أم الشيماء الفرنسية
04-03-11, 12:01 AM
بسم الله والصلاة على رسول الله وبعد : أخواتي، إن الصبر قرين اليقين (وجعلنا منهم أئمة يهدُون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيايتنا يوقنون)السجدة24 ولذلك قال سفيان : بالصبرو اليقين تنال الإمامة في الدين . والذي لا يصبر فإنه من السهل أن ينخلع عن دينه لأي شيء يعترض طريقه ، و من السهل أن يتخلى عن منهجه ، و حكمته لأي إفتزاز . ولذلك قال تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم :(فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)الروم 60 وقال :(واصبر على ما يقولون، واهجرهم هجرًا جميلاً)المزمل10 كثيرًا ما يقف الضالون في وجه الدعاة إلى الله عزوجل ، يقولون لهم : إن ما تدعون إليه ضرب من الخيال لا يمكن أن يتحقق في الواقع، أنتم تدعون إلى أمور عفا عليها الزمن ، ونسيها الناس أو كادوا، فينبغي أن ترضوا بما هو دون ذلك ، وأن تُراجعوا آراءكم و اجتهداتكم!!! وأمام ضغوط الواقع القائم ، وأمام العقبات الحقيقية و الوهمية في وجه تحقيق الإسلام ، وأمام طول الطريق .. قد يستجيب بعض الدعاة و يتأثر ، ويبدأ في إعادة النظر في فهمه للإسلام ، و فيما يقوله الخصوم ! وياليته إذ يفعل ذلك يفعله بروح الباحث المتجرد الشجاع المتطلع إلى الحق أن كان . . لكنه يفعله بروح المنهزم الذي يحس بأنه خرج من المعركة أسيرًا وكسيرًا فهو يبحث في عروض القوم عن حل يجنبه المعركة مع الباطل ، مع الواقع المنحرف ... مثال : الربا الذي إنتشر ، ضرب أطنابه ومد رواقه ، و قامت عليه اقتصاديات العالم كله ـ بما فيه العالم الإسلامي ـ و كاد أن يدخل جيب كل واحد حتى تحققت فيه نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم ، حين قال : ((يأتي على الناس زمان من لم يأكل الربا أصابه من غباره)) أخرجه أحمد،أبوداوود،والنسائي.... وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف ، ألا أنه يشهد لصحة معناه قو له صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري (( يأتي علي الناس زمان لا يبالي المرء ما أكل ، أمن حلال أم من حرام . هذا الحرام المستقر في نفوس الكثيرين و جيوبهم ومؤسساتهم و أموالهم بدلاً من أن يسعى الداعية لنهي الناس عنه ، و البحث عن البدائل الشرعية الصحيحة لتنمية أموال الناس و استثمارها ، وإقامة بناء الإقتصاد الإسلامي السليم .. يأتيه الذين لا يوقنون فيحاولون أن يستخفوه ليعيد النظر في صور من صور الربا الصريح .و أن لها مخرجا فقيا ولو ضعيفاً أو شاذًا ! وهكذا يصبح واقع الناس في فترة من الزمان محدودة مرجعًا لتعديل بعض الأحكام الشرعية المستقرة عبر القرون ! إنه فقدان الصبر في نفوس بعض الدعاة ، ومع فقدانه فقدان الأمل ! أعلل النفس باآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! وياليت الداعية ينصت لذلك الناصح الذي قال للخليل : إذا لم تستطع شيئاً فدعه و جاوزه إلى ما تستطيع أنت لست مطالبًا بتحقيق نصر واقع الإسلام ، فهذا مره لى الله تى شاء أ ن يحدث حدث ، لكنك مطالب ببذل جهدك في هذا السبيل فحسب فعليك البلاغ ، يتبع