المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خير الناس


الحياة الطيبة
20-11-10, 11:10 AM
كَمْ مِنْ فَتًى عَاشَ الْحَيَاةَ كَأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِلدُّنْيَا كَمَا الأَنْعَامِ
وَفَتًى مُنَى الدُّنْيَا تَطُولُ حَيَاتُهُ كَالشَّمْسِ كَالأَنْهَارِ كَالأَعْلامِ
تَبْكِيهِ حِينَ وَفَاتِهِ سَمَوَاتُهَا وَالأَرْضُ حَتَّى الأُسْدُ فِي الآجَامِ
يَحْيَا بِذِكْرٍ يَبْعَثُ الأَحْرَارَ قَدْ صَارَتْ كَبَدْرٍ رُوحُهُ بِظَلامِ


إن المؤمن يهتم بكل لحظة في حياته؛ لأنه يعلم أنه سيُحاسَب عليها؛ فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره: فيمَ أفناه؟ وعن شبابه: فيم أبلاه؟ وعن مالِه: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعَنْ عِلْمِه: ماذا عمل فيه؟))؛ أخرجه التِّرمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


يقول الحسن البصري - رحمه الله -: "يا ابن آدم، إنَّما أنت أيَّام، كلَّما ذهب يومٌ، ذهب بعضُك".


قال يحيى بن معاذ: " إضاعةُ الوقت أشدُّ منَ الموت؛ لأنَّ إضاعةَ الوقت انقطاعٌ عن الحقّ، والموتُ انقطاعٌ عن الخلق".



قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من أحبَّ أن يُبْسط له في رزقه، ويُنْسأ له في أثره، فليصل رحمه))؛ رواه البخاري ومسلم؟
قال النووي في "شرح مسلم": "يُنْسأ: مهموز؛ أي: يؤخَّر، والأثر: الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها، وبسط الرزق: توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه، وأما التأخير في الأجل، ففيه سؤال مشهور، وهو أن الآجال والأرزاق مقدَّرة، لا تزيد ولا تنقص، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وأجاب العلماء بأجوبة، الصحيح منها: أن هذه الزيادة بالبركة في عمره، والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك".


إنها البركة .. فكيف نفهم ما كان يحدث مع الإمام ابن تيمية – رحمه الله – الذي كان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر؛ كما قال تلميذه ابن القيم في "الوابل الصيب"، تخيل : هذا يوم تأليف وذاك أسبوع نسخ!


وكم من العلماء من صنَّف في حياته ما يصعب علينا عدُّه من المصنفات، فضلاً عن قراءته! والأمثلة أكثر من أن تحصى؛ أنها بركة العمر؟!
ونظرة المؤمن لعمره تختلف عن نظرة الكافر.



قال الشيخ العثيمين في "شرح رياض الصالحين": "فإذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله، فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائمًا: أن يجعله ممن طال عمره، وحسُن عمله؛من أجل أن يكون من خير الناس، وفي هذا دليل على أن مجرد طول العمر ليس خيرًا للإنسان؛ إلا إذا حسُن عمله؛ لأنه أحيانًا يكون طول العمر شرًّا للإنسان، وضررًا عليه؛ كما قال الله - تبارك وتعالى -: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 178]، فهؤلاء الكفار يُملي الله لهم – أي: يمدُّهم بالرزق، والعافية، وطول العمر، والبنين، والزوجات - لا لخير لهم؛ ولكنه شرٌّ لهم - والعياذ بالله - لأنهم سوف يزدادون بذلك إثماً".


نسأل الله أن يجعلنا وإياكن ممن طال عمره، وحسُن عملُه، وحسنت خاتمته وعاقبته، إنه جواد كريم

حسناء محمد
20-11-10, 02:40 PM
أختي الحياة الطيبة مرحبا بعودتك
أردت أن أشاركك بالموضوع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( خير الناس من طال عمره و حسن عمله ، و شر الناس من طال عمره و ساء عمله )
صحيح الجامع 3297

جزاك ربي خيرًا وبارك الله فيك

عدن
20-11-10, 02:54 PM
الله المستعان وكم ذهبت منا الأوقات سدى ... هذا إن لم تكن ذهبت والآثام تصحبها ...وقيل "علامة المقت إضاعة الوقت" ... أسأل الله أن يعمر أوقاتنا كلها بما فيه صلاحنا ورضاه..
جزاكِ الله خيراً أختي الحياة الطيبة وجعلنا الله وإياك نحياها

رقية مبارك بوداني
21-11-10, 06:42 PM
الحمد لله
بارك الله فيك أختي الغالية على الموضوع المتميز والانتقاء الموفق
بوركت أينما حللت وارتحلت

خلود أم يوسف
07-03-11, 03:35 PM
ماشاء الله بارك الله بكِ أختي الكريمة وأحسن إليكِ