إذا أمرك أحدهم بعمل شيء لا تريد القيام به ، فلا تقل له
لا أو لن أفعل / ولكن قدم عذرا بين يدي رفضك لطلبه
مثلا ياليتني كنت أستطيع / أو كان ليسعدني ويشرفني القيام بذلك
لكني لا أستطيح فاعذرني رجاءً ولا تجد علي أو .....
وأخيرا :
**قال الشيخ السعدي فيما سبق :<( وَاسْمَعُوا ):
لم يذكر المسموع, ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن, وسماع السنة التي هي الحكمة, لفظا ومعنى واستجابة، ففيه الأدب والطاعة>.
أرأيتم كيف عبر عن السمع ؟!
الاستجابة بالعمل هذا هو السمع المطلوب شرعا ( سمعا وطاعة -أي عمل بمقتضى المسموع )
وهذا كثيرا ما نستخدمه مع الأولاد إذا أمرناهم بأمر ولم يبادروا بعمله فماذا نقول :
لماذا لا تسمعون الكلام ؟!
رغم أننا على يقين أنهم سمعوه بآذانهم
وكثيرا ما ننعت أحد الأولاد توبيخا
( بأنه لا يسمع الكلام )
إذا كان دائما لعصيان الأوامر .
إذن : الناس تنزل غير المطيع اللأمر منزلة من لم يسمعه ؛
لأن كليهما لم يعمل المطلوب ولم ينفذ الأمر .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
3_ مراعاة الأدب في الخطاب من الأخلاق الفاضلة وبالتالي من كمال الإيمان.
بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم:
(إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة .)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1590
خلاصة الدرجة: صحيح
4_ حسن النية لا يكفي في مشابهة أهل الكفر بل لا بد للمسلم من التميز في أعماله وكلامه ولباسه ...
لا يُشترط في التقليد أو التشبّه بالكفار وجود النية في ذلك .بل متى وُجِدت المشابهة تعيّن النهي .إذلا تقع المشابهة والمشاكلة في الظاهر إلا نتيجة إعجاب في الباطن .
ومن الأشياء التي يجب علينا الابتعاد عن التشبه بهم فيها :عقائدهم وعباداتهم و أحكامهم وسلوكهم وتقاليدهم و أعيادهم ومن ذلك:
_الاحتفال بأعياد الميلاد فمن المسلمين في بلاد المسلمين من يحتفل بأعياد ميلاد المسيح فيوقد الشموع ويقتني شجرة الصنوبر ،
الاحتفال بسان فالونتاين(عيد الحب)،التقليد في العاداتواللباس وماشابه
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
5 _الانقياد لأوامر الله وسرعة الاستجابة من غير تعنث ولا تأخر ولا تلكؤ
بدلالة قوله تعالى : (واسمعوا)
مثلا :الحجاب، عدم مصافحة الرجال الأجانب ،الغض من البصر، الابتعاد عن اللين في الكلام مع الرجال الاجانب كي لا يطمع الذي في قلبه مرض إلى غير ذلك مما أمر الله به المرأة المسلمة.فلا تكون لها الخيرة في أمرها من بعد أن تسمع الحكم الشرعي.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/pSB67838.gif
ام الشيماء
11-06-10, 07:51 PM
6_ في دعوتنا إلى الله
يحدث أن ننهى الناس عن بعض المحرمات
فلا بأس من تبيين البدائل المشروعة لما نهي عنه
حتى لا يبقوا في حيرة
بدلالة قوله تعالى (وقولوا انظرنا).
_مع الأطفال مثلا إذا أمرناهم بعدم التفرج
على قناة سبيس ستون أو إم بي سي 3
أو الجزيرة للأطفال لما تحتويه من محرمات
فوجب علينا إعطاءهم البدائل مثل :
المجد للأطفال أو اقتناء بعض الأشرطة لرسوم متحركة
من غير محظورات أو بعض أشرطة
عالم الحيوانات
أو غيرها.
كذلك مع الراشدين إذا بينا لهم حرمة التفرج
على القنوات غير الاسلامية لما تعرضه من محرمات
وجب إرشادهم للبديل الإسلامي
مثل قنوات المجد وقناة الناس والرحمة والحكمةوغيرها.
_في دعوتنا للناس ،قد نعلمهم بتحريم
الغناء والموسيقى في الاعراس
فوجب أن ننبههم للبديل الإسلامي حيث الإنشاد بالدف فقط ومن غير اختلاط ..
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
7_ الحذر من مشابهة الكافرين في أعمالهم و أقوالهم
حسا وقلبا لما في مشابهتهم من مخالفة لأوامر الله .
سبق الحديث عنه.
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
8_إذا كان الواجب مزايلة ومخالفة الكفار
في كلامهم ،فاجتناب مودتهم وموالاتهم
من باب أولى،(الولاءوالبراء)
بل لا تستقيم للمؤمن عقيدة حتى تكون
موالاته لله وبراءته في الله
بدلالة قوله تعالى:
( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة 51.
مدحهم والإشادة بحضارتهم
والإعجاب بأخلاقهم دون النظر إلى عقائدهم
الباطلة ودينهم الفاسد .
فمثلا ونحن نتحدث عن أخلاق بعض المسلمين
الذين ابتعدوا عن المنهج القويم ،لا أقول :
والله الغرب أخلاقهم خير من أخلاقنا أو حضارتهم
خيرمن حضارتنا ، وإن قيلت أمامي وجب علي بيان خطئ ذلك وتصحيحه.
مشاركتهم أعيادهم وتهنئتهم بها .
إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ..
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
9_التيقن من أن الكافرين لا يبطنون لنا إلا الشر
والمكائد بغضا وحسدا من أنفسهم
فلا نطمئن لهم ولا نثق بهم .
فلا يجوز الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم
المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين
قال الله تعالى
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء
من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر
قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم
وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا
وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ
قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور
إن تمسسكم حسنة تسؤهم
وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}
[ آل عمران : 118 - 120 ]
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/sI983047.gif
10_من نعم الله علينا أن جعل شرعنا الكريم شرعا
كاملا تاما صالحا لكل مكان ولكل زمان
رحمة منه سبحانه ،فالواجب علينا التمسك به والحرص عليه والاستجابة له بالائتمار بأوامره و الانتهاء عن نواهيه
منقوووول
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=5)
"بتصرف يسير للإختصار"
ونعود للإستفادة من النداء الثاني للمؤمنين
جعلنا الله وإياكن منهن
ام الشيماء
01-07-10, 09:36 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/UP267354.gif
ونعود للإستفادة من النداء الثاني للمؤمنين
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/3xA68174.gif
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟
.. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟
بصبر النفس على الالتزام بأوامر الله كما قال تعالى
" واصطبر لعبادته "
فأصبرها على الاخلاص والمراقبة لله
وذلك بتمحيص الاعمال ودوام محاسبة النفس
ومعاقبتها عند تقصيرها
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر على تنقية النية من شوائبها والزامها توحيد القصد
والطاعة لله عزوجل
والصبر على لزوم الاتباع فى دقائق الامور وكبيرها
سواء كان ذلك فى العبادات او المعاملات
الصبر على اقامة الصلاة والخشوع فيها
وتكميل اركانها ودوام الترقى فيها
حتى نصل لتكون قرة عين لنا
الصبر على نبذ الكسل فى تعاهد القرآن وحفظه
الصبر على طلب العلم والاجتهاد فيه
الصبر على الأمر بالمعروف وانكار المنكر
وعدم الاستسلام لانتفاش الباطل وعلو صوته
الصبر على الزام النفس دوام ابتغاء الدار الاخرة
والعمل لها وعدم الالتفات الى ما سواها
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر على الثبات فى الحق فى نفسى
وفى اولادى وفيمن حولى والعمل بقوله تعالى :
" وتواصوا بالصبر "
صبر النفس وترويضها على قبول الحق والاذعان
له ولو من عدوها
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر على دوام توجيه الاولاد وعدم اليأس من اصلاحهم
الصبر على تزكية النفس
بمعالجة امراضها مثل :
عدم الاتقان .. عدم المثابرة ..
الاستعجال ..
العجز عن قول الحق والصدع به ..
الجبن والخوف من الناس ..
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
والصبر على الترقى بها والتحلى بفضائل الاخلاق
الصبر على طلب الثبات والافتقار الى الله
ودوام طرق بابه
الصبر عن التعلق بالدنيا وزينتها وزخارفها وملذاتها
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر عن مخالطة غير الصالحين
الصبر عن فضول المباحات
صبر النفس عن الاستسلام لنوازع النفس
الامارة بالسوء سواء كان ذلك بالتكبر على الناس
او التعالم او رد الاساءة بمثلها
او الوقوع فى افات اللسان
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر على أقدار الله المؤلمة
فلا اتسخطها كالصبر على البلاء
بطول مرض الزوج وطول
رعايته
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
الصبر على رعاية الابوين عند الكبر وعدم
التسخط من خدمتهما
الصبر على قلة الاعوان وطول الطريق
الصبر على الاستهزاء من اهل الباطل
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
دوام احتساب اجر الصبر واستحضار
معية الله عزوجل للصابرين
وكفى به فضلا
الاستعانة تكون بالصلاة والفرار الى الله
والأنس به ..
وليس بالخروج للمتنزهات
والفرار من الله والأنس بالناس
نسأل الله ان يرزقنا الصبر حتى نلقاه
" ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين "
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
ونفصل أكثر:
1- أن أصبر نفسي على طاعة الله إن لم تصبر
طواعية ولو كرهت الطاعة
لأن النفس تميل إلى الراحة والخلود وأمارة بالسوء
إلا من رحم ..
فمثلا :
أصبرها على صلاة الفجر في وقتها
على قيام الليل ,,,,
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
2- ألزم نفسي الصبر عن معصية الله
ولو أحبت الفعل ومالت إليه
إلا أن الله تعالى يبغضه ويبغض أهله
فأتركه حبا في الله وأصبر على ذلك ..
أمثلة عملية :
تحب نفسي الإستماع للغناء لكن أتركه من اجل الله
تحب التبرج ألزمها
تحب التنعم أهذبها ,,,
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
3- أن أصبر نفسي فلا تجزع
إذا أصابها البلاء الغير محبوب لديها
كفقد عزيز أو مرض
أو أي مصيبة حلت أو فقر
أو هم أو حزن
ومنها الصبر على معاملة الناس
وأذاهم ولو كان زوجا أو ولدا ...
ومن الصبر على البلاء الصبر
في وقت المحن بسبب اتباع الحق وهو أهمها .
كفصلي من وظيفة بسبب الحجاب ...
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
4- والصبر المطلوب على ما تقدم حبس اللسان وسائر الجوارح عن الوقوع في المحظور بسبب العمل بأمر أو ترك نهي أو بسبب مصاب ألم , فاللسان لا يتكلم بما يجعله معترضا على ما قضى الله من أوامر ونواهي أو بلاء , والجوارح لا تفعل ما هو محرم شرعا .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
5- من اجل أن أصبر على ما تقدم لا بد
أن اتذكر أن الله مع الصابرين
فأستعين به وبالصلاة
لأصِلَ لهذا المقام
فمن كان في معية الله الخاصة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فماذا يريد بعد ؟
" لا تحزن إن الله معنا "
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
6- إذا أصيب العبد ببلاء عليه أن يكثر من الصلاة
لأن فيها العون على البلاء
إذا كانت صلاة خاشعة تؤدي المطلوب
ففيها ترتاح النفس وتطمئن فلا تجزع
فمن حز به أمر يفزع إلى الصلاة ليناجي ربه ليخلصه
.ومنعته من الوقوع في الحرام
في وقت ضعفت فيها نفسه بسبب البلاء
" واجعلوا بيوتكم قبلة "
فهل نلجأ إلى الصلاة كلما أهمنا أمر ؟
أم أننا نؤدى الفرائض كيفما اتفق لانشغال بالنا
بما يهمنا ؟!
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
7- استحضار أثناء ذلك كله أن الله تعالى
يمنح العبد الصابر :
ثلاث بشارات
الصلاة والرحمة والهداية
أي رحمتان من الله فلا شقاء ولا عذاب
بل قربى وكرامة وهداية فلا ضلال
.عكس من لا يصبر وقد أضله الله .
كما قال ربي :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
(155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
(156)
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
(157)
التفسير
وعد الله الصابرين بثلاثة أشياء
وكل واحد خير من الدنيا وما عليها
وهي : صلواته تعالى عليهم
ورحمته لهم
وتخصيصهم بالهداية وهذا مفهوم لحصر الهدى فيهم .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
" نعم العدلان , ونعمت العلاوة "
فبالهدى خلصوا من الضلال
وبالرحمة نجوا من الشقاء والعذاب .
وبالصلاة عليهم نالوا منزلة القرب والكرامة
والضالون حصل لهم ضد هذه الثلاثة :
الضلال عن طريق السعادة
والوقوع في ضد الرحمة من الألم والعذاب
والذم واللعن الذي هو ضد الصلاة .
منقول من كتاب بدائع التفسير
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
8 وعلى المؤمن أن يستحضر أن الله يقسم البلاء
بين عباده فمنهم من يبتليه بالنعم
فإن شكر فهو خير له :
المال , الولد , العلم , المركز , الصحة , الأمن .... "
لئن شكرتم لأزيدنكم .."
وإن ابتلي بفقد النعم صبر فكان خيرا له كما تقدم .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
أرأيتم أخواتي رزقنا الله وإياكم كلما سمعنا النداء
ياأيها الذين آمنوا نرعها سمعنا وقلوبنا
منقوووول
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=5)
"بتصرف يسير للإختصار"
دينا شربينى
01-07-10, 10:22 AM
ماشاء الله جزاكى الله خير اللهم انفعنا بما علمتنا و علمنا ما ينفعنا
ام الشيماء
10-07-10, 03:29 PM
آمين واياك غاليتى
خلود أم يوسف
10-07-10, 04:47 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
سيرة الشيخ تبارك الله راائعة رحمه الله رحمة واسعة
بارك الله بكِ أختي الغالية على النقل
شرح أكثر من راائع ماشاء الله
جزاكِ الله خير الجزاء:)
ام الشيماء
11-07-10, 12:31 PM
آمين وايك حبيبتى
ام الشيماء
11-07-10, 12:32 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif
والآن نحيا مع
النداء الثالث:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
(172)
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ
وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ
فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
(173)
قال الشيخ السعدي في تفسيره لهاتين الآيتين:
هذا أمر للمؤمنين خاصة
بعد الأمر العام
وذلك أنهم هم المنتفعون على الحقيقة بالأوامر والنواهي, بسبب إيمانهم
فأمرهم بأكل الطيبات من الرزق
والشكر لله على إنعامه, باستعمالها بطاعته
والتقوي بها على ما يوصل إليه
فأمرهم بما أمر به المرسلين
في قوله يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/L3y69071.gif
فالشكر في هذه الآية
هو العمل الصالح
وهنا لم يقل " حلالا "
لأن المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق خالصة
من التبعة
ولأن إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له.
وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )
أي: فاشكروه
فدل على أن من لم يشكر الله
لم يعبده وحده, كما أن من شكره, فقد عبده,
وأتى بما أمر به
ويدل أيضا على أن أكل الطيب
سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر
عقيب النعم؛
لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة,
ويجلب النعم المفقودة
كما أن الكفر, ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.
ولما ذكر تعالى إباحة الطيبات
ذكر تحريم الخبائث فقال
( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ )
وهي: ما مات بغير تذكية شرعية,
لأن الميتة خبيثة مضرة, لرداءتها في نفسها
ولأن الأغلب, أن تكون عن مرض
فيكون زيادة ضرر واستثنى الشارع من هذا العموم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/L3y69071.gif
ميتة الجراد, وسمك البحر, فإنه حلال طيب.
( وَالدَّمَ ) أي:
المسفوح كما قيد في الآية الأخرى.
( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ )
أي: ذبح لغير الله
كالذي يذبح للأصنام والأوثان من الأحجار
, والقبور ونحوها,
وهذا المذكور غير حاصر للمحرمات،
جيء به لبيان أجناس الخبائث المدلول عليها بمفهوم قوله: ( طَيِّبَاتِ )
فعموم المحرمات,
تستفاد من الآية السابقة
من قوله: ( حَلالا طَيِّبًا )
كما تقدم.
وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا
وتنزيها عن المضر
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ )
أي: ألجئ إلى المحرم
بجوع وعدم, أو إكراه،
( غَيْرَ بَاغٍ ) أي:
غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال,
أو مع عدم جوعه،
( وَلا عَادٍ ) أي:
متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا
فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ ) [أي: جناح] عليه
وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه، والإنسان بهذه الحالة
مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه.
فيجب, إذًا عليه الأكل
ويأثم إن ترك الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه.
وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال:
( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين
وكان الإنسان في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور
فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة.
وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة:
" الضرورات تبيح المحظورات "
فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له
الملك الرحمن.
[فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا]
تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/08317138.gifيتبعhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/08317138.gif
ام مازن وجومانة
12-07-10, 03:30 PM
جزاكِ الله خيرا أختي أم الشيماء على النقل المبارك..
ام الشيماء
14-09-10, 02:34 PM
جزاكِ الله خيراً
ام الشيماء
27-12-10, 01:05 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif
وبقي معنى هام - في نظري -
أود أن أطوّف حوله
أسأل الله : العون في إيضاحه كما يختلج في صدري
الحق أنه ما قرأت في تفسير السعدى
- قط-
إلا وتملكني شعور بأن ذلك التفسير
(( تفسير مُحِبّ )) لمـــــاذا ؟
- لأن الشيخ- رحمه الله تعالى -
يبذل الجهد ويستفرغ الوسع في بث حب الله
في قلوب عباده
فكلماته وتعبيراته المستخدمة في التفسير
تفيض محبة للربّ سبحانه وتعالى وعزّ وجل
فمثلا :-كثيرا-
ما يعبّر الشيخ - رحمه الله تعالى -
عن الأوامر والنواهي بلفظة
( امتن الله علينا فأمرنا بــ أو امتن سبحانه على عباده
فنهاهم عن كذا لطفا
بهم أو رحمة بهم أو ما شابهها من تعبيرات رائقة
تفيض محبة للإله سبحانه في علاه )
تأملوا - فضلا -
كيف يعبر - رحمه الله تعالى-
عن التكاليف التي يعتبرها الكثيرون
- ولا أبرّئ نفسي -
قيودا وموانع وحدودا ويستثقلونها بأنهــا
منن ونعم وألطاف يتفضل بها سبحانه على عباده
لطفا بهم ومحبة لهم ورحمة منه سبحانه بخلقه ...
فسبحان الله
انظروا كيف إن اختلاف المنظور للأوامر والنواهي
من أنها تكاليف
وقيود على العبيد
إلى كونها نعما و ألطافا ورحماتٍ !!!
كيف يؤثر اختلاف المنظور في عميق القلوب تأثيرا شديدا ؛
فتقبل النفوس
والقلوب والجوارح على العمل بمقتضى التكاليف الشرعية
- أوامر أو نواهي -
بكل رغبة ومحبة غير مستثقلة لتبعاتها
بله لعلها متمتعة بما ترى أنه منن
تترى من الرحمن الرحيم عليها سبحانه وتعالى وعز وجلّ
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
ولنطبق على ما يلي
قال السعدي في تفسيره
{وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها
لطفا بنا, وتنزيها عن المضر
ومع هذا ( فَمَنِ اضْطُرَّ )
أي: ألجئ إلى المحرم, بجوع وعدم, أو إكراه
( غَيْرَ بَاغٍ )
أي: غير طالب للمحرم, مع قدرته على الحلال
أو مع عدم جوعه
( وَلا عَادٍ )
أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له, اضطرارا
فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح]
عليه، وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه
والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة
وأن يقتل نفسه.
فيجب
إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك الأكل حتى مات
فيكون قاتلا لنفسه
وهذه الإباحة والتوسعة, من رحمته تعالى بعباده
فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين
وكان الإنسان في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور
فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة.
وفي هذه الآية دليل على القاعدة المشهورة
" الضرورات تبيح المحظورات "
فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له, الملك الرحمن.
[فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا]
أهـ
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
تأملوا فضلا : ما لوناه بالأحمر والأزرق
واستشعروا كيف إنه
( تفسير محب )
يرغبّ الخلق في طاعة الخالق
يبث حب الربّ في قلوب عبيده
ولنفند بعض العبارات
1-وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها, لطفا بنا
وتنزيها عن المضر
( إذن هو نهانا عنها لصالحنا أولا )
2-فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال
وأكل بقدر الضرورة
فلا يزيد عليها
( فَلا إِثْمَ )
[أي: جناح]
( ثم رفع الإثم عن غير الممتثل للنهي لوجود ضرورة
فضلا منه سبحانه )
3
-والإنسان بهذه الحالة, مأمور بالأكل
بل منهي أن يلقي بيده
إلى التهلكة, وأن يقتل نفسه .فيجب
إذًا عليه الأكل, ويأثم إن ترك
الأكل حتى مات, فيكون قاتلا لنفسه
( ثم زاد فثلث بأن تارك الأكل حال الضرورة تورعا آثم ؛
لأنه يُهلك نفسه
والله شرع له ما يرحمه من الهلكة فلِمَ التورع في غير محله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
فلو كان النهي أو الأمر من الله
غايته محض التكليف من الإله
لخلقه وعباده
لما أثّم من أهلك نفسه متمسكا بأصل الحرمة
ولكن الغاية من الأمر والنهي التكليف بما يحقق صالح الخلق
ومافيه الرفق والرحمة بهم
4-وهذه الإباحة والتوسعة
من رحمته تعالى بعباده
( يتبع التكليف إذا تعذّر توسعة ورحمة من الإله سبحانه )
5- فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين
غاية المناسبة
فقال: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
( فأي مغفرة وأي رحمة سبحانه !!! )
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
6- ولما كان الحل مشروطا بهذين الشرطين
وكان الإنسان
في هذه الحالة
ربما لا يستقصي تمام الاستقصاء في تحقيقها
أخبر تعالى أنه غفور, فيغفر ما أخطأ فيه في هذه الحال
خصوصا وقد غلبته الضرورة
وأذهبت حواسه المشقة
( يعلم سبحانه
أن بعض عباده قد يتعدى الحد لاضطرابه
فغفر له دون طلب من العبد للمغفرة
بل لعل العبد
لم يستشعر - أصلا -
أنه تعدى أو ارتكب ما يتطلب المغفرة )
7-فكل محظور, اضطر إليه الإنسان
فقد أباحه له, الملك الرحمن.
فله الحمد والشكر, أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا
( وكانت تلك الكلمات
مسك الختام من الشيخ رحمه الله تعالى .)
ألم أقل إنّه : ( تفسير محب )!!!.
من درر معلمتنا الحبيبة أم هانيء
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
ام الشيماء
27-12-10, 01:06 AM
نستأنف بعون الله ..
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء الآن ؟
.. بمعنى آخر
كيف يمتثل كل منا لهذا النداء عملا ؟
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
علينا تحرى الأكل من الطيبات والحلال من الرزق
فنبتعد عن المشتبهات فى الكسب
ومن باب أولى اجتناب الغلول و الرشاوى والربا
وجميع انواع المعاملات المحرمة
علينا ألا نغلو فنمتنع عن الأكل من الطيبات
وتحريم ذلك على أنفسنا
من باب التقرب الى الله كما يفعل بعض الجهال
ما نُرزقه من رزق فمن الله
و ما نحن إلا سبب فيه ويترتب عن هذا
إفراد الله بطلب الرزق فلا نسأل غيره
عدم الالتفات لما في أيدي الناس
إن قُدر علينا رزقنا بل الرضا بما قدر الله
وشكره على نعمه سبحانه قليلها وكثيرها.
الإخلاص في شكر الله على ما رزقنا
إن وسع علينا ف(الشكر يحفظ النعم الموجودة
ويجلب النعم المفقودة )
وعدم نسب ما بنا من نعمة لحذاقتنا أو ذكائنا أو مهارتنا
عدم المفاخرة بما رزقنا الله
و عدم التطاول بها على عباده أو انتقاصهم
علينا شكر نعمة الله على ما ساقه لنا من أرزاق
ولنعلم أنه محض فضل من الله
ولانقول كما قال قارون
" إنما أوتيته على علم "
يجب ان يتواطىء الشكر باللسان
واستشعار المنة لله فى القلب على نعمه مع استعمال تلك
النعم فى طاعة الله ومرضاته
فمن قام بحق الشكر فقد قام بحق العبادة
فشكر الجوارح يكون باستعمالها فى طاعته
فلا ينظر الى ما حرم الله من العورات وما لايحل له
ولا يسمع ما حرم الله من الباطل كالغيبة والبهتان
وقول الزور والغناء
ولايقول الا ما يرضى الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/mAM66024.gif
وكذلك من شكر نعمة الولد
تربيتهم كما يجب ربنا ويرضى
ومن شكر نعمة المال القيام بحق الله فيه
من النفقة الواجبة والمستحبة
وشكر نعمة الدين والعلم
تعليم الناس ما يجهلونه وارشادهم الى ما فيه صلاح
دينهم ودنياهم .. الخ
إن أردنا حفظ النعم الموجودة
( من علم - هداية - مال - ولد -صحة
سعة رزق .. )
وجلب المفقودة منها فعلينا بلزوم الشكر
علينا اجتناب ما حرم الله من الخبائث
فى الأطعمة والأشربة وهو قليل واستبداله بما أحله الله
وأباحه من الطيبات وهو الأغلب
على كل مسلم ان يسعى للتفقه فى الدين
حتى لايختلط الأمر عليه فيعرض نفسه للهلاك فى الدنيا
والاثم فى الآخرة
كمثال على ذلك
عدم علمه بوجوب الأكل
عليه مما حرم عليه فى حالة الاضطرار
والله تعالى أعلم
أحسن الله لهن أخواتي بــ
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
ام الشيماء
01-01-11, 11:12 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif
والآن نحيا مع
النداء الرابع
سورة البقرة ،الآية 187
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/QWW90158.gif
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ ۚ
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ
فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ .}
يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآيات
يمتن تعالى على عباده المؤمنين, بأنه فرض عليهم
( الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى )
أي: المساواة فيه, وأن يقتل القاتل على الصفة
التي قتل عليها المقتول
إقامة للعدل والقسط بين العباد
وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين
فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم
حتى أولياء القاتل حتى القاتل بنفسه إعانة ولي المقتول
إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل
وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد
ويمنعوا الولي من الاقتصاص
كما عليه عادة الجاهلية
ومن أشبههم من إيواء المحدثين.
ثم بيَّن تفصيل ذلك فقال
( الْحُرُّ بِالْحُرِّ )
يدخل بمنطوقها, الذكر بالذكر
( وَالأنْثَى بِالأنْثَى )
والأنثى بالذكر, والذكر بالأنثى
فيكون منطوقها مقدما على مفهوم قوله
" الأنثى بالأنثى "
مع دلالة السنة, على أن الذكر يقتل بالأنثى
وخرج من عموم هذا الأبوان وإن علوا
فلا يقتلان بالولد, لورود السنة بذلك
مع أن في قوله
( الْقِصَاصُ )
ما يدل على أنه ليس من العدل
أن يقتل الوالد بولده
ولأن في قلب الوالد من الشفقة والرحمة
ما يمنعه من القتل لولده إلا بسبب اختلال في عقله
أو أذية شديدة جدا من الولد له
وخرج من العموم أيضا, الكافر بالسنة
مع أن الآية في خطاب المؤمنين خاصة
وأيضا فليس من العدل أن يقتل ولي الله بعدوه
والعبد بالعبد
ذكرا كان أو أنثى, تساوت قيمتهما أو اختلفت
ودل بمفهومها على أن الحر
لا يقتل بالعبد, لكونه غير مساو له
والأنثى بالأنثى
أخذ بمفهومها بعض أهل العلم فلم يجز قتل الرجل بالمرأة
وتقدم وجه ذلك
وفي هذه الآية دليل على أن الأصل وجوب القود في القتل
وأن الدية بدل عنه، فلهذا قال
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ )
أي: عفا ولي المقتول عن القاتل إلى الدية
أو عفا بعض الأولياء, فإنه يسقط القصاص
وتجب الدية
وتكون الخيرة في القود واختيار الدية إلى الولي
فإذا عفا عنه وجب على الولي
[أي: ولي المقتول]
أن يتبع القاتل
( بِالْمَعْرُوفِ )
من غير أن يشق عليه, ولا يحمله ما لا يطيق, بل يحسن الاقتضاء والطلب, ولا يحرجه
وعلى القاتل
( أَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ )
من غير مطل ولا نقص, ولا إساءة فعلية أو قولية
فهل جزاء الإحسان إليه بالعفو
إلا الإحسان بحسن القضاء
وهذا مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان
مأمور من له الحق بالاتباع بالمعروف
ومن عليه الحق, بالأداء بإحسان .
وفي قوله
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ )
ترقيق وحث على العفو إلى الدية
وأحسن من ذلك العفو مجانا
وفي قوله
( أَخِيهِ )
دليل على أن القاتل لا يكفر
لأن المراد بالأخوة هنا أخوة الإيمان
فلم يخرج بالقتل منها
ومن باب أولى أن سائر المعاصي التي هي دون الكفر
لا يكفر بها فاعلها, وإنما ينقص بذلك إيمانه
وإذا عفا أولياء المقتول
أو عفا بعضهم, احتقن دم القاتل
وصار معصوما منهم ومن غيرهم
ولهذا قال
( فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ )
أي: بعد العفو
( فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
أي: في الآخرة، وأما قتله وعدمه
فيؤخذ مما تقدم, لأنه قتل مكافئا له
فيجب قتله بذلك
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل
فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله
ولا يجوز العفو عنه
وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول
لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره.
من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ام الشيماء
19-02-11, 01:24 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5yY67585.gif
آآمين
أحببت أضيف
تفسير الآية اللاحقة لآية النداء( 179 )
لابن القيم وهاكم نصه
قال ابن القيم في تفسير هذه الآية
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif
قوله تعالى
(ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون )
في ضمن هذا الخطاب
ماهو كالجواب لسؤال مقدر
إن في إعدام هذه البنية الشريفة
وإيلام هذه النفس وإعدامها في مقابلة إعدام المقتول
تكثيرًا لمفسدة القتل ، فلآية حكمة صدر هذا ممن وسعت رحمته كل شىء وبهرت حكمته العقول ؟
فتضمن الخطاب جواب ذلك بقوله
(ولكم في القصاص حياة )
وذلك لأن القاتل إذا توهم أنه يقتل قصاصًا بمن قتله عن القتل
كفّ عن القتل وارتدع وآثر حب ّ حياته ونفسه
فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله
ومن وجه آخر
وهو أنهم كانوا إذا قتل الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم
قتلوا به كل من وجدوه من عشيرته وقبيلتهم
قتلوا به كل من وجدوه من عشرة القاتل وجيِّه وقبيلته
وكان في ذلك من الفساد والهلاك مايعم ضرره وتشتد مؤنته
فشرع الله تعالى القصاص
وأن لا يقتل بالمقتول غير قاتله ، ففي ذلك حياة عشيرته وحيّه وأقاربه
ولم تكن الحياة في القصاص من حيث إنه قتل
بل من حيث كونه قصاصًا
، بؤخذ القاتل وحده بالمقتول لاغيره
فتضمن القصاص الحياة من وجهين
وتأمل ماتحت هذه الألفاظ الشريفة من الجلالة والإيجاز
والبلاغة والفصاحة والمعنى العظيم
فصدر الآية بقوله
(ولكم )
المؤذن بأن منفعة القصاص مختصة بكم
عائدة إليكم ، فشرعه إنما كان رحمة بكم وإحسانًا إليكم
فمنفعته ومصلحته لكم
لالمن لايبلغ العباد ضره ونفعه
ثم ّ عقبه بقوله
(في القصاص )
إيذانًا بأن الحياة الحاصلة إنما هي في العدل
وهو أن يفعل به كما فعل بالمقتول
والقصاص في اللغة : المماثلة
وحقيقته راجعة إلى الاتباع
ومنه قوله تعالى
( وقالت لأخته قصيه )
أي : تتبعي أثره
ومنه قوله تعالى
(فارتدا على آثارهما قصصًا )
أي : يقصان الأثر ويتبعانه ومنه
قصّ الحديث واقتصاصه لأنه يتبع بعضه بعضًا في الذكر
فسمي جزاء الجاني قصاصًا لأنه يتبع أثره
فيفعل به كما فعل
وهذا أحد مايستدل به على أن يفعل بالجاني كما فعل
فيقتل بمثل ماقتل به ، لتحقيق معنى القصص
ونكر سبحانه (الحياة )
تعظيمًا وتفخيمًا لشأنها وليس المراد حياة ما
بل المعنى أن في القصاص حصول
هذه الحقيقة المحبوبة للنفوس المؤثرة عندها المستجسنة
في كل عقل / والتنكير كثيرًا مايجي ء للتعظيم والتفخيم ،
كقوله تعالى
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ )
وقوله
(وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ )
ثم خص ّ أولي الألباب
وهم / أولوا العقول التى عقلت عن الله أمره ونهيه وحكمته
إذ هم المنتفعون بالخطاب ، ووازن بين هذه الكلمات وقولهم : )
القتل أنفى للقتل )
ليتبين مقدار التفاوت ، وعظمة القرآن وجلالته
انتهى النقل من كتاب بدائع التفسيرليسري السيد محمد
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif
وأخيرا سؤال :
ما المقصود بقول الشيخ السعدي
{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ}
أي: بعد العفو {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
أي: في الآخرة، وأما قتله وعدمه, فيؤخذ مما تقدم,
لأنه قتل مكافئا له, فيجب قتله بذلك.
وأما من فسر العذاب الأليم بالقتل,
فإن الآية تدل على أنه يتعين قتله,
ولا يجوز العفو عنه, وبذلك قال بعض العلماء والصحيح الأول,
لأن جنايته لا تزيد على جناية غيره. )
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2uR82460.gif
منقول من درر معلمتنا أم هانيء
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=11)
(http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%CF%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=11)
وأخيرا كيف نعمل بمقتضى هذا النداء؟
أي كيف نمتثل لهذا النداء عملا ؟؟؟!!!
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/pSB67838.gif
ام الشيماء
19-02-11, 01:27 PM
إليكن كيف نعمل بمقتضى النداء
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
ونذكركن
** أؤكد على أن هذه النداء جميع المسلمين مطالبين (جميعهم )
بتلبيته عمليا بعد تحقيق الرضا القلبي بحكم الله:
1- فأهل القاتل بتسليمه لأولي الأمر وعدم حمايته
2- والقاتل نفسه مطالب بتقديم نفسه لتطبيق شرع الله عليه .
3- وأهل المقتول بتطبيق حكم الله وعدم التعدي
4- وباقي الخلق بالتعاون على تحيق حكم الله .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
ونفصل أكثر....
* العدل من سمات هذه الشريعة الغراء فلا تظلم نفس شيئا
من منة الله على عباده أن شرع لهم القصاص الذي هو حد من الحدود ، و تنفيذه من مقتضى الإيمان وتركه من نقصه
* القصاص فى القتلى هو أمر من المشرع الحكيم ليس من عادات الشعوب ولا من أعراف الناس
*يجب تمكين اولياء المقتول-ان ارادوا- من القصاص الذي يعتبر تنفيذه من مقتضى الايمان و اعانتهم ولو بتقديم اعز الناس علي
ويفهم منه وجوب الاذعان لاوامر الله ولو كانت مخالفة لهواي
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
*العدل في كل الامور فمن تمام العدل ان يقتص من القاتل بنفس الصفة التي قتل عليها المقتول
و يفهم منه ان اعدل في كل شيء حتى مع ابنائي
-الافضل لاولياء المقتول العفو عن القصاص, قال تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) .
و يتضح لنا ان الشارع متشوق إلى صيانة النفوس والدماء ، فرغب في قبول الدية تحقيق لهذا القصد في التشريع .
و نفهم منه استحباب العفو عند المقدرة فاعفو عمن ظلمني و من اساء الي باي شكل
و استحضر قوله تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) و قوله عليه الصلاة و السلام: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا . وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2588
خلاصة حكم المحدث: صحيح
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
*استحباب كتابة العلم "كتب عليكم" كما قال الحافظ ابن حجر : " الإجماع انعقد على جواز كتابة العلم ، بل على استحبابه ، بل لا يبعد وجوبه على من خشي النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم " .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
*لا اكفر مرتكب الكبيرة ولو كان قاتلا او زانيا فمن عقيدتنا ان مرتكب الكبيرة لا يكفر انما ايمانه ينقص
*وجوب الاتباع بالمعروف فبعد العفو لا يكلف القاتل ما لا يطيق و لا يؤذى و لا نمن عليه, هذا من قتل لنا قتيلا فمن باب اولى ان نتعامل بالمعروف مع كل الناس
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
*اداء حقوق الناس بالاحسان فلا اماطل في تسديد الدين الذي علي و اسدده كاملا غير ناقص و ازيد عليه بالشكر و الدعاء لا بالاساءة و نكران الجميل
وهذا مأمور به في كل ما ثبت في ذمم الناس للإنسان، مأمور من له الحق بالاتباع بالمعروف، ومن عليه الحق, بالأداء بإحسان .
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
*كي اكون من المتقين يجب علي ان انقاد لاوامر الله فشرعه سبحانه و تعالى فيه ما فيه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة
* يجب على الإنسان أن يؤمن بأحكام الشريعة دون تردد؛ وإذا رأى ما يستبعده في بادئ الأمر فليتأمل وليتعقل حتى يتبين له أنه عين الحكمة، والمصلحة؛ ولهذا قال تعالى: { يا أولي الألباب }؛ فأتى بالنداء المقتضي للانتباه.(قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله)
هذا والله تعالى اعلم
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/V7T29025.gif
منتديات الأكاديمية الإسلامية
بتصرف يسير
لآلئ الدعوة
20-02-11, 03:14 PM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26978/31670/395826.gif
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26978/31670/395809.gif
ام الشيماء
21-02-11, 02:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمين واياك
جزاك الله خيراً
ام الشيماء
21-02-11, 02:41 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/nPG46234.gif
والآن نحيا
مع
النداء الخامس
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/zs977377.gif
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(183)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
(184)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
185)
يخبر تعالى بما من به على عباده بأنه فرض عليهم الصيام
كما فرضه على الأمم السابقة
لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق
في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة
بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال والمسارعة
إلى صالح الخصال وأنه ليس من الأمور الثقيلة
التي اختصيتم بها
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال
" لعلكم تتقون "
فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى
لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه
فمما اشتمل عليه من التقوى
أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع
ونحوها التي تميل إليها نفسه
متقربا بذلك إلى الله
راجيا بتركها ثوابه فهذا من التقوى
ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى
فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه
ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان
فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم
فبالصيام يضعف نفوذه وتقل منه المعاصي
ومنها : أن الصائم في الغالب تكثر طاعته والطاعات
من خصال التقوى
ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له
ذلك مواساة الفقراء المعدمين وهذا من خصال التقوى
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام أخبر أنه أيام معدودات
أي : قليلة في غاية السهولة
ثم سهل تسهيلا آخر فقال :
" فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
وذلك للمشقة في الغالب رخص الله لهما في الفطر
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن
أمرهما أن يقضياه في أيام أخر
إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة
وفي قوله
" فعدة من أيام "
فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان كاملا
كان أو ناقصا وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة
باردة عن أيام طويلة حارة كالعكس
وقوله
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يطيقون الصيام
" فدية "
عن كل يوم يفطرونه
" طعام مسكين "
وهذا في ابتداء فرض الصيام
لما كانوا غير معتادين للصيام
وكان فرضه حتما فيه مشقة عليهم درجهم الرب الحكيم
بأسهل طريق وخير المطيق للصوم بين أن يصوم وهو أفضل أو يطعم
ولهذا قال
" وأن تصوموا خير لكم "
ثم بعد ذلك جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق
يفطر ويقضيه في أيام أخر
[ وقيل
" وعلى الذين يطيقونه "
أي : يتكلفونه ويشق عليهم مشقة غير محتملة
كالشيخ الكبير فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح ]
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "
أي : الصوم المفروض عليكم هو شهر رمضان الشهر العظيم
الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم
وهو القرآن الكريم المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية
وتبيين الحق بأوضح بيان والفرقان بين الحق والباطل
والهدى والضلال وأهل السعادة وأهل الشقاوة
فحقيق بشهر هذا فضله وهذا إحسان الله عليكم فيه
أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام
فلما قرره وبين فضيلته وحكمة الله تعالى
في تخصيصه قال
" فمن شهد منكم الشهر فليصمه "
هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر
ولما كان النسخ للتخيير بين الصيام والفداء
خاصة أعاد الرخصة للمريض والمسافر
لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة
[ فقال ]
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة
في أصله
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله
سهله تسهيلا آخر إما بإسقاطه أو تخفيفه بأنواع التخفيفات
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها لأن تفاصيلها جميع الشرعيات
ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات
" ولتكملوا العدة "
وهذا - والله أعلم -
لئلا يتوهم متوهم أن صيام رمضان يحصل المقصود منه ببعضه
رفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته
ويشكر الله [ تعالى ]
عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده وبالتكبير
عند انقضائه ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال
إلى فراغ خطبة العيد
انتهى النقل من تفسير
" تيسير الكريم الرحمن "
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى رحمه الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/pSB67838.gif
ام الشيماء
21-02-11, 02:43 AM
واسمحي لي نرتشف قليلا من تأملات معلمتنا أم هانيء
وأخواتنا بلأكاديمية
قالت معلمتنا
قدمنا أن تفسير السعدي تفسير محب ...
فضلا : استخرجي كل ما يؤكد هذا المعنى
ويعضد صحته من كلام الشيخ في تفسيره
لتلك الآيات الكريمات .
وأنقل لكن مماتفضلن به الأخوات:
*يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام
كما فرضه على الأمم السابقة
عبر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
عن تكليف الله سبحانه لنا بالصيام بلفظة
"من به على عباده"
هذا التكليف الذي هو في نظر البعض محض مشقة
و حرمان للنفس يعبر رحمه الله عنه بالمنة
و لهذا اثره في تخفيف المشقة الحاصلة من العبادات
*لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق
في كل زمان
اي ان الله عز و جل يشرع للناس ما فيه مصلحتهم
في كل زمان
وفيه تنشيط لهذه الأمة
بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال
والمسارعة إلى صالح الخصال
وأنه ليس من الأمور الثقيلة,التي اختصيتم بها.
فالصوم ليس امرا ثقيلا خصكم الله تعالى به
بل فرضه على الذين من قبلكم من الامم و لهذا ينبغي لنا
-كخير امة-
ان ننافس غيرنا في صالح الخصال فنحن اولى بأعمال الخير
*ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات
أي: قليلة في غاية السهولة,...
ثم سهل تسهيلا آخر
.... يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير
ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده
في غاية السهولة في أصله.
استعمل رحمه الله تعبير
"سهل" "يسر" "غاية السهولة" "تيسير" "تسهيل"...
ليسهل على النفس تقبل هذا الامر
و لينفي اي مشقة و اي صعوبة مقترنة بالصيام
* وهذا في ابتداء فرض الصيام
لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما
فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم
بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم
وهو أفضل, أو يطعم
ولهذا قال
{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ }
الله سبحانه بحكمته العظيمة يشرع الاوامر بالتدريج
لان النفوس لما تكون غير معتادة على امر يشق عليها
في البداية التعود بسرعة لهذا انزل الله عز و جل
بعض الاوامر بالتدريج تسهيلا
منه سبحانه
مع انه قادر جل في علاه ان ينزل الامر مباشرة
لكنه حكيم عليم رحيم
*فحقيق بشهر, هذا فضله
وهذا إحسان الله عليكم فيه
أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.
اي ان هذا الشهر الذي احسن الله علينا فيه
ايما احسان فنزل فيه علينا القران اضافة الى تنزيل الرحمات
و كل ما اختص به سبحانه هذا الشهر العظيم
حري به ان يكون موسما للصيام و الطاعات
أهــ
نعم تفسير محب
محب للقرآن وللتشريع وتكليف الله سبحانه
فيه الرحمة والحكمة منه سبحانه
"...يُرِيدُاللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن العاملين به
المنصاعين لأوامره بحب ويسر
آآمين
ام الشيماء
21-02-11, 02:44 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif
حول العمل بالآيات
حب الله تعالى
ففي التكاليف الشرعية وإن كان ظاهرها مشقة لكن كلها رحمة
أولا: شرعها لنرتقي ونعتلي الدرجات ، كل بنيته وإخلاصه
وداخلها كل الرحمة ، سهلها الله ويسرها ،وهي ممانطيق
وأجمل من كل ذلك الإستعانة به سبحانه
فبه نتقوى لطاعته وهو الذي أعاننا وتفضل علينا
أن نكون ممن اهتدى
فسبحانه أعاننا لطاعته وهو صاحب الفضل
سبحانه للعمل حسبما يحب ويرضى
وهوصاحب الفضل أخيرا قي تقبُلها
أرأيتم كم من نعمة تحيط بنا وقليلاً مانتذكر
وكما منّ على الأمم السابقة
بالصيام ولنكون خير أمة فلا نحرم أجره
وهوعلامة على التقوى ولنتعود على المراقبة
ومجاهدة النفس والهوى بترك ماأحل الله لله
وليس ذلك فقط بل أعاننا بسَلسَلَة الشياطين والمردة
والجميع في طاعة مما يحث على الطاعة
ومنها فضل العمل الجماعي والصحبة الصالحة التي تُعين
وألا نغتر بالصحة والمال ونتذكر من هم دوننا
من المرضى والفقراء فقد شعرنا بما يحسونه من الجوع والألم
ولذلك أيضا لم ننساهم آخر الشهر بزكاة الفطر
تطهيرا لنا وما اعتراه عملنا من نقص
ومن رحمته سبحانه أنه لم يشق على المريض والمسافر
بل أمره بترك التكليف بالرخصة بالفطر
وكي لايفوته الفضل كله رخص له بالقضاء في أيام أُخر
وسهل تسهيلا كماعبر شيخنا الجليل السعدي
من لايستطيع الصيام والقضاء فعليه الفدية جبرا لخاطره
ولايحزن أنه لم يستطع الصيام
ومن المنح في هذا الشهر العظيم
أن نزل به القرآن الذي به تحيا النفوس والدنيا بتطبيق شرائعه
[ فقال ]
" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "
أي : يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة
إلى رضوانه أعظم تيسير ويسهلها أشد تسهيل
ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة
في أصله"
ومنه علمنا فضل التكبير لله سبحانه
وأنه محبب إليه فكبرنا الله عند رؤية هلال رمضان
ونكبره سبحانه عند انقضائه
وبالتكبير لرؤية هلال شوال وصلاة العيد
وبه نفتتح الصلوات وننتقل من ركن لركن
فهوسبحانه أكبرمن كل شيء حولنا سبحااااااااااااااانه
اللــــــــــــه أكبـــــــــــــــــر
وفي النهاية لنشكر الله سبحانه أن منّ علينا بتلك النعم
جعلنا الله وإياكن من القليل
"وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"سبأ (13)
آآآمين
ولنتدبرالآيات ثانية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا
خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(184)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(185)
ام الشيماء
03-03-11, 01:04 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/F3L46626.gif
والآن نحيا مع
النداء السادس
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gif
يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً
وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ
فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
( 208-209) البقرة
قال الشيخ السعدى فى تفسير هذه الآيات
هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا
" في السلم كافة "
أي : في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئا
وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله
وإن خالفه تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين
وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير
وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته
ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال
" ولا تتبعوا خطوات الشيطان "
أي : في العمل بمعاصي الله
" إنه لكم عدو مبين "
والعدو المبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء وما به الضرر عليكم
ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل وزلل
قال تعالى
" فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات "
أي : على علم ويقين
" فاعلموا أن الله عزيز حكيم "
وفيه من الوعيد الشديد والتخويف
ما يوجب ترك الزلل
فإن العزيز القاهر الحكيم
إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه
بمقتضى حكمته فإن من حكمته تعذيب العصاة والجناة
تيسير الكريم الرحمن للشيخ ابن سعدى رحمه الله
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gifيتـــــــــــــــــــــــبعhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/1mf76901.gif
ام الشيماء
03-03-11, 01:36 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2R936224.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
أنقل لكن كيفية العمل بهذا النداء ؟
"يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَآفّةً
وَلاَ تَتّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ إِنّهُ لَكُمْ عَدُوّ مّبِينٌ
فَإِن زَلَلْتُمْ مّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ
فَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/aCs68716.gif
يجب على المسلم الالتزام الكامل بمنهج الاسلام
فى صغير الأمر وكبيره سواء كان ذلك فى الاعتقاد أو التصورات
أو الأعمال أوالأقوال
على المسلم أخذ الحيطة
من عدوه المتربص وليعلم أنه بقدر تخلفه عن اتباع منهج الاسلام
بقدر ما يكون اتباعه لخطوات الشيطان
العلم واليقين يعصمان العبد بفضل الله من الزلل
من زلّ بعدما علم فقد أقام الحجة على نفسه
وعرّض نفسه لشدة العقوبة من الله
الذى إن عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه
يجب على المسلم أن يعبد الله بالخوف
كما يعبده بالحب والرجاء
وأضفن
قال الشيخ السعدي في تفسيره
اقتباس : بل الواجب أن يكون الهوى
, تبعا للدين,
وأن يفعل كل ما يقدر عليه,
من أفعال الخير, وما يعجز عنه, يلتزمه وينويه,
فيدركه بنيته
معنى ماتحته خط
ذلك أنه من رحمة الله على عباده وعظيم فضله
أن يكتب الأجر لمن صدقت نيته فى بلوغ الخير
مع عجز جوارحه عن فعله
ومن ذلك
من أراد بذل الصدقات ولكن منعه ضيق ذات يده
و حالت الحوائل دون ذلك
كتب الله له الأجر كما فى الحديث
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/aCs68716.gif
" ...إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما
فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه
ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية
يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان
فهو بنيته فأجرهما سواء ، .... الحديث " (1)
*من أراد الصيام ولكن منعه مانع كمرض لايرجى برؤه
سمعت أبا موسى مرارا يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا مرض العبد ، أو سافر
كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) (2)
من أراد الجهاد والاستشهاد فى سبيل الله وصدقت نيته فى ذلك
وحبسه عذر بلغه الله تلك المنزلة وهو على فراشه ..
" من سأل الشهادة بصدق ، بلغه الله منازل الشهداء
وإن مات على فراشه ." (3)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/aCs68716.gif
وأضافت معلمتنا أم هانئ
إن أمر الشارع الحكيم جاء للمؤمن بأن يدخل في السلم كافة
أي يأخذ بجميع شرائع الدين
( فالالتزام بما أمر الله )
هــو
اعتقاد وجوب أو حرمة أو استحباب أو كراهة هذا الأمر الشرعي
وهذا من أعمال القلب التي ينبغي وجودها عند العلم بالأمر الشرعي
أما عمل الجوارح فشيء آخر ...
مثال للتوضيح
- فتاة لا ترتدي الحجاب ولكنها تقر بوجوبه شرعا
وتعترف بالتقصير في أداء الواجب عليها شرعا ؛
لشهوة أو لتحصيل دنيا أو .............
( هذه التزمته اعتقادا ، و تركت العمل به بالجوارح )
- وأخرى ترتدي الحجاب الشرعي مرغمة ، وهي لا تعتقد
وجوبه شرعا ....
( هذه لم تلتزمه اعتقادا ، بينما عملت به بالجوارح )
- وثالثة : ارتدته معتقدة وجوبه .
( فهذه التزمته اعتقادا بالجنان وعملا بالجوارح )
* الخلاصة أن كل عمل في الشرع يستلزم
اعتقاد بالقلب ( وجوب / حرمة / .... )
+ عمل أو ترك بالجوارح .
والسؤال : ماذا علينا ؟
تفقد القلب بخصوص كل عمل ؛
لنتأكد من التزامنا الشرعي الصحيح تجاهه .
وهذا له فوائد يحضرني منها الآن
1- التروك ( من محرمات ومكروهات )
إذا التزمناها بهذا الشكل حصّلنا أجورا
مثال : مسلمان لايزنيان ولا يشربان الخمر ولا يقامران
- أحدهما: يترك هذه الأعمال لأنها محرمة
فهو ملتزم بتركها اعتقادا للحرمة
( فيكون متقرب بالترك = عبادة )
- والثاني : يترك هذه الأعمال لأنه لم يرد على خاطره يوما فعلها .
كلاهما ترك المحرمات بالجوارح ولكن أحدهما مأجور والآخر لا ؛
والفارق في الالتزام العقدي تجاه هذه الأفعال .
2- ومن الفوائد لذلك أيضا
إذا كانت المعصية بالجارحة فقط دون تواطؤ القلب
كانت أخف وأقل من المعصية التي تواطأ فيها القلب مع الجوارح .
فمن اعتقد الوجوب أو الحرمة أو .......... وفعل بالجوارح منكسرا
عالما بمعصيته لا يتساوى أبدا بمن لم يلتزم العمل عقديا بما يناسبه وأضاف
إلى ذلك مخالفة الجوارح ؛ فتراه يعصي وفيه نوع علو وتكبر .
ويحضرني مثالا ما غاب عن خاطري قط
- عصى إبليس أمر ربه بجوارحه غير ملتزم به اعتقادا
( أبى واستكبر وكان من الكافرين )
بينما عصى آدم ربه بجوارحه ملتزما أمر ربه اعتقادا
فانكسر وتاب وطلب المغفرة فتاب الله عليه .
- وفي الأخير : لابد من الالتزام العقدي لما جاء في
شرع الله كافة فهذا يستطيعه الجميع ،
أما التزام الجوارح
فلا يستطيعها الجميع لغلبة الشهوات أو المعارضات أو ...
وكل ابن آدم خطاء ولا عصمة إلا للمعصومين ...
اللهم ارزقنا انكسارا إذا أخطأنا آمين
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح آمين .
أهـ النقل
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
~~~
(1) الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2325
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
~~~
(2)الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2996
خلاصة الدرجة: [صحيح]
~~~
(3)الراوي: سهل بن حنيف المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1909
خلاصة الدرجة: صحيح
ام الشيماء
13-03-11, 04:17 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/7F467354.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
والآن نحيا مع
النداء السابع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2qk37640.gif
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ
وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (1)
قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية
وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله
من صدقة واجبة ومستحبة
ليكون لهم ذخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون
إلى مثقال ذرة من الخير
فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض
ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه
ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة
وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين
وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه
فتركوا الواجب من حق الله
وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام
وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة
التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله
فلهذا قال تعالى
{والكافرون هم الظالمون}
وهذا من باب الحصر
أي: الذين ثبت لهم الظلم التام
كما قال تعالى
{إن الشرك لظلم عظيم}
انتهى النقل من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
~~~
(1) البقرة 254
ام الشيماء
13-03-11, 04:18 PM
نقف قليلا وماروي بتفسير ابن كثير
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/2qk37640.gif
عن قوله تعالى
" وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال
الحمد لله الذي قال وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
ولم يقل: والظالمون هم الكافرون
حيث أن كل كافر فهو واقع فى أعظم أنواع الظلم
ألا وهو الكفر بالله
الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله
فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله
وليس كل ظالم إن كان ظالما للناس أوللعباد
أو ظالما لنفسه بالذنوب والمعاصي كافرا
فلله الحمد وله المنة الذي جعل وصف الظلم
قاصرا على الكافرين خاصا بهم
ولم يجعل الكفر قاصرا على الظالمين.
و إلا لو كانت الاية بلفظة (والظالمون هم الكافرون )
لحكم على كل ظالم بالكفر
و حيث ان الظلم لا يسلم منه أحد
فكذلك لم يكن ليسلم أحد من الكفر
فلله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن
وإن كان كل عاصي فهو ظالم لنفسه
على قدر معصيته ظلمها بأن أوردها المهالك
وعرضها للعقاب
فأعظم الظلم هو الشرك والكفر بالله
" لما نزلت هذه الآية
{ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم }
شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إنه ليس بذلك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان
{ إن الشرك لظلم عظيم } "(1)
ننتقل إلى ما العلاقة بين الآية وخاتمتها بقوله
"وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
الانفاق من افعال الخير التي تنفع صاحبها يوم
لا ينفعه قريب ولا حبيب
وان الكافر قد ظلم نفسه لأنه يوم القيامة
يتمنى لو يفتدى نفسه بملء الأرض ذهبا لينجو من العذاب
فلا يقبل منه ولو آمن وأنفق لأنقذ نفسه
من عذاب الله ولوجد ذلك ذخرا له
يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير
ونختم بالسؤال؟
بأي شيء تلازم ذكر الأمر بالنفقة في كتاب الله كله ؟
بمعنى آخر : كلما جاء أمر بالنفقة
- الواجبة أو المستحبة -
في كتاب الله
جاء معه تذكير معين ما هو ؟
كلما امرنا الله سبحانه بالنفقة ذكرنا أنه هو من رزقنا
ذلك الكسب
فيجب طاعته في ملكه فكما أعطانا رزقا يجب ان نعطي منه
وإلا فاذا لم ننفق و حرمنا من رزقه فقد عدل
و لم يظلمنا سبحانه والله تعالى أعلى وأعلم
رزقنا الله وإياكن العمل بنداء الله سبحانه للمؤمنين
وجعلنا وإياكم ممن سمع فلبى بالعمل
آمين
منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
بتصرف يسير
~~~
(1) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري
- المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 6918
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ام الشيماء
16-05-11, 05:34 AM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/79I46164.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
والآن نحيا مع
النداء الثامن
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gif
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا
لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (1)
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gifhttp://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gif
قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية
ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة
عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى
يبطل الصدقة
ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة
كما قال تعالى
{ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }(2)
فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات
تبطل ما قابلها من الحسنات
وفي هذه الآية مع قوله تعالى
{ولا تبطلوا أعمالكم}
حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها
لئلا يضيع العمل سدى
وقوله
{ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}
أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر
فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم
فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس
ولا يريد به الله والدار الآخرة
فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود
لأن شرط العمل أن يكون لله وحده
وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله
فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور
فمثله المطابق لحاله { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ }
وهو الحجر الأملس الشديد {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ}
أي: مطر غزير {فَتَرَكَهُ صَلْدًا }
أي: ليس عليه شيء من التراب
فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان
وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان
إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات
فإذا انكشفت حقيقة حاله
زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب
وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه
بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء
من عمله
فلهذا {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ }
من أعمالهم التي اكتسبوها
لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم
لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته
فصرف الله قلوبهم عن الهداية
فلهذا قال
{وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }
تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
~~~
(1) (264) سورة البقرة
~~~
(2)سورة الحجرات 2
ام الشيماء
16-05-11, 05:35 AM
نجانا الله وإياكن من المنّ فيضيع العمل هباء منثورا
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/5Oj69010.gif
وجاء في الوعيد الشديد للمنان
وردت أحاديث بالنهي عن المن في الصدقة
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم
(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة .
والمنفق سلعته بالحلف الفاجر .
والمسبل إزاره وفي رواية : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )(1)
(لا يدخل الجنة عاق ، و لا منان ، و لا مدمن خمر
و لا و لد زنية )(2)
إذاً ما السبل التي يطرقها الشيطان
ليمنع المسلم من تحصيل الأجر والخير ؟
إن الشيطان عدو للمسلم ؛ فهو لا يألو جهدا في الإقاع به
وجعله من الخاسرين ؛ لذا فهو ابتداء يبذل قصارى جهده
حتى يمنعه عن عمل الخير فإن غلبه المسلم - بفضل الله -وباشر بالعمل
حاول بشتى السبل إدخال مفسدات على العمل
فإن نجا المسلم من هذا الشَّرك - بفضل الله -
لم يتركه الشيطان ينعم بأجر ذلك العمل الخيِّر
فلا يألو جهدا ولا يدخر وسعاً في محاولة إيقاعه فيما من شأنه إحباط أجره
سواء بأعمال متصلة بذات العمل كالمن والأذى
أو بأعمال خارجة كترك صلاة العصر
أو في الامتناع عن معاشرة الزوج دون عذر
الذهاب لعراف أو التقديم بين يدي الله ورسوله .....
فهو له طرق سابقة للعمل وأثناءه وبعده
ونفصل....
الطرق السابقة للشيطان لمنع الانسان من تحصيل الأجر والخير
ضعف نفسه وتقاعسها وماهذا الا لحب الانسان الجبلية للمال وحب الاستزادة والاستكثار منه والأثرة
التردد فى الانفاق
وإن همّ بالنفقة فيسول له الشيطان أن تلك النفقة سوف تسبب له الفقر
كما قال تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ .. " (3)
فإن أنفق فبالفتات
( أو يوسوس له الشيطان بأن أولاده وبيته أحق بتلك النفقة ..)
كما فى الحديث " إن الولد مبخلة مجبنة "(4)
أو يستحوذ عليه حب التملك والأثرة
فلا ينفق إلا من أسوأ ما عنده فيتيمم الخبيث
وأيضا الطرق السابقة و المقارنة للانفاق من وسوسة الشيطان
الرياء .. الذى قد يكون سابقا للعمل
فيكون هو المحرك له لأداء هذا العمل فيقوم بهذا العمل
طلبا للمحمدة أو الثناء باظهار
أنه يريد وجه الله
وإنما قصده مدح الناس له أو الرغبة فى الاشتهار بالصفات الجميلة
ليشكر بين الناس أو يقال إنه كريم ..
جواد .. مسارع فى الخيرات .. ونحو ذلك
أو يكون مقارنا له
أما الطرق الللاحقة للعمل
أن يعجب المرء بعمله وبنفقته فهى من محبطات العمل
أن يمن على الله تعالى بنفقته والعياذ بالله وقد
نهى الله تعالى عن ذلك فقال " وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ"(5)
الصدقة تبطل بما يقارنها أو يتبعها من المن والأذى
وذلك بأذية المتصدق عليه وذلك باظهار التفضل
على وتذكيره عطاؤه له
فيلزم على كل لبيب وفطن أن يكون دائما في حالة وجل
وتحسَّب وخوف على أعماله وأجورها
وقد عقد الإمام البخاري
باب :( مخافة المؤمن أن يحبط عمله )
في كتاب الإيمان من صحيحه
وإن من أعظم صور الخسران
أن يفقد المرء ما كسبه وحصّله بجِد
من أجور لأعمال صالحات وُفق إليها وتفضل عليه ربه بقبولها
وإذا به يعمل من الأعمال ما يحبطها ( وهو غير شاعر )
بهذا المصاب الجلل
والعقاب على ما ارتكبه من سوء وزلل وهو عن كل ذا قد نام وغفل
أفلا يحق لكل لبيب أن يكون دائم الوجل
والتحسب ولافتقار
لربه الحفيظ أن يحفظ عليه قليل ما حصّله من حسنات في حياته
بعد أن افتقر إليه سبحانه ابتداءً في توفيقه للعمل الصالح وهداه إليه
ثم تضرعه للغني أن يتقبل قليل وحقير هذا العمل ويثيبه باسمه الشكور عليه
نسأل الله الهدى للرشاد آمين .
فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء للصدور
وهدى ورحمة للمؤمنين
ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير
جزاهن الله خيراً
ونلتقى لنعلم
كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟؟
~~~
(1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم (http://www.ahl-alsonah.com/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 106
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(2)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 673
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
~~~
(3) 268 البقرة
~~~
(4)الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1989
خلاصة الدرجة: صحيح
~~~
(5) (6) المدثر
ام الشيماء
16-05-11, 05:36 AM
كيف نعمل بمقتضى هذا النداء ؟
مدار العمل كله على الإخلاص بل هو أول شرط
من شروط العمل الصالح
فلابد من الإخلاص واستحضار النية
وطلب العون من الله في ذلك
قبل العمل للتغلب على الشيطان الذي لا يألو جهدا
في تثبيط العبد أو بإيقاعه في شباك الرياء
أثناء العمل وذلك بالإخلاص واستحضار النية
والابتعاد عما من شأنه إحباط العمل كالرياء والسمعة
وحب الثناء والمحمدة
بعد العمل بالاستعانة بالله على الحفاظ عليه
من المن والأذى و التسميع وغيرها من المحبطات
سواء منها المتصل بالعمل أو الخارج عنه.
وقد يقال
بما أن مدار العمل على الإخلاص ،فكيف لنا أن نحققه؟
عن هذا السؤال يجيبنا ابن القيم رحمه الله قائلا
"لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع
فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار
والضب والحوت
فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص
فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس
وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد
عشاق الدنيا في الآخرة
فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح
سَهُل عليك الإخلاص
فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد
في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا
أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده
خزائنه لا يملكها غيره
ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه
وأما الزهد في الثناء والمدح
فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين
ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده
كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم
" إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين"
فقال: (ذلك الله -عز وجل-).(1)
فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه
وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه
وارغب في مدح من كل الزين في مدحه
وكل الشَّين في ذمه
ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين
فمتى فقدت الصبر واليقين
كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب
قال تعالى
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم: 60]
وقال تعالى
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] ")
ا.هـ( المرجع: فوائد الفوائد
للإمام ابن القيم -رحمه الله-)
الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا ..
فهو لا يقبل إلا الطيب من الكسب ومن النوايا
على المرء الأ يطمئن لكونه وُفق لعمل الصالحات
حيث أنه ليس العبرة بصلاح العمل وحسب
ولكن العبرة بالمحافظة عليه من المحبطات فكما ان الحسنات
تذهب السيئات
فكذلك السيئات فإنها تُحبط الأعمال الصالحات ..
وعلينا تجديد النية دائما مخافة الوقوع في الرياء
او الاتصاف بصفات المنافقين
ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير
نفعنا الله وإياكم
آمين
~~~
(1)(عن الأقرع بن حابس أنه قال إن مدحي زين
وإن ذمي شين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"
ذاك الله الذي لا إله إلا هو" )
الراوي: الأقرع بن حابس المحدث: العراقي
المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/382
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لا أعرف لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا من الأقرع
ام الشيماء
25-06-11, 03:10 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/qip34413.gif (http://www.ahl-alsonah.com/akhawat/showthread.php?t=1475)
والآن نحيا مع النداء التاسع
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/uss38885.gif
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ
وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ
وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (1)
يقول الشيخ السعدي_ رحمه الله
في تفسير هذه الآية
يأمر تعالى عباده المؤمنين
بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب
ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه
شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم
وتطهيرا لأموالكم
واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم
ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه
إلا على وجه الإغماض والمسامحة
{ واعلموا أن الله غني حميد }
فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم
ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به
من الأوامر الحميدة والخصال السديدة
، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها
قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح
، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك
، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم
، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش
{ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }
بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم
ومع هذا فهو { يعدكم مغفرة }
لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم { وفضلا }
وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة
من الخلف العاجل
وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر
وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة
وليس هذا عظيما عليه لأنه { واسع }
الفضل عظيم الإحسان { عليم }
بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها
فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه
فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل
فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها
الحث على الإنفاق
ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك
ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها
لأنها داخلة في قوله: { من طيبات ما كسبتم }
ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض
من الحبوب والثمار والمعادن
ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض
لقوله { أخرجنا لكم } فمن أخرجت له وجبت عليه
ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها
ليس فيها زكاة
وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة
أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة
لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء
الخارج من الأرض
وأموال التجارة مواساة من نمائها
وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها
فليس فيها هذا المعنى
ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة
تفسير السعدي.
~~~
(1)(البقرة:267)
ام الشيماء
25-06-11, 03:10 PM
وأسألكن سؤال للتنشيط سألته معلمتنا
استدل شيخنا العثيمين - رحمه الله تعالى
بقوله تعالى
(وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ )
على عدم جواز إسقاط الدَّين من الزكاة ، فكيف كان ذلك ؟
ونعلم ذلك بنقل كلامه رحمه الله
؟
؟
؟
أجاب الشيخ عن تلك الفتوى
بقوله " هذا لا يجوز؛ لأن الله تعالى
قال: {خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَوَٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
والأخذ لابد أن يكون ببذل من المأخوذ منه
وقال النبي عليه الصلاة والسلام
"أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد"،(1)
فقال: "تؤخذ من أغنيائهم فترد"، فلابد من أخذ ورد
والإسقاط لا يوجد فيه ذلك؛
ولأن الإنسان إذا أسقط الدين عن زكاة العين التي في يده
فكأنما أخرج الرديء عن الطيب
لأن قيمة الدين في النفس ليست كقيمة العين
فإن العين ملكه وفي يده
والدين في ذمة الآخرين قد يأتي وقد لا يأتي
فصار الدين دون العين
وإذا كان دونها فلا يصح أن يخرج زكاة عنها لنقصه
وقد قال تعالى: {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ
وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلآ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوۤاْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
ومثال ما سألت عنه لو كان على الإنسان عشرة آلاف ريال زكاة
وهو يطلب رجلاً فقيراً عشرة آلاف ريال
فذهب إلى الرجل الفقير
وقال: قد أسقطت عنك عشرة آلاف ريال
وهي زكاتي لهذا العام
قلنا:
هذا لا يصح
لأنه لا يصح إسقاط الدين وجعله عن زكاة عين
لما أشرنا إليه آنفاً
وهذه مسألة يخطئ فيها بعض الناس ويتجاوزها جهلاً منه
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله
أنه لا يجزئ إسقاط الدين عن زكاة العين بلا نزاع
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المجلد الثامن عشر - كتاب أهل الزكاة.
فيجب على المسلم ان يتحرى من كسبه الطيب
ليؤدى صدقاته سواء كانت واجبة او مستحبة
لأن الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا
ولأنه كما قال شيخنا رحمه الله يجب ان تكون الزكاة
ببذل عين حتى يتوفر فيه مقتضى تطهير النفس
من الشح والأثرة اما الاسقاط فلا يتوفر فيه ذلك ..
والله تعالى اعلم
من مشاركات أخواتنا بارك الله فيهن
آمين
ام الشيماء
25-06-11, 03:11 PM
نأتي للسؤال : كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟
يحض الله المؤمنين على الانفاق الواجب والمستحب
فى سبيل الله
وماذلك الا تزكية لنفوسهم من الأثرة والشح
الذى هو من جبلة النفوس وتربية لهم على اليقين
بوعد الله بإخلاف النفقة فى الدنيا والاجر العظيم
عليها فى الاخرة
المؤمن بين داعيين:داعي الرحمن
يدعوه إلى الخيرويعده عليه الفضل والثواب العاجل
والآجل وإخلاف ما أنفق
وداعي الشيطان الذي يحثه على الإمساك ويعده الفقر
فليختر العبد أي الأمرين أليق به
وجوب قصد الطيب الذي تحبه النفس في النفقة
الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الصدقة
وإليكم حديث رائق للرسول صلى الله عليه وسلم
"أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله
قالت عائشة يارسول الله ألانطعمه المساكين
قال لاتطعموهم ممالاتأكلون"(1)
غفر الله لنا شحنا وبخلنا كم من شيء لانحبه
وقديم فنقول نتبرع به؟
إذا أسقط الدين عن زكاة العين التي في يده
فكأنما أخرج الرديء عن الطيب
على المؤمن استشعار منة الله وفضله عليه
فلله الفضل أولا ان ساق اليه ذلك الرزق واستخلفه فيه
وله الفضل ثانيا ان يسر له سبل الانفاق
وله الفضل اخيرا فى تقبل تلك النفقة وأثابته عليها
فاللهم لك الحمد اولا واخرا وظاهرا وباطنا
على المؤمن تحرى الطيب من النفقة
وتنقيتها من كل مايشوبها حتى يتقبل الله صدقته ويربيها له
على المتصدق الا يقصد الردىء من النفقات وعليه استشعار
كونها تقع فى يد الله اولا قبل يد الفقير
لابد للمؤمن ان يحب لأخيه ما يحب لنفسه
فلايخرج له من ردىء ماله ما يأنف هو من قبوله
ان كان فى موقف المتصدق عليه
الله سبحانه هو الغنى وهو الذى بيده
خزائن السموات والأرض
فلن يزيد فى ملكه نفقة المنفقين ولن ينقص من ملكه شح الممسكين
وهوالحميد الذى له المحامد كلها جل فى علاه
سبحـــــــــــــــ وتعالى ــــــــــــــــــــــانه
ملتقى الأكاديمية المفتوحة
بتصرف يسير
***
(1)الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 5/552-خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
ام الشيماء
15-02-15, 05:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
النداء العاشر
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)
من خلال تفسيره للايات السابقة والتالية لها
من ( 275- 281)
" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ
الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا
وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ
وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)
يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ
لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279)
وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280)
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281)
قرن الشيخ السعدى رحمه الله تفسير هذه الاية
يخبر تعالى عن أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم
أنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم
( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )
أي: يصرعه الشيطان بالجنون
فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين
متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال، فكما تقلبت عقولهم
و ( قالوا إنما البيع مثل الربا )
وهذا لا يكون إلا من جاهل عظيم جهله
أو متجاهل عظيم عناده
جازاهم الله من جنس أحوالهم فصارت أحوالهم أحوال المجانين
ويحتمل أن يكون
قوله: ( لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )
أنه لما انسلبت عقولهم في طلب المكاسب الربوية
خفت أحلامهم وضعفت آراؤهم
وصاروا في هيئتهم وحركاتهم يشبهون المجانين في عدم انتظامها
وانسلاخ العقل الأدبي عنهم
قال الله تعالى رادا عليهم ومبينا حكمته العظيمة
( وأحل الله البيع )
أي: لما فيه من عموم المصلحة وشدة الحاجة
وحصول الضرر بتحريمه
وهذا أصل في حل جميع أنواع التصرفات الكسبية
حتى يرد ما يدل على المنع ( وحرم الربا )
لما فيه من الظلم وسوء العاقبة
والربا نوعان: ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة
ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سلم
وربا فضل، وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا
وكلاهما محرم بالكتاب والسنة
والإجماع على ربا النسيئة
وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة
بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها
( فمن جاءه موعظة من ربه )
أي: وعظ وتذكير وترهيب عن تعاطي الربا
على يد من قيضه الله لموعظته رحمة من الله بالموعوظ
وإقامة للحجة عليه ( فانتهى )
عن فعله وانزجر عن تعاطيه ( فله ما سلف )
أي: ما تقدم من المعاملات التي فعلها قبل أن تبلغه الموعظة
جزاء لقبوله للنصيحة
دل مفهوم الآية أن من لم ينته جوزي بالأول والآخر
( وأمره إلى الله )
في مجازاته وفيما يستقبل من أموره ( ومن عاد )
إلى تعاطي الربا ولم تنفعه الموعظة
بل أصر على ذلك ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
اختلف العلماء رحمهم الله في نصوص الوعيد
التي ظاهرها تخليد أهل الكبائر من الذنوب التي دون الشرك بالله،
والأحسن فيها أن يقال هذه الأمور التي رتب الله عليها
الخلود في النار موجبات ومقتضيات لذلك
ولكن الموجب إن لم يوجد ما يمنعه ترتب عليه مقتضاه
وقد علم بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن التوحيد والإيمان
مانع من الخلود في النار
فلولا ما مع الإنسان من التوحيد لصار عمله صالحا للخلود فيها
بقطع النظر عن كفره.
ثم قال تعالى: ( يمحق الله الربا )
أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتا ووصفا
فيكون سببا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه
وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادا له إلى النار
( ويربي الصدقات )
أي: ينميها وينزل البركة في المال الذي أخرجت منه
وينمي أجر صاحبها وهذا لأن الجزاء من جنس العمل
فإن المرابي قد ظلم الناس وأخذ أموالهم على وجه غير شرعي
فجوزي بذهاب ماله، والمحسن إليهم بأنواع الإحسان ربه أكرم منه
فيحسن عليه كما أحسن على عباده ( والله لا يحب كل كفار )
لنعم الله، لا يؤدي ما أوجب عليه من الصدقات
ولا يسلم منه ومن شره عباد الله ( أثيم )
أي: قد فعل ما هو سبب لإثمه وعقوبته.
لما ذكر أكلة الربا وكان من المعلوم أنهم لو كانوا مؤمنين
إيمانا ينفعهم لم يصدر منهم ما صدر ذكر حالة المؤمنين وأجرهم
وخاطبهم بالإيمان، ونهاهم عن أكل الربا إن كانوا مؤمنين
وهؤلاء هم الذين يقبلون موعظة ربهم وينقادون لأمره
وأمرهم أن يتقوه، ومن جملة تقواه أن يذروا ما بقي من الربا
أي: المعاملات الحاضرة الموجودة
وأما ما سلف، فمن اتعظ عفا الله عنه ما سلف
وأما من لم ينزجر بموعظة الله ولم يقبل نصيحته
فإنه مشاق لربه محارب له
وهو عاجز ضعيف ليس له يدان في محاربة العزيز الحكيم
الذي يمهل للظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه
أخذه أخذ عزيز مقتدر
( وإن تبتم )عن الربا ( فلكم رءوس أموالكم )
أي: أنزلوا عليها ( لا تظلمون )
من عاملتموه بأخذ الزيادة التي هي الربا ( ولا تظلمون )
بنقص رءوس أموالكم.
( وإن كان ) المدين ( ذو عسرة )
لا يجد وفاء ( فنظرة إلى ميسرة )
وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به
( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون )
إما بإسقاطها أو بعضها.
( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن
وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي
لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل < 1-118 > الشر
وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير
والجلي والخفي
وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة
وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك.
تفسير السعدي رحمه الله
ام الشيماء
15-02-15, 05:11 AM
أضيف أخواتي أسئلة إجاباتها نافعة لمعلمتنا أم هانئ والأخوات
بارك الله فيهن وفي جهودهن
اقتباس
(فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف )
1- ما المقصود بقوله : ( فله ما سلف ) ؟
وما وجه التفضّل من الله في ذلك ؟
**
له ما سلف : أي لا يطالب برد ما أخذه قبل انتهائه عن الربا
فلا يلزم بحساب ما اكتسبه من الربا
وتقديره بكذا درهم أو دينار
ثم إخراجه مما معه من مال حالي لتبرئة الذمة
- وهذا المعنى غير التفضل عليه بالعفو وعدم المعاقبة على ذلك
ووجه التفضل من الله عليه
واضح جدا في أنه لم يلزمه عدلا بدفع
ما كسبه واستمتع به قبلا بل تفضل فتركه له رحمة ولطفا
وكرما منه سبحانه
اقتباس
" ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
2 - هل يخلّد صاحب الكبيرة في النار ؟
وما هو توجيه السلف
لمثل تلك النصوص باختصار شديد فضلا ؟
**
الخلود في حق صاحب الكبيرة
معناه طول المكث
فالحديث عمن شاء الله أن يعاقبه على معصيته ويحقق فيه الوعيد
وهو مسلم ، فخلوده في النار = طول المكث ولكن المآل للجنة
مهما طال المكث لأنه لا يخلد في النار موحد ،
بخلاف خلود الكافر الذي يساوي حرمة دخول الجنة
والمكوث في النار أبدا .
و الخلاصة أن السلف لهم قولان في مثل تلك النصوصح
مل النص على الحقيقة وأن من يفعل ذلك يخلد في النار أبدا
وهذا في حق المستحلّ بعد توفر شروط وانتفاء موانع .
- أو تفسير الخلود بطول المكث في حق المسلم العاصي
غير المستحل بضميمة النصوص التي تثبت أنه لا يخلد
في النار موحد ، وبذا يكون إعمالا لكل النصوص .
اقتباس:
(وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )
3- هذا فضل آخر من الله على كل من .
الدائن ، والمدين
والسبب :كي لا ينقص رأس مال المعطي
و لا يزيد الغرم على المدين
اقتباس:
( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )
4- ما المعنى المراد من ذلك القول ؟
وهل الحكم للوجوب أم للاستحباب ؟
أي إن كان المدين لا يستطيع رد المال
لعدم توفره عنده وعسره وقت الوفاء
فعلى صاحب الدين انظاره وتركه حتى يوسر
ويستطيع الوفاء والسداد
**
أما الحكم فقد اختلف أهل العلم
فيه: فمنهم من قال بالوجوب كالسعدي
وابن العثيمين ومنهم من قال بالاستحباب دون الوجوب
ومن أرادت الاستزادة هنا (http://forum.rashed.ws/showthread.php?t=57223&highlight=%E4%DA%E3%E1+%C8%E3%DE%CA%D6%EC+%E4%CF%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%E1%E5+%E1%E1%E3%C4%E3%E4%ED%E4&page=20)
اقتباس
باختصار تحدثي عن نوعي الربا
يتبـــــــ إن شاء الله ــــــــع
ام الشيماء
15-02-15, 05:12 AM
( وحرم الربا ) لما فيه من الظلم وسوء العاقبة
والربا نوعان: ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة
ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سلم، وربا فضل
وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا
وكلاهما محرم بالكتاب والسنة
والإجماع على ربا النسيئة
وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة
بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها
5 - باختصار تحدثي عن نوعي الربا
ربا النسيئة
وهو الأصل في الربا كما يقولون مأخوذ من النسء
وهو التأخيروهو الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن
من المدين مقابل تأخير الدفع .
النسيئة = الزمن
فيقترض المال ويرده زائد مقابل الزمن
2- ربا الفضل مأخوذ من الفضل
وهو عبارة عن الزيادة في أحد العوضين
الفضل = الزيادة في الكم
يحدث تبادل نوعين من جنس واحد زاد كم أحدهما عن الآخر
اقتباس
-
ثم اذكري حديثا صحيحا يحصر الأجناس أو الأنواع
التي يقع فيها ربا الفضل
واشرحيه باختصار مع التمثيل
وقد نص الشارع على تحريمه في ستة أشياء
هي : الذهب ، والفضة ، والبر ، والشعير
والتمر ، والملح ، فإذا بيع أحد هذه الأشياء بجنسه
حرم التفاضل ، ووجب التبادل والتسليم
في ذات الوقت أو المجلس ( يدا بيد )
"الذهب بالذهب مثلا بمثل
والفضة بالفضة مثلا بمثل ، والتمر بالتمر ، مثلا بمثل
والبر بالبر ؛ مثلا بمثل ، والملح بالملح ؛
مثلا بمثل ، والشعير بالشعير ؛ مثلا بمثل
فمن زاد أو ازداد فقد أربى ، بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم ؛
يدا بيد ، وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم ؛ يدا بيد "
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3444-خلاصة حكم المحدث: صحيح
ام الشيماء
15-02-15, 05:13 AM
**
قوله :الذهب بالذهب مثلا بمثل
= تساوي الكم--- فيمتنع ربا الفضل
فالأصناف الستة المذكورة لابد أن تكون مثلا بمثل
( متساوية الكم ) إذا كان التبادل بينها
**
أما قوله : (يدا بيد ) التسليم الفوري من الجانبين
= اتحاد الوقت --- فيمتنع ربا النسيئة
**
وقد اختلف العلماء هل الربا منحصر في هذه الستة المذكور
أم يمكن أن يقاس عليها غيرها؟
حيث هي كالأمثلة والجمهور والراجح - والله أعلم -
أنها محصورة في تلك الأصناف
الستة المذكورة في نص الحديث
فائدة وأمثلة عمت بها البلوى
وهنا لابد من استحضار كل ما سبق حال
1- استبدال الذهب أو الفضة القديم بالجديد
( مثلا بمثل يدا بيد )
دون إضافة مال
2- تغيير العملة ( مثلا بمثل يدا بيد )
ويجوز التفاضل ( الكم ) لاختلاف
النوع والقيمة
هذه إشارة باختصار شديد جدا وإلا فتلك المسألة
يرجع فيها لكتب الفقه
نأتي للسؤال : كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟
*تنقية الأعمال من شوائب الحرام والمعصية هى من التقوى .
*التعامل بالربا ينافي الإيمان
،لكنه لا يخرج صاحبه من الملة ولا يوجب له الخلود في النار
إلا إذا جحد حرمته.
*وجوب إنظار المعسر وعدم مطالبته بالأداء
(على أرجح الأقوال)
*ما أخذه الإنسان من الربا قبل العلم
فهو حلال له بشرط أن يتوب، وينتهي.
*يجب عدم الاستهانة بالكسب الحرام ولو كان قليلا
*على المؤمن ألا يزر وازرة وزر أخرى
*الأعمال برهان على صدق الايمان
ملتقى الأكاديمية المفتوحة
نفعنا الله وإياكن آمين
أروى آل قشلان
15-02-15, 01:00 PM
موضوعٌ قيم .. قرأتُ مقدمته ولي عودة لاستكماله إن شاء الله
تقبل الله جهودكِ في الصالحات
ام الشيماء
04-03-15, 01:23 PM
آميييين وإياكِ حبيبتي
شرف لى متبعتك
http://www.foxpic.com/V0rg1tIk.gif
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, Developed By uaedeserts.com