تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بقلم الأستاذة عائشة جمعة-رحمها الله-


لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إذا سمحت لي الإدارة أود وضع مواضيع كتبتها الأستاذة عائشة -رحمها الله-
في مختلف المنتديات و أكثرها منتديات المشكاة و الذي كانت فيه
مشرفة مشكاة البيت المسلم

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:02 PM
على عتبات الستين
اليوم أقف على عتبات الستين من العمر
أقف وأنا مدركة أن ما بقي لي قليل
وأن ما مر من عمري مديد وطويل
أنظر نظرة إلى الأمام فأرى أن عندي الكثير من المهام ، وهي مهام ليست بالهيّنة
كيف أخرج من هذه الحياة بشهادة التوحيد ؟ وكيف أنجو من عذاب القبر ؟
وكيف أجتاز أجوبة الأسئلة الأربعة بنجاح ( الشباب _ المال _ العمر _ العلم ) ؟
أمّا الشباب فأحمد الله أن هداني إلى الالتزام في هذه المرحلة العمرية وأنقذني من الغفلة التي كنت فيها

وأما المال فالحمد لله اكتسبته من كد وتعب وبذلت فيه ما في الوسع من الجهد وأنفقته في أمور مشروعة

وأما العمر فعلى اختلاف المراحل وتنوع الأحداث كان القرآن مرشدي والسنة دليلي

وأما العلم فكنت أطلبه بما أحتاج إليه تارة بالسماع وأخرى بالسؤال وثالثة بالبحث والقراءة مع حرصي على نشر ما أتعلم .

ولكن هل كنت أسعى في هذه الأمور باذلة طاقتي ؟
وهل كنت في هذه الأمور على وتيرة واحدة ؟
وهل حرصت على التنافس مع غيري لأكون من السابقين ؟
وهل ما فعلت مقبول ؟
هنا سيكون الحساب ...
إن الإنسان في هذه الحياة _ كما أرى _ يليق عليه أسماء كالخسر والتحسر والضعف

أما الخسر فيذكرني به قوله تعالى : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فأتساءل : ما رصيدي من هذا الإيمان وما رصيدي من هذا التواصي ؟

فهل أنا من الخاسرين علماً بأن الخسارة نسبية فهناك خسارة فادحة وهناك ربح وبينهما مدارج لست أدري أين أنا منها ؟

أمّا التحسرفمصدره قوله تعالى (يا حسرة على العباد ) ويساورني شعور وأتساءل : ما نصيبي من هذا التحسر ؟ وأحسب أن معظم الناس يتحسرون ولكن على درجات فبأي درجة من التحسر سأكون ؟

وأما الضعف فهناك مواقف يضعف فيها الإنسان ويكتنفه نوع من النسيان ثمّ يتذكر فيعود ويقوى كلما قوّى صلته بالله .

ومع كل ما سبق أعرف أن مع هذا التقصير هناك رحمة الله التي إذا شملت عبداً أنقذته ولذا فأنا أبتهل إلى الله أن يرحمني

وأقف متذكرة الناس من حولي وعلى رأس القائمة أتذكر والديّ وفي كل مرحلة أكتشف مدى تضحيتهما في المرحلة السابقة وألمس مدى حبهما فأقف فيها عاجزة عن شكرهما كما ينبغي و متألمة من نفسي التي ما كانت تدرك ذلك إلا بعد أن عدّت المرحلة ومرّ الزمن وتعرفت على الحياة أكثر فأستصغر عملي تجاههما حين أقارنه بما قدماه فأقول : مالي إلا الدعاء ب( رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) .

وأتذكر ذوي رحمي وكيف حرصت على عدم القطيعة فكان هذا خيراً لي

وأتذكر حياتي الزوجية وكلي أمل أن أكون ممن تدخل الجنة لأداء الفرائض مع تحصيل رضى الزوج ، ولكن هل تحصيل رضى الزوج بالأمر الهيّن ؟ وهل يمكن للزوج أن يكون راضياً إلا إذا امتلك النفس الراقية من تجاوز عن الهفوات والمبادرة بالخيرات والحرص على توفير المسرات

وأنظر إلى عنايتي بالذرية التي وهبها الله لي فيبدو لي لين الجانب والصبر والمتابعة من سمات تربيتي وأقول صحيح أنها مؤشرات مطمئنة لكنني أخشى من المحاسبة على التقصير

وباختصار إنها أطول فترة يمكن أن أعيشها مع إنسان ، وأكثر حقوق وواجبات يمكن أن أحاسب عليها إنها مسؤولية بيت وأولاد ومال نسأل الله السلامة .

وأتذكر واجبي نحو أمتي ودوري في النهوض بها فأقيس ما قدمت بمن حولي فأستصغر عملي .

أنظر إلى الماضي فأرى قناديل تضيء عتمة الطريق وأحمد الله أن طريقي لم يكن مظلماً وهذه القناديل هي هدي آيات الله تعالى وأحاديث رسوله الكريم
ثمّ أنظر إلى القادم من الأيام فيتملكني شعور بحب الحياة والاستمرار فيها لأجل أن أستدرك ما فات وأملأ الصفحات بالذكر والاستغفار والدعاء واكتساب الحسنات
وأجوب الأماكن أدعو إلى الله ليكون لي رصيد يستمر خيره بعد الممات .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:04 PM
ادعُ الله تنجُ ّّّادعُ الله تنجُ

هل تعلم عزيزي القارئ إذا ما خرجت من دارك ، ويممت مقصدك ما الذي ينتظرك ؟ ؟ ؟
أحببت أن أحذرّك قبل وقوعك في المخاطر .........

إذا خرج أحدنا من بيته يُخشى عليه من أربعة أمور ، منها ما يمس عقيدته ودينه ، ومنها ما يختص بأعماله وتصرفاته ، ومنها ما يسيء إلى انفعالاته النفسيّة ، ومنها ما يمس تفكيره ......

وهذه الأمور الأربعة كثيراً ما تحدث عند الاحتكاك بالآخرين ، فقد يقع أحدهم في شرك الأشرار ،أوقد يكون ناصباً كميناً لغيره في شبكة غدر .....

إنّ أوّل هذه الأمور الأربعة : الضياع والضياع هو الضلال ، وهو يعني الوقوع في المخاطر ،على الرغم من بذل الجهد الكبير ، وعدم إحراز إنجاز عظيم ، و عدم الوصول إلى هدف كبير ، وقد يتضاعف خطر الضياع والضلال فتصبح الخسارة مضاعفة بعدد من قادهم معه أثناء ضياعه، وأشقاهم ، وأضلهم ولذا فإننا كلما خرجنا من بيتنا نستعيذ بالله أن نضلّ ، أو نُضّّل .

وثاني هذه المخاطر ابتعاد تصرفات الإنسان وأقواله عن الصحة والصواب ،بزلة يفعلها أو يقولها ، وزلة أحدنا يبقى خطرها محدودا ً ما لم يسع إلى جر مجموعة من الناس إليها ، ولذا فإننا إننا نعوذ بالله أن نزلّ أو نُذلّ.

والخطر الثالث الذي ينتظر من يخرج من بيته هو خروج العتلّ الجبار القادر على قهر الرجال ، والذي يدوس على كرامتهم ، ويسلبهم من حقوقهم مع إنكار واجباته والمطالبة بأكثر مما يستحق استصغاراً لمن حوله ، وعلواً في الأرض ، واستكباراً ،ولذا كان لا بد من التعوذ بالله من الظلم أن يقع به أو يوقعه على غيره .

وآخر تلك المخاطر المتوقعة لمن يخرج من بيته أن يخرج إلى مكان لا يعرفه حق المعرفة ، ولا يعرف مخاطره فيقع بسبب جهله بمصائد الغادرين ومساوئ الحاقدين ، أو أن يسفه آراء غيره من الناس ، فلا يستفيد من جيدها ولا يقيل عثرة من تخبط فيها ، ويهزأ بها ولذا فإنا نعوذ بالله من أن نجهل أو يُجهل علينا .

وبعد عزيزي القارئ لا تتعجل بعد قراءة السطور السابقة فتقول : سأعتزل الناس و أغلق باب بيتي ، وأحمي عقيدتي ، وأحافظ على مكتسباتي ، وأضبط انفعالاتي وأفكاري لأنك كما أظن كل يوم تتعوذ بالله من هذه الأربع ، وتعوذك يجعلك حذراً مما يمكن أن يقع ولذا ادعُ الله ننجُ وأجمل دعاء يقوله المسلم عند الخروج من المنزل :

اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أزل أو أإُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أول يجهل عليّ ، فتبشره ملائكة السماء قائلة : هُديت ووُقيت وكُفيت

فما أجمل أن يغدو المسلم ويروح لإعمار الأرض ، وهو مهتد بهداية الله وملتزم بشرعه لا تشوب عقيدته شائبة ، ولا يساور قلبه شك ، ولا تخالط نقاوة عقيدته بدعة أو ضلالة .

وما أحسن أن يقينا الله أثناء خروجنا والتقائنا بكافة أصناف البشر من كل كيد أو خطر .

وما أحلى أن يكفينا الله من كل بلاء حيث ترى الابتلاء عند البشر على مدّ عينك والنظر ، وأفظعها أن ترى الناس ضالين مضلين غافلين عن الغاية التي من أجلها خلقهم الله

فاعمل أخي القارئ ما وسعك الجهد للعمل والبناء ولا تخش المخاطر وادعُ الله تنج ُ .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:09 PM
الأمل

نستطيع أن نجد الأمل بكل سهولة في العبارات التي نسمعها من النّاس وفي الأعمال التي يؤدونها ........

وليس الأمل مرتبطاً بالوفرة ولا بالصحة ولا باليسر فحسب بل غالباً ما تزيد نسبته في حالة صغف الإنسان ،وازدياد احتياجه ، وقتها ينكشف للإنسان ضعفه ، وتكاد تتيه به الدروب ويحجب عن كل مطلوب ومرغوب ، ولكن على الأغلب من يكون في قلبه إيمان فإن الأمل يحدوه ويدفعه إلى جهد أكبر ثقةً بالله وقدرته ، والله جل جلاله عند حسن ظن عبده ، وللعبد ما سأل من مولاه .........

لتهنأ أيها المؤمل بالله بما حباك من ثقة به واعتماد عليه وهمّة لا تعرف الكلل وهل للإنسان عند اشتداد الكرب إلا اللجوء إلى الله والاعتماد عليه مع الثقة المطلقة بقدرته وهل الانسان إلا سبب ونتيجة لما يريده الله ؟

فازرع أيها الفلاح بذورك في تربة أرضك وازرع أيها الداعي فكرتك في عقول الناس وليكن الاعتماد على رب العباد ، وعند موسم الحصاد ينتفي الشعور بالتعب وتتضاعف الرغبة في البذل والعطاء ، ويندم من استولى اليأس على قلبه فمنعه من العمل .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:11 PM
العائلة والعبادات

للعبادات فوائد لا يكاد يحصيها المرء منها ما هو ظاهر ومنها ما هو خفي ، ولا شك أن بعضها قد جاءت به النصوص صريحة ، وأجل فائدة للعبادات طاعة الرحمن واطمئنان قلب الإنسان ونيل عليا الدرجات في الجنان ,
ولنبدأ بعماد الدين ألا وهو ركن الصلاة بأوقاتها الخمسة التي تجعل صلتنا بالله قائمة على مدار الساعة نمحو بها الخطايا ونزداد قرباً من الله وبالإضافة إلى ذلك نرى انعكاساً إيحابياً لها على نفس المداومين عليها إذ تعطيهم اتزاناً في الشخصية في أحلك المواقف كما قال الله نعالى ( خُلق الإنسان هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين )
وفي الصلاة تتجه العائلة وجهة واحدة ، وتؤدي عبادة توحد أعمالهم ، وتذكرهم بوحدة عقيدتهم ، وتشعرهم بإخوّتهم الإنسانية مع المسلمين في أنحاء العالم ، وإن تناءت الديار فهم يلقون على بعضهم السلام في التشهد إذ يقولون : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) .
وكذلك الصوم يجعل العائلة مجتمعة تتذاكر أمور دينها فيما يخص فقه الصيام ، وهي ملتزمة بآدابه ، وأفرادها يتحلون بالصبر والتسامح ويتسابقون في الخيرات ويفرحون بالعيد وهم يؤدون شعائره وسننه .
وفي الحج تبدو العائلة الصالحة واضحة المعالم في قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام والسيدة هاجر وابنهما اسماعيل ، فالخليل ترك الأهل راجياً الله لهم من خيري الدنيا والآخرة ليؤدي واجب الدعوة .
وكذلك حين برهن سيدنا ابراهيم أن حبه لله فاق حب الولد وامتثل أمر الله في الشروع بذبح ابنه الذي استجاب لأمر الله إيماناً وتسليماً وأطاع أباه فلم يشكل عائقاً لأبيه كي ينفذ فيه أمر الله لكن الشيطان وقف حجر عثرة ليحول دون ابراهيم عليه السلام وتنفيذ أمر الله فما كان من ابراهيم إلا أن رجمه بالحجارة في مواقع ثلاثة هي التي يستعيد فيها الحجاج مجد انتصار قوة إيمان ابراهيم عليه السلام وتغلبه على غواية الشيطان برجمه في تلك الأماكن كرمز للتنبه إلى وجوده ، وعدم الإصغاء لغوايته وضرورة إذلاله في كل مواقف الحياة .
ونحن كل عام نستعيد ذكرى تلك العائلة المباركة و نلحظ إعادة سيرتها الخالدة المشرفة ، ويكون في بيوتنا في مواسم الحج اهتمام بالحج والحجاج إذ أننا بين توديع حاج ومتابعة أخباره واستقباله عند عودته ، كما أن موسم الحج يعنينا فنحن نرجو للحجاج أداء مناسكهم وعودتهم لأهلهم سالمين ، كما يهمنا أن نقتبس من العشر ما به بشرنا من عظيم الأجر
وأداء الزكاة يجعلنا نتحرى حالتنا المادية ونتبين أنحن في زيادة أم نقصان ، ونتحرى أحوال من حولنا من الأقارب والجيران ، فيجعل الأواصر الاجتماعية قوية ، ويتعلم الأبناء من الآباء هذا التواصل الاجتماعي الإيجابي .
وحتى نحافظ على ثواب تلك الطاعات كما علمنا الله ورسوله علينا ألا نسيء إلى من حولنا بإساءة مادية أو معنوية ، وأن نحاول جاهدين أن تصفو قلوبنا لنكون إلى الله أقرب .
كما أن تللك الطاعات تدفعنا إلى العمل والجد ، وتحررنا من قيود النفس والهوى والشيطان فنعيش حياتنا عطاء وبناء وتعاوناً وانسجاماً .
وإذا أردنا الاستزادة من تلك الخيرات فإن باب النوافل يفتح لنا أبواباً من الخير مما يدفعنا إلى الأمثل والأحسن فنجد أن علينا أن نكمل أركان الإسلام ونحقق ركن الجهاد القولي والفعلي بالمال وبالكلام وبالنفس والرجال لنحافظ على الأوطان ونعيش في عز وأمان .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:13 PM
عرفت فالزم

صادفت إحدى الأخوات فبشرتني أنها ما تزال على حماسها السابق في العبادة كما كانت في شهر رمضان المبارك ، فهي محافظة على القيام ، وتصوم ستاً من شوال ، وتذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، وتسعى في تدبير أمورها الحياتية على أحسن حال ، وأردفت قائلة : أوليس ربّ رمضان هو ربّ سائر الشهور قلت : بلى ، قالت : فلم الابتعاد بعد القرب ؟ ثم من المستفيد من هذا ؟ أوليس الله هو الغني ونحن الفقراء ، و بذكره تنجلي القلوب ، وتستنير العقول ، وتستثمر الأوقات بالخيرات ، قلت : صديقتي أنت عرفت الحقيقة فالزميها .

ونادى أحد أصحاب العقول المتفتحة قائلاً : لم لا نستفيد من معطيات الحضارة ؟ لم لا نسخّرها للدعوة ؟ فالدعوة يجب أن تتطور حسب المعطيات ، وتستحق الدعوة منّا كل اهتمام ، واستخدام أكثر الوسائل انتشارا وأكثرها جاذبية قلت في نفسي : أنت محق فيما قلت ، وأنت قد عرفت فالزم .

وتوعك أحد أقربائي توعكاً شديدا ً ثمّ عافاه الله ، فقال لي حين تماثل للشفاء : كم يغترّ ابن آدم بقوته ، وينسى العزيز القوي ! ما أضعف الإنسان ! وما أغلى الصحة في الأبدان ! لقد أصبحت أنظر إلى الحياة وإلى الناس بعينين مختلفتين وبمنظار الشكر والتواضع لولي هذه النعمة ، والتواضع لخلق الله والإحسان لهم ، عسى أن يرحمنا الرحمن الرحيم قلت له : عرفت فالزم .

ووقفت جارتنا في أواخر شهر رمضان وبعيد صلاة التراويح تقول : لم لا نجتمع على طاعة الله إلا في شهر رمضان ، لم لا تصل الأيادي البيضاء إلى المنكوبين والمحرومين إلا في شهر رمضان ؟ لم لا تكون نفوسا دائماً بمثل هذا الصفاء والنقاء.... لا شك أن اجتماعنا بسبب الطاعة هو الذي جعلنا لعيوبنا أكثر تبصراً ، ولغيرنا أكثر إعذاراً ، ولأنفسنا أكثر لوماً ، إننا نريد أن نلتقي لقاءات مثمرة حتى لا تكون جلساتنا وبالاً علينا ، بل نريدها مجالس رحمة ، قلت لها : جارتي الغالية عرفت فالزمي .

ونشطت إحدى قريباتي في العمل التطوعيّ ، ورأت السعادة عندما تدخل السرور على المحروم ، وعندما تمسح دمعة المكلوم ، وعندما تحرك في نفوس الآخرين مشاعر البذل والعطاء ، فقالت : أحب أن أبقى في هذا المسار لأكون من الأخيار في ظلمة ليل أو ضحى نهار قلت لها : عرفت فالزمي .

وقال أحد أقربائي أصبح حسي وأنسي متعلقاً بكل أفراد عائلتي ، لقد علّمني رمضان كيف أجلس مع العائلة ، ونتناول الطعام معاً ، ثم نخرج إلى أماكن الطاعة ، وكيف كنّا نتنافس في تلاوة القرآن ودفع الصدقات ، وكيف كان بعضنا يشد من أزر بعض كلما وجد منه توانياً وتراخياً ، و كان بعضنا يتجاوز عن هفوات غيره ، وشعرت بمعنى الانسجام والعمل في فلك الطاعة مع كل الأقرباء ، فقررت أن يدوم هذا الشعور ليحل مكان الجفوة في العلاقة والفتور ، فجمعت الأهل وتشاورنا فكانوا على رأيي موافقين ، قلت له : عرفت فالزم .

وأنت عزيزي القارئ ما الذي عرفته ؟ وما الذي ألزمت نفسك به ؟ دوّن هذا وتبصر في أحوالك حتى تعرف نسيج إيمانك .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:16 PM
التنمية البشرية أم بشرية التنمية ؟

إننا حين نتكلم عن مدربي التنمية البشرية لا نقومهم بمكيال واحد ذلك لأن منهم من نقل هذا العلم بوعي وربط ما نقل بمبادئنا وشريعتنا ، ومنهم من نقل هذا العلم كما قرأه مترجماً فخاض بالقول دون أن يدرك مؤدى ذلك .

والذي دفعني للكلام عن هذا الموضوع أن صديقة لي استمعت لمحاضرات في التنمية البشرية وشعرت بعدها بهمة عالية وقوة ذاتية لكنها حملت أفكاراً غريبة ، ومثال ذلك حين توجهت إلي بالسؤال :

لماذا تستمعين للاستشارات ؟ إنهم يحملونك طاقة سلبية أنت في غنى عنها

قلت لها كيف تكون طاقة سلبية والله سبحانه يكون في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، كيف تكون طاقة سلبية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر بة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) أخرجه الطبراني في الكبير و الحاكم

قالت : ليس كل الناس يقدرون على ذلك ، ومضت تقول : إن علم التنمية البشرية يساعد الإنسان على أن يخط مستقبله بيدية كل إنسان يحمل داخله بذور نجاحه ولكن عليه أن يدرك إمكاناته ويطورها وحتماً سيحقق حلمه
فسألتها : أين هذا الكلام من القضاء والقدر ؟

فكرت ثم قالت أنا أؤمن بالقضاء والقدر، ولكن على الإنسان أن يخطط ويعمل ما في وسعه وبعدها لا يسأل عن النتيجة لأنها بقدر من الله وقضائه
قلت لها : لم نختلف على هذه النقطة ، ولكن ألا ترين أنه إذا كان الإنسان هو صانع مستقبله كما يقول أهل التنمية البشرية وآمن بذاته وأصابه ما يعيق هدفه ألا ترين أن صدمته تكون كبيرة قد تصل به إلى إنهاء حياته لا سمح الله ؟ بينما إذا عمل ما عليه ثم توكل على الله فسيشعر بأنه قوي وإن فشل لأنه سيحمل معنى أن الله اختار له الأصلح والأحسن وأن الله سيعوضه خيراً .

قالت : صحيح ما تقولين ولكن عتبي على من أساء فهم التوكل فتواكل تاركاً العمل ومترقباً أحسن النتائج ! هل تعلمين لماذا تأخرنا وأصبح حالنا هكذا لأن الناس لم يفهموا دورهم وأهمية ما عندهم

قلت لها : إن آمن الناس بقواهم الخفية ونموا أنفسهم إلى أقصى مجال في التنمية البشرية فإن هذه التنمية تبقى ناقصة ما لم ترافقها بشرية التنمية
نحن بشر وصفنا الله عز و وجل بالضعف ( وخلق الإنسان ضعيفاً ) ولولا أن الله وعد الصابرين والمتقين والمحسنين بمعيته ما وجدنا رجالاً أقوياء أشداء صبروا وقت المحن وبنوا أنفسهم وحياتهم وأوطانهم وقت الرخاء .

قلت لها : إن كل علم يساعدك على فهم ذاتك ودورك في الحياة ويبين ضعفك وحاجتك إلى عون الله ومعيته هو علم يعنى ببشرية التنمية .

أما من يزعم أن التنمية البشرية هي تعني تقوية ذاتك لتظهري وكأن مستقبلك ترسمينه بريشة أعمالك بعيداً عن أي معنى من معاني الارتبط بالله الخالق الذي نواصينا بيده والذي قوتنا منه فإن هذا الزعم وهم يزيد الإنسان ضعفاً ويأساً وكفراً .


المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:18 PM
الأسرة في الحج

مناسبةإسلامية عزيزة على القلب تحمل عبق الماضي وأريج الحاضر ، وتبشر المسلم بما يناله منخير سواء منهم من نوى الحج ، أو من اغتنم بالعمل الصالح أيام العشر.

كل عائلة مسلمة في أرجاء المعمورة لديها فرد قريب أو بعيد أو جار أو صديق قد نوى الحج واستعد للرحيل ، وطلب ممن حوله المسامحة ،وطلبوا منه الدعاء ، وتمنوا له العودة بالسلامة .

وتدور أحاديث حول أفضلالأعمال في هذه الأيام ، وهو كما أخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام الصيام ، كما تنشط العائلة للقيام، ويأتي يوم عرفة ليستُغل بالدعاء ،وليصومه من يستطيع من المسلمين من غير الحجيج .

أما الحجاج فالفرحة لا تسعهملأن الحج عرفة ، وما أدراك ما عرفة ، وما بعدها منى ومزدلفة .

وتجلس العائلة أمام التلفاز لتسمع خطبة يوم عرفة ، وتغبط أهل الموقف على ماهم فيه ، وتلهج ألسنتها بالذكر والدعاء وطلب المغفرة ، فتشعر كل عائلة أنها تشتركمع كل العائلات المسلمة ومع الحجاج بتوجه واحد وأمل واحد وأمنيات متنوعة .

ويجري ذكر الأضحية قبل العيد ، وتدبيراتها وكيفية توزيعها ، وأكل ما يحقللأسرة منها ، وهنا لا بد من ذكر وتذكر ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ،وتنقل الأم الفرحة لأطفالها بأن فدى الله اسماعيل من الذبح بكبش عظيم وذلك حين تقص لهم حكاية ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ، إنهاذكريات طاعة خليل الرحمن لربه حين أمره بذبح ابنه ، وذكرى طاعة اسماعيل لأبيه .

وتتجدد الذكرى كل عام ، فنرى تلك المعالم عبر أجهزة التلفزة ، وتتنافسالفضائيات المسلمة في إعطاء المناسبة حقها من التذكير ، ثمّ يأتي التكبير ، وصلاةالعيد ، وتوزيع قسم من الأضحية ( ثلثيها ) للأقارب والفقراء ثمّ الأكل من الأضحية في بهجة عائلية

نسأل الله أن تنعم الأسر المسلمة بالطاعات والمسرات ، هذا حال الأسر المسلمة في هذه الأيام المباركة ثم تمتد إلى ما بعد ذلك حيث يستقبل الحجاج ويهنأ أهلوهم بتمام الطاعة والعودة بالسلامة .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:20 PM
علائق بشرية وعواطف إنسانية

تجمعنا مع من حولنا علائق تبدو في أولها اجتماعية بسبب القرابة أو الجوار أو المصاهرة ، وتتأصل في نفوسنا مع الأيام لتصبح عواطف عميقة
وقليل من الناس من يوازن بين تلك العواطف ويعطي منها كل ذي حق حقه
ومثال هؤلاء القلة من الناس الداعية الشيخ سلمان العودة حيث ترجم عواطفه شعراً في قصيدته عن السجن بعنوان في الزنزانة بتاريخ ..
12/05/2005 ، ترجم في تلك القصيدة عواطفه نحو ذاته فوجد أنه سعيد على الرغم من القيود بسبب سعادة قلبه وقربه من ربه





أنا في السجن في نعيم دان
ليـس تسطيعه يد السّجان

إنحرمت الرياض خضراً فعندي
بين جنبي روضة القرآن

أو حرمت البيت العتيقفيا ربّ
صباحٍ مسحت بالأركان

أو حرمت الحديث للناس حيناً
فحديثييرن في الآذان

أو حرمت التطواف شرقاً وغرباً
إن روحي تقوى على الطيران

سابح في الأفلاك أشهد فيها
صنعة الله مبدع الإتقان

كل شيء فيهايسبح جهراً
ويطيل النجوى بغير لسان

إنني عنك ملتهٍ يا صديقي
بالمعاني عما ترى بالعيان

إن للحق في ضميري بناء
ليست تقوى عليه كفجبان

*****
ثمّ يتذكر الشاعر أولاده وهو بعيد عنهم فيحن إليهم بنين وبنات بكلمات تنم عن فيض عاطفة ووله وجدان

ربما حنت الطبيعة يوماً
لفراخ أودى بهم فقداني

فاتهم مني الحنان لعمر الـ
ـله إني عليهمُ ذو حنان

ولقد آدنيوآلم قلبي
طيفهم في الخيال حين رآني

وترامى إليّ يركض (ها قد
جئتبابا من بعد طول زمان)!

ولأنتن في الفؤاد بناتي
ولأنتم في القلب ياغلماني

دمدمات السما تلاحق من
فرق بين الآباء والولدان

*****

ثمّ يفيض شعره حباً لتذكر أمه فيخاطبها قائلاً :
إيه يا أم يا عيون عيوني
إيه يا أم يا جنان جناني

لم تغيبي عن ناظري فمحياك
أمامي أراه رأي العيان

تمسحين الآلامبالدمع يهمي
كيف تُمحى الأحزان بالأحزان؟

رب فجر ينشق والقلب في زفرة
شكوى للواحد الديان

صعدت لايردها عن سراها
كيد باغ ولا ضجيج جبان

أحكم الباب ما استطعت فهذا
قدر الله جاء والموت داني!!

*****

وللزوجة شوق يعكسه وصف مشاعر الزوجة وتلهفها لرؤية زوجها من جديد
يالزوج في قلبها حسرات
تتلظى ما أعقب الملوان

جدد الدهر شجوها فهي لا تنفك
ترنو بمدمع هتان

وإذا الباب صرهبت تنا
جيه خيالاً للشائق الولهان

كل شيء في الدار يذكرنيه
فلهفيه لمسة الفنان

يا سقى الله أزمناً حلوة الذ كـ
رى ورجعى رجعى لذاكالزمان

*****

ولم ينس الشاعر أن يصور لنا مشاعر الصداقة التي تجمع بينه وبين من سجن مثله إلا أنه لا يراهم وإن كان بجوارهم بسبب الجدران وقسوة قلب السجان
في الزنازين نحن جيران صدق
لهف نفسي لرؤيةالجيران

حجبتنا عنكم حوائط صمٌّ
وقلوب في قسوة الحيطان

قدألفنا فيها المذلة لكن
هل يسيغ الأحرار طعم الهوان؟!

ولأجل الكبير يغدوقليلاً
كل ما تستطيعه قوى الإنسان

هذه دورنا ركناّ إليها
نحن فيهاكأسعد السكان

لا نرى شمساً ولا زمهريراً
فلنا في الحالين وصف الجنان

ولأجل الكبير يصبح عذباً
ما تناهى مرارة باللسان

يالصوت الأذانمن كل بابِ
لحن خلد ينساب في الآذان

*****
يصف الشاعر نومه الذي يجمعه بأرواح الصالحين والأصحاب ممن سبقوه إلى دار الحق وبروح والده المتوفى

ولنا هجعة منالنوم فيها
من أعاجيب ما ترى العينان

نتراءى فيها النبيين حقاً
وطيوف الأصحاب والخلان

ونلاقي الأموات قد نشروا فيها
وألقوا بَواليالأكفان

إيه يا والدي الحبيب سلام
يتلقاك من أعالي الجنان

كمرأينا أئمة الحق والصبـ
ـر وأهل الجهاد في الميدان

*****
وأخيراً يصبر الشاعر صديقه خالداً قائلاً

خالد في السجن الطويل رفيقي
يا رفيقي صبراً على الحدثان

رب رفع في صورة الخفض يبدو
وعطاء في هيئة الحرمان

وكبير فيأعين الخلق يبدو
ماله بالذي احتملت يدان

وهكذا لمسنا مشاعر المسجون ظلماً كيف ينظر إلى محنته ، وما يعتلج في صدره من خواطر وعواطف ، وهذا حال كثير من الشرفاء في الأرض الذين سجنوا دفاء عن حق مستلب أو وشاية كاذبة وهم من هم سمواً في الأخلاق وبراعة في الانطلاق ورفعة في المبادئ
نسأل الله لأمثال هؤلاء الأسرى الرفعة والحرية والعودة إلى حياتهم الأسرية والمجتمعية .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:22 PM
وصايا الأمس وبنات اليوم

الوصايا فن أدبي قديم لم نعد نرى له أثراً أدبياً كما كانت صورته في السابق فقد كان يصاغ بلغة بارعة محبوكة السبك غنية الفكر ذائعة النشر .

ووصايا القدامى كثير منها يبقى ساري المفعول لأنه صادر عن تجربة إنسانية تنم عن بعد النظر وعمق التجربة ، وقد يترك بعضه لأنه عبّر عن زمنه فقط .

ولو أن فتاة معاصرة عُرضت عليها وصية الأعرابية لابنتها ليلة زفافها ، لباشرت القول : هذه وصية للعروس فأين الوصايا للعريس ؟ لماذا نحن دائماً تخصوننا بالوصايا وتذكروننا بالحقوق ؟ لماذا لا تفهمون الرجال مثل ذلك ؟

وإذا سمعت قول الأعرابية : ( اصحبيهِ بالقناعةِ ) قالت : أيّة قناعة ؟ أنا لست أقلّ من غيري !
وإذا سمعت ( وعاشريهِ بحسنٍ السمعٍ والطاعةِ ) .قالت : إن ناقشته بعد حوار، واقتنعت بالأمر أسمع وأطيع
وإذا وصلت إلى قولها : وتعهدي مواقع عينهِ وأنفهِ فلا تقع عينه منك على قبيح ) ٍتقول : وهو أيضاً عليه أن يحسّن من مظهره ويعطر جسده وينظف فمه ?

ثمّ تردف قائلة : وهل يكفي أن يشم مني أطيب ريح ؟ الحياة أعقد من ذلك ، ثمّ هل حقاً لو كنت له أمة يكن لي عبداً ؟ أظن أنه إن رآني كالأمة يقول : أنت ضعيفة الشخصية ليتك زوجة قوية الشخصية لها رأي ولديها تصميم وإرادة .

ثم إذا قرأت قول الأعرابية ( ثم اتقي الفرح أمامه إن كان ترحًا .. والاكتئاب عنده إن كان فرحًا ) .. تقول : هذه مشاعر تخصّني فأنا في الفرح أريد أن تكبر فرحتي ، وعندما أحزن أريد أن أعبر عن حزني .
فإذا انتهى بها المطاف إلى قول الأعرابية :
( واعلمي أنـكـ لاتصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ، وهــــواه على هـــواكِ فيما أحببتِ وكرهتِ ) هزت رأسها وقالت : وأين شخصيتي ؟
وبعد هذا وذاك هل اكتشفت عزيزتي حواء السّر وراء إحجام بعض الشباب عن الزواج ؟

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:25 PM
حنين الأبوة

إلى أولياء الأمور ...
هل تضايقتم من ضجيج الأولاد ، وشعرتم أنكم بحاجة إلى هدوء يلف ردهات بيوتكم ، وهل تضحرتم من لعب أطفالكم حتى وقت الجد والدراسة ؟ وإذا ضاقت عليكم أنفسكم بسبب تشاجر أبنائكم وطرقت أسماعكم أصوات بكائهم ، وإذا مللتم من ضحكاتهم وتنافسهم عليكم فإن الشاعر بهاء الدين الأميري قد كان مثلكم لكنه عندما سافر أولاده عنه افتقد كل هذه الحركات وبدا في سكون البيت ينتابه ضجيج داخلي ينكر هذا السكون ويستذكر ما كان بشجون :


أين الضجيج العذب والشغب *** أين التدارس شابه اللعِبُ
أين الطفولة في توقُدِها *** أين الدمى في الأرض والكتبُ
أين التشاكس دونما غرض *** أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في *** وقت معاً والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي *** شغفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا
يتزاحمون على مجالستي *** والقرب مني حيثما انقلبوا

أيها الأبوان ...

هل ضاق صدركم بتكرار كلمة ( ماما ) أو ( بابا ) في كل مناسبة ، وعلى مدار الساعة ... ربما لو صمتوا وما قالوها لحننتم إلى سماعها كما حدث مع الشاعر :

يتوجهون بسَوق فطرتهم نحوي *** إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا *** ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا *** ونحيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا *** واليومَ وَيح اليومِ قد ذهبوا
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم *** في القلب ما شطوا وما قربوا

ما أجمل أن يكون وجود الأطفال حقيقياً ، ولكن حين تحل الذكرى محل الواقع ، وتبقى الصورة تثير الذكرى ، وتغيب شخوصها عندها سنشعر بما شعر به هذا الأب المفارق :

إني أراهم أينما التفتت نفسي *** وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار *** ليس ينالهم نصبوا
وبريق أعينهم إذا ظفروا *** ودموع حُرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهمُ أثرٌ *** وبكل زاوية لهم صخبوا

أيها الآباء والأمهات :

لعلكم ضقتم ذرعاً بما يخربه أطفالكم ، وبما يشوهونه من صور الترتيب والنظافة التي تريحنا ككبار إنها آثارهم التي إذا نظرنا إليها لدى غيابهم في مدارسهم أو أسفارهم تبتهل قلوبنا بالدعاء لهم أن يحفظهم الله

في النافذات زجاجها حطموا *** في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه *** وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا *** في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا *** في فضلة الماء التي سكبوا

أيها المربون الأفاضل

عواطفنا نحو أطفالنا تخبو وتزيد وقد تترجم حناناً عليهم ، أو بذلاً لهم ، أو بكاء شفقة عليهم وحنيناً لهم كما حدث لشاعرنا حين وصف حاله مع أبنائه :

إني أراهم حيثما اتجهت عيني *** كأسراب القطا سربوا
بالأمس في ( قرنايلٍ ( نزلوا *** واليوم قد ضمتهمُ حلبُ
دمعي الذي كتمته جلداً *** لما تباكَوْا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا *** من أضلعي قلباً بهم يجبُ
ألفيتني كالطفل عاطفة *** فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يعجب العُذّال من رجل يبكي!! *** ولو لم أبكِ فالعجبُ!!
هيهات ما كل البكا خَوَرٌ *** إني وبي عزم الرجال أبُ

فيا لهم من أطفال يعرفون كيف يلعبون بعواطفنا ، تارة يضحكوننا ، وتارة يبكوننا ، وهم في جميع الأحوال أحبتنا ، لساننا ينطلق بالدعاء لهم ، وعيوننا تسعد برؤياهم ، يحفظهم الله ويرعاهم .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:26 PM
لغتنا العربية لا تسرقوها

شهدنا في عصرنا سرقات كثيرة ، منها سرقات أوطان ، ومنها سرقات أطيان ، ومنها سرقات عقول وأفكار لكن أن تسرق لغتنا منّا فذلك ربما يفوق الكثير من السرقات إذ أن اللغة العربية هي ما نتميز به وهي سبيلنا للتواصل مع المسلمين ومع كتب الدين ومع التراث الأصيل .

فهل غفلت أمتنا عن قيمة لغتنا العربية ؟ أم أنها تغافلت عنها منشغلة بلغات أخرى استلهمت منها سمات المعاصرة واستظلت بفيئها طلباً لنسمات الحضارة التي ضاعت من أيدينا وأفقدت ثقة أبنائها بجدارة تعلمها ؟

اليوم نشهد اهتمام الأهالي بتعليم أبنائهم لغات غيرنا مع شيء من الإهمال في تمكين اللغة في نفوس أبنائنا وألسنتهم علماً بأن الطفل يستطيع أن يتعلم أكثر من لغة بشكل جيد ، ولكننا بحسن نية نظن أن تعليم اللغة العربية لأبانئنا تحصيل حاصل ، لأن نشأة الطفل بين أبوين عربيين وفي بيئة عربية يعفينا من تعليم أبنائنا هذه اللغة ، وما أن يدخل الطفل مدرسته الابتدائية حتى يجد نفسه أمام لغة لم يعرفها ولم يألفها لأن الكتب مكتوبة باللغة الفصحى التي لا يمتلك أطفالنا أساليبها ولا كثيراً من مفرداتها إلا من وفقه الله لحفظ سور من القرآن الكريم في فترة ما قبل المدرسة النظامية ، أو من يهتم أهله بهذه اللغة اهتماماً خاصاً بالتحاور بعض الأحيان بها أو بقراءة قصص مكتوبة بالفصحى .

إن بعض الشباب من الفتيات والفتيان يشعرون بارتاح حين يخلطون كلماتهم العامية ببعض المفردات الأجنبية ، وأما من درس منهم دراسته بلغة أجنبية فكثير منهم يشعر بفوقية ، ويترفع عمن سواه ، وكأنه آت من كوكب آخر غريب الفكر واللسان ، أقول غريب الفكر لأن اللغة وعاء الفكر ، ومن يكتب بلغة ما يغترف من فكرتلك اللغة ومعتقدها .

وفي العقود السابقة سبقتنا جهود في التأليف بلغتنا العربية من فئة مثقفة تجديد لغتنا العربية ولكن بروح صليبية فكتبوا في تاريخنا ، وأثاروا الشبه حول ديننا ليقدموا للجيل الذي أقبل على التعليم وجبات دسمة خُلط فيها السم بالدسم فكانت هناك ضحايا اغتيلت فطرتها وضُلل طريقها فقامت جهود مخلصة ممن أدرك الخطر، ففندوا الادعاءات وأناروا العقول فأحيوا الهمم بإحياء التراث .

واليوم بات للغتنا من يهتم بها من غير بني جلدتنا ، ويتعلمها ليتحدث بها ، ويكتب بحروفها ، ويبذل الغالي من الوقت والمال ليتمكن من ذلك ليس حباً بها ، ولا تقديراً لميزاتها التي تفوق جميع اللغات ، ولا ليتمكن من قراءة القرآن بها بل يسعى ليبث من خلالها ما يريد سواء بالكلام أو الكتابة .

ونتيجة غفلة كثير منا عن أهمية تمكنهم من لغتنا الفصحى وازدياد رغبة الآخر بالنفوذ إلى العقول والأفهام عن طريق اللغة يحدث تخوف من أن تُسرق اللغة من أبنائها لتصبح أداة بيد غيرهم يخاطبون بها العقول بما لديهم من نقول ، ويبثونها منطوقة ومرئية ، وبذلك يكون في تعلمهم لها مآرب أخرى قد لا تظهر آثارها إلا في الأجيال القادمة .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:34 PM
للأمهات المتفوقات فقط

هل أنت أم ناجحة ؟

لا شك أن تعاملك مع الزمن هو سر نجاحك .
اذكري _ مأجورة _ برنامجك اليومي مع ذكر التوقيت الملازم لكل عمل تقومين به . كي نستفيد من خبراتك ونسعى في درب النجاح كما سعيت ، ولا بأس بذكر النجاح الذي حققته .
*********
لا تسهري ليلاً وتنامي نهاراً

حتى تكوني ناجحة اتبعي الهدي الإلهي الذي أرشدنا إلى الاجتهاد في النهار والسعي والنوم ليلاً .
اغتنمي ساعات البكور ، ففيها البركة .
لا بأس من قيلولة تعين على اختصار النوم في الليل ومتابعة الجد في النهار .
لا تطيلي السهر لأنه مدمر الوقت والصحة والمزاج .
*********
شاعر يحدد نجاح المرأة في بيتها

ليــس الفتاة بمالها وجمالها ### كلا ولا بمفاخر الآباء
لـكــنها بعفافها وبطهرها ### وصلاحها للـزوج والأبناء
وقيامها بشئون منزلها وأن ### ترعاك في السراء والضراء
ياليت شعري أين توجد هذه الـ ### فتيات تحت القبة الزرقاء
**********
صفتان من دعائم التفوق في الحياة الأسرية الصبر والشكر
**********
الإنجاز مطلب

حين تدرك ربة البيت أهمية الوقت تسعى إلى تحقيق إنجاز هام في يومها .
لذا لا تسترسل في النوم إلا بقدر الحاجة .
ولا تسترسل بالكلام الذي لا فائدة منه لأن الوقت أثمن .
ولا تقصر في إنجاز عملين بآن واحد ، كأن تشتغل أعمالاً منزلية وتصغي إلى محاضرة دينية أو تلاوة مباركة من القرآن الكريم ، تتفاعل معها فنراها مشفقة من العذاب راغبة في الثواب ، وعينها على أولادها تلاحظ من بعد أعمالهم وتنتبه إلى أقوالهم .
أظن أن هذا الحال من نوع بركة العمر .
*********
المرأة الناجحة تعرف ترتيب أمورها

هي تعرف أن لديها أعمالاً مهمة جداً وهامة ومستعجلة غير هامة وهامة غير مستعجلة .
وبناء على ذلك التصنيف تبرمج يومها ، وتحقق نجاحاً .
*********
استغلال الساعة التي تعيشها

المرأة الناجحة لا يستغرق الماضي من حاضرها إلا ما كان فيه عبرة ، ولا تتقاذفها أحلام المستقبل فتبعدها عن شاطئ الواقع .
إنها تقرأ واقعها بشكل صحيح ، وناقد ، ومنه تنطلق معتمدة على الله ، محققة نجاحاً وصلاحاً ، ساعية إلى عتق رقبتها من النار حيث تعمل في فلك الطاعة .
*********
المرأة الناجحة تقود من حولها إلى النجاح

لا يكفي المرأة أن تحقق نجاحاً ، وتستأثر بالوقت والجهد لصالحها .
عليها أن تفكر فيمن حولها وتمهد لهم سبيل التفوق والنجاح ، عندها يكتمل نجاحها .
وإن لم تفعل ستتولد لديها مشكلات هي بمثابة المعيقات لنجاحها .
*******
والمرأة الناجحة هي التي تمتلك القدرة على حل المشكلات
حيث تحدد المشكلة ، وتصل إلى جذورها وتطوقها ثم ثبحث عن حل لها
بتأملها والتحاور مع أهل الشأن وأهل الاختصاص
وتدعو الله أن يساعدها ويفرج همها
وهي تعرف أن الحياة لا تخلو من المشاكل ولذلك تتقبل ولا تتذمر عند حلول مشكلة
وتأمل بحصول الأجر وقت الصبر ولديها ثقة بفارج الهم ومزيل الكرب .
وهي تتعلم مما يمر معها من مشاكل لئلا يتكرر فالوقاية خير من العلاج .
********

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:37 PM
خلق العفو والتسامح

عناصر الموضوع
معنى العفو والتسامح
اسم الله : العفوّ
الفرق بين المغفرة والعفو والصفح
قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل
دروس في العفو من قصة عكرمة ومقارنة بواقعنا ز
العفو والتسامح
يربط بين البشر العديد من الروابط ، ومن خلال العلاقات الاجتماعية المتشابكة ، واختلاف خبايا النفوس ، وما يحاك في الرؤوس تنشأ خلافات ، وتنشأ تصادمات ، وتكاد تكون حياة الإنسان مكونة من علاقات بشرية فيها تواصل حميد ، وأخرى فيها تواصل مقيت حيث يحمل بعض الناس بغضاً وكرهاً ومعاداة لأشخاص آخرين فتغدو العلاقات واهية ومتعبة ، ويغدو التواصل الجيد كقطعة نفيسة نادرة يشعر المرء بأهميتها وقيمتها ، ويعمل للحفاظ عليها ، وأما العلاقات السيئة فأحسن ما يعدّ لهذه العلاقات : استيعابها والمقدرة على صدّها مع العفو عن صاحبها إن اعترف بخطئه واعتذر عنه .

ولكن لماذا العفو ، ولماذا لا ينفذ الرد الرادع ؟
إن العفو يمحو كل أثر ، فلا يبقى للموضوع أيّ ندبة في القلب ، أو أيّ تفكير للردّ المعاقب المكافئ ، وهذا ما لا نراه في واقعنا حيث نرى أن المتضرر من غيره يعيش عمره وهو متألم مما جرى وحزين ينتهز الفرصة إمّا للإيقاع بالخصم ، أو تجريحه أو النيل من سمعته ، ولهذا أثر سييء على الصحة النّفسية والجسمية .

وكثيراً ما توقفت عند ما علّمنا إياه النّبي عليه الصّلاة والسّلام من دعاء في ليلة القدر وهو : طلب العفو ، فلا شيء يعدل أن تمحى ذنوبنا ،وعلينا أن نذكّر أنفسنا باسم الله ( العفوّ ) لنتحلى بهذه الصفة الراقية
قال ابن الأثير في النهاية/3: 265 ( من أسماء الله تعالى ( العفوّ) , وهو فعول من العَفْوِ وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه, وأصله المحو والطمس, وهو من أبنية المبالغة .)

فالله القادر على أن يعذبنا ومع ذلك يعفو عنا ، لذا علينا أن نتحلّى بهذه الصفة في تعاملاتنا مع من أخطأ في حقنا ، وجاءنا صادقاً ملتمساً السماح مقراً بخطئه ، فهذا العفو يعود على المسيء وعلينا بالخير إن شاء الله .

قال الغزالي :" والعفو صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور , ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحْوِ , والمحو أبلغ من الستر . وحظ العبد من ذلك لا يخفى , وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه , كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم , وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له , وهذا غاية المحو للجناية ." ( المقصد الأسنى/140 )

وهنا تتزاحم المعاني ، وتتبين الفروق بين العفو والصفح ، فلطالما تجاورت الكلمتان في كتاب الله وآياته ، مرة بصيغة أمر وأخرى بصيغة شرط تبشر العافين عن الناس .

قال القرطبي: " الصفح: إزالة أثر الذنب من النفس , صفحت عن فلان : إذا أعرضت عن ذنبه, وقد ضربت عنه صفحا , إذا أعرضت عنه وتركته ." الجامع لأحكام القرآن/2: 71

وقال الكفوي :" الصفح أبلغ من العفو ؛ لأن الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن . أما العفو فإنه يقتضي إسقاط اللوم والذم فقط , ولا يقتضي حصول الثواب ." ( الكليات للكفوي/666 ) .



وفي سيرة نبيّنا العطرة عليه الصلاة والسلام مواقف عملية عن العفو وكذلك في سيرة صحابته الكرام ، وقد اخترت منها عفوه صلّى الله عليه وسلّم عن عكرمة بن أبي جهل وقد نقلتها من كتاب السيرة النبوية للدكتور علي محمد الصلابي وهي كالتالي :

إسلام عكرمة بن أبي جهل:
قال عبد الله بن الزبير t: قالت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو آمن», فخرجت أم حكيم في طلبه ومعها غلام لها رومي، فراودها عن نفسها، فجعلت تمنيه حتى قدمت على حيٍّ من عكٍّ[1] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn1)[12] فاستغاثتهم عليه فأوثقوه رباطًا، وأدركت عكرمة، وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر، فجعل نُوتيَّ السفينة يقول له: أخلص، فقال: أي شيء أقول؟ قال: قل لا إله إلا الله، قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا الكلام، فجعلت تلح عليه وتقول: يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس, وأبرّ الناس, وخير الناس، لا تهلك نفسك. فوقف لها حتى أدركته فقالت: إني قد استأمنت لك محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمنك. فرجع معها وقال: ما لقيتِ من غلامك الرومي؟ فخبرته خبره فقتله عكرمة، وهو يومئذ لم يسلم، فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا، فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت».
قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها، فتأبى عليه، وتقول: إنك كافر وأنا مسلمة، فيقول: إن أمرًا منعك مني لأمر كبير، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه -وما على النبي صلى الله عليه وسلم رداء- فرحا بعكرمة، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه، وزوجته متنقبة، فقال: يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، فأنت آمن» فقال عكرمة: فإلامَ تدعو يا محمد؟ قال: «أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتفعل وتفعل» حتى عد خصال الإسلام، فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا، ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله علمني خير شيء أقوله، قال: «تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله» قال عكرمة: ثم ماذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقول: أشهد الله وأُشهد من حضر أني مسلم مهاجر ومجاهد» فقال عكرمة ذلك.
فقال رسول الله: «لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدًا إلا أعطيتكه» فقال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك أو وأنت غائب عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، فاغفر له ما نال مني من عرض، في وجهي أو وأنا غائب عنه» فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله، لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدّ عن سبيل الإسلام إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالاً كنت أقاتل في صدّ عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله, ثم اجتهد في القتال حتى قُتل شهيدًا[2] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn2)[13].
وبعد أن أسلم ردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته له بذلك النكاح الأول[3] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn3)[14].

كان سلوك النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع عكرمة لطيفًا حانيًا يكفي وحده لاجتذابه إلى الإسلام، فقد أعجل نفسه عن لبس ردائه، وابتسم له ورحب به, وفي رواية قال له: «مرحبا بالراكب المهاجر»[4] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn4)[15] فتأثر عكرمة من ذلك الموقف فاهتزت مشاعره وتحركت أحاسيسه، فأسلم، كما كان لموقف أم حكيم بنت الحارث بن هشام أثر في إسلام زوجها، فقد أخذت له الأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وغامرت بنفسها تبحث عنه لعل الله يهديه إلى الإسلام كما هداها إليه، وعندما أرادها زوجها امتنعت عنه وعللت ذلك بأنه كافر وهي مسلمة، فعظم الإسلام في عينه وأدرك أنه أمام دين عظيم، وهكذا خطت أم حكيم في فكر عكرمة بداية التفكير في الإسلام ثم توج بإسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صادقًا في إسلامه, فلم يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم دنيا, وإنما سأله أن يغفر الله تعالى له كل ما وقع فيه من ذنوب ماضية، ثم أقسم أمام النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحمل نفسه على الإنفاق في سبيل الله تعالى بضعف ما كان ينفق في الجاهلية، وأن يبلي في الجهاد في سبيل الله بضعف ما كان يبذله في الجاهلية، ولقد بر بوعده فكان من أشجع المجاهدين والقادة في سبيل الله تعالى في حروب الردة ثم في فتوح الشام حتى وقع شهيدًا في معركة اليرموك بعد أن بذل نفسه وماله في سبيل الله[5] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn5)[16]. ) .

وأول ما لفت نظري أن يكون طالب العفوعكرمة بن أبي جهل فلو أن قلب رسول الله ممن يحمل الأحقاد لظهر هذا في قصة عفوه عن عكرمة الذي عادى رسول الله في مواقف عديدة وهو ابن من بقي يعادي النبي عليه الصلاة والسلام حتى آخر رمق في حياته .

وشيء آخر هو ذلك الموقف التلقائي بالترحيب به وبأوبته وتوبته وإعطائه لقب المهاجر بقوله : «مرحبا بالراكب المهاجر»[6] (http://www.almeshkat.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=14#_ftn6)[ حيث هبّ عليه الصلاة والسلام لملاقاته ملاقاة الفرح بقدوم عزيز غائب .

ولقد أعطتنا هذه الحادثة درساً في فوائد العفو حيث عادت تلك الفوائد على المعفو عنه بالمغفرة والقبول ، وعلى المسلمين بأطيب الثمار فقد حارب عكرمة المشركين بنفسه وماله ، وظهرت لديه صفات التضحية والإيثار لدى استشهاده في معركة اليرموك في القصة المشهورة بإيثاره هو ورفقاؤه الماء كل يرسله إلى الآخر حتى ماتوا جميعاً ولم يشرب أيّ منهم الماء .
وأخيرا فإن التّحلي بالعفو عند المقدرة خلق حسن يوحي بسلامة القلب وحب الخير للناس ، ويعدّل من سلوك المعفو عنهم ، ويجعل صاحب هذا الخلق مرتاح البال مطمئن الفؤاد إيجابياً سليم الجسم حيث تساهم الأحزان والأضغان في إضعاف الجسم ، ويعيق العمل .
إنّ هذا الخلق مطلوب من كلّ مسلم يطمع في عفو الله ومغفرته وصفحه مع العلم أن مجتمعاتنا الآن يتفشى فيها نوع من التباعد وعدم قبول الأعذار وتضخيم العداوة ، ونقلها إلى الأبناء وخاصة لدى الأقارب والجيران ، وهذا ناجم عن ابتعادنا عن المعاني السامية التي أرساها الإسلام وذخرت فيها كتب السيرة ، وما علينا إلا أن نحييها من جديد بالتوعية تارة وبالقدوة تارة أخرى .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:46 PM
رمضانيات إجتماعية

جاء رمضان وكل منا قد وضع خطة عمل له في هذا الشهر الفضيل
إحداهن قالت لي أنها جعلت يومين في الأسبوع لتوزيع الوجبات على الفقراء في بيوت مستورة
لولا قرع بابها من قبل المحسنين ما علم بهم أحد .
وإحداهن خصصت درسين في الأسبوع لتنال أجر التعليم .
وثالثة مشغولة باليتامى تحث الهمم في نفوس النساء ليعملن وجبات يفرحن بها اليتامى
لكن عدم الانشغال بمثل هذه الأعمال الخيرية سيجعل الصائم منشغلاً بما يعانيه من جوع وعطش
ويعد الساعات لمعرفة كم بقي من وقت لتناول الإفطار .

نحن نصوم في بيوتنا ونكيفها بطريقة تتلاءم مع احتياجاتنا
مع أن السلف كانوا يغزون في رمضان ويجاهدون .

نتذكر هذه الأيام مأساة إخوتنا في السودان وباكستان جراء الفيضانات
ومعاناتهم من قلة الماء والطعام والتشرد من الديار وفقدان الممتلكات
ثم ندعو لهم أن يتولاهم الله برحمته وعنايته
ونقول لأنفسنا أفلا نصبر على عطش الصيام والجوع وقد أعددنا من الطعام ما لذ وطاب !
*********
يحتار الإنسان حين يجد إقبال الناس في هذا الشهر الفضيل على الله متسائلاً :
أهي رحمة الله المرسلة تصيب الناس فيقبلون على الطاعات
أم أنها نية تجددت في قلب المسلم فأقبل بفضل الله على الطاعات ؟
في رمضان يعمل الناس ما لا يستطيعون عمله في غيره
في رمضان تنشأ في نفس المسلم تساؤلات ينجم عنها تغيير في السلوك وإقبال على الطاعة
في رمضان نكرم أنفسنا بأن نجعلها تسير في النطاق الذي يحبه الله فنتصالح مع أنفسنا ونستمر في إكرامها .
في رمضان تتقبل من حولك وتستوعب الأخطاء والعثرات وتعيش بسلام ووئام فتشعر أن الحياة مع الناس حلوة
وفي رمضان تشعر حقاً بالتقصير فكل هذا الخير تكاد تغترف منه أقله وتقول كيف السبيل ليكون زادي أكثر وغدي أفضل من الأمس .
*******
في الالتقاء بالناس في رمضان مغانم
ربما في غير رمضان لم تلتق بالجار البعيد
وربما رأيته من بعيد ولم تعرف عن حياته المزيد
لكن مع الاجتماع بهم في رمضان يحدث نوع من الانفتاح
فتجد أمامك للصورة معنى من خلال حوار
كم يضم قلب المؤمن من ذخائر
تقرأ معاني الاجتهاد والصبر والتضحية والوفاء من خلال معرفة الظروف التي مر بها محاورك
فتجد أن الدنيا بخير ، وأن الصورة التي كنت تحملها عن شخص قد اتضحت .
********
قرأت مقالاً أعجبتني فكرته
يقول كاتبه أن بعض الناس ينقطعون عن المشاغل من أجل التفرغ للعبادة في رمضان وهذا شيء طيب
وبعضهم قد ينقطع حتى عن الدعوة إلى الله وهذا غير صحيح للأسباب الآتية
_ أن القرآن كتاب الدعوة الأول نزل في شهر رمضان
_ أن المسلمين كانوا يجاهدون في هذا الشهر
وجهادنا نحن بالكلمة والحجة وهذا عمل الدعاة إلى الله .
فهذه دعوة للمسلمين كي يستمروا في دعوتهم الناس
ولا يقطعوا دروسهم خاصة أن النفوس تكون بسبب الصيام مهيأة للاستفادة من الحكمة والموعظة .
********
في شهر رمضان تلحظ أثار الصيام وتلاوة القرآن على من حولك
يا له من شهر يغير النفوس ويرتقي بها
ولكن المحزن أن بعض الناس يفصلون بين العبادة والسلوك
فسلوكهم كما هو على الرغم من العبادة والتلاوة
ربما لأنهم يتحيزون لأنفسهم ويرون أن تصرفاتهم هي الصحيحة
ربما يجهلون المغزى الحقيقي من العبادة وهي بعد إرضاء الله سبب لتهذيب السلوك
ربما لم يعلموا ما لحسن الخلق من ثقل في الميزان
ربما أعجبتهم أنفسهم فلم يحاولوا إصلاحها
*****
كل عام وأنتم بخير ...رمضان مبارك

عبارات التهنئة تبادلها المسلمون وهم يعلمون أن في الأرض صائمين ويعانون معاناة مختلفة ، ولكنهم جميعاً فرحون بحلوك شهر رمضان المبارك يصوم غنيهم شكراً وفقيرهم صبراً ، وأملهم واحد الحصول على التقوى
إنهم يؤمون بيوت الله ويتعاطفون ويبتهلون بالدعاء ويقدمون ما يستطيعون من خير يحدوهم إلى ذلك صيام يهذب النفوس وقرآن ترشد آياته إلى الفلاح والنجاح .
********
إنه شهر الصبر

رمضان شهر الصبر ، والصبر أنواع كما نعلم
لكن الصبر على تحمل الأذى من الأنام يشكل في رمضان زاداً وعبادة تضاف إلى أنواع الصبر
وتكسب الأجر
في رمضان مديرقد يتطاول على موظف بالكلام فيصبر الموظف ، وزوج يتأفف ويتضجر ويصرخ بل يمد يده بالضرب فتصبر الزوجة ويتعاطف معها الأبناء .
وأب قد عادت له ابنته مع أولادها بسبب شجار مع زوجها ، فيتحمل صخبهم وضجيجهم في شهر الصوم إضافة إلى حزنه على ما أحزن ابنته .
الصبر على تحمل الأذى من الأنام من أجل حفظ الصيام رتبة خلقية عالية من آثار عبادة الصوم
*******
التواصل الاجتماعي جميل في رمضان ويكون بأداء صلوات التراويح ليشمل العائلة كلها وهي تتواصل مع أهل الحي ، ولكن قد تتحول تلك اللقاءات إلى مجال للكلام حتى يكاد يغيب المعنى الوجداني من هذا اللقاء .
وهناك الدعوات لتناول الإفطار فهي تقوي الصلات العائلية والاجتماعية ولكن قد تعطي نتائج عكسية إذا بدت فيها بعض الأمور منها :





********
1_ كثرتها لدرجة ترهق ربة المنزل 2_ عدم التنسيق بين الزوجين في اختيار المدعوين ووقت الدعوة 3_ إذا سببت خسارة مادية لا تتناسب وإمكانية المدعو 4_ إذا كانت سبباً للتفاضل بين المهارات الطبخية 5_ إذا كان المدعوون لا يراعون آداب الزيارة ذهبت إليها لأعزيها بوفاة زوجها الذي غادر الدنيا بعد أن قضيا نصف قرن من الزمان معاً وتركها وحيدة .
لقد كافحا في هذه الحياة ، ومرض زوجها قبل الوفاة ،
وأجريت له عملية جراحية مما أقعده في غرفة الإنعاش أسابيع ،
ثم وافته المنية رحمه الله ، ورحم أموات المسلمين ، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
وما أن وصلت إليها حتى وجدتها منهارة صابرة محتسبة
صافحتها ، فأسرت لي أن أدعي الله أن يصبرني ،
وكانت دموعها مختنقة في حنجرتها وهي تطلب الدعاء .
مكثت بعيدة عنها أرقبها من بعيد ، وازددت يقيناً أن جزءاً من كيانها قد انهار .
وعندما ودعتها من كانت جالسة قربها هرولت إلى ذلك الكرسي الذي إلى جانبها لأحادثها
بشرتها بالثواب الذي حصلته من حسن تعاملها مع زوجها في اليسر والعسر وفي الصحة والمرض .
وذكّرتها أن الأمل في اللقاء في الجنان حين يجمع الله الأزواج في رتبة واحدة فالأدنى درجة يصعد إلى الأعلى .
وذكرتها بأهمية الصبر وأن الذكر والقرآن يعينان عليه ،
ورجوتها أن تهتم بجسدها الدي أنهكه السهر رعاية لزوجها كما أسقمها قلة الطعام ,
شكرتني على الكلام وودعتها وأنا في خلدي سؤال :
أيهما أشد بلاء : الزوجة التي فقدت زوحها بعد سنوات تاركاً لها أطفالاً وحملاً ثقيلاً ؟
أم الزوجة التي عاشت سنين طويلة مع زوجها فأصبح جزءاً من كيانها ؟
وطرحت هذا السؤال على جارتي التي أعلم أنها ترملت وهي شابة
وربت ثلاثة أولاد وبنت من كد يمينها وعرق جبينها إلى أن كبروا ..
كان جوابها أن الحالتين كلتيهما صعبتان للغاية .
ثم قالت إنها عندما فقدت زوجها أحست أنها فقدت كل شيء ،
ولم يعد شيء يفرحها ولا يحزنها مهما كان .
وأردفت قائلة : إن من تفقد زوحها بعد رفقة عمر طويل تفقد جزءاً من كيانها
وختمت قائلة : كلتا الحالتين صعب .
*******
هنيئاً لمن حمل هماً
شاهدتها امرأة لم تتجاوز الثلاثين
قد أيقظت همم بعض الشابات
وحثتهن على القيام في المسجد
ووضعت لهن برنامجاً ليلياً من منتصف الليل حتى الشروق
يا لحسن أولئك الفتيات
لقد نور وجوههن القيام
وأزاح عن نفوسهن الظلام
لو تدري فتيات الأرض عن هذا الجمال ما تعبن في السعي للتجميل ووضع المساحيق
إنه جمال الصبا مع روعة الأنوار
إنه رضى الله عن النشأة على طاعة الله
إنه القلب الذي استراح في هذا المراح
**********

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:49 PM
رمضان ارتقاء والتقاء

رمضان ارتقاء روحيّ ، والتقاء اجتماعيّ

تنعم أسرنا في شهر رمضان المبارك بمايؤصل روابط المحبّة ، ويمكّن أواصر العلاقات بين أفرادها .

ها هم أفراد كل أسرة يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالبشر والأمل بالعفو والعافية ، وبذلك تتوحد اتجاهاتهم بعد أن انشغل كل واحد في فلك اهتماماته الشخصية ، فشعور الفرحة وحّدهم ، وأعمال رمضان نظّمت لقاءاتهم ، ففي السحور يجتمعون ، وعلى الفطور يلتقون ،وإلى التراويح يترافقون .

وكل منهم حريص على عدم فوات الأجر فلا خصام ولا تدابر ولا فحش في القول بل سعي حثيث لعمل الخير والتسابق لتحصيل الأجر سواء بتلاوة القرآن أو بأعمال البر المختلفة من صدقة وصلة للأرحام ، وتختلف صورة صلة الأرحام من فرد لآخر كل حسب حاجته من هذه الصلة ، فمن كان منهم مريضاً عادوه ، ومن كان محتاجاً أعطوه ، ومن كان وحيداً وصلوه ، ومن كان حزيناً واسوه ، ومن خاصموه صالحوه ...........


فيا لك من شهر يستخرج ما في نفوسنا من بذور الخير لتنمو وتكبر طوال العام ، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

وسلام على أرواح شهدائنا الذين سارعوا إلى مغفرة من ربّهم وجنّات ، وأعان الله أسرهم ، وألهمهم الصبر والسلوان ، ونصر الأسر المسلمة على كل باغ ومعتد أدخل على أفرادها الأسى والحزن

إن ربي سميع الدعاء .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 09:58 PM
التنازل في الحياة الزوجية

تعتبر الحياة الزوجية شراكة بين ذكر وأنثى ارتبطا بمحض إرادتهما
وتنازلا عن حياتهما في بيت أهلهما
ليبدآ حياة جديدة لها ثمرات طيبة
وخصائص جديدة ناتجة عن اندماج وانسجام بين زوجين
يحمل كل منهما مخزوناً فكرياً ونفسياً واجتماعياً قد يتفق فيه
وقد يختلف مع الشخص الذي ارتضاه رفيق دربه
ولكن هل هذا هو التنازل الوحيد ؟
أم أنه بداية تنازلات تمليها أحياناً عاطفة محبة ،
أو رغبة في الاستمرار مع شريك الحياة أو دفعاً لضر أكبر ؟
وماذا لو أن أحدهما لم يبد رغبة في التنازل وبقي مصراً على الخطأ ؟
وما هي مجالات التنازل التي تدفع إلى الانسجام
وما هي مجالات التنازل التي تكون نتيجة تصرف متعنت أو متجبر ؟
وما هي التنازلات التي تولد الأحقاد ؟
ومن خلال نظرة فاحصة في حياة زوجين منسجمين
نلاحظ انهما كلاهما يقومان بعملية تنازل في حياتهما طواعية ومحبة
إذ أن ( المحب لمن يحب مطيع )
وليست هي طاعة عمياء جوفاء خرقاء
بل طاعة يقودها العقل وتسوقها العاطفة ويسيجها الشرع
وتكون ثمرتها ازدياد المحبة والتآلف والحياة الطيبة حيث
تنتفي الانا ليحل مكانها نحن
فالمصلحة العامة هي التي يراعيها الزوجان مما يحدث بينهما اندماجاً فكرياً ونفسياً
ولكن هل كل البيوت تبنى على المحبة ؟ والجواب بالطبع : لا
وهل إذا افتقدت المحبة فقدت الأسرة الاستقرار ؟ والجواب مرة اخرى لا
حيث نرى طرفاً لا يعرف للتنازل درباً
وآخر يضحي ويتنازل لأنه يعي أن هناك مكاسب يحصلها أكبر من هذا التنازل فهو تنازل واع يديره طرف بمهارة ووعي وحذق
وهناك صورة في أسرة ثالثة نجد فيها الطرفين لا يعرفان للتنازل طريقاً ،
ولا هم يتخذانه سبيلاً مما يولد الخصام ـ
ويقتل الوئام
وينفي الانسجام
ويتعب من حولهم من الأنام .
إن الحياة الزوجية تقوم على الشراكة
والشركاء يبارك الله شراكتهم إن لم يطغوا ،
وحتى لا يكون في حياة الشريكين المتزوجين طغيان عليهما أن يعلما ما لهما وما عليهما من حقوق شرعها الله ليسعدا بها
أو أمور حياتية اتفقا عليها .
والنقطة المهمة ألا يغفلا عن أنهما خلقا مكرمين متساووين في المسؤولية والتكليف
وبعد فلا بد من التركيز على أن هناك امور لا تنازل عنها
وهي ما تمس الدين والخلق
وإذا وجد من يطالب بالتنازل عن هذه القيم فلا بد من معالجة ذلك بالمناصحة وبجدية وبأدب
وأما الأمور الاخرى الناجمة عن الاختلاف الطبعي بين البشر
فيمكن أن تعالج بالتجاوز عن الهفوات ،
عن الصدامات
، واستحضار الإيجابيات التي عند الطرف الآخر ،
واجتناب فعل ما يزعج الطرف الآخر
والعناية بالبيت الذي يضم الزوجين
ومن أدوات النجاح حين حدوث الخلاف التحكم في ردود الفعل ،
وتجنب الصوت العالي للخروج من نقطة الخلاف بسلام
والحفاظ على السعادة الأسرية
التي تحتاج على شيء من المجاملة والتقدير ومراعاة الفروق الفردية
وتنشيط العواطف والمحبة
وإجادة فن التنازل الذي يؤتي صاحبه أحلى الثمار إن أتقنه .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:03 PM
شوربة الذرة بالدجاج

لم أجربها
قرأت مكوناتها فوجدتها مفيدة وسهلة التحضير
إلى من يحبون التجديد في الأطباق الرمضانية أنقل لكم ما كتب عن هذا الطبق شوربة الذرة بالدجاج

المقادير:

- علبة حبوب الذرة المسلوقة
- ثلاثة أكواب مرق دجاج
- نصف كوب حليب سائل مركز
- كوب دجاج صدور منزوع جلده ومسلوق ومقطع مكعبات
- ملعقة طعام عصير ليمون
- ملعقة طعام نشاء
- ملعقة صغيرة صويا صوص
- بيضة
- ربع كوب ماء

طريقة التحضير:
- تصفى علبة الذرة من الماء، وتوضع حبوب الذرة في القدر.
- يقطع الدجاج المسلوق لمكعبات ويضاف للقدر، يصفى مرق الدجاج ويضاف أيضا. يضاف الحليب والليمون ويترك ليسخن على النار، ويراعى ألا يصل للغليان.
- يذوب النشاء في الماء البارد ويضاف للخليط مع التحريك في نفس الوقت بمضرب يدوي. يستمر التحريك لبضع دقائق حتى يقارب الخليط على الغليان.
- يضاف الصويا صوص. تضرب البيضة وتضاف بالتدريج مع التحريك في نفس الوقت بمضرب يدوي. تترك لمدة دقيقتين على نار هادئة ثم تقدم.

وصحتين وعافية

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:04 PM
التعرض لسفن الحرية بوحشية يهودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا اليوم أصبحنا على نبأ مؤسف
إنه نبأ الهجوم على سفن الحرية التي تضم متضامنين
مع قضية فلسطين من عرب وغرب
ركبوا عرض البحر ومعهم معونات ومساعدات
والهدف الأكبر إيصال صوت المحاصرين في غزة إلى العالم
هناك أنباء عن إصابة الشيخ رائد صلاح بجراحات بالغة
ذاك الشيخ الذي رابط في الأقصى
ونادى المسلمين أن المسجد الأقصى مستهدف
يريدون هدمه ويحفرون الأنفاق تحته .
اللهم نصرك الذي وعدت

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:06 PM
بيت يتصدّع

اسماعيل ربعي

إن صاحب هذه القصة أباح لنا عن مكنونات في صدره منذ أمد بعيد ، فأصر على رواية قصته بنفسه قائلاً :
كنت بلغتُ من العمر عندها اثنين وعشرين عاماً ، تزوجت مبكراً ، ولدي الآن من البنين ثلاثة ، ومن البنات أربع ، كنت أعيش مع والدي في بيت واحد ، أعمل بائعاً في متجر والدي ، حيث كان يتاجر بالملابس الجاهزة ، فيدر علينا بعض المال نعيش منه ، وبعد الزواج ذهبت باحثاً عن عمل يساعدني على الاستمرارية في الحياة ، ويوفر لي معيشة كريمة ، وكان لي إخوة صغار يسكنون معنا في نفس البيت ، هذا ما جعلني أجد في الطلب لأحصل على عمل ، فيسر الله – عز وجل – لي ما كنت أصبو إليه وكنت أتقاضى أجرة ممتازة مقارنة مع غيري ، فتحسن وضعنا الاقتصادي ، وقمت ببناء بيت مستقل عن والدي وإخوتي ، وكان هذا استجابة لرغبة زوجتي التي ألحت علي كثيراً بالانفصال عن والديَّ وإخوتي الصغار ، فزوجتي – هداها الله – كانت تفتعل مشاكل يومية مع والدتي وإخوتي الصغار لأتفه الأسباب .
وعلى كل حال انفصلنا عن العائلة ، فارتحت من المشاكل اليومية نوعاً ما ، لأنه كان يؤلمني ما أسمعه من والدتي عما تقوم به زوجتي تجاهها ، رغم أني كنت أنصحها بعدم إثارة أي إساءة تعكر خاطر والدتي ، إلا أنها كانت عنيدة ، وكانت دائماً تظهر بصورة المظلومة وتبكي طويلاً إن حدثتها بهذا الأمر ، مدعيةً أنها تحسن إليهم وهم يسيئون إليها .
الآن أصبحت أزور والديَّ وإخوتي الصغار كل أسبوع مرة ، بعدما كنت يومياً بجوارهم ، فمنزلي الآن يبعد بعض الشيء عن منزل العائلة ، إلا أنني كنت أشعر بسعادة تغمرني عند عزمي لزيارتهم ، فمشاغلي كثرت ، وهمومي تعددت ، إلا أنني بقيت على هذا الحال وهذا أقل الواجب ، كانوا يسعدون بلقائي الأسبوعي ، ويستقبلونني بكل ترحاب ، وأنا كذلك ، بل كان هذا اليوم حافزاً لي على العطاء والتفاؤل والشعور بالنشوة المستمرة التي تتخلل جوانحي ، فيطيب لها قلبي ، لما لا ؛ فهما أحق الناس بحسن صحبتي في هذه الدار ، ومرت الأيام وانقطعت عن العمل ، وأخذت جاهداً في إيجاد بديل آخر عن هذا العمل ، كي أطلب رزقي ورزق أبنائي ، إلا أن الفرص كانت قليلة ، وكان هذا أمر الله وما لنا إلا التسليم والرضى بقضاء الله ، فنفقاتي ازدادت ، طعام وشراب وكسوة وطلبات الأبناء و الزوجة التي لا ترضى بالقليل ، فهي تعيش الترف وتؤمن بالملذات دون النظر إلى حالنا وما وصلنا إليه .
لقد أصبحنا اليوم نعيش الكفاف بكل ما تعنيه الكلمة – فالحمد لله – فلم تزدد إلا إلحاحاً ، وأخذت تطلب ما يتعذر إحضار ه ، فأنا اليوم أجلب الضروريات بشق الأنفس ، أصبح البيت جحيماً لا يطاق ، زوجة بداخله لا تفهم إلا كلمة واحدة .. : " هات ... جيب ... بدنا ... بدي ... أريد ... أبي ... أبغي ... أرغب ... الخ " .
صبرت .... على مُرِّ القضاء ... فلا يستقيم إيمان عبد حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطئه لم يكن ليصيبه ... وكنت أتوجه إلى بيت العائلة ؛ حيث الوالدين والإخوة ، وكانوا على اطلاع تام بمعيشتي ، كل شهر مرة واحدة ، وذلك لانشغالي بهموم الحياة الأسرية ، أخذت الفجوة تزداد حتى فوجِئتُ يوماً بزوجتي تصرخ في وجهي قائلة : طلقني .... طلقني .... طلقني .... طلقني .... طلقني .... !!! .
بكل تأكيد ، أيقنت ولم يكن هذا مستغرباً ، أن المرأة لا تنكح لجمالها فحسب .... لكن كلمتها لا تزال ترن بصداها في رأسي .... الأبناء يسمعون كلمتها وينظرون إلي بعين حزينة ، ويطلبون من أمهم أن تكف عن كلامها وصراخها ... !! لم هذا يا أماه .. ؟؟ فترد قائلةً بصوت مرتفع : يجلجل أركان البيت ، إليكم عني ، لا أم لكم ، الحقوا بأبيكم الذي لا يوفر لكم رغيف الخبز إلا بشق الأنفس .... .
فكرت ملياً ؛ قلت في نفسي : إنني أخطأت الطريق منذ البداية ، تزوجتها جميلة ، ولم أرع الدين فيها ، فأمي طالما ذكرتني ، ونصحتني بالظفر بذات الدين ، لقد انتهى كل شيء الآن ... !! ، الأبناء أين يذهبون إن أجبتها .... ؟؟ ، إنه الضياع والتشتت يمنة ويسرة ، فما أمامي إلا الصبر ، وقلت بأعلى صوتي : آه ... من تأوه لا ينفع ... ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع ... .
وعدت إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي طالما تجاوزته ، حيث قال : { .... اظفر بذات الدين تربت يداك} ، حقاً إن يداي لم تنل شيئاً ، فأنا أقاسي ما جنيته على نفسي ، في البداية كنت ألاقيها مرحة ، فالمال عندي وفير ، أما الآن فأصبحت كالأفعى المحمومة تلدغ يمنة ويسرة .
تذكرت مقولة أمي ثانية : " يا ولدي إن الدين مع العمر يزداد ، والجمال مع العمر ينقص ، فاحرص على ما يزداد ، ودعك مما ينقص " ، أصبحت أكابر نفسي ، وأعللها بالأماني خشية تصدع البيت ، وذهاب الأبناء من بين يدي ، وأندم حيث لا ينفع الندم ، كنت أنظر إلى أطفالي ، فينفطر قلبي ، وتتدفق عبراتي من غير استئذان ... فأقول : لا يوجد أمامي من سبيل سوى الصبر ، لأحفظ ما تبقى من كيان بيتي ، فكرت بالزواج من غيرها ، إلا أنني لا أملك ما أتزوج به .
فأوصي كل من قرأ قصتي هذه ، أن يحذر من خضراء الدمن ، أبد الدهر ، إن الجمال يغري ، والحسن يردي ، إن لم يصن بدين فأظفر بذات الدين تربت يداك ، وهذه جولتي وإياكم ، وما جال في خاطري أكبر من ذلك ، وقليل من الإشارة ، يغني عن كثير من العبارة.

منقول من صيد الفوائد ، الرجاء التعليق على القصة فور قراءتها .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:08 PM
حماية الأطفال من خطر الانترنت

ليس عيباً أن نستخدم معطيات الحضارة ... ولكن العيب ألا نحسن استخدامها .
ولا ضير أن نعلّم أبناءنا ما يحتاجون إليه في عصرهم ... لكن الخطأ أن نتركهم يستخدمون أدوات الحضارة دون توعية وترشيد .
هذا المقال فيه ما ينبّه إلى أخطار استخدام الانترنت على أفراد الأسرة وخاصة على الأطفال :

يمتلك أكثر من 4 من كل 5 من المراهقين في الولايات المتحدة اليوم جهازًا إلكترونيًا واحدًا على الأقل، مثل الهاتف الجوال، أو الهاتف الذكي، أوالمساعد الرقمي الشخصي، أو الكومبيوتر.

ويستخدم الكثير منهم هذه الأجهزة لممارسة الألعاب عبر الشبكة الالكترونية، إرسال البريد الالكتروني أو الرسائل الفورية، تصفح الانترنت، تأسيس مدوناتهم الشخصية، أو زيارة مواقع الشبكات الاجتماعية.

مضايقات إلكترونية
ومع تنامي الإعلام الالكتروني، فقد تزايدت أعداد الشكاوى من المضايقات الالكترونية، أو ما يسمى «التخويف الالكتروني»، إضافة إلى مضايقات التحرش الجنسي وأنواع أخرى من حوادث الإيقاع بالضحايا.
ورغم أن شتى الدراسات تعتمد على تعريفات مختلفة، وعلى طرق متنوعة للقياسات الخاصة في هذا المضمار، إلا أنها تشير إلى أن ما بين 9 و34 في المائة من المراهقين والمراهقات في الولايات المتحدة يقعون ضحية للمضايقات الالكترونية (التي تعرّف بأنها نوع من التهديد او التخويف او القذف، لكنها ليست مضايقات جنسية).

كما تشير الى ان ما بين 4 و21 في المائة من الأشخاص يقفون وراء هذه المضايقات. وأظهر استطلاع أميركي اجري عبر الهاتف للأطفال والمراهقين بين أعمار 10 و17 سنة، أن 13 في المائة منهم قد تسلموا نوعا ما من رسائل التحرش الجنسي الالكترونية خلال السنة المنصرمة، منهم 4 في المائة تسلموا رسائل ملحة للالتقاء بهم في الخارج.

لذلك، فإن مما لا يثير الدهشة ان يتوجه أطباء الصحة النفسية والمدرسون والآباء إلى طلب النصائح والمشورة حول كيفية حماية الأطفال والمراهقين من هذا الأذى الالكتروني.

وكان مركز مكافحة الأمراض ومراقبتها قد جمع عددا من الخبراء عام 2006 لمناقشة سبل حماية المراهقين من التخويف والابتزاز الالكتروني والمضايقات الالكترونية الأخرى.

وقد نشرت نتائج دراسة هذه المجموعة وتوصياتها في ديسمبر 2007 الماضي في عدد خاص من مجلة «صحة المراهقين». أما مجموعات البحث الأخرى فركزت دراساتها حول كيفية حماية الفتيان والفتيات من التحرش الجنسي الالكتروني.

حلبات خطيرة وسلوك أخطر
لا يرغب مستخدمو الانترنت في الغالب بوضع معلوماتهم الشخصية على الشبكة الالكترونية، ومع ذلك فإن الأبحاث التي أجريت حتى الآن تقدم دلائل على ان نشر هذه المعلومات ليس مماثلا في خطره، لخطر أنواع السلوك الأخرى على الانترنت.
وفرص تعرض الفتيان والفتيات للمضايقات أو التحرش الجنسي الالكتروني تكون اكبر عندما يأخذون في التفاعل مع الآخرين الكترونيا مثل تبادل الرسائل الفورية او الدخول في حوار في غرف الدردشة الالكترونية.

وليس من الواضح السبب الذي يقود فيه هذا السلوك إلى مثل هذه المشاكل، إلا انه يبدو من المحتمل ان تكون هذه الحلبات، أي حلبة غرف الدردشة Chat Rooms أو حلبة الرسائل الفورية Instant Messaging، التي تجري فيها الأحاديث مباشرة وفي الزمن الواقعي ـ وفي اغلب الأحيان بعيدا عن أعين الكبار ـ هي التي تشجع على حدوث سلوك تلقائي خطير.

الشبكات الاجتماعية: وجد استطلاع أجراه «بيو انترنت أند اميركان لايف برجيكت» عام 2006، أن 55 في المائة من الأميركيين في أعمار 12 إلى 17 سنة يستخدمون الشبكات الاجتماعية الالكترونية مثل «فايسبوك» و«ماي سبايس»، التي يمكنهم فيها وضع معلومات شخصية عنهم، والاتصال الكترونيا بأشخاص آخرين. ويتخوف بعض الخبراء من أن يوظف بعض من الذئاب البشرية الالكترونية المتربصة، هذه المواقع لمراقبة ضحاياهم لاقتناصهم.

ومع ذلك، فإن الباحثين الذين حللوا كلا من مضايقات التخويف الالكترونية، والتحرش الجنسي الالكتروني، توصلوا الى استنتاج مفاده أن مواقع الشبكات الاجتماعية ليست خطيرة بمثل خطر الحلبات الالكترونية الأخرى. فقد وجد استطلاع وطني الكتروني للصغار من أعمار 10 الى 15 سنة مثلا، أن 33 في المائة منهم قالوا إنهم تعرضوا للتخويف الالكتروني، وقال 15 في المائة إنهم تعرضوا للتحرش الجنسي الالكتروني.
ومع هذا، فإن غالبية مضايقات التخويف الالكتروني والتحرش الجنسي الالكتروني حدثت في غرف الدردشة وعبر الرسائل الفورية. وشكلت الشبكات الاجتماعية، حلبة لـ9 في المائة فقط من التخويف الالكتروني و4 في المائة من التحرش الجنسي الالكتروني.

ووجد باحثو مركز أبحاث الجرائم الموجهة ضد الأطفال في جامعة نيوهمبشر، الذين حللوا بيانات جمعت حول ضحايا الذئاب البشرية الجنسية على الانترنت، أن الصغار الذين وقعوا ضحايا كانوا على الأغلب من أولئك الذين تفاعلوا مع أشخاص غرباء من الذين وصلتهم رسائل منهم، او شاركوا في حوار معهم.

الرسائل الفورية: تسهل التقنيات الحالية في الانترنت تبادل الرسائل المكتوبة جيئة وذهابا لأي شخص يستخدم الكومبيوتر، الهاتف الجوال، والأجهزة الالكترونية الأخرى. وهذه الوسيلة التي تزداد شعبيتها لدى الصغار والشباب، يبدو أنها تشكل خطرا عليهم يتمثل في التخويف والتحرش الجنسي الالكترونيين.

وعلى سبيل المثال، فإن دراسة على تلاميذ المدارس المتوسطة في الجنوب الشرقي وفي الشمال الغربي للولايات المتحدة، وجدت أن الرسائل الفورية كانت المصدر الشائع الأكبر للتخويف الالكتروني، مقارنة برسائل البريد الالكتروني او غرف الدردشة، او الشبكات الاجتماعية.
وقال 67 في المائة من التلاميذ إنهم وقعوا ضحية لمضايقات التخويف الالكتروني عبر هذه الرسائل. كما وجد استطلاع وطني لمستخدمي الانترنت من أعمار بين 10 و15 سنة أن المضايقات الالكترونية والتحرش الجنسي تظهر على الأغلب أثناء تبادل الرسائل الفورية.
غرف الدردشة: هذه المنتديات الالكترونية المخصصة للحوار، تتيح للناس تبادل الرسائل المكتوبة في ما بينهم والتحادث. كما تتيح بعض المواقع للمشاركين تبادل الصور والأحاديث في نفس الوقت.

وفي استطلاع لتلاميذ المدارس المتوسطة، قال واحد من أربعة من الذين تعرضوا لمضايقات الكترونية إنها وقعت عندما كانوا يشاركون في حوار في غرف الدردشة. وفي استطلاع وطني للفتيان بين 10 و15 سنة، قال واحد من كل خمسة تقريبا إنه تعرض للمضايقات في غرف الدردشة.
إلا أن غرف الدردشة هذه تشكل خطرا اكبر من ناحية التحرش الجنسي الالكتروني. فقد وجدت دراسة ان الذئاب البشرية المتربصة على الانترنت قد قابلوا ضحاياهم أولا في غرف الدردشة.

ويعتقد الباحثون ان غرف الدردشة خطرة، لا لكونها تتيح للمشاركين فيها الاتصال مباشرة وبشكل شخصي، بل لأن بعضا منها يشجع على استخدام اللغة البذيئة، والأحاديث الجنسية، والتلميحات الجنسية.

كما توجد أيضا دلائل على ان الصغار الذين يزورون غرف الدردشة غالبا ما يشعرون بالوحدة، او بالكآبة، او بالاغتراب عن والديهم، كذلك وعلى الأغلب يعانون من الانتهاك الجنسي او ان لديهم سلوكا خطرا، مقارنة بالأشخاص الذين لا يزورون غرف الدردشة.
المدونات الالكترونية: هذه المجلات التي يسجل فيها الكاتب خواطره وآراءه او معلوماته الشخصية. ويمكن لقارئي هذه المدونات إرسال تعليقاتهم أيضا، التي قد تقود الى حوار الكتروني بين قارئ وآخر او مع كاتب المدونة. وقد أسس 1 من كل 5 من الفتيان بين أعمار 12 و17 سنة مدوناتهم الخاصة بهم.

وتزيد كتابة المدونات من المضايقات الالكترونية وقد تزيد من خطر التحرش الجنسي الالكتروني. ولأن كتاب المدونات يبدون وكأنهم يكشفون عن خفايا ذاتهم الشخصية على الانترنت، ومن بينها مشاعر ضعفهم، وبياناتهم الشخصية، فإنهم يعرضون أنفسهم الى تعليقات وهجمات كريهة.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن كتاب المدونات بين أعمار 10 و17 سنة، يتعرضون بمرتين ونصف المرة أكثر للمضايقات الالكترونية مقارنة بمستخدمي الانترنت الآخرين.

إلا أن كتابة المدونات نفسها لا تزيد من خطر التعرض للتحرش الجنسي الالكتروني. ولم تعثر إحدى الدراسات إلا على نسبة تقل عن 1 في المائة للتحرش الجنسي، في حلبة المدونات. إلا أن التفاعل مع غرباء يرسلون التعليقات على المدونات يزيد من خطر هذا التحرش.

أتمنى أن نقرأ تجارب الأعضاء الأسرية في الحد من مخاطر الانترنت شاكرة لمن يساهم في خبرته

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:10 PM
أجمل كلمة قالها لك زوجك والمناسبة التي قالها

الهدف من الموضوع :
لفت نظر الرجال إلى أهمية جميل الكلام على نفسية الزوجة
المناسبة : جلسة نسائية فيها متزوجات متفاوتات الأعمار والجمال والثقافة .

اليوم خطر في بالي أن أسألهنّ هذا السؤال
وتلكأت النسوة في التجاوب
إلى أن أجابت امرأة في أواخر العقد الثاني قائلة :
أجمل ما سمعت من زوجي أنه قال لي :
أنت رائعة في تعاملك مع الأبناء
رقيقة وحازمة
حنونة وجازمة
منتبهه مع شيء من التغافل
حريصة مع شيء من المرونة ،
ولذا أنا لو مت سأموت مطمئناً على مصير أولادي معك

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:13 PM
أخبار عائلية

تمكن فريق طبي في الخدمات الطبية الملكية بمدينة الحسين الطبية من استخراج ثلاثة اجنة ذكور من بطن طفل لا يتجاوز عمره اربعة أيام في عملية جراحية نادرة تكللت بالنجاح.
ووصف مستشار جراحة الاطفال وجراحة المسالك البولية وزراعة الاعضاء العقيد الطبيب ناجح العمري الذي اجرى العملية بمشاركة طاقم طبي من جراحة الاطفال والتخدير والعناية الحثيثة العملية بالنادرة والمعقدة.
واضاف الى ان احد الاجنة كان كامل النمو، والثاني شبه كامل والثالث في مراحل التطور والنمو، مشيرا الى ان الاجنة الثلاثة كانت تشارك الطفل بالتروية الشريانية والوريدية داخل رحم الام.
وقال الطبيب العمري ان الطفل الذي اطلق عليه اسم ريان احتفظ بحضانة ثلاثة اشقاء توائم في بطنه طيلة رحلة حمل والدته به حتى اليوم الرابع من ولادته وهو موعد اجراء العملية والتي انتابها الكثير من الشك والقلق من قبل والديه والفريق الطبي الذي كان يرصد حالته حتى الولادة، لافتا الى ان فحص الانسجة في مركز الاميرة ايمان بنت عبدالله اثبت ان الاجنة داخل بطن الطفل هم ثلاثة ذكور .
وكشف العمري لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان اطباء علم الاجنة في مدينة الحسين الطبية توقعوا قبل ولادة الطفل بوجود ورم داخل الطفل الذي عاشت والدته لحظات حرجة من القلق والخوف تحسبا لانتقال الورم اليها، الا ان التشخيص الطبي الاولي بعد ولادة الطفل من اطباء الخداج واطباء الاشعة كشف عن وجود علامات جنين داخل الطفل ما زاد من قلق الوالدين خوفا على طفلهما .
ونوه الى ان حالة الحمل للام كانت طبيعية ولم تكن قد تعاطت اي ادوية غير مسموح بها خلال فترة الحمل، مبينا ان الانتفاخ الذي كان في بطن الطفل اوجب اجراء عملية قيصرية للام من طبيبها المعالج، وان العملية التي اجريت للطفل بعد الولادة باربعة ايام كشفت عن الغموض الذي انتاب حالة الانتفاخ بوجود ثلاثة اجنة داخل بطن المولود.
وقال الطبيب العمري ان حالة وجود جنين داخل جنين حصلت على مستوى العالم، لكن اللافت ان يكون هناك ثلاثة اجنة اضافية داخل بطن جنين، مشيرا الى ان هذه الحالة لم تحصل ولم تسجلها المراجع الطبية الدولية حسب المعطيات المتوفرة باساليب البحث الحديثة.
ويجمع اطباء الجراحة على ان هذه العملية من العمليات المعقدة جدا خاصة وان المطلوب الحفاظ على حياة الطفل الذي تتداخل شرايين نموه لمواصلة الحياة بينه وبين الاجنة الاخرى، اضافة الى تعدد الحبل السري للاجنة والمرتبطة بالاوعية الدموية للطفل حامل الاجنة والتي تشاركه بالتروية الدموية، ما يجعل عمليات فصل الاجنة غاية في الدقة والتعقيد، وقد يعرض حياة الطفل للخطر الكبير .
وبين الطبيب العمري ان سبب هذه الحالة النادرة ناتج عن خلل في المراحل الاولى من الاخصاب تسبب بتداخل ثلاثة اجنة داخل الجنين بدل وجود اربعة اجنة في رحم الام. واضاف العمري ان توفر القوى البشرية المدربة والمؤهلة في كافة التخصصات في علوم الطب والجراحة في الخدمات الطبية الملكية مع توفر الاجهزة والامكانيات الطبية الحديثة ومعايير الجودة المتوافقة مع احدث تقنيات الطب العالمية ساهمت بتحقيق الانجازات الطبية الكثيرة في الخدمات الطبية الملكية التي اصبحت على قائمة مستشفيات العالم الشهيرة في عالم الطب والجراحة، لافتا الى التوجيهات الملكية السامية التي تحث على التسلح بالعلم والمعرفة واعطاء المواطن حقه من الرعاية الصحية.
ولفت العمري الى ان العملية الجراحية التي اجريت للطفل ريان بالتعاون مع اطباء الخداج وعلم الاجنة والعناية الحثيثة والتي حققت نجاحا كبيرا بشهادة المراجع الطبية الدولية لم تكن لتتحقق لولا المكانة الكبيرة التي تحتلها الخدمات الطبية من اهتمام وعناية كبيرة من القائد الاعلى جلالة الملك عبدالله الثاني والاهتمام والدعم المتواصل من قبل ادارة الخدمات الطبية الملكية وحرصها على رفدها بالكفاءات العلمية والاجهزة الطبية.
واعرب والد الطفل احمد عبدالله القطيمات عن اعتزازه وفخره بالانجازات الكبيرة للخدمات الطبية الملكية، مثمنا جهود الفريق الطبي الذي اجرى العملية برئاسة الجراح العقيد الدكتور ناجح العمري واطباء وممرضات الخدمات الطبية الملكية وقسم جراحة الاطفال، معتبرا نجاح العملية التي اجريت لابنه بالانجاز كما انها بمثابة نجاح للاطباء الاردنيين.
وعبرت والدة الطفل التي كانت دموعها تنهمر بغزارة عن سعادتها وفرحتها الغامرة بفلذة كبدها الذي يتمتع بصحة وعافية، مثمنة الايادي الانسانية المبدعة في الخدمات الطبية والعقول النيرة التي حققت هذا الانجاز وغرست في نفسها الامل والسعادة.
وبينت انها لاقت افضل عناية من قبل كوادر الخدمات الطبية قبل وبعد الولادة وخصت بالشكر اطباء النسائية والتوليد واطباء الاجنة والخداج اضافة الى طاقم جراحة الاطفال والتمريض الذي اجرى العملية.

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:16 PM
حيرة وعذاب

ربما يكون كلامي صرخة لإيقاظ الضمير أو دواء لكل عليل أو وصفاً لحال يندى له الجبين .
أقرأ في وجوه بعض النساء حزناً عميقاً يؤيده دموع ساخنة من قلب يحترق ...
أحياناً تجد المرأة نفسها بعد أن تزوجت وأنجبت أطفالاً أنها وحدها في الميدان ، لقد تنصل الزوج عن المسؤولية ، وقدم استقالته من الحياة الأسرية ، وغرق في وحدة وعزلة ، أو عكف على قنوات فضائية أو شبكة عنكبوتية أو صحبة لا تعرف المسؤولية ...
تقف الزوجة في مثل هذاالحال كسيرة القلب مجهدة الفكر تريد أن تستجمع قواها لتقوم بمقام الأمومة ودور الأبوة ، فيزداد الضغط عليها وتبث شكواها وتنهمر دموعها .
أذكر هذا في الحياة الطيبة للطيبين لأقول لهم : هنيئاً لكم حياتكم العائلية ، التي تكتنفها توزيع المسؤولية ، والفرحة المشتركة والتعاون البناء في السراء وفي الضراء .
ما أسهل أن يتقاسم الهمّ اثنان ! وما أجدى أن يحقق الآمال زوجان ! وما أروع أن يتمتعا بصحة في الأرواح والأبدان . .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:20 PM
أمة التكبير والتبكير

تتميز أمة الإسلام بأنها أمة التكبير والتبكير
فالتكبير عنوان يحمل في معناه عقيدة التوحيد ، والتبكير سلوك إسلامي يؤدي إلى سعادة الدارين .
والتكبيريذكّر بأن الله هو رب العباد كلهم ، وهو خالقهم ورازقهم ، وأن له الأسماء الحسنى ، وأن قضاءه هو النافذ ، وأن تشريعه هو الأفضل والأولى بالالتزام ، وهذا ما نزل به القرآن .
والتبكير صفة الناجحين دنيا ودين ، وهو طريق لإرضاء رب العالمين ونيل الرزق وسعة الصدر .
في التكبير تشعر وأنت تعبد الله مستشعراً عظمته ومتيقناً بعجزك وضعفك واعتمادك عليه في كل أمورك ، كما تشعر بعزّتك وأنت تجوب الأرض طالباً العلم أوالرزق لاستغنائك عما سواه ، واكتفائك بما أعطاه ، ويقينك ألا يدفع البلوى إلاه ، ولا يجلب المنعة سواه .
وفي التكبير تمارس عادات صحية جيّدة ، وتتعرض لنفحات ربانية ، وتحصّل على بركة العمر ، وتحصل على الرزق ، وتسعد بالإنجاز .

أنواع التبكير التي حث عليها الإسلام :

1_ التبكير في أداء الصلوات
ضابط التبكير ( إذا سمعت المؤذن يقول حي على الصلاة خرجت إلى المسجد لم يخرجك إلا الصلاة فأنت مبكر( .
ثمرات التبكير إلى الصلوات :
* إدراك تكبيرة الإحرام تكتب براءتان في حديث : ( من أدرك تكبيرة الإحرام مع الإمامأربعين يوماً كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار ).
* إدراك دعاء الملك واستغفاره لك .
* لا تفوتك صلاة جماعة أبداً .
* سبب لتعلق القلب في المساجد .
* أنه يكتب لك الأجر منذ جلوسك حتى خروجك .

2_ التبكير في الزواج :
( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ( .
فالأصل أن أدنى درجات الاستطاعة ينبغي معه التبكير إلى الزوج ، ولو نظرنا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي سيرة أصحابه والسلف الصالح - رضوان الله عليهم - وأجيال متعاقبة في تاريخ أمة الإسلام لم تكن تعرف إلا التبكيربالزواج وله مصالح عديدة وفوائد وثمار عظيمة وقوله تعالى : ( و أنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إيمائكم ) يدل على مثل هذا المعنى أي المبادرة والمبادرة تكون من الأولياء ، بل قد قال بعض أهل العلم : إن من أوجب وأعظم الحقوق على الأب إن كان مستطيعاً أن يزوج ابنه
وذكر ابن عبد البر قصة قال : وجد صبي منبوذ في بعض مساجدأصفهان معه صرة فيها مئة دينار ، ورقعة مكتوب فيها : " هذا جزاء من لا يزوج ابنته ".

3_ التبكير في طلب الرزق :
عن صخر الغامدي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {اللهم بارك لأمتي في بكورها قال و كان إذا بعث سريه أو جيشا بعثهم أول النهار و كان صخر رضيالله عنه رجلا تاجرا و كان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار فأثرى و كثر ماله} (رواه الترمذي)

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:22 PM
الجدار الفولاذي

إخوتي وأخواتي
من منا لم يعجب من بناء الجدار الفولاذي الذي شرعت سلطات مصر في بنائهلإحكام الحصار على غزة ؟
أما نستحي أن يسجل التاريخ هذا الجفاء بين إخوة في العقيدة والدم والجوار ؟
أنساهم في إحكام القبضة على إخوة لنا أضناهم الجوع وأقلقهم العدو وما لهم من ملاذ إلا الله ؟!
لقد سجل أهل غزة أروع البطولات وصمدوا لأنهم لاذوا بالله الصمد ، وأيقنوا ألا كفؤ له ولا ولد وأنه الناصر إن عز النصير ، وأنا الدنيا شيء حقير إذا كانت لقمتها مغمسة بالذل والهوان ، وأن الدفاع عن الأرض والعرض من أجل بقاء أهل العقيدة الإسلامية أغلى من الروح .

وها هو شاعر المناسبات يعبر بقصيدة عن هذا الجدار الذي يوصم بانيه بالعار إنه الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي وإليكم ما قاله :

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

برقية من غَزَّةَ الْأَبِيَّةِ إلى الأُمَّةِ العربية..

ما دام رَبِّي ناصِرِي ومَلَاذِي
فسأستعينُ به على الفُولاذِ

وسأستعين به على أوهامِهِم
وجميعِ ما بذلوه لاسْتِحْوَاذِ

قالوا: الجدارُ، فقلت: أَهْوَنُ عِنْدَنَا
من ظُلمِ ذي القربى وجَوْرِ مُحاذي

قالوا: مِنَ الفولاذ، قلتُ: وما الذي
يعني، أمام بُطُولَةِ الأفذاذِ؟

أنا لا أخاف جِدَارَهُم، فَبِخَالِقِي
مِنْهُمْ ومما أبْرموه عِياذي

أقسى عليّ من الجدار عُرُوبةٌ
ضَرَبتْ يديّ بسيفها الحذّاذِ

رسمتْ على ثَغْرِ الجِرَاحِ تَسَاؤُلاً
عن قُدْسنا الغالي وعن بغْذاذ

عن غزّة الأبطالِ، كيف تحوّلتْ
سِجْنًا تُحَاصِرُهُ قلوبُ جِلَاذِي!

ما بالُ بعضِ بني العروبةِ، قدّموا
إنقاذَ أعدائي، على إنقاذي؟!!

عهدي بشُذّاذِ اليهودِ هم العدا
فإذا بهم أعْدى من الشُّذاذ!

أو ما يخاف اللهَ مَنْ يقسو على
وَهَنِ الشُّيُوخِ ورِقَّةِ الْأَفْلَاذِ؟!

أين القرابةُ والجوار، وأين مَنْ
يَرْعَى لَنَا هَذَا، ويحفظ هَذِي؟

يا أمةَ الإسلام، يا مِلْيَارَهَا
أوما يَجُودُ سَحَابُكُمْ بِرَذَاذِ؟!

قولوا معي للمُعْتَدِي وعَمِيلِهِ
ولمن يعيش طَبِيعَةَ الْإِخْنَاذِ:

يَهْوِي الجدارُ أمام همّةِ مُصْعَبٍ
وأمام عَزْمِ مُعَوّذٍ ومُعَاذِ

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:24 PM
حسن التدبير

أم محمد لاحظت تغير الظروف من حولها ، البيت كبير ومصروفه لا يتناسب مع ما يدخل البيت من موارد
صحيح أن البيت كبير ، وجميل ، وجيرانه كالأهل ، وقريب من المسجد ولكن ما الفائدة إن كان العجز المالي نهاية كل شهر يؤرقها ويؤرق زوجها الذي طالما اشتكى من كساد بضاعته بعد أن كانت مرغوبة ، فقد أصبح المستورَد أرخص سعرا وأكثر تنوعاً فضلاً عن أن صحة أبي محمد لم تعد كالسابق
فكر الزوجان ملياً وعلى عدة جلسات ثمّ توصلا إلى حل مرضٍ … لقد اتفقا على بيع البيت وشراء أرض في منطقة أسعارها غير مرتفعة كما هو الحال في منطقتهم
سيبيعان البيت ويستطيعان بناء عمارة يسكنون في أحد طوابقها ويؤجّرون بقية الأدوار .
هذا القرار جعل صحة أبي محمد أحسن من قبل ، وأراح أم محمد من هم أرق عينيها وأقض مضجعها
سألا مقاولاً عن سعر بيتهما وعن كلفة العمار فكانت دراسة جدوى المشروع مناسبة لتحقيق الهدف … بدت أم محمد غير آسفة على كل المزايا مقابل أن تكون حياتهما فيها أمن مادي .
إن حل مشكلاتنا المادية قد يكون في متناول يدنا بعد شيء من التفكير وحسن التدبير ، وفقنا الله لما فيه الخير .***************************************
المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:26 PM
الفيس بوك

حذر الباحث السعودي في علوم الانترنت، الدكتور جمال مختار الفتيات السعوديات من وضع صورهن على موقع «الفيس بوك» الاجتماعي على شبكة الانترنت
بعد اعتراف الموقع بأنه يحتفظ بكل ما استقبله من مناقشات وما حمل من صور حتى وإن قام أصحابها بمسحها.

وقال مختار إن المشتركين في هذا الموقع يعتقدون أن الموقع آمن ويتمادون في علاقاتهم وأحاديثهم بدون قيود، محذراً الشباب من ذلك.
ونصح المشتركين بأن يكونوا بخلاء بأية معلومات يقدمونها لأي صديق على هذا الموقع
مشيرا إلى أن أكثر من 70 مليون شخص من العالم العربي اشتركوا في تداول صورهم وأفكارهم ونقاشاتهم بلا حدود
وبثقة مفرطة من خلال موقع «الفيس بوك».

بيع الصور

وذكر مختار أن إدارة الموقع اعترفت أخيراً باحتفاظها بكل ما يكتب فيه وما وضع فيه من صور
وبأنها تقوم ببيع أية صورة أو حديث كتبه صاحبه لجهات معينة تطلب ذلك وبأسعار باهظة،
وهذا ما جعل مارك كربيرج مخترع الموقع من أثرياء العالم في سنوات قليلة.
وذكرت تقارير إخبارية أن «فيس بوك» ومواقع تواصل أخرى أسهمت في رفع معدلات الطلاق في بريطانيا بنسبة %20،
مشيرة إلى أن العديد من الأزواج يقولون في مذكرات الطلاق التي يتقدمون بها أنهم اكتشفوا خيانة الطرف الآخر عن طريق «فيس بوك».
وقال متحدث باسم غرفة المحامين البريطانية في تصريحات لصحيفة «ديليتليغراف»
أن واحدة من كل خمس حالات طلاق تعود أسبابها لاكتشاف قيام شريك الحياة بالتواصل والدردشة مع طرف آخر عبر الانترنت.
من جانبه أكد أستاذ تقنية المعلومات عميد كلية الدراسات التجارية الدكتور عبدالواحد الخلفان في تصريحات خاصة لـ«الوطن»
أنه يجب على البنات توخي الحذر أثناء استخدامهن لموقع «فيس بوك».

تعديل الصور

وأشار الخلفان إلى أن بعض صور البنات التي توضع على الموقع يتم تعديلها وتركيبها بشكل يظهرها وكأنها صور غير أخلاقية.
وأيد الخلفان ما ذهب إليه الباحث السعودي مقراً في الوقت ذاته بأن موقع «فيس بوك» مشهور جداً ويرتاده ملايين المستخدمين.
وتابع: لا ينبغي وضع الصور الشخصية بهذه البساطة على مواقع التواصل الاجتماعي،
هناك حالات واقعية حدثت في الكويت جراء استخدام «فيس بوك» حيث وصلت الأمور إلى تدمير عدد من الأسر
وتفكيك الروابط الأسرية، وهناك قضايا منظورة لدى القضاء تتعلق بتلك الممارسات..
وحذر الخلفان من أن وضع الصور على مواقع التواصل الاجتماعي مسألة خطيرة
مشيراً إلى أن تلك القضية لها أبعاد شرعية ونفسية واجتماعية وأخلاقية.
واعتبر الخلفان أن قيام المرأة بوضع صورها الشخصية على «فيس بوك»
قد يؤدي إلى إلحاق الأذى والضرر بأسرتها، مشيرا إلى أن معظم الفتيات
المستخدمات لهذا الموقع لا تزيد أعمارهن عن 20 عاماً، ما يعرض سمعتهن للخطر.

من بريدي http://gfx1.hotmail.com/mail/w4/pr01/ltr/plx.gif


المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:27 PM
ذاكرة الزمان والمكان

إن ذاكرة المكان تستدعي ذكريات الزمان وأي زمان مرّ على الكون أجمل من حياة محمّد عليه الصّلاة والسّلام التي اكتنفها ظهور رسالة الإسلام وتمكينه حيث دأب النبي عليه الصلاة والسلام على نشر دعوته مع صحابته لتعم أنحاء العالم ، وكان أول مكان توجّه إليه المسلمون في صلواتهم هو القدس الشريف .
ولقد حظيت القدس بالفضل بقدومه عليه الصلاة والسلام إليها في حادثة الإسراء والمعراج ، وأما مكّة فقد سطّر النبيّ عليه الصّلاة والسّلام وصحبه على أرضها معاني الإخلاص والثبات والإيثار والتضحية ، وأما المدينة المنوّرة فقد دارت على أرضها معاني الإنسانية كالتآخي والدفاع عن المبادئ بالنفس والنفيس وتميّز فيها المخلص من الخبيث … فهلا تذاكرنا مع أبنائنا ذاكرة الزمان حين يدور دورته أو حين نزور المكان أو حين يمرّ ذكره خاصة أن أمانة نقل تلك المعاني يقع على عاتق الآباء لتحيا تلك المعاني في وجدان الأبناء .
فإلى مقدساتنا نلفت الأنظار وبأهميتها نملأ الأفكار لتحيا في قلوبهم ، وكما قال الشاعر :


دار ُ الحبيـب ِ أحـقّأن تهواهـا *** و تَحنّ من طـربٍ الـى ذِكراهـا
كُـل البـلادِ إذا ذُكـرنَ كأحـرفٍ *** في اسم المدينـةِ لا خَـلا مَعناهـا


حاشـا مُسمـى الـقـدسِ فـهـي *** قريبةٌ منهـا ومكـة إنهـا إياهـا
إني اهتديـتُ مـن الكتـاب بايـةٍ *** فعلمت أن عُـلاه ليـس يُضاهـي
ورأيتُ فَضـلَ العالميـن مُحـدداً *** وفضائـل المختـارِ لاتتنـاهـى


إنّ الذيـن يبايعونـك انمـا هُــم *** مَــنْ يُـقـالُ يبـايـعـون الله

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:29 PM
كيف نربي أبناءنا على حب الدين؟

عندما كبر الطفل وبلغ مبلغ الرجال ، جلس مع والديه جلسة حوار ننقل إليكم ما فيها بعض ما دار
الابن : يا أبت لم كنت معنا صبوراً ، ولقليل ما نعمل شكوراً ؟
ويا أم لمَ كنت تضحين من أجلنا براحتك وبوقتك ؟
ابتسم الوالدان ابتسامة الرضى
قال الأب : فعلنا ذلك لنحصل على الثواب الذي وعد الله به كل أبوين قاما بحق الرعاية والوقاية لأبنائهما ، ولنحقق ما فطرنا الله عليه من حب للأبناء يقتضي منا أن نراهم سعداء الدارين .
قالت الأم : نعم هو ذاك ، ولكن عندي تساؤل جوابه عندك و ما زال يتردد في نفسي
الابن : تفضلي يا أمي اسألي .
الأم : ما الشيء الذي فعلناه فكان له الأثر الإيجابي في سلوكك وسلوك إخوتك يا بنيّ ؟
أجاب الابن :
كثيرة هي الأمور المؤثرة في نشأتي وعلى رأسها أنني عرفت الله منذ نعومة أظفاري ، ففي نومي وفي قيامي وفي صحتي وفي مرضي كنتما توجهانني توجيهاً يوضح علاقة العبد بمولاه علاقة صحيحة سليمة لا فيها عوج ، ولا خلل ، ومما زاد المعلومات ترسيخاً أنني كنت أراها واقعاً عملياً في سلوكما ، واخص بالذكر الصلوات الخمس التي تجدد ولاء العبد لمولاه ، وتغسل الذنوب ، وتقرب من المحبوب ، وتشد أواصر الأخوّة بين المسلمين ، وتقي المسلم من شرور النفس والشيطان وتحجب المصلي عن المعاصي والآثام .
ومما عمق تلك الأفكار وجعلها دليلنا في الليل والنهار تلك القصص
التي كنا نسمعها منكما ، وفيها نماذج مشرّفة مضيئة مصبوغة بحبكما لها وإعجابكما بها .
ولست أنسى أنا وإخوتي حرصكما على اصطحابنا إلى أماكن تعزز إيماننا ، وكان فيها ترفيه وفائدة .
لكما الشكر على كل دعم مادي ومعنوي قدمتماه لنا فهداياكما وعطاياكما أدخلت السرور على قلوبنا ، وعززت سلوكنا السوي ، وحبكما وعطفكما كان بلسماً شافياً وعلاجاً ناجحاً لنفوسنا .
الأم : الحمد لله الذي وفقنا لذلك
الأب : إن شاء الله يا بني ترى أولادك مثلك هادين مهتدين وفي حياتهم ناجحين ولربهم شاكرين .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:31 PM
موقف ودروس .

رَبَّنَا هَب لنا مِن أزواجنا وذُرياتنا قُرَّةَ أعيُنٍ واجعلنا للمُتقينَ إمَامًا


*************************************



موقف حدث في عش الحياة الزوجية


خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها يزورها على عادته وكان ذلك في قائلة النهار،
فلما وصل إليها لم يجد علياً في البيت وهي ساعة يكون فيها الأزواج في بيوتهم فقد كان من مألوف عادة العرب القيلولة فيا لبيوت مع الأزواج،

ولذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : " أين ابن عمك !!؟ " وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شعر بأن شيئا ما حصل لهما أدى إلى خروجه،
لذا استعطف النبي صلى الله عليه وسلم قلب ابنته على زوجها بذكر القرابة القريبة بينهما " أين ابن عمك !!؟
قالت فاطمة رضي الله عنها: (كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي)
قال النبي صلى الله عليه وسلم لشخص معه: “انظر أين هو ؟ "
فبحث عنه فوجده نائما في ظل جدار المسجد,
فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد !
فذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع قد سقط رداؤه عن جنبه فأصابه التراب ,
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن جنبه بيده الشريفة ويقول مداعباً :
“قم أبا تراب, قم أبا تراب “
انتهى.
" الله المستعان".......

أطلق مخيلتك وذهنك للصور التي تحدث بين أزواج هذا الزمان لتعلم يقيناً ما هي مشكلتنا ...
فهاهو الموقف أمامنا مشكلة من مشاكل الحياة الزوجية مر بها بيت من البيوت الطاهرة .. فكيف كان التعامل معها ... ؟؟؟


من الوقفات على هذه القصة :


1/ الأدب العالي والذوق الرفيع لدى فاطمة رضي الله عنها حينما عبرت عما جرى بينها وبين زوجها بتعبير لطيف مجمل " كان بيني وبينه شيء فخرج "
ولم تسترسل بذكر التفاصيل ولم تعرج على تحديد المسؤولية في الخطأ وإنما جعلتها أمرا مشتركاً " كان بيني وبينه" .
2/ تجاوب النبي صلى الله عليه وسلم مع الإجمال بترك السؤال عن التفاصيل، فلم يسأل فاطمة: ما هو الشيء الذي كان بينكما ؟.
3/ تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوج ابنته الذي غاضبها بأبوة حانية، لا أبوة تفقد عقلها مع كل صغيرة وكبيرة باسم الأبوة، فهاهو يمازح علياً ويٌبعد الأسلوب الذي يٌشعره بالعتب عليه .
4/ حسن تصرف علي رضي الله عنه مع الخلافات الزوجية , فإن خروجه من البيت وقيلولته في المسجد قطع لتواصل المراجعة في الكلام وللحجج في الخصام، وفرصة لتهدأالمشاعر ويسكن الغضب وتعود النفوس إلى طبيعتها في المودة والرحمة ..


هذا المنهج فهيا بنا نمشي عليه......

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:34 PM
مقال رائع للشيخ الدكتورعائض القرني

كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج ، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة ، ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير، ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم ، فقد تجد عند الواحد عشرين ابناً لكنه أهمل تأديبهم وتعليمهم فصار سهرهم في دبكة شعبية مع لعب البلوت وأكل الفصفص بلا إنتاج ولا عمل، بل صاروا حملاً ثقيلاً على الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات، بينما الخواجة ينجب طفلين فيعتني بهما فيخرج أحدهما طبيباً والآخر يهبط بمركبته على المريخ ، وأنا ضد جلد الذات لكن ما دام أن الخطأ يتكرر والعلاج يستعصي فالبيان واجب.
لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ، ثم تجده في عالم الشرع لا يحفظ آية الكرسي، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون وابن رشد، وتجد الغربي ساكتاً قابعاً في مصنعه أو معمله يبحث وينتج ويخترع ويبدع ، أرجو من شبابنا أن يقرأوا قصة أستاذ ثوره اليابان الصناعية «تاكيو اوساهيرا» وهي موجودة في كتاب «كيف أصبحوا عظماء؟» كيف كان طالباً صغيراً ذهب للدراسة في ألمانيا، فكان ينسل إلى ورشة قريبة فيخدم فيها خمس عشرة ساعة على وجبة واحدة، فلما اكتشف كيف يدار المحرك وأخبر الأمة اليابانية بذلك استقبله عند عودته إلى المطار إمبراطور اليابان، فلما أدار المحرك وسمع الإمبراطور هدير المحرك قال: هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي!
وطالب عربي في المتوسطة سأله الأستاذ: الكتاب لسيبويه مَنْ ألَّفه؟ قال الطالب: الله ورسوله أعلم، والتمدد في الأجسام على حساب العقول مأساة ، والافتخار بالآباء مع العجز منقصة ، لن يعترف بنا أحد حتى نعمل وننتج، فالمجد مغالبة والسوق مناهبة ، وإن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد ، والفشل زخّات من الإحباط والنوم والتسويف ، كن ناجحاً ثم لا تبالي بمن نقد أو جرّح أو تهكم، إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد، وأن مدفعية الشرف تطلق لك واحدا وعشرين طلقة احتفاء بقدومك.
لقد هجر الكثير منّا الكتاب وأصبح يعيش الأمية فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية، ولكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب؛ ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة ، والوحي ينادي : «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» ، والتاريخ يخبرك أن بلال مولى حبشي، وهو مؤذن الإسلام الأول، وأن جوهر الصقلي فاتح مصر وباني الأزهر أمازيغي أمهُ تبيع الجرجير في مدينة سبته ، ولكن النفس الوثّابة العظيمة لا تعتمد على عظام الموتى , لأن العصامي يشرّف قبيلته وأمته وشعبه ولا ينتظر أن يشرفه الناس ، لقد كان نابليون شاباً فقيراً لكنه جدّ واجتهد حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر، وفتح المشرق وصار في التاريخ أسطورة، وهو القائل: «الحرب تحتاج إلى ثلاثة: المال ثم المال ثم المال، والمجد يحتاج إلى ثلاثة: العمل ثم العمل ثم العمل».
لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سكِرَ القلب بخمر المديح على مذهب جرير: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا؟ وقد ركب الآخر بساط الريح وإف 16 والكونكورد. ولو اجتمعنا ما انتجنا سيارة «فولكس فاغن» فضلاً عن «كراسيدا». ورحم الله امرُؤًا عرف تقصيره فأصلح من نفسه ولابد أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه على أني اعترف بأن عندنا عباقرة ونوابغ يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ومعامل ومصانع لاستقبال نتاجهم.
لقد تركت اليابان الحرب وتابت إلى الله من القتال وتوجهت للعمل والإنتاج ، فصارت آيةً للسائلين وكدّس العراق قبل الغزو السلاح واشتغل بحروبٍ مع الجيران، فانتهى قادته إلى المشنقة ، وجُوِّع الشعب ثم قُتِل وسُحِق. سوف نفتخر إذا نظر الواحد منّا إلى سيارته وثلاجته وتلفازه وجواله فوجدها صناعةً محلية. وأرجو أن نقتصد في الأمسيات الشعرية فإن عشرة دواوين من الشعر لا تنتج صاعاً من شعير
يقول نزار قباني: وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟ . وعلينا أن نعيد ترميم أنفسنا بالإيمان والعمل وتهذيب عقولنا بالعلم والتفكر، وهذا جوهر رسالتنا الربانية الخالدة وطريق ذلك المسجد والمكتبة والمصنع ، والخطوة الأولى مكتبة منـزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منـزل وقراءة يومية مركزة ، وهذا خير من مجالس الغيبة والقيل والقال وقتل الزمان بالهذيان !
«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:35 PM
موضوع عن النجاح ( منقول )

كم من الوقت بقي على الامتحانات الدراسية؟
هل انتهيتِ من المذاكرة بعد، أم ...؟
هل يكفي الوقت لأداء كل ما عليكِ من المذاكرة ...؟
هذه مجموعة من الأسئلة، لاشك أنها تدور الآن في ذهن كل واحدة من بنات أمتنا خلال هذه الفترة، فالامتحانات صارت وشيكة، وصار صوت طرقها على الأبواب يرتفع رويدًا رويدًا مع مرور الأيام والأسابيع.
ولاشك أن للوقت في هذه الفترة أهمية خاصة، وقيمة عالية، فهذه الفترة هي التي يتمايز فيها حقيقة من اجتهدت ممن لم تجتهد، هذا مع ما للوقت من أهمية خاصة، فإن قضية النجاح و(قضية التنمية هي في المقام الأول قضية وقت وإنتاج، وإن الأمر في حاجة إلى التعامل مع الوقت على أنه مورد لابد من استثماره لتحقيق النتائج المطلوبة، ويقع عبء ذلك في الدرجة الأولى على عاتق كل فرد منا) [إدارة الوقت، نادر أحمد أبو شيخة، ص(13)].
من أجل ذلك كان الحديث إليك أخيتي في هذا المقال عن مهارات اغتنام الوقت واستغلاله، لكن في البداية يجب أن تسألي نفسك السؤال التالي: (هل أقوم بالأشياء الصحيحة؟ قبل أن نسأل: هل أقوم بالأشياء بطريقة صحيحة؟ إذ إن الوقت ليس هو المشكلة في ذاته، بل المشكلة في كيفية استثماره) [إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، خالد الجريسي، ص(157)]، فتحديد ما ستقومين به من أعمال ومدى فاعليتها وأهميتها يسبق تحديد طرق استغلال الوقت.
ذلك أن (الفرق بين مصطلحي الكفاءة والفاعلية في استخدام الوقت هو مفتاح القضية، ذلك أن الكفاءة تعني القيام بعمل ما بشكل صحيح بينما تعني الفاعلية أن تقوم بالعمل الصحيح بشكل صحيح) [إدارة الوقت، دايل تيمب، ص(123)]، فهذا معيار النجاح؛ أن نقوم بعمل صحيح بأسلوب صحيح.
(ولعل هذا ما دفع الجمعية الأمريكية لتقويم المهندسين إلى تبني شعار: "أعمل بطريقة أذكى لا بمشقة أكثر"، كمحاولة منها للتمييز بين الشغل والانشغال، أو بين الكفاءة والفاعلية) [إدارة الوقت، نادر أحمد أبو شيخة، ص(26)].
فلابد عزيزتي أن توجهي نظركِ نحو النتائج بدلًا من القلق بسبب الإجراءات5، فإن معنى الفاعلية عزيزتي في علم الإدارة هي: (إنجاز المدير لأهدافه الصحيحة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة)، ففي ذلك التعريف نلاحظ أن النجاح يُقاس بمعيارين؛ المعيار الأول: الأهداف الصحيحة، فلا ننشغل بغير الهام ونعتبره من أهدافنا، والمعيار الثاني: الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، والمورد الذي نتحدث عنه الآن هو الوقت.
وإليكِ هذه الوسائل والمهارات التي تجعلك تبذلين القليل من المجهود وتحصلين على نتيجة أعلى، فكم من شخص يبذل مجهودًا كبيرًا ولكن في أشياء عديمة الجدوى والفائدة.
مفاتيح استغلال الوقت:

المفتاح الأول ـ نظمي نفسكِ
كثيرًا ما تضيع الأوقات وتهدر الطاقات بسبب الفوضى، أو غياب النظام، حيث لا تجدين ما تريدينه حينما تحتاجينه، بل تضطري لإنفاق الوقت والمجهود بحثًا عن كتاب أو مرجع أو ورقة بحث ... وهكذا.
لذا؛ ففي أسلوبنا الأول هذا ننصحكِ عزيزتي أن تقومي بتنظيم وترتيب كل شيء حولك ما دمتِ تحتاجين إليه؛ بدءًا بمفاتيح الأبواب إلى جهاز الكمبيوتر والأرفف الخاصة بالكتب والمكتب الخاص بالمذاكرة.
وبالطبع؛ لا نعني بالتنظيم والترتيب الأشياء والأدوات المادية المحيطة بكِ وفقط، بل أيضًا ما تقومين به في كامل يومكِ يجب أن يكون منظمًا وموقتًا ببداية ونهاية [مستفاد من: الأهم أولًا، ستيفن كوفي، ص(479)].
الوسيلة التي صارت غاية!

إياكِ عزيزتي أن تجعلي من الوسيلة غاية، فيكون الترتيب والتنظيم الذي هو وسيلة النجاح غاية في حد ذاته، فلاشك (أن التنظيم يعطي المرء ذهنًا صافيًا وحياة أكثر انضباطًا، بيد أن الإسراف في التنظيم يتحول أحيانًا إلى عائق ومكمن ضعف، حيث يصبح التنظيم هدفًا في ذاته بدلًا من كونه وسيلة لأهداف أكثر أهمية، فقد يضيع الوقت في التنظيم أكثر مما يضيع في الإنتاج) [إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، خالد الجريسي، ص(160)].
المفتاح الثاني: وقتكِ كنزكِ
هذه الوسيلة تعتمد على اهتمامك وحرصك الشديدين على الوقت، ومتبع هذه الوسيلة يحاول قدر جهده أن يحمي وقته من مضيعاته ومشتتاته، فهو يهتم جدًّا بحماية الوقت من الضياع حتى يتحقق التركيز والإنتاج.
لذلك؛ ننصحكِ في هذا الأسلوب أن تبعدي عنكِ كل وسائل ضياع الوقت، فامتلكي القدرة على قول "لا" للقاءات الغير هامة، ولا تجيبي في وقت المذاكرة على الهاتف، وأغلقي عليكِ باب غرفتكِ حتى لا تشتتك أصوات من بالمنزل أو أفعالهم.
وإذا أردتِ مزيدًا من الإنتاج؛ فوفقًا لهذا الأسلوب اتبعي وسيلة العزل، فاعزلي نفسكِ عن كل المشتتات بالمرة، فأغلقي الهاتف، وأغلقي باب الغرفة، أو لو أمكن انتقلتِ إلى مكان لا يطرقه أحد لمزيد من التركيز في مدة المذاكرة [مستفاد من: الأهم أولًا، ستيفن كوفي، ص(480)].
المفتاح الثالث: حددي هدفكِ
الكثير منا قد يجلس ليذاكر دون أن يدري كم مادة يريد أن يذاكرها، ولا الكم المطلوب في كل مادة على حدة، بل يذاكر وفقط.
أما تبعًا لهذا الأسلوب فإنه يتحتم عليكِ أن تحددي الهدف الذي تبغينه؛ فتحددي اليوم الذي ستنتهين من المادة فيه، ثم بعد ذلك القدر اليومي في كل مادة، وتقومين بوضع الخطط لكل المواد.
اكتبي كل هذا في كراسة، حتى يكون في النهاية لديكِ أهدافًا محددة بالكمية وبالوقت، تسعين إليها وتبذلين من أجلها قصارى جهدكِ.
(ولقد أثبت الواقع أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافًا واضحة تريد التوصل إليها هي التي تحقق نتائج أفضل، ويثبت الواقع أيضًا أن القادرين على وضع أهدافهم ومن لديهم إمكانات تتيح لهم الوصول إليها هم من يتوصلون إلى ذلك فعلًا) [إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، خالد الجريسي، ص(162)].
خصائص الهدف الفعال:

1- المشروعية: ونعني بها توافق الهدف مع شرع الله؛ فلا بركة ولا خير في عمل يخالف رضا المولى سبحانه وتعالى.

2- الدقة والوضوح: ونعني بهما أن يكون الهدف واضحًا محددًا، لا لبس فيه ولا غموض، بأن تذكري هدفكِ بصيغة الإثبات لا بصيغة النفي، فلا تقولي هدفي في هذا العام ألَّا أفشل في الدراسة مثلًا، بل تقولين هدفي: هو الحصول على تقدير ممتاز في كلية الهندسة. وكذلك بألَّا تستخدمي صيغ العموم في التعبير عن هدفكِ، فلا تقولي: هدفي هو أن أكون ناجحة في حياتي العملية، بل قولي: هدفي هو أن أكون مهندسة متميزة، تملك شركة استشارات هندسية ناجحة.



3- القابلية للتقويم والقياس: فالهدف الواضح الذي يمكن قياسه يعطيكِ القدرة على تحقيقه بنجاح؛ لأن معرفتكِ بمدى التقدم الذي تحرزينه حيال هدفكِ سوف يشجعكِ، ويزيد من ثقتكِ بنفسكِ، فلا تقولي: هدفي أن أمتلك راتبًا جيدًا، إنما قولي: هدفي أن يكون راتبي الشهري 5 آلاف ريال. 4- القابلية للتحقيق: بأن يكون الهدف يتسم بالواقعية والطموح في آن واحد، فلا تأخذكِ الحماسة فحددي هدفًا تعلمين يقينًا عدم قدرتكِ على تحقيقه، فتقولي: هدفي أن أنتهي من المادة الواحدة كاملة في يوم واحد فقط، ولكن في نفس الوقت لا تسمحي للانهزامية والكسل أن يتغلفا بغلاف الواقعية، فتحددي هدفًا دون مستوى قدراتكِ، فتقولي: هدفي أن أن أذاكر خمس ورقات في اليوم فقط. 5- مراعاة عامل الزمن: فالزمن رأس مال كل من ينشد النجاح، كما أن الهدف دون إطار زمني محدد البدء والنهاية لا يعدو كونه أمنية، ولا تنسي أن يكون الإطار الزمني متسمًا أيضًا بالواقعية بلا إفراط أو تفريط. [مستفاد من: صناعة الهدف، هشام مصطفى وصويان شايع وآخرون]
المفتاح الرابع: المهم أولًا
بالإضافة لتحديد الأهداف والتخطيط لها، لابد من استخدام منهج التسلسل أو منهج الأولويات، فلاشك أن حياتكِ تمتلئ بأهداف كثيرة، ولاشك أن الكثير منها مهم جدًّا، ولكن هناك أهداف تدخل في إطار الهام جدًّا والعاجل؛ فهذه في سلم الأولويات، تليها الأهداف الهامة جدًّا وغير عاجلة، ثم تليها في المؤخرة الأهداف قليلة الأهمية.
فمن هذا المنطلق؛ تعد المادة التي تنال قسطًا كبيرًا من الحفظ والمذاكرة والوقت ذات أولوية قصوى في البداية بها عن المواد السهلة اليسيرة، فليكن ترتيب أهدافكِ وفق هذه الأولويات.
المفتاح الخامس: تكنولوجيا العصر
إن كنتِ قد وضعتِ أهدافًا نصب عينيكِ، وقمتِ بالتخطيط لها، وراعيتِ الأهم فالمهم؛ فلا بأس أن تستخدمي تكنولوجيا العصر والأدوات الحديثة المساعدة على تنظيم الوقت والحفاظ عليه.
مثل: الجدول الزمني، والمفكرة اليومية، أو آلة ترتيب الوقت (Organizer)، أو حتى بعض برامج الكمبيوتر مثل: (Outlook)، أو برنامج الخرائط العقلية (MindMapper) وهو ممتاز في التخطيط وتقسيم المهام.
فهذه الأدوات مفيدة للغاية؛ إذ أنها (تضمن معرفة الأولويات، وتنظيم المهمات، والوصول إلى المعلومات بسهولة) ولكن احذري من أن تنقلب الوسيلة لغاية كما سبق وبينا، (فهناك من يشتري التقاويم لتتحول فيما بعد إلى أدوات زينة تُترك غير مستخدمة)، ولاحظي أنها لا تنظم الوقت بذاتها بل بحسن توظيفكِ أنتِ لها، (فإنها لا تعطي الجودة بشكلها المطلق، وإنما تعطي بعض القدرة على تحسين هذه الجودة فقط) [إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، خالد الجريسي، ص(163)].
المفتاح السادس: إدراك الذات
قد تستعجبين أخيتي حين قراءة هذا العنوان، ولكن هذه هي الحقيقة، كل ما ذكرناه من وسائل سابقة هي طريقكِ نحو الاستغلال الأمثل للوقت، ولكن هذه الوسلية التي نختم بها هي أهم الوسائل.
ومفادها صدقكِ في طلب النجاح، وإدراككِ أن هذا في مقدوركِ، وأن تحقيق الخطة والأهداف التي وضعتيها أمر سوف نحققه.
ففارق كبير بين الأمنية والهدف؛ فكل الناس لديها أماني كثيرة، ولكن قليل من الناس من يملك أهدافًا، فالهدف يصاحبه توقع من الشخص بإمكانية تنفيذه وترجمته على أرض الواقع، أما الأمنية فلا يصاحبها هذا التوقع، بل هو من باب الأحلام.
لذا؛ فالطالبة التي تضع جدول مذاكرتها وتخطط لدراستها وامتحاناتها، ثم لا تثق في إمكانية تحقيق هذه الخطة وتحقيق هذا الهدف؛ فلا غرو أنها ستقوم بتمزيق هذا الجدول بعد قليل لعدم جدواه!
فإن رمت نجاحًا، وطلبتِ تميزًا، واشتهيتِ تفوقًا؛ فقومي بتعليق هذه العبارة على ورقة في غرفتكِ:
(رغبة مشتعلة + إرادة قوية + أهداف محددة = نجاح بلا حدود)
أهم المراجع:

1-صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز وصويان شايع وآخرون.
2-إدارة الأولويات ... الأهم أولًا، ستيفن كوفي.
3-إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، خالد الجريسي.
4-إدارة الوقت، نادر أحمد أبو شيخة.
5-إدارة الوقت، دايل تيمب.

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:40 PM
مناسبة عزيزة

أختي المسلمة
سنقف في عدة محطات بمناسبة بدء العام الهجري الجديد .


الوقفة الأولى :

تهنئة بقدوم العام الهجري ، والتهنئة جائزة ، والعام الهجري بما فيه من أشهر مقترنة بالعبادة يجعل المسلم يقف محاسباً نفسه ما الذي قدمه في رمضان وعشر ذي الحجة وشهر الله الحرم .

ولعل الشاعر يفيدنا في هذا المعنى حيث قال :
قَطَعْتَ شهور العام لهوا وغفلة ً
ولم تَحتَرِم فيما آتَيْتَ المحرما
فلا رجب وافيت فيه بحقه
ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي
مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة
وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة
لعلك أن تمحو بها ما تقدما


وللموضوع بقية


كلما مر عام نقص من عمرنا ، فيا طيب عيش المعتبرين بمر الأيام والسنين .

أفكار من مقال واجبنا نحو عام جديد / من موقع صيد الفوائد

واجبنا بعد انقضاء عام

• الإكثار من الثناء على الله بما هو له أهل وذلك بحمده وشكره على ما أنعم به من مهلة العمر والاستزادة من العمل الصالح
• التوبة الصادقة النصوح التي تُظهر الإنابة لله والاستسلام له واتباع أحسن ما أنزل والإخلاص لله تعالى والطمع فيما عنده والثقة بوعده وما التوبة من الذنوب
• ومنها الاستغفار الذي يعني الاعتذار من التقصير ويعني طلب ستر الذنوب والتجاوز عنها وعدم المؤاخذة عليها
• ومنها الإتعاظ بسرعة انتهائه (ويقول أحد السلف أدركت أقواماً يحافظون على أوقاتهم أشد من محافظتكم على الدرهم والدينار...)
• ومنها الإتعاظ بالآيات اليومية والشهرية والسنوية .
• ومنها الإعتبار بالواقائع التي وقعت في هذا العام من المواليد والوفيات والشباب والهرم والصحة والسقم والغنى والفقر والفراغ والشغل والعز والذل والانتصار والهزيمة والهداية والضلالة .
• ومنها محاسبة النفس لتزكو وتعود إلى فطرتها وتتطهر من الآثام وتكون قدوة للأنام .
• ومنها النظر في ميزانية الأعمال من ذكر وصلاة وصيام وصدقة وقراءة قرآن ودعوة ونحوها

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
22-02-11, 10:41 PM
من الأكثر تذكراً للعام للهجري

ابتدأ عام هجري جديد بعد موسم كبير من مواسم المسلمين ، ولعل بعض الناس لا ينتبه إلى ابتدائه لأنه ألف التأريخ بالتاريخ الميلادي لكن مهما ابتعد المسلم عن هذا الحدث فهناك مواقف ترده إليه
منها موسما الحج ورمضان وكذلك رجب أول الأشهر الحرم وشعبان الذي يهيئ النفس لرمضان ومحرم بداية العام الهجري وفيه عاشوراء .
إلا أن المسلم الذي يطبق السنن النبوية الشريفة يكون أكثر ارتباطاً بهذا التقويم
سواء أكان بدعاء رؤية الهلال في مطلع كل شهر هجري أو بصوم الاثنين أو الخميس حيث ترفع الأعمال ، أو بصوم الأيام البيض .
فالمسلم مع القمر يتابع طلته ويرقب اكتماله ويودعه عند غيابه على أمل اللقاء فهو يعني له توقيت بعض الطاعات ،
كما أن انتهاء الشهر يعني انتهاء المسلم من ختم تلاوة القرآن مع تدبرآياته .
إن تلك العبادات تجبرنا على تذكر هذا التقويم الهجري الذي اتخذ الهجرة انطلاقة لبداية عام
ذاك الحدث الذي جعل كل المُثل واقعاً مشهوداً من بذل وتضحية وتعاون وصدق وجهد وإيثار
مما ينبهنا إلى أن هجرة المسلم من ذنوبه وعيوبه وسييئ خلقه باقية مستمرة ،
وأن جهاد النفس والبدن قائمين في كل العبادات من صلاة وزكاة وحج وصيام
وما يزال صوم يوم عاشوراء واستحباب صيام يوم قبله أو بعده يذكرنا أننا أمة تخالف اليهود
وتهتم بكل الأبياء وترى أنها أولى بهم ممن حرفوا الحقائق .
بداية سنة هجرية تعني زيادة الإيمان والطاعة وتقدم الإنسان ورقيه بما زاد فيه من أمور فكرية ونفسية وعقلية
وفهم لنفسه ومن حوله وتفكر بما يجري وتأمل لما سيأتي ، وتجديد عهد وتنفيذ وعد
ولا يسعنا إلا أن نقول جعله الله عام خير وبركة على البلاد والعباد .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:02 PM
ميزان العاطفة والعقل


العقل والعاطفة مصدران هامان لتربية أنفسنا وتربية من حولنا ، ولكل منهما دوره ، فقد يلزم أحدهما في موقف ولا يلزم في آخر ، وقد يتضافران معاً في مواقف عديدة ، ولكن بنسب تختلف باختلاف الظروف .

وليست المشكلة باستخدام العقل والعاطفة الاستخدام الواعي الصحيح والمناسب بل المشكلة تكمن في السؤال الآتي :
أيهما أهم في تربية أنفسنا وأبنائنا العقل أم العاطفة ؟

بعضنا يرى أن إظهار المحبة والإغداق من الحنان يعني تميع المتربين وبالتالي يتولد اللامبلاة والتسيب وتصبح - أحياناً - العاطفة قائداً يشير فيُتبع ، ويأمر فيطاع ، وأنها في هذا الحال تبدد كل تأثير للعقل .

وبعضنا يرى أن الاعتماد على العقل وما يفرزه من سبب ونتيجة يولّد جيلاً يعاني من جفاف العواطف ، وهذا يدفعهم للبحث عنها خارج المنزل فيحدث الضياع والابتعاد عن السلوك القويم ، كما يقلل من الدافعية للعقل .

ومنّا من يرى أن العاطفة تعطي فاعلية ودافعاً للسلوك ، وهذا صحيح ... ولكن هل درب العاطفة آمن ؟
والجواب بالطبع : لا فحبُّك للشيء – كما تقول العرب في أمثالها – يعمي ويُصمّ ، وهذا العمى والصمم يحول بيننا وبين الإنجاز والنجاح والوصول إلى الحقيقة .

وحتى لا نقع في براثن العاطفة يرى بعض الناس أن يلغيها طالما أنه يريد التوصل إلى قرار حكيم وتصرف سليم وهذا ضروري في بعض المواقف وبعض المهن ولكن أن تصبح نظام حياة فلا ، لأن الحياة مع هؤلاء تتسم بالملل ، والعمل معهم يصيب بالكلل ، ويقل معهم نصيب الأمل ، والمخرج من ذلك أن نجعل لكل عمل من أعمالنا مزيجاً من العقل والعاطفة يناسب مواقفنا مع مراعاة النقاط الآتية :

1_ أن يرافق الذكاء العقلي ذكاء عاطفي يساهم في نقل انفعالاتنا وإخلاصنا للآخرين ، وأن يمكننا الذكاء العاطفي من فهم أنفسنا ونفوس من حولنا والتعامل معهم ضمن العلاقات الإنسانية .

2_ يجب أن يقصى عن التفكير العقلي كل هوى ، وأن تكون أحكامنا على الأمور منطقية وغير متناقضة وناتجة عن تحليل الأسباب والخلوص إلى نتائج سليمة تقرها العقول وتنشرح فيها الصدور

3_ أن نراقب انفعالاتنا وعواطفنا ونتصرف بها لنصل إلى ترشيد تصرفاتنا وقراراتنا وتفكيرنا

4_ أن نقود عواطفنا إلى حيث نريد لا أن تقودنا عواطفنا إلى حيث تريد
فلو أن عواطفنا وانفعالاتنا قادتنا لأودى ذلك بنا إلى صفة ذميمة لا نحبها لأنفسنا ولا يحبها الآخرون بنا ألا وهي صفة العصبية

5_ أن نستخدم عواطفنا بمقدار ما يقودنا إلى النجاح

6_ الوعي المستمر لما يجري في أنفسنا من عمليات التفكير والانفعال مما يجعلنا نتعلم من تجاربنا ونزداد خبرة بأنفسنا ونفوس الآخرين

7_ على التفكير أن يسبق الانفعال وهذه ميزة للإنسان دون سواه من المخلوقات

8_ كلما زاد رصيد العاطفة في موقف ما طاشت كفة العقل وكلما طاشت كفة العاطفة رجح نصيب العقل

9_ تحكم العقل في تصرفات الإنسان لا نتائج مدمرة له لكن تحكم العاطفة بتأثير المحبة يدمر النفس ويدمر من حولنا نفسياً نظراً لتقلب القلوب وعدم ثبات العواطف .

10 _ العاطفة والعقل كلاهما ينمو ويتطور في ذات الإنسان بشرط وجود الوعي ونية الاستفادة من التجربة
وفي النهاية لا بد من التحكم مما يجري في أنفسنا من عمليات تجعلنا نختار من معين العقل والعاطفة ما يلزمنا حسب اختلاف مواقفنا .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:03 PM
ستبقين يا مآذن شامخة

هذه الضجة الإعلامية حول التصويت على بناء المساجد في سويسرا ،
وما جاء في مقال الرئيس ساركوزي ينبئ أن المسلمين يحسب لهم ألف حساب
وأن أحجار مآذننا ليست صماء بكماء بل تدق على أوتار القلوب ، وتنسجم مع ما هو مطلوب من الإنسان في هذه الحياة
من المآذن ينبعث صوت خمس مرات يقول للبشر الله أكبر ..
أكبر من طغيان الطغاة ، وافتراء الأدعياء تناديهم حي على الصلاة حي على الفلاح
خمس مرات تذكرهم بأن الله واحد وأن محمداً رسوله
خمس مرات في اليوم تذكرهم بالوقوف بين يدي الله للصلاة والدعاء
ومن كان موصولاً بالله فلا يعمل إلا ما يرضيه
نعم المآذن تقرع قلوب المخطئين وتصغر شأن العلمانيين وتنساق مع فطرة الأسوياء الصالحين .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:05 PM
خواطري في العام الهجري الجديد

كلما أطل علينا هلال شهر محرم استقبلنا سنة هجرية جديدة ووقفنا حيالها وقفة تأمل وتصميم على العمل
وقفة تبصرنا بواقعنا ، وتدفعنا إلى مستقبل أفضل وحياة أمثل لأمة جعلها الله خير الأمم ، وحمّلها مشعل النور والحضارة
مشعل الإسلام فبهديه تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر وخصها بهذا التاريخ الهجري ، وربط أهلة الأشهر الهجرية بالعبادة لنعلم أن عمل الأيام والليالي مرفوع إلى السماء ، ولنسعى في طلعة كل هلال إلى التأكد من وجود الأمن والإيمان والسلامة والإسلام في واقعنا .
فنحن أمة أحبها قائدها الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة في شرف تلك الأمة بُعث منها وإليها ثم إلى العالمين رحمة ونور يقين ، باذلاً ما في وسعه ، راحلاً عن مسقط رأسه تاركاً مكة الحبيبة لأجل المحبوب الذي تهون في سبيله كل الأحبة مطارداً من الكفار ، مستتراً في الظلام مصطحباً الصّديق ، مؤمناً بأن الله سيسلمه ، ويغيّر ما في نفسه من حزن فراق الديار لتستجيب للمكان الجديد ، ولينطلق في دعوة الناس إلى الإسلام سائلاً الله عز وجل ألا يهلك أبناء أمته وألا يستأصل شأفتهم ، فأعطاه الله تلك البشارة ، وبشره بأنهم يوم القيامة سيأتون غراً محجلين من أثر الوضوء على شرط أن يسيروا على نهجه ، ولا يحدثوا بعده شيئاً في عقيدتهم وعبادتهم .....إن أمة الإسلام تعلم أن ما نزل بها من نوازل قدر من الله لتؤوب إليه وتفيء إلى ظلاله ، أمة تعلم أن عذاب الله غير مأمون ، وأن استجلاب الرحمة والخير إنما يكون بتقواه .......أمة جمعها غفير ، وتاريخها طويل أصيل ، ولديها نهج يخوّلها أن تكون القدوة ، وتوقن أن البقاء للأصلح والأنفع والأقوى .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:07 PM
وجبة الفطور

هي وجبة منسوخة من قاموس بعض الناس
مع أنها مهمة
وقد أهملت للأسباب الآتية
_ النوم المتأخر بعد سهر طويل
_ الذهاب إلى العمل مبكراً والزوجة نائمة أو أنها تذهب إلى الدوام يومياً
_ الرغبة في تقليل كمية الطعام الداخل إلى الجسم فتكون الضحية وجبة الفطور

وقد قرأت اليوم كلاماً أعجبني عن أهمية تناول وجبة الفطور أنقله إليكن وأود أن أسمع آراءكن
بهذا الموضوع
أنواع الأفطار الثلاثة
من الجدير بالذكر أيضا أن الأحساس الكامل بالشبع طوال اليوم (الظهر وبعد الظهر وفي المساء أيضا، يتم تحديده جزئيا في فترة الصباح، وتساعد وجبة الفطور ذات الغذاء المتوازن علي تجنب التجاوزات(الأفراط) بقية اليوم، وبالتالي لتفادي زيادة الوزن .

1- الافطار القائم علي الكربوهيدرات
في الصباح، تسبب الكربوهيدرات البسيطة (الحبوب السكرية، الخبز الأبيض، والتوست...) على الفور ارتفاع مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى إنتاج الإنسولين اللازم، والانسولين يزيل السكر من الدم وتحول الفائض إلى دهون.
والنتيجة هي انخفاض مستوى السكر في الدم، والحاجة إلى مزيد من الكربوهيدرات، هذه الدورة تتكرر من 2-3 مرات في اليوم، هذه الحلقة المفرغة هي أحد الأسباب الرئيسية لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.
2- تخطي الافطار
عندما نتخطى وجبة الإفطار، تنخفض نسبة السكر في الدم لأقل من المستوى العادي. من ثم نشعر بالهبوط ونقصان في الطاقة، وبالتالي ننكب علي الكربوهيدرات البسيطة من أجل تحقيق زيادة سريعة في الدم والتغلب على الجوع وانهيار الطاقة .
والكربوهيدرات البسيطة تسبب ارتفاع فوري في مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلي إنتاج الإنسولين الضروري، الانسولين يزيل السكر من الدم ويحول الفائض إلى دهون.
والنتيجة هي انخفاض مستوى السكر في الدم، والحاجة إلى مزيد من الكربوهيدرات، هذه الدورة تتكرر من 2-3 مرات في اليوم.
هذه الحلقة المفرغة تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.
2- الإفطار المتوازن القائم على البروتين
هذا النوع من الافطار يمد الجسم بالحيوية بالطاقة دون زيادة مستويات السكر والأنسولين في الدم.
http://www.algamal.net/Images/Articles/Large/hot+1-petits+dejeuner.jpgويساعد على تجنب الاعتماد على الكربوهيدرات خلال اليوم، بهذه الطريقة تظل الشهية تحت السيطرة وتنخفض الحاجة إلى الكربوهيدرات (الشوكولاته، الحلويات، والحلويات والمشروبات الغازية، الخ.) والجسم يستخدم الدهون المخزنة لمزيد من الطاقة.
الأفطار الجيد
يجب ان يفي الأفطار الجيد بالمعايير الرئيسية:
- يستعيد الطاقة المبذولة طوال الأربع والعشرين ساعة المنقضية.
- يستعيد المواد اللازمة للبناء المبذولة أثناء الليل.
- يعيد الإمداد بمخزون الماء.
- يحافظ علي مستوي السكر في المعدل الطبيعي ويجنب رفع مستوي الأنسولين في الدم.

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:10 PM
مشاركات المنتديات بين الفصحى والعامية

هل من الضروري أن أكتب في المشكاة باللغة الفصحى ؟
سؤال قد يسأله من يرتاد صرح المشكاة
ولعل هذا هو السبب لأن يكون
عدد القراءات لموضوع ما كثيراً
وعدد المشاركات نذراً يسيراً
قد تتعدد الأسباب
لكن هناك سبباً سمعته من أكثر من من شخص
عن المشاركة في منتدانا
وهو أننا نلتزم الفصحى في كتاباتنا
وقد لا يستطيع بعضنا أن يكتب بالفصحى
أو قد يخشى بعضهم من ورود أخطاء أثناء الكتابة بها فيتعرض للنقد
قد يمتلك أحدهم من الأفكار الكثير ،
أو قد يمتلك رغبة في التفاعل ببعض الموضوعات
فيلتزم الصمت ويؤثر عدم المشاركة بسبب عدم التمكن من الكتابة بالفصحى
أنا اليوم عدت لشروط الكتابة في المشكاة فلم أجد اشتراط الفصحى في المشاركات
عدت بذاكرتي إلى التاريخ
وجدت أن النبي عليه الصلاة والسلام احترم لهجات الآخرين حين سأله أحدهم :
هل إمبر إمصيام في إم سفر ؟
وكانت لهجة قوم تقلب ال التعريف إلى إم
وكان جوابه عليه الصلاة والسلام لهذا السؤال في اللهجة ذاتها :
ليس إم بر ام صيام في إم سفر
اللهجات واختلافها والعامية ومصاحبتها للفصحى ليست شيئاً جديداً
ونحن بعد الفضائيات أصبحنا نتفهم جميع اللهجات من الأقطار العربية
ولكن لو تعمد أحدهم أن يوغل في عاميته ويستخدم كلمات لا يعرفها عامة الناس
ينقطع التواصل بسبب عدم فهم المفردات
بينما نلاحظ أن الجميع يفهم التخاطب بالفصحى ، وذلك طبعاً بعد الابتعاد عن غريب الألفاظ وقديمها الذي أُهمل استخدامه .
وكثيراً ما يكون بعض الألفاظ في لهجة ما مستساغاً بينما يكون مستهجناً في لهجة أخرى
وذلك أن مفردات اللغة تتبع ما تعارف عليه القوم من مدلول للكلمة قد يخرجها عن مدلولها الأصلي وكما هو معلوم أننا هنا من بلدان متعددة مختلفة اللهجات
وكذلك عند الكتابة بالعامية فإننا نتبسط في الكلام بينما مع الفصحى ننتقي الألفاظ ونتأنق بها ، ونبدو كمن ارتدى ثياباً رسمية ليواجه بها الناس .
وخلاصة الكلام هو سؤال للجميع
هل من بأس أن نرى مشاركات باللهجات المحلية ؟ ولماذا ؟

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:13 PM
الهاتف الجوال والبنات (منقول)


في لقاء مع السيّدة وفاء والتحدث معها عن الجوّال والبنات أعربت عن استيائها من تصرف الشباب حين يشترون هواتف جوّالة للفتيات مع البطاقات ، إغراء لهنّ بالتحدّث معهم .

وبهذا التصرف يصبح امتلاك الجوال سهلاً ، ولا كلفة على الفتاة ، وتستطيع وضعه على الصامت ، أو إخفاءه عن العيون ، أو التحدث به ليلاً والأهل نيام .

وفي الوقت نفسه تراه نعمة لمن ابتعد عنها زوجها بسبب السفر لأن بواسطته يتم التواصل عبر الرسائل ، أو التحدث الأقل كلفة .

وهذا التواصل يقارب بين الشتيتين ، لكنها ترى سيّئة له ، وهي انشغال من تجالسه حين ينكب على كتابة الرسائل وهو منشغل فكرياً ووجدانياً يضحك ويفرح ويحزن وأنت لا تعلم ماذا جرى ، ولم تحظ بجليسك بمتعة المؤانسة .

وبما أنّ السيّدة وفاء تدرس في الكلية ، فهي تسمع أحاديث البنات معظمها يدور حول الاتصالات بين الشباب والبنات ، فكلمة اتصل بك أو لم يتصل تتكرر على مسامعها أينما ذهبت وحيثما حلّت .

وهي شخصيّاً تستخدم الموبايل استخداماً مفيداً حيث أن عمل زوجها قد يكون خارج المكتب ، ووقت عمله طويل .

وجميع أفراد عائلتها يمتلكون هذا الجهاز ، لكن مما ساءها مرة أن ابنها الأكبر اتصل على أخيه الأصغر كي يأتي ليطفئ نور الغرفة !

وختمت حديثها قائلة : الفتاة هي المسؤولة عن نفسها لتحافظ عليها .

تقول أحياناً تأتيني معاكسة فأغلق الهاتف مرة واثنتين وثلاثة حتّى يمل المعاكس .

+++++++++++++++++++++++++++++++

كما تمّ التحدّث مع فتاة تدرس في الجامعة فذكرت عن هذا الجهاز ما يلي :

الجوّال أعطى المراهقات فرصة للتحدث مع الشباب بلا رقيب ، وغالباً ما تبدأ العلاقة عن طريق النمرة الغلط وتتكرر المحاولات إلى أن تتعدى العلاقة المكالمات الهاتفية إلى لقاءات ، وقالت كثيرات من صاحباتي ما منعهنّ الاتصال بالشباب المعاكسين إلا وجود جهاز واحد في غرفة الجلوس .

وتردف قائلة : الموبايلات الجديدة تعرض أفلاماً إباحية ، نرى الشباب أو الفتيات في الجامعة متجمهرين على أحد الهواتف وضحكاتهم تملأ عنان السماء ، هذا فضلاً عن محنة التصوير بواسطة الهاتف النقّال .

وتتابع قائلة عندي جوّال منذ سنتين ، ولم أتلق ولا معاكسة ، أصلاً لو حصل اتصال خطأ فأعتبر وكأنني أنا التي ضربت نمرة خاطئة فأرد بشكل جدي ، إن تكرر الرقم الخاطئ لا أرد عليه ، وإن ضرب مرتين وثلاثة ، وبعدين أنا ( الألو عندي دفشة ) بصراحة لا تشجع التكلم معي .

وتقول السيّدة هناء إن (رسائل الجوّال ) جعلت نوعاً من المجاملات الاجتماعية ، فكلما تسلّمت رسالة عليّ أن أرد ، وأنا أستمتع بتلك الرسائل ، لكن في حالة وجود زوجي أراه يتضايق ، فلا أجرؤ على الرد إلا أنني أدخل الحمام وأدخل معي الموبايل وأرد على الرسائل جملة واحدة ، وأخرج وكأن شيئاً لم يكن . !

وأمّا هذه الخريجة حديثاً من الجامعة فقالت فصلت هاتفي وارتحت ، ثمّ ضحكت وقالت : كان رقمي رقم طالب ، أما وأنني تخرجت فقد بدأت البحث عن عرض مغر آخر يتناسب مع ما أملك من مصروف ، أرى في الجوال تواصلاً مع صديقاتي ، ومع قريباتي في بلد آخر ، نتواصل بواسطة الرسائل التي تصاغ بطريقة مضحكة أو طريفة ، نتبادل الضحكات ، ونعرف أخبار بعضنا بشكل يومي ، وهذا لم يكن يحدث من قبل الجولات ، كما أرى أن للجوال استعمالاً هامّاً في حالة الوقوع في ورطة مثل أن يتوقف المصعد ، أو أي ( زنقة ) أخرى .

وأما الموظفة التي بعد لأي اقنت الجوال قالت : من أول يوم أتتني معاكستان ، فقصصت لأهلي ما حدث فما كان من أخي الأصغر إلا هددني بانفعال أعجبني وأضحكني ، وأنا لا يهمني الجوال وكثيراً ما أنساه في درج المكتب .
واهتمامي أكبر بالبريد الالكتروني حيث طبيعة عملي على الانترنت .

وأخيراً فقد تذكرت قصة إحدى الفتيات وخطيبها المغترب فقد اشترى لها جوّالاً حتى تحادثه ، لكن العمل المختلط جعل زميلها في العمل أكثر استعمالاً لهذا الهاتف ، ولكم أن تكملوا ما حدث لهذه الفتاة بعد التواصل مع صديقها في العمل آناء الليل وأطراف النهار

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:20 PM
رسائلي الرمضانيّة

موضوع في شهر رمضان المبارك
أخاطب فيه الصائمين والصائمات على اختلاف أوضاعهم وتنوع وجهاتهم
راجية التوفيق والسداد فيما أكتب
والتفاعل من القرآء الكرام

*******
( 1) رسالتي الرمضانيّة إلى الأحياء هنيئاً لمن أدرك رمضان وهو على قيد الحياة ،
يتنفس ويتحرك ويتكلم ،
ويدرك قيمة انتهاز الفرص ،
أمامك أيّها الحيّ فرصة لا تُقدّر بثمن ،
إنّها فرصة النّجاة من النار ، ودخول الجنان ،
الفرصةُ متاحة لمن أدركوا شهر رمضان وهم فوق الأرض يعيشون ،
ومن خيرها يأكلون ،
وأهلهم يعايشون ، وبالإسلام يدينون
أما من ماتوا فإننا نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة
أيّها الحيّ ويا من لا تدري متى تموت ؟
إنّك تعمل لدنياك ، وتبذل قصارى جهدك كي تعيش حياة حرّة شريفة
هلا تبصّرت في حقيقة وجودك ، وفي قيمة جهودك ؟
أتحبّ أن تحوّل هذه الجهود إلى أجور ،
وتضمن مستقبلاً مشرقاً ينتظرك بعد الحياة الفانية ؟
إذن بادر بالتوبة
ولعلك تسألني : عن ماذا أتوب ؟
أقول لك : أنت أدرى بنفسك ،
وأعلم بما قصّرت به في جنب الله ،
وأعلمُ بما قطعك عن درب الخير ،
تبصّر في جنبات نفسك ...
هل قطعتك عن الله شهوة عاجلة ؟
أم غفلة سادرة ؟
أم فكرة خاطئة ؟
أم غرور ؟
ثم عالج نفسك بنفسك
جاهدها حق الجهاد وانأ بها عن الزلات
وأنت أيها الطائع لا تركن إلى طاعتك
لأن ّ درب الإيمان مضمار سباق
فعجّل بالتوبة من التقصير ،
واملأ وقتك بما يرضي العزيز القدير
ويا من أطاع ربّه بالعبادات ،
وقصّر في المعاملات ،
تُب من التقصير وواصل إلى ربك المسير
بحسن التعامل مع النّاس كي تحافظ على مكتسباتك وحسناتك وتضاعفها
وهاكم مشاعر عبد يحب ربه ويناجيه شعراً ، ويطلب عفوه ومغفرته

بيني وبينك جسر حبٍ خالدِ ******* ورؤىً تحرك كل قلبٍ جامدِ

بيني وبينك من صلاتي سلمٌ******* مازلت أمنحه عزيمة صاعدِ

أرقى به عن هذه الدنيا التي ******* تغري ببهجتها فؤاد العابدِ

يا رب عفواً إن ذنبي لم يزل *******عبئاً يعذبني ويوهن ساعدِي

أخطأتُ ياذا العفو حتى صرتُ في ******* طرق الأسى أمشي بذهنٍ شاردِ

أرنو إليك بمقلةٍ مكسورةٍ******* فيها من العبرات أصدقُ شاهدِ

ياربِ أوهن قلبي الشاكي الأسى *******ياربُ ماجت بالأنين قصائدِي

من ذا يفك الطوق عن عنُقي إذا******* جُمع الأنام على صعيدٍ واحدِ

مالي سواك إذا تضاربت الرؤى ******* حول الصراط وجفّ ماء الرافدِ

وجهت نحوك يامهيمن دعوةً ******* مشفوعةًً مني برهبة ساجد

*******
(2) رسالتي الرمضانية إلى قاطع الرحم
[أخي المسلم / أختي المسلمة يا من ابتليتم بذنب عظيم قادكم إليه شيطان رجيم ، أو نفس أمارة بالسوء ، أو موقف من ذي رحم ساءكم ، هلا عدتم عن قطيعة الأرحام ، ووصلتم ما أمر الله به أن يوصل لتتحقق لكم ثمرتان : هما طول العمر وسعة الرزق كما وعد سيد الأنام
[كيف تجرأتم على الخصام ، ومنعكم الشيطان من الوئام ، وابتعدتم عن سنة خير الأنام ، وحُرمتم جواره في الجنان
أخي قاطع الرحم ... لست أدري من قاطعت ؟ أهي اختك التي توخت منك أن تقف إلى جانبها ، وتؤيدها على الخير وتقف معها أمام أي شر لتصده عنها .
أم أن من قاطعت هو أخوك الذي قدمته أمك وأبوك لك هدية في هذه الدنيا الدنية فشرعت سيف العداوة في وجهه ، وصرمت حبل الوصال ، وقطعت بينك وبينه كل اتصال ]أم أن من قاطعت هي خالتك أخت أمك والخالة كما يقولون : ( أمُ ) لأنّها تحب لك الخير كما تحبّه لأبنائها
أم أن من قاطعت هي جدتك أو جدك وهما بمنزلة الأب والأم رضاؤهما يسري ، ودعاؤهما يجري ، وتطييب خاطرهما فيه ثواب كبير .
قد تقول لي معي حق في المقاطعة فقد فعلوا بي ما يوجب أن اقاطعهم ، وأنا أقول لك كن بحراً لا تكدره الدلاء
كن مختلقاً لهم الأعذار ، وكن متسامحاً معهم يعفو ، ويصفح ، وانت الرابح بدليل قوله تعالى : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم


بادر بالحصول على بركة الرزق والعمر وأبشر بما وعد به النبي الكريم


فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري


أخي الكريم أختي الكريمة : إن مات من قاطعته فكيف تصله ؟ وكيف تحصل على رضى الله والجنة ؟

*******
(3) رسالتي إلى الكاسيات العاريات بناتي الغاليات لماذا إحداكن ترتدي ثياباً ولكنّها في الواقع تبدو كالعارية ؟ أتعلمين أنه ذنب كبير يحتاج منك إلى مراجعة وتفكير ؟
اسألي نفسك : لماذا تضيقين البنطال وتضعين على رأسك الغطاء تزعمين بذلك أنك محجبة ؟
هل هذا أمر منطقي ومعقول ؟
ما الذي خبأته ؟ وما الذي جعلته موضع فتنة ؟ ولماذا ؟
إن فئة غير قليلة من الفتيات يفعلن هذا وهنّ غافلات ، أي كأنهنّ ريشة في مهب عواصف الذنوب يتّبع بعضهن بعضاً دون التفكير بالمآل أو المصير ..
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام عن الكاسيات العاريات والمائلات المميلات أنهنّ لن يدخلن الجنة ولن يجدن ريحها ، فهن مائلات عن جادة الصواب وعن الخير وعن العفاف ، ومميلات لقلوب مريضة تتبع نفسها هواها وتتمنى على الله الأماني
والكاسيات العاريات ملعونات ، واللعنة تعني الطرد من رحمة الله
أختي الحبيبة : تأملي في مظهرك ، وليكن قربى لك من الله لا سبباً في طردك من رحمة الله .
إن ديننا فيه الكمال وينسجم مع العقل فهل ما ترتدينه يجعل المجتمع فاضلاً ؟ وهل ما ترتدينه هو لباس العفة ؟
قد تكونين ممن يحسب حساباً للصحبة وإرضائها ولكن هل تفيدك مثل هذه الصحبة ألم يقص علينا القرآن قصة القرين الذي بحث عن قرينه الضال فرآه في سواء الجحيم
قد تقولين عندما أتزوج ألبس اللباس المحتشم
ولم هذا التأجيل ؟
أأنت ضامنة البقاء ؟
وهل تعرفين متى الانتهاء ؟
راجعي حساباتك وانتبهي أن التجارة مع الله رابحة
[فأطيعيه وكوني كما يحب أن يراك
لا كما يحب الناس أن تكوني ،
وهل رأيت شيئاً يتمّ إلا إذا قدره الله ،
وهل رأيت بشراً يدفعون ضراً إلا بإذن الله ،
إذن أنت مع الله قوية وبه عزيزة
فلم لا ترضينه بطاعته ؟
فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أهل طاعتي أهل محبتي )
فانضمي من الآن إلى قائمة أحباب الله بما تفعلينه من طاعات وعلى رأسها حجاب شرعي لا يصف ولا يشف وعبادات تزيد في قلبك تقوى الله
وعمل صالح يجعلك قريبة من الله ضعي أملك في رضى
والفوز بالجنان تحصّلي حياة طيبة ومنزلة في الجنة عالية ويا لها من تجارة رابحة

*******
(5) رسالتي الرمضانية إلى الشباب

إن في الشباب ريح الجنة فلا تُذهبوا - أيها الشباب - ريح الجنة بذنوب قد تظنون أنها صغيرة ، لكنها إذا اجتمعت شكلت حاجزاً بينكم وبين النور والصلاح
الآن أنتم في الصيام تتنسمون رائحة الجنان ، وبقدر الالتزام بمبادئ الإسلام وأخلاقه يكون نصيبكم من تذوق الإيمان
هذا رمضان موسم الخيرات ، وهذه هي النفحات ، وهنا في هذا الزمان يتقرب الإنسان من خالقه ورازقه ومدبر أمره ويمحو ذنوبه بالاستغفار والأذكار وتلاوة القرآن وحفظ القلب والجوارح ومجاهدة النفس والهوى
أنتم ترون أن الحياة صعبة وهمومها كثيرة فقد تستجيبون لمن يقدم لكم ما يدعي أنه ينسيكم هذه الهموم لكنها في الحقيقة سموم تفتك بصاحبها ولا تزيل هماً ولا تفرج كرباً
والصحيح إن من جعل الهموم هماً واحداً فرج الله همّه ، وذلك باللجوء إلى الله فارج الهم ومزيل الكرب فهو سبحانه إذا أراد جعل الحزن سهلاً .
فكونوا- أيها الشباب - مع الله في جلواتكم وخلواتكم وعهودكم ومواثيقكم فالعهد مع الله يرقى بالنفس ، ويجعلها سامية المطالب والمسارب
كونوا - حفظكم الله - مع الله في طلب العلم لرفعة وطنكم ودينكم ولا تقولوا : لن يصلح هذا الحال ، بل بقدرة الله ثم بتصميمكم ينجز الله وعده
فكوا الأغلال التي تكبلكم باتباع هدي القرآن وسنة نبيكم تجدوا لديكم من الطاقات ما تنجز به الأعمال
لماذا يكبل بعضكم نفسه بالأهواء ؟ ولماذا بعضكم يبتعد عن جادة الصواب بتتبع خطوات الشيطان ؟
فهنا شاب عاكف على التلفاز يتنقل من قناة إلى قناة يرى ما يرضي نفسه ويشبع شهواته من مناظر ، ويحلم أن يقترن بالمستقبل بفتاة آية في الجمال وإلا فالزواج محال
وهناك شاب عاكف على شاشة الكومبيتر يحادث الفتيات ويضاحكهن ويعدهن ويمنيهن وهن يُخدعن به ، وعمرهم يمر سدى دون فائدة ، بل يحصدون الكثير من الآثام ، ويطوقون نفوسهم بالأغلال ، ويقترفون الآثام
وهناك شاب استهوته الأسواق فدار فيها وجال وقضى الليالي الطوال يتسكع ويرمي شباكه ويؤيده أصحابه وعمرهم يمضي بلا إنتاج لأنهم يسهرون الليل وينامون النهار
وهناك شباب مظهرهم لا يدل على واقعهم ، فالناظر إليهم يظن أنهم غربيون ، وتعجب حين تسأل عن اسمهم فيقول الشاب : اسمي محمد أو أحمد وتقول الفتاة : أنا فاطمة أو أسماء ! وأعجب وأتساءل أين أنتم من هذه الأسماء ؟
قد جاءكم - أيّها الشباب - رمضان ليبين لكم بوضوح هويتكم ، أنتم مسلمون ، هل تعلمون ماذا يعني أنكم مسلمون ؟
إنه إسلام يشمل مظهركم ومخبركم إنه ينظم شؤون حياتكم ويطهر ظاهركم وباطنكم لتعيشوا حياة الرشاد وتموتوا ميتة السعداء كما قال تعالى : ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )

*******
يتبع...

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:27 PM
تابع رسائلي الرمضانيّة

رسالة الأخوة في الله .....

أن مما يعمق معاني الأخوة في الله أمور منها
إخبار من أحببته في الله بذلك لما أخرجه أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ)
طلب الدعاء منه بظهر الغيب
فعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي وَقَالَ(لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ)
فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا
التلطف والابتسام في وجه الأخ لقوله صلى الله عليه وسلم
(لَا يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أَخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ وَإِنْ اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أَوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ وَاغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ)
أن يكثر من زيارة أخيه بلا إثقال وإنما حسب ماتتهيئ الظروف المناسبة لحديث
(وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)
تهنئته عند المناسبات السارة وإظهار الفرح والسرور وتعزيته في حال نزول البلايا به والمصائب والوقوف معه،أيها الأحبة في الله إن التفريط في تحقيق معاني الأخوة في الله أدى إلى تفكك المجتمعات وبالتالي ضعفت الأمة بأسرها فاسعوا إلى تحقيق عزة أمتكم من خلال تحقيق معاني الأخوة في الله ليس بينكم وبين من يعيش معكم في قطركم فقط بل لا بد من تحقيقها على مستوى الأمة ككل
المتحابون في الله تغفر ذنوبهم كلما التقوا خرج الطبراني عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال
(إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ذنوبهما ولو كانت مثل زبد البحر)
المتحابون في الله وعدهم الله بظل تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله ففي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي)

*******
رسالتي إلى أرباب البيوت

يا معشر الرجال المسلمين ما نصيبكم من خلق الرجولة
الرجولة تعني صفات غاية في الرفعة والمكانة إنها الشجاعة والمروءة والكرم والحلم والنجدة والرعاية والحماية والوفاء ... وبمثل هذه الصفات يتفاضل المسلمون ويعطون من الاحترام والتقدير والثناء الحسن والأحسن أن تنبعث هذه الصفات من معين تقوى الله وحبه وإرضائه ، والأولى أن يحظى أفراد عائلة الرجل بالنصيب الأوفر من هذه الصفات .
ما أجمل أن تكون - أيها الرجل - في بيتك شجاعاً يتلمس أفراد عائلتك الشجاعة بأنواعها في مواقف حياتية مختلفة تمر على العائلة ففي أحد المواقف أنت شجاع الرأي وفي موقف آخر أنت رابط الجأش لا تزلزلك المحن ، وفي موقف آخر أنت تصد ظلماً قد يقع على آخرمستضعف ، ولكن الشجاعة عند بعضهم - مع الأسف - تعني إظهار القوة والعنف للزوجة والأولاد ، وهذا ليس من الرجولة في شيء فكل من يتجبر على الأطفال والزوجة مريض النفس دنيء الطوية منبوذ من القلوب يتمنى من حوله غيابه ، ويستجيرون بالله من حضوره ، ويظهر التأذي منه أكثر في شهر رمضان حيث تزداد إساءته ويسوء خلقه وهو من حكمة الصيام بعيد وعن اكتساب الأجر يحيد
ما جاء الصيام إلا ليجعلنا أتقياء أنقياء نحرص فيه على الثواب ، ونحفظه بسياج الخلق الحسن فإن شهد أهل الرجل أنه في شهر رمضان المبارك أوسع صدراً وأطول بالاً وأكثر استيعاباً للهفوات فإنه يكون قد أدرك الحكمة من الصيام ، وجاهد نفسه ليعدل من سلوكه ، ولذا ينبغي للرجال مراجعة حساباتهم الإيمانية ، فمن ظلم زوجته بتعنيف في الكلام أو ضرب يتناول الوجه والأبدان فليعلم أنه لن يشم رائحة الجنة فهو بعيد كل البعد بسلوكه الذي يستخدمه وبكلامه الذي ينثره كقذائف مدمرة وبنظراته التي تلقي في القلب الرعب
أهكذا تكون الرعاية ؟ أغرك أيها الغافل أنك قوي البنية لديك مال ومركز اجتماعي محترم ألم تعلم أن الله يسمع ويرى ويمهل ولا يهمل ، وغرّك أن أهل بيتك لن يحدثوا بقبيح فعلك فاستأسدت عليهم ... أتحرم زوجتك من الطعام وتأكل منه خارج البيت ما لذ وطاب أنسيت المعروف والفضل بينكما كل هذه السنوات ، وغدوت تبدي الكره والعنف وترتاح وأنت ترى هذه المستضعفة تتحطم نفسياً أمام ناظريك ، دموعها لا تكف ، ونفسها تعف عن الشكوى عليك لكنها على - ما أظن - تشكوك لواحد أحد يرى حالها وغني عن سؤالها فهو الجبار المنتقم الذي للمظلوم ينتصرf'] أما رأيت أن جرثومة صغيرة قد قضت على عتاة قبلك وفتكت بهم فلمَ تتعالى بما وهبك الله على الضعفاء من حولك ؟
يا أرباب البيوت ويامن تفرطون بما وضعكم الله عليه أمناء تعلموا من حياة المسلم الحق الهين اللين في أهله الذي يدخل عليهم والسرورعلى مُحياه والعطف بين جنباته ، والرحمة تكلله ، والسماحة تصاحبه والكلمة الطيبة ترفعه ، وما ذاك إلا لأنه أمين على ما استأمنه الله متابع لسنة نبي الله عليه الصلاة والسلام ، يقدم لحياته الآخرة ويأمل أن يبقى ذكره الحسن حين تُذكر مواقفه بعد مماته فيترحم عليه الناس ويدعون له .

*******
رسالتي الرمضانية إلى ربات البيوت

لله دركنّ من أمهات لهنّ الجنّات - بإذن الله - تحملن بين جوانحكنّ قلباً حيّاً نابضاً بذكر الله ، وعقيدة سليمة تجعل النفس موقنة أن كل شيء بأمر الله يجري ، وبحكمه يسري ، وأن ربنا إله يعبد لما يغزونا به من نعم ، ولأنه أهل للثناء ، وإليه تتوجهن بالدعاء ، قد علمتنّ أن طاعة الزوج من أحسن القربات بعد الخمس من الصلوات المفروضات وصيام شهر القربات ووجدتن أن عليكنّ الكثير من الواجبات والتبعات فتقبلتنّ ذلك بقلوب محبة وجهد دؤوب يشمل العناية بالزوج والأولاد على كافة الأصعدة والمستويات مع القدرة على الصبر والمصابرة لأن الحياة لا تخلو من المنغصات والابتلاءات .
ولكن إذا فقدت النساء هذه المعاني ، وأصبح همهنّ 0 ( الشات ) والأغاني والمسلسلات وعادات تجعلهن أقرب إلى التصابي والتجافي عندها يكون بيتهنّ اقرب إلى الضياع ، وأولادهنّ وإن أطعمتهنّ جياع لافتقارهم إلى الرعاية والقدوة الحسنة .
أيتها الأمهات لا تجعلن عيشكن كداً وجهدكنّ هباء منثوراً ، بل اتخذن من هذه المسؤوليات مطية للجنان والقرب من الرحمن ، ولا تنسين أنفسكن وأنتنّ في غمار الواجبات ، فأعطين انفسكن من خير الدنيا والآخرة ، انتبهن إلى الغذاء الجيد والنوم الكافي والبعد عن القيل والقال وعليكن بحفظ اللسان كي تبقى الحسنات في موازين اعمالكن
انهضن بأحوالكن وارتقين بعقولكن وهذبن أنفسكن وبمثل هذا يرتقي من هم حولكن وبرعايتكن

*******
رسالتي الرمضانيّة إلى المعلم والمعلمة

سلام مني إلى من قام بالتعليم ، وتأمل فيما ينتظره من خير عميم ، ذلك أن من يبغي الخير في التعليم تصلي عليه ملائكة السماء ، وتدعو له الحيتان بالبحر ، ولا ينسى فضله البشر
انت أيّها المعلم تغدو كل يوم في الصباح الباكر وتعود بعيد منتصف النهار وقد قابلت اعداداً كثيرة من الطلبة وزملاء المهنة ، وقد كنت محط الأنظار ومثار الاهتمام والانتباه ، وأعطيت دروساً نطقت بها الكلمات والمواقف وجميع التصرفات ، فأي زاد يجب عليك أن تحمله حتى يستفيد منك الآخرون ؟
أهم تزود هو زادك الروحي ، فحتى تنهض بأحوال من تلقاه ، وترشده إلى الصواب ويصغي إليك بقلبه وعقله فإنك تحتاج إلى طاقة روحية مصدرها علاقتك بربك وتقربك منه والتزامك بأوامره وابتغاء رضاه وسلوكك الذي يطابق كلامك ومعتقدك
ثمّ يلي ذلك نيّك في أن يتخرج على يديك شباب صالحون ، و بالأمة ينهضون ، وللأوطان يخلصون ، وعلى دينهم يحافظون ، وبذلك سينتابك شعور بالرضى والسعادة
والعلم في هذه الأيام مصادره عديدة ، والوصول إلى المعلومة بات يسيراً ، ودورك يقوم على تحفيز المتعلم ، وتزويده بطريقة البحث ، وتعميق حب العلم ، وكيفية التركيز والمذاكرة بعد شرح المادة المقرر بلغة بسيطة وطرق عديدة مشوقة
قد تقول إن ما يصرف الطلبة عن العلم أصبحت وسائلة كثيرة ، والملهيات عديدة وجذابة ، ولكننا نأمل منك أن تكون للنفوس مطمئناً وللعقول منيراً وللهمم محفزاً ، وللمهارات مكتشفاً ، وللمثبطات مزيلاً ، وللأمل غارساً .
ورمضان شهر تكون في النفوس اقدر على التغيير ، والتغيير نحو الأحسن هو الأبقى والأثبت ، فاغتنم هذه الفرصة وكن كالوالد للطلاب رحمة بهم ورأفة وعطاء ، ولعلي ألمس في نفسك تأسفاً لأن وقتك في رمضان ضيّق مع التدريس والتحضير والدوام ، وحسبك أنك على ثغرة من ثغرات الأمة تنشر العلم وتقود الجيل إلى الصلاح والفلاح ، وباستحضار هذه النية ، والعمل على تحقيقها تكون كعابد في محرابه متبتل إلى الله لكن العابد في محرابه يرتقي بنفسه ويكسب ثواب عبادته بإذن الله إلا أنك في مدرستك تفيد العديد ، ويصبح كل عمل رشيد من أعمال طلابك في موازين حسناتك بإذن الله .
فاستحضر أيها المعلم هذا الفضل وامض في عملك راجياً الأجر فلعله يكون في كل خطوةس أو حركةٍ أو سكنةٍ الأجرُ الوفير والزاد النافع .

*******
رسالتي الرمضانية إلى حسُنت خاتمته

يأتي الأجل بلا موعد ولا وجل يأتي أحياناً على عجل وقد يسبقه نذير من مرض أو عجز أو زعل فيدرك المصاب أن الأجل على الأبواب فيراجع حساباته ويستدرك ما فاته وللأيام وللأعمال مع الآجال ارتباط ، فالوفاة في رمضان تعني أنها ساعات رحمة ومغفرة ، والموت ليلة الجمعة أو يومها ثوابه له دليل من الأثر
وحال المتوفى حين وفاته يدل على أمل ، فمن توفي صائماً ، أو في الصلاة قائماً أو ساجداً تناله الغبطة ممن حوله ويستبشر بهذا أهله
ومن توفي محرماً معتمراً أو حاجاً يعطي الأمل لأهله بحسن الختام ، كل هذا بشارات بشارات في آخر الحياة تنبئ عن القبول ، ويؤكدها حسن السيرة والسريرة
إضافة إلى أن بعض من يتوفاهم الله يكون في كلامه ما يحمل البشارة بحسن خاتمته فتسكن نفوس أهله وتطمئن
إن فراق هؤلاء مؤلم لأن من حولهم كانوا ينعمون برفقتهم وبعلمهم أو بعطائهم ، ويمكنك من خلال ساعة وداع الميت أن تستقرئ مدى ألمهم للفراق ، وإذا أصخت السمع تستطيع أن تعلم من خلال العبارات كم كانت للميت في قلوب ذويه ومعارفه من مكانة
ولعل الارتباط العائلي يلعب دوراً في التأثر بهذا الفراق ، فإذا رافقه ارتباط وجداني إيماني لاحظت عمق التأثر والرغبة في متابعة المسيرعلى نهجه وضبط السلوك بما يتناسب مع سيرته
إنني أستطيع أن أسجل عبارات قالها أقرباء من توفوا على الصلاح أحدهم ومثال ذلك : توفي أحدهم وسارت جنازته فقيل إن كثيراً ممن رأى الجنازة أثناء سيرها في الشارع كان يقف ويرفع كفيه بالدعاء ، ومن أنزله إلى القبر كان يقول : إن كان الموت هكذا فيا مرحباً بالموت
مثل هذه المواقف والأقوال تجعل أهل الميت مطمئني البال مستبشرين بحسن المآل .
وقد يتكلم من يحتضر بعبارات أشبه بوصايا كما قالت لي إحدى السيدات التي فقدت والدها منذ اسبوعين أنها كانت تتحدث حديثاً عادياً مع من حولها فقال لهن وهو في سكرات الموت لو ترين ما أرى ما تحرك لسانكن إلا بذكر الله ، وكانت في موته علامات من حسن الختام يؤيدها ما ذكرته قريباته من أعمال صالحة .
ومسلم آخر توفي من يومين كان قد بنى منزلاً ومسجداً واسعاً وكان يهتم بشؤون هذا المسجد كما يهتم بأعماله وقد صلى العصر مع الإمام وبعد التسليم فاضت روحه ورفع إصبعه متشهداً ، فكان كما ذكر الإمام أول مكلف يصلى عليه في مسجده مات وهو صائم مصل حضر الصلاة عليه كل أولاده وبناته وأحفاده وأقرباؤه فكانت دموعهم وعباراتهم تنبئ عن مدى محبتهم وافتقادهم له
والخلق ألسنة الحق تنطق بما رأت وسمعت والملائكة تسجل هذه الشهادات علماً بأن من أحسن العمل لا ينتظر أن يقول الناس عنه بل يكون أمله معلقاً بقبول الله له
ما أروع أن يودع بعضنا بعضاً وقد ترك من الأعمال الحسن ، وترك في النفوس عميق الأثر والتأثير وحسن الختام والمصير .

*******
رسالتي الرمضانية إلى من تصلي في بيوت الله

ما أجمل أن تيمم المرأة صوب بيت الله تبتغي رحمته وفضله ، تضع نصب عينيها أن المزور سيكرم زائره وثواب الجماعة وثواب قيام الليل وحضور مجلس العلم
وأجمل من ذلك أن تنتبه إلى الأمور التي تنقص الأجور أو تنقضها ففي ذهاب المرأة إلى المسجد يلاحظ أمور ينبغي التنبيه إليها منها : عدم الانتباه إلى الاحتشام في اللباس وعدم الحرص على الالتزام باللباس الساتر أو عدم الاكتراث بما تضعه من روائح عطرية أو المشي إلى المسجد دون الانتباه إلى الصوت المرتفع والضحك أحياناً والمرور من طرق تجمع المصلين ، وأما داخل المسجد فلا تفرق بعضهن بين الزيارة العادية وزيارة بين الله فتتحدث مع صويحباتها بما خطر في بالها من كلام وقد ترتفع الأصوات ، وأحياناً الضحكات ، بل أحياناً تتطور الأمور إلى منازعات لسبب أو آخر وأقرب مثال تبريد المسجد وتكييفه فبعض الأجسام تبرد بسرعة وبعضها تشعر بالحر بسرعة ، وبعضهن تأتي بالأطفال الذين لا يدركون معنى حرمة المسجد ، والأسوء من تجعل جوالها على نغمة تصدح بين فينة وأخرى لتعطل على المصليات الخشوع وتثير في أنفسهن الاستياء
لقد بين الله ورسوله أهمية ارتياد بيوت الله ، وآداب هذه الزيارة وعلينا أن نستشعر أهمية هذا المكان وحرمته ، وخاصة حين يصادف زماناً شريفاً كيوم الجمعة أو شهر رمضان المبارك مع التركيز على الهدف من الخروج من البيت
إن فرصاً كبيرة ننال خيرها إذا قصدنا بيت الله ، فبيت في الجنة بالغدو والرواح ، ووعد من الله بإكرام من يتطهر في بيته ويزوره في بيته ، وفضل في زيادة الثواب في صلاة الفرد عنه في صلاة الجماعة بسبع وعشرين ضعفاً وأجر كبير في صلاة الجمعة ومغنم لا يفرط فيه بشروط مخصوصة يعدل عبادة سنة صيامها وقيامها بشرط التغسيل والغسل والمشي إلى المسجد والتبكير قبل أن يقوم الإمام خطيباً وعدم اللغو والإنصات للإمام ، ما أسهلها من شروط وما أعظمها من أجور !
واما ثواب الحجة والعمرة بتأدية صلاة الفجر جماعة والجلوس مع ذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين فهو فضل لا ينبغي التفريط في
إن شرف الزمان والمكان والعمل واستثمارهم مغنم وذخر فلا تغفلن عنه واحرصن عليه وشجعن غيركم عليه حتى تجمعوا إلى ثوابكم ثواب من اتبعكم واستنار بقولكم .


*******
رسالتي الرمضانية إلى المحسنين والمحسنات

سلام عليكم يا أصحاب الأيادي البيضاء ، يا من تمسحون دموع الباكين ، وتسدون جوعة الجائعين ، وتكسون الفقراء بين حين وحين ، وتدخلون الفرحة على القلوب الحزينة ، وتكفّون المحتاج عن سؤال البخلاء واللئيمين ، وتسهلون درب التعلم والمتعلمين .


يا لوجوهكم البيضاء ما الذي بيضها ؟ ! إنكم بعيونكم نظرتم إلى حال الفقير ، وبأذنيكم سمعتم منه الشكوى والأنين ، وبألسنتكم طيبتم الخواطر فقدمتم الخير الوفير .

هل كان دافعكم إلى الإحسان آيات الذكر الحكيم التي تثني على من أنفق ماله فغدت حسناته سنابل تتضاعف ؟ أم أخذتم عبرة من قصة أصحاب الجنّة في القرآن الكريم حين منعوا العطاء عن المساكين فخسروا دنيا ودين فما كان منكم إلا أنكم حصنتم أموالكم بالصدقات ؟ أم أنكم خشيتم على أعراضكم فعلمتم أن الصدقة تحفظها وتصونها فقدمتموها لله خالصة ، أم خفتم من غضب الله فقدمت الصدقات إسراراً ، أم أن الأخوة بالدين دفعتكم إلى مد يد العون للقريبين والبعيدين ؟ .

أيها المحسنون ... أنتم تجار ماهرون تعلمون مصادر الربح ، وأن الصدقات لا تنقص المال بل تزيده ، وأن ما أنفقتم في الصدقات هو ذخر لكم في الحياة وفيما بعد الممات ، لقد وجدتم العمر قصيراً ، والعمل قاصراً أن يوفي شكر الله على نعمه ، فأحدثتم مشاريع تضمن لكم جريان ثواب العمل وإن قطع حياتكم الأجل ، فهناك يسرتم حفر بئر ، وهنا علمتم جاهلاً ، وفي ذاك المكان أنفقتم على يتيم فكففتم عنه مذلة السؤال ، وهنا نشرتم العلم وبنيتم مؤسساته ، وهناك ساهمتم بعلاج مريض أوشك الألم أن يذهب به .
أيها المحسنون : منكم نتعلم كيف يكون المال أداة لسعادة الإنسان ، فالغني الشاكر بالمال يسعد ويُسعد المحروم ، لقد رسا في وجدانكم أن هذا المال لله أودعه في أيديكم ليعلم كيف أنتم به فاعلون ؟

لقد اجتهدتم أن يكون مالكم حلالاً حتى يقبل الله صدقاتكم ، وأنفقتموه على عيالكم فوسعتم النفقات بقدر ما وسع الله عليكم ورأيتم أن شكركم لله على ذلك لا يكون إلا بالإنفاق فبدأتم بمن تعولون ، وأحصيتم من الفقراء الأقرباء مَن تعرفون فكان وصالكم لهم بالمال بعد زيارتهم شكراً للمنعم وبالشكر تدوم النعم وتدفع النقم .

إنكم لم تعيشوا لأنفسكم بل تعدت اهتماماتكم إلىى أبناء وطنكم فتحسستم حاجاتهم ، وأمددتموهم بما تستطيعون ، وأنتم الآن تفرحون ، ففي كل عام نصيب الفقراء من الزكاة تزيد نسبته من أموالكم ، وهذا يعني نماء في أموالكم وصحة في ابدانكم وسعادة في قلوبكم .

أنتم – أيها المحسنون - أكثر الناس تنعماً وفرحة بالعيد لأن أكفّ من أحسنتم إليهم وألسنتهم تلهج بالدعاء لكم أن يسعدكم الله كما أدخلتم السرور عليهم وأن يزيدكم من فضله .

بشرى لكم هذه الحسنات التي تزيد قلوبكم رقة وتفكيركم دقة فتزيد الهمة وتدفع النقمة وتقربكم إلى الله والناس محبة .

*******
رسالتي في وداع شهر رمضان

كما أتى رمضان بالبشرى و بالفرحة يودعنا تاركاً لنا فرحة العيد

أتى رمضان وفي أزمنته وفرة من العطايا كالمغفرة ومضاعفة الثواب لمن أطاع وأناب ، أيقظ الغافلين ونبه الشاردين وآنس قلوب الطائعين ، وشد من الهمم ورفعها إلى القمم

غيّر رمضان الكثير من نفوسنا فقد جلا صدأ قلوبنا ، وفك أغلال نفوسنا ، ومسح مسحة الحزن - على اختلاف مسبباته - بفرحة ينالها الصائم عند فطره ويأمل بأخرى عند لقاء ربه

غيّر رمضان العديد من عاداتنا فغدت تبعاً لما جاء به الدين وما فعله سيد المرسلين ، وكانت من قبل تحكمها أهواء شخصية أو أعراف اجتماعية

غيّر رمضان سلوكنا مبيناً أن تغيير السلوك ممكن فكل صائم اتجه في معاملاته مع الآخرين صوب اللين والرفق خوفاً على ثواب الصيام من الضياع وكان من قبل الصيام فظاً غليظ الطباع

غيّر رمضان ترتيب حياتنا من حيث اليقظة الطعام والمنام ، فغدا بعضنا يقول قد كنت مفرّطاً في النوم عن صلاة الفجر وآخر يقول : كيف لا أكرم نفسي بقيادتها نحو ما ينفعها من تحصيل الثواب ؟

عاش بعضنا تجارب في التعامل مع نفسه حيث تأملها وعرضها على ما تلا من الآيات فسلك بها سبيل الرشاد ، وجرب التعامل مع الناس بالحسنى والإحسان فارتاح خاطره واطمأن قلبه

جرّب كل منا أن يكون قريباً من الله بالتسبيح تارة وبتلاوة القرآن الكريم تارة أخرى ، ثم بمد يد العون للآخرين فغدا مبتعداً عن ثقل الأبدان ، ولمس طهارة الأرواح ، وأنس بمن حوله وهم يؤدون ما يؤدي ويحرصون على ما يحرص

وفي الوقت نفسه شعر بالاغتراب من حرم نفسه من هذه الخيرات .

ومما ساعد على هذا التغيير جهود العلماء والدعاة الذين تنوعت منابتهم واتحدت عقيدتهم ، ونوعوا من أساليبهم لتناسب كل الفئات والأذواق والاهتمامات

وكما يودع الحبيب حبيبه نودعك إلى آخر لحظة ، نبكي لفراقك ، نجدد العهد على متابعة المسير ، ونعيش أملاً في لقاء قادم تأتي إلينا فيه كعادتك بالبشر والفرحة والأمل ، وسنردد ذكرياتك المحببة إلى نفوسنا ، وسنحتفظ بمكتسباتنا التي جنيناها في أيامك المشرقة ولياليك المنورة ، نخجل أن تعود إلينا وترانا قد فقدنا هذه المكتسبات ، وقادتنا أنفسنا إلى المهلكات ، نخجل أن تعود فلا ترى أثراً لعمارة الأرض من جد أيدينا وعرق جبيننا ، نخجل أن تعود لترانا قد وقع بيننا وبين من حولنا خصام بعد أن علمتنا سبل الوئام .

سنستقبل العيد بفرحة الطائعين وأمل المذنبين بالعفو يوم الدين فرحة مجردة لا دخل لها بظروفنا ، وجوائزنا تنتظرنا في طريقنا لصلاة العيد من الملائكة المطهرين ، ستزداد فرحتنا وتتضاعف برؤية الفرحين في هذا اليوم من مصلين وأطفال أسعدتهم ملابسهم وما جمعوه من مال وما نعموا به من رعاية أسرية وبرؤية المساكين الذين شعروا بالأخوة والتضامن وسنتعلم أن الفرح لا يأتي إلا بعد طاعة وأن الفرحة يعبر عنها بأعمال تخلو من المعاصي .

وكل عام والأمة الإسلامية بخير

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:29 PM
ما هي آداب وأحكام القرآن الكريم الموجود بداخل الجوال ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم فضيلة الشيخ بهذا الشهر الفضيل وجزاك الله خيراً
أصبح الجوال أداة تساعدنا في تلاوة القرآن والاستماع إليه
وذلك لسهولة استعماله وخفة حمله ومزايا أخرى عديدة

فما الآداب التي ينبغي للمسلم أن يتبعها
إذا كان جواله يحتوي نسخة من القرآن مسموعة ومقروءة ؟

يرد عليها الشيخ عبدالرحمن السحيم

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

المصحف الذي يكون في الجوال ليس له حُكْم المصاحف ؛ لأن الْحُكم للغالب ، وغالب الاستعمال للجوال .
ويأخذ حُكم المصحف إذا كان المصحف مفتوحا للقراءة .
ومما ينبغي مُراعاته في المصحف الذي في الجوال :
أن لا يُدخَل به دورات المياه والمصحف مفتوح للقراءة ، ولا وهو مسموع أيضا . إلاّ أن يكون الدخول لغير قضاء الحاجة وهو في أذن صاحبه يسمعه .
وأن لا يُوضع الجوال على شاشته والمصحف مفتوح للقراءة .
وأن لا يُوضَع شيء على الجوال أثناء فتح المصحف .

هذا إذا كان المصحف مفتوحًا . أما إذا لم يكن مفتوحا فالحكم – كما قلت – للجوال .

والله تعالى أعلم .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:42 PM
الأسرار بين النشر والكتمان

كنت أقرأ أقوالاً عن الأسرار فوجدته موضوعاً جديراً بالذكر والتذكير وإهماله في الجانب التربوي يترك الأثر الخطير ، ومن هذه الأقول :
( إن كتمان الأسرار من اقوى أسباب النجاح ، وأدوم لأهل الصلاح )( إن سرك أسيرك إن تكلمت به صرت أسيره )
( إن القلوب أوعية الأسرار ، والشفاه أقفالها ، والألسن مفاتيحها )( إإن قلوب الأحرار قبور الأسرار ) ( إن من كتم سره كان الخيار بيده )
من هذه الاقوال يتبين لنا أهمية الاحتفاظ بالأسرار فهي طريق النجاح ، وحفظها دليل حزم الإنسان وتمكنه من قيادة نفسه ، وأن من استُودع سراً وحفظه صنف مع الأحرار ، وكذلك حفظ الأسرار يمكنا من حرية الاختيار وكذلك إذاعة السر ترغمنا أحياناً على المضي في أمر قد نكون عدلنا عنه .
هذا ما وجده السابقون فهل حفظ الأسرار المعاصرون ؟
قد يبدو السر على المستوى الشخصي أمراً بسيطاً ، لكنه حين تتسع دائرته فإنه يصبح خطيراً
فكم من أسرار تكتنف الدول والأمصار ، وكم من أسرار ينبغي حفظها عن أعين الأعداء والفجار
ويكفي أن دعوة الإسلام حين ظهرت بين الكفار انتشرت بالسر حتى آن الأوان وأمر الرحمن بالإعلان
وهذا يدعونا لننتبه إلى هذا الجانب التربوي الهام
كيف نربي أبناءنا على أن المجالس أمانه ، وأن من استودعنا سراً نحفظه وأن ينجزوا أعمالهم مستعينين بالكتمان حفاظاً عليهم من التثبيط أو الحسد أو ضياع الفرص باستلابها .؟
وليست البيوت سواء في هذا الأمر فبعض البيوت تبدو أكثر حساسية في هذا الموضوع كبيت الرجل السياسي والقائد والضابط والعالم
علماً بأن كل بيت يحتاج إلى افراد يكتمون ما يجري فيه من احداث خاصة لا ينبغي نشرها ، ومنها تلك العلاقة الخاصة بين الزوجين لتبقى البيوت مطمئنة ، ويبقى الزوجان في أمان
وتتهم المراة بانها لا تقدر على كتمان السر لأنها بطبيعتها تحب أن تتكلم ، وأن تتباهى ، ولكن الموضوع ليس خاصاً بجنس الرجل أو المرأة ، بل هو تابع لنوع التربية التي تلقتها الفتاة أو الفتى في بيت العائلة .
ولكن هل هناك أسرار تخبأ على أفراد العائلة الواحدة ؟
يعني هل تخبئ المرأة على الرجل أموراً عائلية تعتبرها سراً ، وهل يخبئ الرجل على زوجته الأسرار ؟
إن شيئاً من القلق يعتري علاقة الزوجين إن كتم أحدهما على الآخر بعض الأمور ، وغالباً ما تكون النتائج سلبية فيما بعد
وغالباً ما تلجأ المرأة إلى كتمان ما يغضب زوجها ويثير عصبيته ، وتتحمل نتائج أعمال أولادها أو حتى انحرافهم .
ولئن راعى الإسلام الخصوصية فجعل المجالس بالأمانة ، ونهى الرجل والمرأة عن إذاعة ما بينهما من أمور خاصة ونصح بالكتمان حتى تنجز الأعمال فإنه حذر أن يكون السر شيئاً يحمل معنى الخيانة أو سوء التدبير ، أو ضرر المسلمين فأنبأنا الله أنه يعلم السر واخفى ، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأنه لا ينظر غلى الصور والأجسام بل إلى القلوب والأعمال
نسأل الله أن يجعل سرنا خيراً من علانيتنا ، وأن يجعل علانيتنا خيراً .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:44 PM
العاصفة

قد تعصف بنا الأيام ، وقد تتحدانا الظروف ، فيشبه حالنا كمن ركب سفينة في بحر لجي ثمّ عصفت به الرياح وضربته الأمواج ، لكننا حيال تلك العواصف مختلفون ، فبعضنا لا تسكين نفسه عند الخطر ولا يلجأ إلى ربّ البشر ، فيعصف بمن حوله بصياحه وشنمه وتحميلهم عبء ما لم يقترفون ، فيعمد الطرف الآخر الى استجماع قواه والرد بما أوتي من حيلة وقوة ، فيتصلرع الطرفان والعاصفة الخارجية دائرة والمصيبة قائمة فيزداد الطبن بلة ، والمصيبة عظمة وتخرب الديار العامرة وتتعس النفوس السعيدة وتتأذى نفوس صغيرة بريئة لا ناقة لها ولا جمل بما قد حصل
بينما يقف آخرون حيال العواصف بتفهم لما يحدث وتوكل مخلص على الله ودعاء ومناجاة فينجو هو ومن معه وتعود السعادة من جديد

تتمة الخاطرة
قد تعصف بنا الأيام ، وقد تتحداناالظروف ، فيشبه حالنا كمن ركب سفينة في بحر لجي ثمّ عصفت به الرياح وضربته الأمواج، لكننا حيال تلك العواصف مختلفون ، فبعضنا لا تسكين نفسه عند الخطر ولا يلجأ إلىربّ البشر ، فيعصف بمن حوله بصياحه وشتم من حوله وتحميلهم عبء ما لم يقترفوا ، فيعمد الطرفالآخر الى استجماع قواه والرد بما أوتي من حيلة وقوة ، فيتصارع الطرفان والعاصفةالخارجية دائرة والمصيبة قائمة فيزداد الطبن بلّة ، وهذه المواقف تخرب الديارالعامرة ، وتتعس النفوس السعيدة ، وتتأذى بها نفوس صغيرة بريئة لا ناقة لها ولا جمل بما قدحصل. بينما يقف آخرون حيال العواصف بتفهم لما يحدث ، وتوكل مخلص وتوكل على الله ودعاءومناجاة فينجو هو ومن معه وتعود السعادة من جديد[
إن هذه المواقف تتوارثها الأجيال ، وتضطبغ بصبغتها ، ولذا نرى ان جواً من العصبية المشحون يرافق الناس في البيت وفي العمل إلى أن يأتي الأجل فهل تبدو الحياة مريحة في مثل هذه الأجواء ؟ وهل يمكن لأفراد الأسرة أن يتفرغوا لبناء ذواتهم وتنمية مواهبهم في مثل هذه الأجواء ؟
كثيراً ما أصادف نساء تشتكي من عصبية زوجها أو من عصبيتها ! أو من عصبيتهما معاً ، الكل يعلم أن هذا السلوك غير صحيح ولكن قلة منا تعلم أجر من يكظم غيظاً او يترك جدلاً عقيما ، والأقل من ذلك من يطبّق هذا العلم في حياته الواقعية فمعظم الناس _ إلا من رحم ربي لسان حالهم ( ونجهل فوق جهل الجاهلينا )
عند امتلاء القلب بالغيظ ينثر الإنسان من الكلمات ما لا يدرك معناها ومؤداها ونتائجها ، فيسمع الطرف الآخر ما لا يرضيه ويجرحه ومعلوم ان الجراحات تشفى إلا ما جرحه اللسان
جراحات السنان لها التئام ***** ولا يلتام ما جرح اللسان
ومن النصائح التي تقدم في مثل هذا الحال
· التريث في إطلاق الأحكام
· تمرير الكلام على العقل قبل النطق به ، وقد يجدي كتابة ملخص ما نريد قوله
· إزالة حالة الغصب والتمكن من قيادة النفس قبل التكلم
· استشارة بعض الناس المؤهلين
· قراءة عن الموضوع الذي حوله يدور الخلاف
· عدم الوقوف مع أنفسنا موقف المحامي المدافع
· اصطحاب الاحترام للآخر في سائر المواقف
· استخدام الإرشاد الإلهي ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )
· اتباع الهدي النبوي ( لا تغضب )
· فهم سنة الابتلاء ، والاقتداء بالأنبياء .
فإذا فعلنا ذلك مرت العواصف دون أن تترك في حياتنا آثاراً مدمرة وخسائر فادحة .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:49 PM
النمو الانفعالي

إن الفرح والحزن والغضب والرضا والضحك والبكاء والحب والكره إالى آخر ما يعترينا من انفعالات تشمل كل المجالات وترافقنا في كل السنوات هل تنمو بنمو أجسادنا؟ وهل يكون نموها تلقائيا؟ أم أن للإنسان دورا في هذا النموظ
إن الوليد يبكي إذا جاع أو تألم أو إذا شعر بالوحشة وهذا شئ طبيعي، لكن الإنسان عندما يكبر يتصرف حيال هذه الأمور بطريقة مختلفة لانه يملك القدرة على الحركة ويمتلك التفكير المؤدي إلى التخلص من المشاعر المؤلمة وإن بكى فبكاؤه لا يكون صراخا وحركات تدل على اضطراب بل تكون فعلا سليما يدفع عنه هذا لاألم ويحقق له تلك الرغبة.

وإذا أردنا أن نقوم انفعالاتنا ومدى نموها فعلينا أن نرقب تلك الحالات والانفعالات في أنفسنا ، هل حالنا فرح دائم مهما مر علينا من ظروف ؟ أم حزن دائم يرافقنا في حلنا وترحالنا ونهارنا وليلنا ؟
إن هاتين الحالتين لا ينبغي أن تنفرد إحداهما بشعورنا فتنتظم في كل ظروفنا بل هما حالتان طارئتان ناتجتان عن ظرفين أحدهما مفرح والآخر محزن وعدم الاسترسال مع هاتين العاطفتين يكون بالشكر القولي والعملي في الحالة الاولى والصبر ةالدعاء في الحالة الثانية .


ومن مظاهر النمو الانفعالي اجتناب الغضب وعدم الاسترسال فيه ان كان لغرض شخصي و إبداء الإنكار إن كان في الأمر انتهاك لحد من حدود الله إبداءا يؤدي الى نتيجة صحيحة يقرها كل عاقل.


ويرتاح الناس عند البكاء لأنه يطلق الحزن من القلب ويخفف عليه الضغط ولكن من نمى انفعاله وهذب مشاعره يسعى لجعل عينيه تبكي من خشية الله وحزنا على انتهاك الحرمات عندها يعز عليه أن يطلق دموعه الا لكل عزيز وغال.

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:50 PM
معجزة ذات دلالات

كل معجزة ربانية آتاها الله أحد أنبيائه كانت تحمل عنواناً واحداً وهو تأييد ذاك النبيّ على أعدائه بقدرة الله التي تفوق قدرة البشر وتتحدى تعنتهم ، وكل المعجزات كانت مبهرة لأنها من القويّ العزيز لكن لكل واحدة منها دلالة تؤدي غرضاً مرتبطاً بظرف القوم الذين أرسلت إليهم تلك المعجزة .

ودين الإسلام خاتم الأديان جاءت فيه معجزة الإسراء والمعراج تتحدى الزمان والمكان الذين ظهرت فيهما ، وتبقى ذات دلالات لأجيال وأجيال .

بقاع مقدسة تنطلق منها الرحلة الربانيّة التكريميّة لنبي البشريّة ولحامل دعوة أزليّة ألا وهي دعوة التوحيد التي نادى بها أول نبيّ ، وحمل لواءها كل نبيّ ، وكانت عنوان رسالة الإسلام بلّغها محمّد عليه الصلاة والسّلام .

ومن مظاهر هذا التكريم الربانيّ في هذه الرحلة شق الصدر وامتلاؤه حكماً وعلماً ، وحمل النبيّ على البراق من بقعة لبقعة ، ولقاء الأنبياء الأتقياء الأنقياء ، واستقبالهم له في الأرض والسماء ، كل ذلك برفقة جبريل عليه السّلام .

لماذا الأقصى ؟ ولماذا الحرمان الشريفان وما الرابط ؟ إنها بقاع مقدسة اختارها الله واصطفاها كما يصطفي الأنبياء من البشر ، فهي وجدت ليعبد النّاس فيها رب النّاس بلا تحريف ولا شرك هي للمؤمنين الذين يحفظون العهد ، هي للمسلمين الذين رعوا الود ، هي للأقوياء منهم في دينهم وعقيدتهم وتفانيهم هي للذين يدافعون عن الحرمات
ويفعلون المكرمات .

رحلة الإسراء والمعراج رحلة تكريميّة لنبيّ قاسى من طغيان البشريّة وهذا التكريم امتدّ من الأرض بالإسراء إلى السّماء بالمعراج ليكون التكريم للجسم في الأرض وللروح في السماء و ليدل أن الرقيّ البشريّ لا يتم إلا إذا ارتقت روح المسلم إلى مدارج الكمال ومعراج النفس الصلاة التي فرض في السماء ، فللجسم أرض وللروح السماء .

وماذا في السماء ؟ في السماء الأنبياء ورفقاؤهم الأصفياء ، وفي السماء تكريم لكل من كان على الأرض لله حبيباً ولدينه نصيراً ، وفي السماء عذاب مقيم لمن كذّب وكان لأهل الحق خذولاً ، وفي السماء صرير أقلام تكتب أعمال العباد حتى يكون العدل يوم المعاد .

وفي السماء جنة المأوى وسدرة المنتهى ونعيم مقيم وعذاب أليم ، يا لها من سماء فيها ينصب ميزان العدل ، وترصد الأعمال !

ومهما كان موقف النّاس بعد تلك الرحلة فإنه يميط اللثام عن حقيقة أمرهم وتقبلهم للحق الواضح الجليّ فمنهم سعيد ومنهم شقيّ .

لقد تكشفت نفس أبي بكر رضي الله عنه عن مؤمن صادق ، وعقل غير مشّوه هو مصدق برسالة السماء وهذا الخبر أتى من الصادق الأمين فلم لا يصدقه ؟ قياس صحيح ينبئ عن فطرة ما خالطها كبر وغمط للحق .

وأم هانئ رضي الله عنها صدقته لكنها امرأة شأنها شأن بقية النساء خافت عليه من الابتلاء فتكشفت نفسها عن محبة دفعتها لتقول له : لا تحدث النّاس بهذا خوفاً عليه من تكذيب قومه الذين _ لسوء فطرتهم _ ما كفاهم وصف النبيّ عليه الصلاة والسّلام لما رأى في موطن الإسراء ولما وصفه للعير التي كانت تعبر الطريق تلك الليلة .

إنها معجزة ذات دلالات ، في كل عام نقرأ فيها شيئاً جديداً ، وتبدو لنا دلالات مفيدة فنحن من أحداثها نستقي وحدة الديانات السماوية ، ومكانة سيد البريّة ، وأهمية المقدسات الإسلامية ، ويقين وعد السماء لعباد الله المخلصين في التمكين في الأرض وفي التكريم في السماء ، تسري أفكارنا وتتوق أرواحنا إلى بقع اصطفاها الله دون البقاع ، وتتشوق أرواحنا إلى أن نكون رفقاء لمن كرمهم الله في الأرض والسماء
وتعرج أرواحنا في محراب صلواتنا ولدينا أمل بأجر الخمسين صلاة التي فرضت في تلك الليلة ، ونأمل أن نصلي في المسجد الأقصى أسوة بنبيّنا محمّد عليه الصلاة والسلام .

ملاحظة : استفدت مما كتبه الأخ المهذب في مقاله عن الإسراء والمعراج فكانت هذه الخاطرة

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 01:51 PM
يا رياح النصر هبي

أين أجدك أيها النصر ، يا أيها الغائب الحاضر ؟

أأنت قريب فأناجيك ، أم بعيد فأناديك ، قل لي ما الذي يجلبك ؟

تعب من الاحتجاج اللسان ، وتفطر من الحزن الجنان ، وخارت من غدر العدو الأبدان ، وتبدلت الأفراح إلى أحزان .

أيّ مكر اجتمع ؟

يهود وصليب ، وقف في وجهه كل حبيب ، يدافع بروحه وماله وأهله منادياً أهل النفوذ والسلطان ، ولكن ما من مجيب !

أيّ قوة تحمي الباطل ، أكانوا حين صنعوا تلك الأسلحة يعّدونها لنا ؟

أكانوا حين يدرسون ويتفوقون ويخترعون يريدون محونا ؟

الله الله يا أمة العرب ، الله الله يا أمة الإسلام لا تهابي مكراً ولا قوة ، فالله خير الماكرين ، وهو خير الناصرين ، وهو مع الصابرين .

اشتاقت أنفسنا إلى النصر ، وباتت ترقب الفرج ، كأرض تشققت من الجفاف ، فباتت بارتقاب الغيث ، ولا يكون الغيث بعد القحط إلا بتوبة خالصة من كل ذنب ، ولا يكون إلا بالخروج متجردين من قواتنا إلى قوة العزيز الحكيم ، ولا يكون إلا بخروج الجميع إلى صعيد واحد ، ويكون بردّ المظالم ، ووصل الأرحام وتحري الحلال وإنهاء المظالم ، وإعداد القوّة ، والاجتماع على قلب واحد ، هكذا رسم لنا ربّنا طريقه ، وأمرنا بسلوكه ووعدنا عندها بالنصر أو الشهادة .

إلهي ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا ، إلهي تبنا إليك من الغفلة والضلال قاقبلنا ، إلهي سامحنا على الانحلال ، والانصياع إلى النفس الأمارة بالسوء .

إلهي ها هي قوافل المجاهدين تعبر أمامنا بنور وضّاء ، فاقبلهم عندك ولا تحرمنا أجرهم ولا تفتّنا بعدهم ، هم عرفوا الحق وتمسكوا به ، وعزفوا عن الاسترخاء والاستخذاء شحذوا هممهم وصانوا دينهم ، ودافعوا في سبيلك عن حقهم في أرضهم وذوداً عن عرضهم ، ذاقوا ألوان العذاب سجن وتشريد وإبعاد ، وتفكير في شأن الأمة وصلاحها ، لله درهم ما تركوا لنا حجة نعتذر بها أمام الله ، وجوههم وضيئة ، وأنفسهم هنيئة ، وقلبهم كبير وسع هموم الأمة ، وهمتهم عالية تحدت قوى الشر والطغيان ففازوا_ بإذن الله _ بروح وريحان ........

لم يكن همهم مال وجاه وسلطان ، لم يكن همهم الركون إلى الحياة ، تجاوزت اهتماماتهم حدود أنفسهم وأسرتهم ، فانطلقوا يدافعون عن حقّهم ، سالت دماؤهم الزكيّة ، غطت وجه أرضهم ، فملأت الأرض مسكاً فوّاحاً ، ورفرفت أرواهم في سماء عالية ، إنهم يبغون رضاء الرحمن إنهم يطلبون الجنان .

أنتم الملوك أيّها الشهداء ، فقد ملكتم قلوب الناس ، وانساقت إليكم الجماهير متوحدة النداء تعرب عن حبها وانتمائها ، نعم كلنا من هذه الكوكبة المضيئة ، نعم إننا مثلهم ، نؤمن بحق وجودنا على أرضنا أعزّة لا أذلّة ، أقوياء لا جبناء ، مرفوعي الهامة التي لا تسجد إلا لخالقها

إننا نؤمن أن النصر موجود ، ونعرف مكانه إنّه عند الله ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )

سنعود إليك يا ربنا تائبين ضارعين ، نعدك أننا لن ترانا في موقف مشين ، نعدك أن ترانا على درب الجهاد قائمين وقاعدين كل في خندقه ، وكل يسد ثغرة من ثغور الإسلام ، وكلنا قد هجر الملذة والمذلة والهوان .

نعوذ بنور وجهك أن نخلد إلى المعاصي ، وأن نستمرئ الجهل ، وأن نتبع أهل الضلال ، نؤمن أنك ناظر إلينا ، ونخجل أن يكون لنا تصرّف يتنافى مع رفعة ما يفعله المجاهدون ، فنحن لك عابدون ، وعلى طريقهم سائرون .

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
23-02-11, 02:00 PM
تجربة أبوية لغوية فطرية

نظرية الاكتساب الفطري للفصحى وصلتي بها وبرائدها د.عبد الله الدنان



أيمـن بن أحمد ذوالغـنى



كان من سوالف الأقضية أن يحدثني أستاذي الفاضل الدكتور محمد حسان الطيان في مطلع دراستي الجامعية سنة 1992م عن تجربة طريفة لأستاذ تربوي أجراها على ولديه الصغيرين، تعتمد على تواصله معهما باللغة العربية الفصحى تواصلاً تامًّا، في حين يتواصل سائر أفراد الأسرة معهما باللهجة العامية، فغدَوَا طفلين فصيحَين قادرَين على الحديث بالعربية الصحيحة دونما لحن، مع إتقانهما لهجة بيئتهما العامية!

ووقعت قصة هذه التجربة في نفسي موقعًا حسنًا، لكنني لم ألبث أن نسِّيت أمرها إلى أن شاء المولى سبحانه أن تقع عيني بعد سُنَيَّات -في نحو 1996م- على إعلان عن محاضرة في كلية التربية بجامعة دمشق، يلقيها صاحب تلكم التجربة؛ الدكتور عبدالله الدنَّان، يعرض فيها نتائج تطبيقها وأهم ثمراتها.



سبيل النهوض

وبادرتُ إلى مكان المحاضرة، وكلي شوق إلى الاطلاع على نظريته وطريقة تطبيقها، يحدوني إلى ذلك حبٌّ راسخ في جَناني للعربية لغة كتابنا، وعنوان هويتنا، وأملٌ في إحياء هذه اللغة العبقرية الشريفة على الألسنة، والعودة بها إلى المكانة المرموقة التي ينبغي أن تعتليَها.

لم تكن المحاضرة أيَّ محاضرة، ولم يكن المحاضر أيَّ محاضر!

كانت الكلمات تخرج من فيه لتستقرَّ في قلوب سامعيه لا في آذانهم، تستشعر فيها غيرةً صادقة على العربية، وحميَّة جيَّاشة لكيانها، ورغبة مخلصة في النهوض بأمتنا من كبوتها، وإنشاء جيل جديد مبدع وقادر على المضيِّ في ميادين الحياة كافَّة بثقة واقتدار.

أجل لم تكن نظرية الاكتساب الفطريِّ للعربية الفصحى فكرةً عابرة، ولكنها أساس لنهضة علمية ومعرفية وثقافية وتربوية يتطلَّع إليها الغُيُر ويرجون قيامها، إنها السبيل إلى العودة بأمة اقرأ إلى عالم القراءة الواعية الذي طالما استدبروه، وإلى تملُّكهم الأداة الناجعة لفهم ما يقرؤون، إنها باختصار عقَّار نافع لكثير من الأدواء التي تعانيها أمتنا في ميادين المعرفة والتعليم!

كان المحاضر يومها في نحو الخامسة والستين من عمره، قد اشتعل رأسه شيبًا، بيد أنه ذو همة وحماسة تتقاصر أمامها همم الشباب وحماستهم! وخير ما فعله حينها عرضُه فلمًا تلفازيًّا مسجَّلاً لولده باسل يوم كان في الثالثة من عمره يُظهره يتحدث العربية السليمة المعربة بطلاقة وثقة بالنفس. وكذلك اصطحابُه عددًا من أطفال روضته التي يطبق فيها نظريته ليرى الحاضرون بأعينهم ويسمعوا بآذانهم كيف يغرِّد الأطفال بالعربية تغريد البلابل، ليكون ذلك أبلغَ ردٍّ على كل مشكِّك في قدرة العربية على الحياة، وعلى كل زاعم أن الفصحى لغةٌ صعبة يعسُر على أبنائنا أن يتقنوها، فإذا بهم لم يتقنوها فحسب، بل صارت لغةً فطرية لهم، تخرج من أفواههم عذبة شجية، تطرب لها الآذان وتجذل بها المُهَج!

وخرجتُ من القاعة طاويًا صدري على همٍّ عظيم، أن أجعل العربية الفصحى قضيتي التي أحيا لأجلها، وأن أعمل على نشرها والتمكين لها، ما قدَرت، وأن أطبق نظرية الدكتور الدنان الفريدة على أولادي في المستقبل، إن شاء الله ويسر.



وتحقَّق الحلُم

وفي النصف الثاني من العام التالي 1997م يهيِّئ الله لي بفضله أسبابَ الزواج، وتلقى رغبتي وطموحي عند زوجتي الرضا والقبول، وتشتدُّ العزيمة على اتباع نهج الدنان، والسير بسيره، والتأسي بفعله. وفي أَصيل الثلاثاء السادس من ربيع الأول سنة 1419هـ يوافقه 30/ 6/ 1998م يُقبل ولدي أحمـد إلى الدنيا كما يُقبل سواه من المواليد، غير أن أباه كان قد أعدَّ له من الخطط والعدَّة ما لا يُعدُّه إلا قليل من الآباء لأبنائهم، ومن أهم ذلك عزيمة حازمة ألا يحدِّثه إلا بالعربية الفصيحة الصحيحة، ليكتسبها اكتسابًا، ولتجريَ في عروقه مجرى الدم!

بل كان والده من قبلُ قد قرأ كتبًا في التربية، منها كتابٌ نفيس لأحد أعلام التربية العرب الأستاذ عدنان السَّبيعي عنوانه ((الصحة النفسية للجنين)) عرض فيه تجاربَ مهمة للغربيين في التواصل مع الجنين مذ يبلغ شهره الخامس في عالم الظلمات الثلاث، وقد طبقتُ كلَّ ما أورده من طرائق، وآتت أكُلَها جميعًا، ومن أهمها الحديث مع الجنين، وكنت ملتزمًا به اللغة الفصيحة.. ومن ثَم كان بدء حديثي مع أحمد بأفصح اللغات وأشرفها من قبل أن يُقبل إلى الدنيا!



عزيمة تهزم التثبيط

لم يكن الأمر سهلاً فكل من حولي يثبِّطني ويفُتُّ في عَضُدي، حتى من كنت أنتظر منهم النصرة والتأييد من أهل الوعي والثقافة لم أسلم من سهام نقدهم واعتراضهم؛ إذ كانوا ينكرون عليَّ أن أحدثَ طفلاً لم يعِ ولم يدرك، ولما ينطِق ويتكلم، بلغة يظنونها صعبةً متأبِّيةً على الكبار بله الصغار، ودع عنك العامة وتعليقاتهم وتندُّرهم، فذلك أمر لم أعبأ به ولم ألتفت إليه!

وحين بلغ أحمد شهره السادس تشرفت بزيارة الدكتور الدنان في روضته (الأزهار العربية) بحرستا، صحبة زوجتي الفاضلة، واطَّلعنا من قرب على أطفال كبراعم الزهر، تجري العربية السليمة المعربة على ألسنتهم جريانَ النهر المتدفِّق، وتستشعر أنهم قد اكتسبوا مع العربية قوة الشخصية والقدرة على التعبير عن النفس، ولم أملك إلا أن أذرف عبرات باردة ابتهاجًا بما رأيت وطربًا لما سمعت.

وزادتني الزيارة عزيمةً وإصرارًا، فمضيت في سبيلي التي اخترتُها غيرَ متوان ولا هيَّاب!

وينقضي حَولٌ كامل ويبدأ أحمد في الوعي والإدراك وتظهر بوادر النجاح بيِّنة غير خفيَّة، فهو يفهم عني ما أحدثه به بالعربية الفصحى، ويفهم أيضًا ما تحدثه به أمه بلهجتنا العامية الشامية.. وما هي إلا سنة أخرى حتى يبدأ يُنتج الأصوات، ويركِّب بعض الألفاظ بلغته الطفولية الخاصة التي لم تكتمل بيانًا غير أنها مفهومة لوالديه، ومن حينها شرع يخاطب كلاًّ بلغته، فإذا جمعتنا مائدة الطعام واشتهى تناول المربَّى، قال لأمه: (مأؤود، مأؤود) [أي: معُّود، باللهجة الشامية]، وإذا طلب مني قال: (أبَّى أبَّى) [أي: مربّى].

أما خير ما أثمرته هذه التجربة في ذاك الوقت المبكر فموقفٌ بديع دَهِشتُ له وتحيَّرت، ومُلئتُ عَجَبًا واستغرابًا، لقد كان هذا الموقفُ الغريب دليلاً بيِّـنًا على إعجاز كتاب ربِّنا الجليل القرآن الكريم، وفيه من الدَّلالات العظيمة ما يُثبتُ بما لا يَدَعُ للشكِّ مجالاً، أن كلام الله نَمَطٌ فذٌّ معجز، دونه كلُّ كلام، مهما علا في سماء الفصاحة والبيان. وقد دوَّنت خبر ذلك الحدث في مقالة بعنوان (موقف طريف من ثمرات الفصحى) نشرت في بعض المجلات.


لغة مختزنة!

ويشاء الله سبحانه أن أنأى عن ولدي وأسرتي، للعمل في مدينة الرياض، في الخامس والعشرين من المحرَّم سنة 1422هـ، يوافقه: 19/ 4/ 2001م. ولم يكن يقلقني ويحزُّ في نفسي مثل انقطاعي عن مواصلة تطبيقي لنظرية اكتساب الفصحى على ولدي الذي بلغ المرحلة التي طالما انتظرتُها وتشوَّفَتْ إليها نفسي، مرحلة إنتاج اللغة والقدرة على الكلام والتواصل!

وتمضي ثمانية أشهر كاملة كأنها ثمانون عامًا، وأنا على مثل الحديد المحمَّى؛ همًّا وضيقَ صدر! حتى يهيئ الله بلطفه أسبابَ استقدام أسرتي للإقامة معي في السعودية، وحين أصل دمشق لاصطحابهم يكون ما لم أتوقَّعْه! لقد انطلق ولدي بالحديث في مدة غيابي عنه، وجرى لسانه بلغة بيئته المحلية ولغة أهله وذويه وهي اللهجة الشامية!

وشعرتُ أنني أخفقت، وأن ما بذلته في زهاء ثلاث سنين ذهب أدراج الرياح! وأن أحلامي وآمالي بتملُّك ولدي لسانَ الفصحاء قد اضمحلَّت وتلاشت!

كان أحمد يكاد يطير فرحًا وسعادة بعودة أبيه، وكأنه يدرك أن رابطةً خاصة تشده إليه، غير رابطة الأبوة والبنوة، ولكنه بلا ريب كان يجهل أن تلك الرابطةَ هي رابطةُ البيان واللغة التي نشِّئ عليها، والتي طالما سمعها من أبيه وحدَه مذ كان جنينًا في رحم أمه!

ولم يذعن الأب للإخفاق ويقبل بالهزيمة، فغضَّ الطرف عن نظرات الشماتة من جلِّ مَن حوله، واستمرَّ كما كان من قبلُ يحدِّث ولده بالعربية الفصحى، والولد يفهم عن أبيه بيد أنه لا يجيبه إلا بالعامية!

ولكنها كانت ليلة لا ثاني لها، فقد خرجتُ بولدي في اليوم التالي لشراء بعض الأغراض، وفي سوق الحَميدية لفت انتباه أحمد (بسطة) على قارعة الطريق، فيها أصنافٌ من التحف الشرقية، فاشرأبَّ إليها يتأمَّلها، وكنت أحمله وأضمُّه إلى صدري، فسألني وهو يشير إليها: (بابا شو هيّ؟)، (بابا شو هَيّ؟)، فأبديتُ عدم الفهم، وكأنه يتحدث بالصينية أو اليابانية! وأعاد السؤال مرات، (بابا شو هَيّ؟)، وأنا أنظر إليه نظرةً بلهاء، وأقول: لا أفهم، ماذا تريد؟! ثم بلغ الغضب منه مبلغًا فصاح بقوة وحزم: (أبي ما هذه؟)! هنا غمرتني سعادة لا توصف، وشعرتُ وكأن طَودًا من الهم قد زال عن صدري، وأدركت إدراكًا جازمًا أن ما زرعتُه في السنوات الماضية لم يضِعْ ولن يضيعَ بإذن الله، وأن اللغة التي اكتسبها من قبلُ مختزنة في دماغه، وما عليَّ سوى الصبر والمصابرة حتى يستعيدها شيئًا فشيئًا.



نجاحٌ فاق التوقُّع

وما ظننتُه كان بفضل الله، فما هو إلا أسبوعٌ واحد وإذا بأحمد يستحضر مخزونه من اللغة الفصيحة، ويكون قادرًا على تركيب جملة سليمة بلا خطأ، ولم يتمَّ الشهرُ إلا وقد استقام لسانه سليقة، وانطلق بالعربية الصحيحة انطلاقًا، مع تحريك الأواخر دونما لحن ولا خطأ ولا تلكُّؤ!

وصار يترجم بيني وبين أمه ترجمة فورية لطيفة، بل اكتسب - بعد أشهر قليلة - من لسان ابن جيراننا الصغير المصريِّ لهجته، فإذا رأيته يحدثه لم يخطر ببالك إلا أنه مصري مثله! وكثيرًا ما كان يروي لتِرْبه وشريكه في اللعب قصةً ما على مسمع منا، يقصُّها عليه باللهجة المصرية، فإذا مضى رفيقه سألته أمه عن القصة فيرويها لها باللهجة الشامية، ثم يعيدها عليَّ بالعربية الفصحى، كل ذلك في مجلس واحد!

ولم يكن يترجم العبارات والألفاظ فقط، بل حتى الصوت كان يؤدِّيه بحسب مخاطبه، من ذلك مثلاً: إذا طلب أن يتناول بيضة عند الإفطار قال لأمه: (عَطيني بِيضَة)، وإذا طلبها مني قال: (أعطني بَيضَة). ومن المواقف الطريفة أنه أجرى مرة سباقًا بيني وبين أمه، وكان الاتفاق أنه إذا أتمَّ تنظيم ألعابه نادانا، ومن يسبق في الوصول إليه يكن فائزًا، وحين فرغ صار ينادي بصوت عالٍ: (ماما انتَهِيت، بابا انتَهَيت، ماما انتَهِيت، بابا انتَهَيت) يكررها مرارًا، مناديًا كلاًّ بما ألفه من لسانه! وفي هذه المرحلة حفظ قدرًا طيبًا من جزء عمَّ، وحين استظهر سورة الفيل سألني: (أبي، ما معنى {طيرًا أبابيل}؟)، فأجبتُه: أي جماعات جماعات من الطير. وبعد أسبوع يفاجئني بقوله: أبي، رأيت قرب حاوية القُمامة قططًا أبابيل!

وكثيرًا ما كان يقوم بالقياس باستعمال ألفاظ وتراكيبَ لم يسمعها مني قط، من ذلك: بعد مشاهدته فلم الافتراس في عالم الحيَوان، أقبل يحدثني عما شاهد، ومما قاله: (ورأيت أُسَيدًا يفترس حُصَينًا!) بتصغير اللفظين، مع يقيني أني لم أنطِق بهما أمامه أبدًا، ولكنه قاس على ما سمع من ألفاظ التصغير، فأصاب في الأول وأخطأ في الثاني؛ إذ الصواب في تصغير الحصان (حُصَيِّن)، وهذا دليل على أنه اعتمد القياس لا السماع!

ومن ذلك أيضًا: أنني كنت أستعمل له اللفظ القرآني (حار يحور، بمعنى: رجع يرجع) ليفهمَ إذا ما قرأ قوله تعالى: {إنه ظنَّ ألن يحور} مرادَ الله تعالى سليقة، ولكنه أدهشني مرة حينما كلمني بالهاتف وقد تأخرتُ في عملي، ليقول لي: (أبي، أرجوك لا تتأخَّر، حُرْ إلى البيت) فاستعمل فعل الأمر (حُر) مع أنه بلا ريب لم يسمعه من أحد قطُّ!

وكان يُظهر بين حين وآخر فهمًا لما يسمع من آيات قرآنية، ويسأل أسئلة تدلُّ على وعي وإدراك لما يطرق سمعه منها، ومن المواقف الطريفة: أنه ذات ليلة كان منشَغلاً باللعب، وأمه بجواره تُصغي إلى ترتيل للقرآن من (المسجِّلة) ومرَّ قوله تعالى: {وقالت اليهودُ والنَّصارى نحنُ أبناءُ الله وأحِبَّاؤُه} فانتفض وصاح: كذبوا.. كذبوا !

كل ذلك وهو لما يبلغ الرابعةَ من عمره، فالحمد لله على توفيقه وإحسانه. وقد حملتني سعادتي الكبيرةُ بنجاح تطبيق نظرية د. الدنان، واكتساب ولدي للعربية الفصحى اكتسابًا فطريًّا، على أن أرسلَ إليه من الرياض رسالة شكر وتقدير؛ لجهوده في نشر العربية على ألسنة الأطفال، ولدلالتنا على هذا الخير العظيم، وتبشيرًا له بنجاح التطبيق؛ لأكون أول من يطبق تجربته على ولده في المنزل، وفق منهجه وأسلوبه وسنَّته.


شهادة رائد التجربة

وبعد أشهر قليلة من الرسالة، يقدَم أستاذنا الدنان إلى الرياض زائرًا، وأُهرَع إليه في نُزُله، مصطحبًا ولدي أحمد، ليسمع منه ويحاوره، وليطلع من قرب على نتائج تطبيقي. وكم كانت سعادتي حين رأيت من أستاذي الرضا التامَّ، والابتهاج بما حصَّلته معه، وقال لي: إن أحمد الآن كولدي باسل تمامًا حين كان في سنِّه.

وفي هذا اللقاء أظهر أحمد من الفرح والسرور بالدكتور الدنان ما لا يوصف، إذ وجد شخصًا فصيحًا غير أبيه، يتواصل معه بلسانه، وبما يحب أن يسمع من لغة وبيان! وعبَّر عن ذلك بحركات طفولية تلقائية من عناق وتقبيل والتزام!

وقد شرفني أستاذي الفاضل بأن كتب لي فيما بعد شهادةً بنجاح التجربة، وكتب لولدي مثلها، في إهداءين منه أحدهما لي والآخر لأحمد


أطيبُ الجَنى

كنت قد لخَّصتُ في ندوة شاركتُ فيها بمدارس الرشد الأهلية بالرياض، بتاريخ 22 من ربيع الأول 1428هـ عنوانها (كيف ننمِّي الذائقة اللغوية عند الأطفال ؟) = أهمَّ الثمرات المرجوَّة من إتقان الأطفال للعربية الفصيحة في سنيهم الأولى، وهي: 1- القدرة على التعبير عن النفس تعبيرًا دقيقًا مُحكَمًا. 2- الثقة بالنفس، وقوة الشخصية. 3- نشوء علاقة حبٍّ حميمة مع العربية. 4- انعقاد أواصر صداقة دائمة مع الكتاب، تتميز بالوعي وسرعة الفهم. 5- التفوُّق في التحصيل العلمي والمعرفي والثقافي. 6- التعلُّق المتين بتراث الأمة الجليل، وتاريخها المشرق النبيل. 7- امتلاك شخصيَّة أصيلة سويَّة منتمية انتماء حقيقيًّا صادقًا إلى العروبة والإسلام. 8- الإحساس المُرهَف والشعور العميق بإعجاز القرآن الكريم، وأنه فوق كلِّ بلاغة وبيان، وأنه مُفارقٌ لجنس كلام البشر.

وقد تبدَّت بفضل الله تعالى كلُّ هذه المكاسب العظيمة في شخصية ولدي أحمد وحاله، بعد اكتسابه للعربية الفصحى فطرة وسليقة، فغدا قارئًا نهمًا سريع القراءة مع الإتقان والفهم الدقيق، وقد بلوتُه مرارًا مذ بدأ تعلُّم القراءة، فكان يقرأ القصةَ غير المشكولة بضبط ألفاظها وإقامة حروفها في زمن (قياسي)، ثم يعيد روايةَ ما قرأ بحذافيره، دون أن يفوِّت أيَّ معنى من المعاني مهما دقَّ!

وكنت مضيتُ معه على عادة دائمة من بداية وعيه، أن أقرأ له قبل النوم وفي كلِّ وقت فراغ قصصًا نافعة، حتى بلغ ما قرأتُه له مئات القصص، وعندما أتقن القراءة استمرَّ على هذه السنَّة الحميدة، وأحصيتُ له في الصف الثالث الابتدائيِّ زهاء 350 قصة قرأها في العام الدراسيِّ بتمامها! وحين كان في الصف الثاني اشترك في (مجلة باسم) للأطفال، وكان ينتظر وصول أعدادها كل أسبوع بشوق كبير، وما إن تصل حتى يلتهم صفحاتها التهام الجائع، وما يزال حتى اليوم مشتركًا فيها، ومتابعًا لأعدادها التي صارت شهرية.

وفي معرض الكتاب الأخير بالرياض قبل شهرين أهدى إليه أحد أفاضل الناشرين رواية للكاتبة البريطانية العالمية (أغاثا كريستي) فقرأها في ليلتين وهي في زهاء 300 صفحة، وأُعجب بها أيَّما إعجاب وبحبكتها (البوليسية) فأصرَّ أن يقتنيَ جميع روايات الكاتبة، فضلاً عن سلسلة روايات (شيرلوك هولمز) العالمية للكاتب الإسكتلندي (آرثر كونان دويل).

أما تفوقه الدراسي فقد ظهر من الصف الأول، وطالما أخبرني أستاذه أن أحمد يصحِّح له أخطاءه بتلقائية، وحين يعيد المعلم النظر فيما يقرأ يتيقَّن من خطئه وصحة كلام تلميذه الصغير! وفي الصف الثالث الابتدائي لم يجد معلمه ضرورة لأن يحضرَ مع زملائه حصص القراءة، فكان يرسله إلى المكتبة ليطالع ما يشاء من مقتنياتها، بدل إضاعة وقته في الفصل مع طلاب دونه بكثير في القراءة والفهم!

وكان إحساس أحمد بجمال الكلام العربي إحساسًا مرهفًا، وكثيرًا ما يبدي إعجابه بعبارة أدبية راقية، أو بيت شعري رائق، بل تجاوز تذوُّقَ الأساليب والتراكيب إلى شعور دقيق بالألفاظ وظلال دلالاتها، من ذلك مثلاً: سألني وهو ابن سبع سنين: أيهما أقوى النسر أم الصقر؟ ولم أعرف الجواب، فقلت: لا أدري، ولكني أظن النسرَ أقوى. فقال: لا، بل أرى أن الصقر أقوى، انظر يا أبي، كلمة نسر ضعيفة، أما كلمة صقر فقوية! وطَفِقَ يكرِّر اللفظين (نسر) و(صقر) يروزهما رَوزًا، يستشعر ضعف الأول وقوة الثاني !!

ولم يقتصر تميُّزه على فصاحة النطق واللسان، إذ تعدى ذلك إلى فصاحة القلم والبَنان، فأنشأ وهو في الصف الثاني قصة قصيرة بعنوان (القطة اللطيفة)، ثم أتبعها بأخرى بعنوان (القطة الجريحة)، وشارك في مسابقة للناشئة في أحد المواقع الإلكترونية بمقالة عنوانها (أحبك يا رسول الله) فازت بالجائزة الثالثة، وهو في السابعة والنصف من عمره.

ونشر هذه الموادَّ في (مجلة باسم)، مع مراسلات معها واشتراك بمسابقاتها، حتى انضمَّ في الثالث من جمادى الأولى 1430هـ إلى نادي الصحفيين فيها، لتكون باكورةُ عمله الصحفي حوارًا أجراه مع وكيل مدرسته نُشر على صفحاتها. وكذلك ألقى هذه النصوصَ في ملتقى الإبداع الشهري برابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، وما يزال من خمس سنين يشارك في نشاطات الرابطة بإلقاء قصائدَ مما يستظهر من عيون الشعر العربي، تجد القَبول لدى الحضور، بل افتتح في 13 من شعبان 1429هـ الأمسيَّة الشعرية للرابطة في العاصمة التركية إستانبول بقصيدة من شعر إمامنا الشافعي. وفي 23 من ذي القعدة 1430هـ صدر قرار بضم أحمد إلى الرابطة عضوًا مناصرًا؛ تقديرًا لنشاطه وتشجيعًا له، ليكون بذلك أصغرَ عضو فيها منذ تأسيسها!

وقد نُشر عن نشاطاته وأشيد بإبداعه في عدد من المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية، منها مجلات: الأدب الإسلامي، وبريد المعلم، وحياة للفتيات، وشباب، والدعوة، والرسالة، وشعاع الأمل. وصحف: الجزيرة، والبلاد، وشمس.

فضلاً عن استضافة أستاذنا الكبير الدكتور عبدالكريم بكار لي ولولدي أحمد في برنامجه (معالي) الذي يُعرَض في قناة (المجد) الفضائيَّة، في حلقة مساء الاثنين 19 من ربيع الأول 1430هـ، على الهواء مباشرة، عنوان الحلقة: (مبادئ النجاح)، تحدثتُ فيها عن طريقة أستاذي د.عبدالله الدنَّان في نشر العربية الفصيحة بالفطرة، وتجربتي في إكساب ولدي أحمد الفصحى، مع حوار أجراه معه المقدم الأستاذ تركي الظفيري.

ولا يخفى أن غشيان أحمد - منذ وقت مبكر - للمؤتمرات والندوات والمحافل الأدبية، ومشاركته في الإلقاء بشجاعة وجرأة، دليل على ما يتحلَّى به من ثقة بالنفس وقوة في الشخصية، ولذلك كان وما يزال يتولى تقديم الإذاعة الصباحية في مدرسته منذ الصف الثاني.



تنويه وإشادة

تقدم آنفًا - في بدء كلمتي - أن أول من هداني إلى تجربة الدكتور الدنان وأنبأني خبرها أستاذي الفاضل د.محمد حسان الطيان، الذي ما فتئ بعد ذلك يشجعني ويشد من عضدي، لأغذَّ السير في التزام الفصحى مع ولدي، حتى آتى التطبيقُ أكُلَه على خير وجه مَرضي، وقد تفضَّل مشكورًا بالتنويه بنجاحي والإشادة بما حققته، بفضل الله وتوفيقه، في مقالة نشرها بعنوان (نحوُ الفطرة.. ونحوُ الفطنة)، ويطيب لي أن أقتطفَ منها ما يكون مسكَ الختام لكلمتي، قال حفظه الله، وجزاه عني خيرًا:

((ولعل من أبرز أبطال هذه المدرسة [أي: مدرسة الاكتساب الفطري للفصحى] صاحبًا لي آخر، يُدعى أحمـد أيمن ذوالغـنى، أخذه والده أخذًا حازمًا بهذه اللغة الفطرية، فلم يُسمعه إلا إياها، ولم يرتضِ أن يسمع منه سواها، فإذا رَطَنَ الولد بالعامية، زعم الوالد أنه لم يفهم، فعاد الولد إلى فُصحاه، وانطلق يغرِّد بها تغريدَ العنادل، يرفع وينصب، ويجر ويجزم، ويعطي كلَّ ذي حق حقَّه فطرةً وسليقةً، يفعل ذلك كله دون أن ينسى لهجته العامية، تلك التي يتكلم بها مع أمه وأقاربه، وأصحابه وأترابه.

ومن طريف ما رواه لي والده: أنه لقِيَه مرةً يلعب مع أترابٍ له خارج المنزل، وكانوا من جنسيات مختلفة، فيهم السعودي، وفيهم المصري، وفيهم الحلبي، فجعل الولد يترجم لأبيه ما ينطِق به هؤلاء من لهجاتهم المحلية؛ لأنه موقن أن أباه لا يفهم إلا هذه الفصحى الشريفة!

وزاد أبوه فجعل يروِّيه من الشعر أجزلَه، ومن الأدب أجملَه، فضلاً عن محفوظه من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، فنشأ الولد أديبًا أريبًا، يكتب القصة، وينشد الشعر، ويسهم في نشاطات صحفية مختلفة، ولمَّا يجاوز العاشرة؛ بل إن أباه زفَّ لي منذ أيام بشرى انضمام أحمد إلى نادي الصحفيين، وإجرائه الحوارَ الأول له مع وكيل مدرسته، وكان من قبل هذا قد استضيف في إحدى القنوات الفضائية ونوِّه بتجربته الرائعة)).

المصدر: شبكة مشكاة

لآلئ الدعوة
24-02-11, 07:09 PM
تذكرت من يبكي عليّ


زرتها وهي مريضة صرحت لي أنّ هذه المرة دخولها إلى المشفى مختلف عن المرات السابقة فقد كانت تزوره أياماً وتخرج أكثر قوة ، لكن قواها الآن تتراجع ولا تقدم في حالتها
إنها بلغت الثمانين لكنها لم تذكر يوماً أنّها سئمت الحياة ، فقدت أولادها وبعض أجزاء من جسمها وبصرها ومع ذلك ما سمعتها تذكر لفظة تضجر
إنما كانت دائما ترفع بصرها الى السماء وتقول حكمك يا رب على راسي وعيني
كانت ابنتها في مرض الموت تناديها من الألم : يا أمي وكانت تسمعها ولا تتمكن من رؤيتها وتقول لها قولي يا ربي ولا تقولي يا أمي أنا لا أنفعك ، فقدت ابنتها فما فتئت تذكرها وتذكر حسن رعايتها وتدعو لها في كل وقت
كنت أزورها مراراً وتكراراً لأرى دروس الصبر تلقى عليّ ، ولأرى ذاك النور المنبعث من وجه صبرت صاحبته فأنار ظلمات النفوس
كنت أصغي إليها وهي ترضى عن ابنها الذي توفى متذكرة حسن صنيعه معها فقدته وقد اكتملت رجولته وما اشتكى من شيء
فقدت الولد والسند والبصر والأرجل وهي حامدة شاكرة تلهج بذكر الله وتحمده في الليل والنهار والسر والإعلان
لكنها هذه المرة بكت متحسرة
سألتها لماذا تبكين ؟
قالت : من سيبكي عليّ إذا ما متّ ؟
سؤال محيّر لم أجبها عليه بل سرعان ما غيرت الحديث لأنني لا أملك جواباً
وعدت إلى بيتي وأنا أحدّث نفسي لماذا يفكر الإنسان عند الموت بمن سيبكي عليه ؟
سؤال أتمنى من القارئ الكريم أن يجيبني عليه
مع تحياتي

المصدر: شبكة مشكاة