المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التواضع


أم الشيماء الفرنسية
05-03-11, 11:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حبيباتي : التواضع : هو معرفة المرء قدر نفسه ، وتجنب الكبر الذي هو بطر الحق و غمط الناس . كما قال صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه مسلم و غيره .

و التواضع في الأصل إنما هو للكبير الذي يخشى عليه أن يكبر في عين نفسه فيقال له : تواضع تكن كالنجم لاح لناضر ـ ـ ـ ـ على صفحات الماء و هو رفيع ـ ـ ـ أما الإنسان العادي فلا يقال له : تواضع ، و إنما يقال له : إعرف قدر نفسك ، و لا تضعها في غير موضعها !!

روى الخطابي في العزلة أن الإمام ـ الفذ عبد الله بن المبارك ـ قدم خرسان فقصد رجلاً مشهوراً بالزهد و الورع ، فلما دخل عليه لم يلتفت إليه الرجل و لم يأبه به ، فخرج من عنده عبد الله بن المبارك ، فقال له بعض من عنده : أتدري من هذا !؟ ، قال : لا . ، قال : هذا أمير المؤمنين في الحديث .. هذا .. هذا .. هذا عبد الله بن المبارك فبهت الرجل و خرج إلى إبن المبارك مسرعاً يعتذر إليه و يتنصل و قال : ـ يا أبا عبد الرحمان ـ أعذرني و عظني ! قال إبن المبارك : نعم .. إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد ٍ إلا رأيت أنه خير منك ! و ذلك أنه رآه معجباً بنفسه ، ثم سأل عنه إبن المبارك فإذا هو حائك ! ! لقد لمح الإمام المربي في هذا المتزهد نوعًا من الكبرياء و الغطرسة و الإستعلاء على الناس وهو داء يسرع إلى المتعبدين أحياناً فزوده بهذه النصيحة .

وكم نجد من بعض الصالحين ، و ربما الدعاة أحياناً ، بل ومن صغار الطلبة من يسيئون الأدب مع شيوخهم و علمائهم و أساتذتهم . و إنه لأمر يحز ي النفس و يؤلمها ! لاحرج أن تختلف مع عالم أو داعية في رأي أو إجتهاد ـ متى كنت أهلاً لذلك ـ لكن الحرج كل الحرج أن يتحول هذا الإختلاف إلى معول لهدم مكانة هذا العالم و الحط من قدره ، و الإزراء عليه ، و سوء الأدب معه .

و إن جاز أن يقع هذا من الدهماء و العامة ، و من أهل البدعة و الضلالة فإنه يجوز بحال من الأحوال أن يقع من أهل السنة و من طلاب علم الشريعة :
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ـ ـ ـ ـ فاربأ بنفسك أن أن ترعى مع الهمل

يتبع

طالبة الرضوان
07-03-11, 08:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنتِ عزيزتي أم الشيماء، جعلكِ الله مباركة أينما كنتِ..

وكما قال شيخنا سعد الشثري - حفظه الله - :
ولا يصح للعبد درجة التواضع ، حتى يقبل الحق ممن يحب وممن يبغض ، فيقبله من عدوّه كما يقبله من صديقه ، وإذا لم تردّ عليه حقا فكيف تمنعه حقا ً له قِبَلك ، ومن أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته ، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته حقاً كانت معذرته أو باطلا ، وتكل سريرته إلى الله تعالى ، كما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنافقين الّذين تخلّفوا عنه في الغزو ، فلما قدم جاءوا يعتذرون إليه فقبل أعذارهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى .

رابيه
10-03-11, 03:37 AM
سلمت يداكي اختي ام الشيماء
وبارك الله لكي
وننتظر المزيد
وجعله الله في ميزان حسناتك

خلود أم يوسف
10-03-11, 11:15 AM
بارك الله بكِ أختي الغالية
نفع الله بكِ
: )

أم الشيماء الفرنسية
15-03-11, 12:23 AM
بارككن الرحمن أسعدني مروركن